الآولى
بسم الله الرحمان الرحيم وأستغفر ربي الكريم
.
.
________________________________________
____________________
_________
قبل مئات السنين ... اين كان الناس يرتدون ملابس مختلفة عنا ، ويتكلمون بطريقة مختلفة يملأها التكلف و سلاسة اللغة ..
فقط شيء واحد لم يختلف وهو تفكير المجتمع التافه ، فهو واحد منذ الأزل...
{اكبر عدو للمرأ عقله ..اذا كان جاهلا متخلفا}
كانت هناك قرية جميلة تقع بعيدا عن العاصمة ...ولم يكن فيها من مظاهر التقدم سوى مكتبة شديدة التواضع ...
وقد هيمن على جمالها هضبة بعيدة نسبيا .. يتموضع فوقها قصر عال بكل شموخ .
امر غريب ان يكون مبنى مثله مشيد بعيدا عن القرية ..
~يبدو باردا ووحيدا هناك..تماما كقاطنيه~
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
كان ذلك الهادئ ذو الملامح الحالمة جالساً يقرأ كتابا ما قد أختاره بعناية من المكتبة الصغيرة المرفقة بهذه الغرفة الدافئة والمريحة بأثاثها غير المنمق ، يبدو أن الكتاب اثار اهتمامه حتى انه لم ينزعج من اصوات ضحكات اخيه الصغير الذي يقفز مثل الأرنب كلما داعبه والداه ..
تقدم شقيقه ذو الأعوام الخمسة نحوه و رفع قبضته القصيرة ملامسا الكتاب بلطف قائلا ...
جاكسون " اخي ششين !!ماذا تقلأ ؟! "
ابتسم من نطق اخيه الطفولي لإسمه واردف ..
جين " إنه كتاب يتحدث عن السحر في إيفريقيا !"
جاكسون " وما هي إيفليقيا ؟؟ " همهم بتفكير بالغ على عقله القطني !
جين "انها قارة يا صغيري الفضولي .."
جاكسون " وماذا تعني قالة ؟!"
تنهد جين بتذمر وهو يقول في نفسه
- ااه الآن جاكسون وبعدها ستأتي دينا لتغرقني بأسئلتها عن ....-
لم يكمل حتى سمع دق الباب !!
قامت والدة جين بفتحه ... لتستقبل القادم بسرور ..
الوالدة : مرحبا ابنتي ... كيف حالك اليوم ؟
تكلمت تلك الفتاة القصيرة ذات العيون الحادة والملامح الجريئة التي زينها شعرها الكستنائي المظلم المسدول خلف جسدها المتناسق ...
دينا مبتسمة " بخير مام .. ممم اين جين ؟ لديه دين عليه ان يسدده "
ختمت جملتها بثغر ماكر لتضحك الأم ...
يبدو انها لن تتركه حتى يقوم بما وعدها به ...
تدخل جين " اهلا يا مجنونة !! كنت بإنتظارك
تعالي ..."
دينا " هل كل شيء كما خططت له ؟ "
جين : اجل ، لكن دعينا نتحدث على انفراد ...
شعرت دينا بسعادة غامرة ، هل سيتحقق حلمها اخيرا ؟
دينا : حسنا اخي لنجلس ...
إبتسمت لذلك الصغير الذي تقدم نحوها بغرض معانقتها فلثمت وجنته الممتلئة بدفء وتوجهت مع عريض الأكتاف الذي ضحك عليهما للتو .
جلست دينا رافعة طرفي فستانها الكثيف أسفل خصرها الممشوق ، وبتهذيب فكتوري تحدّث ذلك الجالس مقابلا لها بعد أن عدّل قميصه الحريري ووضع قبضته المرتخية أسفل ذقنه الرفيع ..
" حسنا إذا .. لقد دبّرت لكِ عملا ً في قصر عائلة -درَاكُولْ- كما شاءَ خاطِركِ صعبُ الإرضاء ذاك !! "
إبتسم لبريق عينيها ثم أكمل ..
" الأخ الأكبر يحتاج إلى سكرتيرة و مترجمة تجيد مختَلفَ اللّغاتْ ... وأضنّ أنّك مؤهّلَة جيده نظراً لهوسك ِ بكتب السحر والأساطير و غيرها ..كما تجيدين عدّة لُغات معتبرة "
إرتسمت ابتسامة على وجهها الصغير شقّتْ خدّيهآ بعنفٍ تزامنا مع حروفه .
" أجل ، أجل ، إذا بعد أن أكتشفَ سِرّ ذلك القصر ...
أردفت متسرّعةً قَبل أن يقاطعَها جين بملامحه الفخورة والتي لا تخلو من بعض الرضى عن النفس ..
" أجل عزيزتي المتفجّرة ، سيعطونكِ منحَةً لكي تدرسي في العاصمة ... ستكْفي لتلتحِقي بالكلّية وتحققي حلمك "
إجتاحت سعادة لا توصف أَيسَرهآ ، هي لطالما تخيّلت هذا اليوم ، فهي ستحقق رغبيتين رافقتاها منذ الصغَرْ .
" عليكِ أن توقّعي هذا العقد ، لكن إقرئيه أولا فأنت تعلمين ان ذلك القصر مريب جدا "
قالها جين بإنفعال مبالغ فداعبته بمرح ...
" أجل أعلم ! فهذا ما جعلني أتأكد من شائعة السحر الأسود المرتبطة به ، لذا سأكتشف سِرّه وسأجد ضالتي وبعدها سأذهب لأكمل دراستي بالعاصمة وأتخلص من هذا المجتمع الذي لا يرى للفتاة قيمة سوى الزواج "
-ختمت ذلك بشدّ قبضته بلؤم ليبتسم جين على تفكيرها وأردف بملامح حالمة وقلق طفيف ..
" أنا أريدك أن تتوخي الحذر هل فهمتي ؟؟ "
" حسنا سوف أفعل ...شكرا لك أخي لانك دائما تدعمني "
ردّت ليبتسم لها بملائكية ،ثم فرقع أصابعه بخِفّة منبها ..
" سوف تأتي عربة لأخذكِ فهناك ...إقرئي العقد بحذرٍ ..واضح ؟! "
أومئت دينا براسها وإستعدت للخروج بعد ان شكرته بإفراط .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
صوت خطواتها على الطريق الحجري الذي خنقت بيوت صغيرة بالية طرفيه ، وأضافت النوافذ الضيقة منظراً كئيباً للوحة العصور الوسطى العريقة هذه .
الشمس على وشك المغيب والجو بارد وقاسٍ هذه الأيام ، لكنه ليس بقساوة نظرات الناس لفتاة لا تقبل بأي خاطبٍ لها ولا تتبع تقاليدهم الجاهلة وعادتهم بل فضّلت الكتب على ذلك منذ نعومة أظافرها ... ويا إلهي كم كانت فخورة بنفسها لذلك !!
السعادة تحتضن قلبها بدفء ناعم وما كانت لتتمنى أكثر وهذه أبلغ ما آمانيها .
هي منذ صغرها مهووسة بالسحر والعوالم الأخرى ومقتنعة تماما بأنها ستجد السلام عندما تكتشف تلك الأسرار .. إعتقاد رافقها طويلا حتى أضحى كالإيمان الراسخ فلعلها بذلك ستغرق في عالمٍ يحتضن روحها المظطربة ولن تأمل النجاه بعدها !!
والحمدلله على وجود جين ، فقد ساعدها دوماً وعلّمَها الكثير منذ أول لقاء لهما في صغرهما وكان لها أخاً و صديقا ً .
- هناك الكثير من الشائعات بعدد ثرثرة سكان القرية وما إستطاعت عقولهم ان تختلقه حول ذلك القصر ، بعضها يقول أن الإخوة الأربعة للعائلة دراكول هم مصاصوا دماء !
لهذا تموت العديد من الفتيات عندما يذهبن للعمل هناك كخادمات ..وهذا لم يخف دينا ابدا !
وبعضها يقول ان والديهم المتوفيان كانا ساحرين أو شيطانان !! ... وهذا ما زاد تمسكها بالعمل هناك لإكتشاف الأمر .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
صوت إنفتاح الباب جعل الإمرأة ذات الفستان الأسود والوشاح الدافئ على كتفيها الهزيلين تنظر بإتجاهه ثم تبتسم لعودة إبنتها الوحيدة .
دخلت دينا وحضنت أمها التي كانت بإنتظار عودتها على كرسيها المدولب !
فوالدتها قد أضناها العمل من اجل إطعام إبنتها حتى فقدت القدرة على السير .
" لا داعٍ للقلق بعد اليوم أمي "
قالت دينا بحماس وهي تضع السلة التي بيدها وتنزع وشاحها عن كتفيها الناعمين ...
اردفت عند إنتباه امها الهادئة ..
" لقد وجدت عملا أخيرا ً ."
توسّعت عيني أمها قائلةً :
" وأين ستعملين حبيبتي ؟!"
إنحنت بجذعها الصغير مبتسمة لسؤال أمها :
" سأعمل في مكانٍ بعيد قليلا عن القرية ، لذا سأضطر للمبيت هناك فترةَ عملي ..وأنتي ستذهبين لمنزل جين ، لوالدته العنيدة لم تقبل غير ذلك "
إضطربت مقلتيها تترقّب إجابة والدتها ...
الأم :" حسنا ولكن ...ماهو هذا العمل ؟ ..و هل ستطيلين البقاء هناك ؟!"
رفعت دينا كتفيها تعتدل في جلستها بعد ان كانت منحنية للأمام ..
" لا ادري أمي ، لكن العمل في مجال الكتب لذا لن أتركه "
كذبت !
تنهّدت الأم :" حسنا سأستسلم !! انا أعلم أنني لن انجح في نقاشك إن كان الأمر عن الكتب "
تنهدت دينا بإرتياح وهمّت بالوقوف ، ثم قالت بمرح :
" فتاة مطيعة !! والآن أريد الذهاب للنوم فعربتي ستأتي في أي وقت كما قال جين "
صمتت ثم تأوهت عند تذكرها لشيء ما ..
" على فكرة هو سياتي لأخذك غدا باكرا .. والأن ليلةً سعيدة "
تقدّمت تقبّل جبينها فقالت أمها :
" ولكي أيضا صغيرتي و ..اتمنى لكي التوفيق "
إبتسمت مميلة رأسها :" شكرا غاليتي !" .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
جلست دينا على حافّة السرير وهي تفكر بالكذبة التي إضطرت لها حتى تُطمئِن والدتها ..
قد يكون شعور الذنب يخدش وجدانها بإستفزاز كلما تذكرت ذلك لكنها ما كانت لتسمح لها بالعمل لو علمت أنه في قصر الإخوة دراكول .
إنها تريد مراجعة العقد فهي ستوقعه على أية حال ومهما كان ما خُطّ فيه ، لكن التعب إحتل جسدها المكتنز الصغير ، فآثرت أن تتدثّر بغطائها الصوفي وتغلق ضوء مصباحها الزيتي فوق مكتبها القريب الممتلىء بكتبها ... ثم تخلد للنوم .
وبينما هي بين طيّات الحلم ، إخترق سمعها صوت قرع الباب بقوة لا تتناسب مع الأحلام !!
فتحت عيناها ونظرت لساعة الحائط الخشبية ذات النواس المتراقص والتي تشير للثالثة صباحاً !!
" ما هذا بحق الجحيم !! "
تمتمت ثم رفعت صوتها بينما تنزع الغطاء عنها ..
" حسناااا ... حسنا انا قادمة ! توقف عن الدّق "
شعرت بخوف يداعب قلبها فالأمر غريب في هذا الوقت من الليل ...لكنها توجهت للفتح فقد يكون امرا طارئاً .
تزامن إرتفاع صوت أمها مع خروج دينا من غرفتها نحو ردهة بيتهم فطمانتها وتقدمت لفتح الباب بحذرٍ ...
كان هناك رجل غريب ، بمعطف أسود وقبعة راقية تتموضع على رأسه بشموخ طولها المواكب للموضة ...
رافقت إبتسامة باهتة فمه تحت شاربه الرفيع وتجاعيده الظاهرة .
بصوتها المرتجف ومحاولتها كبح إرتجاف يدها من التوتر و البرد قالت :
" من انت وماذا تفعل هنا ؟ لديك عشر ثوان لتجيبني ؟ فقد أيقظتني من النوم يا هذا ... واحد .. اث..."
قاطعها بسرعة واندهاش من تصرفها :
" آنستي لقد أتيت من القصر ، إنني هنا لأخذك ...
تنهّد بعد أن ارخا قبضتها عن الباب رامقةً إياه بنظرات شك اخيرة ثم أردف :
" أعتذر عن التوقيت ولكن سيدي نامجون أمرني بهذا "
صرّح بحزم .
قالت رافعة أحد حاجبيها العريضين :
" سيدك غريب حقاً !! هل سأهرب غدا مثلا ؟!"
تكلم بهدوء :" هذه الأوامر آنستي ، فهو قد اتى من سفره للتو !"
أومئت أخيرا على رده وشدّت الوشاح على كتفيها رادعة نسمة هواء بارد متسللة ..
" حسنا دعني اعلم أمي وآتي معك .."
تنهد بنفاذ صبر :
" آه أعتقد انك لم تفهميني جيدا ، آنستي عليك إحضار أغراضك أيضا ، والعقد طبعا ... "
قال بنبرة مقتنعة .
إستغربت دينا سرعة الأحداث ، لكنها فرّقت شفتيها بعد أن مرّرت عينيها في كل مكان ..
" حسنا سآخذ بعض الوقت لذلك ..يمكنك الإنتظار هناك ."
وأشارت بيدها نحو كنبة توسطت الردهة ثم إستدارت له لكنه رفض :
" سأنتظر في العربة هناك ، شكرا "
أومئت له ثم توجهت لإخبار أمها مدعية أنها سترحل الآن لترتاح عند وصولها قبل مباشرة العمل 'المزيف' ، ثم وصتها ان تعتني بنفسها وتذهب مع جين الذي سياتي بعد ثلاث ساعات فهو دقيق في مواعيده .
حضنتها بحرارة وقبلت جبينها وغطّتها كما إعتادت أمها فعله في صغرها .
إنصرفت لغرفتها وحملت أغراضها وطبعا كتبها الثمينة لها بشدة .
وقعت العقد دون قرائته فقد آثرت الإسراع ثم خرجت ..
إنطلقت العربة شاقة دربها عبر الطريق المعبّد الوحيد الذي يصل القرية بالقصر أعلى الهضبة .
إنها تفكّر بما ينتظرها هناك وكيف ستستغل الوقت كي تبحث عن أسرار القصر وتعمل هناك حتى تحصل على منحة أحلامها في نفس الوقت .
تأرجحت بها العربة يمنة ويسرى وهي تسند يدها على مقعدها .
شعور غريب بين التوتر والفرحة يبعثر نبضاتها كل حين ليرافقه الم ببطنها وإرتجاف يديها دون قصد منها .
حدثت نفسها لعلّها تخمد جرعة الأندرينالين المتدفقة في شرايينيها ..
" آمل ان لا يُكتشف أمري ، انني أريد هذا بشدة جامحة "
وصلت العربة للقصر والفجر يلوح في أفق السماء مزينا القصر بألوان باردة متلألأة كالألماس سلبت انظار دينا ، فهي لم ترى القصر بهذا القرب من قبل ابدا .
فقط مجرد أحلام يقظة كانت تنسجها هي عند تفكيرها بمتعة المغامرة فيه .
توقف إرتجاج العربة دالا على توقفها ، وصدح صوت السائق يطلب من دينا الترجّل فقد وصلوا أخيرا .
نزلت بسرعة ولهفة تزين ملامحها المتحمسة لرؤية كل شيء في هذا البناء العظيم ...
وقفت تنظر أمامها لهذا الصّرح وإرتفع صدرها المزين بزهور فستانها الناعم حين تنفست بعمق وفرّقت شفتيها بهمس :
" ها قد بدأت رحلتي !!"
انزل قوي البينية حقائبها ثم قادها لداخل القصر بينما عينيها الحادتين تتراقصان مستكشفتين خارج المكان قبل الدخول .
فمها مفتوح والسعادة تملأ قلبها بسخاء كلما خطّت بقدميها للداخل ، كذلك تعانقت والتوتر من اللقاء الأول !
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
تقف الآن فوق بساط أحمر قانٍ توسط أرضية تلك القاعة الضخمة التي إرتفعت عليها أعمدة ذات تصميم روماني بحت ، شامخة حتى السقف الذي زُيّن بلوحات فسيفسائية لأنواع مختلفة من الطيور وأبرزها طائر العنقاء الأسطوري أبيض اللون ...
وفي منتصف ذلك الإبداع الفني ثرية عملاقة ذات بلورات كرستالية رقيقة وصافية .
ولم يخلو المكان من مصابيح كبيرة تعانق خصر الأعمدة المهيبة .
إنه مكان فخم للغاية !!
حتى يصعب التصديق ان هذا الرقي موجود قرب قريتها ، على الأقل هذا ما طرأ على تفكيرها للحظات أثناء تأملها الذي إستغرقت فيه حتى أنها لم تلحظ مغادرة السائق بعد ان وضع الحقائب خلفها وخرج بهدوء .
إلتفتت تبحث عنه أو أي أحد يريها الطريق حتى لمحت تقدم فتى إليها ..
وسامته الآسرة وجمال عينيه حبس أنفاسها للحظة قبل ان تلحظ ملابسه الباهضة والتي تدل على انه أحد الإخوة لا محالة ، فهو يرتدي الحرير الأبيض وسترة راقية مزركشة ذات لون ازرق سماوي ، يشبه الامراء حقا خصوصا عندما إبتسم بهدوء كملاك !
وقف أمام تلك المتصنمة وتكلم بنبرة مرحة ..
" مرحبا !! تبدين كالتائهة ... من انتي ؟؟"
تلعثمت قليلا قبل ان تجيبه بعد إنحناءة خفيفة جاذبة طرف فستانها السفلي كما العادات ..
" أنا ... السكرتيرة الجديدة ، هل يمكنكي أخباري أين اجد مكتب السيد نامجون ؟ من فضلك !"
إبتسم إبتسامة واسعة مبالغ بها مردفا
" إسمي تايهيونغ ! وسأخبركي لكن بشرط !"
عقدت حاجبيها وآمالت رأسها تتدارك ما قاله ..لكنها سرعان ما إبتسمت لحماسه اللطيف
" وأنا دينيز ، لكن نادني دينا ... أخبرني ما شرطك سيد تايهيونغ !"
شبكت ذراعيها لصدرها منظرة رده ...
" ستصبحين صديقتي وستلعبين معي متى ما اردت ذلك .."
شعرت بالغرابة قليلا لكنها وافقت ... فهو يبدو شخصا لطيفا للغاية .
قال بنبرة إنتصار :
" حسنا إذا ، هيا لنذهب لمكتب أخي نامجون ."
أمر احدى الخادمات بنقل حقائبها ثم سار لتتبعه هي وأثناء سيرهما يحدثها عن ألعابه المفضلة بكل براءة حتى انها صارت تتصرف معه بطفولة دون قصد .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
غمر صوت أقدامهما الرواق الذي علقت على جدرانه لوحات نابضة بالحياة لأبرع رسامي ذلك العصر ، وحلقت تماثيل حوريات مجنحة بين إنحناءاته المطلية بالذهبي والذي تماشى مع لون جدرانه الأبيض .
فجأة بدا تايهيونغ بالإسراع في خطواته ...
قامت دينا بالمثل عندما لمحته إبتسامته الطفولية فهو يريد مسابقتها .
أسرع أكثر مستفزا إياها .
لم تتحمل هي فبدات بالركض بينما رفع تايهيونغ رأسه وتوقف مباشرة بعد ذلك لكنها لم تتوقف ودون ان تنتبه إصتدمت بشيء سرعان ما أدركت أنها ظهر أحدهم ...
رفعت عيناها وما كادت حتى شعرت بيد تايهيونغ تجذبها بسرعة وبهمس قال في اذنها
" إذهبي من هنا حالا ً !!"
لقد تغيرت ملامحه جدا ، لكن هذا لم يمنعها من البقاء .
تقدم تايهيونغ بسرعة وقال ..
" آسف أخي جيمين ، أنا لم أنتبه ..."
إنه متوتر للغاية وقد طاطأ رأسه لذلك الذي إستدار ببرود بجسده المنحوت كاحد تلك التماثيل الناصعة البياض .
ولكن هل هذا قصر الملائكة ؟!
نظر لهما بعينين حادتين ثن فرّق شفتيه بهدوء مدمر للأعصاب ، وصوته يكاد يجمد الحاضرين ..
"مرحبا تايهيونغ "
همهم مستمتعا ثم تكلم ببطء مستفز ...
"لنرى ما لدينا هنا ..حقا تبدو مسلية للغاية ! "
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
بووووم شاكالاكاااا 🙈
🌚🌚🌚🌚
البارت الجاي اذا تأخرت فإعلموا انو عم شوف حفلات بانقتان وساحبة عن الكتابة 😭😍💞
لا جديا ... احم احم -بصوت جنغكوك -
عم اكتب رواية من فيديوهاتي باليوتيوب وبعدها يرجع انقلها هون لهيك أتأخر 😥
take care ✌ ❤🙈
.
.
________________________________________
____________________
_________
قبل مئات السنين ... اين كان الناس يرتدون ملابس مختلفة عنا ، ويتكلمون بطريقة مختلفة يملأها التكلف و سلاسة اللغة ..
فقط شيء واحد لم يختلف وهو تفكير المجتمع التافه ، فهو واحد منذ الأزل...
{اكبر عدو للمرأ عقله ..اذا كان جاهلا متخلفا}
كانت هناك قرية جميلة تقع بعيدا عن العاصمة ...ولم يكن فيها من مظاهر التقدم سوى مكتبة شديدة التواضع ...
وقد هيمن على جمالها هضبة بعيدة نسبيا .. يتموضع فوقها قصر عال بكل شموخ .
امر غريب ان يكون مبنى مثله مشيد بعيدا عن القرية ..
~يبدو باردا ووحيدا هناك..تماما كقاطنيه~
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
كان ذلك الهادئ ذو الملامح الحالمة جالساً يقرأ كتابا ما قد أختاره بعناية من المكتبة الصغيرة المرفقة بهذه الغرفة الدافئة والمريحة بأثاثها غير المنمق ، يبدو أن الكتاب اثار اهتمامه حتى انه لم ينزعج من اصوات ضحكات اخيه الصغير الذي يقفز مثل الأرنب كلما داعبه والداه ..
تقدم شقيقه ذو الأعوام الخمسة نحوه و رفع قبضته القصيرة ملامسا الكتاب بلطف قائلا ...
جاكسون " اخي ششين !!ماذا تقلأ ؟! "
ابتسم من نطق اخيه الطفولي لإسمه واردف ..
جين " إنه كتاب يتحدث عن السحر في إيفريقيا !"
جاكسون " وما هي إيفليقيا ؟؟ " همهم بتفكير بالغ على عقله القطني !
جين "انها قارة يا صغيري الفضولي .."
جاكسون " وماذا تعني قالة ؟!"
تنهد جين بتذمر وهو يقول في نفسه
- ااه الآن جاكسون وبعدها ستأتي دينا لتغرقني بأسئلتها عن ....-
لم يكمل حتى سمع دق الباب !!
قامت والدة جين بفتحه ... لتستقبل القادم بسرور ..
الوالدة : مرحبا ابنتي ... كيف حالك اليوم ؟
تكلمت تلك الفتاة القصيرة ذات العيون الحادة والملامح الجريئة التي زينها شعرها الكستنائي المظلم المسدول خلف جسدها المتناسق ...
دينا مبتسمة " بخير مام .. ممم اين جين ؟ لديه دين عليه ان يسدده "
ختمت جملتها بثغر ماكر لتضحك الأم ...
يبدو انها لن تتركه حتى يقوم بما وعدها به ...
تدخل جين " اهلا يا مجنونة !! كنت بإنتظارك
تعالي ..."
دينا " هل كل شيء كما خططت له ؟ "
جين : اجل ، لكن دعينا نتحدث على انفراد ...
شعرت دينا بسعادة غامرة ، هل سيتحقق حلمها اخيرا ؟
دينا : حسنا اخي لنجلس ...
إبتسمت لذلك الصغير الذي تقدم نحوها بغرض معانقتها فلثمت وجنته الممتلئة بدفء وتوجهت مع عريض الأكتاف الذي ضحك عليهما للتو .
جلست دينا رافعة طرفي فستانها الكثيف أسفل خصرها الممشوق ، وبتهذيب فكتوري تحدّث ذلك الجالس مقابلا لها بعد أن عدّل قميصه الحريري ووضع قبضته المرتخية أسفل ذقنه الرفيع ..
" حسنا إذا .. لقد دبّرت لكِ عملا ً في قصر عائلة -درَاكُولْ- كما شاءَ خاطِركِ صعبُ الإرضاء ذاك !! "
إبتسم لبريق عينيها ثم أكمل ..
" الأخ الأكبر يحتاج إلى سكرتيرة و مترجمة تجيد مختَلفَ اللّغاتْ ... وأضنّ أنّك مؤهّلَة جيده نظراً لهوسك ِ بكتب السحر والأساطير و غيرها ..كما تجيدين عدّة لُغات معتبرة "
إرتسمت ابتسامة على وجهها الصغير شقّتْ خدّيهآ بعنفٍ تزامنا مع حروفه .
" أجل ، أجل ، إذا بعد أن أكتشفَ سِرّ ذلك القصر ...
أردفت متسرّعةً قَبل أن يقاطعَها جين بملامحه الفخورة والتي لا تخلو من بعض الرضى عن النفس ..
" أجل عزيزتي المتفجّرة ، سيعطونكِ منحَةً لكي تدرسي في العاصمة ... ستكْفي لتلتحِقي بالكلّية وتحققي حلمك "
إجتاحت سعادة لا توصف أَيسَرهآ ، هي لطالما تخيّلت هذا اليوم ، فهي ستحقق رغبيتين رافقتاها منذ الصغَرْ .
" عليكِ أن توقّعي هذا العقد ، لكن إقرئيه أولا فأنت تعلمين ان ذلك القصر مريب جدا "
قالها جين بإنفعال مبالغ فداعبته بمرح ...
" أجل أعلم ! فهذا ما جعلني أتأكد من شائعة السحر الأسود المرتبطة به ، لذا سأكتشف سِرّه وسأجد ضالتي وبعدها سأذهب لأكمل دراستي بالعاصمة وأتخلص من هذا المجتمع الذي لا يرى للفتاة قيمة سوى الزواج "
-ختمت ذلك بشدّ قبضته بلؤم ليبتسم جين على تفكيرها وأردف بملامح حالمة وقلق طفيف ..
" أنا أريدك أن تتوخي الحذر هل فهمتي ؟؟ "
" حسنا سوف أفعل ...شكرا لك أخي لانك دائما تدعمني "
ردّت ليبتسم لها بملائكية ،ثم فرقع أصابعه بخِفّة منبها ..
" سوف تأتي عربة لأخذكِ فهناك ...إقرئي العقد بحذرٍ ..واضح ؟! "
أومئت دينا براسها وإستعدت للخروج بعد ان شكرته بإفراط .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
صوت خطواتها على الطريق الحجري الذي خنقت بيوت صغيرة بالية طرفيه ، وأضافت النوافذ الضيقة منظراً كئيباً للوحة العصور الوسطى العريقة هذه .
الشمس على وشك المغيب والجو بارد وقاسٍ هذه الأيام ، لكنه ليس بقساوة نظرات الناس لفتاة لا تقبل بأي خاطبٍ لها ولا تتبع تقاليدهم الجاهلة وعادتهم بل فضّلت الكتب على ذلك منذ نعومة أظافرها ... ويا إلهي كم كانت فخورة بنفسها لذلك !!
السعادة تحتضن قلبها بدفء ناعم وما كانت لتتمنى أكثر وهذه أبلغ ما آمانيها .
هي منذ صغرها مهووسة بالسحر والعوالم الأخرى ومقتنعة تماما بأنها ستجد السلام عندما تكتشف تلك الأسرار .. إعتقاد رافقها طويلا حتى أضحى كالإيمان الراسخ فلعلها بذلك ستغرق في عالمٍ يحتضن روحها المظطربة ولن تأمل النجاه بعدها !!
والحمدلله على وجود جين ، فقد ساعدها دوماً وعلّمَها الكثير منذ أول لقاء لهما في صغرهما وكان لها أخاً و صديقا ً .
- هناك الكثير من الشائعات بعدد ثرثرة سكان القرية وما إستطاعت عقولهم ان تختلقه حول ذلك القصر ، بعضها يقول أن الإخوة الأربعة للعائلة دراكول هم مصاصوا دماء !
لهذا تموت العديد من الفتيات عندما يذهبن للعمل هناك كخادمات ..وهذا لم يخف دينا ابدا !
وبعضها يقول ان والديهم المتوفيان كانا ساحرين أو شيطانان !! ... وهذا ما زاد تمسكها بالعمل هناك لإكتشاف الأمر .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
صوت إنفتاح الباب جعل الإمرأة ذات الفستان الأسود والوشاح الدافئ على كتفيها الهزيلين تنظر بإتجاهه ثم تبتسم لعودة إبنتها الوحيدة .
دخلت دينا وحضنت أمها التي كانت بإنتظار عودتها على كرسيها المدولب !
فوالدتها قد أضناها العمل من اجل إطعام إبنتها حتى فقدت القدرة على السير .
" لا داعٍ للقلق بعد اليوم أمي "
قالت دينا بحماس وهي تضع السلة التي بيدها وتنزع وشاحها عن كتفيها الناعمين ...
اردفت عند إنتباه امها الهادئة ..
" لقد وجدت عملا أخيرا ً ."
توسّعت عيني أمها قائلةً :
" وأين ستعملين حبيبتي ؟!"
إنحنت بجذعها الصغير مبتسمة لسؤال أمها :
" سأعمل في مكانٍ بعيد قليلا عن القرية ، لذا سأضطر للمبيت هناك فترةَ عملي ..وأنتي ستذهبين لمنزل جين ، لوالدته العنيدة لم تقبل غير ذلك "
إضطربت مقلتيها تترقّب إجابة والدتها ...
الأم :" حسنا ولكن ...ماهو هذا العمل ؟ ..و هل ستطيلين البقاء هناك ؟!"
رفعت دينا كتفيها تعتدل في جلستها بعد ان كانت منحنية للأمام ..
" لا ادري أمي ، لكن العمل في مجال الكتب لذا لن أتركه "
كذبت !
تنهّدت الأم :" حسنا سأستسلم !! انا أعلم أنني لن انجح في نقاشك إن كان الأمر عن الكتب "
تنهدت دينا بإرتياح وهمّت بالوقوف ، ثم قالت بمرح :
" فتاة مطيعة !! والآن أريد الذهاب للنوم فعربتي ستأتي في أي وقت كما قال جين "
صمتت ثم تأوهت عند تذكرها لشيء ما ..
" على فكرة هو سياتي لأخذك غدا باكرا .. والأن ليلةً سعيدة "
تقدّمت تقبّل جبينها فقالت أمها :
" ولكي أيضا صغيرتي و ..اتمنى لكي التوفيق "
إبتسمت مميلة رأسها :" شكرا غاليتي !" .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
جلست دينا على حافّة السرير وهي تفكر بالكذبة التي إضطرت لها حتى تُطمئِن والدتها ..
قد يكون شعور الذنب يخدش وجدانها بإستفزاز كلما تذكرت ذلك لكنها ما كانت لتسمح لها بالعمل لو علمت أنه في قصر الإخوة دراكول .
إنها تريد مراجعة العقد فهي ستوقعه على أية حال ومهما كان ما خُطّ فيه ، لكن التعب إحتل جسدها المكتنز الصغير ، فآثرت أن تتدثّر بغطائها الصوفي وتغلق ضوء مصباحها الزيتي فوق مكتبها القريب الممتلىء بكتبها ... ثم تخلد للنوم .
وبينما هي بين طيّات الحلم ، إخترق سمعها صوت قرع الباب بقوة لا تتناسب مع الأحلام !!
فتحت عيناها ونظرت لساعة الحائط الخشبية ذات النواس المتراقص والتي تشير للثالثة صباحاً !!
" ما هذا بحق الجحيم !! "
تمتمت ثم رفعت صوتها بينما تنزع الغطاء عنها ..
" حسناااا ... حسنا انا قادمة ! توقف عن الدّق "
شعرت بخوف يداعب قلبها فالأمر غريب في هذا الوقت من الليل ...لكنها توجهت للفتح فقد يكون امرا طارئاً .
تزامن إرتفاع صوت أمها مع خروج دينا من غرفتها نحو ردهة بيتهم فطمانتها وتقدمت لفتح الباب بحذرٍ ...
كان هناك رجل غريب ، بمعطف أسود وقبعة راقية تتموضع على رأسه بشموخ طولها المواكب للموضة ...
رافقت إبتسامة باهتة فمه تحت شاربه الرفيع وتجاعيده الظاهرة .
بصوتها المرتجف ومحاولتها كبح إرتجاف يدها من التوتر و البرد قالت :
" من انت وماذا تفعل هنا ؟ لديك عشر ثوان لتجيبني ؟ فقد أيقظتني من النوم يا هذا ... واحد .. اث..."
قاطعها بسرعة واندهاش من تصرفها :
" آنستي لقد أتيت من القصر ، إنني هنا لأخذك ...
تنهّد بعد أن ارخا قبضتها عن الباب رامقةً إياه بنظرات شك اخيرة ثم أردف :
" أعتذر عن التوقيت ولكن سيدي نامجون أمرني بهذا "
صرّح بحزم .
قالت رافعة أحد حاجبيها العريضين :
" سيدك غريب حقاً !! هل سأهرب غدا مثلا ؟!"
تكلم بهدوء :" هذه الأوامر آنستي ، فهو قد اتى من سفره للتو !"
أومئت أخيرا على رده وشدّت الوشاح على كتفيها رادعة نسمة هواء بارد متسللة ..
" حسنا دعني اعلم أمي وآتي معك .."
تنهد بنفاذ صبر :
" آه أعتقد انك لم تفهميني جيدا ، آنستي عليك إحضار أغراضك أيضا ، والعقد طبعا ... "
قال بنبرة مقتنعة .
إستغربت دينا سرعة الأحداث ، لكنها فرّقت شفتيها بعد أن مرّرت عينيها في كل مكان ..
" حسنا سآخذ بعض الوقت لذلك ..يمكنك الإنتظار هناك ."
وأشارت بيدها نحو كنبة توسطت الردهة ثم إستدارت له لكنه رفض :
" سأنتظر في العربة هناك ، شكرا "
أومئت له ثم توجهت لإخبار أمها مدعية أنها سترحل الآن لترتاح عند وصولها قبل مباشرة العمل 'المزيف' ، ثم وصتها ان تعتني بنفسها وتذهب مع جين الذي سياتي بعد ثلاث ساعات فهو دقيق في مواعيده .
حضنتها بحرارة وقبلت جبينها وغطّتها كما إعتادت أمها فعله في صغرها .
إنصرفت لغرفتها وحملت أغراضها وطبعا كتبها الثمينة لها بشدة .
وقعت العقد دون قرائته فقد آثرت الإسراع ثم خرجت ..
إنطلقت العربة شاقة دربها عبر الطريق المعبّد الوحيد الذي يصل القرية بالقصر أعلى الهضبة .
إنها تفكّر بما ينتظرها هناك وكيف ستستغل الوقت كي تبحث عن أسرار القصر وتعمل هناك حتى تحصل على منحة أحلامها في نفس الوقت .
تأرجحت بها العربة يمنة ويسرى وهي تسند يدها على مقعدها .
شعور غريب بين التوتر والفرحة يبعثر نبضاتها كل حين ليرافقه الم ببطنها وإرتجاف يديها دون قصد منها .
حدثت نفسها لعلّها تخمد جرعة الأندرينالين المتدفقة في شرايينيها ..
" آمل ان لا يُكتشف أمري ، انني أريد هذا بشدة جامحة "
وصلت العربة للقصر والفجر يلوح في أفق السماء مزينا القصر بألوان باردة متلألأة كالألماس سلبت انظار دينا ، فهي لم ترى القصر بهذا القرب من قبل ابدا .
فقط مجرد أحلام يقظة كانت تنسجها هي عند تفكيرها بمتعة المغامرة فيه .
توقف إرتجاج العربة دالا على توقفها ، وصدح صوت السائق يطلب من دينا الترجّل فقد وصلوا أخيرا .
نزلت بسرعة ولهفة تزين ملامحها المتحمسة لرؤية كل شيء في هذا البناء العظيم ...
وقفت تنظر أمامها لهذا الصّرح وإرتفع صدرها المزين بزهور فستانها الناعم حين تنفست بعمق وفرّقت شفتيها بهمس :
" ها قد بدأت رحلتي !!"
انزل قوي البينية حقائبها ثم قادها لداخل القصر بينما عينيها الحادتين تتراقصان مستكشفتين خارج المكان قبل الدخول .
فمها مفتوح والسعادة تملأ قلبها بسخاء كلما خطّت بقدميها للداخل ، كذلك تعانقت والتوتر من اللقاء الأول !
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
تقف الآن فوق بساط أحمر قانٍ توسط أرضية تلك القاعة الضخمة التي إرتفعت عليها أعمدة ذات تصميم روماني بحت ، شامخة حتى السقف الذي زُيّن بلوحات فسيفسائية لأنواع مختلفة من الطيور وأبرزها طائر العنقاء الأسطوري أبيض اللون ...
وفي منتصف ذلك الإبداع الفني ثرية عملاقة ذات بلورات كرستالية رقيقة وصافية .
ولم يخلو المكان من مصابيح كبيرة تعانق خصر الأعمدة المهيبة .
إنه مكان فخم للغاية !!
حتى يصعب التصديق ان هذا الرقي موجود قرب قريتها ، على الأقل هذا ما طرأ على تفكيرها للحظات أثناء تأملها الذي إستغرقت فيه حتى أنها لم تلحظ مغادرة السائق بعد ان وضع الحقائب خلفها وخرج بهدوء .
إلتفتت تبحث عنه أو أي أحد يريها الطريق حتى لمحت تقدم فتى إليها ..
وسامته الآسرة وجمال عينيه حبس أنفاسها للحظة قبل ان تلحظ ملابسه الباهضة والتي تدل على انه أحد الإخوة لا محالة ، فهو يرتدي الحرير الأبيض وسترة راقية مزركشة ذات لون ازرق سماوي ، يشبه الامراء حقا خصوصا عندما إبتسم بهدوء كملاك !
وقف أمام تلك المتصنمة وتكلم بنبرة مرحة ..
" مرحبا !! تبدين كالتائهة ... من انتي ؟؟"
تلعثمت قليلا قبل ان تجيبه بعد إنحناءة خفيفة جاذبة طرف فستانها السفلي كما العادات ..
" أنا ... السكرتيرة الجديدة ، هل يمكنكي أخباري أين اجد مكتب السيد نامجون ؟ من فضلك !"
إبتسم إبتسامة واسعة مبالغ بها مردفا
" إسمي تايهيونغ ! وسأخبركي لكن بشرط !"
عقدت حاجبيها وآمالت رأسها تتدارك ما قاله ..لكنها سرعان ما إبتسمت لحماسه اللطيف
" وأنا دينيز ، لكن نادني دينا ... أخبرني ما شرطك سيد تايهيونغ !"
شبكت ذراعيها لصدرها منظرة رده ...
" ستصبحين صديقتي وستلعبين معي متى ما اردت ذلك .."
شعرت بالغرابة قليلا لكنها وافقت ... فهو يبدو شخصا لطيفا للغاية .
قال بنبرة إنتصار :
" حسنا إذا ، هيا لنذهب لمكتب أخي نامجون ."
أمر احدى الخادمات بنقل حقائبها ثم سار لتتبعه هي وأثناء سيرهما يحدثها عن ألعابه المفضلة بكل براءة حتى انها صارت تتصرف معه بطفولة دون قصد .
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
غمر صوت أقدامهما الرواق الذي علقت على جدرانه لوحات نابضة بالحياة لأبرع رسامي ذلك العصر ، وحلقت تماثيل حوريات مجنحة بين إنحناءاته المطلية بالذهبي والذي تماشى مع لون جدرانه الأبيض .
فجأة بدا تايهيونغ بالإسراع في خطواته ...
قامت دينا بالمثل عندما لمحته إبتسامته الطفولية فهو يريد مسابقتها .
أسرع أكثر مستفزا إياها .
لم تتحمل هي فبدات بالركض بينما رفع تايهيونغ رأسه وتوقف مباشرة بعد ذلك لكنها لم تتوقف ودون ان تنتبه إصتدمت بشيء سرعان ما أدركت أنها ظهر أحدهم ...
رفعت عيناها وما كادت حتى شعرت بيد تايهيونغ تجذبها بسرعة وبهمس قال في اذنها
" إذهبي من هنا حالا ً !!"
لقد تغيرت ملامحه جدا ، لكن هذا لم يمنعها من البقاء .
تقدم تايهيونغ بسرعة وقال ..
" آسف أخي جيمين ، أنا لم أنتبه ..."
إنه متوتر للغاية وقد طاطأ رأسه لذلك الذي إستدار ببرود بجسده المنحوت كاحد تلك التماثيل الناصعة البياض .
ولكن هل هذا قصر الملائكة ؟!
نظر لهما بعينين حادتين ثن فرّق شفتيه بهدوء مدمر للأعصاب ، وصوته يكاد يجمد الحاضرين ..
"مرحبا تايهيونغ "
همهم مستمتعا ثم تكلم ببطء مستفز ...
"لنرى ما لدينا هنا ..حقا تبدو مسلية للغاية ! "
⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜⚜
بووووم شاكالاكاااا 🙈
🌚🌚🌚🌚
البارت الجاي اذا تأخرت فإعلموا انو عم شوف حفلات بانقتان وساحبة عن الكتابة 😭😍💞
لا جديا ... احم احم -بصوت جنغكوك -
عم اكتب رواية من فيديوهاتي باليوتيوب وبعدها يرجع انقلها هون لهيك أتأخر 😥
take care ✌ ❤🙈
Коментарі