أَحَمَّرَ شِفَاهٌ
تقف أمام مرآتها تُعدل أحمر الشفاه خاصتها لونه مماثل للون ثوبها اللامع والذي استحوذ على مساحة صغيرة حولها فقد كان ذيله يصل إلى الأرضية التي تقف عليها، تنظر إلى خصلات شعرها البنية والتي اختلط بها بضع خصلات ذهبيه اللون.
تُمسك بعطرها الثمين مثل كل شيء من حولها، يتطاير رذاذة في الهواء مسبباً رائحة جذابة ستصاحبها اينما تذهب ليعلم الجميع انها مرت من ذلك المكان .. ماذا عن ثوبها أحمر اللون ذو الأكمام الطويلة لكن مع ذلك يكشف عنقها وكتفيها، ويُسلط الضوء على جمال ترقوتيها البارزتين.
يدخل هو الغرفة لتغزو رائحة عطره الرجولي المكان وكأنها في حرب مع رائحة عطرها، جسده ممشوق القوام ذو بنية جيدة خصلات شعر سوداء ممشطة بعينايه شديدة وزوج من الأعين الخضراء اللامعه التي تلفت الانتباه.
" ڤيلوت وردتي المزدهرة هل انتِ مستعدة ؟ "
اردف وهو يقف خلفها ينظر إلى انعكاسها في المرآة .. كم بدت جميلة في عيناه يشكر الرب داخله أنه منحه تلك الهدية الثمينة لا يدري ما الشيء الجيد الذي فعله في حياته كي يستحق امرأة مثل ڤيلوت.
" أجل لقد انتهيت بالمناسبة تبدو وسيماً كالمعتاد " غازلته لكن بطريقة مرحة فهي نوعاً ما تشمئز من الرومانسية الزائدة خاصة وإن كانت هي الفاعلة لكن إن كانت تلك الرومانسية الزائدة من طرف چاسبر فهي مرحب بها.
" السيارة في انتظارك بالأسفل " يقول لتبتسم وتومئ له وتتوجه نحو الخارج بعد أن سمح لها بالمرور اولاً كنوع من الذوق.
صوت حذاءها يكاد يهدم سقف المنزل من قوته، حذاء أسود اللون لامع نظيف تماماً ولما سيتسخ حذائها على اي حال فهي ستنتقل من المنزل الكبير خاصتها إلى سيارتها الفارهه اصدار هذا العام.
كم أن حياتها مثالية وماذا أفضل من شريك حياة عاشق قد يفعل المستحيل من أجلك؟ اوه أجل ولقد حظيتِ بجمال جذاب وذوق رفيع في اختيار الثياب .. ماذا عن الأموال وحياه الملوك، قد يتعدى هذا المعني الحرفي لكلمة ' مثالية '
داخل السيارة الفارهه تداعب نسمات الهواء الباردة نسبياً كتفها المكشوف وخصلات شعرها، تعلقت عيناها بالطريق مدينة الحب .. باريس الساحرة كم عشقت تلك المدينة التي قضت فيها طفولتها وشبابها وحتى تلك اللحظة التي استعلت فيها شرارة الحب الأولى كانت في باريس بالقرب من ذلك البرج الساحر .. برج ايڤل.
يتوقف السائق أمام أحدى المطاعم الفاخرة والذي تم حجزه لثلاثة أشهر قادمة فليس من السهل قضاء أمسيه في مثل ذلك المكان، هو مخصص للأثرياء الراقيين فكونك ثري دون رقي في التعامل يجعلك في القائمة السوداء للمطعم.
" تفضلي سيدتي " يقول موظف الأمن وهو يقوم بفتح الباب من أجلها، تسير إلى الداخل لافته أنظار الجميع فنجاحها الأخير لم يكن بالأمر الهين فهي صاحبه أشهر معرض في فرنسا بأكملها.. لوحات نادرة سواء إن كانت تخصها أو تخص أشهر الفنانين الكِبار.
يسير هو خلفها قبل أن يسير إلى جانبها ليُشبك يده اليسرى باليُمنى خاصتها.
" عيد زواج سعيد " صدرت هذه الجملة من چاكلين تلك الفتاة ذات البشرة السمراء وزوج من الأعين العسلية والتي قضت معها ڤيلوت العشرون سنه الماضية فهي صديقتها الصغرى منذ إن كانوا يقطنون في المكان ذاته فهم جيران.
اقتربت منها چاكلين لتعانقها وتبادلها ڤيلوت العناق وبينما كانت على وشك الإبتعاد لاحظت بطرف عيناها أن چاكلين تختلس النظر نحو چاسبر، ربما يخططون لمفاجأة سوياً.
حيت باقي الحضور من العائلة والأصدقاء المقربون، جلست إلى جانبه على الأريكة الناعمة تضع قدماً فوق الآخرى بثقة.. مزسيقى هادئة يتم عزفها بالكمان بالقرب منهم تمنح المستمع سلام نفسي وسعادة.
" كيف هو شعورك في عيد زواجكم الأول ؟ " سألت حبيبة أحدى أصدقاء چاسبر لتنظر هي نحو چاسبر تذوب داخل جنته الخضراء.. لنظرة عيناه تأثير ساحر وإن كانت تكره الإعتراف بذلك فابالرغم وقوعها في الحب هي مازلت تؤمن أن الحب يجعلنا ضعفاء لا أقوياء كما يظن أغلب البشر.
" كالجنة تماماً، اظن انه يجب عليكِ تجربة الأمر كي تفهمي شعوري " اوتش كان هذا قاسياً بعض الشيء فعند دون عمد لمحت ڤيلوت إلى كون آدم صديق زوجها على علاقة بتلك الفتاة منذ أربعة سنوات تقريباً ولم يأخذ أي خطوة جدية بعد.. لا تشعر هل تلوم نفسها على ذلك الموقف السخيف أم يجب على الفتاة تقدير صراحتها ونصحها الغير مباشر فإن كان آدم لا يرغب في التقدم في تلك العلاقة فمن الأفضل للفتاة أن تنفصل حتى وإن كان ذلك سيحرق قلبها الرقيق.
" وانتِ ماذا عنكِ چاكلين؟ أود حضور زواجكِ قبل أن يصبح لدينا أحفاد "
مجدداً ماذا ؟ كلمات آخرى تنساق من فمها لكنها واثقة هذه المرة أن ذلك لم يكن عن قصد فلقد تحمحمت بعدم راحة بعد أن لاحظت تورد وجنتي چاكلين، لكن چاكلين حولت الأمر إلى دعابة قائلة :
" أحفاد ؟ لم يمر على زواجكم سوى عام عزيزتي ڤيلوت كما انكِ ربما ستسمعين أخبار جيدة قريباً " اردفت چاكلين مع إبتسامة غير مفهومة.
" يقولون أن الحساء هنا لذيذ للغاية ما رأيك في تجربة الحساء الليلة حبيبي "
" بالطبع لما لا " أجاب مع ابتسامة بينما تعجب بعضهم من تغييرها للموضوع وكأنها تتجاهل چاكلين.
" هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟ "
يقول چاسبر بطريقة شاعرية وهو ينحني ويمد يده نحو ڤيلوت والتي آثارت إعجابها هذه الحركةلكنهالم تُبدِ رده فعل ظاهرة ، تمنحه يدها ليُقبلها ويداعب أنفه خاتم زواجهما ذو الألماس الخالص، على أنغام الموسيقى الهادئة تتحرك أجسامهم في تناغم .. تذوب هي في نظرات عيناه كما يحدث دائماً وينظر هو إلى حبيبته وكأنما اختفت نساء العالم اجمع فلم يبقى سوى هي في عيناه.
يجلس كلاهما بعد مدة ليست بطويلة، يقطع حديث الجميع طلب غريب صدر من چاكلين ..
" نظراً لكوني وحيدة هنا بدون شريك هل يمكنك أن ترقص معي چاسبر؟ " هل سألته للتو أن يرقص معها ؟ حمحم چاسبر بإحراج وهو يُعدل من ياقة قميصه ثم وجه نظره نحو ڤيلوت يريد أن يرى رد فعلها أو بمعنى آخر ينتظر إجابتها لكن هي لم يظهر عليها أي رد فعل.
" لا بأس في ذلك ما يهم هو أن تحافظِ على قدم زوجي فأنتِ أبشع شخص يرقص في المدينة بأكملها " قالت ليقهقه الحضور وتبتسم چاكلين.
" لا تقلقِ فقد تحسنت كثيراً لدرجة إبهارك " بنبرة لعوب تحدثت چاكلين لتبتسم لها ڤيلوت وهي تُردف
" فلتفعلِ "
" لما سمحتِ لها بالرقص مع زوجكِ يا منزوعة العقل ؟! " كان هذا صوت شقيقتها التي تصغرها بخمسة أعوام وتشبهها كثيراً عدا أنها تمتلك شعر أشقر ذهبي دون اللجوء إلى الصبغات الصناعية.
" أولاً أنا شقيقتكِ الكبرى لذا تحلي ببعض الأدب عندما تتحدين إلى ثم إلى ماذا تُلمحين ؟ "
" لا شيء .. واللعنه هناك امرأة آخرى ترقص مع زوجكِ !! "
" تلك المرأة هي صديقتي المقربة وزوجي ذلك أثق به ثقة عمياء، بغض النظر عن كل ذلك لكن چاسبر محاط بالعديد من الفتيات طوال الوقت ومع ذلك هو مخلصاً لي "
" لا أعلم من أين اتيتِ بهذه الثقة " سخرت جوانا
وهي تقلب عيناها.
" عندما تكبرين وتقعين في حب شخص جيد ويبادلك الشعور ذاته ستعلمين حينها من أين لي بهذه الثقة "
صمتت جوانا بعد تلك الجملة وقد ظنت چاكلين انها انتصرت عليها لكن في الواقع لم يكن عند جوانا طاقة للنقاش ففي نهاية الأمر لكل شخص تفكيره ورأيه الشخصي.
كانت تتابع ڤيلوت بعيناها چاسبر وچاكلين، وبدا على چاسبر الإستياء ربما الملل.. انتهت الرقصة سريعاً ليجلس هو مجدداً إلى جوارها وكانت چاكلين على الجلوس إلى جانبها لكن اقتربت جوانا نحو شقيقتها حتى تمنع چاكلين من الجلوس إلى جانبها.
" مرحباً.. أجل .. احضرها الآن "
" إلى من تتحدث ؟ "
" السائق عزيزتي لقد نسيت شيء ما في السيارة "
" تفضل سيدي " صدرت هذه الجملة من السائق الخاص بچاسبر وهو يُسلمه حقيبة قد كُتب عليها بخط واضح اسم واحد من أفخم محلات بيع المجهورات والذي يصنع قطعة لا مثيل لها .. بمعني آخر إن امتلكت سيدة واحدة من مجهوراته فلن تجد سيدة آخرى في العالم كله ترتدي مثلها.
" كل عام وانتِ معشوقتِ .. كل عام وأنتِ المرأة الأجمل في عيني ولا يوجد سواكِ " بنبرة حنون صدرت كلماتها لتخترق قلبها على الفور لا آذنها .. اغمضت عيناها لثوانٍ قبل أن تفتحهم وهي تبتسم ابتسامة واسعة ..
" اشكرك حبيبي .. انتَ الأفضل " قالت وهي تضمه قبل أن تأخذ الهدية لتفتحها، كان عقداً من الألماس ليس برفيع وليس بسميك أخذ شكل أفرع الشجر كانت تحفة فنية حقاً.. لمعت عيناها فور رؤيته وشكرته مجدداً بإمتنان بالإضافة إلى بعض عبارات الحب التي لا داعي لأن نذكرها.. لكن كل هذا كان غير مُلفت للإنتباه بل الأمر المُلفت هو نظرة الحسد القابعة في عين چاكلين والتي لاحظتها جوانا أو لنقول لا يراها أحد سوى جوانا فالجميع يرى چاكلين على انها فتاة طيبة وصالحة كما انها تحب صديقتها للغاية فهم كروحين في زجاجة كما يقولون.
" لنلتقط بعض الصور لتخليد اليوم " صدرت هذه الكلمة من جوانا وكان غرضها هو أن يغادر الجميع مقعدة حتى إذا جلسوا مجدداً تغير ترتيب جلوسهم فهي لا تُريد من چاكلين أن تجلس إلى جوار ڤيلوت ولا چاسبر.
" چاكلين هل يمكنكِ إلتقاط صورة لنا؟ "
" بالطبع " اردفت چاكلين وهي تأخذ الهاتف من يد ڤيلوت التي وقفت وهي تضم زوجها وتبتسم ابتسامة واسعة.
" ما هذا چاكي؟ "
" ماذا؟ "
" ذلك السوار الذي في يدكِ ذوقه رفيع للغاية ويبدو باهظ الثمن لو لم اعلم انه لكِ لظننته من الألماس الحقيقي." ضحك ثلاثتهما بينما وقفت جوانا تراقبهم في صمت
" جوانا هل يمكنكِ إلتقاط صورة لثلاثتنا؟ "
" بالطبع لما لا " قالت بتملل.
وقف ثلاثتهما للإلتقاط الصورة وقفت ڤيلوت في المنتصف وچاسبر على يمينها ظنت أن چاكلين ستقف إلى جانبها لكن على العكس تماماً وقفت إلى جانب چاسبر.. شعرت ڤيلوت بأن الأمر مريب قليلاً نظرت نحو جوانا لتبادلها نفس نظرات الشك.
بعد أن تم إلتقاط الصور وعاد الجميع إلى مقعده صدر صوت رنين من هاتفها يدل على وصول إشعار جديد .. كانت رسالة من محل المجوهرات ذاته الذي قام چاسبر بشراء هديتها منه .. فقبل بضعة أيام وصلت لڤيلوت رسالة من أحدى البنوك أنه تم دفع مبلغ كبير للغاية من الحساب المشترك الخاص بها وچاسبر لشراء قطعة مجهورات من ذلك المكان شعرت بالقلق وقتها لكن الآن قد وضح السبب لذلك لا داعي للنظر إلى تلك الرسالة.
" بالمناسبة ڤيلوت صديقتكِ هذه لطيفة للغاية " صدرت هذه الجملة من واحدة من أقرباء چاسبر.
" اشكركِ إنها الأقرب بالنسبة لي "
" هل كانت رفيقتكِ في المدرسة أم الجامعة؟ "
" في الواقع نحن جيران " أجابت ڤيلوت وهي تنظر نحو چاكلين وتبتسم بينما نظرت نحوهم جوانا بسخرية وهي تقول :
" أجل نحن جيران فمنزلهم قريب للغاية من منزلنا حتى كأنهما متلاصقين "
" يبدو ذلك لطيفاً " قالت بنبرة مرحه فهي لم تفهم السخرية في نبرة جوانا .. هل ذكرت سابقاً انهم جيران؟ أجل ولكن ليس بالمعنى الحرفي.
" ڤيلوت أريد التحدث إليكِ لدقيقة " تفوهت بها جوانا وهي تسحب ڤيلوت بعيداً عنهم.
" ماذا؟ "
" هلا توقفتِ عن الكذب قليلاً "
" ماذا؟ أنا لا اكذب !.. "
" توقفِ عن تجميل حقيقة چاكلين هي ليست صديقتنا.. هي ليست جارتنا .. هي ابنة المربية خاصتنا !! "
" جوانا ! انتِ تعلمين اننا نعاملها كصديقة وأخت منذ أن كنا صغار هكذا ربتنا أمي "
" صديقة؟ أخت؟ .. أولاً هذه لا تليق أن تكون جزء من عائلتنا أو دائرة معارفنا حتى .. "
" توقفِ عن التحدث بذلك الغرور جوانا "
" دعكِ من الغرور والمستوى الإجتماعي .. أي صديقة هذه التي تود أن تسرق زوج صديقتها !! "
" جوانا لا سرقة هنا انه فقط وهم في رأسك كما أن چاسبر انسان عاقل ليس جماد كي يُسرق " قلبت جوانا عيناها قبل أن تقول بنفاذ صبر :
" العلمات كلها ظاهرة أنتِ فقط عمياء او تدعين العمى كي لا تُفسدي كوكب الزمردة الوردي الذي تعيشين فيه " كانت هذه كلمات جوانا الأخيرة قبل أن ترحل لتجلس إلى مقعدها تاركة ڤيلوت تغوص في أفكارها وشكوكها .. توجهت نحو دورة المياة كي تغسل وجهها بالماء البارد علها تهدأ قليلاً ..
عاد الفضول مجدداً يطرق بالها، قامت بفتح هاتفها وبحثت عن تلك الرسالة التي ارسلها محل المجوهرات .. توقعت أن ترى في الصورة ذلك العقد الذي اهداها اياه لكن ليس كل ما نتوقعه صحيح فعلى عكس ذلك تماماً وجدت صورة لسوار ألماسي اتخذ شكل عدة قلوب صغيرة لامعه لقد بدا مألوفاً .. مألوفاً لدرجة أنها قد رأته اليوم في حول معصم چاكلين..
شعرت بالدم يتدفق بقوة نحو رأسها .. مشاعر مختلطة اجتاحت صدرها كادت أن تخنقها، واسوءهم كان الخزلان .. آه وألف آه من الخذلان صديقة عمرها التي عاملتها كشقيقة ولم تبخل عليها يوماً بشيء امتلكته .. أما چاسبر الذي دامت علاقة الحب بينهم ما يقرب من الخمسة سنوات وانتهت بالزواج ..
لقد كانت ساذجة كما أخبرتها شقيقتها .. لقد كانت جوانا مُحقة في كل شيء قالته فمنذ مدة بدت علاقة چاسبر وچاكلين غريبة فكلاهما كان لا يطيق الآخر، كانت چالكين دوما تنصحها بالابتعاد عن چاسبر وتخبرها أنه لعوب وليس الرجل المناسب لها لكن في الواقع كانت تحاول سلبه منها ..
يدور المكان بها، يؤلمها قلبها وكأنها طُعنت بألف خنجر.. لا تدري ماذا تفعل أو ماذا تقول.. ربما يكون هذا كابوس وستستيقظ منه قريباً، انهمرت دموعها بكثرة وكأنها نهراً في وقت فيضان.. هل كانت عمياء تلك المدة أم أن نقاء قلبها جعلها تظن أن الجميع مثلها، أجل هي ليست خالية من العيوب وليست ملاكاً لكنها ليست خائنة.. لم تتطلع يوماً إلى ما يملكه غيرها..
اخترق سمعها صوت طرق على باب الحمام ليُخرجها من غرقها في صدمتها وأحزانها...
" ڤيلوت هل انتِ بخير؟ " هي تعلم نبرة المتحدثة جيداً كيف لتلك الوقحة أن تأتي إلى هنا وتسألها بكل تبلد هل كانت بخير أم لا.
لم تُجيب بل بللت وجهها قليلاً بالماء البارد وأخذت منديلاً ورقياً لتُعيد ضبط ما فسد من مساحيق التجميل التي زينت وجهها، فتحت الباب بابتسامة واجهت بها وجه چاكلين قبل أن تدفعها بخفه وترحل.
" حبيبتي لما تأخرتِ لقد قلقتُ عليكِ "
" أنا بخير عزيزي لا داعي للقلق " قالت بإبتسامة وهي تجلس إلى جانبه.
" لقد كنت في انتظارك حتى يُحضروا الكعك لكي نقطعه سوياً "
" حسناً لنفعل الآن " أشار هو للنادل والذي احضر الكعك والذي كان في منتصفه صورة لهم يوم زفافهم والسعادة تكاد تقفز إلى خارج عيناهم من الصورة.
" إنها رائعة بحق !! " ابدت دهشتها ليُقبل يدها بلطف.
" أي شيء من أجل حبيبتي "
" لنقطعها " اردفت لتقوم جوانا على الفور وتقف أمامها لتلتقط بعض الصور التي ابتسامتهم، حياهم الجميع مجدداً ثم أتى النادل ليقوم بتقطيع الكعك وتوزيعه.
" أتعلمين ڤي كل يوم اقضيه بجانبكِ هو نعيم "
" كم هذا لطيف ادعو من داخلي أن تبتعد عنكم الشياطين حتى يكتمل ذلك النعيم " كانت هذه العبارة صادرة من جوانا لتنظر نحوها ڤيلوت بإبتسامة قبل أن تقول
" أنا ايضاً اتمنى ذلك لكنِ على ثقة تامة أنني وچاسبر يمكننا التصدي لأي شخص وأي شيء يقف في طريقنا أليس كذلك چاس ؟ "
" بالطبع حبيبتي بالطبع "
" چاسبر .. "
" هممم " همهم منتظراً منها أن تُكمل حديثها قبل أن تنهض من مكانها وتقف لتواجه الجميع..
" أود الحصول على الطلاق " اردفت بثبات شديد لتصدر شهقه من الجميع ويلتفت زبائن المطعم نحوهم.
" ماذا ؟" سأل چاسبر بنصف ابتسامة ظناً منه أنها تمزح
" مضحك للغاية سيدة ڤيلوت "
" هل ابدو لكَ كشخص يمزح؟ " سألت بوجه جامد بينما وضعت جوانا يدها على فمها بصدمة فمنذ دقائق كانت تدافع شقيقتها عن حبها وزوجها بكل قوتهل فماذا حدث الآن؟..
" ڤيلوت لقد بدأ الأمر يُصبح سخيفاً " تفوه به چاسبر واعتلت ملامح القلق وجهه.
" ڤيلوت هل فقدتِ عقلكِ؟ " صدر هذا السؤال من آخر شخص ستُحب ڤيلوت أن يتحدث.. چاكلين.
" أجل فقدته أيتها الخائنة " لحظة واحدة لم يستوعب أحد ما يحدث حتى دوى في المكان صوت الصفعة التي استقبلتها وجنة چاكلين لتتعالى همسات الجميع وشهقاتهم مجدداً لقد فُضحوا ..
" أجل خائنة لكن في نهاية المطاف هو يُحب تلك الخائنة لا انتِ !! " قالت چاكلين لم تلتفت هي إليها بل نظرت إلى چاسبر الواقف كالجماد
" ألا تُحبني حقاً يا چاسبر؟ هل هذه هي الحقيقة التي لم استطع رؤيتها؟ .. "
" ڤيلوت من فضلك من فضلك اهدئ لا تدعي هذه الأوهام تتمكن منكِ، إنها كاذبة لا تصدقيها.." تكلم وهو يُمسك يدها يحاول جعلها تهدأ لتصفع يده وتبتعد عنه وتُكمل حديثها :
" لقد كانت أوهام بالفعل چاسبر لكن ليست شكوكِ بل مشاعرك.. أحلامنا .. ماذا عن ماضينا هل كان كل ذلك كذب ايضاً ؟ "
" حبيبتي لا "
" اصمت لا تنطق تلك الكلمة على شفتاك !! " صمت كلاهما قبل أن تستكمل هي ودموعها تُغرق وجنتيها ..
" لقد عاهدتني چاسبر لقد عاهدتني أن تحافظ على قلبي، أن تكون سنداً لي، أن تُنفذ كل الوعود التي قولتها سابقاً لكنكَ لست سوى خائن حقير ! "
" أنا مازلت محافظاً على وعدي صدقيني " اردف بنبرة مُترجية وهو ينظر إلى داخل عيناها.
" تنظر إلى عيني مباشرة وتستمر في الكذب !! "
" اتعلم ما يؤلمني حقاً هو أنني وقفت أمام والداي وشقيقتي من أجلك لقد صدقت في ذلك الشاب الطموح الذي أذاب قلبي عشقاً لكن ماذا فعلت أنتَ في المقابل؟ لقد أحرقت كل الذي كان بيننا وذهبت إليها.. "
" هل كنتِ تظنين حقاً انكِ ستحظين بكل شيء ؟! يالكِ من مُغفلة! " صدرت هذه الكلمات من چاكلين التي تقف في أحد الأركان.
" لقد تقاسمت معكِ ما يمكنني تقاسمه چاكلين لكن يبدو أنكِ لم تكتفي مطلقاً .. لقد ظننت أنني حظيت بصديقة حقيقة بعد أن غادر الجميع .. لقد كنت انتظر العودة إلى المنزل كل يوم كي أسرد لكِ ما حدث لقد كنتِ صديقتي المُقربة چاكلين لقد كنا روحاً واحدة .. لكن يبدو انكِ لم تشعري بذلك قط .. ويبدو أنني الساذجة التي تمنح مشاعرها للجميع وفي النهاية تدعسونها انتم وترحلون .. "
" أجل انتِ ساذجة وأنا من ربح في النهاية "
" بالطبع ربحتي فقد استطاع شرائكِ بذلك السوار الألماسي فهذه هي قيمتكِ "
" هذا ما يحدث عندما نعطي قيمة للحثالة " صدرت هذه الجملة من جوانا الغاضبة لتنظر نحوها چاكلين بنبرة حارقة.
" لا تأخذِ الكلام بشكل شخصي چاكلين فتلك الجملة تعود على هذا ايضاً " اردفت وهي تشير إلى چاسبر بإحتكار.
" اتذكر چاسبر حينما ألتقينا في ذلك الحفل وقد رقصنا رقصتنا الأولى سوياً؟ هل نسيت موعدنا الأول في فصل الخريف؟ ماذا عن صورتنا الأولى بالقرب من برج إيڤل حينما كانت تُمطر .. هل نسيت فلتحترق المشاعر اذاً، اخبرني الآن هل نسيت عندما لم تملك سوى شركة صغيرة ومعاً استطعنا جعلها عالمية.. "
" توقفِ عن لعب دور الضحية وتوقفِ عن التحدث بنبرات الذل هذه ڤيلوت!! لقد نمت شركته بمجهوده أم نسيتِ ؟! "
" اصمتِ انتِ " انفعل چاسبر وهو ينظر إلى چاكلين قبل أن يحول نظره نحو ڤيلوت.. اغرورقت عيناه بالدموع وتحدث بنبرة مهزوزة قائلاً :
" سامحيني ڤيلوت أقسم أن هذا لن يحدث مجدداً.. " بنبرة ترجي تفوه بكلماته والندم يحرقه لكن الوقت قد تأخر قليلاً على ذلك .. اقترب منها قليلاً ليُمسك يدها.
" ابتعد عني .. ابتعد " صرخت بطريقة هيستيرية
" ڤيلوت .. ڤيلوت اهدئ .. " قالت جوانا وهي تقترب منها وتضمها.
" أنتَ خائن ... جميعكم خائنين " كادت أحبال صوتها تنقطع من كثرة الصراخ بينما حاول كلاً من جوانا وچاسبر السيطرة على الوضع وجعلها تهدأ قليلاً لكن في النهاية خارت قواها ولم تعد ترى المكان حولها بصورة ثابته .. ثم ظلام تامس..
" منذ متى وهي توقفت عن أخذ الجرعات المحددة من دوائها؟ "
" منذ ثلاثة أسابيع تقريباً " كان يدور ذلك الحوار من حولها فصوتهم يتخلل إلى داخل مسامعها كحلم .. لا تقوى على فتح عيناها .. لكن بعد مده قصيرة استطعات فعل ذلك بصعوبة .. رمشت مرتين بقوة نظراً لعدم اعتيادها على الضوء بعد ..
" أي دواء أين أنا ؟ "
" حبيبتي أهدئ من فضلك .. لقد عادت النوبات مجدداً عندما توقفتِ عن تناول الأدوية " اردف چاسبر بعد أن ضمها سريعاً ثم ابتعد بينما وقفت چاكلين إلى جانبه واستطاعت رؤية جوانا من الخارج تنظر نحوها من خلال الشرفة وتبكي.
" عن أي نوبات تتحدث؟ "
" الهلاوس والأوهام ڤيلوت .. " تفوهت بها چاكلين ليوجه لها چاسبر نبرة حارقة ..
" لا لا .. هذا غير حقيقي انتم تريدون إفقادِ عقلي .. كل ما حدث كان حقيقي.. "
" ڤيلوت اهدئ انتِ لا تدرين كيف تصرفتِ اليوم "
" اصمتِ أيتها الخائنة اللعينة، لا تصدقهم حضرة الطبيب انهم كاذبون ... " صرخت وهي تتحدث بينما نظروا نحوها بشفقة عدا چاسبر الذي امتلئت عيناه بالحزن ليُقبل يدها
" ڤيلوت .. ڤي .. انصتِ إلى انتِ ستصبحين بخير وسنغادر هذا المكان.. "
" چاسبر لا اخرجني من هنا .. ساعديني جوانا .. "
" حبيبتي أقسم لكِ سنفعل حينما تتحسن حالتكِ "
" چاسبر لا تفعل هذا بي .. "
سكنت قليلاً لكن دموعها استمرت في الإنهمار ربما شعرت انهم محقون ربما هي مريضة .. كادت أن تصدق لثوانٍ لكن رؤية ذلك السوار اللامع حول معصم چاكلين وتلك الإبتسامة الجانبيه التي نمت على وجهها وهي في طريقها إلى خارج الغرفة جعلتها واثقة بأنها ليست مريضة...
تَمَّتْ
_____________________________
طيب ده كان أول ون شوت ليا فإعذروني لو مكنش بيرفكت ❤ حابه اسمع رأيكوا ولو حد عنده تعديل ❤
ان شاء الله احتمال اعمل بارت كده نتناقش فيه سوا ولو حد عنده اسئلة هجاوب عليها ❤❤
اكرر التجربة تاني ولا ايه ؟ 😂😂❤
تُمسك بعطرها الثمين مثل كل شيء من حولها، يتطاير رذاذة في الهواء مسبباً رائحة جذابة ستصاحبها اينما تذهب ليعلم الجميع انها مرت من ذلك المكان .. ماذا عن ثوبها أحمر اللون ذو الأكمام الطويلة لكن مع ذلك يكشف عنقها وكتفيها، ويُسلط الضوء على جمال ترقوتيها البارزتين.
يدخل هو الغرفة لتغزو رائحة عطره الرجولي المكان وكأنها في حرب مع رائحة عطرها، جسده ممشوق القوام ذو بنية جيدة خصلات شعر سوداء ممشطة بعينايه شديدة وزوج من الأعين الخضراء اللامعه التي تلفت الانتباه.
" ڤيلوت وردتي المزدهرة هل انتِ مستعدة ؟ "
اردف وهو يقف خلفها ينظر إلى انعكاسها في المرآة .. كم بدت جميلة في عيناه يشكر الرب داخله أنه منحه تلك الهدية الثمينة لا يدري ما الشيء الجيد الذي فعله في حياته كي يستحق امرأة مثل ڤيلوت.
" أجل لقد انتهيت بالمناسبة تبدو وسيماً كالمعتاد " غازلته لكن بطريقة مرحة فهي نوعاً ما تشمئز من الرومانسية الزائدة خاصة وإن كانت هي الفاعلة لكن إن كانت تلك الرومانسية الزائدة من طرف چاسبر فهي مرحب بها.
" السيارة في انتظارك بالأسفل " يقول لتبتسم وتومئ له وتتوجه نحو الخارج بعد أن سمح لها بالمرور اولاً كنوع من الذوق.
صوت حذاءها يكاد يهدم سقف المنزل من قوته، حذاء أسود اللون لامع نظيف تماماً ولما سيتسخ حذائها على اي حال فهي ستنتقل من المنزل الكبير خاصتها إلى سيارتها الفارهه اصدار هذا العام.
كم أن حياتها مثالية وماذا أفضل من شريك حياة عاشق قد يفعل المستحيل من أجلك؟ اوه أجل ولقد حظيتِ بجمال جذاب وذوق رفيع في اختيار الثياب .. ماذا عن الأموال وحياه الملوك، قد يتعدى هذا المعني الحرفي لكلمة ' مثالية '
داخل السيارة الفارهه تداعب نسمات الهواء الباردة نسبياً كتفها المكشوف وخصلات شعرها، تعلقت عيناها بالطريق مدينة الحب .. باريس الساحرة كم عشقت تلك المدينة التي قضت فيها طفولتها وشبابها وحتى تلك اللحظة التي استعلت فيها شرارة الحب الأولى كانت في باريس بالقرب من ذلك البرج الساحر .. برج ايڤل.
يتوقف السائق أمام أحدى المطاعم الفاخرة والذي تم حجزه لثلاثة أشهر قادمة فليس من السهل قضاء أمسيه في مثل ذلك المكان، هو مخصص للأثرياء الراقيين فكونك ثري دون رقي في التعامل يجعلك في القائمة السوداء للمطعم.
" تفضلي سيدتي " يقول موظف الأمن وهو يقوم بفتح الباب من أجلها، تسير إلى الداخل لافته أنظار الجميع فنجاحها الأخير لم يكن بالأمر الهين فهي صاحبه أشهر معرض في فرنسا بأكملها.. لوحات نادرة سواء إن كانت تخصها أو تخص أشهر الفنانين الكِبار.
يسير هو خلفها قبل أن يسير إلى جانبها ليُشبك يده اليسرى باليُمنى خاصتها.
" عيد زواج سعيد " صدرت هذه الجملة من چاكلين تلك الفتاة ذات البشرة السمراء وزوج من الأعين العسلية والتي قضت معها ڤيلوت العشرون سنه الماضية فهي صديقتها الصغرى منذ إن كانوا يقطنون في المكان ذاته فهم جيران.
اقتربت منها چاكلين لتعانقها وتبادلها ڤيلوت العناق وبينما كانت على وشك الإبتعاد لاحظت بطرف عيناها أن چاكلين تختلس النظر نحو چاسبر، ربما يخططون لمفاجأة سوياً.
حيت باقي الحضور من العائلة والأصدقاء المقربون، جلست إلى جانبه على الأريكة الناعمة تضع قدماً فوق الآخرى بثقة.. مزسيقى هادئة يتم عزفها بالكمان بالقرب منهم تمنح المستمع سلام نفسي وسعادة.
" كيف هو شعورك في عيد زواجكم الأول ؟ " سألت حبيبة أحدى أصدقاء چاسبر لتنظر هي نحو چاسبر تذوب داخل جنته الخضراء.. لنظرة عيناه تأثير ساحر وإن كانت تكره الإعتراف بذلك فابالرغم وقوعها في الحب هي مازلت تؤمن أن الحب يجعلنا ضعفاء لا أقوياء كما يظن أغلب البشر.
" كالجنة تماماً، اظن انه يجب عليكِ تجربة الأمر كي تفهمي شعوري " اوتش كان هذا قاسياً بعض الشيء فعند دون عمد لمحت ڤيلوت إلى كون آدم صديق زوجها على علاقة بتلك الفتاة منذ أربعة سنوات تقريباً ولم يأخذ أي خطوة جدية بعد.. لا تشعر هل تلوم نفسها على ذلك الموقف السخيف أم يجب على الفتاة تقدير صراحتها ونصحها الغير مباشر فإن كان آدم لا يرغب في التقدم في تلك العلاقة فمن الأفضل للفتاة أن تنفصل حتى وإن كان ذلك سيحرق قلبها الرقيق.
" وانتِ ماذا عنكِ چاكلين؟ أود حضور زواجكِ قبل أن يصبح لدينا أحفاد "
مجدداً ماذا ؟ كلمات آخرى تنساق من فمها لكنها واثقة هذه المرة أن ذلك لم يكن عن قصد فلقد تحمحمت بعدم راحة بعد أن لاحظت تورد وجنتي چاكلين، لكن چاكلين حولت الأمر إلى دعابة قائلة :
" أحفاد ؟ لم يمر على زواجكم سوى عام عزيزتي ڤيلوت كما انكِ ربما ستسمعين أخبار جيدة قريباً " اردفت چاكلين مع إبتسامة غير مفهومة.
" يقولون أن الحساء هنا لذيذ للغاية ما رأيك في تجربة الحساء الليلة حبيبي "
" بالطبع لما لا " أجاب مع ابتسامة بينما تعجب بعضهم من تغييرها للموضوع وكأنها تتجاهل چاكلين.
" هل تسمحين لي بهذه الرقصة ؟ "
يقول چاسبر بطريقة شاعرية وهو ينحني ويمد يده نحو ڤيلوت والتي آثارت إعجابها هذه الحركةلكنهالم تُبدِ رده فعل ظاهرة ، تمنحه يدها ليُقبلها ويداعب أنفه خاتم زواجهما ذو الألماس الخالص، على أنغام الموسيقى الهادئة تتحرك أجسامهم في تناغم .. تذوب هي في نظرات عيناه كما يحدث دائماً وينظر هو إلى حبيبته وكأنما اختفت نساء العالم اجمع فلم يبقى سوى هي في عيناه.
يجلس كلاهما بعد مدة ليست بطويلة، يقطع حديث الجميع طلب غريب صدر من چاكلين ..
" نظراً لكوني وحيدة هنا بدون شريك هل يمكنك أن ترقص معي چاسبر؟ " هل سألته للتو أن يرقص معها ؟ حمحم چاسبر بإحراج وهو يُعدل من ياقة قميصه ثم وجه نظره نحو ڤيلوت يريد أن يرى رد فعلها أو بمعنى آخر ينتظر إجابتها لكن هي لم يظهر عليها أي رد فعل.
" لا بأس في ذلك ما يهم هو أن تحافظِ على قدم زوجي فأنتِ أبشع شخص يرقص في المدينة بأكملها " قالت ليقهقه الحضور وتبتسم چاكلين.
" لا تقلقِ فقد تحسنت كثيراً لدرجة إبهارك " بنبرة لعوب تحدثت چاكلين لتبتسم لها ڤيلوت وهي تُردف
" فلتفعلِ "
" لما سمحتِ لها بالرقص مع زوجكِ يا منزوعة العقل ؟! " كان هذا صوت شقيقتها التي تصغرها بخمسة أعوام وتشبهها كثيراً عدا أنها تمتلك شعر أشقر ذهبي دون اللجوء إلى الصبغات الصناعية.
" أولاً أنا شقيقتكِ الكبرى لذا تحلي ببعض الأدب عندما تتحدين إلى ثم إلى ماذا تُلمحين ؟ "
" لا شيء .. واللعنه هناك امرأة آخرى ترقص مع زوجكِ !! "
" تلك المرأة هي صديقتي المقربة وزوجي ذلك أثق به ثقة عمياء، بغض النظر عن كل ذلك لكن چاسبر محاط بالعديد من الفتيات طوال الوقت ومع ذلك هو مخلصاً لي "
" لا أعلم من أين اتيتِ بهذه الثقة " سخرت جوانا
وهي تقلب عيناها.
" عندما تكبرين وتقعين في حب شخص جيد ويبادلك الشعور ذاته ستعلمين حينها من أين لي بهذه الثقة "
صمتت جوانا بعد تلك الجملة وقد ظنت چاكلين انها انتصرت عليها لكن في الواقع لم يكن عند جوانا طاقة للنقاش ففي نهاية الأمر لكل شخص تفكيره ورأيه الشخصي.
كانت تتابع ڤيلوت بعيناها چاسبر وچاكلين، وبدا على چاسبر الإستياء ربما الملل.. انتهت الرقصة سريعاً ليجلس هو مجدداً إلى جوارها وكانت چاكلين على الجلوس إلى جانبها لكن اقتربت جوانا نحو شقيقتها حتى تمنع چاكلين من الجلوس إلى جانبها.
" مرحباً.. أجل .. احضرها الآن "
" إلى من تتحدث ؟ "
" السائق عزيزتي لقد نسيت شيء ما في السيارة "
" تفضل سيدي " صدرت هذه الجملة من السائق الخاص بچاسبر وهو يُسلمه حقيبة قد كُتب عليها بخط واضح اسم واحد من أفخم محلات بيع المجهورات والذي يصنع قطعة لا مثيل لها .. بمعني آخر إن امتلكت سيدة واحدة من مجهوراته فلن تجد سيدة آخرى في العالم كله ترتدي مثلها.
" كل عام وانتِ معشوقتِ .. كل عام وأنتِ المرأة الأجمل في عيني ولا يوجد سواكِ " بنبرة حنون صدرت كلماتها لتخترق قلبها على الفور لا آذنها .. اغمضت عيناها لثوانٍ قبل أن تفتحهم وهي تبتسم ابتسامة واسعة ..
" اشكرك حبيبي .. انتَ الأفضل " قالت وهي تضمه قبل أن تأخذ الهدية لتفتحها، كان عقداً من الألماس ليس برفيع وليس بسميك أخذ شكل أفرع الشجر كانت تحفة فنية حقاً.. لمعت عيناها فور رؤيته وشكرته مجدداً بإمتنان بالإضافة إلى بعض عبارات الحب التي لا داعي لأن نذكرها.. لكن كل هذا كان غير مُلفت للإنتباه بل الأمر المُلفت هو نظرة الحسد القابعة في عين چاكلين والتي لاحظتها جوانا أو لنقول لا يراها أحد سوى جوانا فالجميع يرى چاكلين على انها فتاة طيبة وصالحة كما انها تحب صديقتها للغاية فهم كروحين في زجاجة كما يقولون.
" لنلتقط بعض الصور لتخليد اليوم " صدرت هذه الكلمة من جوانا وكان غرضها هو أن يغادر الجميع مقعدة حتى إذا جلسوا مجدداً تغير ترتيب جلوسهم فهي لا تُريد من چاكلين أن تجلس إلى جوار ڤيلوت ولا چاسبر.
" چاكلين هل يمكنكِ إلتقاط صورة لنا؟ "
" بالطبع " اردفت چاكلين وهي تأخذ الهاتف من يد ڤيلوت التي وقفت وهي تضم زوجها وتبتسم ابتسامة واسعة.
" ما هذا چاكي؟ "
" ماذا؟ "
" ذلك السوار الذي في يدكِ ذوقه رفيع للغاية ويبدو باهظ الثمن لو لم اعلم انه لكِ لظننته من الألماس الحقيقي." ضحك ثلاثتهما بينما وقفت جوانا تراقبهم في صمت
" جوانا هل يمكنكِ إلتقاط صورة لثلاثتنا؟ "
" بالطبع لما لا " قالت بتملل.
وقف ثلاثتهما للإلتقاط الصورة وقفت ڤيلوت في المنتصف وچاسبر على يمينها ظنت أن چاكلين ستقف إلى جانبها لكن على العكس تماماً وقفت إلى جانب چاسبر.. شعرت ڤيلوت بأن الأمر مريب قليلاً نظرت نحو جوانا لتبادلها نفس نظرات الشك.
بعد أن تم إلتقاط الصور وعاد الجميع إلى مقعده صدر صوت رنين من هاتفها يدل على وصول إشعار جديد .. كانت رسالة من محل المجوهرات ذاته الذي قام چاسبر بشراء هديتها منه .. فقبل بضعة أيام وصلت لڤيلوت رسالة من أحدى البنوك أنه تم دفع مبلغ كبير للغاية من الحساب المشترك الخاص بها وچاسبر لشراء قطعة مجهورات من ذلك المكان شعرت بالقلق وقتها لكن الآن قد وضح السبب لذلك لا داعي للنظر إلى تلك الرسالة.
" بالمناسبة ڤيلوت صديقتكِ هذه لطيفة للغاية " صدرت هذه الجملة من واحدة من أقرباء چاسبر.
" اشكركِ إنها الأقرب بالنسبة لي "
" هل كانت رفيقتكِ في المدرسة أم الجامعة؟ "
" في الواقع نحن جيران " أجابت ڤيلوت وهي تنظر نحو چاكلين وتبتسم بينما نظرت نحوهم جوانا بسخرية وهي تقول :
" أجل نحن جيران فمنزلهم قريب للغاية من منزلنا حتى كأنهما متلاصقين "
" يبدو ذلك لطيفاً " قالت بنبرة مرحه فهي لم تفهم السخرية في نبرة جوانا .. هل ذكرت سابقاً انهم جيران؟ أجل ولكن ليس بالمعنى الحرفي.
" ڤيلوت أريد التحدث إليكِ لدقيقة " تفوهت بها جوانا وهي تسحب ڤيلوت بعيداً عنهم.
" ماذا؟ "
" هلا توقفتِ عن الكذب قليلاً "
" ماذا؟ أنا لا اكذب !.. "
" توقفِ عن تجميل حقيقة چاكلين هي ليست صديقتنا.. هي ليست جارتنا .. هي ابنة المربية خاصتنا !! "
" جوانا ! انتِ تعلمين اننا نعاملها كصديقة وأخت منذ أن كنا صغار هكذا ربتنا أمي "
" صديقة؟ أخت؟ .. أولاً هذه لا تليق أن تكون جزء من عائلتنا أو دائرة معارفنا حتى .. "
" توقفِ عن التحدث بذلك الغرور جوانا "
" دعكِ من الغرور والمستوى الإجتماعي .. أي صديقة هذه التي تود أن تسرق زوج صديقتها !! "
" جوانا لا سرقة هنا انه فقط وهم في رأسك كما أن چاسبر انسان عاقل ليس جماد كي يُسرق " قلبت جوانا عيناها قبل أن تقول بنفاذ صبر :
" العلمات كلها ظاهرة أنتِ فقط عمياء او تدعين العمى كي لا تُفسدي كوكب الزمردة الوردي الذي تعيشين فيه " كانت هذه كلمات جوانا الأخيرة قبل أن ترحل لتجلس إلى مقعدها تاركة ڤيلوت تغوص في أفكارها وشكوكها .. توجهت نحو دورة المياة كي تغسل وجهها بالماء البارد علها تهدأ قليلاً ..
عاد الفضول مجدداً يطرق بالها، قامت بفتح هاتفها وبحثت عن تلك الرسالة التي ارسلها محل المجوهرات .. توقعت أن ترى في الصورة ذلك العقد الذي اهداها اياه لكن ليس كل ما نتوقعه صحيح فعلى عكس ذلك تماماً وجدت صورة لسوار ألماسي اتخذ شكل عدة قلوب صغيرة لامعه لقد بدا مألوفاً .. مألوفاً لدرجة أنها قد رأته اليوم في حول معصم چاكلين..
شعرت بالدم يتدفق بقوة نحو رأسها .. مشاعر مختلطة اجتاحت صدرها كادت أن تخنقها، واسوءهم كان الخزلان .. آه وألف آه من الخذلان صديقة عمرها التي عاملتها كشقيقة ولم تبخل عليها يوماً بشيء امتلكته .. أما چاسبر الذي دامت علاقة الحب بينهم ما يقرب من الخمسة سنوات وانتهت بالزواج ..
لقد كانت ساذجة كما أخبرتها شقيقتها .. لقد كانت جوانا مُحقة في كل شيء قالته فمنذ مدة بدت علاقة چاسبر وچاكلين غريبة فكلاهما كان لا يطيق الآخر، كانت چالكين دوما تنصحها بالابتعاد عن چاسبر وتخبرها أنه لعوب وليس الرجل المناسب لها لكن في الواقع كانت تحاول سلبه منها ..
يدور المكان بها، يؤلمها قلبها وكأنها طُعنت بألف خنجر.. لا تدري ماذا تفعل أو ماذا تقول.. ربما يكون هذا كابوس وستستيقظ منه قريباً، انهمرت دموعها بكثرة وكأنها نهراً في وقت فيضان.. هل كانت عمياء تلك المدة أم أن نقاء قلبها جعلها تظن أن الجميع مثلها، أجل هي ليست خالية من العيوب وليست ملاكاً لكنها ليست خائنة.. لم تتطلع يوماً إلى ما يملكه غيرها..
اخترق سمعها صوت طرق على باب الحمام ليُخرجها من غرقها في صدمتها وأحزانها...
" ڤيلوت هل انتِ بخير؟ " هي تعلم نبرة المتحدثة جيداً كيف لتلك الوقحة أن تأتي إلى هنا وتسألها بكل تبلد هل كانت بخير أم لا.
لم تُجيب بل بللت وجهها قليلاً بالماء البارد وأخذت منديلاً ورقياً لتُعيد ضبط ما فسد من مساحيق التجميل التي زينت وجهها، فتحت الباب بابتسامة واجهت بها وجه چاكلين قبل أن تدفعها بخفه وترحل.
" حبيبتي لما تأخرتِ لقد قلقتُ عليكِ "
" أنا بخير عزيزي لا داعي للقلق " قالت بإبتسامة وهي تجلس إلى جانبه.
" لقد كنت في انتظارك حتى يُحضروا الكعك لكي نقطعه سوياً "
" حسناً لنفعل الآن " أشار هو للنادل والذي احضر الكعك والذي كان في منتصفه صورة لهم يوم زفافهم والسعادة تكاد تقفز إلى خارج عيناهم من الصورة.
" إنها رائعة بحق !! " ابدت دهشتها ليُقبل يدها بلطف.
" أي شيء من أجل حبيبتي "
" لنقطعها " اردفت لتقوم جوانا على الفور وتقف أمامها لتلتقط بعض الصور التي ابتسامتهم، حياهم الجميع مجدداً ثم أتى النادل ليقوم بتقطيع الكعك وتوزيعه.
" أتعلمين ڤي كل يوم اقضيه بجانبكِ هو نعيم "
" كم هذا لطيف ادعو من داخلي أن تبتعد عنكم الشياطين حتى يكتمل ذلك النعيم " كانت هذه العبارة صادرة من جوانا لتنظر نحوها ڤيلوت بإبتسامة قبل أن تقول
" أنا ايضاً اتمنى ذلك لكنِ على ثقة تامة أنني وچاسبر يمكننا التصدي لأي شخص وأي شيء يقف في طريقنا أليس كذلك چاس ؟ "
" بالطبع حبيبتي بالطبع "
" چاسبر .. "
" هممم " همهم منتظراً منها أن تُكمل حديثها قبل أن تنهض من مكانها وتقف لتواجه الجميع..
" أود الحصول على الطلاق " اردفت بثبات شديد لتصدر شهقه من الجميع ويلتفت زبائن المطعم نحوهم.
" ماذا ؟" سأل چاسبر بنصف ابتسامة ظناً منه أنها تمزح
" مضحك للغاية سيدة ڤيلوت "
" هل ابدو لكَ كشخص يمزح؟ " سألت بوجه جامد بينما وضعت جوانا يدها على فمها بصدمة فمنذ دقائق كانت تدافع شقيقتها عن حبها وزوجها بكل قوتهل فماذا حدث الآن؟..
" ڤيلوت لقد بدأ الأمر يُصبح سخيفاً " تفوه به چاسبر واعتلت ملامح القلق وجهه.
" ڤيلوت هل فقدتِ عقلكِ؟ " صدر هذا السؤال من آخر شخص ستُحب ڤيلوت أن يتحدث.. چاكلين.
" أجل فقدته أيتها الخائنة " لحظة واحدة لم يستوعب أحد ما يحدث حتى دوى في المكان صوت الصفعة التي استقبلتها وجنة چاكلين لتتعالى همسات الجميع وشهقاتهم مجدداً لقد فُضحوا ..
" أجل خائنة لكن في نهاية المطاف هو يُحب تلك الخائنة لا انتِ !! " قالت چاكلين لم تلتفت هي إليها بل نظرت إلى چاسبر الواقف كالجماد
" ألا تُحبني حقاً يا چاسبر؟ هل هذه هي الحقيقة التي لم استطع رؤيتها؟ .. "
" ڤيلوت من فضلك من فضلك اهدئ لا تدعي هذه الأوهام تتمكن منكِ، إنها كاذبة لا تصدقيها.." تكلم وهو يُمسك يدها يحاول جعلها تهدأ لتصفع يده وتبتعد عنه وتُكمل حديثها :
" لقد كانت أوهام بالفعل چاسبر لكن ليست شكوكِ بل مشاعرك.. أحلامنا .. ماذا عن ماضينا هل كان كل ذلك كذب ايضاً ؟ "
" حبيبتي لا "
" اصمت لا تنطق تلك الكلمة على شفتاك !! " صمت كلاهما قبل أن تستكمل هي ودموعها تُغرق وجنتيها ..
" لقد عاهدتني چاسبر لقد عاهدتني أن تحافظ على قلبي، أن تكون سنداً لي، أن تُنفذ كل الوعود التي قولتها سابقاً لكنكَ لست سوى خائن حقير ! "
" أنا مازلت محافظاً على وعدي صدقيني " اردف بنبرة مُترجية وهو ينظر إلى داخل عيناها.
" تنظر إلى عيني مباشرة وتستمر في الكذب !! "
" اتعلم ما يؤلمني حقاً هو أنني وقفت أمام والداي وشقيقتي من أجلك لقد صدقت في ذلك الشاب الطموح الذي أذاب قلبي عشقاً لكن ماذا فعلت أنتَ في المقابل؟ لقد أحرقت كل الذي كان بيننا وذهبت إليها.. "
" هل كنتِ تظنين حقاً انكِ ستحظين بكل شيء ؟! يالكِ من مُغفلة! " صدرت هذه الكلمات من چاكلين التي تقف في أحد الأركان.
" لقد تقاسمت معكِ ما يمكنني تقاسمه چاكلين لكن يبدو أنكِ لم تكتفي مطلقاً .. لقد ظننت أنني حظيت بصديقة حقيقة بعد أن غادر الجميع .. لقد كنت انتظر العودة إلى المنزل كل يوم كي أسرد لكِ ما حدث لقد كنتِ صديقتي المُقربة چاكلين لقد كنا روحاً واحدة .. لكن يبدو انكِ لم تشعري بذلك قط .. ويبدو أنني الساذجة التي تمنح مشاعرها للجميع وفي النهاية تدعسونها انتم وترحلون .. "
" أجل انتِ ساذجة وأنا من ربح في النهاية "
" بالطبع ربحتي فقد استطاع شرائكِ بذلك السوار الألماسي فهذه هي قيمتكِ "
" هذا ما يحدث عندما نعطي قيمة للحثالة " صدرت هذه الجملة من جوانا الغاضبة لتنظر نحوها چاكلين بنبرة حارقة.
" لا تأخذِ الكلام بشكل شخصي چاكلين فتلك الجملة تعود على هذا ايضاً " اردفت وهي تشير إلى چاسبر بإحتكار.
" اتذكر چاسبر حينما ألتقينا في ذلك الحفل وقد رقصنا رقصتنا الأولى سوياً؟ هل نسيت موعدنا الأول في فصل الخريف؟ ماذا عن صورتنا الأولى بالقرب من برج إيڤل حينما كانت تُمطر .. هل نسيت فلتحترق المشاعر اذاً، اخبرني الآن هل نسيت عندما لم تملك سوى شركة صغيرة ومعاً استطعنا جعلها عالمية.. "
" توقفِ عن لعب دور الضحية وتوقفِ عن التحدث بنبرات الذل هذه ڤيلوت!! لقد نمت شركته بمجهوده أم نسيتِ ؟! "
" اصمتِ انتِ " انفعل چاسبر وهو ينظر إلى چاكلين قبل أن يحول نظره نحو ڤيلوت.. اغرورقت عيناه بالدموع وتحدث بنبرة مهزوزة قائلاً :
" سامحيني ڤيلوت أقسم أن هذا لن يحدث مجدداً.. " بنبرة ترجي تفوه بكلماته والندم يحرقه لكن الوقت قد تأخر قليلاً على ذلك .. اقترب منها قليلاً ليُمسك يدها.
" ابتعد عني .. ابتعد " صرخت بطريقة هيستيرية
" ڤيلوت .. ڤيلوت اهدئ .. " قالت جوانا وهي تقترب منها وتضمها.
" أنتَ خائن ... جميعكم خائنين " كادت أحبال صوتها تنقطع من كثرة الصراخ بينما حاول كلاً من جوانا وچاسبر السيطرة على الوضع وجعلها تهدأ قليلاً لكن في النهاية خارت قواها ولم تعد ترى المكان حولها بصورة ثابته .. ثم ظلام تامس..
" منذ متى وهي توقفت عن أخذ الجرعات المحددة من دوائها؟ "
" منذ ثلاثة أسابيع تقريباً " كان يدور ذلك الحوار من حولها فصوتهم يتخلل إلى داخل مسامعها كحلم .. لا تقوى على فتح عيناها .. لكن بعد مده قصيرة استطعات فعل ذلك بصعوبة .. رمشت مرتين بقوة نظراً لعدم اعتيادها على الضوء بعد ..
" أي دواء أين أنا ؟ "
" حبيبتي أهدئ من فضلك .. لقد عادت النوبات مجدداً عندما توقفتِ عن تناول الأدوية " اردف چاسبر بعد أن ضمها سريعاً ثم ابتعد بينما وقفت چاكلين إلى جانبه واستطاعت رؤية جوانا من الخارج تنظر نحوها من خلال الشرفة وتبكي.
" عن أي نوبات تتحدث؟ "
" الهلاوس والأوهام ڤيلوت .. " تفوهت بها چاكلين ليوجه لها چاسبر نبرة حارقة ..
" لا لا .. هذا غير حقيقي انتم تريدون إفقادِ عقلي .. كل ما حدث كان حقيقي.. "
" ڤيلوت اهدئ انتِ لا تدرين كيف تصرفتِ اليوم "
" اصمتِ أيتها الخائنة اللعينة، لا تصدقهم حضرة الطبيب انهم كاذبون ... " صرخت وهي تتحدث بينما نظروا نحوها بشفقة عدا چاسبر الذي امتلئت عيناه بالحزن ليُقبل يدها
" ڤيلوت .. ڤي .. انصتِ إلى انتِ ستصبحين بخير وسنغادر هذا المكان.. "
" چاسبر لا اخرجني من هنا .. ساعديني جوانا .. "
" حبيبتي أقسم لكِ سنفعل حينما تتحسن حالتكِ "
" چاسبر لا تفعل هذا بي .. "
سكنت قليلاً لكن دموعها استمرت في الإنهمار ربما شعرت انهم محقون ربما هي مريضة .. كادت أن تصدق لثوانٍ لكن رؤية ذلك السوار اللامع حول معصم چاكلين وتلك الإبتسامة الجانبيه التي نمت على وجهها وهي في طريقها إلى خارج الغرفة جعلتها واثقة بأنها ليست مريضة...
تَمَّتْ
_____________________________
طيب ده كان أول ون شوت ليا فإعذروني لو مكنش بيرفكت ❤ حابه اسمع رأيكوا ولو حد عنده تعديل ❤
ان شاء الله احتمال اعمل بارت كده نتناقش فيه سوا ولو حد عنده اسئلة هجاوب عليها ❤❤
اكرر التجربة تاني ولا ايه ؟ 😂😂❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
أَحَمَّرَ شِفَاهٌ
لييش ون شوت ليش 😭
حبيتها اوي بجد و الاسماء فخمة ♥️👏
براڨو
Відповісти
2020-10-09 21:04:23
2
أَحَمَّرَ شِفَاهٌ
@Mary 13_5 جدعة 😂😂😂❤
Відповісти
2020-10-24 14:47:49
Подобається
أَحَمَّرَ شِفَاهٌ
@جو ليآ حبيبة قلبي تسلمي ❤❤ ده من ذوقك بجد ❤❤ بفكر اعمل جزء تاني للون شوت ده 👀❤❤
Відповісти
2020-10-24 14:48:12
1