١
|1| .
"دَعِ حُلِمَك يَشِعُ فى عِتَمَة الحَياة ".
وَقفَا بجِانِب بعضهُما ويضغط كُلًا منهمَا علِى كَفهما بِقُوة،لقد تأخِرَا عَلى حِصة الَسِيدَ "سام" مُدرس التمِثيل،ضَمِ ساعدِيهِ لِصَدِرهُ ناظِرًا لهُما شَزرًا قائِل بِحَدة :
- تأخِرتُما خَمِسَة عَشِر دَقِيقَة وتُرِيِدانْ الجُلوسِ معَ مَنْ جاء باكًرا!.
عضَتِ"سُوزِى"شفَتِيِهَا مِنْ الدَاخِل بِتَوتُر ونْظَراتِ الطُلابِ الآَخَرُونِ مُتَعلَقةٌ عليِهاَ،هتَفِ الفَتي الذي يَقِف بِجُوارِها مُتآسِفًا:
- نَحِنُ آسِفان أُستَاذِ سام!.
صَفِق بِيديِه بِخُشِوُنَةَ قَاِئَل وقد تغَيرتِ مَلامِحهُ للِغَضِبَ:
- وهَكذِا سأقِبلَ إعتِذاركُما ! .
صَرِخَ بِهُمِا فِ أخِرَ جُمَلتِهُ،مِمَا أرتَجفتِ أوصال"سوزى" وقَدِّ أحمَرتِ خجلًا مِنْ المَوِقَفِ،أسِتَدارِ"سَامِ"عْنهُمَا قائِلًا:
- عِقَابَكُما هوَ ستَقومانِ بتجهيِز المسِرَح للطُلابِ لِمُدَة أُسبُوِع كامِل .
ثُم إلتَفتَ يُقابِل وَجهُهما الَذِى تَحُول للإنْزِعاجِ مِن عِقَابُهَ:
- حسنًا؟
هَتَفِ بِحَدَة،أُومأت لَهُ وايضًا الفتي رغمًا عَنْهُ،ولِكَوِنْ شَخصية"سام"مَعُرِوفَة للِكُل فَلا دَاعِ للمُجادِلة معهُ .
"سامِ باَتِريكَ يبَلُغِ مِنَ العُمِر التَاسِعة والعَشِرِوُنْ،أعَزِبَ،لايُؤمِنَ بِفَكرَة الإرتِباطِ،ولكِن اللَهُو منْطقهُ،شَعِرهُ بُني لامِع كَ عينْيهِ،لديِهَ لحية خَفِيفَة،زَادِتُه وُسامِة وجَاذِبيِةَ،بِالَرِغِمِ مِنْ كوِنُه رجِل مَعّرُوفِ بِوالَعتهُ بالنِساءِ "كَ جسد"،إلا أنْ هُناكِ فتياتُ تُحِبهُ".
***
حَمِلَ القَصِير حقِيَبةَ ظَهُرِهَ مَنْ جَديِد،فقَدِ رمَاها صَدِيقهُ علِى الأرِض مِنْ ثُقلها،هَتِفَ"سِيهون" بإنزِعاجِ قَاِئلًا:
- مَا بِداَخِلَها!،هَلِ تحمِل طُوبًا وما شَابَه!
نَظِرَ ( كُونغ سو) شزرًا قائِل وعَينيهُ أمامِهُ:
- لا،وَلَكِنْ لا أعَلمِ مَاجَدِول اليَوُمِ،لذَلكِ جئتُ بِ كُتبي .
هَتِفَ"سِيهون" وَهُوِ يَنْظُر للطُلابِ بِتَفَحُصِ:
- أتَعِلَم سأشِتَاق لإجواءِ مَدِينتُنا.
- وأنا أكِثَرَ،فهي قَدِ جَمِعتَ الكَثِيَر مِنْ المَوُاقِف بيِنَنَا.
وُقَفَا أمَامِ جَدِولَ المِوضُوعِ فى مُنِتَصِفَ الَدُورِ،وأخِذَ كُلًا مِنهُما يتفَحصِ حِصَصُهَ،قَاِل"سيهُون" بِحَمَاسِ ونَبِرة سعَيدةَ:
- لدى الآَنِ حِصَة للأنسة "هايلى"،سعَيدِ بِكوِنهَا هى مِنْ تُدرِيبنَا .
ثُمِ أضَافِ مُتسائِلًا:
- وُ مَاذِا عَنِك؟
هَتِفَ بِضَجِرِ أصابُهِ مِنْ جدِولهُ:
- يبدُو أن لَدِي بَعدِ نِصَف ساعِة حِصة الرِسم .
قَالِ "سيهُونِ" بِتعجُب مِنْهُ:
- مَابِكَ!،إنها المُمَيَزة لكَ.
قَالِ وعيِنَيه تَنِظُر للآخِرى بِحُزِن:
- ولكِن الأُستَاذِ ليسَ دِيلانِ،أنهُ شخصِ جدِيد!.
ضَمِ "سيهُونِ" شَفَتيهِ بآسي وأِقَتِربَ من صَدِيقُه،وأمِسكَهُ مِنْ ذِرَاعيه قائِلًا وَهُوِ يَهزُه:
- لَا تَحزنْ،فَأنتَ تستطيع.
ثُمِ كَوُبِ مَفاصِل يديه ك قبضه،ووضعها أمامُهَ ثُم فَعِل الأخِر المِثَل وتصطدما قائلًا فى نَفِس الوقتِ:
- فاتينج!.
رحَلِ"سيهُون" ليلحِقَ بِالصَفِ،أمَا "كونغسو" وَقِف بالردهَةِ يَنْظُر هُنَا وهُناكِ حتَى وُقَعتِ عَينيَه على فَتاةِ شعَرهَا أصِهَب اللُونِ،بَشرتَها بيضَاءِ خاطِفة للإنِفَاسِ،تنَهدِ بِعُمِقَ وعيِنيهَ لاتفُارِق مَلامِحها المُثيِرَة للإنتباهَ،إتجهتِ صَوبِ الجدِول تَقرِأ الصُفِوفَ بإِهِتَمامِ،ثُمِ رَحلتِ لِوَاجِهتها المَطِلُوبَة.
أمَا هُوَ فَ ظِل يُراقِبهَا حتِى أختفي طيِفَها،وضعِ يديهِ علَى قَلبِهُ الَذِي بدأ بالطَبِل المُتسَارِع مُغِمَض عِينَيهِ،يتذكِر وجهَهَ اللطِيَف،تنَاقلتِ عينيهِ لِ سَاعِة مِعَصَمُه وجَدِ أنُ تَبِقي علَى مَوِعَد الحِصَة رُبِعَ ساعَة،قَرر أنْ يتناول شئِ فى مَقهِي الأكَادِيمية .
****
" أَتَمِنى أنْ تكونوا سَعِديَن بَتدريبي لَكُم". هَتفَ مُعلِم الموسيقي "نايل"،وَهُو يَقِفَ فى مُنتَصِف الصَفِ،ثُمِ هَتِف بِسلاسٍة:
- أعَلِمِ أنْ بَعضُكم يحبِ العَزِف علِى البِيَانُو لذلكِ فى كُل حِصَة لنا،سنختارِ بشكِل عشوائي شخص يَعزِف،أتفقنا؟.
قالها وهوُ يضمِ كفيهِ ببعضهُما وكأنْهُ يصافحها،نَظِرَ لَهُمِ عَبِرَ نَظَارتُه قائلًا بحمَاس يُضَاهِي نَبِرتُه:
- إذًا مَنْ مِنْكُمِ يِوَدِّ البدءِ؟
زمَ شفتيه عِنَدمَا لم يَتلقِي أى رَدِ مِنَهُمِ،فَ سَارِع بإخِتِيَار أحدِي الشُبَانِ،قائِل بِحَمَاس:
- مَا رائِيك 'سوجين' بأن تبِدأ أنتَ أولًا!
رفعَ المَدُعى "سوجين" نَظَرةُ مِن الأرِضَ لَهُ رافِعًا حَاجيباهِ،تَنَهِدَ موافِقًا ثُم أرتجَلِ يَسِيَر بإتِجَاهِ البِيِانُو،جَلِسَ عَلي المِقعَدِ بِهُدوءِ،ولايَعلمِ كَيِفَ يبدأ ولِكِنَهُ فجأة،دَخَلِت فَتاةِ إلى الصَفِ قائِلَة بِتَوَتُرِ مُعّتَذِرةَ:
- آسِفَة حقًا على التأخُرِ.
نظِرَ"نايل" إليها بإبتِسَامِةَ هَادِئَة قَدِ رُسِمَتَ علَى مِحيَاه:
- تفَضلِي ياعائِشة .
أومُاتِ لهُ وعيِنيهَا تُنَاظِر الفتي الجَالِسَ على البيانُو،ويُراقِبُهَا بعِينَيه،المَرِة الأُولى التِى تآتِي لهَا شجَاعِة وتنِظُرِ بعينْ شَخصِ غَريِب،جَلِسَتَ بجَانِب فتاةِ وبدأتِ عيِنيِها تَتَفَحِصِ مَلَاِمَحَ هذاَ الفتى،مَلامِحهُ الآسِيَوِيِةَ الجاذبَة للِنَظِر،وإبِتَسِامتُهَ الفَاتِنة،وعَينيِه السودوَاتانِ التِي تجَذِب خاصَتِها،ضربتِ جَبهتِها بقوَة قائِلة بِهَمِسَ بِداخِلها:
- ما بالكِ ياعائِشَة،أفيقي يافتاة!.
وقَعتِ عَيِنيَها عَليِهَ مَرِة آُخِري،عِنَدمَا سَمِعتَ صوُتِ المُوسيقى،تبعِثِ مِنْ البيِانُو،نَبِضَ قلبهَا بِقُوة،هَى تَعلِمَ هَذِة النُوتة جيِدًا ولكِنها لاتَتَذكِر،مِتى وأين ولِمنْ هِذهِ النُوتَة العَظِيمَة!.
أغلقتِ جفينيها تَسِتَمِع لها بِكُل حواسيِها،ألحَانِ جَمِيلة حقًا،كانُوا جميعًا مُنبَهرينْ بإدائُه المُمَيزِ،خَاصِةٌ أنِهَا المَرة الأُولى التى يستمُعونِ فيها هذِه النُوتة العَرِيقة .
شاركُهَمِ الأُستَاذِ"نايِل" بالتَصِفيق قائِل بِحماسِ:
- رائِعَ جِدًا،لقدِ أبدعتِ حقًا .
إبِتَسِم إبتسَامة هادِئة،ومَلَامِحُه قد جَذبتِ الآخرِين لهُ،خَاصِةٌ الفتَيِاتِ،أخفضتِ بَصرهَا عَنُه حَالمَا إنِتَبِهتَ أنُه مُتِجهه نحوها،لِيجلس خلفها،وبدأ الأستاذِ فى شَرِحُه على أنِواعَ النُوتاتِ،وقلبِها ينِبُض بِقوةَ أخجلتِها ! .
****
جَلِسَ السيِدَ"مَارِتنْ" عَلى كُرسِيه مُمِسكًا بِكُوبِ قهوتهُ الساخِنَة مُرِدفًا:
- أعلِم أنكُم تودّون الحَديثَ عَنِ إنجازاتكُم فى مَجال الرسِم،ولكِنْ لاداعِ للحديثِ،بَاشِروا بالرِسِمَ،أَرُونِي أبداعاتَكُمِ.
وَضِعَ "سينيور" الفُرِشاة بِفَمُه،يتَذكِر الرُسوماتِ التَي رَسمها،ولَكِنْ لاجَدِوَي،لايَنذكِر شئ،شعَر "مارتِن" بأنِ مُعظمهمَ يصادُفونِ المَشاكِل فى التَخِيُل، فَ هتِفَ مُدردشًا معهمِ:
- أعِلمِ أنِ مُعِظَمْكم كَانِ يَتَمنى السَيدَ دِيلانَ،هُوِ مَنِ يُدِربُه ولكِنهُ سافِر مُنذِ أسبَوعِ،لذلك أنَا مَنِ توَجبِ عَليهِ فعَل ذلكِ.
تنهَدِ وعينيه عَليِهُم:
- تخِيلُوا قُلوبْكِم،مَعَارِفكُمِ،أصِدِقائُكِم،حَتِي إحَبِائَكُم،تَخِيلُوهَمِ فى مواقِفَ لَكُم،أعتقِدَ أنْهُ سيكُونِ مِنْ السَهِل،أنْ تِرسِمُوا أم لا؟
هَزِ الجمِيَع مُوافِقينْ لِكلامِهُ،ولكِنْ لازالِ هُناكِ شخصينْ لايستطيعانِ الرَسِم،إتجه نَحِوُ "كونغ سُو" قائِل بتساءُلِ:
- لا تُخبِرني بإنكَ لاتَمُلكِ حَبيبة!.
- للأسِفَ صَحِيَح،لم أمُلكِ حبيبِة قطِ.
هَتِف"مارتِن" وَهُو يَجِلبَ كُرسيًا ويجلِسِ أمَامِه:
- إنهَا مُشِكِلَة،ولَكِن أتعلِم،أحسِنْ بكثيِر،مِن كَوِنَك مُتَزَوِج!.
أضَافِ مُتنَهدًا بِحُزنِ مصطنَعِ:
- ليلِ ونهَار شِجَار بين أُمي وزوجتي لا ينتهي أبدًا.
ضحكِ"كونغُ سو" مِنْ حَديث "مارتن" الذي بدأ بقهقه معهُ،أسترسل "مارتِن" بِبَعضِ الحَماسِ:
- حَاوِل رسِم صورةِ مثاليِة عَنْ الفتاةِ التى تُوَدِّ مُواعدتها،أتفقنا؟
هَتِفَ "كُونغ سو" ببعض المَرح:
- إتفقنِا! .
وضعِ كُرسيه إلى الجَانِبَ الآخر،يُراقِبَ "سينيور" الذِى أَصبَحِ شاردًا،هَتفَ "مارتنْ" وهُوَ يَنِظُر للوحَة البيضِاء:
- أخبرتكَ أن تَرُسِم لوَحة لا أن تتآمِل الورِقَة البيِضاء .
أضَافِ مُتسَائِلًا:
- أنتَ أيضًا لاتَملُكِ حبيبة؟! .
قـَال وهُو يَحكِ مُؤِخَرة رأسُه بِتَوَتُرِ:
- كَانِ لدي واحِدة ولِكنهَا تَركَتِني .
إبتعَدِ "مارتِن" بِكُرسيِه يتفحصهُ بعناية،فَ هتِف متعجبًا:
- لَيس لها حقِ،فأنتَ ك رجُل، مُثير! .
إتسَعتِ عيِناَ "سينيور" مِنْ كلاِمهُ،فَ قهقهَ "مارِتنْ" على ملَامِحهُ فأصدر ردًا قائلًا:
- لا أقُصِد التحَرُشِ بكَ،وَلِكِنكَ لستُ قَبيِحَ!
شـارِكُه بالقهقه قليلًا ليكِمل كلِماتُه:
- تَركتني لأنى سافرتُ بلادي،لِكَوني لنْ أكونِ بِجانِبهَا، فَ هجرتِني !.
- لاتحَزِن،ف النِساء هكذا .
وَضِعَ "مارِتنْ" يديه على ذَقِنهُ ليِفَكِر بشئ يرسمِهُ"سينيور" ولكِنْ لَيِسَ لَهُ موضوعِ مُعبِر،حتى أضاءتِ لَهُ لِمَبة الأفكَارِ،شكَرها،ثُمَ قَاِل بِحَماس:
- مَا رائِيكَ بأن تَرِسَم شَخِص قَد رأيتُه اليوِم،حسنًا؟ .
فَكِر قليلًا فأردف بهِدُوء:
- حسنًا .
نَهضَ مِنْ مِقعدُ ثُم وقَف فى مُنِتَصفِ الصَف قائِلًا:
- بِالتأكِيدَ تتسألونِ عَنْ سَبب رَسِمُكمِ لِتلكَ الأشِياءِ،ومِنْ الوُاجِب على تَعليِمَكُم أسُسِ الرسِمَ الصحَيحَة،أنَا فقِط أودِّ أن أعلِم قُدراتِكُمِ الخَفِيَة،لِذلكِ معكُمِ أسِبُوعيِن كاملينْ،لِتَرِسِمُوا لَوحة، وفى المُقابِل سَتُعِرضَ هَذِهَ اللوِحَة على مَجمُوعة هذا المُوسِمِ لنَا فى الأكاديميَة .
قَالِ بصَوتِ حمَاسي وصَارِخ،ليتحَمِسَ كُل منِ فى القاعِة،أنِ تَكُونِ لوَحتكَ،إحدي اللوح التى تعُرَضِ على كِبار الرسامين فى أمريكت شئ عَظيِمَ ومُبِهجِ .
****
خَطى دَاخِل المَسِرحَ بخُطي بطيئة،يتفحصِ المكَان بِعينيه،كاِنتِ "ُسُوزى" واقِفة تُعَدِل الإضاءة،ولَكِنْهُ وَجدِ أنَ ماتفعَلهُ خطأ،صَدحَ صوتُه المكان هاتفًا :
- هَذّا خطِأ،لَا يَجِبَ عَليِكَي فَعِل ذلكِ.
هتِفتَ بحنِق وقد ضَاقِ بهَا الكِيل مِن الرجِال وآوامِرهُم:
- مَنْ أنتَ لتعِلمِ أنَ مَا أفِعّلهُ خطأ ! .
وَقِفَ أمامها مُعرِفًا نَفِسُه:
- أُدِعى آيزاك،وأنا الكاتِب المَسرحي لهذا المُوسِم! .
- ولَكِنَك َصَغِيِر عَلى الكِتابة .
هَتِف والإبتسامة لاتُفارقِ وجنتيه:
- الإبِدَاعِ لايَعَرِف سِنَ آنسة !
أحترمت كلامُهَ ثم هتفتَ تزِم شفتيها:
- آسِفة لوقاحَتي معكَ، أدَى سُوزى .
صافِحها قائلًا:" تَشَرِفتُ بكِ آنسة سوزى ".
***
أَقَفلتِ "هايلى" بَابِ الَصَالةِ،وَبَدِأتَ بِتَرتِيبَ وُقوفِ الفتَياتِ،كَانتِ إبتِسامِتها كَبيرةَ لِكَونها هُنَا للِعامِ الثاني،بدأوا بالرَقِص مَعها،وَبدِأتِ بجعل عضلات جسدِهُم مَرنِةَ للِتساهُل مع الراقِص الآخِر،وعِندمَا أنتهتِ مِن تلقينِهُم دروسًا،إتَجهتِ نَحُوِ المُشغل لتبدأ أغنيةِ صاخِبة بالصيِاحَ،وبدأتِ هى بالرِقَصِ،ظَلُواالفتيانِ دقيقة ليدِركُوا أنُه عليهُم الرقصِ مِثلها،لذلكِ حَاولُوا فِعَل ذلك ونَجَحُوا وكانِت قهقهاتِهمَ عَاليِة،هذَا ما كانتِ تنِوى عليهِ أن تجعلهُم يَمرحُونِ قَليِلًا،فلا داعِ للخُشونِة فى بداية المَعِرفة بينهُم.
سَمِعتَ صوتِ طَرقات البَابِ،وَجِدتهُ الأُستاذِ "سام"،قضمتِ شفتيها مِنْ الدَاخِل والغضبِ يستشيط بِداخلها،كَيف يجرؤ على التجسِسُ عليهُم،هتَفِت بحنق وهَى تفتح الباب:
- لِمَاذا جيئت؟
نَظِر إليها بإبِتِسامِة ساخِرة،ثُمَ دَلِفَ دُونْ أن يتفوهَ بَحِرفَ لها،جَذِت على أسنانها بضيق قائلة:
- هذا لايَصُحِ وجودكَ هُنا!
أستدارِ لها بإبِتِسامة يَقِصُد بها إستفزازِها:
- آخذتُ الإذَنِ مِن كَارولينا،لِذلكِ لاتتدخلينِ.
وقفتِ أمامُهَ قائلة وقدِ أحمَر وجهها:
- مِن فَضلِكَ،لاأُريد رؤيَتك هُنا .
جَلِسَ على إحدى المَقاعِد قائِل بلا مُبالية:
- هذَا لا يهُمني .
أحكمتِ قبضةِ يَدِيها حتى أبيضتَ مفاصلها،إتجهتِ نَحُوِ مِعطفها تَرتَديه ثُم شغلت أغنية هادئة،قاَلتِ بعد أن وقفت أمامهم:
- عَليِكُم بتمرين جسدكُم وهذا عن طَريق رقِص البالية،هيا أروني إبداعتَكُم.
رجعتِ للِجُلوسِ بِالمَقعدِ الَذِى بجانبِ"سام"،لاتعلِم سَبب وُجودِهَ معها هُنا،ولكنها إنتبهتِ لنظراتُه لـإحِدى الطالباتِ .
هَتِف وَهُو يَنِظُر بإتجاهِ مَارلين:
- فتَاةِ جَمِيلة ومُ.
قاطِعتهُ بِحدة:
- لاتُكَمِلها،ولاتُفكِر بِذلكِ.
رفَع بَصرهُ لها قائلًا:
- لماذا؟، إنها حقًا كذلك مُ
قاطِعتهُ ناهضة مِنْ مكانهَا هاتِفة بحنق:
- أرجوك،أخُرِجَ مِنْ هُنا!
كَانوا قد تَوقفوا عَنْ الرَقِص،عِندَما سَمَعوا بصياحِ مُعلمتِهم،كان وجه "سِام" يحمل تعابِير سُخرية،مِمَا زادها قَسِوة على فكها،تجذِ على أسنانِها بِعُنِف،كلِماتُه تتُضايقها،وهُو بَارِع بذلكِ،يحبِ أن يري وجهها مُحتقن بِحُمرة الغضبِ،ولأنهُ يعلمِ أنها ستقومِ بذلكِ،هتف بآذِنها قبل أن يرحل:
- حِسابكِ عسيرِ حُلوتى! .
عَضِتَ على شفتيها للِمرة الألِف،ثُم نظرتِ لهُ وهو يرحِل،عادت النِظَر إلى طُلابِها مُرِدفة:
- لاتشغُلوا بالكُم بشئ،أكملوا ماتفعلونه.
عادُوا للرقِص مرة آخرى،وهى قد أشتعل فتيل بداخلها،تودّ ضَرِبُه الكَثَيِر والكَثَيِر،ولكِنها تعلمِ أنه غضب مِن تصرفاتِها،وأنْ حقًا حِسابها معهُ سيكون عسيرًا .
****
" هَلِ سمعتِى ماَحدِث؟".
"بِالتأكيد،فقد قالوُا كلامًا عنُه جديد".
همستِ آخرى بكلمات جعلتها تصبغ بالحُمرة .
" يقولون أنهُ تَحرِش بها بِكلماتِ بذيئة،لذلك طردته مِنء قاعة الرقَص".
أخفضتِ وجهها على الأرض،كانِت طاولته تُقابِل طاولتها والصدفة أنها كانت جالسة أمامهُ،إبتلعت ريقها بصعوبة،أما صديقتها"كاثرين" تحدِثَ بِغَل واضحِ فى نبرتها:
- يستحق بما قمتي به،حقير وغد .
كانت تنظر إليه خلسة وهُو ايضًا ولكن الفرق تشعر بالخجل منه وهو عينه تتطاير شرارة الحقد والكُرِه .
****
هتف "لوغن" وعينيه على "سام" الذى لم يتوقف عن السبل لها:
- أهدأ سام
- الحقيرة تفعل بي هذا،تقومِ بِطَردي أمام طُلابها .
- وماالأمر الجديد فى ذلك،هذه ليست المرة الأولى التى تقوم بطردك
جذ على أسنانه بعنف،فَ سمع"لوغن" تصادمُ فكيه ببعضهما، هتف "سام" وقلبه يمتلئ حقدًا عليها ..
- ستلقي حدفها هذه اللعينة!
- ماذا تقصد؟
أسترجع "سام" وعيه له ثم هتف كاذبًا:
- لاشئ،فقط كُنتِ أفكر .
رجع "لوغن" لتناول طعامُه وعينيه تنظِر للفتاة التى تحدث معها صباح اليوم " مارلين".
يتبع ..
تمّ الكِتابة: ٢٠١٨\٥\١٨
تم النشر:٢٠١٨\٥\١٩
"دَعِ حُلِمَك يَشِعُ فى عِتَمَة الحَياة ".
وَقفَا بجِانِب بعضهُما ويضغط كُلًا منهمَا علِى كَفهما بِقُوة،لقد تأخِرَا عَلى حِصة الَسِيدَ "سام" مُدرس التمِثيل،ضَمِ ساعدِيهِ لِصَدِرهُ ناظِرًا لهُما شَزرًا قائِل بِحَدة :
- تأخِرتُما خَمِسَة عَشِر دَقِيقَة وتُرِيِدانْ الجُلوسِ معَ مَنْ جاء باكًرا!.
عضَتِ"سُوزِى"شفَتِيِهَا مِنْ الدَاخِل بِتَوتُر ونْظَراتِ الطُلابِ الآَخَرُونِ مُتَعلَقةٌ عليِهاَ،هتَفِ الفَتي الذي يَقِف بِجُوارِها مُتآسِفًا:
- نَحِنُ آسِفان أُستَاذِ سام!.
صَفِق بِيديِه بِخُشِوُنَةَ قَاِئَل وقد تغَيرتِ مَلامِحهُ للِغَضِبَ:
- وهَكذِا سأقِبلَ إعتِذاركُما ! .
صَرِخَ بِهُمِا فِ أخِرَ جُمَلتِهُ،مِمَا أرتَجفتِ أوصال"سوزى" وقَدِّ أحمَرتِ خجلًا مِنْ المَوِقَفِ،أسِتَدارِ"سَامِ"عْنهُمَا قائِلًا:
- عِقَابَكُما هوَ ستَقومانِ بتجهيِز المسِرَح للطُلابِ لِمُدَة أُسبُوِع كامِل .
ثُم إلتَفتَ يُقابِل وَجهُهما الَذِى تَحُول للإنْزِعاجِ مِن عِقَابُهَ:
- حسنًا؟
هَتَفِ بِحَدَة،أُومأت لَهُ وايضًا الفتي رغمًا عَنْهُ،ولِكَوِنْ شَخصية"سام"مَعُرِوفَة للِكُل فَلا دَاعِ للمُجادِلة معهُ .
"سامِ باَتِريكَ يبَلُغِ مِنَ العُمِر التَاسِعة والعَشِرِوُنْ،أعَزِبَ،لايُؤمِنَ بِفَكرَة الإرتِباطِ،ولكِن اللَهُو منْطقهُ،شَعِرهُ بُني لامِع كَ عينْيهِ،لديِهَ لحية خَفِيفَة،زَادِتُه وُسامِة وجَاذِبيِةَ،بِالَرِغِمِ مِنْ كوِنُه رجِل مَعّرُوفِ بِوالَعتهُ بالنِساءِ "كَ جسد"،إلا أنْ هُناكِ فتياتُ تُحِبهُ".
***
حَمِلَ القَصِير حقِيَبةَ ظَهُرِهَ مَنْ جَديِد،فقَدِ رمَاها صَدِيقهُ علِى الأرِض مِنْ ثُقلها،هَتِفَ"سِيهون" بإنزِعاجِ قَاِئلًا:
- مَا بِداَخِلَها!،هَلِ تحمِل طُوبًا وما شَابَه!
نَظِرَ ( كُونغ سو) شزرًا قائِل وعَينيهُ أمامِهُ:
- لا،وَلَكِنْ لا أعَلمِ مَاجَدِول اليَوُمِ،لذَلكِ جئتُ بِ كُتبي .
هَتِفَ"سِيهون" وَهُوِ يَنْظُر للطُلابِ بِتَفَحُصِ:
- أتَعِلَم سأشِتَاق لإجواءِ مَدِينتُنا.
- وأنا أكِثَرَ،فهي قَدِ جَمِعتَ الكَثِيَر مِنْ المَوُاقِف بيِنَنَا.
وُقَفَا أمَامِ جَدِولَ المِوضُوعِ فى مُنِتَصِفَ الَدُورِ،وأخِذَ كُلًا مِنهُما يتفَحصِ حِصَصُهَ،قَاِل"سيهُون" بِحَمَاسِ ونَبِرة سعَيدةَ:
- لدى الآَنِ حِصَة للأنسة "هايلى"،سعَيدِ بِكوِنهَا هى مِنْ تُدرِيبنَا .
ثُمِ أضَافِ مُتسائِلًا:
- وُ مَاذِا عَنِك؟
هَتِفَ بِضَجِرِ أصابُهِ مِنْ جدِولهُ:
- يبدُو أن لَدِي بَعدِ نِصَف ساعِة حِصة الرِسم .
قَالِ "سيهُونِ" بِتعجُب مِنْهُ:
- مَابِكَ!،إنها المُمَيَزة لكَ.
قَالِ وعيِنَيه تَنِظُر للآخِرى بِحُزِن:
- ولكِن الأُستَاذِ ليسَ دِيلانِ،أنهُ شخصِ جدِيد!.
ضَمِ "سيهُونِ" شَفَتيهِ بآسي وأِقَتِربَ من صَدِيقُه،وأمِسكَهُ مِنْ ذِرَاعيه قائِلًا وَهُوِ يَهزُه:
- لَا تَحزنْ،فَأنتَ تستطيع.
ثُمِ كَوُبِ مَفاصِل يديه ك قبضه،ووضعها أمامُهَ ثُم فَعِل الأخِر المِثَل وتصطدما قائلًا فى نَفِس الوقتِ:
- فاتينج!.
رحَلِ"سيهُون" ليلحِقَ بِالصَفِ،أمَا "كونغسو" وَقِف بالردهَةِ يَنْظُر هُنَا وهُناكِ حتَى وُقَعتِ عَينيَه على فَتاةِ شعَرهَا أصِهَب اللُونِ،بَشرتَها بيضَاءِ خاطِفة للإنِفَاسِ،تنَهدِ بِعُمِقَ وعيِنيهَ لاتفُارِق مَلامِحها المُثيِرَة للإنتباهَ،إتجهتِ صَوبِ الجدِول تَقرِأ الصُفِوفَ بإِهِتَمامِ،ثُمِ رَحلتِ لِوَاجِهتها المَطِلُوبَة.
أمَا هُوَ فَ ظِل يُراقِبهَا حتِى أختفي طيِفَها،وضعِ يديهِ علَى قَلبِهُ الَذِي بدأ بالطَبِل المُتسَارِع مُغِمَض عِينَيهِ،يتذكِر وجهَهَ اللطِيَف،تنَاقلتِ عينيهِ لِ سَاعِة مِعَصَمُه وجَدِ أنُ تَبِقي علَى مَوِعَد الحِصَة رُبِعَ ساعَة،قَرر أنْ يتناول شئِ فى مَقهِي الأكَادِيمية .
****
" أَتَمِنى أنْ تكونوا سَعِديَن بَتدريبي لَكُم". هَتفَ مُعلِم الموسيقي "نايل"،وَهُو يَقِفَ فى مُنتَصِف الصَفِ،ثُمِ هَتِف بِسلاسٍة:
- أعَلِمِ أنْ بَعضُكم يحبِ العَزِف علِى البِيَانُو لذلكِ فى كُل حِصَة لنا،سنختارِ بشكِل عشوائي شخص يَعزِف،أتفقنا؟.
قالها وهوُ يضمِ كفيهِ ببعضهُما وكأنْهُ يصافحها،نَظِرَ لَهُمِ عَبِرَ نَظَارتُه قائلًا بحمَاس يُضَاهِي نَبِرتُه:
- إذًا مَنْ مِنْكُمِ يِوَدِّ البدءِ؟
زمَ شفتيه عِنَدمَا لم يَتلقِي أى رَدِ مِنَهُمِ،فَ سَارِع بإخِتِيَار أحدِي الشُبَانِ،قائِل بِحَمَاس:
- مَا رائِيك 'سوجين' بأن تبِدأ أنتَ أولًا!
رفعَ المَدُعى "سوجين" نَظَرةُ مِن الأرِضَ لَهُ رافِعًا حَاجيباهِ،تَنَهِدَ موافِقًا ثُم أرتجَلِ يَسِيَر بإتِجَاهِ البِيِانُو،جَلِسَ عَلي المِقعَدِ بِهُدوءِ،ولايَعلمِ كَيِفَ يبدأ ولِكِنَهُ فجأة،دَخَلِت فَتاةِ إلى الصَفِ قائِلَة بِتَوَتُرِ مُعّتَذِرةَ:
- آسِفَة حقًا على التأخُرِ.
نظِرَ"نايل" إليها بإبتِسَامِةَ هَادِئَة قَدِ رُسِمَتَ علَى مِحيَاه:
- تفَضلِي ياعائِشة .
أومُاتِ لهُ وعيِنيهَا تُنَاظِر الفتي الجَالِسَ على البيانُو،ويُراقِبُهَا بعِينَيه،المَرِة الأُولى التِى تآتِي لهَا شجَاعِة وتنِظُرِ بعينْ شَخصِ غَريِب،جَلِسَتَ بجَانِب فتاةِ وبدأتِ عيِنيِها تَتَفَحِصِ مَلَاِمَحَ هذاَ الفتى،مَلامِحهُ الآسِيَوِيِةَ الجاذبَة للِنَظِر،وإبِتَسِامتُهَ الفَاتِنة،وعَينيِه السودوَاتانِ التِي تجَذِب خاصَتِها،ضربتِ جَبهتِها بقوَة قائِلة بِهَمِسَ بِداخِلها:
- ما بالكِ ياعائِشَة،أفيقي يافتاة!.
وقَعتِ عَيِنيَها عَليِهَ مَرِة آُخِري،عِنَدمَا سَمِعتَ صوُتِ المُوسيقى،تبعِثِ مِنْ البيِانُو،نَبِضَ قلبهَا بِقُوة،هَى تَعلِمَ هَذِة النُوتة جيِدًا ولكِنها لاتَتَذكِر،مِتى وأين ولِمنْ هِذهِ النُوتَة العَظِيمَة!.
أغلقتِ جفينيها تَسِتَمِع لها بِكُل حواسيِها،ألحَانِ جَمِيلة حقًا،كانُوا جميعًا مُنبَهرينْ بإدائُه المُمَيزِ،خَاصِةٌ أنِهَا المَرة الأُولى التى يستمُعونِ فيها هذِه النُوتة العَرِيقة .
شاركُهَمِ الأُستَاذِ"نايِل" بالتَصِفيق قائِل بِحماسِ:
- رائِعَ جِدًا،لقدِ أبدعتِ حقًا .
إبِتَسِم إبتسَامة هادِئة،ومَلَامِحُه قد جَذبتِ الآخرِين لهُ،خَاصِةٌ الفتَيِاتِ،أخفضتِ بَصرهَا عَنُه حَالمَا إنِتَبِهتَ أنُه مُتِجهه نحوها،لِيجلس خلفها،وبدأ الأستاذِ فى شَرِحُه على أنِواعَ النُوتاتِ،وقلبِها ينِبُض بِقوةَ أخجلتِها ! .
****
جَلِسَ السيِدَ"مَارِتنْ" عَلى كُرسِيه مُمِسكًا بِكُوبِ قهوتهُ الساخِنَة مُرِدفًا:
- أعلِم أنكُم تودّون الحَديثَ عَنِ إنجازاتكُم فى مَجال الرسِم،ولكِنْ لاداعِ للحديثِ،بَاشِروا بالرِسِمَ،أَرُونِي أبداعاتَكُمِ.
وَضِعَ "سينيور" الفُرِشاة بِفَمُه،يتَذكِر الرُسوماتِ التَي رَسمها،ولَكِنْ لاجَدِوَي،لايَنذكِر شئ،شعَر "مارتِن" بأنِ مُعظمهمَ يصادُفونِ المَشاكِل فى التَخِيُل، فَ هتِفَ مُدردشًا معهمِ:
- أعِلمِ أنِ مُعِظَمْكم كَانِ يَتَمنى السَيدَ دِيلانَ،هُوِ مَنِ يُدِربُه ولكِنهُ سافِر مُنذِ أسبَوعِ،لذلك أنَا مَنِ توَجبِ عَليهِ فعَل ذلكِ.
تنهَدِ وعينيه عَليِهُم:
- تخِيلُوا قُلوبْكِم،مَعَارِفكُمِ،أصِدِقائُكِم،حَتِي إحَبِائَكُم،تَخِيلُوهَمِ فى مواقِفَ لَكُم،أعتقِدَ أنْهُ سيكُونِ مِنْ السَهِل،أنْ تِرسِمُوا أم لا؟
هَزِ الجمِيَع مُوافِقينْ لِكلامِهُ،ولكِنْ لازالِ هُناكِ شخصينْ لايستطيعانِ الرَسِم،إتجه نَحِوُ "كونغ سُو" قائِل بتساءُلِ:
- لا تُخبِرني بإنكَ لاتَمُلكِ حَبيبة!.
- للأسِفَ صَحِيَح،لم أمُلكِ حبيبِة قطِ.
هَتِف"مارتِن" وَهُو يَجِلبَ كُرسيًا ويجلِسِ أمَامِه:
- إنهَا مُشِكِلَة،ولَكِن أتعلِم،أحسِنْ بكثيِر،مِن كَوِنَك مُتَزَوِج!.
أضَافِ مُتنَهدًا بِحُزنِ مصطنَعِ:
- ليلِ ونهَار شِجَار بين أُمي وزوجتي لا ينتهي أبدًا.
ضحكِ"كونغُ سو" مِنْ حَديث "مارتن" الذي بدأ بقهقه معهُ،أسترسل "مارتِن" بِبَعضِ الحَماسِ:
- حَاوِل رسِم صورةِ مثاليِة عَنْ الفتاةِ التى تُوَدِّ مُواعدتها،أتفقنا؟
هَتِفَ "كُونغ سو" ببعض المَرح:
- إتفقنِا! .
وضعِ كُرسيه إلى الجَانِبَ الآخر،يُراقِبَ "سينيور" الذِى أَصبَحِ شاردًا،هَتفَ "مارتنْ" وهُوَ يَنِظُر للوحَة البيضِاء:
- أخبرتكَ أن تَرُسِم لوَحة لا أن تتآمِل الورِقَة البيِضاء .
أضَافِ مُتسَائِلًا:
- أنتَ أيضًا لاتَملُكِ حبيبة؟! .
قـَال وهُو يَحكِ مُؤِخَرة رأسُه بِتَوَتُرِ:
- كَانِ لدي واحِدة ولِكنهَا تَركَتِني .
إبتعَدِ "مارتِن" بِكُرسيِه يتفحصهُ بعناية،فَ هتِف متعجبًا:
- لَيس لها حقِ،فأنتَ ك رجُل، مُثير! .
إتسَعتِ عيِناَ "سينيور" مِنْ كلاِمهُ،فَ قهقهَ "مارِتنْ" على ملَامِحهُ فأصدر ردًا قائلًا:
- لا أقُصِد التحَرُشِ بكَ،وَلِكِنكَ لستُ قَبيِحَ!
شـارِكُه بالقهقه قليلًا ليكِمل كلِماتُه:
- تَركتني لأنى سافرتُ بلادي،لِكَوني لنْ أكونِ بِجانِبهَا، فَ هجرتِني !.
- لاتحَزِن،ف النِساء هكذا .
وَضِعَ "مارِتنْ" يديه على ذَقِنهُ ليِفَكِر بشئ يرسمِهُ"سينيور" ولكِنْ لَيِسَ لَهُ موضوعِ مُعبِر،حتى أضاءتِ لَهُ لِمَبة الأفكَارِ،شكَرها،ثُمَ قَاِل بِحَماس:
- مَا رائِيكَ بأن تَرِسَم شَخِص قَد رأيتُه اليوِم،حسنًا؟ .
فَكِر قليلًا فأردف بهِدُوء:
- حسنًا .
نَهضَ مِنْ مِقعدُ ثُم وقَف فى مُنِتَصفِ الصَف قائِلًا:
- بِالتأكِيدَ تتسألونِ عَنْ سَبب رَسِمُكمِ لِتلكَ الأشِياءِ،ومِنْ الوُاجِب على تَعليِمَكُم أسُسِ الرسِمَ الصحَيحَة،أنَا فقِط أودِّ أن أعلِم قُدراتِكُمِ الخَفِيَة،لِذلكِ معكُمِ أسِبُوعيِن كاملينْ،لِتَرِسِمُوا لَوحة، وفى المُقابِل سَتُعِرضَ هَذِهَ اللوِحَة على مَجمُوعة هذا المُوسِمِ لنَا فى الأكاديميَة .
قَالِ بصَوتِ حمَاسي وصَارِخ،ليتحَمِسَ كُل منِ فى القاعِة،أنِ تَكُونِ لوَحتكَ،إحدي اللوح التى تعُرَضِ على كِبار الرسامين فى أمريكت شئ عَظيِمَ ومُبِهجِ .
****
خَطى دَاخِل المَسِرحَ بخُطي بطيئة،يتفحصِ المكَان بِعينيه،كاِنتِ "ُسُوزى" واقِفة تُعَدِل الإضاءة،ولَكِنْهُ وَجدِ أنَ ماتفعَلهُ خطأ،صَدحَ صوتُه المكان هاتفًا :
- هَذّا خطِأ،لَا يَجِبَ عَليِكَي فَعِل ذلكِ.
هتِفتَ بحنِق وقد ضَاقِ بهَا الكِيل مِن الرجِال وآوامِرهُم:
- مَنْ أنتَ لتعِلمِ أنَ مَا أفِعّلهُ خطأ ! .
وَقِفَ أمامها مُعرِفًا نَفِسُه:
- أُدِعى آيزاك،وأنا الكاتِب المَسرحي لهذا المُوسِم! .
- ولَكِنَك َصَغِيِر عَلى الكِتابة .
هَتِف والإبتسامة لاتُفارقِ وجنتيه:
- الإبِدَاعِ لايَعَرِف سِنَ آنسة !
أحترمت كلامُهَ ثم هتفتَ تزِم شفتيها:
- آسِفة لوقاحَتي معكَ، أدَى سُوزى .
صافِحها قائلًا:" تَشَرِفتُ بكِ آنسة سوزى ".
***
أَقَفلتِ "هايلى" بَابِ الَصَالةِ،وَبَدِأتَ بِتَرتِيبَ وُقوفِ الفتَياتِ،كَانتِ إبتِسامِتها كَبيرةَ لِكَونها هُنَا للِعامِ الثاني،بدأوا بالرَقِص مَعها،وَبدِأتِ بجعل عضلات جسدِهُم مَرنِةَ للِتساهُل مع الراقِص الآخِر،وعِندمَا أنتهتِ مِن تلقينِهُم دروسًا،إتَجهتِ نَحُوِ المُشغل لتبدأ أغنيةِ صاخِبة بالصيِاحَ،وبدأتِ هى بالرِقَصِ،ظَلُواالفتيانِ دقيقة ليدِركُوا أنُه عليهُم الرقصِ مِثلها،لذلكِ حَاولُوا فِعَل ذلك ونَجَحُوا وكانِت قهقهاتِهمَ عَاليِة،هذَا ما كانتِ تنِوى عليهِ أن تجعلهُم يَمرحُونِ قَليِلًا،فلا داعِ للخُشونِة فى بداية المَعِرفة بينهُم.
سَمِعتَ صوتِ طَرقات البَابِ،وَجِدتهُ الأُستاذِ "سام"،قضمتِ شفتيها مِنْ الدَاخِل والغضبِ يستشيط بِداخلها،كَيف يجرؤ على التجسِسُ عليهُم،هتَفِت بحنق وهَى تفتح الباب:
- لِمَاذا جيئت؟
نَظِر إليها بإبِتِسامِة ساخِرة،ثُمَ دَلِفَ دُونْ أن يتفوهَ بَحِرفَ لها،جَذِت على أسنانها بضيق قائلة:
- هذا لايَصُحِ وجودكَ هُنا!
أستدارِ لها بإبِتِسامة يَقِصُد بها إستفزازِها:
- آخذتُ الإذَنِ مِن كَارولينا،لِذلكِ لاتتدخلينِ.
وقفتِ أمامُهَ قائلة وقدِ أحمَر وجهها:
- مِن فَضلِكَ،لاأُريد رؤيَتك هُنا .
جَلِسَ على إحدى المَقاعِد قائِل بلا مُبالية:
- هذَا لا يهُمني .
أحكمتِ قبضةِ يَدِيها حتى أبيضتَ مفاصلها،إتجهتِ نَحُوِ مِعطفها تَرتَديه ثُم شغلت أغنية هادئة،قاَلتِ بعد أن وقفت أمامهم:
- عَليِكُم بتمرين جسدكُم وهذا عن طَريق رقِص البالية،هيا أروني إبداعتَكُم.
رجعتِ للِجُلوسِ بِالمَقعدِ الَذِى بجانبِ"سام"،لاتعلِم سَبب وُجودِهَ معها هُنا،ولكنها إنتبهتِ لنظراتُه لـإحِدى الطالباتِ .
هَتِف وَهُو يَنِظُر بإتجاهِ مَارلين:
- فتَاةِ جَمِيلة ومُ.
قاطِعتهُ بِحدة:
- لاتُكَمِلها،ولاتُفكِر بِذلكِ.
رفَع بَصرهُ لها قائلًا:
- لماذا؟، إنها حقًا كذلك مُ
قاطِعتهُ ناهضة مِنْ مكانهَا هاتِفة بحنق:
- أرجوك،أخُرِجَ مِنْ هُنا!
كَانوا قد تَوقفوا عَنْ الرَقِص،عِندَما سَمَعوا بصياحِ مُعلمتِهم،كان وجه "سِام" يحمل تعابِير سُخرية،مِمَا زادها قَسِوة على فكها،تجذِ على أسنانِها بِعُنِف،كلِماتُه تتُضايقها،وهُو بَارِع بذلكِ،يحبِ أن يري وجهها مُحتقن بِحُمرة الغضبِ،ولأنهُ يعلمِ أنها ستقومِ بذلكِ،هتف بآذِنها قبل أن يرحل:
- حِسابكِ عسيرِ حُلوتى! .
عَضِتَ على شفتيها للِمرة الألِف،ثُم نظرتِ لهُ وهو يرحِل،عادت النِظَر إلى طُلابِها مُرِدفة:
- لاتشغُلوا بالكُم بشئ،أكملوا ماتفعلونه.
عادُوا للرقِص مرة آخرى،وهى قد أشتعل فتيل بداخلها،تودّ ضَرِبُه الكَثَيِر والكَثَيِر،ولكِنها تعلمِ أنه غضب مِن تصرفاتِها،وأنْ حقًا حِسابها معهُ سيكون عسيرًا .
****
" هَلِ سمعتِى ماَحدِث؟".
"بِالتأكيد،فقد قالوُا كلامًا عنُه جديد".
همستِ آخرى بكلمات جعلتها تصبغ بالحُمرة .
" يقولون أنهُ تَحرِش بها بِكلماتِ بذيئة،لذلك طردته مِنء قاعة الرقَص".
أخفضتِ وجهها على الأرض،كانِت طاولته تُقابِل طاولتها والصدفة أنها كانت جالسة أمامهُ،إبتلعت ريقها بصعوبة،أما صديقتها"كاثرين" تحدِثَ بِغَل واضحِ فى نبرتها:
- يستحق بما قمتي به،حقير وغد .
كانت تنظر إليه خلسة وهُو ايضًا ولكن الفرق تشعر بالخجل منه وهو عينه تتطاير شرارة الحقد والكُرِه .
****
هتف "لوغن" وعينيه على "سام" الذى لم يتوقف عن السبل لها:
- أهدأ سام
- الحقيرة تفعل بي هذا،تقومِ بِطَردي أمام طُلابها .
- وماالأمر الجديد فى ذلك،هذه ليست المرة الأولى التى تقوم بطردك
جذ على أسنانه بعنف،فَ سمع"لوغن" تصادمُ فكيه ببعضهما، هتف "سام" وقلبه يمتلئ حقدًا عليها ..
- ستلقي حدفها هذه اللعينة!
- ماذا تقصد؟
أسترجع "سام" وعيه له ثم هتف كاذبًا:
- لاشئ،فقط كُنتِ أفكر .
رجع "لوغن" لتناول طعامُه وعينيه تنظِر للفتاة التى تحدث معها صباح اليوم " مارلين".
يتبع ..
تمّ الكِتابة: ٢٠١٨\٥\١٨
تم النشر:٢٠١٨\٥\١٩
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
١
قصة جميلة اتمنى ان ارى الباقي 😇
Відповісти
2018-06-22 13:10:54
Подобається
١
💞💞💞
Відповісти
2018-06-23 17:30:43
Подобається
١
قصة جميلة رغم أني أعاني بعض الشيء مع كثرة الشخصيات ! واصلي
Відповісти
2018-08-20 12:26:12
Подобається