ليلة ممطرة
ليلة ممطرة
أريحيني على صدركْ
لأني مُتعب مثلُكْ
دعي إسمي وعُنواني وماذا كُنتْ
سنينُ العُمر تخنُقها دُروب الصمتْ
وجئتُ إليك لا أدري لماذا جئتْ
فخلفَ البابُ أمطارٌ تُطاردُني
شتاءٌ قاتِمُ الأنفاسُ يخنُقني
وأقدامٌ بلونِ الليل تسحُقني
وليس لديَّ أحباب
ولا بيتٌ ليؤويني من الطَوفان
فهل أرتاحُ بعض الوقتِ في عينيكِ
أم أمضي مع الأحزانْ!!

               ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تجلس علي احد تلك المقاعد التي شهدت علي قصص الكثيرين،بكاءهم ،وحدتهم،قبلاتهم،ولقائاتهم الاولي.

وها هي تشهد اليوم علي انكسار اغصان روحها،لا احد سواها في هذا المكان فمن سيترك دفئ منزله ويخرج ليواجه هذا الجو الممطر الكئيب.

ولكن هذا الطقس كان يشبهها كثيرًا وها هي السماء تشاركها البكاء تركت دموعها تمتزج مع قطرات المطر الساقطة علي وجهها الباكي.
لم تحتمي في مظلة او تحت شجرة ما هي فقط تركت نفسها للمطر عله يغسل روحها من هذه الاحزان.

~كنت اسير تحت المطر بعد يومًا اخر من انهاك العمل والمكافحة للبقاء بين اناس لا يشبهوني،حتي رأيتها....، فتاة وحيدة تجلس باكيةً علي احد المقاعد العامه في الطريق قادتني قدماي اليها وكأنني مسلوب الأراده اقتربت منها ووقفت امامها احميها من المطر بمظلتي~

"توقف المطر فجأة وحل الدفئ علي محيطي فتحت عيناي والتي لم تكف عن ذرف الدموع للحظة ورأيته...شاب يقف امامي يحميني من المطر تحت جناح مظلته بينما يبتسم بهدوء ،اردت الكلام ولكن حتي هذا الامر بات صعبًا علي لا استطيع فعل شيئًا الآن لا املك القوي حتي لجمع بعض الحروف معًا والتفوه بها، لذا اغمضت عيني مرة اخرى وكأني لم اراه"

~فتحت عيناها وكأنما فتحت ابواب الفردوس امامي،كانت عينيها کمحيط تمر به عاصفة لتجلعل امواجه تضرب كل ما تمر به،ولكنها اصطدمت بقلبي واغرقنتي بمحيطها لتجعلني اقسم انني وقعت لها،وجدتها تغلق عيناها مرة اخرى وكأنها لم تراني،فجلست جوارها وقلت:
-يمكنني سماعك.

فتحت عيناها مرة اخرى ونظرت له بشرود لتقرر اخيرًا اخراج لسانها من سجنه قائلةً:
=الحديث لا يجدي نفعًا.

~تجرأت وامسكت يدها قائلًا:
-فقط حاولي.

"عندما لمسني شعرت برغبة عارمة في احتضانه والبكاء،استشعر قلبي دفئه وكم كنت في امس الحاجة لهذا الدفء،عدت ابكي مرة اخرى ولكن هذه المره بكيت بقوة حتي تعالت شهقاتي"

~فور مارأيتها تبكي انفطر قلبي،من تجرأ علي ايذاء فتاة بريئة كهذه،اي اذي تعرضت له هذه الفتاة لتصل لهذه المرحلة،اوقفت كل افكاري وتسائلاتي واقتربت رافعًا رأسها بيدي لتنظر لي فمررت اناملي علي وجهها ازيل عنه تلك الجواهر الساقطة من مقلتيها~

عم الصمت بينهم وفقط اعينهم التي تتحدث ليقول اخيرًا بعد خروجه من متاهة عيناها :
=حرري حروفك وتحدثي سأستمع إليك بكل كياني.

اومئت له وشرعت في الحديث قائلةً:
-كل مافي الامر انني سئمت، سئمت من تصنع القوة ،سئمت من قول انا بخير وانا لم اكن كذلك ابدًا،سئمت من الوحدة التي تنهش روحي كل ليلة،كل يد امسكت بي افلتتني في منتصف الطريق،كل شخص وثقت به طعنني بدون اسباب قائلًا"انها قوية ستنهض من جديدبالله من اخبرهم ان صدري جدار لا ينهد ولا يلين،من اخبرهم ان روحي لن يتعكر لونها بعد كل مافعلوه،اقسم انني حاولت رغم كل عثراتي،ونهضت كلما سقطت ولكن العالم بات قاسيًا جدًا،انا لا انتمي الي هنا،لا انتمي لهؤلاء القساة ،انا مجرد فتاة تريد حياة بسيطة خالية من تعقيدات نفوس البشر تلك.

~انهت كلامها والذي ترك اثره علي قلبي،انها انا في جسد اخر،تعاني المعاناة ذاتها،وها هي قد خارت قواها،لم اشعر بنفسي الأ وانا اضمها إلي قلبي وكأنها جزء انتزع مني،كأني اب وجد صغيرته الضائعة منه منذ زمن بعيد ~

"عندما احتضنني لم استطع فعل شيئًا سوا مبادلته لقد لامس هذا الغريب عمق قلبي،لم يكن مجرد حضن بل كان حصن لي وكأنه عزلني عن العالم وخبئني بين اضلعه"

فصلوا عناقهم بعد مده ليقول بينما شبك يده بيدها :
-انظري الي السماء،كانت مليئة بالغيوم تغطي العالم بأجنحتها الكئيبة تصرخ ضاربةً اذاننا برعدها،لتخبرنا أن بكائها ليس كافيًا،ولكن انظري لها الان اترين ذاك القوس المبهج الذي يزينها،وهذا الدفء الذي اغدقته علينا،هكذا نحن نظل طوال حياتنا سماء ملبدةً بالغيوم حتي يأتي قوس القزح الخاص بنا ويضيف الدفء الي حياتنا.

ابتسمت الاخري اخيرًا علي وصفه وكم لامستها كلماته لتقول :
=شكرًا لك..ش..
اسكتها بالضغط علي يدها بقوة بينما ينظر لعينيها وقد زينت وجهه تلك الابتسامة الصندوقية وقال:
-لا تشكريني،ابتسامتك هذه تكفي.

قالت بتعلثم بينما نتظر له بعمق:
=هل ستذهب؟.
رد الاخر بينما بادلها النظرة ذاتها قائلًا:
-هل تريدي ان ابقي؟

اومئت له الاخرى بنعم بينما تنظر له برجاء ليبتسم الاخر بسعادة لأنها تملك نفس الشعور تجاهه ليقول :
=اذن سأبقي.

ابتسمت الاخرى حتي اختفت عيناها بينما خديها وانفها لازالوا متصبغين باللون الاحمر من البكاء فجعله هذا يبعثر شعرها قائلًا:
-انتِ لطيفة حقًا -يضحك-
لتبتسم بخجل ثم تقول فجأة:
=انا لم اعلم اسمك حتي الان.
ليبتسم قائلًا:
-انا كيم تايهونغ.
=وانا بارك تايلا.

ليشد الاخر قبضت يده علي يدها ثم يقول:
-اذن للأبد كيم تايلا.
لتبتسم الاخرى بخجل قائلةً
=للأبد قوس القزح خاصتي.

                       ^النهايه^
                            ~~~~~~~~~~~
وان شوت صغنون اتمني تحبوه،ودمتم حلوين❤🦋
© Bouvardia ,
книга «ليلة ممطرة||كيم تايهونغ».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Kim Flower
ليلة ممطرة
مُبدعتي 💜
Відповісти
2020-07-25 21:40:00
1