Prologue.
كل شيءٍ على الأرض كان طبيعيًا بشكل كُلي حتى سنوات قليلة مضت. لعنة بدأت تنتشر في الجزء الشمالي الغربي من اليابسة و الناس الذين يبدون طبيعيين بدأوا بامتلاك قوى مدمرة. لا أحد يعرف من أين أتت، ولا كيف يمكنهم إيقافها.
' مملكة إكسو ' مملكة كبيرة امتدت على مسافات عظيمة من الأرض الشمالية الغربية، كانت الأكبر في العالم بالإضافة لكونها مخيفة للغاية.
أثر تلك اللعنة لم يبدُ مؤثرًا في البداية، ولا يظهر جليًا في عدد يمكن احتسابه على أنه كبيرٌ نسبيًا، أيضًا لم يعرف الكثير من البشر بشأن الأمر. و لكن بمرور السنوات، كل طفل بات يولد بقوى خارقة. كل يوم كان يوجد خبر جديد على التلفاز أو في الصحف. و مواطني الأراضي الأخرى بدأوا يشعرون بالفزع يتفاقم في داخلهم.
ببطء، بدأ جميع الناس بإطلاق لقب الوحوش على سكان مملكة إكسو، كل شيء أصبح صعبًا منذ تلك اللحظة، لا حلفاء ولا أصدقاء، كان بإمكانهم فقط التعثر في الأعداء أينما حلوا!
الناس من الممالك الأخرى بدأوا بكرههم، سكان إكسو أصبحوا ممنوعين من دخول الأراضي الأخرى، و إن تم الإمساك بأحدهم خارج حدود مملكته، كانوا يقومون بالقبض عليهم، و تعذيبهم.
سوء الوضع وصل لذروتهِ بمرور الوقت، تحديدًا عندما بدأ داء الفضول يتفشى في الناس ليصبح جميعهم - فجأة - فضوليين أكثر بشأن تلك القوى.
تم القبض على عدد - لم ينشغل أحدهم بإحصاءه - من سكان إكسو و تعذيبهم، بل و ممارسة جميع أنواع التجارب عليهم، علّهم يعرفون سبب تلك القوة، و مع ذلك لا أحد منهم نجح!
الملك في ذلك الوقت كان قد اكتفى مما يحدث، لم يستطع تحمل رؤية أبناءه الاثنى عشر، و أبناء شعبه، يعانون بهذا الشكل. حتى العائلة الملكية كانت في خطر. أو لنقل - بدقة أكبر - كانت العائلة الحاكمة هي الأكثر استهدافًا؛ كون أبناؤه هم الأقوى.
أجواء الفزع كانت تَضفي على المملكة غيمة كئيبة يكاد الناظر من بعيد يرى أشباح الحزن تتراقص عند القبور كما لو أن المملكة كلها ساحة ضخمة تحتضن بين أذرعها الموتى، لا أحد سيتحمل أن يُعامل كوحش، تعذيبه وتجويعه وأذيته أمر مباح فقط لأنه - دون إرادتهِ - ولد مختلفًا!
الملك مهما بدا صارمًا كان الألم يمضغُ قلبه على طاولة نهِمة كونه يرى أبناءهُ الأطباق الرئيسية لهذه الوليمة. معرفته بأن لقب ' وحوش ' الذي بات يصفهم يؤلم مشاعرهم بشدة وشعوره بالعجز لم يمكنه إلا من التساؤل فحسب ماذا فعلوا ليلقوا هذا على أي حال؟
كل يوم كان يمر عليه، كان يطحن شيئًا من روحه في رحا الدُنيا، كان يفقد شيئًا من نفسه وكان يعرف ذلك، يزداد عجزًا وألمًا وهو يشهد ذبول أبناءه بأعين خائفة ومصدومة. وكان مشفقًا أكثر على أكبر أبنائه - في الخامسة عشر من العمر - و عليه أن يدّعي القوة لكيلا ينكسر أشقاؤه.
جميع المملكة توحدت من أجل أرواح أطفالهم الأبرياء، وقرروا أن يضحوا بحياتهم في حربٍ ضدّ الشر. لكن، قبل أن تبدأ هجمتهم، شنّت مملكة البشر الحرب من طرفها أولًا. الأمر الذي كان غير متوقع بالمرة.
و تذكر يومًا، حين تم أخذ ابنه الأكبر ذاك؛ ليتم الاختبار عليه. حينئذٍ اختفى الفتى لأيام و لا أحد تمكن من معرفة ما جرى له، سواءً وهو مفقود أو بعدما عاد. هو فقط شاكر لأنهم استطاعوا إنقاذه من أيدي الشر. وبعدها كان لا بُد من قتال طاحن مع هؤلاء الناس، و وضع حد لهم فالحزن والفزع لن يوفروا لهم حياة هانئة هم حقًا - كبشر - بحاجتها.
لذا، حتى الأطفال الصغار أصبحوا في وسط تلك الحرب بدون أدنى دراية! تلك الأعين البريئة أجبرت على رؤية الدم يسال، على رؤية أحباءهم يلفظون آخر أنفاسهم بدون ذنب محدد اقترفوه! وحقًا قد استقى المملك من هذا العلقم حدّ الامتلاء وقرر أنه .. هذا يكفي!
لم يرد لأطفاله رؤية هذا. لم يرد لأي طفل آخر رؤية هذا. البشر المسالمين ذوي الأعين الخائفة والقلوب المترقبة، نمت لهم أنياب وحوافر، شعب مملكة إكسو أقنعوا أنفسم أنهم وحوشٌ فعلًا و .. استطاعوا أن يحققوا النصر أمام كل الممالك الأخرى، و مجددًا أصبحت إكسو أكثر الممالك قوة و خيفة في العالم.
—
هذه الرواية، هي النسخة العربيّة من رواية Monster المتواجِدة في موقع AFF الشهير.
قامتْ صديقتي بترجمتها، وقمتُ أنا بالتعديل عليها ونشرها، سبقَ ونُشِرت في حسابي على الواتباد، ولكن تم سحبها وها أنا أعاود نشرها هُنا.
بعضُ الدعم؟
حسابي على الواتباد:
@SAYOPICA
🧡
Коментарі