1- نظرات ثاقبة
استمتعوا
-"بيكهيون هيونغ! انظر هناك أنظر ....... اتحسب نفسها في الروضة؟. تشه ستظل طفلة حتى لو بلغت السبعين" [سيهون]
-"اتركها و شأنها سيهون-آه، ثم ما الخطب معها ؟!..... إنها جيّدة في التعامل مع المرضى، و شخص متذمر مثلك لن يفهم لما تفعل ذلك، لذا دعها و شأنها" [بيكهيون]
فجأة رنَّ جهاز الأطباء الخاص بسيهون مقاطعا تذمره الذي لم و لن يتوقف أبدا.... غيرته الطفولية من صديقته التي تصغره او بالاحرى التي قد سرقت لقب الماكني المدلل لا حدود لها...
- "كنت أود أن أكمل حديثي و اقناعك بجنونها بيكي هيونغ، لكن كما ترى أنا مشغول، اراك لاحقا" [سيهون]
- "حسنا، حظا موفقا، و قلّل من ابتساماتك المغرية ، ستصيب أغلب وافدات المشفى بجلطات قلبية يا ولد" [بيكهيون].....
نبس الصديق الأكبر ليقهقه هو في المقابل و يرد تزامنا مع سيره يقول:
- " لن أعدك بأني سأفعل، ايتّابوجا هيونغ (اراك لاحقا اخي الأكبر)..." [سيهون]
-"أهوج، يتحدث بالسوء عن سونا و نسي هوسه بنفسه.... لا ادري حتى من منهما الذي سيظل طفلا ولو بلغ السبعين ايغو."
اتجه نحو الحديقة حيث صديقة طفولته و صغيرته التي يعدها أخته، سونا و التي كانت بدورها تركض خلف الأطفال بحماس كبير و تقفز هنا و هناك ملاعبة لهم...
-"أهلا أهلا معلمتي، أريد أن ألعب أيضا معهم، لما تتركينني وحدي"
خاطبها بيكهيون بنبرة أطفال و هو يقوم بالأيقيو لتباشر القهقهة لا إراديا.. كيف لها أن لا تفعل وهو سبب سعادتها...
-" أوبا، ماذا تفعل هنا، هل انتهت فترة مناوبتك؟"
-"أجل عزيزتي، و أنا جائع جدا، هل أنتم جائعون أيضا يا أطفال؟"
خاطبها بداية و وجه كلامه ندالى الأطفال صاروا جالسين على شكل دائرة ليردوا بشكل موحدا و لكل تعبير معين طفولي بطبيعة الحال أنهم ليسوا جائعين..... خطا متبعدا عنهم قليلا حتى يتسنى له الحديث براحة مع صديقته بينما كلا عينيهما عليهم بيكي و عندها أخذ يمدح سلوكهم دون أن تخلو عباراته من المزاح اللطيف...
-"إنهم لطفاء جدا على غرار من هم بسنهم، ألن تستسلمي و تخبريني بالخلطة السحرية التي تغذين بها عقول كل من تصادفين، صدقا سونا، كل من يقترب منك يتحول الى كائن زغبي من عالم فنتازي جميل"
ظلت تضحك بروية و اتزان ثم اتخذت نفسا عميقا و اردفت:
-"أنت طفولي و مضحك أوبا... كيف لك أن تظن هذا... أنا حتما لا أملك أي وصفة سحرية، فقط أعامل الناس كما أحب أن يعاملوني كما تعلم..... يجب أن تعذرني الآن فعلي أن أعيد الأطفال الى غرفهم فقد انتهى موعد النزهة و بالكاد أعطتني المديرة كانغ اذنا باخراجهم للحديقة..... سأراك بعد ربع ساعة ان كنت متفرغا الآن..."
"آه، لا تذكريني بتلك الساحرة، لقد القت علي محاضرة في الإجتهاد بسبب ذلك الباندا الكسولة تاو، ثم.....لما الجميع يتركني؟؟!... أولا سيهون ، ثم أنت... يالكما من محبطين ، على أي حال أنا لازلت أتجول هنا ... هيا اذهبي ولا تتأخ........ آه تذكرت، اسمعي سنلتقي في المرآب بعد ربع ساعة اذا، علي زيارة صديق لي في قسم أمراض القلب"
"أمراض القلب! .... من ذاك الصديق؟!.. هل أعرفه؟! هل تراك تواعد احداهن و تخفي الأمر عني آه؟"
"لا لا صغيرتي، ليس الأمر كذلك أقسم، لكنه.... صديق منذ أيام الثانوية، كان يتعالج بالخارج و أتى مؤخرا الى هنا، لذا زيارتي واجبة و علي أن أطلعه على خبر ما أيضا و أشك في أنني سأعود اليك بمؤخرة سليمة"
قهقهت سونا بالرغم من عدم فهمها لأي مما قاله و ردت مردفة:
"حسنا اذا، حسنا اتمنى له الشفاء العاجل.....أراك اذا"
"أراكِ"
سونا:
- الإسم: كيم سونا
- سنة الازدياد: 1994
- الوظيفة: طبيبة نفسية
هذا ما تقوله بطاقتي المهنية التي ارتديها و كذا ردائي الطبي.... لقد تخرجت قبل عام من الآن على غرار من هم بمثل سني، لا أقصد أي غرور أو تبجح، لكن ولكوني أذكى طلاب دفعتي.
تدخلت بأمر من الإدارة في إحدى العمليات الصعبة التي أجريت كإختبار لكفاءة الطلاب المقبلين على التخرج، أي الطلاب الذين يسبقونني بأكثر من عامين في الجامعة... و نجحت تلك العملية و منذ وقتها قدمت الجامعة سنتين في سجلي الدراسي ، و تخرجت رفقة تلك الدفعة، أي دفعة سيهون أوبا... لا تدعوه يعلم أني ناديته اوبا لأنه سيقيم الدنيا و لن يقعدها.....
أنا أعمل في مشفى كانغنام. كما أني الماكني بين الأطباء هنا.... ليس في قسم طب النفس فقط بل في المشفى بأكملها.... و كوني الأصغر يجعلني فريسة تنمر طفولي لسيهون.... ذاك الرضيع الطويل
العديد من تعليقات تنتشر عني هنا و هناك في المستشفى و خاصة ذلك الأوه مزعج هون....أحب أن أتصرف بطفولية، و أركض هنا و هناك كي لا يشعر المرضى بالإكتئاب لكونهم يقبعون في ما يسمونه المقبرة قبل الأخيرة.... أين المشكلة في هذا؟! ... ليته فقط يعتقني...
أحب رؤية الضحك و البهجة تشمل كل من في المستشفى، و هذا العامل النفسي سيحيي رغبتهم أكثر في الحياة و ستزيد مع هذا نسبة شفائهم.
اكثر ما أراه ذخصيا مثيرا للعجب... هو أن عملي الذي أحبه يقبع داخل أكثر مكان أكرهه؟.... أجل... أكره المشافي جدا لكن ما العمل؟! ما باليد حيلة، لا أستطيع ممارسة مهنتي الحبيبة في السينما فقط لأني أكره روائح المعقمات و بكاء من يفقدون أحبائهم.
خرجت من الممر بعد ان اطمأنيت على أطفالي و ها أنا ذا متجهة الى المرآب حيث سألتقي بيكي،
قبل أن يصبح زميلي في المجال.... بيكهيوني يكون صديق طفولتي...و هو حقا يعني لي العالم بأسره..... يكبرني ب ثلاث سنوات و أنا أمضيت اغلب سنوات عمري معتمدة عليه. انه سندي الوحيد في هذه الحياة.
كان الوحيد الذي أشعرني بالراحة بعد ذلك اليوم المشؤوم حين فقدت أمي
لقد اخترت طب النفس من بين كل تخصصات الطب المتاحة أمامي، و ببساطة هذا لأن أمي كانت طبيبة نفسية و كنت أراقبها دوما و كلما فعلت عشقت الذات البشرية و كيف تخاطبها، رغم أنها لا تسمح لي بحظور جلساتها العلاجية لأن ما يحدث بينها و ببن مريضها يكون سريا كما قالت، لكن كنت أشعر بها تعالجني شخصيا في البيت، كانت قلَّما تفقد أعصابها ، كانت شخصا رزينا قوي الشخصية، يجعل قلبك يخضع لإغراءات ذاتك لتغرقه في حب لا يجمع سواهما لينجبا سلاما داخليا لا يهزه إعصار.
لقد جعلتني بكل بساطة أعشق تحليل النفس بكل زواياه.
بت أعرف الكاذب من الصادق و توتر فلان و حزن آخر من مجرد نظرة واحدة.
"يوبوسيو، أوبا أين أنت؟، أنا أنتظرك في المرآب الآن"
"حسنا أنا، هنا و أراك، أغلقي الخط"
هرعت إليه سرعان ما رأيته و ركبت السيارة و بعدها خرجنا سوية نحو مطعم قريب و كعادته عزيزي الشره لو صادف بقرة و هو في حالة جوعه تلك لأكلها بدون توقف..... بالنسبة لي طلبت أكلا خفيفا صحيا على عكسه، فأنا لدي رشاقة أنثوية لأحافظ عليها.
-" ماذا حدث معك؟.. هل صديقك الذي زرته بحال جيدة؟"
-"اه...ا..أجل .. انه بخير، لكن لم أخبره بما أريد لأنني لم أجد الوقت الكافي"
-"اه، هكذا اذا."
عدنا للأكل و كنت ألمحه يتعرق لكني تجاهلت الأمر فليس و كأنها أول مرة... هو يجهد نفسه بكثرة...
كالعادة لابد أن يكون اتصال طوارئ مفسد اللحظات هنا... استقام بدوره و اشار لي نعود الى المستشفى، و بما أنه لم يكن لدي ما أفعله عدت معه، على الأقل سأحظى بوقت لمداعبة أطفالي الصغار. كما أن سيارتي لازالت في مرآب المشفى... أقصد خاصته التي أعدها لي لكثرة ما يقلني بها للبيت، في الحقيقة هو دوما ما يفعل ذلك... فأنا أعاني رهابا من قيادة السيارات..
اتجهنا بسرعة، بل ركضا ان صح القول نحو قاعة الاستعجالات، و افترقنا هناك، فبيكي ذهب لقسم العمليات و أنا اتجهت الى قسمي.... وهو ليس كالمصحات بلا ريب...
عُينت خصيصا هنا رغم أني اختصاصي هو معالجة الاضطرابات العقليةو النفسية كي أعالج حالات المرتادين هنا؛ المصابين بالأمراض المزمنة تحديدا، كالقلب و السرطان...الخ ، أي أن المرضى يتمتعون بقدرات عقلية جيدة، لكن يحتاجون استشارات في التغلب على الإكتئاب و الاضطراب النفسي الذي يصيبهم بسبب أمراضهم الجسدية.
اتجهت مباشرة الى غرفة الأطفال المصابين بأمراض القلب، وجدت كل في سريره، لكن لحسن الحظ ليسوا نياما، و هذا يعني أني سوف أخرجهم للحديقة كي يستنشقوا بعض الهواء النقي.
لكن يجب علي المرور بالمديرة فبدون إذنها لن أنجح، هذا مزعج، أعلم أنها ستوبخني لكن سأتحمل لأجل أطفالي الرائعين.
طرقت باب بعد وصولي ببضع دقائق و انا ازدرد ما بجوف فمي خائفة من الآتي، فهي صارمة و مخيفة
....حسنا سونا تستطيعين فعلها.... أنت لها
دلفت المكتب ما ان سمحت لي، و ركزت في عينيها صانعة تواصلا بصريا بكل ثقة و اطلعتها عن نيتي و هي بدورها ...واف...قت؟! وافقت على الفور، ياللغرابة ، أود و بشدة أن أضع يدي على جبهتها أتحسس درجة حرارتها، هل تراها حقا بخير.
هي دوما ما تلقي علينا محاضراتها، قبل أن توافق على ما نطلبه.... كنت أنا و سيهون أكثر ضحاياها رغم أننا جيدان في عملنا.... و أجل... دوما ما تقف بصف سيهون و تناديني بالطفلة...
المهم، سأهرب بجلدي كي لا تغير رأيها... أخذت أجري كعادتي المجنونة في رواق أمراض القلب، لكن خفف من سرعتي البلهاء صوت كريس سونباي أفضل جراحي مستشفانا....فعلا كلمة رائع هي أقل ما يقال عنه... من المؤسف أنه يملك حبيبة مسبقا..
وقف أمامي كالجدار و هذا ما سبب اضطراب في سرعتي حتى كدت أهوى عليه، جيد أني تماسكت.... أتعلمون ماذا فعل؟... ذلك الوسيم كاد يجر عقلي للرذيلة و الإنحراف.... لقد أخذ يحادثني كطفلة صغيرة و هو يربت على شعري المنسدل على ظهري، شعرت و كأني قطة صغيرة مدللة.... ان كان هناك شخص يروقني منادته لي بالطفلة فحتما هو كريس...
صرت أحدق في وجهه أو بالأحرى في شفتيه، فأنا قادرة على النظر في وجهه بالتأكيد ..... هو... يجرني للرذيلة.. تبا له ما اشد وسامته.
لبثت لحظات أستوعب اختفاء يده الحانية على شعري فهو استأذن قبل ثوان كي يمضي في طريقه.... اود أن اقفز في ارجاء المكان ... لقد لمس شعري اليوم أيضا.... قلبي المسكين سيهلك على هذا المنوال..... حمحمت التقط ما سقط من هيبتي و خطوت كي اكمل طريقي نحو اطفالي و طريقي لمحت شخصا ما يمر بجانبي على كرسي متحرك.. لوددت ان انحني له كما افعل عادة وانا ابتسم لكني وجدته يرمقني بنظرات حادة... لا اقدر على وصف الهدف منها لكنها حتما لو كانت تنتج ليزرا قاطعا لكان جسدي مقطعا لأطراف في هذا اللحظة....
واضح أنه مريض من هذا القسم، لكن لما ينظر لي هكذا، ملامحه تلك تشبه ملامح مدمن مخدرات.... حسنا قد تكون مثل تلك النظرات رجولية و مثيرة في نظري، لكنه بالفعل مخيف.
ازدادت كمية الجفاف العاطفي في قلبي مؤخرا، أيجب علي أن أواعد .. أففف
أكملت طريقي بعد وابل بصري علقت فيه معه...... هو ظل يخترقني بنظراته و أنا قلتني الاستغراب و الفضول حول ذلك فلم أنزع بصري عنه ايضا ، ربما كان بسبب الإعجاب كذلك فكما قلت أرى تلك النظرات مثيرة ...
آه من عقلي الفارغ، كم بات منحرفا،و هذا كله بسبب الوسيم كريس .. أو ربما بسبب أنه ليس من عادتي أن أخسر أمام أحد فيما يخص التحديق.حسنا حسنا أنا لم أعد أعلم...... كل ما أعرفه أنه هو من بدأ لذا هو من يجب أن يغمض طرفه. أعتقد أن هذا يعد سببا أيضا، أليس كذلك...
أعترف، لقد بذلت جهدي في التماسك أمامه كي لا أخفض عيني أولا و يظن أنه سحرني، هذا مستحيل.....
أحرجت ؟!! .....أجل
السبب ..... أنا لم أحدق أبدا في عين رجل و بهذا الشكل في حياتي كلها، فأنا أصلا لم أعرف غير سيهون و بيكي و كريس سونبي و تاو.. لذا لا يوجد لي داع كي أخجل منهم لأنهم لا يعدون غرباء بالنسبة لي.....
بالرغم من اعجابي بمظهر كريس سونباي و وسامته لكن لم أحرج منه من قبل بل و أني أتعامل معه بشكل طبيعي بالرغم من تطاولاته التي تدغدغ أنوثتي.
تبا، تلك النظرات علقت في ذهني و لا أستطيع محوها بأي شكل، يستمر عقلي في استحضارها في كل لحظة اغلق فيها عيناي
الفصل الأول: انتهى
- من يكون صاحب النظرات الثاقبة؟
MinOza_Loey
-"بيكهيون هيونغ! انظر هناك أنظر ....... اتحسب نفسها في الروضة؟. تشه ستظل طفلة حتى لو بلغت السبعين" [سيهون]
-"اتركها و شأنها سيهون-آه، ثم ما الخطب معها ؟!..... إنها جيّدة في التعامل مع المرضى، و شخص متذمر مثلك لن يفهم لما تفعل ذلك، لذا دعها و شأنها" [بيكهيون]
فجأة رنَّ جهاز الأطباء الخاص بسيهون مقاطعا تذمره الذي لم و لن يتوقف أبدا.... غيرته الطفولية من صديقته التي تصغره او بالاحرى التي قد سرقت لقب الماكني المدلل لا حدود لها...
- "كنت أود أن أكمل حديثي و اقناعك بجنونها بيكي هيونغ، لكن كما ترى أنا مشغول، اراك لاحقا" [سيهون]
- "حسنا، حظا موفقا، و قلّل من ابتساماتك المغرية ، ستصيب أغلب وافدات المشفى بجلطات قلبية يا ولد" [بيكهيون].....
نبس الصديق الأكبر ليقهقه هو في المقابل و يرد تزامنا مع سيره يقول:
- " لن أعدك بأني سأفعل، ايتّابوجا هيونغ (اراك لاحقا اخي الأكبر)..." [سيهون]
-"أهوج، يتحدث بالسوء عن سونا و نسي هوسه بنفسه.... لا ادري حتى من منهما الذي سيظل طفلا ولو بلغ السبعين ايغو."
اتجه نحو الحديقة حيث صديقة طفولته و صغيرته التي يعدها أخته، سونا و التي كانت بدورها تركض خلف الأطفال بحماس كبير و تقفز هنا و هناك ملاعبة لهم...
-"أهلا أهلا معلمتي، أريد أن ألعب أيضا معهم، لما تتركينني وحدي"
خاطبها بيكهيون بنبرة أطفال و هو يقوم بالأيقيو لتباشر القهقهة لا إراديا.. كيف لها أن لا تفعل وهو سبب سعادتها...
-" أوبا، ماذا تفعل هنا، هل انتهت فترة مناوبتك؟"
-"أجل عزيزتي، و أنا جائع جدا، هل أنتم جائعون أيضا يا أطفال؟"
خاطبها بداية و وجه كلامه ندالى الأطفال صاروا جالسين على شكل دائرة ليردوا بشكل موحدا و لكل تعبير معين طفولي بطبيعة الحال أنهم ليسوا جائعين..... خطا متبعدا عنهم قليلا حتى يتسنى له الحديث براحة مع صديقته بينما كلا عينيهما عليهم بيكي و عندها أخذ يمدح سلوكهم دون أن تخلو عباراته من المزاح اللطيف...
-"إنهم لطفاء جدا على غرار من هم بسنهم، ألن تستسلمي و تخبريني بالخلطة السحرية التي تغذين بها عقول كل من تصادفين، صدقا سونا، كل من يقترب منك يتحول الى كائن زغبي من عالم فنتازي جميل"
ظلت تضحك بروية و اتزان ثم اتخذت نفسا عميقا و اردفت:
-"أنت طفولي و مضحك أوبا... كيف لك أن تظن هذا... أنا حتما لا أملك أي وصفة سحرية، فقط أعامل الناس كما أحب أن يعاملوني كما تعلم..... يجب أن تعذرني الآن فعلي أن أعيد الأطفال الى غرفهم فقد انتهى موعد النزهة و بالكاد أعطتني المديرة كانغ اذنا باخراجهم للحديقة..... سأراك بعد ربع ساعة ان كنت متفرغا الآن..."
"آه، لا تذكريني بتلك الساحرة، لقد القت علي محاضرة في الإجتهاد بسبب ذلك الباندا الكسولة تاو، ثم.....لما الجميع يتركني؟؟!... أولا سيهون ، ثم أنت... يالكما من محبطين ، على أي حال أنا لازلت أتجول هنا ... هيا اذهبي ولا تتأخ........ آه تذكرت، اسمعي سنلتقي في المرآب بعد ربع ساعة اذا، علي زيارة صديق لي في قسم أمراض القلب"
"أمراض القلب! .... من ذاك الصديق؟!.. هل أعرفه؟! هل تراك تواعد احداهن و تخفي الأمر عني آه؟"
"لا لا صغيرتي، ليس الأمر كذلك أقسم، لكنه.... صديق منذ أيام الثانوية، كان يتعالج بالخارج و أتى مؤخرا الى هنا، لذا زيارتي واجبة و علي أن أطلعه على خبر ما أيضا و أشك في أنني سأعود اليك بمؤخرة سليمة"
قهقهت سونا بالرغم من عدم فهمها لأي مما قاله و ردت مردفة:
"حسنا اذا، حسنا اتمنى له الشفاء العاجل.....أراك اذا"
"أراكِ"
سونا:
- الإسم: كيم سونا
- سنة الازدياد: 1994
- الوظيفة: طبيبة نفسية
هذا ما تقوله بطاقتي المهنية التي ارتديها و كذا ردائي الطبي.... لقد تخرجت قبل عام من الآن على غرار من هم بمثل سني، لا أقصد أي غرور أو تبجح، لكن ولكوني أذكى طلاب دفعتي.
تدخلت بأمر من الإدارة في إحدى العمليات الصعبة التي أجريت كإختبار لكفاءة الطلاب المقبلين على التخرج، أي الطلاب الذين يسبقونني بأكثر من عامين في الجامعة... و نجحت تلك العملية و منذ وقتها قدمت الجامعة سنتين في سجلي الدراسي ، و تخرجت رفقة تلك الدفعة، أي دفعة سيهون أوبا... لا تدعوه يعلم أني ناديته اوبا لأنه سيقيم الدنيا و لن يقعدها.....
أنا أعمل في مشفى كانغنام. كما أني الماكني بين الأطباء هنا.... ليس في قسم طب النفس فقط بل في المشفى بأكملها.... و كوني الأصغر يجعلني فريسة تنمر طفولي لسيهون.... ذاك الرضيع الطويل
العديد من تعليقات تنتشر عني هنا و هناك في المستشفى و خاصة ذلك الأوه مزعج هون....أحب أن أتصرف بطفولية، و أركض هنا و هناك كي لا يشعر المرضى بالإكتئاب لكونهم يقبعون في ما يسمونه المقبرة قبل الأخيرة.... أين المشكلة في هذا؟! ... ليته فقط يعتقني...
أحب رؤية الضحك و البهجة تشمل كل من في المستشفى، و هذا العامل النفسي سيحيي رغبتهم أكثر في الحياة و ستزيد مع هذا نسبة شفائهم.
اكثر ما أراه ذخصيا مثيرا للعجب... هو أن عملي الذي أحبه يقبع داخل أكثر مكان أكرهه؟.... أجل... أكره المشافي جدا لكن ما العمل؟! ما باليد حيلة، لا أستطيع ممارسة مهنتي الحبيبة في السينما فقط لأني أكره روائح المعقمات و بكاء من يفقدون أحبائهم.
خرجت من الممر بعد ان اطمأنيت على أطفالي و ها أنا ذا متجهة الى المرآب حيث سألتقي بيكي،
قبل أن يصبح زميلي في المجال.... بيكهيوني يكون صديق طفولتي...و هو حقا يعني لي العالم بأسره..... يكبرني ب ثلاث سنوات و أنا أمضيت اغلب سنوات عمري معتمدة عليه. انه سندي الوحيد في هذه الحياة.
كان الوحيد الذي أشعرني بالراحة بعد ذلك اليوم المشؤوم حين فقدت أمي
لقد اخترت طب النفس من بين كل تخصصات الطب المتاحة أمامي، و ببساطة هذا لأن أمي كانت طبيبة نفسية و كنت أراقبها دوما و كلما فعلت عشقت الذات البشرية و كيف تخاطبها، رغم أنها لا تسمح لي بحظور جلساتها العلاجية لأن ما يحدث بينها و ببن مريضها يكون سريا كما قالت، لكن كنت أشعر بها تعالجني شخصيا في البيت، كانت قلَّما تفقد أعصابها ، كانت شخصا رزينا قوي الشخصية، يجعل قلبك يخضع لإغراءات ذاتك لتغرقه في حب لا يجمع سواهما لينجبا سلاما داخليا لا يهزه إعصار.
لقد جعلتني بكل بساطة أعشق تحليل النفس بكل زواياه.
بت أعرف الكاذب من الصادق و توتر فلان و حزن آخر من مجرد نظرة واحدة.
"يوبوسيو، أوبا أين أنت؟، أنا أنتظرك في المرآب الآن"
"حسنا أنا، هنا و أراك، أغلقي الخط"
هرعت إليه سرعان ما رأيته و ركبت السيارة و بعدها خرجنا سوية نحو مطعم قريب و كعادته عزيزي الشره لو صادف بقرة و هو في حالة جوعه تلك لأكلها بدون توقف..... بالنسبة لي طلبت أكلا خفيفا صحيا على عكسه، فأنا لدي رشاقة أنثوية لأحافظ عليها.
-" ماذا حدث معك؟.. هل صديقك الذي زرته بحال جيدة؟"
-"اه...ا..أجل .. انه بخير، لكن لم أخبره بما أريد لأنني لم أجد الوقت الكافي"
-"اه، هكذا اذا."
عدنا للأكل و كنت ألمحه يتعرق لكني تجاهلت الأمر فليس و كأنها أول مرة... هو يجهد نفسه بكثرة...
كالعادة لابد أن يكون اتصال طوارئ مفسد اللحظات هنا... استقام بدوره و اشار لي نعود الى المستشفى، و بما أنه لم يكن لدي ما أفعله عدت معه، على الأقل سأحظى بوقت لمداعبة أطفالي الصغار. كما أن سيارتي لازالت في مرآب المشفى... أقصد خاصته التي أعدها لي لكثرة ما يقلني بها للبيت، في الحقيقة هو دوما ما يفعل ذلك... فأنا أعاني رهابا من قيادة السيارات..
اتجهنا بسرعة، بل ركضا ان صح القول نحو قاعة الاستعجالات، و افترقنا هناك، فبيكي ذهب لقسم العمليات و أنا اتجهت الى قسمي.... وهو ليس كالمصحات بلا ريب...
عُينت خصيصا هنا رغم أني اختصاصي هو معالجة الاضطرابات العقليةو النفسية كي أعالج حالات المرتادين هنا؛ المصابين بالأمراض المزمنة تحديدا، كالقلب و السرطان...الخ ، أي أن المرضى يتمتعون بقدرات عقلية جيدة، لكن يحتاجون استشارات في التغلب على الإكتئاب و الاضطراب النفسي الذي يصيبهم بسبب أمراضهم الجسدية.
اتجهت مباشرة الى غرفة الأطفال المصابين بأمراض القلب، وجدت كل في سريره، لكن لحسن الحظ ليسوا نياما، و هذا يعني أني سوف أخرجهم للحديقة كي يستنشقوا بعض الهواء النقي.
لكن يجب علي المرور بالمديرة فبدون إذنها لن أنجح، هذا مزعج، أعلم أنها ستوبخني لكن سأتحمل لأجل أطفالي الرائعين.
طرقت باب بعد وصولي ببضع دقائق و انا ازدرد ما بجوف فمي خائفة من الآتي، فهي صارمة و مخيفة
....حسنا سونا تستطيعين فعلها.... أنت لها
دلفت المكتب ما ان سمحت لي، و ركزت في عينيها صانعة تواصلا بصريا بكل ثقة و اطلعتها عن نيتي و هي بدورها ...واف...قت؟! وافقت على الفور، ياللغرابة ، أود و بشدة أن أضع يدي على جبهتها أتحسس درجة حرارتها، هل تراها حقا بخير.
هي دوما ما تلقي علينا محاضراتها، قبل أن توافق على ما نطلبه.... كنت أنا و سيهون أكثر ضحاياها رغم أننا جيدان في عملنا.... و أجل... دوما ما تقف بصف سيهون و تناديني بالطفلة...
المهم، سأهرب بجلدي كي لا تغير رأيها... أخذت أجري كعادتي المجنونة في رواق أمراض القلب، لكن خفف من سرعتي البلهاء صوت كريس سونباي أفضل جراحي مستشفانا....فعلا كلمة رائع هي أقل ما يقال عنه... من المؤسف أنه يملك حبيبة مسبقا..
وقف أمامي كالجدار و هذا ما سبب اضطراب في سرعتي حتى كدت أهوى عليه، جيد أني تماسكت.... أتعلمون ماذا فعل؟... ذلك الوسيم كاد يجر عقلي للرذيلة و الإنحراف.... لقد أخذ يحادثني كطفلة صغيرة و هو يربت على شعري المنسدل على ظهري، شعرت و كأني قطة صغيرة مدللة.... ان كان هناك شخص يروقني منادته لي بالطفلة فحتما هو كريس...
صرت أحدق في وجهه أو بالأحرى في شفتيه، فأنا قادرة على النظر في وجهه بالتأكيد ..... هو... يجرني للرذيلة.. تبا له ما اشد وسامته.
لبثت لحظات أستوعب اختفاء يده الحانية على شعري فهو استأذن قبل ثوان كي يمضي في طريقه.... اود أن اقفز في ارجاء المكان ... لقد لمس شعري اليوم أيضا.... قلبي المسكين سيهلك على هذا المنوال..... حمحمت التقط ما سقط من هيبتي و خطوت كي اكمل طريقي نحو اطفالي و طريقي لمحت شخصا ما يمر بجانبي على كرسي متحرك.. لوددت ان انحني له كما افعل عادة وانا ابتسم لكني وجدته يرمقني بنظرات حادة... لا اقدر على وصف الهدف منها لكنها حتما لو كانت تنتج ليزرا قاطعا لكان جسدي مقطعا لأطراف في هذا اللحظة....
واضح أنه مريض من هذا القسم، لكن لما ينظر لي هكذا، ملامحه تلك تشبه ملامح مدمن مخدرات.... حسنا قد تكون مثل تلك النظرات رجولية و مثيرة في نظري، لكنه بالفعل مخيف.
ازدادت كمية الجفاف العاطفي في قلبي مؤخرا، أيجب علي أن أواعد .. أففف
أكملت طريقي بعد وابل بصري علقت فيه معه...... هو ظل يخترقني بنظراته و أنا قلتني الاستغراب و الفضول حول ذلك فلم أنزع بصري عنه ايضا ، ربما كان بسبب الإعجاب كذلك فكما قلت أرى تلك النظرات مثيرة ...
آه من عقلي الفارغ، كم بات منحرفا،و هذا كله بسبب الوسيم كريس .. أو ربما بسبب أنه ليس من عادتي أن أخسر أمام أحد فيما يخص التحديق.حسنا حسنا أنا لم أعد أعلم...... كل ما أعرفه أنه هو من بدأ لذا هو من يجب أن يغمض طرفه. أعتقد أن هذا يعد سببا أيضا، أليس كذلك...
أعترف، لقد بذلت جهدي في التماسك أمامه كي لا أخفض عيني أولا و يظن أنه سحرني، هذا مستحيل.....
أحرجت ؟!! .....أجل
السبب ..... أنا لم أحدق أبدا في عين رجل و بهذا الشكل في حياتي كلها، فأنا أصلا لم أعرف غير سيهون و بيكي و كريس سونبي و تاو.. لذا لا يوجد لي داع كي أخجل منهم لأنهم لا يعدون غرباء بالنسبة لي.....
بالرغم من اعجابي بمظهر كريس سونباي و وسامته لكن لم أحرج منه من قبل بل و أني أتعامل معه بشكل طبيعي بالرغم من تطاولاته التي تدغدغ أنوثتي.
تبا، تلك النظرات علقت في ذهني و لا أستطيع محوها بأي شكل، يستمر عقلي في استحضارها في كل لحظة اغلق فيها عيناي
الفصل الأول: انتهى
- من يكون صاحب النظرات الثاقبة؟
- - هل يعرف كيم سونا؟
MinOza_Loey
Коментарі