بِدايَة النّهايةِ
اضغط القلب ❤
و ضع بصمتك في خانة التعليقات لتحفيزي على تقديم المزيد ❤
استمتعوا 💋
°°°
انَا لِيديا فتَاة فِي الثامِنة عشرَ مِن عمْري ، تخَطيت الثانوِية بعْد ان اجْتزت امتِحان البَاكالُوريا بامتِياز
الجَميع سَعيد ، خاصّة ابِي انهُ فخُور ، و يبْدو انّه يَبني علَي احلامًا كَبيرة ، و انا خَائفة ان لاَ اكونَ قادِرة عَلى تحقيقهَا
لطَالما كرهْت الطّب كُرها جمّا ، لطَالما خفْت مِن الدّماء ، لطَالما شَعرت بالرّعب مِن فكرة اجْراء عَملية لشَخص ما و انْ اكُون السّبب فِي موْت احدِهم
و لكنْ ها أنا الان ادْخل جَامعة الطّب لدراسَة هذا التخَصص ، و الذِي لا طالَما كان كابُوسا بالنّسبة لِي
دخَلته من اجلِ والدِي ، اخبرَني ان فتَاة بمُستوى ذَكائي يجِب ان لا تضَيع قدُراتها هَباءا بل يجِب ان تسْتثمرَهم فِي مهنَة نحْتاجها مثل الطّب
و رغمَ عَدم حبّي لهذَا التخَصص الاّ اننِي دخلتهُ من اجلِ والدِي و مِن اجل سَعادته
•
•
السّنة الاولَى في الجَامعة ، لمْ تكنْ بتلك الصّعوبة كانت عبارَة عن كثِير من الاورَاق و يجبُ عليك حفْظها
حاوَلت فهْمها ، و لكِنني فَشلت لذلِك لاجتَاز الاخْتبارات كنْت اقُوم بحفْظها دونَ فهمِها حتى
مرتْ السّنوات بسُرعة ، العَام الثانِي ثم الثالث و ثم الرّابع حَتى العام الخامِس
بدأ كُل شيئ يصْعب ، راسِي لم يعُد يستَوعب ما افْعله ، حتّى الحفظ لم اعد استِطيع ان احفَظ كما كنتُ سابقا و مَع ذلك اجتَزت العَام الخامِس و السّادس
كان اخِر عام بالنسْبة لي السّابع ، و هو تطْبيق كل ما درَسناه في السنوات المَاضية في مسْتشفى حقِيقي
و كم كنْت محرَجة ، لم اسْتطع حتى قِياس الضّغط ، لم اسْتطع حتى ان احْقن شَخصا ما
و مع ذلِك فـ قد اجتَزت العامَ السابع
•
•
كان أبي ذو سيْط واسِع ، لذلك كَان من السّهل ان يجد لِي عملا في احد المسْتشفَيات
و يا للخِزي ، شخْص لا يمْتلك اي مهَارات او خبْرة يعمل كطَبيب رئيِسي ذو مَكانة
و بينما انا اجْلس علَى احَد الكَراسي ، الا و ابصرَ مُمرضة تجَري نحْوي
" ايتها الطبيبة...لقد نقل لنا طفل في السابعة من العمر اصيب بحادث و يحتاج الى عملية جراحية و انت هي المسؤولة "
مسْؤولة ، انا ، رَغم عدم كفَاءتي الا انّهم قاموا بجَري الى غرْفة العمَليات
لاقُوم بارتِداء ، تلك الملاَبس الخضْراء و التِي كَانت تمَثل كفَن الموْت بالنّسبة لي
لاقوم بامْساك ابْرة المُخدر لاغْرزها فِي يدِ ذلك الصّغير
حاوَلت بكُل جهدي ، حاوَلت تطْبيق ما تعَلمته ، و بينما انا منْهمكة في عَملي ، صَدر صَوت من جِهاز نبضَات القَلب معْلنا عن تَوقف القَلب عن النبْض
صرَخت ، بكَيت و تخبّطت
و ما كنْت اخَاف منهُ قد وقعَ بالفِعل
لقد قَتلت شَخصا...
•
•
خرجْت منْ غرْفة العمَليات كَجثة هامِدة ، لابصِر اما تنتَحب و ابًا يبكِي
و كم المَني قَلبي في تلْك اللحْظة ، لتتَقدم تلْك المرْاة مني و تَبدأ بِهزي بينَما تصْرخ
و رَغم انهَا المَتني الاّ انّني لا اهْتم ، لانّها تمتلك كُل الحقْ فِي كلّ ما تفْعله
فأنا قاتِلة
انا لا اسْتحق ان اكُون طَبيبة ، مكَاني لَيس هنا ، و مع ذَلك فـ الوقت لمْ يعد مُتاح
•
•
مرّت سَنوات عدِيدة على تلْك الحدثة ، و مَع مرُور كل سَنة تنتَكس حالَتي اكْثر فـ اكثرْ ، استَقلت مِن مهنتِي كطَبيبة و اتخَذت غُرفتي كـ ملجَئ لِي
اي مرِيض كان ياتِي لي ، لم اسْتطع مُساعدته بشيئ ، كنت احِس بـ العَجز عدم الكفَاءة و هناك عَلمت انني لسْت مناسِبة لهَذا العمل
و للاسف علِمت هذَا بعْد مدة طوِيلة ، بعد ان فاتني القطَار و اصْبحت في الخَامسة و الثّلاثين
سِيرتي الذاتيةُ مكتوبٌ فيها طبيبة متمَرسة ، و الحَقيقة هِي انني قَاتلة و طبِيبة وهْمية
و كَم نَدمت على اتبَاع والدِي...
•
•
الحَياة حياتك ، و الحُلم حلمك..
عشْ حيَاتك كَما ترِيد انتْ ، و ليْس كمَا يريد النّاس ، فانْت تعِيش هَذه الحَياة مرّة واحدَة فاستغِل هَذه الفرصة جيدا
الوَالدان يرِيدان مَصلحَتك ، لَكن لا تجْعلهما يتحكّمان في حيَاتك و يخْتاران ما لا ترِيده انْت ، لانّك انت منْ ستتَحمل العواقِب و ليس هُما...
•
✿ النّـــهـــايَـــــةُ ✿
•
السلام عليكم
اول مرة اجرب ان اكتب ون شوت حقيقة ، لطالما رايته شيئا صعبا ان تختزل الاحداث في فصل واحد
حسنا الخلاصة من كل القصة هي ان تعيش حياتك كما تريد ، باختيارك
اخذت مهنة الطب كمثال لان الاغلب يعظمها و يبجلها كانها شيئ عظيم
اعلم ان الطب شيئ صعب و مهم في حياتنا ، و لكن ذلك لا يعني ان المهن الاخرى غير جيدة كالفلاحة و الزراعة ، او التعليم و الصحافة او حتى الحرف اليدوية
الناس مختلفون ، لكل واحد احلام و اشياء يفضلها عن غيرها ، لذلك لا تفرض على احد شيئا لا يحبه
اتمنى انني اوصلت رسالتي بشكل جميل و بسيط و ان لا اكون قد بالغت فيها
شكرا لوجودك ايها اللطيف/ة 💙
نلتقي في عمل اخر ان شاء الله 👄
و ضع بصمتك في خانة التعليقات لتحفيزي على تقديم المزيد ❤
استمتعوا 💋
°°°
انَا لِيديا فتَاة فِي الثامِنة عشرَ مِن عمْري ، تخَطيت الثانوِية بعْد ان اجْتزت امتِحان البَاكالُوريا بامتِياز
الجَميع سَعيد ، خاصّة ابِي انهُ فخُور ، و يبْدو انّه يَبني علَي احلامًا كَبيرة ، و انا خَائفة ان لاَ اكونَ قادِرة عَلى تحقيقهَا
لطَالما كرهْت الطّب كُرها جمّا ، لطَالما خفْت مِن الدّماء ، لطَالما شَعرت بالرّعب مِن فكرة اجْراء عَملية لشَخص ما و انْ اكُون السّبب فِي موْت احدِهم
و لكنْ ها أنا الان ادْخل جَامعة الطّب لدراسَة هذا التخَصص ، و الذِي لا طالَما كان كابُوسا بالنّسبة لِي
دخَلته من اجلِ والدِي ، اخبرَني ان فتَاة بمُستوى ذَكائي يجِب ان لا تضَيع قدُراتها هَباءا بل يجِب ان تسْتثمرَهم فِي مهنَة نحْتاجها مثل الطّب
و رغمَ عَدم حبّي لهذَا التخَصص الاّ اننِي دخلتهُ من اجلِ والدِي و مِن اجل سَعادته
•
•
السّنة الاولَى في الجَامعة ، لمْ تكنْ بتلك الصّعوبة كانت عبارَة عن كثِير من الاورَاق و يجبُ عليك حفْظها
حاوَلت فهْمها ، و لكِنني فَشلت لذلِك لاجتَاز الاخْتبارات كنْت اقُوم بحفْظها دونَ فهمِها حتى
مرتْ السّنوات بسُرعة ، العَام الثانِي ثم الثالث و ثم الرّابع حَتى العام الخامِس
بدأ كُل شيئ يصْعب ، راسِي لم يعُد يستَوعب ما افْعله ، حتّى الحفظ لم اعد استِطيع ان احفَظ كما كنتُ سابقا و مَع ذلك اجتَزت العَام الخامِس و السّادس
كان اخِر عام بالنسْبة لي السّابع ، و هو تطْبيق كل ما درَسناه في السنوات المَاضية في مسْتشفى حقِيقي
و كم كنْت محرَجة ، لم اسْتطع حتى قِياس الضّغط ، لم اسْتطع حتى ان احْقن شَخصا ما
و مع ذلِك فـ قد اجتَزت العامَ السابع
•
•
كان أبي ذو سيْط واسِع ، لذلك كَان من السّهل ان يجد لِي عملا في احد المسْتشفَيات
و يا للخِزي ، شخْص لا يمْتلك اي مهَارات او خبْرة يعمل كطَبيب رئيِسي ذو مَكانة
و بينما انا اجْلس علَى احَد الكَراسي ، الا و ابصرَ مُمرضة تجَري نحْوي
" ايتها الطبيبة...لقد نقل لنا طفل في السابعة من العمر اصيب بحادث و يحتاج الى عملية جراحية و انت هي المسؤولة "
مسْؤولة ، انا ، رَغم عدم كفَاءتي الا انّهم قاموا بجَري الى غرْفة العمَليات
لاقُوم بارتِداء ، تلك الملاَبس الخضْراء و التِي كَانت تمَثل كفَن الموْت بالنّسبة لي
لاقوم بامْساك ابْرة المُخدر لاغْرزها فِي يدِ ذلك الصّغير
حاوَلت بكُل جهدي ، حاوَلت تطْبيق ما تعَلمته ، و بينما انا منْهمكة في عَملي ، صَدر صَوت من جِهاز نبضَات القَلب معْلنا عن تَوقف القَلب عن النبْض
صرَخت ، بكَيت و تخبّطت
و ما كنْت اخَاف منهُ قد وقعَ بالفِعل
لقد قَتلت شَخصا...
•
•
خرجْت منْ غرْفة العمَليات كَجثة هامِدة ، لابصِر اما تنتَحب و ابًا يبكِي
و كم المَني قَلبي في تلْك اللحْظة ، لتتَقدم تلْك المرْاة مني و تَبدأ بِهزي بينَما تصْرخ
و رَغم انهَا المَتني الاّ انّني لا اهْتم ، لانّها تمتلك كُل الحقْ فِي كلّ ما تفْعله
فأنا قاتِلة
انا لا اسْتحق ان اكُون طَبيبة ، مكَاني لَيس هنا ، و مع ذَلك فـ الوقت لمْ يعد مُتاح
•
•
مرّت سَنوات عدِيدة على تلْك الحدثة ، و مَع مرُور كل سَنة تنتَكس حالَتي اكْثر فـ اكثرْ ، استَقلت مِن مهنتِي كطَبيبة و اتخَذت غُرفتي كـ ملجَئ لِي
اي مرِيض كان ياتِي لي ، لم اسْتطع مُساعدته بشيئ ، كنت احِس بـ العَجز عدم الكفَاءة و هناك عَلمت انني لسْت مناسِبة لهَذا العمل
و للاسف علِمت هذَا بعْد مدة طوِيلة ، بعد ان فاتني القطَار و اصْبحت في الخَامسة و الثّلاثين
سِيرتي الذاتيةُ مكتوبٌ فيها طبيبة متمَرسة ، و الحَقيقة هِي انني قَاتلة و طبِيبة وهْمية
و كَم نَدمت على اتبَاع والدِي...
•
•
الحَياة حياتك ، و الحُلم حلمك..
عشْ حيَاتك كَما ترِيد انتْ ، و ليْس كمَا يريد النّاس ، فانْت تعِيش هَذه الحَياة مرّة واحدَة فاستغِل هَذه الفرصة جيدا
الوَالدان يرِيدان مَصلحَتك ، لَكن لا تجْعلهما يتحكّمان في حيَاتك و يخْتاران ما لا ترِيده انْت ، لانّك انت منْ ستتَحمل العواقِب و ليس هُما...
•
✿ النّـــهـــايَـــــةُ ✿
•
السلام عليكم
اول مرة اجرب ان اكتب ون شوت حقيقة ، لطالما رايته شيئا صعبا ان تختزل الاحداث في فصل واحد
حسنا الخلاصة من كل القصة هي ان تعيش حياتك كما تريد ، باختيارك
اخذت مهنة الطب كمثال لان الاغلب يعظمها و يبجلها كانها شيئ عظيم
اعلم ان الطب شيئ صعب و مهم في حياتنا ، و لكن ذلك لا يعني ان المهن الاخرى غير جيدة كالفلاحة و الزراعة ، او التعليم و الصحافة او حتى الحرف اليدوية
الناس مختلفون ، لكل واحد احلام و اشياء يفضلها عن غيرها ، لذلك لا تفرض على احد شيئا لا يحبه
اتمنى انني اوصلت رسالتي بشكل جميل و بسيط و ان لا اكون قد بالغت فيها
شكرا لوجودك ايها اللطيف/ة 💙
نلتقي في عمل اخر ان شاء الله 👄
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(14)
بِدايَة النّهايةِ
@nesrine ZaïDi ادرسي طب الاسنان وبلاش تضيعين وقت اكثر، لو إن الطب كان مكتوب لك كان طلعلك من اول مرة، الله سبحانه وتعالى يعرف وش هو الصحيح لنا أكثر مننا ... يمكن كان رح ينتهي بكِ الحال كالطبيبة الوهمية لو دخلتِ الطب محد يدري
Відповісти
2018-08-27 22:59:13
Подобається
بِدايَة النّهايةِ
جميلا .اعجبتني خفة يدك في الكتابه وتناسق الكلمات في النطق ❤❤❤❤
Відповісти
2018-09-03 11:21:02
1
بِدايَة النّهايةِ
جميل شكرا 😆
Відповісти
2018-09-04 09:58:54
1