Introduction
مقدمة فقط..
تحذير ⚠ : هذه الرواية لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة.. تحتوي على مشاهد عنيفة جداً..وخاصة للبالغين... لذا لست مسؤولة عن أي مشهد لا يعجبكم... فقط إن كنتم قادرين على تحملها.. استمتعوا بها.. وشكراً لكم..
******
أظنني سمعت الملائكة تتكلم عنك.. قالوا أنك تغريهم بقذارتك.. بخطيئتك.. وبجمالك .. قالوا أنك ورثت جمال ميكائيل.. وأخذت كل شهقات الحميم.. بين عينيك عذاب لا ينتهي.. وفي لمستك خطايا سيد الشياطين...عرفت كل العذاب قبل لقائك.. وحين عرفتك أدركت أنني كنت في النعيم.. جعلتَ حبي لك خطيئة.. وجعلتُ ذنوبك لي وسيلة.. كرهتُ الدقائق والأيام.. الثواني والساعات.. وأنا احترق تحت لمستك الآثمة على جسدي.. قتلت روحي لسنين وسنين.. أمرتَ الجحيم أن تحرق روحي قبل جسدي.. وكنتَ انتَ من توسل له ابليس ليبتعد.. ليتوقف .. لتعلم انك اخذت عرشه.. أخذت أسمه.. وأخذت قوته...جعلتَ الجنة تقسم بجمالك.. والجحيم تخضع لقوتك... والسماء تبكي على خطيئتك.. خطيئتك كانت أنا... أنا التي أحبت معذبها.. أنا التي أدمنت لمستك القذرة على جسدي.. أنا التي مت بين يديك في كل ثانيه.. نعم أنا الملاك الأسير.. لك فقط يا سيد الجحيم... ومع هذا سأخبرك أنني أحببت كلام الشياطين عنك.. فقد قالوا لي.. هو الخطيئة كلها.. هو الجنة على الأرض.. هو شبحي القذر.. هو أسيري وجلادي..
أنتي تنتمين لي.. لأ تنفس.. لأعيش.. لأقتل.. ولأدمر.. أحبك وانتي ذنبي. احبك وانتي تقتلينني .. أحبك وانتي خطيئتي.. وأكرهك لأنني أحبك...
******
في ابعد البلدان.. خلف الجبال العاتية..والسهول الكبيرة... داخل احد اقدم القصور... المكان كان أسود بالكامل... جدران سوداء كبيرة.. التماثيل المخيفة.. والأثاث التاريخي.. كل شيء مظلم ويرمز للفخامة والألم.. الليل قد حل وأغلق ستائره .. والسماء بدأت ترتجف... المطر أنهمر كالسيول... والرعد صرخ بكل قوته... هناك في ذلك القصر.. تحديداً ذلك القبو المظلم أسفل البناء الكبير... نافذة صغيرة بها قضبان حديدية كبيرة...
مياه الأمطار وأصوات الرعد تسللت إلى الداخل ببطئ مخيف... في منتصف القبو تماماً.. كان هناك فتاة صغيرة يديها معلقه في السقف بأقفال حديدية حادة تجرح بشرتها الشفافه ... تقف على أطراف أصابع قدميها المتورمة بألم شديد.. ملابسها ممزقة قليلاً.. والجروح تغلف كل أنش في جسدها الأبيض.. بشرتها شفافة بعروقٍ خضراء بارزة ...شعرها الأسود الطويل منسدل حتى نهاية فخذيها.. رفعت عينيها قليلاً نحو النافذة وهي تراقب تلك الأمطار العنيفة.. أصوات الرعد وضربات البرق الهائجه.. نعم كل هذا كان يعيد لها الذكريات.. ذكريات تلك الليلة التي أخذت روحها... حياتها.. أملها الأخير... ابتسمت بألم وهي تغمض عينيها قليلاً.. لطالما كانت تغني لتشغل عقلها قليلاً.. فقط ساعدني لأنسى... ساعدني لأحلم.. ولأتنفس من جديد... كانت مؤمنه بأن يوم سعادتها سيأتي حتماً.. لكن بعد كل ما حدث معها... لا... لا أظن.. ربما إن عفى الشيطان عنها... أو حتى تغمدتها رحمة الرب لتنعم بيوم واحد من الأمل... كل ما تذكره انها ماتت منذ زمن.. منذ أيام.. لا تلك كانت اسابيع طويلة...اسابيع باتت شهور وكأنها سنين لا تنتهي ..
فتحت عينيها رافعةً أياها قليلاً نحو تلك النافذة.. تنظر إلى القمر بعينين من اللؤلؤ الداكن... ابتلعت غصة الألم في حلقها وهي تهمس له ببحه ذابلة...
" لطالما كنت جميلا في عيني... كنت تؤنسني بكلماتك في ظلمتي كل ليلة...تعيش معي شوقي وهمي.. ألمي وذنبي.. هذا الذنب يخنقني.. لا.. تلك خطيئة.. وعدت الرب ان أكون جيدة... أن أحفظ نفسي من الخطايا كلها... لكن أنا أسبح في بحر خطيئتي.. في ذنب يدنسني مع كل ثانية...حلمي رحل ولم يعد.. أملي بات سراباً يختفي... لكنني أعود لأنظر لتلك اللحظات.. لحياتي التي كتبت الجحيم اناملها بحمم السَّموم... في البدايه أريدك أن تبتسم.. نعم هكذا... سأخبرك عن تلك الحمم... عن حياة سراب الأمل.. تلك حكاية طويلة.. لكنها جعلت الشياطين تحب الملائكة.. والذنوب خمر من الجنة... قالها لي من قبل.. جمالك في حرمتك... ولذتك في متعة تدنيسك... لستي قديسة لكنك لي راهبة.. ولؤلؤة محرمة...."
ابتسمت بشحوب وهي تحكي له ببحه ممزقة.. وألم لا ينتهي...
" ممم من أين أبدأ.. نعم.. أبي.. هذه كانت بدايتي... أبي كان يحب امي كثيراً.. لكن هي لم تكن.. أعني لم تحبه يوماً... لكن بابي كان رجلا سيئاً.. كان يعمل مع المجرمين.. ورجال العصابات.. امي لم تهتم بهذا.. لكنها كانت غاضبة منه.. غاضبة من كونها زوجته.. كانت تحب رجلاً آخر.. ونعم.. دنست شرفه.. فعلت أول خطيئةٍ لي.. ذنبي الأول.. هذا جنون.. لكن تلك هي الحقيقة.. أنا دافعت عنها... وهنا حملت خطيئتها بداخلي.. خانت ابي مع رجل آخر .. فعلتها لوقت طويل... عرفتُ بالأمر لكن لم أستطع فعل شيء... وحين عرف ابي بالأمر أراد قتلها... كاد يفعلها أمام عيني.. لم اخف منه كما خفت ذلك اليوم... عظامي تقلصت أمامه.. دمي توقف في شراييني كقطعة ثلجٍ الباردة... لكن في النهاية وقفت امامه.. حاولت منعه منها.. قلت له أن يتوقف.. أن يقتلني انا لا هي... صدقني ظننتها تحبني.. لكنها لم تفعل.. ولم تكن لتفعل... فقط هربت في اليوم التالي وتركتني وحدي.. تركتني لاتحمل خطأها... لأذوق عقابها... وليكون رحيلها ذنبي.. حياتها في عنقي.. أستباح جسدي لأيام.. شهور.. وسنين.. عذبني بلا توقف... ذقت كل شيءٍ على يديه... تباً ظننت انه أراني الجحيم.. لكن لا... هذا كان نعمةً لي... كان رحيماً بي كثيراً...أدركت هذا حين تغير كل شيء.. حين بدأت حياتي مع ذلك الرجل.. لا ليس رجلاً عاديا هو شبحي القذر.. هو كابوسي المحرم.. و خطيئتي الأعظم.."
أختنق صوتها وهي تكمل بأكبر ألم في قلبها...
" بعد سنين باعني والدي لرجل آخر.. كانت مجرد صفقة... صفقة زواج.. أو هكذا ظننتها...
نعم الزواج... أعرف أن معظم الناس يسمون ذلك بالشيء البهيج لكنه لم يكن كذالك.. التخرج ، حفل الزفاف، ولادة أول طفل.. أجل ،لكن كان موقفي مختلفًا قليلا.
بالتأكيد ، كان ذلك عيد ميلادي السابع عشر ، ولكنه كان أيضًا اليوم الذي قتلوني فيه .. اليوم الذي دمروا فيه أحلامي.. قتلوا آخر أمل لي في الحياه.. أخذوا آخر ما تبقى لي. نعم كان ذلك اليوم .. اليوم الذي رأيت فيه ذلك الرجل.. لا لم يكن رجلاً عاديا .. كان وحشاً مرعباً.. الخوف نهش عظمى وهو يفتت لحمي بضراوة من مجرد نظرة منه.. كان جميلاً كالملائكة ومخيفاً بطريقة ارجفت روحي ونخرت عظامي.. كان هو غوست ترانسلفاني.. أو كما يقول لي.. دادي... ناديني دادي... ارسلني والدي له كعروس صغيرة... ظننت وقتها انني ساتزوجه لكن لا... حين دخلت قصره... نظر لي بطريقه لم انساها يوماً.. كان غريباً.. لم أفهمه.. أردت حقاً أن أعرف... أن أعرف لما نظر لي هكذا.. عيناه كانت غارقة بظلمة مميته... طريقته كانت تعبث بي وكأنه يملكني.. وكأن حياتي تخضع له.. تخضع لقوانينيه وشروطه... يومها اخذني نحو تلك الغرفة.. غرفة أبنه ... حين دخلت تلك الغرفة يومها رأيت مالم اتوقعه أبداً... ابنه لم يكن سليماً... الفتى مصاب بشلل رباعي.. فقط يبتسم بألم وهو ينظر لي من فوق كرسيه المتحرك... منظره جعل قلبي يبكي من أجله.. العذاب كان ينبض بكل خلية في جسده وكأنه يصرخ بألم.. نعم هو كان خطيبي.. ليس والده.. لكن في أعماقي علمت أنه لن يكون هكذا.. نعم والده كان هو من يعبث بي.. يعبث بكل شيء حولي .. هو من بدأ كل هذا.. وأنا أذوق كل شيء بسببه... والآن دعني احكي لك قليلاً عن ذنبي الذي لا أعيش بدونه.. عن كابوسي وسيد آلامي.. عن شبحي القذر.. و والد زوجي.. عن غوست ترانسلفاني... "
منذ شهر واسبوعين...
في قصر ديفوغو... حظيرة الخنازير...
ضمت بيرلا ساقيها إلى صدرها بينما تنظر لذاك الخنزير بجانبها.. ابتسمت له بشحوب وهمس خافت..
" هل نمت جيداً صديقي .. اتعرف هذه هي الليله المئتان وأربعون على بداية صداقتنا سيد تشيز... أظنني كنت صديقة جيدة لك.. نعم اعتدت رائحتك السيئة أيضاً.. لا تغضب لم اقصد انها سيئة حقاً أعني.. هي.."
صمتت وهي تسمع صوت باب الحظيرة يفتح بصفير عالي... رفعت عينيها المتورمة قليلاً لترى أحدى الخادمات تقترب منها بهدوء... المرأة لم تنطق بكلمة.. فقط نظرت لها بعبوس بينما تنحني لتفك الحبال عن يديها... وقفت وهي تشير لها بصمت أن تخرج من الحظيرة... أخذت بيرلا نفساً عميقاً لتقف بقدمين كالهلام بسبب جلستها الطويلة، لتلحق بتلك الخادمة... بمجرد أن دخلت القصر سحبتها الخادمة نحو مكتب والدها راميةً أياها بعنف أمام قدميه بلا اي رحمة.. لطالما عاملوها كالعبيد... لا بل كانت كالقمامة ...
" اعتذر سيد ديفوغو.. لم أجد وقتاً لتنظيفها..."
لم يهتم بما قالته تلك الخادمة .. فقط نظر نحو بيرلا بجمود وهو يشير للخادمة ان تنصرف...
تقدم نحوها ببضع خطوات.. ينظر لها بقرف وكأنها قمامة تزعجه.. وصوته كان أشد تقززاً منها..
" أظن أن اقامتك مع الخنازير أفادتك كثيراً بيرلا.."
لم ترفع رأسها أبداً... كانت تعرفه.. تعرف انه سيعذبها ليتسلى فقط.. ليرد الدين لأمها... ظنت أنه سيضربها في أي ثانيه..اعتاد على فعل هذا دائماً ليتسلى بها.. لكن هذه المرة لم يفعل.. كلماته فقط هي من جعلت عيناها تحتقن بالألم...كان ينطق بمكر تخلله سخرية واضحة..
" ابنتي الجميلة.. أوه عزيزتي.. نحن الآباء نفعل كل شيء..كل شيء من أجلكم.. نقدم الكثير حقاً لتكونو أطفال جيدين.. واليوم جاء الوقت لتعيدي لي ما قدمته من أجلك صغيرتي .. أن تجعلي والدك فخورا بك ...."
لم تكن تفهم ما يقصده.. لكن نبرته الغريبة جعلتها تقسم انه يخطط لأمر مريع.. ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تسمعه يكمل بنفس الطريقة...
" سأخبرك بقصة سخيفة.. لا هي مميزة جداً.. كما تعرفين انا رجل أعمال... نعم لدي الكثير من الصفقات.. بكل انواعها.. اموالي بالملايين.. لكن اتعلمين ما حدث!!!.."
انحنى نحوها رافعا يدها في كفه.. نظر لعينيها المرتعبة قليلاً وهو يكمل بنفس الجنون..وفحيح مرعب..
" امك التي صفعتني من أجلها سرقت عشر ملايين يورو من خزنتي .. أتفهمين ماذا يعني هذا .. "
شعرت بيدها تحترق في كفه لتحرك عينيها الحمراء بألم نحو تلك السيجاره التي يطفئها في كفها ببطئ مميت..
لا.. لا يمكنها حتى البكاء.. الحركة.. الصراخ.. لا شيء.. سيفعل الأسوء إن تحركت.. لذا ألتزمت الصمت وهي تعض شفتها السفلى من الداخل.. تكتم غصة البكاء في صدرها...
ضغط على يدها أكثر بينما يكمل بسخرية...
" نعم .. امك العاهرة باعتني مجدداً... لذا مجدداً انتي ستدفعين الثمن... ستعيدين لي امولي صغيرتي.. أريد عشرة ملايين يورو كاملة الليلة... والأمر بسيط.. أنا وجدت مشتري لك.. مشتري يرغب بك كعروس له.. لكن هذا مهين..مهين جداً.. "
كلماته صعقتها تماماً.. لم تصدق هذا.. يا ألهي.. يبيعها من أجل بعض الأوراق.. يبيع أبنته.. أبنته الوحيده من أجل أموال يكسبها في لعبة بوكر واحدة.. تباً أرادت الضحك حقاً.. لما تفعلون بي هذا.. بأي خطيئة تحرقون روحي من أجلها..
وقف تاركاً يدها وهو ينظر لها بتقزز ...
"نعم.. هذا مهين.. عارٌ علينا.. كيف ابيعك له هكذا.. عذراء مملة .. كيف أجعله يأخذك طفلة.. هو يحتاج عاهرة... عاهرة لقضيبه..انثى تتحرك لتمتعه.. لذا يجب أن أجهزك له.. سأجعلكِ مرضية له تماماً ...نعم سيعجبه هذا كثيراً.. "
كلماته ارعبتها تماماً لتفتح عينيها بصدمة.. ألم يعصر كبدها بحرقة.. خوف يقتل خلاياها ببطئ .. لا.. لا.. هذا كان آخر ما تبقى لها.. الطهارة الوحيدة داخلها... قلبها صرخ في ثانية وكأنه يتفتت بين أضلاعها.. لم تعرف ماذا تفعل.. أرادت الهرب.. الصراخ.. لكن حين رفعت رأسها وجدت الخادمة واقفة بجانبها وهي تنتظر أوامر سيدها لها ...
" لديك عشر دقائق.. جهزيها جيداً.. أريدها عروساً لليلة جامحة.." وعض على أسنانه بصرامة.. "الآن.."
اجابته بطاعة وهي تسحب بيرلا من يديها بعنف نحو الخارج... ضم ديفوغو حاجبيه بنزعاج.. لا يعرف إن كان الزعيم سيحبها عذراءً ام لا... لكن للأحطياط.. لتكون كما هي.. اغضابه يعني الموت.. لا أحد.. وأعني لا أحد يجرء على اغضاب الكونت ترانسلفاني أبداً...
بعد دقائق...
خرجت بيرلا من بوابة القصر بينما تحاول أن تخفي جسدها العاري بيديها قليلاً.. كانت ترتدي فستاناً ابيض قصير جداً... ملتصق على جسدها بتفصيل يظهر مفاتنها ومنحنياتها بدقة وكأنها عارية تماماً... ظهرها العاري واكتافها.. نصف صدرها بارز بوضوح... و ساقيها بالكامل مكشوفان.. وكأنها حقاً عاهرة... جسدها كان مليئاً بالجروح والكدمات القديمة.. ندوب وبعض الحروق.. ومع هذا كانت جميلة.. جميلة كحورية صغيرة.. كم كرهت مايفعلونه بها.. كم كان الأمر مقززاً لها... يلوثونها بقذارتهم.. حتى هذا الفستان كان بشعرها انها عاهره.. رخيصة.. انها لا شيء أبداً...
تنفست بعمق لترفع عينيها نحو تلك السيارة الواقفة أمام الباب.. نعم تلك كانت سيارة والدها... لم ترد أن تذهب..الفكرة وحدها كانت رعباً حقاً ... لم تتخيل يوماً ان يبيعها بتلك البساطة... أن يرميها من أجل المال.. كان ثرياً جداً لكنه كان عبدا للمال أيضاً .. عبداً للسمعه والجاه... يحب السلطة والتباهي بأمواله الكثيرة... تباً.. لما لا يتوقف هذا الألم... لما تكرهني لتلك الدرجة... كانت تعلم أنه لا فائدة أبداً.. لا خيار أمامها.. هي مقيدة له.. ليفعل بها ما يريد... كل يوم كان يقتل جزءاً من روحها... روحها اعتادت عليه.. اعتادت على الألم... أصبح رفيقها الوحيد ... أدمنته.. أدمنت وجوده كشرابٍ من الخمر المحرم ... جزء منها أراد الأمل.. أراد لصلواتها أن تتحقق. إن يسمعها الرب حقاً... لكن كلمة واحدة شجعتها قليلاً.. نعم عروس..ما تعرفه أن العروس هي المرأة التي تتزوج من رجلٍ يحبها.. رجلٍ يحترمها ويكون لها كل شيء..يحضر لها السعادة والفرح... يكون نهاية أحزانها وضوء لحياتها... لكن هل ستكون تلك سعادتي... هل سأجد الفارس الذي سينقذني على حصانه الأبيض .. نعم كسندريلا تماماً... ربما يكون الأمير هناك.. ربما يأخذ مني قبلة وهو يخبرني انه يحبني.. اااه... هل ستكون تلك لحظاتي التي دعوت الرب من أجلها.. نعم ربما الرب سمع دعائي.. سمع كلماتي له.. استجاب لرجائي إليه... لربما سأجد حبي هناك.. أو أجد رحمة الرب في أبعد البلدان...
أبتسمت بسعادة بتلك الفكرة.. ومع هذا تخللها الألم وهي تقترب بهدوء نحو تلك السياره.. صعدت بداخلها لتجد والدها وسائقه في الداخل... نظر لها بتقزز وهو يأمر السائق أن يتحرك بسرعة...
حين وصلت السيارة أمام ابعد القصور وأكثرها ظلمة وفخامة... نعم قصر الكونت ترانسلفاني... بفخامته المرعبة وظلمته المميته..
وقفت بيرلا خلف والدها أمام بوابة القصر وهي تحول ان تخفي جسدها قليلاً عن اعين الحراس.. المكان كان يخيفها حقاً.. ظلت واقفة لثواني حتى فتحت لهم الخادمة الباب بكل هدوء.. رحبت بهم بأدب وهي تنظر للأرض كنوع من الاحترام..
" مرحبا بك سيد ديفوغو.. الكونت بإنتظارك في مكتبه.. اتبعني من فضلك..."
حسناً هذه كانت كذبه.. الكونت لا ينتظر أحدا أبداً.. الناس هم من ينتظرونه.. لذا كما قلت.. تلك كذبه سيئة جداً... حرك ديفوغو رأسه بقبول وهو يمشي بثبات وبيرلا تتبعه بقلق.. تباً لما المكان مخيف هكذا.. حتى من الداخل كان أسود.. بتماثيل تعذيب.. ووحوش... الأثاث القديم الفاخر الطراز يعود للعصور الوسطى... فتحت الخادمة باب المكتب بعد أن أخذت الأذن بالدخول.. ليدخل ديفوغو وخلفه بيرلا تلحقه بصعوبة من الألم في ساقيها.. بمجرد ان وقفوا في الداخل أمسك ديفوغو ذراها بقسوة وهو يدفعها لتقف أمام مكتب الكونت ببضعة أمتار قليله... لم تجرؤ على رفع عينيها نحوه أبداً.. المكان كان يفيض بهالة مرعبة تفوح منه تلك الرائحة... الرائحة وحدها جعلتها تختنق من الخوف... رائحة عميقة.. وعتيقة خليط بين حشائش القزانيا النادرة وخشب الصندل المميز .. تلك الرائحة لا وجود لها إلا في عرين الشياطين... فقط أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تطرق رأسها إلى الأسفل.. تضم جسدها بيديها لتخفي منه ما تستطيع.. لثواني حتى سمعت صوت أحدهم ينطق بسخرية..
" إذاً هذه هي ابنتك.. تباً لا أصدق هذا.." وألتفت للكونت الذي يجلس بفخامة على كرسيه الكبير وضعاً سيجارة غليظة بين شفتيه..
" أظنك تضيع وقتك مع هذا الأحمق غوست.. هذه الطفلة تبدوا كالقمامة تماماً.."
اخذ غوست نفساً طويلاً من سيجارته.. حرك عينيه السوداء بلون الزمرد الأسود رفعها قليلاً نحو بيرلا وهو يجيب ذلك الأحمق بجانبه بجمود مخيف..
" كم تساوي..."
نبرته العميقة جعلت ديفوغو يرتجف في مكانه.. الجميع صمتوا لثواني حتى تكلم ذلك الرجل بجانبه مجدداً...
" مممم عشرة ملايين يورو.. نعم هذا ما طلبه في المقابل.."
همهم غوست بهدوء مميت ودون أي حركة.. لثواني فقط حتى تكلم مجدداً بنفس الطريقة...
" رخيصة.. "
نعم هذا هو كل ما قاله.. رخيصة... بالنسبة لغوست هذا لم يكن سعراً.. هذا بقشيش لعامل نظافة لا أكثر.. لذا وجد الأمر سخيفاً.. وكأنها ليست صفقة.. هذا هراء... فقط وقف من مكانه بكل جمود وهو يتجه نحوها حتى وقف أمامها ببضع خطوات... أنكمشت على نفسها بخوف والأدرنالين يضخ بسرعة داخلها من شدة رعبها.. عقلها كان يحثها على الهرب.. لكن قدماها غرست في الأرض وكأنها لا تقوى على الحركة.. تشعر به أمامها تماماً وكأنه سيقتلها في أي ثانية .. هالته مرعبة جدا.. كل هذا فعله بها وهي لم تره بعد.. إذا كيف لو نظرت له.. كيف لو رأته... أغمضت عينيها بقوة وهي تسمعه يتكلم بجمود مخيف ...
" أركعي .."
حروفه الخمسة كانت صارمة بطريقه آمره تجبرها على الطاعة بلا جدال أو تردد.. نعم أركعي.. فقط جلست على الأرض لحظتها وهي تضع يديها على فخذيها بهدوء.. ورجفة تغزوا خلاياها ببطئ...
نظر في وجهها بعيون قاسية ، سوداء وعنيدة مثل الحجر... لا يبدو أنه من النوع الذي يكترث بأي شيء.. أو يناقش قراراته مع الآخرين ، ناهيك عن التنازلات. كان هناك غطرسة مخيط في زوايا فمه ، التجاعيد الخفيفة بجانب عينيه الجميلتين ، والخط الهندسي لفكه الصلب.. والأكثر رعبًا هي تلك الندبة العميقة على خده الأيسر... بطول واضح ولحية نابته خفيفه جداً..
عاد صوته مجدداً موجهاً كلامه لوالدها بهدوء..
" جديدة.. أم مستعملة؟؟!! .."
حسناً هذا كان أكثر اهانه مما تخيلت.. لكن والدها اجابه بسرعة وهو يضم يده لبعضها بتوتر..
" بالطبع عاهرة لأرضائك سيدي.."
فكه تصلب في ثانية وهو يسمع تلك الكلمات.. عاهرة.. نعم الأمر أزعجه بطريقةٍ ما.. لكنه لم ينظر لوالدها حتى ملامحه ظلت جامدة على حالها بلا أي تأثر .. فقط ظل ثابتاً في مكانه لثواني.. حتى مد يده ممسكاً شعرها بغلظة رافعاً أياها بيده التي يجذب بها شعرها... شعرت به وكأنه ينتزعه من جذوره.. الأمر كان أشبه بحريق في رأسها من شدة قوته...
شعرت بيده الأخرى تحرق جلدها الطري وهي تمر على طول فخذها من الأسفل لتصعد نحو مؤخرتها تماماً..
دفع أصابعه بين فخذيها يحشر يده نحو أنوثتها تماماً لتشهق بقوة وألم.. ألم مهين.. دموعها تجمعت في عينيها... تشعر بنفسها كالدمية في يده.. عاهرة له.. أصبعه كان داخل أنوثتها.. جسدها ارتجف بالكامل وهي تعض شفتيها تكتم غصتها العالقة في حنجرتها.. غصة بكاءها وذاك الخزي والعار على جسدها..ذنب يدنسها.. وعار يلطخ شرفها بأصابعه..
أخرج يده من بين فخذيها بهدوء وعيناه تظلمان بوعيد قاتل.. وبحه مميته..
" ..عاهرة.. لوسيفر هذه كذبة.. "
ألتفت لوسيفر نحو ديفوغو الذي كان يرتعش برعب وَكأنه يراقب لحظة موته أمام عينيه... تنهد لوسيفر بملل وفي ثانية قبض على يد ديفوغو واضعاً أياها على سطح المكتب بقسوة... اخرج ساطور معدني ضخم ليصرخ ديفوغو بأعلى صوته وهو يرى أصبعه يطير في الهواء أمام عينيه... نعم قطع أصبعه في ثانيه... كان يكذب.. لم تكن عاهرة.. غشائها سليم.. لكن النتيجة واحدة.. من يكذب أمام الكونت عليه أن يدفع الثمن... والدم هو الشيء الوحيد الذي يعاقب به... هذا كان مجرد تحذير.. ليس عقوبة حتى.. نعم أشبه بمزحة لا أكثر...إن كان سيعاقبه فالأمر سيكون مريعاً... على الأغلب لن يخرج حياً..
سقط ديفوغو على الأرض وهو يحاول أمساك أصبعه المقطوع... وضعه على مكان القطع الذي ينزف بغزارة وهو يشهق برعب ورجفة غزت كل جسده.. وقف بصعوبة بعد أن ضم يده لصدره وهو يمسك أصبعه الذي يكاد يسقط من يده.. نظر للأرض بذعر وكأنه سيموت في أي ثانية..
لم يهتم له أحد.. فقط أعاد غوست انتباهه نحو تلك الحسناء في يده.. أمال رأسها قليلاً إلى الخلف جاذباً شعرها للخلف أكثر... رفع يده الأخرى نحو عنقها ليحرك طرف خاتمه الحاد على وريدها النابض في عنقها الأبيض.. البارز بشفافية واضحة....

جرح وريدها بهدوء لتعض شفتيها أكثر وهي تشعر بالدماء تسيل بسخونة على عنقها الصغير... رفعها غوست أكثر حتى مستوى شفتيه.. وأنحنى بعنقه قليلاً عليها.. هنا فقط شعرت بانفاسها تتوقف بالكامل.. جسدها تخدر بنبضات قوية يضرب كل خلاياها بعنف...وحرارة غزت جسدها بالكامل.. تباً ماكان هذا... لسانه كان يتحرك على بشرتها يلعق تلك الدماء التي تسيل منها ببطئ.. يتذوقه بتمهل.. بمتعة.. أخذ كل وقته في فعل هذا.. أخذ كل قطرة منها... وكأنها وجبته الخاصة.. كم كان هذا غريباً لها ومخيفاً بغموض مرعب.. حين انتهى رفع رأسه للأعلى وهو يزأر بنشوة خفيفة أرعبتها بالكامل .. نعم احب مذاقها.. أحب نكهتها المثيرة له وكأنها خمر مميز.. خمر نادر لا وجود له إلا داخل أوردتها.. دمها يحمل طعم روحها بداخله.. أبتلع كل ما أخذه منها وهو يحفظ ذاك المذاق جيداً... أوه كم كان مثالياً..
تركها لتسقط على الأرض بقوة وهي تشعر وكأن شعرها قد انتزع من جذوره تماماً.. عاد نحو كرسيه بجمود ليجلس مخرجاً سيجارة عتيقة لنفسه .. أشعلها ببرود وهو يعيد انتباهه نحو ديفوغو مجدداً...
" لدينا صفقة.. وأنا قبلت.. ألديك أي شروط؟.."
حرك ديفوغو رأسه بطاعة وهو يضع يده على كتف بيرلا مجيباً أياه بكلمات مرتبكة..
" لا سيدي.. فقط زواجها.. أعني أحتاجها ان تتزوج .. ستلطخ سمعتي إن عرف الناس أنني بعت أبنتي مقابل المال.. و.. و ستفسد أعمالي حينها... لذا أرجوك ان تزوجها في أسرع وقت ممكن.. نعم هذا هو كل شيء.. "
تباً كم كان حقيرا... كل ما يهمه هي سمعته اللعينة ولا شيء آخر.. لا يهمه حتى من سيكون زوجها.. أو ماذا سيفعلون بها فقط تتزوج وحسب... لكن الفائدة كانت أكبر.. في البدايه زواجها من عائلة ترانسلفاني تعني انه يناسبهم.. وبهذا ستشتهر أعماله أكثر ويزداد ربحه... ثانياً سيتخلص منها ومن عار وجودها إلى الأبد.. وأخيراً سيحرق قلب زوجته التي لطالما تمنت أن تكون تحت يدي الكونت غوست ترانسلفاني.. نعم غبية... لكنها كانت هائمةً بجماله.. قوته.. وسلطته العاتية.. رجل لا تهتز له كلمة... ولا يرحم أحداً أبدا...
ابعد غوست عينيه عنه بحتقار.. نعم هو عاهرة بالنسبه له لا أكثر ولا أقل .. ومع هذا تكلم بنفس الجمود...
" أعطه أمواله لوسيفر.." ورفع عينيه بحده نحو ديفوغو بحروف صارمه جعلته على وشك ان يبلل سرواله من الخوف...
"كما قلت.. لدينا صفقة.. لذا ستلتزم بشروطي أنا.. أولا ، ارفع يديك عنها أنا أملكها الآن ، ولن يلمسها أحد سواي..ثانيًا أنا رجل كلماته حروفٌ لأفعاله تماماً وشرطك قبلت به... ثالثاً ابنتك تخصني سأفعل معها ما سأفعله لأنها لم تعد شخصًا ، بل ملكية..."
أخذ نفساً طويلاً من سيجارته وهو يكمل بتوعد مرعب جعل ديفوغو يقفز من مكانه بفزع..
" زفاف.. سأفعلها.. لكن أقسم بالجحيم ومن فيها إن رأيت ظلك يتحرك هناك فسأجعل السماء تتوسل من أجلك... ولا شيء سيرحمك مني.."
أخرج لوسيفر حقيبة كبيرة مليئة بالنقود وضعها على الطاولة أمام ديفوغو الذي كان يضم يده لصدره برعب.. فقط حين فتح لوسيفر الحقيبة تحركت عيني ديفوغو فوراً نحو كل تلك الأوراق.. تباً هذه ليست عشر ملايين... هذه مليار يورو كاملة.. لكن هذا أكثر مما طلبه بأضعاف.. نظر للمال بعينين متسعتان بفرحة وكأنه سيطير من السعادة... كاد يمسكها لكن لوسيفر أغلق الحقيبة في وجهه وهو يبتسم له بسخرية...
" في البدايه المال ليس لك... هو مهر أبنتك.. أنت أردت عشرة ملايين.. لذا ستأخذ نصيبك فقط... والباقي سيكون لها... لذا لا تفرح كثيراً.. والآن أرني مؤخرتك ربما أضع بعض اليورو داخلها..."
أوه كان ينظر له بذهول.. لا يصدق ذلك الرجل الغريب..تباً هل سيضع المال في مؤخرته حقاً... نظرته تلك جعلت لوسيفر يتنهد بملل وهو يخرج حقيبة أصغر بها عشر ملايين تماماً رماها في يدي ديفوغو بينما ينظر له بانزعاج...
" اعطيتك المال.. والآن أرني مؤخرتك عزيزي.. "
من الواضح انه لم يكن يمزح... حركته تلك جعلت ديفوغو يرمش بسرعة وهو يلتفت ليخرج فوراً من المكتب دون أن ينطق بكلمة واحدة.. فقط عيني بيرلا هي من كانت تلاحقه...بينما تنظر له بأسى.. حسرة.. وحزن عميق... لما... لما بعتني وكأنني لست لحمك ودمك... أكان مالك اهم عندك من حياتي.. ألهذه الدرجة أنا رخيصة بالنسبه لك... اتكرهني لذنب لم ارتكبه.. أم تكرهني لأن قلبك لم يعرف الحب يوماً.. أكانت أمي محقة حين تركتك ورحلت... أم أنني فقط ولدت لأكون ضحية خيانتها لك... ألهذه الدرجة أحببت جعلي سلعة تتفقون عليها بينكم.. تبيعون جسدها كقطعة لحم بالية بلا أي آدمية أو رحمة... لكن لن أقول أنني لن أسامحك.. لأنني فقط أشفق عليك يا أبي... أشفق على ضعفك و سوء نفسك.. أشفق على ضياعك وجهلك... ومع هذا سأظل قطعةً منك.. سأظل احمل دمك في عروقي.. وانظر لك كما نظرت لك أول مرة.. حين قلت بابا بحروفي الصغيره.. وكلماتي الضائعة... لكن سأقول شكراً لك.. شكراً لأنك علمتني أن الحياة تتغير مع كل يوم.. علمتني أن أنظر للقمر وانا أبتسم.. أن أترك لقلبي العنان ليبكي كما يريد دائماً.. وأن أؤمن بربي حتى يأتيني يوم الرحيل....نعم شكراً لك..
أغلقت عينيها بألم تبتلع حسرتها التي علقت في حلقها كسكين حامية.. فقط ظلت جالسة في مكانها مطرقةً رأسها إلى الأسفل بلا أي حركة... لكنها كانت تسمع أصوات خطوات طاحنة تقترب منها بثابات يحسد عليه... وقف أمامها بهيبته الفاخرة .. لينحني عليها بجذعه قليلاً... أمسك ذراعها من الأعلى بقبضته القوية وهو يعتدل ليجرها على الأرض بينما يوجه كلماته للوسيفر بأوامر صارمة...
"جهز الزفاف.. الليلة.."
سمعت تلك الكلمات لتفتح عينيها بفزع وهي تراه يجرها على الأرضية الفاخرة بلا أي أكتراث لكونه يؤذيها بتلك الطريقة.. جسدها آلمها حقاً.. لكن لم تهتم.. لطالما أعتادت على الألم..لطالما عاشت معه.. حتى أصبح شريكها الوحيد.. ورفيقها المفضل ... بمجرد أن وصل إلى السلم... رفعها على كتفه بحركة آليه أطرقت عظامها ألماً.. صعد بها الدرج وهو يمشي بخطواته الثابته في الممر... توقف أمام إحدى الغرف ليفتح بابها بسرعة.. دخل رامياً أياها بعنف على الأرض.. ورحل بلا كلمة واحدة... فقط كل ما سمعته هو صوت إغلاقه للباب بعد خروجه...
رفعت رأسها بصعوبه وهي تشعر بطنين عالي في اذنيها بسبب دفعته لها على الأرض.. حركت عينيها تنظر حولها بهدوء لتجد نفسها في غرفة فاخرة.. آثاث جميل.. وسرير كبير.. ظلت تنظر حولها قليلاً حتى سمعت صوتاً حنوناً على بعد خطوات منها...
" مرحبا.. أنتي بخير.."
التفتت نحوه بسرعه لتفتح عينيها باتساع.. الأمر كان صادماً لها.. يا ألهي.. من هذا.. منظره آلمها حقاً.. لم يكن عادياً.. لا.. كان رجلاً مقعداً... من الواضح انه صغير بعض الشيء.. عمره لا يزيد عن الثامنة عشرة أبداً.. لكن ما ألمها حقاً هي أبتسامته الشاحبة وذاك الحزن في عينيه الجميلتين.. كان يجلس على كرسيه المتحرك .. يبتسم لها بترحيب بسيط.. من الواضح انه غير قادر على الحركة أبداً... كرسيه المتحرك كان ألكتروني مخصص لمرضى الشلل الرباعي..
حين لا حظ شرودها فيه.. وتلك النظرة الحزينة في عينيها اقترب منها قليلاً بكرسيه وهو يكلمها بهدوء مريح...
" لا تخافي لن أؤذيك..." صمت لثواني ليرى نظرتها تهدأ قليلاً ليكمل بنفس الهدوء.. " تبدين جميلة.. ما أسمك؟!.."
حركت جفنيها بسرعة تحاول أن تنتبه له.. لم تفهم لما شعرت بالحزن عليه هكذا.. لكنها أعتدلت في جلستها وهي تجيبه بابتسامة صغيرة على شفتيها..
" بيرلا.. آسفة على أزعاجك سيد..!!!.."
بادرها بسرعة..
" باش.. ناديني باش.. أسمي سيباستيان ترنسلفاني.. أمممم آسف على ما فعله أبي معك.. هو دائماً هكذا ... لكن لا تقلقي لا أظنه سيؤذيك مجدداً .."
ضمت شفتيها قليلاً تحاول أن تفهم ما يقوله، فقط كلمة واحدة أخذت كل حواسها بتركيز واضح.. أبي.. أهو والده؟؟!! .. لكن لما يتركها مع ابنه، وزفافها الليله.. ظلت تحدق به بصمت لثواني حتى سمعته يتكلم مجدداً بأبتسامة لطيفه...
" إذاً.. أنتي العروس صحيح؟؟!! "
حركت رأسها بالأيجاب وهي تنطق بخفوت بالكاد يسمع..
" نعم.. انا هي.. أمممم ايمكنني سؤالك سيد باش؟!.."
ابتسم باش على خجلها ليحرك رأسه بقبول مشجع جاعلاً اياها لتسأله بتوتر...
" هو.. أعني ذلك السيد.. والدك.. هل ساتزوجه اليوم؟؟!.."
أمال باش شفتيه قليلاً وكأنه يفكر في إجابة مناسبه لها...
" لا.. لن يفعل.. أعني لديه زوجة بالفعل.. لذا لن يتزوجك لا يمكنه هذا على كل حال.."
حسناً هذا جعلها تتنفس اخيرا.. أوه فكرة الزواج منه كانت كابوس مرعب.. تباً الرجل أرعبها بظله فقط... كيف لو أخذها زوجةً له... لكن في هذه الحالة... من سيكون زوجها إذاً.. أرادت حقاً أن تعرف لذا بادرت بسؤاله بسرعة من شدة فضولها عن الأمر..
" هو لن يفعل.. إذاً من سيكون زوجي ؟؟!.."
لعن باش نفسه داخلياً.. تباً كم كره فكرة أخبارها بالحقيقة.. لكن لا مهرب.. في النهاية ستعرف الليله على أية حال.. فقط أجابها بأبتسامة شاحبة بألم دفين...
" أنا.. أنا سأكون زوجك بيرلا.. لكن لا تقلقي لن أؤذيك أبداً... أعرف أنني لا أصلح للزواج.. لكن أبي قرر الأمر بالفعل.. ربما لا ترغبين بي.. وأنا لا ألومك على هذا.. أعني من يرغب بزوج مشلول بالكاد يحرك رأسه..."
لا.. الأمر لم يكن بهذا السوء.. لا تعرف لما لكنها شعرت بالراحة من فكرة كونها ستتزوجه هو... شيء في كونه لطيفاً معها أو حتى كونه مشلولاً.. تلك لم تكن مشكلة في الواقع.. يمكنها التعامل معه.. والأهم انه ربما يحبها كما كانت تتمنى.. زوج يحبها ويحترمها.. يعطيها السعادة التي تحلم بها... لكن شيء في داخلها أخبرها أن هذا هراء.. والده كان ينظر لها بتملك مرعب.. شيء فيه كان يأسرها حتى الموت... فقط ابتلعت ريقها بصعوبة لتبتسم بخفوت بالكاد يظهر على شفتيها التوتية الصغيره..
" من قال أنني لا أرغب بك.. لا يهمني إن كنت مشلولا أم لا.. أقصى ما تمنيته يوماً هو زوج يحترمني ويحبني.. لم افكر حتى في شكله أو حالته.. لذا انت مثالي باش.. على الأقل في عيني انت كذالك.."
نظر لها بلا تصديق.. حقاً هل قالت انه مثالي.. أعني لا يهمها كونه لا يستطيع الحركة... هذا فاجأه حقاً.. أراد قول أي شيء لكن الكلمات علقت في حلقه بغصة مؤلمة... فقط ظل ينظر لها هكذا حتى سمع صوت الباب يفتح بعنف.. ألتفتت بيرلا نحو الباب لترى أمرأة طويلة بشعر أشقر طويل وملامح حادة.. جميلة جدا.. مظهرها صاخب.. وينذر بالخطر... تقدمت نحوهما ببضع خطوات وخلفها خادمة صغيرة تنظر للأرض بأرتجاف... رفع باش عينيه بهدوء نحو تلك المرأة الوقفة أمامهم .. مبتسماً لها بهدوء..
" عمة أليس.. أهناك خطبٌ ما؟!.."
أبتسمت له أليس ببرود وهي تنظر نحو بيرلا بتفحص واضح لمظهرها المبعثر... لكنها اجابته بلا اكتراث...
" لا عزيزي.. لا مشكلة أبداً .. فقط سأخذ عروسك قليلاً.. كما تعرف الزفاف الليلة لذا يجب تجهيزها بسرعة.. سأتركك مع خادمتك لتهتم بتجهيزك... "
انحنت عليه قليلاً لتقبل وجنته بهدوء.. وآبتسامة ماكرة...
" مبارك زواجك مقدماً عزيزي باش... من كان يصدق أن اخي كريم إلى تلك الدرجة... ليحضر لك زوجة بهذه الحالة.. نعم أستمتع صغيري.."
وألتفتت نحو بيرلا بملامح جامدة ونبرة صارمة...
" أتبعيني الآن.. "
هذا كل ما قالته وهي تدير كعبها العالي متجهه نحو الخارج... وقفت بيرلا بصعوبة تحاول أن تلحق بخطوات أليس الصاخبة في الممر... فقط ظلت تسير خلفها بقلق حتى توقفت أمام إحدى الغرف المخفية.. الباب كان أسود معتم من الخشب النادر... التماثيل المخفية على الجهتين من الباب.. والنقوش القديمة برسوم بارزة أضافت هالة من الجمال الأغريقي المثير للفزع والرعب... حاولت تمالك أنفاسها وهي تنظر نحو أليس التي فتحت الباب بهدوء... التفتت لها بصرامة مخيفة ونبرة حادة...
" أدخلي.."
أوه لم تتوقع هذا.. المكان كان مخيفاً بالفعل.. ومع هذا تنفست بعمق تحاول أستجماع قوتها لتتقدم بخطوات صغيرة نحو ذالك الباب.. أخذت خطوات بسيطة نحو الداخل وهي تنظر للمكان ذهول.. هذه لم تكن غرفة عادية.... لا كانت أشبه بالجنون.. تماثيل آلهة الأغريق برؤس مقطوعة.. مقلوبة فوق التمثال بطريقه مهينة... سرير أسود بوشاح أبيض في المنتصف.. والأثاث المميز من العصور الوسطى... صور على الجدران تحمل صلبان مكسورة.. ورؤس الحيوانات معلقه على الجدران بعيون فارغة... هذا كان مريعاً.. أرادت التقيء حقاً من هذا المظهر المقيت... والمهين لدينها.. لكنها انتبهت إلى فستان زفاف جميل معلق في زاويه الغرفه بأهتمام واضح... أوه كم حلمت بمثل هذا الفستان الجميل... بتفاصيله الفاخرة... نعم كان حلم سندريلا الذي بالكاد يتحقق... ظلت شاردة فيه لثواني حتى قفزت بفزع وهي تسمع صوت باب الغرفه يغلق بقوة خلفها.. إلتفتت لتجد أليس قد غادرت بالفعل... نعم تركتها وحدها في تلك الغرفة.. المكان كان مظلماً قليلاً... ناهيك عن ضوء الشموع الخفيفة والأضائة الخافته... تقدمت بخطوات بسيطة نحو فستان الزفاف.. وقفت امامه تتأمله بشبح ابتسامة.. لربما كانت تلك سعادتها حقاً... من يدري هل ستكون سعيدة برفقه باش .. هل سيحبها كما تمنت دوماً.. هل ستكون تلك الزوجة السعيدة التي ينظر لها زوجها بكل حب وسعادة.. أعني استحق الحب صحيح.. نعم ربما ولو قليلاً...
ظلت تنظر بشرود لذاك الفستان تسبح في بحر أحلامها البريئة... لكنها وجدت نفسها تختنق برائحة قويه.. رائحة تعرفها جيداً... نعم حشائش القزانيا وخشب الصندل المميز... لا... فقط أبتلعت ريقها بصعوبة وغصة في حلقها...ضربات قلبها أرتفعت بخطر وهي تلتفت للخلف ببطئ شديد... رفعت عينيها لتتوقف أنفاسها بالكامل.. يا ألهي..هل هذا ملاك ام انه شيطان بملامح الملائكة... أي جمال هذا الذي يجعل قلبي يضرب الطبول وكأنها معزوفة الحياة... نعم كان يقف خلفها تماماً على بعد بضعة أنشأت... عيناه مظلمه مخيفة بطريقه ترجف القلب وتمزق الأحشاء ... والأسوء كان جسده... الماء يتحرك على منحنياته بأحتراف يعانق تفاصيله الفخمة بكل راحة... وتلك الوشوم المرعبة غطت كل أنش في جسده عدا وجهه... الندوب الكبيرة وتلك الرسوم البارزة... كلمات أوكرانية محفورة على جلده بحروفه نابضة.. وعضلاته الصخرية تكاد تمزق جلده من شدة صلابتها...أوه تباً عروقه البارزة بالكاد تنفجر من بروزها، شعره الأسود طويل قليلاً حتى بداية أذنيه.. وعينيه الحادة لامعه مظلمة كلون الزمرد الأسود... ونعم كان عارياً بالكامل.. لا يغطيه سوى تلك المنشفة السوداء الصغيرة جدا أسفل خصره تماماً...
لم تستطع أن تبعد عينيها عنه أبداً.. واللعنة كم كان وسيماً.. لا كان ساحراً بطريقة شلت كل خلية في جسدها... رأته كيف ينظر لها بظلمة غريبة... تملك ابتلع عينيه.. ورغبة يلتهم بها منحنياتها البارزة أمامه بلا حياء... نظرته فقط جعلتها تنكمش على نفسها وكأنه يحرقها بنظراته... تمنت الهرب.. تمنت ان يدخل أحدهم ليعيد أنفاسها المسلوبة بسببه....لكن لا.. صوته أصدر رنيناً مرعباً على طبلة اذنيها ببحه رجولية فاخره...
" تعري.. أريد رؤية أملاكي .."
ماذا!! ..املاكه.. ملكية... نعم هو قال هذا من قبل.. هي الآن مجرد ملكية بالنسبة له... لم تعد شخصاً... مجرد شيءٍ يملكه بين ممتلكاته...الكلمة لم تصدمها لكن ما جعل قلبها ينقبض بحرقة وشعور من الذل والعار يغزوا جسدها..لأسوء انواع الأهانة.. و القذارة هي تلك الكلمة... تعري.. ماذا يظنها واللعنة.. عاهرة.. أم عبدة تلبي رغباته... قطعة يتسلى بها أم زوجة لأبنه... أرادت قول أي شيء.. أن ترفض.. تتحرك.. لكن نبرته الفاخرة جعلتها تتجمد في مكانها وكأنها ستموت إن تحركت خطوة... لم تعرف ماذا تفعل لذا ظلت جامدة في مكانها تنظر له برجفة خفيفه تغزوا جسدها بالكامل... فقط حين طال وقوفها ضم حاجبيه بقلة صبر.. كم يكره الأنتظار.. رفع يده واضعاً الطرف الحاد من خاتمه بينه نهديها... هي ثانيه...نعم ثانيه واحدة وشق فستانها نصفين جاعلا اياه يسقط على الأرض كخرقة بالية... فتحت عينيها بصدمة من حركته المفاجئه لها.. تباً ماذا حدث!!.. في ثانيه جعلها عارية تماماً أمامه... كل مفاتنها مكشوفة له بوضوح.. الأمر جعل وجهها يحمر بقوة من الخجل وبدون أن تشعر وجدت نفسها تضع يديها على جسدها تحاول حجبه عنه.. لكن بمجرد أن فعلت وجدته ينظر لها بتحذير واضح من حركتها تلك... لتسقط يديها بآليه وطاعة لأوامره... نعم كان يتحكم بها... بكل بساطه.. جسدها كان له عقلاً خاصا به... عقلاً ينفذ أوامره بلا نقاش أو تردد... علمت انها في عرينه.. في شباكه وبين يده.. هو سيد القصر.. هو زعيمهم وسيدهم.. وهي فقط مجرد ملكية خاضعة له.. جزء أشتراه بأمواله كما يفعل مع كل شيء...لا فرصة لها أمامه.. ولا حق لها بالأعتراض عليه أبداً.. أخفضت عينيها ارضاً بألم وحرقه.. لم ترده ان يرى نظرة الذل في عينيها.. وتلك الحسرة على روحها...
ظلت واقفة لثواني طويلة بلا أي حركة وهي تشعر به يلتهمها بعينيه.. يفحص كل أنش فيها وكأنه يحفظه جيداً... أبتعد عنها بهدوء ليجلس على السرير خلفه مباعداً بين ساقيه قليلاً وكأنه الملك بين حاشيته.. نظر لها بجمود بينما يأمرها ببحه مخيفة...
" اقتربي.."
تباً.. عضت على شفتها بغصة كارهه.. كارهه لما يحدث.. لما يفعله بها.. لكن لا مهرب لها منه... أرادت ان تصلي.. أن تطلب المغفرة عن هذا الذنب الذي يدنسونها به.. لم يعد لها خيار.. لا هرب.. ولا ملجأ منه .. لذا تقدمت نحوه بخطوات صغيرة حتى وقفت أمامه تماماً... لم ترفع رأسها أبدا... فقط وقفت هكذا بلا اي حركة حتى ابتسم بسخرية وهو يزيل المنشفة عن خصره... رفع رأسه بمتعه ونفس البحه الآمرة...
" متعيني ..."
لا هذا كثير.. هو حقاً يراها عاهرة.. جسدها أراد أن ينتفض من الغضب.. والعار.. لكنها قررت استخدام أسلوب جديد معه ... رفعت رأسها قليلاً لتنظر له .. تقاوم سحره عليها وبكل هدوء..
" أنا آسفه.. لكن لا أعرف ماذا أفعل سيدي.. ظننت أنني زوجة أبنك... ولهذا السبب قمت بشرائي.."
جيد طفلة مسليه... ابتسم بسخرية على كلماتها...لكنه اجابها بنبرة أرعبتها تماماً..
" أركعي بيرلا.."
أسمها كان له رنين خاص في صوته.. لأول مرة ينطق به.. طريقة.. بحته اعجبها كثيراً.. لم تعرف حقاً لما أحبت اسمها من بين شفتيه هكذا ... لكنها وجدت نفسها تخضع لأوامره دون تفكير... ركعت فوراً وهي تلعن نفسها داخلياً.. ماذا ظننتي بحق الجحيم... انه سيهتم مثلاً لكونك خطيبة ابنه.. تباً فقط لا تتسببي بقتله لك.. رفعت عينيها قليلاً ليحمر وجهها تماماً وهي تجد ذكوريته الضخمة مكشوفه أمامها ..الحرارة غزت جسدها بالكامل...ونبضاتها تجرعت الخوف كالسم المقدر... كادت ان تبتعد لحظتها من الخوف... لكنه قبض على شعرها بقوة جاذباً أياها نحوه وكأنه سيقتله جذورها.. .. قربها منه أكثر وهو يهمس لها بطريقه أخرست كل صوت بداخلها ...
" لن اعيد كلامي مرتين... افتحي ساقيك وأجلسي عليه بيرلا ... "
رفعها له أكثر يجذب شعرها بقسوة جاعلا اياها تتاوه بألم وهي تجلس على ذكوريته تماماً بلا اي إرادة .. ساقيها حول خصره ودموعها تتحرر بكره له.. بذنب يلوثها به... وخوف ينهش عظامها بلا توقف.. نظرت له من بين دموعها بألم لتجده يبتسم بمتعة... وهو يراقب دموعها المتساقطة على طول وجنتها... تنهمر بلا توقف... يا ألهي.. نعم كان يحب الدموع جداً... يحب رؤية الألم في عينيها... ذلك العذاب في روحها... لكن الدماء هي عشقه.. هي من يجد بها مذاق الروح الذي لا يقاوم... أمسك مؤخرتها بيده الأخرى محركاً اياها ببطئ فوق قضيبه جاعلاً أنوثتها العارية تحتك بعضوه تماماً لا يفصل بينهما شيء أبداً... حركته جعلتها تفتح عينيها بصدمة وهي تحاول كتم ذلك الأنين المندفع من بين شفتيها... مع كل ثانية سرعته كانت تزداد أكثر وأنينها يعلو مع كل حركة لها فوقه... لا.. لا توقف.. هذا خطأ.. هذا لا يجب أن يحدث.. هذه خطيئة.. تباً توقف.. أرادته حقاً أن يتركها..توسلته بعيونها ان يفعل... لكن جسدها أحب الأمر.. أحب ما يفعله بها.. تجربه لأول مرة في حياتها.. نعم لم يلمسها رجلٌ من قبل... لكن هذا لم يكن عاديا..كان وحشاً حقيقياً... كان يحركها بهمجية كبيرة.. بقسوة وكأنها ليست مرتها الأولى.. لعن بكلمات لم تفهمها وهو يقف رافعاً مؤخرتها بيديه.. جعلها تشهق بفزع لتغرس أظافرها في كتفيه الكبيرة بجسده الضخم شعرت بأنه سيتركها تسقط إن لم تفعل.. لذا تمسكت به بقوة وهي تنظر له بتوسل أن يتركها..أن يتوقف.. تحاول أن تجد صوتها رغم انينها المرهق وحركته الهمجية عليها... لكنها تكلمت بنهيج وحروف خافته..
" لا...لا أرجوك توقف.. هذا خطأ.. أنا لست زوجتك.. هذه خطيئة... لا يمكنك هذا..."
أوه كم أحب صوتها.. خليط من الأنين والرغبة الرافضة.. نظرة التوسل في عينيها... كل هذا كان بجذبه لها أكثر.. نعم صغيرة وضعيفة... عذراء بريئة.. كم كان يتوق لتدنيسها.. لسلب برائتها... وغمسها في الرذيلة.. أبتسم بمتعة وظلام عينيه يزداد برغبة مرعبة.. بحته جعلت العالم كله يتوقف... لتعرف انه لا خلاص لها منه أبداً...
" نعم هنا تكون المتعة..متعة الخمر المحرم... متعة الخطيئة المحرمة... ولذة الدماء المقدسة... اخبريني بيرلا ما المتعة في مضاجعة زوجتي.. أو أي عاهرة أخرى ... لا شيء... لا متعة.. مجرد وعاء جنس لا أكثر..."
نعم الآن فهمت ما يحاول قوله لها ... زوجها لأبنه لأنه ارادها مدنسة.. ارادها ان تتلوث بخطايا الشياطين... أن يملكها وهي بأسم رجلٍ غيره... ما المتعة في دفع فاتورة الشراء.. ما المتعة في العيش بلا خطيئة بلا ذنب أو جريمة .. ما المتعة في الزواج المقدس والعيش مثل الجميع... لا شيء... وجد لذتهُ في كل ما هو محرم... في الخطيئة.. الجريمة...و الرذيلة.. كل ما يجعله آثماً ومذنباً... كل ما يعاقب عليه القانون ويغضبُ لهُ الرب... أريدكِ مدنسة.. أريدكِ لؤلؤة محرمة..
دفعها على السرير بقسوة لتغلق عينيها بحرقة.. حرقة تلتهم روحها من هذا الجنون.. من تلك الخطيئة التي تحرق أيمانها.. تلطخ دعواتها وصلواتها ... سمعته يهمس لها بتلك اللغة التي لا تفهمها أبداً ببحته العميقة... ( اللغة الأكرانية)
"Я завжди хочу, щоб ти був мені .. Я хочу, щоб ти був гріхом, на який я живу..Я хочу, щоб ти насолоджувався гріхами ... і шматочком забороненої перлини ... З цього моменту ти відрізаєш осквернену Перлу ... мій гріх ... і моє заборонене вино ... гріх я не живу без ... Ти не святий, але ти У мене є черниця ... і заборонена перлина..."
(أريدك لي دائماً.. أريدك خطيئة أعيش عليها..أريدك لذة ملطخة بالذنوب... وقطعة من اللؤلؤ المحرم... من هذه اللحظة انتي قطعتي المدنسة بيرلا.. ذنبي.. وخمري المحرم..خطيئة لا أعيش بدونها.. لستي قديسة لكنك لي راهبة... ولؤلؤة محرمة...)
كلماته كانت كطلقات النيران في صميم روحها الضائعة... أرادت الصراخ التوسل... لكنها شهقت بأقوى ما لديها وهي تشعر به يخترقها دفعه واحده... مزق غشائها بعنف قاتل... يده تحكم عنقها بقبضة فلاذية و كلماته أضافت للألم سموماً لا تحتمل...
" من اليوم أنا دادي.. نعم ناديني هكذا صغيرتي.. فقط ناديني، دادي.."
علمت ما يقصده تماماً.. هي زوجة ابنه.. أي بمثابة أبنته... يريدها ان تتذكر هذا.. أن تتذكر أنه لوثها.. تتذكر ذنبها وخطيئتها... مجدداً تحمل خطيئة غيرها... مجدداً تدفع ثمن ذنوب لا تحملها... لما..لما تفعل بي هذا؟! ... كل هذا من أجل متعتك.. من أجل رغبتك القذرة.. من أجل لذتك المحرمة... أم من أجل لمستك الآثمة... نعم أنت قذر.. أنت شبحي القذر...
دفع داخلها بهمجية مطلقة وكأنه يغتصبها... ينهش لحمها بيديه بلا رحمة...يعصر نهديها ويعود لصفع مؤخرتها.. يقبل كل أنش بها وهو يلعق دمائها بمتعة... دموعها سالت بلا توقف.. لم تعد قادرة على مقاومته...كل شيء انتهى.. هو لوثها.. اخذ آخر ما تبقى لها... دمر آخر أحلامها... وترك لها بقايا طفلة.. بقايا حطام من الرحمة... امي كانت تقول الملائكة لا تبكي.. والشياطين تكذب... لكن أنا آسفه... أنا لست ملاكاً لذا سأبكي... ولست شيطاناً لذا سأكذب.. سأفعل لأنني بشر... لأنني مت بين انايبكم...بين ذنوبكم.. وبين قذارتكم.. مت ولم اعرف سوى ظلم الوحوش وانياب الشياطين ...
ضرب مؤخرتها بعنف شديد لتصرخ بألم.. بغصة وهي تناديه كما أمرها تماماً... دادي... نعم الكلمة كانت تعطيه نشوة قاتلة... جعلته يزأر وهو يجد متعته بداخلها بينما يقبلها ملتهماً شفتيها حتى سألت دماؤها... نعم الدماء.. لطالما تذوقها بمتعة... أمتصها حتى آخر قطرة.. دماء مخلوطة برحيق شفتيها وعبير أنفاسها... نعم كانت أستثنائية... مميزة ومثالية.. هكذا وجدها...
تماماً كأسمها... بيرلا تعني اللؤلؤة... تلك لؤلؤتي المحرمة...
فصل القبلة وهو لايزال بداخلها...أبعد خصلات شعرها عن وجهها المرهق.. ذابلة كزهرة مقطوفة من بستانها الأخضر... همس أمام شفتيها بنشوة صريحة في صوته...
" أعطيتك شيئاً لا يقدر زوجك على فعله أبداً... حلم كل فتاة... ليلة الزفاف.. عليك شكر دادي صغيرتي... أنتي الآن عروس مدنسة... أعلم أنني سبقت الأحداث.. لكن لا بأس... يمكنني عكس السيناريو قليلاً ... ليلة الزفاف.. ثم تلاوة النذور.. الأمر أجمل حين نكسر بعض القوانين... يكون مشوهاً... ومغرياً مثل روحك تماماً.. لكن هنا تكون متعته...هنا تكون الخطيئة والقذارة... "
نهض من فوقها جاعلاً دموعها تندفع بألم... بكسرة وحرقة على روحها.. على ذنوبها.. وعلى طهارتها المغتصبة... لم تكن قادرة على تحريك عضلة واحدة من جسدها.. ولا حتى تحريك أصبعٍ واحد.. أغتصبها بوحشية... الأمر كان مريعاً... بل الأكثر بشاعة... شعرت بشيءٍ ساخن يسيل من بين فخذيها بعنف... نعم كانت تنزف... تنزف الدم بلا توقف... لم يراعي انها صغيره.. عذراء بفتحة ضيقة... لم يراعي انها مرتها الأولى وأنه واللعنة ضخم بطريقه مرعبة... لم يهتم أبداً... فعلها بكل وحشية.. اخذ كل متعته وتركها بألمها... بدمائها.. ودموعها... حسرتها وذنبها المدنس نعم هذه ليلة زفافي... لكنها لم تنتهي هنا... سأخبرك ماذا فعل بي هذا الرجل..إلى أي مدى وصل جنونه الذي لا ينتهي أبداً...
اغلقت عينيها تريد بعض الوقت... بعض الراحة قبل عودته... علمت انه تركها ليأخذ حماما لنفسه قبل موعد الزفاف.. لم يتبقى الكثير... كلها دقائق ويأتي موعد الحفل... لكن الألم لم يكن يتوقف.. لا يهدأ أبداً... والنزيف يزداد حدة وحرقه مع كل لحظة... ومع هذا لم تنطق.. لم تفتح عينيها أبداً... هذا كابوس.. نعم هو كذالك.. أنا فقط أحلم ... لا تخافي.. أنتي في الحظيرة برفقة السيد تشيز... كل شيء بخير.. دقائق فقط وينتهي هذا الكابوس المريع....نعم ستعودين للواقع.. والكابوس سيذهب... سيختفي.. فقط تنفسي.. كل شيء سيكون بخير..
تمنت هذا حقاً... تمنته من أعماق روحها الذابلة.. لكن في اعماقها علمت أنه ليس كذالك.. هذا واقعها... قدرها... و كابوسها الحقيقي...
بعد دقائق قليله خرج غوست من الحمام وهو يجفف جسده بمنشفة صغيرة.. نظر نحوها ليراها على حالها كما تركها تماماً... بركة صغيرة من الدماء تجمعت بين فخذيها والكثير من العلامات الزرقاء والجروح تغطي جسدها الأبيض.. مظهرها الدامي جعله يلعق شفتيه بمتعة... أوه كم أحبها هكذا... نعم مشوهه بدماء حمراء مدنسة...
لم يهتم أبداً.. فقط تجاهلها وهو يتوجه نحو خزنة الملابس... اخرج لنفسه بدلة سوداء رسميه بطراز روماني فاخر... أخذ كل وقته في تجهيز نفسه.. ارتدى ملابسه الفاخرة.. ورتب مظهره.. وضع عطره المميز.. كل شيء فعله بكل هدوء.. وكأنه لم يفعل شيئاً.. لم يترك جثة خلفه على وشك الموت...
فقط حين انتهى أخيراً توجه نحو فستان زفافها.. أخذه من مكانه وعاد لها ببرود.. دمها لم يتوقف عن النزيف لحظة.. لكنه لم يكترث ابداً.. فقط أمسك ذراعها بحده رافعاً أياها قليلاً لتصرخ بصوت مكتوم من الألم والدموع تنجرف بفيض لا يتوقف.. جعلها تجلس على السرير برجفة تكاد تموت من شدة العذاب... في تلك اللحظة سمع صوت أليس وهي تطرق الباب من الخارج بأنزعاج....
" غوست تباً تأخرنا...أسرع.. الناس ينتظرون في القاعة بالفعل... هل العروس جاهزة؟؟!..."
بدأ يلبسها الفستان بينما يجيب أليس بأقتطاب..
" نعم تقريباً.. بعد دقيقه ادخلي.."
ألبسها الفستان بسرعه لتدخل أليس وهي مصدومة من مظهر بيرلا الواقفة أمامها تستند على ذراع غوست بدموع فائضة وشهقات مكتومة وكأنها ستفقد وعيها في أي ثانية...شعرها فوضى.. وجسدها مغطى بالكدمات الزرقاء والكثير من الجروح.. فستانها الأبيض يقطر دماً من الأسفل... سحقاً هل أغتصبها للتو!! ... لا تباً هل هذه عروس أصلاً !!! .. واللعنة تبدوا كجثة مغتصبة.. الأمر أغضبها حقاً لذا ألتفتت نحوه وهي تتكلم بالنفعال مكتوم...
"اتمزح معي.. اتسمي تلك عروساً!! ؟... واللعنة أنظر لمظهرها المقرف... جسدها مغطى الكدمات.. بالكاد تقف على قدميها دون أن تبكي... وشعرها مبعثر بفوضى..تباً.. "
أخذت نفساً عميقاً تحول ان تكتم غضبها.. الوغد حقاً يتسلى بهذا.. أعادت انتباهها نحوه تحرك يديها في الهواء بأعصاب مشدودة..
" اتعرف لا يهمني ما فعلته بها.. لكن تلك ستكون فضيحة.. مظهرها اللعين كارثة.. إن ظهرت هكذا تباً لا أريد التفكير في الأمر ...أوووه لا يمكنها المشي حتى... لا مهلاً هذا خطأك.. لذا انت ستصلحه... تصرف غوست او سأفقد عقلي حتماً..."
لم يهتم بما قالته أبداً.. نعم هي محقه.. لكنه وجد الأمر ممتعاً جداً... لذا اجابها ببرود تخلله سخرية..
" هراء.. لن يجدوا عروساً أجمل منها أبداً.. فقط أهتمي انتي بشعرها... وأتركي الباقي لي.. "
حركت أليس رأسها بلا فائدة تعلم أنه لن يغير قراره أبداً.. تلك المسكينة ستعاني حقاً بسببه... رفعت عينيها نحوه بينما تراه يتجه نحو خزنة الملابس... تجاهلته وهي تمدد بيرلا على اللأريكة بصعوبة تسند عنقها على المسند وشعرها مسدول للخلف... حالتها كانت مريعة حتماً.. بالكاد تمنع نفسها من الصراخ.. دموعها حكت كل شيء بلا توقف..رفعت أليس رأسها قليلاً لترتب شعرها بتسريحة بسيطة بينما تكلمها بهدوء...
" ستفقدين وعيك إن أستمر النزيف هكذا.. لستُ افهم ما خطبه اللعين اليوم .. تباً هذا زفاف.. كان بأمكانه ان ينتظر قليلاً حتى ينتهي.. لكن لا.. رغبات السيد غوست اللعينة أولاً... اقسم سأصاب بالجنون بسببه..."
تركت شعرها بعد أن انتهت من تصفيفه وهي تخرج حبة مخدرة من حقيبتها.. نظرت لها بتركيز وصرامة...
" انتبهي لي جيداً... الألم سيزداد مع الوقت.. ولا أعرف حقاً كيف ستنتهي هذه الليلة اللعينة.. لكن احتاجك واعية حتى نهاية المراسم على الأقل... أخي يتعامل مع الجثث و أمور الطب في الواقع هو الأفضل في هذا.. أعني يعرف بتلك الأمور أكثر مني.. لكن صدقيني لن يهتم لحالتك أبداً... سيجبرك على فعل كل شيء حتى لوكنتي جثة بلا روح ... فقط خذي هذه ستخفف النزيف قليلاً.. وتهدئ الألم لبعض الوقت...هيا اسرعي قبل أن يعود... "
لم تستطع بيرلا النظر لها حتى.. وهذا جعل أليس تتنهد بغضب لتضع الحبة في فمها بسرعه .. جعلتها تشرب بعض الماء بصعوبة.. تركتها وهي تسمع صوت خطوات غوست خلفها تماماً.. ألتفتت نحوه لتجده يمسك في يده وشاحاً أبيض يعود لعقود قديمة...
الوشاح أرث عائلي يخص كنات بيت ترانسلفاني... كل واحدة منهن تعطيه لأبنتها... لكن بعد موت والدة غوست.. رفض إعطائه لأي كنة جديدة.. أو غيرها... الوشاح ظل معه لسنين طويلة...يحتفظ به دون أي سبب واضح ..
ساعدت أليس بيرلا على الوقوف وهي تأن بألم شديد ... اقترب منها بهدوء ليضع الوشاح على المنطقة المكشوفة من الفستان ليغطي بها آثار الكدمات والجروح على جسدها...
أبتعد عنها قليلاً وهو يتفحصها بنظراته.. نعم تحسنت قليلاً.. لكن لا تزال شاحبة.. والدموع في عينيها.. النزيف لم يتوقف لكنه هدأ قليلاً... حرك عينيه برضى تحت نظرات أليس المدهوشة من تصرفه النبيل جداً.. نعم عورس محظوظة بالفعل... تباً سأضحك يا ابن العاهرة ...
" اتركيها أليس.. دعيها تمشي وحدها... أرني كيف تكون عروسي الصغيرة..."
واللعنة هل فقد عقله... هي بالكاد تقف على قدميها.. والآن يريدها ان تمشي الممر كله لوحدها... اتعرف انت وغد بلا قلب... لم تستطع تصديق ما يقوله.. لكن لا يمكنها مناقشة قراراته أبداً.. لن يهتم بكونها اخته.. سيؤذيها ببشاعة.. لطالما كان هكذا.. تماماً كما فعل بباش.. الفتى أصبح مشلولاً بسببه... وأسوأ...
نظرت لها أليس بشفقة وهي تراها تمشي بخطوات مرتجفة.. تعرج من الألم.. ومع كل خطوة تترك بقع من الدم خلفها على الأرض .. بينما دموعها تسيل على وجنتيها ببطئ يحفر على بشرتها الناعمة...
ظلت تمشي وكأنها لن تصل أبداً... شعرت انها تزحف لقبرها... هذا ليس سعيداً.. ليس جميلاً أبداً.. لم يكن هذا ما تخيلته.. ليس فستانها الأبيض والزفاف الجميل.. الرقصة مع الأمير الوسيم والضحكة السعيدة.. كل شيء تدمر... كل أحلامها ذهبت في مهب الريح... لا شيء بقي لها.. اخذ منها آخر ما تملك وتركها بألمها... دموعها ودمائها... حزنها وحسرتها... إلى أين تريد أن تصل بي سيدي... أي جحيم تريد أن تغرقني بها حتى الموت...
الضيوف من حولها ينظرون لها بتساؤل... بسبب حالتها مدمرة وهي تمشي في الممر وحدها.. دموعها الفائضة ببطئ... ومشيتها العرجاء على طول الممر... كان يجب أن يكون والدي هنا... أن يمسك يدي ويأخذني لزوجي بنفسه... أن يقبل جبهتي وهو يخبر ذلك الأحمق ان يهتم بي...أن يكون سعيداً بفرحتي.. سعيداً برؤيتي عروساً جميلة... تباً أهذا هو الزواج!! ؟؟.. أهذه هي البهجة.. الفرحة التي تحكي عنها القصص والأفلام.. أساطير الحب وكلمات النهاية.. لطالما سطرت بنهايات الزواج... نعم قالوا أنها تكون سعيده... تكون فرحتي الكبرى.. والأجمل... لكن لما... لما يحدث لي كل هذا... بأي ذنبٍ اقترفت... بأي قسمٍ نكثت...رفعت عينيها قليلاً نحو نهاية الممر.. لترى سيباستيان هناك... كان أمام طاولة عهود الزواج ينظر لها بقلق من فوق كرسيه المتحرك... أوه كم تعثرت كثيراً لكنها عاودت الوقوف بصعوبة... كل مرة تسقط تعود لتقف بألمٍ أكبر... حريق في جسدها يشتعل بلا رحمة... لكن ألم قلبها كان أكبر من كل شيء.. دموعها لم تتوقف لحظة وشهقاتها المكتومة تندفع مع كل دقيقه ... كل دمعة صرخت بألمها.. وكل شهقة توسلت الرحمة لها .. أحرقت جسدها وروحها.. عذابها الذي لا يتوقف ثانية عن النحيب...
حين وصلت أخيراً لطاولة العقود.. وقفت بصعوبة أمام باش.. بالكاد ترفع رأسها.. لا تريده ان يرى دموعها وذاك الألم في عينيها... فقط ألتزمت الصمت وهي تسمع الكاهن يتلو نذور الزواج.. حاولت أن تظل واعية طوال الوقت.. لكن رأسها كان يطن بألم لا ينتهي... مع كل دقيقه يزداد الطنين في رأسها وهي بالكاد ترى ما حولها...
أنتبهت لباش يحرك رأسه لها.. يحاول أخبارها أن الكاهن يسألها.. حينها أنتبهت لسؤاله الذي كرره لخمس مرات دون أجابه منها...
" سيدة بيرلا ديفوغو هل تقبلين الزواج من السيد سيباستيان ترانسلفاني؟؟.."
صوتها لم يرد أن يخرج لكنها أجابته ببحه مخنوقة..
" ن.. نعم.."
تابع الكاهن المراسم بهدوء.. لكنها رفعت عينيها قليلاً لتتجمع غصة كبيرة في حلقها.. يا ألهي.. كان يقف خلف كرسي باش تماماً... يبتسم لها بمتعة... أبتسامته المرعبة... أخبرتها انه يتسلى بهذا حقاً... يحب رجفتها.. ودموعها.. ألمها ودماؤها...توسلاتها ونحيبها.. هو من فعل بها هذا.. هو من شوه فرحتها وأحرق روحها بذنب يدنسها... اللعنة عليك أيها المسخ.. لم أعد أجد لك أسماً ولا وصفاً.. تباً أسمك يليق بك حقاً غوست... أنت شبحٌ قذر...
لاحظت إحدى الخادمات تقترب منها وهي تحمل علبة صغيره.. وقفت بجانبها تماماً لتفتح العلبة لها بهدوء.. نظرت بيرلا لتلك الخواتم الجميلة.. من الذهب الأبيض والألماس الخالص... تباً أرادت أن تبتسم حقاً.. أن تضحك بقوة... لكنها بكت.. نعم بكت..بكت من أعماق قلبها المحطم... بكت على فرحتها الضائعة ...قلبها الممزق... وزواجها المدنس ... الكل ظنو انها دموع الفرحة.. لكنها كانت دوموع الألم.. دموع حلمٍ مدمر... أمل ضائع... وعروس مشوهه... لطالما تمنت تلك اللحظة.. تمنت ان تلبس خاتم زواجها وهي تقبل زوجها بحب... لكنها لم تستطع.. ولن تستطيع أبداً .. ليس بعد الآن....ليس بعد أن لوثها... دنس شرفها.. وجعلها بقايا أنثى.. جعلها حطام... حطام يبحث عن حكاية سراب الأمل...
أمسكت العلبة منها بيدين ترتجفان... أخرجت خاتم باش لتلبسه اياه ببطئ وغصة مخنوقة.. وبقي خاتمها هي... تعلم أنه لن يستطيع ألباسه لها بسبب مرضه ... ربما عليها أن تلبسه بنفسها وتنهي الأمر.. في النهاية لا شيء سيحزنها أكثر مما حدث .. كادت حقاً أن تفعل.. لكنها شعرت بأحدهم يسحب العلبة من يدها بسرعة.. رفعت عينيها نحوه لتجد غوست أمامها تماماً يبتسم لها بنفس تلك الأبتسامة الساحرة... قوية... جميلة.. و مخيفة... لكنها شعرت بالألم من مجرد رؤيته.. وجوده كان يحرقها أكثر... يؤلم روحها ببطئ مميت...
لا حظت كيف أمسك بالخاتم في يده الكبيرة.. وهو يجذب يدها نحوه... نظر لها بتملك.. بظلام وفخر.. عيناه غارقة في رغبة مظلمة... وخطيئة محرمة... لكنه همس لها بنبرة أوقفت العالم كله من حولها...
"Моя наречена не буде носити своє кільце самостійно ... Я тут, тому що ти моя .. тому що ти належиш мені ... Сьогодні ти носиш моє ім'я .. і завтра ти будеш носити мою дитину ... Я зроблю для тебе небо як пекло ... і гріх - це тобі задоволення ... Я зроблю тебе в захваті від моєї команди, поки ти кричиш В моє ім’я ... ти моя заборонена перлина ... і мій осквернений твір... "
" عروسي لن تلبس خاتمها بنفسها ... أنا هنا لأنك لي.. لأنك تنتمين لي... اليوم أنتي تحملين أسمي.. وغداً ستحملين طفلي... سأجعل الجنة لك جحيماً... والخطيئة لك متعة... سأجعلك تنتشين بأمري وانتي تصرخين بأسمي...أنتي لؤلؤتي المحرمة... وقطعتي المدنسة..."
جسدها ارتجف بالكامل خلف كلماته العميقة... لم تفهم منها شيئاً لكنه علمت أنه بدايتها... بداية عذابها معه.. بداية لكل أحزانها.. ونهاية طهارتها المسلوبة شعرت به يضع الخاتم في أصبعها بنفسه... ما لم تعرفه بيرلا ان الخاتم كان منقوشاً من الداخل بأسم غوست.. لا سيباستيان.. نعم هذا جنون.. الطقوس كلها كانت لباش... وغوست كان متزوجاً بالفعل... لكن ماذا تتوقع من ملك الخطيئة وسيد الجحيم... نعم هو ما لن يتوقعه عقلك أبداً..
حين ترك يدها.. عاد الكاهن ليكمل المراسم بآخر كلمة...
" والآن اعلنكما زوجاً وزوجة.. يمكنك تقبيل ال..."
توقفت كلماته في ثانيه ورأسه ينفجر أمام الجميع بطريقه مرعبة... حرك غوست رأسه بابتسامة واسعة نحو ممر الزفاف وهو ينظر نحو أليس التي كانت ترفع مسدسها على كتفها بأبتسامة فاخرة...
" أي خدمة أخي.."
نعم هذا فقط جعله يغمز لها بمتعة... أوه أحسنتي بيبي.. عملٌ ممتاز.. هل قلت من قبل أنها عائلة مختلة.. نعم كلهم مجانين بطريقتهم الخاصة... أعاد غوست انتباهه نحو بيرلا التي تكاد ان تفقد وعيها من الصدمة والألم.. الكل كان مصدوماً تقريباً.. ما عادا لوسيفر.. و بروس.. وباش الذي اعتاد على جنونهم بالطبع... لكن الجميع حرفيا كان في حالة صدمة ثلاثة الأبعاد ....
بعد دقائق بدأ الحفل.. والكل يرقص ويمرح.. وكأنهم نسوا ماحدث قبل دقائق.. شربوا ولعبوا بلا توقف ... باش كان ينظر نحو بيرلا وهي جالسة بتعب شديد... بالكاد تفتح عينيها..واللعنة الألم لا يهدأ أبداً.. بل يزداد سوءاً... والنزيف بدأ يندفع بقوة أكبر.. نعم ستموت قريباً بلا شك...
نظر غوست نحوها بأستمتاع.. وهو يشرب مع مجموعة من الملاعين.. بلا اي كتراث لهرائهم السخيف... وقف ليتجه نحو بيرلا بخطوات راقية متجاهلاً باش الذي كان ينظر له بحزن ... لم ينطق حتى.. فقط امسك يدها ساحباً اياها في رقصة كلاسيكية خفيفة... هي بالكاد كانت تقف... أرادت أن تعترض.. أن تموت وتنهي هذا العذاب.. لكنها فقط رمت حمل جسدها عليه تاركةً أياه يفعل ما يريد .. لم تعد تقوى على فتح عينيها بعد الآن... ظل يرقص بها لثواني حتى فقدت وعيها على صدره وكأنها جثة تفارق الحياة..
رفعها على ذراعية كطفلة صغيرة وهو يشير للوسيفر ان ينهي الزفاف في أسرع وقت.... حملها صاعداً بها إلى غرفته الخاصة... كانت غرفة مميزة ومختلفة عن تلك المرعبة... وضعها على السرير بهدوء وهو ينزع فستانها عنها بسرعة... نظر لجسدها بتفحص ليجد الدماء لا زالت تنزف ببطئ من بين فخذيها وتلك الجروح ظاهرة في كل أنش على بشرتها الشفافة... نهض ببرود هو يتوجه نحو خزانة الأدوات خاصته أخرج حقيبة كبيرة... بها أدوات طبية... نعم كان خبيراً في الجراحة ومسائل الطب.. تشريح الجثث ومعالجة الجروح وغيرها.. الدماء وما يتعلق بها هي متعته الخاصة... وضع الحقيبة على الطاولة الصغيرة بجانب السرير... اخذ بعض الحقن والقطن الأبيض ... وأدوات أخرى... جلس أمامها وهو يعالجها بكل احتراف... أوقف النزيف تماماً... واخذ ينظف جسدها بحرص شديد.. وكأنه يقوم بعملية جراحية في غاية الأهمية... أخذ كل وقته في العناية بها... فقط ظل ينظفها ويعتني بها حتى سمع صوت الباب يفتح بهدوء... ضم حاجبيه بأنزعاج وهو يسحب الغطاء بسرعة واضعاً أياه فوق جسدها العاري.. يغطيها به...
تقدمت أليس نحوه وهي تنظر له بقلق...
" غوست.. أنت بخير.. بدوت شاحباً ما الخطب؟!.."
لثواني طويلة لن يجبها... فقط حين ظنت أنه لن يفعل أبداً رفع عينيه نحوها قليلاً بنظرات حادة.. ونبرة مرعبة..
" من سمح لكِ بأعطائها ذلك المخدر اللعين ... إن كنتي تشفقين عليها فضعي شفقتك اللعينة في القمامة أليس.."
تباً أهذا جزاؤها أنها حاولت مساعدتها قليلاً ... لم تفهم سبب انزعاجه منها إلى تلك الدرجة... لكن مظهر بيرلا أخبرها تماما بما يقصده.. أوه.. هكذا إذاً... الأمر تضاعف.. هذا ما فعله المخدر... خفف ألمها قليلاً.. لكنه زاده أضعافاً بعد ذلك... لذا حالتها بهذا السوء... ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول أن تجد أي كلمات تخفف من خطأها نحوه...
" لم أعرف... خفت فقط أن تفقد وعيها أمام الجميع... أنا أعتذر أخي..."
ابعد غوست عينيه عنها بأنزعاج وهو يجيبها بأقتطاب...
" غادري.."
نعم لا فائدة... سيغضب منها لبضعة أيام.. وبعدها يفسد حياتها قليلاً.. وقد يكسر بعض عظامها ثم يسامحها مثل كل مرة... فقط لعنت نفسها داخلياً وهي تخرج من الغرفة تاركةً اياه مع لعبته الجديدة... لؤلؤته المحرمة...
*******
عودة للقبو..
نعم هذه كانت ليلة الزفاف اللعينة... الليلة التي بدأت رحلة عذابها.. كانت ألطف يوم قضته في ذاك القصر... نعم هذا كان أرحم شيء فعله بها غوست... أو لنقل دادي..
ابتسمت بيرلا للقمر وهي تختم ذكراها ببحة ذابلة...
" ظننت أنني لن أرى أسوء مما عشته تلك الليلة... لكنني كنت مخطئة... تلك كانت مجرد البدايه بالنسبة له... ااااه كان حقاً لطيفاً تلك الليلة.. فقط دعني أغلق عيني قليلاً.. هو سيعود بعد دقائق.. ليشعل فتيل احد السنة الجحيم تحت قدمي... أتعلم ماذا يقول لي في كل مرة.... أنتي كسيجارتي تماماً... أشعلها بلهيبي.. وأتذوقها بلذة... آخذ كل مافيها بداخلي... أتنفسها وأعيش بها لذة حرمتها... وفي النهاية تكون رماداً تحت قدمي...
تلك فقط عروس كانت ترقص على ألسنة الجحيم.. لتذوب بين حمم السموم.. بخطيئة مغرية.. وروح مدنسة... لكِ فقط.. يا لؤلؤتي المحرمة... "
To be continued❤️💋


كما قلت تلك كانت مجرد مقدمة للرواية
(بارت تعريفي) ... هذا هو ألطف جزء فيها انا لم أبدأ بعد ... والقادم أسوء بكثير... أتمنى أنه أعجبكم... هذه الرواية تختلف قليلاً عن رواياتي الأخرى بشيءٍ خاص جداً.. لن أحكي كثيراً عن غوست أو بيرلا والآخرين... لكن في كل حكاية لدي رسالة... بسمة.. وأمل أزرعه في قلوبكم... أتمنى انه قد نال رضاكم..
أحبكم..
Yophy ♥️
تحذير ⚠ : هذه الرواية لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة.. تحتوي على مشاهد عنيفة جداً..وخاصة للبالغين... لذا لست مسؤولة عن أي مشهد لا يعجبكم... فقط إن كنتم قادرين على تحملها.. استمتعوا بها.. وشكراً لكم..
******
أظنني سمعت الملائكة تتكلم عنك.. قالوا أنك تغريهم بقذارتك.. بخطيئتك.. وبجمالك .. قالوا أنك ورثت جمال ميكائيل.. وأخذت كل شهقات الحميم.. بين عينيك عذاب لا ينتهي.. وفي لمستك خطايا سيد الشياطين...عرفت كل العذاب قبل لقائك.. وحين عرفتك أدركت أنني كنت في النعيم.. جعلتَ حبي لك خطيئة.. وجعلتُ ذنوبك لي وسيلة.. كرهتُ الدقائق والأيام.. الثواني والساعات.. وأنا احترق تحت لمستك الآثمة على جسدي.. قتلت روحي لسنين وسنين.. أمرتَ الجحيم أن تحرق روحي قبل جسدي.. وكنتَ انتَ من توسل له ابليس ليبتعد.. ليتوقف .. لتعلم انك اخذت عرشه.. أخذت أسمه.. وأخذت قوته...جعلتَ الجنة تقسم بجمالك.. والجحيم تخضع لقوتك... والسماء تبكي على خطيئتك.. خطيئتك كانت أنا... أنا التي أحبت معذبها.. أنا التي أدمنت لمستك القذرة على جسدي.. أنا التي مت بين يديك في كل ثانيه.. نعم أنا الملاك الأسير.. لك فقط يا سيد الجحيم... ومع هذا سأخبرك أنني أحببت كلام الشياطين عنك.. فقد قالوا لي.. هو الخطيئة كلها.. هو الجنة على الأرض.. هو شبحي القذر.. هو أسيري وجلادي..
أنتي تنتمين لي.. لأ تنفس.. لأعيش.. لأقتل.. ولأدمر.. أحبك وانتي ذنبي. احبك وانتي تقتلينني .. أحبك وانتي خطيئتي.. وأكرهك لأنني أحبك...
******
في ابعد البلدان.. خلف الجبال العاتية..والسهول الكبيرة... داخل احد اقدم القصور... المكان كان أسود بالكامل... جدران سوداء كبيرة.. التماثيل المخيفة.. والأثاث التاريخي.. كل شيء مظلم ويرمز للفخامة والألم.. الليل قد حل وأغلق ستائره .. والسماء بدأت ترتجف... المطر أنهمر كالسيول... والرعد صرخ بكل قوته... هناك في ذلك القصر.. تحديداً ذلك القبو المظلم أسفل البناء الكبير... نافذة صغيرة بها قضبان حديدية كبيرة...
مياه الأمطار وأصوات الرعد تسللت إلى الداخل ببطئ مخيف... في منتصف القبو تماماً.. كان هناك فتاة صغيرة يديها معلقه في السقف بأقفال حديدية حادة تجرح بشرتها الشفافه ... تقف على أطراف أصابع قدميها المتورمة بألم شديد.. ملابسها ممزقة قليلاً.. والجروح تغلف كل أنش في جسدها الأبيض.. بشرتها شفافة بعروقٍ خضراء بارزة ...شعرها الأسود الطويل منسدل حتى نهاية فخذيها.. رفعت عينيها قليلاً نحو النافذة وهي تراقب تلك الأمطار العنيفة.. أصوات الرعد وضربات البرق الهائجه.. نعم كل هذا كان يعيد لها الذكريات.. ذكريات تلك الليلة التي أخذت روحها... حياتها.. أملها الأخير... ابتسمت بألم وهي تغمض عينيها قليلاً.. لطالما كانت تغني لتشغل عقلها قليلاً.. فقط ساعدني لأنسى... ساعدني لأحلم.. ولأتنفس من جديد... كانت مؤمنه بأن يوم سعادتها سيأتي حتماً.. لكن بعد كل ما حدث معها... لا... لا أظن.. ربما إن عفى الشيطان عنها... أو حتى تغمدتها رحمة الرب لتنعم بيوم واحد من الأمل... كل ما تذكره انها ماتت منذ زمن.. منذ أيام.. لا تلك كانت اسابيع طويلة...اسابيع باتت شهور وكأنها سنين لا تنتهي ..
فتحت عينيها رافعةً أياها قليلاً نحو تلك النافذة.. تنظر إلى القمر بعينين من اللؤلؤ الداكن... ابتلعت غصة الألم في حلقها وهي تهمس له ببحه ذابلة...
" لطالما كنت جميلا في عيني... كنت تؤنسني بكلماتك في ظلمتي كل ليلة...تعيش معي شوقي وهمي.. ألمي وذنبي.. هذا الذنب يخنقني.. لا.. تلك خطيئة.. وعدت الرب ان أكون جيدة... أن أحفظ نفسي من الخطايا كلها... لكن أنا أسبح في بحر خطيئتي.. في ذنب يدنسني مع كل ثانية...حلمي رحل ولم يعد.. أملي بات سراباً يختفي... لكنني أعود لأنظر لتلك اللحظات.. لحياتي التي كتبت الجحيم اناملها بحمم السَّموم... في البدايه أريدك أن تبتسم.. نعم هكذا... سأخبرك عن تلك الحمم... عن حياة سراب الأمل.. تلك حكاية طويلة.. لكنها جعلت الشياطين تحب الملائكة.. والذنوب خمر من الجنة... قالها لي من قبل.. جمالك في حرمتك... ولذتك في متعة تدنيسك... لستي قديسة لكنك لي راهبة.. ولؤلؤة محرمة...."
ابتسمت بشحوب وهي تحكي له ببحه ممزقة.. وألم لا ينتهي...
" ممم من أين أبدأ.. نعم.. أبي.. هذه كانت بدايتي... أبي كان يحب امي كثيراً.. لكن هي لم تكن.. أعني لم تحبه يوماً... لكن بابي كان رجلا سيئاً.. كان يعمل مع المجرمين.. ورجال العصابات.. امي لم تهتم بهذا.. لكنها كانت غاضبة منه.. غاضبة من كونها زوجته.. كانت تحب رجلاً آخر.. ونعم.. دنست شرفه.. فعلت أول خطيئةٍ لي.. ذنبي الأول.. هذا جنون.. لكن تلك هي الحقيقة.. أنا دافعت عنها... وهنا حملت خطيئتها بداخلي.. خانت ابي مع رجل آخر .. فعلتها لوقت طويل... عرفتُ بالأمر لكن لم أستطع فعل شيء... وحين عرف ابي بالأمر أراد قتلها... كاد يفعلها أمام عيني.. لم اخف منه كما خفت ذلك اليوم... عظامي تقلصت أمامه.. دمي توقف في شراييني كقطعة ثلجٍ الباردة... لكن في النهاية وقفت امامه.. حاولت منعه منها.. قلت له أن يتوقف.. أن يقتلني انا لا هي... صدقني ظننتها تحبني.. لكنها لم تفعل.. ولم تكن لتفعل... فقط هربت في اليوم التالي وتركتني وحدي.. تركتني لاتحمل خطأها... لأذوق عقابها... وليكون رحيلها ذنبي.. حياتها في عنقي.. أستباح جسدي لأيام.. شهور.. وسنين.. عذبني بلا توقف... ذقت كل شيءٍ على يديه... تباً ظننت انه أراني الجحيم.. لكن لا... هذا كان نعمةً لي... كان رحيماً بي كثيراً...أدركت هذا حين تغير كل شيء.. حين بدأت حياتي مع ذلك الرجل.. لا ليس رجلاً عاديا هو شبحي القذر.. هو كابوسي المحرم.. و خطيئتي الأعظم.."
أختنق صوتها وهي تكمل بأكبر ألم في قلبها...
" بعد سنين باعني والدي لرجل آخر.. كانت مجرد صفقة... صفقة زواج.. أو هكذا ظننتها...
نعم الزواج... أعرف أن معظم الناس يسمون ذلك بالشيء البهيج لكنه لم يكن كذالك.. التخرج ، حفل الزفاف، ولادة أول طفل.. أجل ،لكن كان موقفي مختلفًا قليلا.
بالتأكيد ، كان ذلك عيد ميلادي السابع عشر ، ولكنه كان أيضًا اليوم الذي قتلوني فيه .. اليوم الذي دمروا فيه أحلامي.. قتلوا آخر أمل لي في الحياه.. أخذوا آخر ما تبقى لي. نعم كان ذلك اليوم .. اليوم الذي رأيت فيه ذلك الرجل.. لا لم يكن رجلاً عاديا .. كان وحشاً مرعباً.. الخوف نهش عظمى وهو يفتت لحمي بضراوة من مجرد نظرة منه.. كان جميلاً كالملائكة ومخيفاً بطريقة ارجفت روحي ونخرت عظامي.. كان هو غوست ترانسلفاني.. أو كما يقول لي.. دادي... ناديني دادي... ارسلني والدي له كعروس صغيرة... ظننت وقتها انني ساتزوجه لكن لا... حين دخلت قصره... نظر لي بطريقه لم انساها يوماً.. كان غريباً.. لم أفهمه.. أردت حقاً أن أعرف... أن أعرف لما نظر لي هكذا.. عيناه كانت غارقة بظلمة مميته... طريقته كانت تعبث بي وكأنه يملكني.. وكأن حياتي تخضع له.. تخضع لقوانينيه وشروطه... يومها اخذني نحو تلك الغرفة.. غرفة أبنه ... حين دخلت تلك الغرفة يومها رأيت مالم اتوقعه أبداً... ابنه لم يكن سليماً... الفتى مصاب بشلل رباعي.. فقط يبتسم بألم وهو ينظر لي من فوق كرسيه المتحرك... منظره جعل قلبي يبكي من أجله.. العذاب كان ينبض بكل خلية في جسده وكأنه يصرخ بألم.. نعم هو كان خطيبي.. ليس والده.. لكن في أعماقي علمت أنه لن يكون هكذا.. نعم والده كان هو من يعبث بي.. يعبث بكل شيء حولي .. هو من بدأ كل هذا.. وأنا أذوق كل شيء بسببه... والآن دعني احكي لك قليلاً عن ذنبي الذي لا أعيش بدونه.. عن كابوسي وسيد آلامي.. عن شبحي القذر.. و والد زوجي.. عن غوست ترانسلفاني... "
منذ شهر واسبوعين...
في قصر ديفوغو... حظيرة الخنازير...
ضمت بيرلا ساقيها إلى صدرها بينما تنظر لذاك الخنزير بجانبها.. ابتسمت له بشحوب وهمس خافت..
" هل نمت جيداً صديقي .. اتعرف هذه هي الليله المئتان وأربعون على بداية صداقتنا سيد تشيز... أظنني كنت صديقة جيدة لك.. نعم اعتدت رائحتك السيئة أيضاً.. لا تغضب لم اقصد انها سيئة حقاً أعني.. هي.."
صمتت وهي تسمع صوت باب الحظيرة يفتح بصفير عالي... رفعت عينيها المتورمة قليلاً لترى أحدى الخادمات تقترب منها بهدوء... المرأة لم تنطق بكلمة.. فقط نظرت لها بعبوس بينما تنحني لتفك الحبال عن يديها... وقفت وهي تشير لها بصمت أن تخرج من الحظيرة... أخذت بيرلا نفساً عميقاً لتقف بقدمين كالهلام بسبب جلستها الطويلة، لتلحق بتلك الخادمة... بمجرد أن دخلت القصر سحبتها الخادمة نحو مكتب والدها راميةً أياها بعنف أمام قدميه بلا اي رحمة.. لطالما عاملوها كالعبيد... لا بل كانت كالقمامة ...
" اعتذر سيد ديفوغو.. لم أجد وقتاً لتنظيفها..."
لم يهتم بما قالته تلك الخادمة .. فقط نظر نحو بيرلا بجمود وهو يشير للخادمة ان تنصرف...
تقدم نحوها ببضع خطوات.. ينظر لها بقرف وكأنها قمامة تزعجه.. وصوته كان أشد تقززاً منها..
" أظن أن اقامتك مع الخنازير أفادتك كثيراً بيرلا.."
لم ترفع رأسها أبداً... كانت تعرفه.. تعرف انه سيعذبها ليتسلى فقط.. ليرد الدين لأمها... ظنت أنه سيضربها في أي ثانيه..اعتاد على فعل هذا دائماً ليتسلى بها.. لكن هذه المرة لم يفعل.. كلماته فقط هي من جعلت عيناها تحتقن بالألم...كان ينطق بمكر تخلله سخرية واضحة..
" ابنتي الجميلة.. أوه عزيزتي.. نحن الآباء نفعل كل شيء..كل شيء من أجلكم.. نقدم الكثير حقاً لتكونو أطفال جيدين.. واليوم جاء الوقت لتعيدي لي ما قدمته من أجلك صغيرتي .. أن تجعلي والدك فخورا بك ...."
لم تكن تفهم ما يقصده.. لكن نبرته الغريبة جعلتها تقسم انه يخطط لأمر مريع.. ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تسمعه يكمل بنفس الطريقة...
" سأخبرك بقصة سخيفة.. لا هي مميزة جداً.. كما تعرفين انا رجل أعمال... نعم لدي الكثير من الصفقات.. بكل انواعها.. اموالي بالملايين.. لكن اتعلمين ما حدث!!!.."
انحنى نحوها رافعا يدها في كفه.. نظر لعينيها المرتعبة قليلاً وهو يكمل بنفس الجنون..وفحيح مرعب..
" امك التي صفعتني من أجلها سرقت عشر ملايين يورو من خزنتي .. أتفهمين ماذا يعني هذا .. "
شعرت بيدها تحترق في كفه لتحرك عينيها الحمراء بألم نحو تلك السيجاره التي يطفئها في كفها ببطئ مميت..
لا.. لا يمكنها حتى البكاء.. الحركة.. الصراخ.. لا شيء.. سيفعل الأسوء إن تحركت.. لذا ألتزمت الصمت وهي تعض شفتها السفلى من الداخل.. تكتم غصة البكاء في صدرها...
ضغط على يدها أكثر بينما يكمل بسخرية...
" نعم .. امك العاهرة باعتني مجدداً... لذا مجدداً انتي ستدفعين الثمن... ستعيدين لي امولي صغيرتي.. أريد عشرة ملايين يورو كاملة الليلة... والأمر بسيط.. أنا وجدت مشتري لك.. مشتري يرغب بك كعروس له.. لكن هذا مهين..مهين جداً.. "
كلماته صعقتها تماماً.. لم تصدق هذا.. يا ألهي.. يبيعها من أجل بعض الأوراق.. يبيع أبنته.. أبنته الوحيده من أجل أموال يكسبها في لعبة بوكر واحدة.. تباً أرادت الضحك حقاً.. لما تفعلون بي هذا.. بأي خطيئة تحرقون روحي من أجلها..
وقف تاركاً يدها وهو ينظر لها بتقزز ...
"نعم.. هذا مهين.. عارٌ علينا.. كيف ابيعك له هكذا.. عذراء مملة .. كيف أجعله يأخذك طفلة.. هو يحتاج عاهرة... عاهرة لقضيبه..انثى تتحرك لتمتعه.. لذا يجب أن أجهزك له.. سأجعلكِ مرضية له تماماً ...نعم سيعجبه هذا كثيراً.. "
كلماته ارعبتها تماماً لتفتح عينيها بصدمة.. ألم يعصر كبدها بحرقة.. خوف يقتل خلاياها ببطئ .. لا.. لا.. هذا كان آخر ما تبقى لها.. الطهارة الوحيدة داخلها... قلبها صرخ في ثانية وكأنه يتفتت بين أضلاعها.. لم تعرف ماذا تفعل.. أرادت الهرب.. الصراخ.. لكن حين رفعت رأسها وجدت الخادمة واقفة بجانبها وهي تنتظر أوامر سيدها لها ...
" لديك عشر دقائق.. جهزيها جيداً.. أريدها عروساً لليلة جامحة.." وعض على أسنانه بصرامة.. "الآن.."
اجابته بطاعة وهي تسحب بيرلا من يديها بعنف نحو الخارج... ضم ديفوغو حاجبيه بنزعاج.. لا يعرف إن كان الزعيم سيحبها عذراءً ام لا... لكن للأحطياط.. لتكون كما هي.. اغضابه يعني الموت.. لا أحد.. وأعني لا أحد يجرء على اغضاب الكونت ترانسلفاني أبداً...
بعد دقائق...
خرجت بيرلا من بوابة القصر بينما تحاول أن تخفي جسدها العاري بيديها قليلاً.. كانت ترتدي فستاناً ابيض قصير جداً... ملتصق على جسدها بتفصيل يظهر مفاتنها ومنحنياتها بدقة وكأنها عارية تماماً... ظهرها العاري واكتافها.. نصف صدرها بارز بوضوح... و ساقيها بالكامل مكشوفان.. وكأنها حقاً عاهرة... جسدها كان مليئاً بالجروح والكدمات القديمة.. ندوب وبعض الحروق.. ومع هذا كانت جميلة.. جميلة كحورية صغيرة.. كم كرهت مايفعلونه بها.. كم كان الأمر مقززاً لها... يلوثونها بقذارتهم.. حتى هذا الفستان كان بشعرها انها عاهره.. رخيصة.. انها لا شيء أبداً...
تنفست بعمق لترفع عينيها نحو تلك السيارة الواقفة أمام الباب.. نعم تلك كانت سيارة والدها... لم ترد أن تذهب..الفكرة وحدها كانت رعباً حقاً ... لم تتخيل يوماً ان يبيعها بتلك البساطة... أن يرميها من أجل المال.. كان ثرياً جداً لكنه كان عبدا للمال أيضاً .. عبداً للسمعه والجاه... يحب السلطة والتباهي بأمواله الكثيرة... تباً.. لما لا يتوقف هذا الألم... لما تكرهني لتلك الدرجة... كانت تعلم أنه لا فائدة أبداً.. لا خيار أمامها.. هي مقيدة له.. ليفعل بها ما يريد... كل يوم كان يقتل جزءاً من روحها... روحها اعتادت عليه.. اعتادت على الألم... أصبح رفيقها الوحيد ... أدمنته.. أدمنت وجوده كشرابٍ من الخمر المحرم ... جزء منها أراد الأمل.. أراد لصلواتها أن تتحقق. إن يسمعها الرب حقاً... لكن كلمة واحدة شجعتها قليلاً.. نعم عروس..ما تعرفه أن العروس هي المرأة التي تتزوج من رجلٍ يحبها.. رجلٍ يحترمها ويكون لها كل شيء..يحضر لها السعادة والفرح... يكون نهاية أحزانها وضوء لحياتها... لكن هل ستكون تلك سعادتي... هل سأجد الفارس الذي سينقذني على حصانه الأبيض .. نعم كسندريلا تماماً... ربما يكون الأمير هناك.. ربما يأخذ مني قبلة وهو يخبرني انه يحبني.. اااه... هل ستكون تلك لحظاتي التي دعوت الرب من أجلها.. نعم ربما الرب سمع دعائي.. سمع كلماتي له.. استجاب لرجائي إليه... لربما سأجد حبي هناك.. أو أجد رحمة الرب في أبعد البلدان...
أبتسمت بسعادة بتلك الفكرة.. ومع هذا تخللها الألم وهي تقترب بهدوء نحو تلك السياره.. صعدت بداخلها لتجد والدها وسائقه في الداخل... نظر لها بتقزز وهو يأمر السائق أن يتحرك بسرعة...
حين وصلت السيارة أمام ابعد القصور وأكثرها ظلمة وفخامة... نعم قصر الكونت ترانسلفاني... بفخامته المرعبة وظلمته المميته..
وقفت بيرلا خلف والدها أمام بوابة القصر وهي تحول ان تخفي جسدها قليلاً عن اعين الحراس.. المكان كان يخيفها حقاً.. ظلت واقفة لثواني حتى فتحت لهم الخادمة الباب بكل هدوء.. رحبت بهم بأدب وهي تنظر للأرض كنوع من الاحترام..
" مرحبا بك سيد ديفوغو.. الكونت بإنتظارك في مكتبه.. اتبعني من فضلك..."
حسناً هذه كانت كذبه.. الكونت لا ينتظر أحدا أبداً.. الناس هم من ينتظرونه.. لذا كما قلت.. تلك كذبه سيئة جداً... حرك ديفوغو رأسه بقبول وهو يمشي بثبات وبيرلا تتبعه بقلق.. تباً لما المكان مخيف هكذا.. حتى من الداخل كان أسود.. بتماثيل تعذيب.. ووحوش... الأثاث القديم الفاخر الطراز يعود للعصور الوسطى... فتحت الخادمة باب المكتب بعد أن أخذت الأذن بالدخول.. ليدخل ديفوغو وخلفه بيرلا تلحقه بصعوبة من الألم في ساقيها.. بمجرد ان وقفوا في الداخل أمسك ديفوغو ذراها بقسوة وهو يدفعها لتقف أمام مكتب الكونت ببضعة أمتار قليله... لم تجرؤ على رفع عينيها نحوه أبداً.. المكان كان يفيض بهالة مرعبة تفوح منه تلك الرائحة... الرائحة وحدها جعلتها تختنق من الخوف... رائحة عميقة.. وعتيقة خليط بين حشائش القزانيا النادرة وخشب الصندل المميز .. تلك الرائحة لا وجود لها إلا في عرين الشياطين... فقط أبتلعت ريقها بصعوبه وهي تطرق رأسها إلى الأسفل.. تضم جسدها بيديها لتخفي منه ما تستطيع.. لثواني حتى سمعت صوت أحدهم ينطق بسخرية..
" إذاً هذه هي ابنتك.. تباً لا أصدق هذا.." وألتفت للكونت الذي يجلس بفخامة على كرسيه الكبير وضعاً سيجارة غليظة بين شفتيه..
" أظنك تضيع وقتك مع هذا الأحمق غوست.. هذه الطفلة تبدوا كالقمامة تماماً.."
اخذ غوست نفساً طويلاً من سيجارته.. حرك عينيه السوداء بلون الزمرد الأسود رفعها قليلاً نحو بيرلا وهو يجيب ذلك الأحمق بجانبه بجمود مخيف..
" كم تساوي..."
نبرته العميقة جعلت ديفوغو يرتجف في مكانه.. الجميع صمتوا لثواني حتى تكلم ذلك الرجل بجانبه مجدداً...
" مممم عشرة ملايين يورو.. نعم هذا ما طلبه في المقابل.."
همهم غوست بهدوء مميت ودون أي حركة.. لثواني فقط حتى تكلم مجدداً بنفس الطريقة...
" رخيصة.. "
نعم هذا هو كل ما قاله.. رخيصة... بالنسبة لغوست هذا لم يكن سعراً.. هذا بقشيش لعامل نظافة لا أكثر.. لذا وجد الأمر سخيفاً.. وكأنها ليست صفقة.. هذا هراء... فقط وقف من مكانه بكل جمود وهو يتجه نحوها حتى وقف أمامها ببضع خطوات... أنكمشت على نفسها بخوف والأدرنالين يضخ بسرعة داخلها من شدة رعبها.. عقلها كان يحثها على الهرب.. لكن قدماها غرست في الأرض وكأنها لا تقوى على الحركة.. تشعر به أمامها تماماً وكأنه سيقتلها في أي ثانية .. هالته مرعبة جدا.. كل هذا فعله بها وهي لم تره بعد.. إذا كيف لو نظرت له.. كيف لو رأته... أغمضت عينيها بقوة وهي تسمعه يتكلم بجمود مخيف ...
" أركعي .."
حروفه الخمسة كانت صارمة بطريقه آمره تجبرها على الطاعة بلا جدال أو تردد.. نعم أركعي.. فقط جلست على الأرض لحظتها وهي تضع يديها على فخذيها بهدوء.. ورجفة تغزوا خلاياها ببطئ...
نظر في وجهها بعيون قاسية ، سوداء وعنيدة مثل الحجر... لا يبدو أنه من النوع الذي يكترث بأي شيء.. أو يناقش قراراته مع الآخرين ، ناهيك عن التنازلات. كان هناك غطرسة مخيط في زوايا فمه ، التجاعيد الخفيفة بجانب عينيه الجميلتين ، والخط الهندسي لفكه الصلب.. والأكثر رعبًا هي تلك الندبة العميقة على خده الأيسر... بطول واضح ولحية نابته خفيفه جداً..
عاد صوته مجدداً موجهاً كلامه لوالدها بهدوء..
" جديدة.. أم مستعملة؟؟!! .."
حسناً هذا كان أكثر اهانه مما تخيلت.. لكن والدها اجابه بسرعة وهو يضم يده لبعضها بتوتر..
" بالطبع عاهرة لأرضائك سيدي.."
فكه تصلب في ثانية وهو يسمع تلك الكلمات.. عاهرة.. نعم الأمر أزعجه بطريقةٍ ما.. لكنه لم ينظر لوالدها حتى ملامحه ظلت جامدة على حالها بلا أي تأثر .. فقط ظل ثابتاً في مكانه لثواني.. حتى مد يده ممسكاً شعرها بغلظة رافعاً أياها بيده التي يجذب بها شعرها... شعرت به وكأنه ينتزعه من جذوره.. الأمر كان أشبه بحريق في رأسها من شدة قوته...
شعرت بيده الأخرى تحرق جلدها الطري وهي تمر على طول فخذها من الأسفل لتصعد نحو مؤخرتها تماماً..
دفع أصابعه بين فخذيها يحشر يده نحو أنوثتها تماماً لتشهق بقوة وألم.. ألم مهين.. دموعها تجمعت في عينيها... تشعر بنفسها كالدمية في يده.. عاهرة له.. أصبعه كان داخل أنوثتها.. جسدها ارتجف بالكامل وهي تعض شفتيها تكتم غصتها العالقة في حنجرتها.. غصة بكاءها وذاك الخزي والعار على جسدها..ذنب يدنسها.. وعار يلطخ شرفها بأصابعه..
أخرج يده من بين فخذيها بهدوء وعيناه تظلمان بوعيد قاتل.. وبحه مميته..
" ..عاهرة.. لوسيفر هذه كذبة.. "
ألتفت لوسيفر نحو ديفوغو الذي كان يرتعش برعب وَكأنه يراقب لحظة موته أمام عينيه... تنهد لوسيفر بملل وفي ثانية قبض على يد ديفوغو واضعاً أياها على سطح المكتب بقسوة... اخرج ساطور معدني ضخم ليصرخ ديفوغو بأعلى صوته وهو يرى أصبعه يطير في الهواء أمام عينيه... نعم قطع أصبعه في ثانيه... كان يكذب.. لم تكن عاهرة.. غشائها سليم.. لكن النتيجة واحدة.. من يكذب أمام الكونت عليه أن يدفع الثمن... والدم هو الشيء الوحيد الذي يعاقب به... هذا كان مجرد تحذير.. ليس عقوبة حتى.. نعم أشبه بمزحة لا أكثر...إن كان سيعاقبه فالأمر سيكون مريعاً... على الأغلب لن يخرج حياً..
سقط ديفوغو على الأرض وهو يحاول أمساك أصبعه المقطوع... وضعه على مكان القطع الذي ينزف بغزارة وهو يشهق برعب ورجفة غزت كل جسده.. وقف بصعوبة بعد أن ضم يده لصدره وهو يمسك أصبعه الذي يكاد يسقط من يده.. نظر للأرض بذعر وكأنه سيموت في أي ثانية..
لم يهتم له أحد.. فقط أعاد غوست انتباهه نحو تلك الحسناء في يده.. أمال رأسها قليلاً إلى الخلف جاذباً شعرها للخلف أكثر... رفع يده الأخرى نحو عنقها ليحرك طرف خاتمه الحاد على وريدها النابض في عنقها الأبيض.. البارز بشفافية واضحة....

جرح وريدها بهدوء لتعض شفتيها أكثر وهي تشعر بالدماء تسيل بسخونة على عنقها الصغير... رفعها غوست أكثر حتى مستوى شفتيه.. وأنحنى بعنقه قليلاً عليها.. هنا فقط شعرت بانفاسها تتوقف بالكامل.. جسدها تخدر بنبضات قوية يضرب كل خلاياها بعنف...وحرارة غزت جسدها بالكامل.. تباً ماكان هذا... لسانه كان يتحرك على بشرتها يلعق تلك الدماء التي تسيل منها ببطئ.. يتذوقه بتمهل.. بمتعة.. أخذ كل وقته في فعل هذا.. أخذ كل قطرة منها... وكأنها وجبته الخاصة.. كم كان هذا غريباً لها ومخيفاً بغموض مرعب.. حين انتهى رفع رأسه للأعلى وهو يزأر بنشوة خفيفة أرعبتها بالكامل .. نعم احب مذاقها.. أحب نكهتها المثيرة له وكأنها خمر مميز.. خمر نادر لا وجود له إلا داخل أوردتها.. دمها يحمل طعم روحها بداخله.. أبتلع كل ما أخذه منها وهو يحفظ ذاك المذاق جيداً... أوه كم كان مثالياً..
تركها لتسقط على الأرض بقوة وهي تشعر وكأن شعرها قد انتزع من جذوره تماماً.. عاد نحو كرسيه بجمود ليجلس مخرجاً سيجارة عتيقة لنفسه .. أشعلها ببرود وهو يعيد انتباهه نحو ديفوغو مجدداً...
" لدينا صفقة.. وأنا قبلت.. ألديك أي شروط؟.."
حرك ديفوغو رأسه بطاعة وهو يضع يده على كتف بيرلا مجيباً أياه بكلمات مرتبكة..
" لا سيدي.. فقط زواجها.. أعني أحتاجها ان تتزوج .. ستلطخ سمعتي إن عرف الناس أنني بعت أبنتي مقابل المال.. و.. و ستفسد أعمالي حينها... لذا أرجوك ان تزوجها في أسرع وقت ممكن.. نعم هذا هو كل شيء.. "
تباً كم كان حقيرا... كل ما يهمه هي سمعته اللعينة ولا شيء آخر.. لا يهمه حتى من سيكون زوجها.. أو ماذا سيفعلون بها فقط تتزوج وحسب... لكن الفائدة كانت أكبر.. في البدايه زواجها من عائلة ترانسلفاني تعني انه يناسبهم.. وبهذا ستشتهر أعماله أكثر ويزداد ربحه... ثانياً سيتخلص منها ومن عار وجودها إلى الأبد.. وأخيراً سيحرق قلب زوجته التي لطالما تمنت أن تكون تحت يدي الكونت غوست ترانسلفاني.. نعم غبية... لكنها كانت هائمةً بجماله.. قوته.. وسلطته العاتية.. رجل لا تهتز له كلمة... ولا يرحم أحداً أبدا...
ابعد غوست عينيه عنه بحتقار.. نعم هو عاهرة بالنسبه له لا أكثر ولا أقل .. ومع هذا تكلم بنفس الجمود...
" أعطه أمواله لوسيفر.." ورفع عينيه بحده نحو ديفوغو بحروف صارمه جعلته على وشك ان يبلل سرواله من الخوف...
"كما قلت.. لدينا صفقة.. لذا ستلتزم بشروطي أنا.. أولا ، ارفع يديك عنها أنا أملكها الآن ، ولن يلمسها أحد سواي..ثانيًا أنا رجل كلماته حروفٌ لأفعاله تماماً وشرطك قبلت به... ثالثاً ابنتك تخصني سأفعل معها ما سأفعله لأنها لم تعد شخصًا ، بل ملكية..."
أخذ نفساً طويلاً من سيجارته وهو يكمل بتوعد مرعب جعل ديفوغو يقفز من مكانه بفزع..
" زفاف.. سأفعلها.. لكن أقسم بالجحيم ومن فيها إن رأيت ظلك يتحرك هناك فسأجعل السماء تتوسل من أجلك... ولا شيء سيرحمك مني.."
أخرج لوسيفر حقيبة كبيرة مليئة بالنقود وضعها على الطاولة أمام ديفوغو الذي كان يضم يده لصدره برعب.. فقط حين فتح لوسيفر الحقيبة تحركت عيني ديفوغو فوراً نحو كل تلك الأوراق.. تباً هذه ليست عشر ملايين... هذه مليار يورو كاملة.. لكن هذا أكثر مما طلبه بأضعاف.. نظر للمال بعينين متسعتان بفرحة وكأنه سيطير من السعادة... كاد يمسكها لكن لوسيفر أغلق الحقيبة في وجهه وهو يبتسم له بسخرية...
" في البدايه المال ليس لك... هو مهر أبنتك.. أنت أردت عشرة ملايين.. لذا ستأخذ نصيبك فقط... والباقي سيكون لها... لذا لا تفرح كثيراً.. والآن أرني مؤخرتك ربما أضع بعض اليورو داخلها..."
أوه كان ينظر له بذهول.. لا يصدق ذلك الرجل الغريب..تباً هل سيضع المال في مؤخرته حقاً... نظرته تلك جعلت لوسيفر يتنهد بملل وهو يخرج حقيبة أصغر بها عشر ملايين تماماً رماها في يدي ديفوغو بينما ينظر له بانزعاج...
" اعطيتك المال.. والآن أرني مؤخرتك عزيزي.. "
من الواضح انه لم يكن يمزح... حركته تلك جعلت ديفوغو يرمش بسرعة وهو يلتفت ليخرج فوراً من المكتب دون أن ينطق بكلمة واحدة.. فقط عيني بيرلا هي من كانت تلاحقه...بينما تنظر له بأسى.. حسرة.. وحزن عميق... لما... لما بعتني وكأنني لست لحمك ودمك... أكان مالك اهم عندك من حياتي.. ألهذه الدرجة أنا رخيصة بالنسبه لك... اتكرهني لذنب لم ارتكبه.. أم تكرهني لأن قلبك لم يعرف الحب يوماً.. أكانت أمي محقة حين تركتك ورحلت... أم أنني فقط ولدت لأكون ضحية خيانتها لك... ألهذه الدرجة أحببت جعلي سلعة تتفقون عليها بينكم.. تبيعون جسدها كقطعة لحم بالية بلا أي آدمية أو رحمة... لكن لن أقول أنني لن أسامحك.. لأنني فقط أشفق عليك يا أبي... أشفق على ضعفك و سوء نفسك.. أشفق على ضياعك وجهلك... ومع هذا سأظل قطعةً منك.. سأظل احمل دمك في عروقي.. وانظر لك كما نظرت لك أول مرة.. حين قلت بابا بحروفي الصغيره.. وكلماتي الضائعة... لكن سأقول شكراً لك.. شكراً لأنك علمتني أن الحياة تتغير مع كل يوم.. علمتني أن أنظر للقمر وانا أبتسم.. أن أترك لقلبي العنان ليبكي كما يريد دائماً.. وأن أؤمن بربي حتى يأتيني يوم الرحيل....نعم شكراً لك..
أغلقت عينيها بألم تبتلع حسرتها التي علقت في حلقها كسكين حامية.. فقط ظلت جالسة في مكانها مطرقةً رأسها إلى الأسفل بلا أي حركة... لكنها كانت تسمع أصوات خطوات طاحنة تقترب منها بثابات يحسد عليه... وقف أمامها بهيبته الفاخرة .. لينحني عليها بجذعه قليلاً... أمسك ذراعها من الأعلى بقبضته القوية وهو يعتدل ليجرها على الأرض بينما يوجه كلماته للوسيفر بأوامر صارمة...
"جهز الزفاف.. الليلة.."
سمعت تلك الكلمات لتفتح عينيها بفزع وهي تراه يجرها على الأرضية الفاخرة بلا أي أكتراث لكونه يؤذيها بتلك الطريقة.. جسدها آلمها حقاً.. لكن لم تهتم.. لطالما أعتادت على الألم..لطالما عاشت معه.. حتى أصبح شريكها الوحيد.. ورفيقها المفضل ... بمجرد أن وصل إلى السلم... رفعها على كتفه بحركة آليه أطرقت عظامها ألماً.. صعد بها الدرج وهو يمشي بخطواته الثابته في الممر... توقف أمام إحدى الغرف ليفتح بابها بسرعة.. دخل رامياً أياها بعنف على الأرض.. ورحل بلا كلمة واحدة... فقط كل ما سمعته هو صوت إغلاقه للباب بعد خروجه...
رفعت رأسها بصعوبه وهي تشعر بطنين عالي في اذنيها بسبب دفعته لها على الأرض.. حركت عينيها تنظر حولها بهدوء لتجد نفسها في غرفة فاخرة.. آثاث جميل.. وسرير كبير.. ظلت تنظر حولها قليلاً حتى سمعت صوتاً حنوناً على بعد خطوات منها...
" مرحبا.. أنتي بخير.."
التفتت نحوه بسرعه لتفتح عينيها باتساع.. الأمر كان صادماً لها.. يا ألهي.. من هذا.. منظره آلمها حقاً.. لم يكن عادياً.. لا.. كان رجلاً مقعداً... من الواضح انه صغير بعض الشيء.. عمره لا يزيد عن الثامنة عشرة أبداً.. لكن ما ألمها حقاً هي أبتسامته الشاحبة وذاك الحزن في عينيه الجميلتين.. كان يجلس على كرسيه المتحرك .. يبتسم لها بترحيب بسيط.. من الواضح انه غير قادر على الحركة أبداً... كرسيه المتحرك كان ألكتروني مخصص لمرضى الشلل الرباعي..
حين لا حظ شرودها فيه.. وتلك النظرة الحزينة في عينيها اقترب منها قليلاً بكرسيه وهو يكلمها بهدوء مريح...
" لا تخافي لن أؤذيك..." صمت لثواني ليرى نظرتها تهدأ قليلاً ليكمل بنفس الهدوء.. " تبدين جميلة.. ما أسمك؟!.."
حركت جفنيها بسرعة تحاول أن تنتبه له.. لم تفهم لما شعرت بالحزن عليه هكذا.. لكنها أعتدلت في جلستها وهي تجيبه بابتسامة صغيرة على شفتيها..
" بيرلا.. آسفة على أزعاجك سيد..!!!.."
بادرها بسرعة..
" باش.. ناديني باش.. أسمي سيباستيان ترنسلفاني.. أمممم آسف على ما فعله أبي معك.. هو دائماً هكذا ... لكن لا تقلقي لا أظنه سيؤذيك مجدداً .."
ضمت شفتيها قليلاً تحاول أن تفهم ما يقوله، فقط كلمة واحدة أخذت كل حواسها بتركيز واضح.. أبي.. أهو والده؟؟!! .. لكن لما يتركها مع ابنه، وزفافها الليله.. ظلت تحدق به بصمت لثواني حتى سمعته يتكلم مجدداً بأبتسامة لطيفه...
" إذاً.. أنتي العروس صحيح؟؟!! "
حركت رأسها بالأيجاب وهي تنطق بخفوت بالكاد يسمع..
" نعم.. انا هي.. أمممم ايمكنني سؤالك سيد باش؟!.."
ابتسم باش على خجلها ليحرك رأسه بقبول مشجع جاعلاً اياها لتسأله بتوتر...
" هو.. أعني ذلك السيد.. والدك.. هل ساتزوجه اليوم؟؟!.."
أمال باش شفتيه قليلاً وكأنه يفكر في إجابة مناسبه لها...
" لا.. لن يفعل.. أعني لديه زوجة بالفعل.. لذا لن يتزوجك لا يمكنه هذا على كل حال.."
حسناً هذا جعلها تتنفس اخيرا.. أوه فكرة الزواج منه كانت كابوس مرعب.. تباً الرجل أرعبها بظله فقط... كيف لو أخذها زوجةً له... لكن في هذه الحالة... من سيكون زوجها إذاً.. أرادت حقاً أن تعرف لذا بادرت بسؤاله بسرعة من شدة فضولها عن الأمر..
" هو لن يفعل.. إذاً من سيكون زوجي ؟؟!.."
لعن باش نفسه داخلياً.. تباً كم كره فكرة أخبارها بالحقيقة.. لكن لا مهرب.. في النهاية ستعرف الليله على أية حال.. فقط أجابها بأبتسامة شاحبة بألم دفين...
" أنا.. أنا سأكون زوجك بيرلا.. لكن لا تقلقي لن أؤذيك أبداً... أعرف أنني لا أصلح للزواج.. لكن أبي قرر الأمر بالفعل.. ربما لا ترغبين بي.. وأنا لا ألومك على هذا.. أعني من يرغب بزوج مشلول بالكاد يحرك رأسه..."
لا.. الأمر لم يكن بهذا السوء.. لا تعرف لما لكنها شعرت بالراحة من فكرة كونها ستتزوجه هو... شيء في كونه لطيفاً معها أو حتى كونه مشلولاً.. تلك لم تكن مشكلة في الواقع.. يمكنها التعامل معه.. والأهم انه ربما يحبها كما كانت تتمنى.. زوج يحبها ويحترمها.. يعطيها السعادة التي تحلم بها... لكن شيء في داخلها أخبرها أن هذا هراء.. والده كان ينظر لها بتملك مرعب.. شيء فيه كان يأسرها حتى الموت... فقط ابتلعت ريقها بصعوبة لتبتسم بخفوت بالكاد يظهر على شفتيها التوتية الصغيره..
" من قال أنني لا أرغب بك.. لا يهمني إن كنت مشلولا أم لا.. أقصى ما تمنيته يوماً هو زوج يحترمني ويحبني.. لم افكر حتى في شكله أو حالته.. لذا انت مثالي باش.. على الأقل في عيني انت كذالك.."
نظر لها بلا تصديق.. حقاً هل قالت انه مثالي.. أعني لا يهمها كونه لا يستطيع الحركة... هذا فاجأه حقاً.. أراد قول أي شيء لكن الكلمات علقت في حلقه بغصة مؤلمة... فقط ظل ينظر لها هكذا حتى سمع صوت الباب يفتح بعنف.. ألتفتت بيرلا نحو الباب لترى أمرأة طويلة بشعر أشقر طويل وملامح حادة.. جميلة جدا.. مظهرها صاخب.. وينذر بالخطر... تقدمت نحوهما ببضع خطوات وخلفها خادمة صغيرة تنظر للأرض بأرتجاف... رفع باش عينيه بهدوء نحو تلك المرأة الوقفة أمامهم .. مبتسماً لها بهدوء..
" عمة أليس.. أهناك خطبٌ ما؟!.."
أبتسمت له أليس ببرود وهي تنظر نحو بيرلا بتفحص واضح لمظهرها المبعثر... لكنها اجابته بلا اكتراث...
" لا عزيزي.. لا مشكلة أبداً .. فقط سأخذ عروسك قليلاً.. كما تعرف الزفاف الليلة لذا يجب تجهيزها بسرعة.. سأتركك مع خادمتك لتهتم بتجهيزك... "
انحنت عليه قليلاً لتقبل وجنته بهدوء.. وآبتسامة ماكرة...
" مبارك زواجك مقدماً عزيزي باش... من كان يصدق أن اخي كريم إلى تلك الدرجة... ليحضر لك زوجة بهذه الحالة.. نعم أستمتع صغيري.."
وألتفتت نحو بيرلا بملامح جامدة ونبرة صارمة...
" أتبعيني الآن.. "
هذا كل ما قالته وهي تدير كعبها العالي متجهه نحو الخارج... وقفت بيرلا بصعوبة تحاول أن تلحق بخطوات أليس الصاخبة في الممر... فقط ظلت تسير خلفها بقلق حتى توقفت أمام إحدى الغرف المخفية.. الباب كان أسود معتم من الخشب النادر... التماثيل المخفية على الجهتين من الباب.. والنقوش القديمة برسوم بارزة أضافت هالة من الجمال الأغريقي المثير للفزع والرعب... حاولت تمالك أنفاسها وهي تنظر نحو أليس التي فتحت الباب بهدوء... التفتت لها بصرامة مخيفة ونبرة حادة...
" أدخلي.."
أوه لم تتوقع هذا.. المكان كان مخيفاً بالفعل.. ومع هذا تنفست بعمق تحاول أستجماع قوتها لتتقدم بخطوات صغيرة نحو ذالك الباب.. أخذت خطوات بسيطة نحو الداخل وهي تنظر للمكان ذهول.. هذه لم تكن غرفة عادية.... لا كانت أشبه بالجنون.. تماثيل آلهة الأغريق برؤس مقطوعة.. مقلوبة فوق التمثال بطريقه مهينة... سرير أسود بوشاح أبيض في المنتصف.. والأثاث المميز من العصور الوسطى... صور على الجدران تحمل صلبان مكسورة.. ورؤس الحيوانات معلقه على الجدران بعيون فارغة... هذا كان مريعاً.. أرادت التقيء حقاً من هذا المظهر المقيت... والمهين لدينها.. لكنها انتبهت إلى فستان زفاف جميل معلق في زاويه الغرفه بأهتمام واضح... أوه كم حلمت بمثل هذا الفستان الجميل... بتفاصيله الفاخرة... نعم كان حلم سندريلا الذي بالكاد يتحقق... ظلت شاردة فيه لثواني حتى قفزت بفزع وهي تسمع صوت باب الغرفه يغلق بقوة خلفها.. إلتفتت لتجد أليس قد غادرت بالفعل... نعم تركتها وحدها في تلك الغرفة.. المكان كان مظلماً قليلاً... ناهيك عن ضوء الشموع الخفيفة والأضائة الخافته... تقدمت بخطوات بسيطة نحو فستان الزفاف.. وقفت امامه تتأمله بشبح ابتسامة.. لربما كانت تلك سعادتها حقاً... من يدري هل ستكون سعيدة برفقه باش .. هل سيحبها كما تمنت دوماً.. هل ستكون تلك الزوجة السعيدة التي ينظر لها زوجها بكل حب وسعادة.. أعني استحق الحب صحيح.. نعم ربما ولو قليلاً...
ظلت تنظر بشرود لذاك الفستان تسبح في بحر أحلامها البريئة... لكنها وجدت نفسها تختنق برائحة قويه.. رائحة تعرفها جيداً... نعم حشائش القزانيا وخشب الصندل المميز... لا... فقط أبتلعت ريقها بصعوبة وغصة في حلقها...ضربات قلبها أرتفعت بخطر وهي تلتفت للخلف ببطئ شديد... رفعت عينيها لتتوقف أنفاسها بالكامل.. يا ألهي..هل هذا ملاك ام انه شيطان بملامح الملائكة... أي جمال هذا الذي يجعل قلبي يضرب الطبول وكأنها معزوفة الحياة... نعم كان يقف خلفها تماماً على بعد بضعة أنشأت... عيناه مظلمه مخيفة بطريقه ترجف القلب وتمزق الأحشاء ... والأسوء كان جسده... الماء يتحرك على منحنياته بأحتراف يعانق تفاصيله الفخمة بكل راحة... وتلك الوشوم المرعبة غطت كل أنش في جسده عدا وجهه... الندوب الكبيرة وتلك الرسوم البارزة... كلمات أوكرانية محفورة على جلده بحروفه نابضة.. وعضلاته الصخرية تكاد تمزق جلده من شدة صلابتها...أوه تباً عروقه البارزة بالكاد تنفجر من بروزها، شعره الأسود طويل قليلاً حتى بداية أذنيه.. وعينيه الحادة لامعه مظلمة كلون الزمرد الأسود... ونعم كان عارياً بالكامل.. لا يغطيه سوى تلك المنشفة السوداء الصغيرة جدا أسفل خصره تماماً...
لم تستطع أن تبعد عينيها عنه أبداً.. واللعنة كم كان وسيماً.. لا كان ساحراً بطريقة شلت كل خلية في جسدها... رأته كيف ينظر لها بظلمة غريبة... تملك ابتلع عينيه.. ورغبة يلتهم بها منحنياتها البارزة أمامه بلا حياء... نظرته فقط جعلتها تنكمش على نفسها وكأنه يحرقها بنظراته... تمنت الهرب.. تمنت ان يدخل أحدهم ليعيد أنفاسها المسلوبة بسببه....لكن لا.. صوته أصدر رنيناً مرعباً على طبلة اذنيها ببحه رجولية فاخره...
" تعري.. أريد رؤية أملاكي .."
ماذا!! ..املاكه.. ملكية... نعم هو قال هذا من قبل.. هي الآن مجرد ملكية بالنسبة له... لم تعد شخصاً... مجرد شيءٍ يملكه بين ممتلكاته...الكلمة لم تصدمها لكن ما جعل قلبها ينقبض بحرقة وشعور من الذل والعار يغزوا جسدها..لأسوء انواع الأهانة.. و القذارة هي تلك الكلمة... تعري.. ماذا يظنها واللعنة.. عاهرة.. أم عبدة تلبي رغباته... قطعة يتسلى بها أم زوجة لأبنه... أرادت قول أي شيء.. أن ترفض.. تتحرك.. لكن نبرته الفاخرة جعلتها تتجمد في مكانها وكأنها ستموت إن تحركت خطوة... لم تعرف ماذا تفعل لذا ظلت جامدة في مكانها تنظر له برجفة خفيفه تغزوا جسدها بالكامل... فقط حين طال وقوفها ضم حاجبيه بقلة صبر.. كم يكره الأنتظار.. رفع يده واضعاً الطرف الحاد من خاتمه بينه نهديها... هي ثانيه...نعم ثانيه واحدة وشق فستانها نصفين جاعلا اياه يسقط على الأرض كخرقة بالية... فتحت عينيها بصدمة من حركته المفاجئه لها.. تباً ماذا حدث!!.. في ثانيه جعلها عارية تماماً أمامه... كل مفاتنها مكشوفة له بوضوح.. الأمر جعل وجهها يحمر بقوة من الخجل وبدون أن تشعر وجدت نفسها تضع يديها على جسدها تحاول حجبه عنه.. لكن بمجرد أن فعلت وجدته ينظر لها بتحذير واضح من حركتها تلك... لتسقط يديها بآليه وطاعة لأوامره... نعم كان يتحكم بها... بكل بساطه.. جسدها كان له عقلاً خاصا به... عقلاً ينفذ أوامره بلا نقاش أو تردد... علمت انها في عرينه.. في شباكه وبين يده.. هو سيد القصر.. هو زعيمهم وسيدهم.. وهي فقط مجرد ملكية خاضعة له.. جزء أشتراه بأمواله كما يفعل مع كل شيء...لا فرصة لها أمامه.. ولا حق لها بالأعتراض عليه أبداً.. أخفضت عينيها ارضاً بألم وحرقه.. لم ترده ان يرى نظرة الذل في عينيها.. وتلك الحسرة على روحها...
ظلت واقفة لثواني طويلة بلا أي حركة وهي تشعر به يلتهمها بعينيه.. يفحص كل أنش فيها وكأنه يحفظه جيداً... أبتعد عنها بهدوء ليجلس على السرير خلفه مباعداً بين ساقيه قليلاً وكأنه الملك بين حاشيته.. نظر لها بجمود بينما يأمرها ببحه مخيفة...
" اقتربي.."
تباً.. عضت على شفتها بغصة كارهه.. كارهه لما يحدث.. لما يفعله بها.. لكن لا مهرب لها منه... أرادت ان تصلي.. أن تطلب المغفرة عن هذا الذنب الذي يدنسونها به.. لم يعد لها خيار.. لا هرب.. ولا ملجأ منه .. لذا تقدمت نحوه بخطوات صغيرة حتى وقفت أمامه تماماً... لم ترفع رأسها أبدا... فقط وقفت هكذا بلا اي حركة حتى ابتسم بسخرية وهو يزيل المنشفة عن خصره... رفع رأسه بمتعه ونفس البحه الآمرة...
" متعيني ..."
لا هذا كثير.. هو حقاً يراها عاهرة.. جسدها أراد أن ينتفض من الغضب.. والعار.. لكنها قررت استخدام أسلوب جديد معه ... رفعت رأسها قليلاً لتنظر له .. تقاوم سحره عليها وبكل هدوء..
" أنا آسفه.. لكن لا أعرف ماذا أفعل سيدي.. ظننت أنني زوجة أبنك... ولهذا السبب قمت بشرائي.."
جيد طفلة مسليه... ابتسم بسخرية على كلماتها...لكنه اجابها بنبرة أرعبتها تماماً..
" أركعي بيرلا.."
أسمها كان له رنين خاص في صوته.. لأول مرة ينطق به.. طريقة.. بحته اعجبها كثيراً.. لم تعرف حقاً لما أحبت اسمها من بين شفتيه هكذا ... لكنها وجدت نفسها تخضع لأوامره دون تفكير... ركعت فوراً وهي تلعن نفسها داخلياً.. ماذا ظننتي بحق الجحيم... انه سيهتم مثلاً لكونك خطيبة ابنه.. تباً فقط لا تتسببي بقتله لك.. رفعت عينيها قليلاً ليحمر وجهها تماماً وهي تجد ذكوريته الضخمة مكشوفه أمامها ..الحرارة غزت جسدها بالكامل...ونبضاتها تجرعت الخوف كالسم المقدر... كادت ان تبتعد لحظتها من الخوف... لكنه قبض على شعرها بقوة جاذباً أياها نحوه وكأنه سيقتله جذورها.. .. قربها منه أكثر وهو يهمس لها بطريقه أخرست كل صوت بداخلها ...
" لن اعيد كلامي مرتين... افتحي ساقيك وأجلسي عليه بيرلا ... "
رفعها له أكثر يجذب شعرها بقسوة جاعلا اياها تتاوه بألم وهي تجلس على ذكوريته تماماً بلا اي إرادة .. ساقيها حول خصره ودموعها تتحرر بكره له.. بذنب يلوثها به... وخوف ينهش عظامها بلا توقف.. نظرت له من بين دموعها بألم لتجده يبتسم بمتعة... وهو يراقب دموعها المتساقطة على طول وجنتها... تنهمر بلا توقف... يا ألهي.. نعم كان يحب الدموع جداً... يحب رؤية الألم في عينيها... ذلك العذاب في روحها... لكن الدماء هي عشقه.. هي من يجد بها مذاق الروح الذي لا يقاوم... أمسك مؤخرتها بيده الأخرى محركاً اياها ببطئ فوق قضيبه جاعلاً أنوثتها العارية تحتك بعضوه تماماً لا يفصل بينهما شيء أبداً... حركته جعلتها تفتح عينيها بصدمة وهي تحاول كتم ذلك الأنين المندفع من بين شفتيها... مع كل ثانية سرعته كانت تزداد أكثر وأنينها يعلو مع كل حركة لها فوقه... لا.. لا توقف.. هذا خطأ.. هذا لا يجب أن يحدث.. هذه خطيئة.. تباً توقف.. أرادته حقاً أن يتركها..توسلته بعيونها ان يفعل... لكن جسدها أحب الأمر.. أحب ما يفعله بها.. تجربه لأول مرة في حياتها.. نعم لم يلمسها رجلٌ من قبل... لكن هذا لم يكن عاديا..كان وحشاً حقيقياً... كان يحركها بهمجية كبيرة.. بقسوة وكأنها ليست مرتها الأولى.. لعن بكلمات لم تفهمها وهو يقف رافعاً مؤخرتها بيديه.. جعلها تشهق بفزع لتغرس أظافرها في كتفيه الكبيرة بجسده الضخم شعرت بأنه سيتركها تسقط إن لم تفعل.. لذا تمسكت به بقوة وهي تنظر له بتوسل أن يتركها..أن يتوقف.. تحاول أن تجد صوتها رغم انينها المرهق وحركته الهمجية عليها... لكنها تكلمت بنهيج وحروف خافته..
" لا...لا أرجوك توقف.. هذا خطأ.. أنا لست زوجتك.. هذه خطيئة... لا يمكنك هذا..."
أوه كم أحب صوتها.. خليط من الأنين والرغبة الرافضة.. نظرة التوسل في عينيها... كل هذا كان بجذبه لها أكثر.. نعم صغيرة وضعيفة... عذراء بريئة.. كم كان يتوق لتدنيسها.. لسلب برائتها... وغمسها في الرذيلة.. أبتسم بمتعة وظلام عينيه يزداد برغبة مرعبة.. بحته جعلت العالم كله يتوقف... لتعرف انه لا خلاص لها منه أبداً...
" نعم هنا تكون المتعة..متعة الخمر المحرم... متعة الخطيئة المحرمة... ولذة الدماء المقدسة... اخبريني بيرلا ما المتعة في مضاجعة زوجتي.. أو أي عاهرة أخرى ... لا شيء... لا متعة.. مجرد وعاء جنس لا أكثر..."
نعم الآن فهمت ما يحاول قوله لها ... زوجها لأبنه لأنه ارادها مدنسة.. ارادها ان تتلوث بخطايا الشياطين... أن يملكها وهي بأسم رجلٍ غيره... ما المتعة في دفع فاتورة الشراء.. ما المتعة في العيش بلا خطيئة بلا ذنب أو جريمة .. ما المتعة في الزواج المقدس والعيش مثل الجميع... لا شيء... وجد لذتهُ في كل ما هو محرم... في الخطيئة.. الجريمة...و الرذيلة.. كل ما يجعله آثماً ومذنباً... كل ما يعاقب عليه القانون ويغضبُ لهُ الرب... أريدكِ مدنسة.. أريدكِ لؤلؤة محرمة..
دفعها على السرير بقسوة لتغلق عينيها بحرقة.. حرقة تلتهم روحها من هذا الجنون.. من تلك الخطيئة التي تحرق أيمانها.. تلطخ دعواتها وصلواتها ... سمعته يهمس لها بتلك اللغة التي لا تفهمها أبداً ببحته العميقة... ( اللغة الأكرانية)
"Я завжди хочу, щоб ти був мені .. Я хочу, щоб ти був гріхом, на який я живу..Я хочу, щоб ти насолоджувався гріхами ... і шматочком забороненої перлини ... З цього моменту ти відрізаєш осквернену Перлу ... мій гріх ... і моє заборонене вино ... гріх я не живу без ... Ти не святий, але ти У мене є черниця ... і заборонена перлина..."
(أريدك لي دائماً.. أريدك خطيئة أعيش عليها..أريدك لذة ملطخة بالذنوب... وقطعة من اللؤلؤ المحرم... من هذه اللحظة انتي قطعتي المدنسة بيرلا.. ذنبي.. وخمري المحرم..خطيئة لا أعيش بدونها.. لستي قديسة لكنك لي راهبة... ولؤلؤة محرمة...)
كلماته كانت كطلقات النيران في صميم روحها الضائعة... أرادت الصراخ التوسل... لكنها شهقت بأقوى ما لديها وهي تشعر به يخترقها دفعه واحده... مزق غشائها بعنف قاتل... يده تحكم عنقها بقبضة فلاذية و كلماته أضافت للألم سموماً لا تحتمل...
" من اليوم أنا دادي.. نعم ناديني هكذا صغيرتي.. فقط ناديني، دادي.."
علمت ما يقصده تماماً.. هي زوجة ابنه.. أي بمثابة أبنته... يريدها ان تتذكر هذا.. أن تتذكر أنه لوثها.. تتذكر ذنبها وخطيئتها... مجدداً تحمل خطيئة غيرها... مجدداً تدفع ثمن ذنوب لا تحملها... لما..لما تفعل بي هذا؟! ... كل هذا من أجل متعتك.. من أجل رغبتك القذرة.. من أجل لذتك المحرمة... أم من أجل لمستك الآثمة... نعم أنت قذر.. أنت شبحي القذر...
دفع داخلها بهمجية مطلقة وكأنه يغتصبها... ينهش لحمها بيديه بلا رحمة...يعصر نهديها ويعود لصفع مؤخرتها.. يقبل كل أنش بها وهو يلعق دمائها بمتعة... دموعها سالت بلا توقف.. لم تعد قادرة على مقاومته...كل شيء انتهى.. هو لوثها.. اخذ آخر ما تبقى لها... دمر آخر أحلامها... وترك لها بقايا طفلة.. بقايا حطام من الرحمة... امي كانت تقول الملائكة لا تبكي.. والشياطين تكذب... لكن أنا آسفه... أنا لست ملاكاً لذا سأبكي... ولست شيطاناً لذا سأكذب.. سأفعل لأنني بشر... لأنني مت بين انايبكم...بين ذنوبكم.. وبين قذارتكم.. مت ولم اعرف سوى ظلم الوحوش وانياب الشياطين ...
ضرب مؤخرتها بعنف شديد لتصرخ بألم.. بغصة وهي تناديه كما أمرها تماماً... دادي... نعم الكلمة كانت تعطيه نشوة قاتلة... جعلته يزأر وهو يجد متعته بداخلها بينما يقبلها ملتهماً شفتيها حتى سألت دماؤها... نعم الدماء.. لطالما تذوقها بمتعة... أمتصها حتى آخر قطرة.. دماء مخلوطة برحيق شفتيها وعبير أنفاسها... نعم كانت أستثنائية... مميزة ومثالية.. هكذا وجدها...
تماماً كأسمها... بيرلا تعني اللؤلؤة... تلك لؤلؤتي المحرمة...
فصل القبلة وهو لايزال بداخلها...أبعد خصلات شعرها عن وجهها المرهق.. ذابلة كزهرة مقطوفة من بستانها الأخضر... همس أمام شفتيها بنشوة صريحة في صوته...
" أعطيتك شيئاً لا يقدر زوجك على فعله أبداً... حلم كل فتاة... ليلة الزفاف.. عليك شكر دادي صغيرتي... أنتي الآن عروس مدنسة... أعلم أنني سبقت الأحداث.. لكن لا بأس... يمكنني عكس السيناريو قليلاً ... ليلة الزفاف.. ثم تلاوة النذور.. الأمر أجمل حين نكسر بعض القوانين... يكون مشوهاً... ومغرياً مثل روحك تماماً.. لكن هنا تكون متعته...هنا تكون الخطيئة والقذارة... "
نهض من فوقها جاعلاً دموعها تندفع بألم... بكسرة وحرقة على روحها.. على ذنوبها.. وعلى طهارتها المغتصبة... لم تكن قادرة على تحريك عضلة واحدة من جسدها.. ولا حتى تحريك أصبعٍ واحد.. أغتصبها بوحشية... الأمر كان مريعاً... بل الأكثر بشاعة... شعرت بشيءٍ ساخن يسيل من بين فخذيها بعنف... نعم كانت تنزف... تنزف الدم بلا توقف... لم يراعي انها صغيره.. عذراء بفتحة ضيقة... لم يراعي انها مرتها الأولى وأنه واللعنة ضخم بطريقه مرعبة... لم يهتم أبداً... فعلها بكل وحشية.. اخذ كل متعته وتركها بألمها... بدمائها.. ودموعها... حسرتها وذنبها المدنس نعم هذه ليلة زفافي... لكنها لم تنتهي هنا... سأخبرك ماذا فعل بي هذا الرجل..إلى أي مدى وصل جنونه الذي لا ينتهي أبداً...
اغلقت عينيها تريد بعض الوقت... بعض الراحة قبل عودته... علمت انه تركها ليأخذ حماما لنفسه قبل موعد الزفاف.. لم يتبقى الكثير... كلها دقائق ويأتي موعد الحفل... لكن الألم لم يكن يتوقف.. لا يهدأ أبداً... والنزيف يزداد حدة وحرقه مع كل لحظة... ومع هذا لم تنطق.. لم تفتح عينيها أبداً... هذا كابوس.. نعم هو كذالك.. أنا فقط أحلم ... لا تخافي.. أنتي في الحظيرة برفقة السيد تشيز... كل شيء بخير.. دقائق فقط وينتهي هذا الكابوس المريع....نعم ستعودين للواقع.. والكابوس سيذهب... سيختفي.. فقط تنفسي.. كل شيء سيكون بخير..
تمنت هذا حقاً... تمنته من أعماق روحها الذابلة.. لكن في اعماقها علمت أنه ليس كذالك.. هذا واقعها... قدرها... و كابوسها الحقيقي...
بعد دقائق قليله خرج غوست من الحمام وهو يجفف جسده بمنشفة صغيرة.. نظر نحوها ليراها على حالها كما تركها تماماً... بركة صغيرة من الدماء تجمعت بين فخذيها والكثير من العلامات الزرقاء والجروح تغطي جسدها الأبيض.. مظهرها الدامي جعله يلعق شفتيه بمتعة... أوه كم أحبها هكذا... نعم مشوهه بدماء حمراء مدنسة...
لم يهتم أبداً.. فقط تجاهلها وهو يتوجه نحو خزنة الملابس... اخرج لنفسه بدلة سوداء رسميه بطراز روماني فاخر... أخذ كل وقته في تجهيز نفسه.. ارتدى ملابسه الفاخرة.. ورتب مظهره.. وضع عطره المميز.. كل شيء فعله بكل هدوء.. وكأنه لم يفعل شيئاً.. لم يترك جثة خلفه على وشك الموت...
فقط حين انتهى أخيراً توجه نحو فستان زفافها.. أخذه من مكانه وعاد لها ببرود.. دمها لم يتوقف عن النزيف لحظة.. لكنه لم يكترث ابداً.. فقط أمسك ذراعها بحده رافعاً أياها قليلاً لتصرخ بصوت مكتوم من الألم والدموع تنجرف بفيض لا يتوقف.. جعلها تجلس على السرير برجفة تكاد تموت من شدة العذاب... في تلك اللحظة سمع صوت أليس وهي تطرق الباب من الخارج بأنزعاج....
" غوست تباً تأخرنا...أسرع.. الناس ينتظرون في القاعة بالفعل... هل العروس جاهزة؟؟!..."
بدأ يلبسها الفستان بينما يجيب أليس بأقتطاب..
" نعم تقريباً.. بعد دقيقه ادخلي.."
ألبسها الفستان بسرعه لتدخل أليس وهي مصدومة من مظهر بيرلا الواقفة أمامها تستند على ذراع غوست بدموع فائضة وشهقات مكتومة وكأنها ستفقد وعيها في أي ثانية...شعرها فوضى.. وجسدها مغطى بالكدمات الزرقاء والكثير من الجروح.. فستانها الأبيض يقطر دماً من الأسفل... سحقاً هل أغتصبها للتو!! ... لا تباً هل هذه عروس أصلاً !!! .. واللعنة تبدوا كجثة مغتصبة.. الأمر أغضبها حقاً لذا ألتفتت نحوه وهي تتكلم بالنفعال مكتوم...
"اتمزح معي.. اتسمي تلك عروساً!! ؟... واللعنة أنظر لمظهرها المقرف... جسدها مغطى الكدمات.. بالكاد تقف على قدميها دون أن تبكي... وشعرها مبعثر بفوضى..تباً.. "
أخذت نفساً عميقاً تحول ان تكتم غضبها.. الوغد حقاً يتسلى بهذا.. أعادت انتباهها نحوه تحرك يديها في الهواء بأعصاب مشدودة..
" اتعرف لا يهمني ما فعلته بها.. لكن تلك ستكون فضيحة.. مظهرها اللعين كارثة.. إن ظهرت هكذا تباً لا أريد التفكير في الأمر ...أوووه لا يمكنها المشي حتى... لا مهلاً هذا خطأك.. لذا انت ستصلحه... تصرف غوست او سأفقد عقلي حتماً..."
لم يهتم بما قالته أبداً.. نعم هي محقه.. لكنه وجد الأمر ممتعاً جداً... لذا اجابها ببرود تخلله سخرية..
" هراء.. لن يجدوا عروساً أجمل منها أبداً.. فقط أهتمي انتي بشعرها... وأتركي الباقي لي.. "
حركت أليس رأسها بلا فائدة تعلم أنه لن يغير قراره أبداً.. تلك المسكينة ستعاني حقاً بسببه... رفعت عينيها نحوه بينما تراه يتجه نحو خزنة الملابس... تجاهلته وهي تمدد بيرلا على اللأريكة بصعوبة تسند عنقها على المسند وشعرها مسدول للخلف... حالتها كانت مريعة حتماً.. بالكاد تمنع نفسها من الصراخ.. دموعها حكت كل شيء بلا توقف..رفعت أليس رأسها قليلاً لترتب شعرها بتسريحة بسيطة بينما تكلمها بهدوء...
" ستفقدين وعيك إن أستمر النزيف هكذا.. لستُ افهم ما خطبه اللعين اليوم .. تباً هذا زفاف.. كان بأمكانه ان ينتظر قليلاً حتى ينتهي.. لكن لا.. رغبات السيد غوست اللعينة أولاً... اقسم سأصاب بالجنون بسببه..."
تركت شعرها بعد أن انتهت من تصفيفه وهي تخرج حبة مخدرة من حقيبتها.. نظرت لها بتركيز وصرامة...
" انتبهي لي جيداً... الألم سيزداد مع الوقت.. ولا أعرف حقاً كيف ستنتهي هذه الليلة اللعينة.. لكن احتاجك واعية حتى نهاية المراسم على الأقل... أخي يتعامل مع الجثث و أمور الطب في الواقع هو الأفضل في هذا.. أعني يعرف بتلك الأمور أكثر مني.. لكن صدقيني لن يهتم لحالتك أبداً... سيجبرك على فعل كل شيء حتى لوكنتي جثة بلا روح ... فقط خذي هذه ستخفف النزيف قليلاً.. وتهدئ الألم لبعض الوقت...هيا اسرعي قبل أن يعود... "
لم تستطع بيرلا النظر لها حتى.. وهذا جعل أليس تتنهد بغضب لتضع الحبة في فمها بسرعه .. جعلتها تشرب بعض الماء بصعوبة.. تركتها وهي تسمع صوت خطوات غوست خلفها تماماً.. ألتفتت نحوه لتجده يمسك في يده وشاحاً أبيض يعود لعقود قديمة...
الوشاح أرث عائلي يخص كنات بيت ترانسلفاني... كل واحدة منهن تعطيه لأبنتها... لكن بعد موت والدة غوست.. رفض إعطائه لأي كنة جديدة.. أو غيرها... الوشاح ظل معه لسنين طويلة...يحتفظ به دون أي سبب واضح ..
ساعدت أليس بيرلا على الوقوف وهي تأن بألم شديد ... اقترب منها بهدوء ليضع الوشاح على المنطقة المكشوفة من الفستان ليغطي بها آثار الكدمات والجروح على جسدها...
أبتعد عنها قليلاً وهو يتفحصها بنظراته.. نعم تحسنت قليلاً.. لكن لا تزال شاحبة.. والدموع في عينيها.. النزيف لم يتوقف لكنه هدأ قليلاً... حرك عينيه برضى تحت نظرات أليس المدهوشة من تصرفه النبيل جداً.. نعم عورس محظوظة بالفعل... تباً سأضحك يا ابن العاهرة ...
" اتركيها أليس.. دعيها تمشي وحدها... أرني كيف تكون عروسي الصغيرة..."
واللعنة هل فقد عقله... هي بالكاد تقف على قدميها.. والآن يريدها ان تمشي الممر كله لوحدها... اتعرف انت وغد بلا قلب... لم تستطع تصديق ما يقوله.. لكن لا يمكنها مناقشة قراراته أبداً.. لن يهتم بكونها اخته.. سيؤذيها ببشاعة.. لطالما كان هكذا.. تماماً كما فعل بباش.. الفتى أصبح مشلولاً بسببه... وأسوأ...
نظرت لها أليس بشفقة وهي تراها تمشي بخطوات مرتجفة.. تعرج من الألم.. ومع كل خطوة تترك بقع من الدم خلفها على الأرض .. بينما دموعها تسيل على وجنتيها ببطئ يحفر على بشرتها الناعمة...
ظلت تمشي وكأنها لن تصل أبداً... شعرت انها تزحف لقبرها... هذا ليس سعيداً.. ليس جميلاً أبداً.. لم يكن هذا ما تخيلته.. ليس فستانها الأبيض والزفاف الجميل.. الرقصة مع الأمير الوسيم والضحكة السعيدة.. كل شيء تدمر... كل أحلامها ذهبت في مهب الريح... لا شيء بقي لها.. اخذ منها آخر ما تملك وتركها بألمها... دموعها ودمائها... حزنها وحسرتها... إلى أين تريد أن تصل بي سيدي... أي جحيم تريد أن تغرقني بها حتى الموت...
الضيوف من حولها ينظرون لها بتساؤل... بسبب حالتها مدمرة وهي تمشي في الممر وحدها.. دموعها الفائضة ببطئ... ومشيتها العرجاء على طول الممر... كان يجب أن يكون والدي هنا... أن يمسك يدي ويأخذني لزوجي بنفسه... أن يقبل جبهتي وهو يخبر ذلك الأحمق ان يهتم بي...أن يكون سعيداً بفرحتي.. سعيداً برؤيتي عروساً جميلة... تباً أهذا هو الزواج!! ؟؟.. أهذه هي البهجة.. الفرحة التي تحكي عنها القصص والأفلام.. أساطير الحب وكلمات النهاية.. لطالما سطرت بنهايات الزواج... نعم قالوا أنها تكون سعيده... تكون فرحتي الكبرى.. والأجمل... لكن لما... لما يحدث لي كل هذا... بأي ذنبٍ اقترفت... بأي قسمٍ نكثت...رفعت عينيها قليلاً نحو نهاية الممر.. لترى سيباستيان هناك... كان أمام طاولة عهود الزواج ينظر لها بقلق من فوق كرسيه المتحرك... أوه كم تعثرت كثيراً لكنها عاودت الوقوف بصعوبة... كل مرة تسقط تعود لتقف بألمٍ أكبر... حريق في جسدها يشتعل بلا رحمة... لكن ألم قلبها كان أكبر من كل شيء.. دموعها لم تتوقف لحظة وشهقاتها المكتومة تندفع مع كل دقيقه ... كل دمعة صرخت بألمها.. وكل شهقة توسلت الرحمة لها .. أحرقت جسدها وروحها.. عذابها الذي لا يتوقف ثانية عن النحيب...
حين وصلت أخيراً لطاولة العقود.. وقفت بصعوبة أمام باش.. بالكاد ترفع رأسها.. لا تريده ان يرى دموعها وذاك الألم في عينيها... فقط ألتزمت الصمت وهي تسمع الكاهن يتلو نذور الزواج.. حاولت أن تظل واعية طوال الوقت.. لكن رأسها كان يطن بألم لا ينتهي... مع كل دقيقه يزداد الطنين في رأسها وهي بالكاد ترى ما حولها...
أنتبهت لباش يحرك رأسه لها.. يحاول أخبارها أن الكاهن يسألها.. حينها أنتبهت لسؤاله الذي كرره لخمس مرات دون أجابه منها...
" سيدة بيرلا ديفوغو هل تقبلين الزواج من السيد سيباستيان ترانسلفاني؟؟.."
صوتها لم يرد أن يخرج لكنها أجابته ببحه مخنوقة..
" ن.. نعم.."
تابع الكاهن المراسم بهدوء.. لكنها رفعت عينيها قليلاً لتتجمع غصة كبيرة في حلقها.. يا ألهي.. كان يقف خلف كرسي باش تماماً... يبتسم لها بمتعة... أبتسامته المرعبة... أخبرتها انه يتسلى بهذا حقاً... يحب رجفتها.. ودموعها.. ألمها ودماؤها...توسلاتها ونحيبها.. هو من فعل بها هذا.. هو من شوه فرحتها وأحرق روحها بذنب يدنسها... اللعنة عليك أيها المسخ.. لم أعد أجد لك أسماً ولا وصفاً.. تباً أسمك يليق بك حقاً غوست... أنت شبحٌ قذر...
لاحظت إحدى الخادمات تقترب منها وهي تحمل علبة صغيره.. وقفت بجانبها تماماً لتفتح العلبة لها بهدوء.. نظرت بيرلا لتلك الخواتم الجميلة.. من الذهب الأبيض والألماس الخالص... تباً أرادت أن تبتسم حقاً.. أن تضحك بقوة... لكنها بكت.. نعم بكت..بكت من أعماق قلبها المحطم... بكت على فرحتها الضائعة ...قلبها الممزق... وزواجها المدنس ... الكل ظنو انها دموع الفرحة.. لكنها كانت دوموع الألم.. دموع حلمٍ مدمر... أمل ضائع... وعروس مشوهه... لطالما تمنت تلك اللحظة.. تمنت ان تلبس خاتم زواجها وهي تقبل زوجها بحب... لكنها لم تستطع.. ولن تستطيع أبداً .. ليس بعد الآن....ليس بعد أن لوثها... دنس شرفها.. وجعلها بقايا أنثى.. جعلها حطام... حطام يبحث عن حكاية سراب الأمل...
أمسكت العلبة منها بيدين ترتجفان... أخرجت خاتم باش لتلبسه اياه ببطئ وغصة مخنوقة.. وبقي خاتمها هي... تعلم أنه لن يستطيع ألباسه لها بسبب مرضه ... ربما عليها أن تلبسه بنفسها وتنهي الأمر.. في النهاية لا شيء سيحزنها أكثر مما حدث .. كادت حقاً أن تفعل.. لكنها شعرت بأحدهم يسحب العلبة من يدها بسرعة.. رفعت عينيها نحوه لتجد غوست أمامها تماماً يبتسم لها بنفس تلك الأبتسامة الساحرة... قوية... جميلة.. و مخيفة... لكنها شعرت بالألم من مجرد رؤيته.. وجوده كان يحرقها أكثر... يؤلم روحها ببطئ مميت...
لا حظت كيف أمسك بالخاتم في يده الكبيرة.. وهو يجذب يدها نحوه... نظر لها بتملك.. بظلام وفخر.. عيناه غارقة في رغبة مظلمة... وخطيئة محرمة... لكنه همس لها بنبرة أوقفت العالم كله من حولها...
"Моя наречена не буде носити своє кільце самостійно ... Я тут, тому що ти моя .. тому що ти належиш мені ... Сьогодні ти носиш моє ім'я .. і завтра ти будеш носити мою дитину ... Я зроблю для тебе небо як пекло ... і гріх - це тобі задоволення ... Я зроблю тебе в захваті від моєї команди, поки ти кричиш В моє ім’я ... ти моя заборонена перлина ... і мій осквернений твір... "
" عروسي لن تلبس خاتمها بنفسها ... أنا هنا لأنك لي.. لأنك تنتمين لي... اليوم أنتي تحملين أسمي.. وغداً ستحملين طفلي... سأجعل الجنة لك جحيماً... والخطيئة لك متعة... سأجعلك تنتشين بأمري وانتي تصرخين بأسمي...أنتي لؤلؤتي المحرمة... وقطعتي المدنسة..."
جسدها ارتجف بالكامل خلف كلماته العميقة... لم تفهم منها شيئاً لكنه علمت أنه بدايتها... بداية عذابها معه.. بداية لكل أحزانها.. ونهاية طهارتها المسلوبة شعرت به يضع الخاتم في أصبعها بنفسه... ما لم تعرفه بيرلا ان الخاتم كان منقوشاً من الداخل بأسم غوست.. لا سيباستيان.. نعم هذا جنون.. الطقوس كلها كانت لباش... وغوست كان متزوجاً بالفعل... لكن ماذا تتوقع من ملك الخطيئة وسيد الجحيم... نعم هو ما لن يتوقعه عقلك أبداً..
حين ترك يدها.. عاد الكاهن ليكمل المراسم بآخر كلمة...
" والآن اعلنكما زوجاً وزوجة.. يمكنك تقبيل ال..."
توقفت كلماته في ثانيه ورأسه ينفجر أمام الجميع بطريقه مرعبة... حرك غوست رأسه بابتسامة واسعة نحو ممر الزفاف وهو ينظر نحو أليس التي كانت ترفع مسدسها على كتفها بأبتسامة فاخرة...
" أي خدمة أخي.."
نعم هذا فقط جعله يغمز لها بمتعة... أوه أحسنتي بيبي.. عملٌ ممتاز.. هل قلت من قبل أنها عائلة مختلة.. نعم كلهم مجانين بطريقتهم الخاصة... أعاد غوست انتباهه نحو بيرلا التي تكاد ان تفقد وعيها من الصدمة والألم.. الكل كان مصدوماً تقريباً.. ما عادا لوسيفر.. و بروس.. وباش الذي اعتاد على جنونهم بالطبع... لكن الجميع حرفيا كان في حالة صدمة ثلاثة الأبعاد ....
بعد دقائق بدأ الحفل.. والكل يرقص ويمرح.. وكأنهم نسوا ماحدث قبل دقائق.. شربوا ولعبوا بلا توقف ... باش كان ينظر نحو بيرلا وهي جالسة بتعب شديد... بالكاد تفتح عينيها..واللعنة الألم لا يهدأ أبداً.. بل يزداد سوءاً... والنزيف بدأ يندفع بقوة أكبر.. نعم ستموت قريباً بلا شك...
نظر غوست نحوها بأستمتاع.. وهو يشرب مع مجموعة من الملاعين.. بلا اي كتراث لهرائهم السخيف... وقف ليتجه نحو بيرلا بخطوات راقية متجاهلاً باش الذي كان ينظر له بحزن ... لم ينطق حتى.. فقط امسك يدها ساحباً اياها في رقصة كلاسيكية خفيفة... هي بالكاد كانت تقف... أرادت أن تعترض.. أن تموت وتنهي هذا العذاب.. لكنها فقط رمت حمل جسدها عليه تاركةً أياه يفعل ما يريد .. لم تعد تقوى على فتح عينيها بعد الآن... ظل يرقص بها لثواني حتى فقدت وعيها على صدره وكأنها جثة تفارق الحياة..
رفعها على ذراعية كطفلة صغيرة وهو يشير للوسيفر ان ينهي الزفاف في أسرع وقت.... حملها صاعداً بها إلى غرفته الخاصة... كانت غرفة مميزة ومختلفة عن تلك المرعبة... وضعها على السرير بهدوء وهو ينزع فستانها عنها بسرعة... نظر لجسدها بتفحص ليجد الدماء لا زالت تنزف ببطئ من بين فخذيها وتلك الجروح ظاهرة في كل أنش على بشرتها الشفافة... نهض ببرود هو يتوجه نحو خزانة الأدوات خاصته أخرج حقيبة كبيرة... بها أدوات طبية... نعم كان خبيراً في الجراحة ومسائل الطب.. تشريح الجثث ومعالجة الجروح وغيرها.. الدماء وما يتعلق بها هي متعته الخاصة... وضع الحقيبة على الطاولة الصغيرة بجانب السرير... اخذ بعض الحقن والقطن الأبيض ... وأدوات أخرى... جلس أمامها وهو يعالجها بكل احتراف... أوقف النزيف تماماً... واخذ ينظف جسدها بحرص شديد.. وكأنه يقوم بعملية جراحية في غاية الأهمية... أخذ كل وقته في العناية بها... فقط ظل ينظفها ويعتني بها حتى سمع صوت الباب يفتح بهدوء... ضم حاجبيه بأنزعاج وهو يسحب الغطاء بسرعة واضعاً أياه فوق جسدها العاري.. يغطيها به...
تقدمت أليس نحوه وهي تنظر له بقلق...
" غوست.. أنت بخير.. بدوت شاحباً ما الخطب؟!.."
لثواني طويلة لن يجبها... فقط حين ظنت أنه لن يفعل أبداً رفع عينيه نحوها قليلاً بنظرات حادة.. ونبرة مرعبة..
" من سمح لكِ بأعطائها ذلك المخدر اللعين ... إن كنتي تشفقين عليها فضعي شفقتك اللعينة في القمامة أليس.."
تباً أهذا جزاؤها أنها حاولت مساعدتها قليلاً ... لم تفهم سبب انزعاجه منها إلى تلك الدرجة... لكن مظهر بيرلا أخبرها تماما بما يقصده.. أوه.. هكذا إذاً... الأمر تضاعف.. هذا ما فعله المخدر... خفف ألمها قليلاً.. لكنه زاده أضعافاً بعد ذلك... لذا حالتها بهذا السوء... ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول أن تجد أي كلمات تخفف من خطأها نحوه...
" لم أعرف... خفت فقط أن تفقد وعيها أمام الجميع... أنا أعتذر أخي..."
ابعد غوست عينيه عنها بأنزعاج وهو يجيبها بأقتطاب...
" غادري.."
نعم لا فائدة... سيغضب منها لبضعة أيام.. وبعدها يفسد حياتها قليلاً.. وقد يكسر بعض عظامها ثم يسامحها مثل كل مرة... فقط لعنت نفسها داخلياً وهي تخرج من الغرفة تاركةً اياه مع لعبته الجديدة... لؤلؤته المحرمة...
*******
عودة للقبو..
نعم هذه كانت ليلة الزفاف اللعينة... الليلة التي بدأت رحلة عذابها.. كانت ألطف يوم قضته في ذاك القصر... نعم هذا كان أرحم شيء فعله بها غوست... أو لنقل دادي..
ابتسمت بيرلا للقمر وهي تختم ذكراها ببحة ذابلة...
" ظننت أنني لن أرى أسوء مما عشته تلك الليلة... لكنني كنت مخطئة... تلك كانت مجرد البدايه بالنسبة له... ااااه كان حقاً لطيفاً تلك الليلة.. فقط دعني أغلق عيني قليلاً.. هو سيعود بعد دقائق.. ليشعل فتيل احد السنة الجحيم تحت قدمي... أتعلم ماذا يقول لي في كل مرة.... أنتي كسيجارتي تماماً... أشعلها بلهيبي.. وأتذوقها بلذة... آخذ كل مافيها بداخلي... أتنفسها وأعيش بها لذة حرمتها... وفي النهاية تكون رماداً تحت قدمي...
تلك فقط عروس كانت ترقص على ألسنة الجحيم.. لتذوب بين حمم السموم.. بخطيئة مغرية.. وروح مدنسة... لكِ فقط.. يا لؤلؤتي المحرمة... "
To be continued❤️💋


كما قلت تلك كانت مجرد مقدمة للرواية
(بارت تعريفي) ... هذا هو ألطف جزء فيها انا لم أبدأ بعد ... والقادم أسوء بكثير... أتمنى أنه أعجبكم... هذه الرواية تختلف قليلاً عن رواياتي الأخرى بشيءٍ خاص جداً.. لن أحكي كثيراً عن غوست أو بيرلا والآخرين... لكن في كل حكاية لدي رسالة... بسمة.. وأمل أزرعه في قلوبكم... أتمنى انه قد نال رضاكم..
أحبكم..
Yophy ♥️
Коментарі