شيطان فاليروس
أنا لم أكن تلك الفتاة المتدينة ولا حتى قريبه منها، ربما كنت أتلو الصلاة مع عائلتي وقت تناول الطعام، لكن غير ذلك لم يحدث
ربما كانت هذه هي الخطيئة التي تم معاقبتي عليها بهذه الطريقة المرعبة، الطريقة التي لم ولن أكن أتخيل أن تحدث معي
الآن وفي هذه اللحظة بينما أرتجف في زاوية غرفتي فزعًا وخوفًا مما أرآه ويحدث معي، يعاد شريط حياتي بطريقة متسلسلة وكأنه فيلم يتم عرضه أمامي
فيلم بدأت أحداثه منذ تلك الليله التي ذهبت فيها مع عائلتي إلى رحلة تخييم وسط الغابة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وربما كان فضولي جزءًا مشتركًا لما حدث أيضًا
Flash back
"إليزا، أين تنورتي، تلك التي كانت هدية عيد مولدي" سألت ليليان أختى الصغيرة والتي يفصل بيني وبينها ثلاث سنوات أي أنها في الخامسة عشر
"لا أعلم، هي تخصك أنتِ وليس أنا، لذا ابحثي عنها جيدًا، ثم ماذا ستفعلين بها في وقت التخييم" رفعت كتفيّ بعدم اهتمام ومن ثم رفعت عينيَّ من على حقيبتي لها باستنكار
"أنا أحب إرتداءها، ماذا في ذلك" هزت رأسها للجانبين مجادلة إيايّ
"لا شيء كما تحبين أفعلي" أخبرتها ومن ثم أغلقت سحاب حقيبتي
"لكن لا تتأخري في البحث وتجهيز حقيبتك لأننا سنتحرك خلال ربع ساعة" أضفت ومن ثم أخذت خطواتي خارج غرفتنا المشتركة
أتذكر كيف صار باقي اليوم، بدايةً من وصولنا إلى الغابة وبحثنا عن منطقة جيدة للمكوث بها ومن ثم تركيب تلك الخييم وإلقاء النكات فيما بيننا والمزاح مع صوت ضحكاتنا، ربما كانت هذه هي الليلة الأخيرة التي أستمع إلى صوت ضحكتي فيها بتلك السعادة
من تركيب الخيم إلى تحضير الغداء ومن ثم قضاء الوقت معًا وربما اللعب قليلًا كانت أفضل ليلة لي على الإطلاق بيني وبين والدايّ وأختي
الذهاب للنوم بعد يوم طويل ومرهق كان أكثر شيء مطلوب وقتها، ولكن هناك شيء جعلني أستيقظ من نومي العميق الذي يصعب على أحد إيقاظي منه بسهولة
نظرت في هاتفي كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، حاولت العودة للنوم مجددًا ولكن محاولاتي باءت بالفشل، لذا كان قراري أخذ جولة صغيرة وربما استكشاف المكان وملء فضولي بما يشتهيه
كانت هناك بحيرة صغيرة بالقرب منا وفكرة نزولي بها وأخذ جولة داخلها تلوح لي في الآفاق، لكن الجو والهواء البارد كان سببًا قويًا لعدم الاستجابة لهذه الفكرة
التجول في هذا الوقت الذي يملؤه الهدوء ونسمات الهواء الباردة التي تنعش رئتيَّ كان أفضل شيء فعلته منذ مدة بعيدًا عن أوقات الدراسة والروتين المعتاد
وقعت أنظاري حينها على منزل خشبي صغير جعلني أعقد حاجبيَّ باستغراب من وجوده في منطقة كهذه، من هذا الذي يصنع منزلًا كهذا ويجلس في منتصف الغابة بكل أريحية
قدمايّ أخذتني في اتجاهه وفضولي كان داعمًا لي على الرغم مما أفعله كان شيء غريب بالنسبة لي، لأنه لم يكن هناك داعيٍ للإقتراب منه
ربما شخصٍ آخر سيقول ما الفائدة التي ستعود لي من ذلك، ولكن يا عزيزي الفضول أسوء شيء على الإطلاق في حياة الفرد منا، وأنا أمتلك أسوء فضول يمكن أن يدمر الإنسان
كانت خطواتي تقترب ولم يتبقى الكثير بيني وبين باب المنزل، وبعد ثلاث خطوات وقفت أمام الباب أطرق عليه بخفه، لِمَ أفعل ذلك.. الإجابة هي لا أعلم، ولكنني أفعل دون تردد
طرقتان ومن ثم مثلهما مرة أخرى قبل أن اتنهد لعدم استجابة من يوجد داخل المنزل وبالتالي تراجعت خطواتي نيةً في العودة إلى مكان مكوثي
لكن صوت قفل يفتح مع صوت صرير الباب دلالة على فتحه أيضًا جعل من خطواتي تتوقف عن تراجعها للخلف
"مرحبًا" نطقت بعد فتح الباب بثوانٍ وعدم ظهور أحد من خلفه
"أيوجد أحد هنا، مرحبًا" تحدثت مرة أخرى مع دفعي للباب بخفه وإدخال رأسي من الفراغ أحاول إلقاء نظرة
المكان معتم لا يوجد شعاع صغير من الضوء حتى وهذا جعلني أشعر بالاستغراب للمرة الثانية، أخذت خطواتي تتقدم لداخل المنزل أقف في المنتصف أحاول رؤية شيء، ولكن الظلام لم يساعد أبدًا
"أعتذر عن تطفلي واقتحامي للمنزل بهذا الشكل، ولكن أردت التعرف على الشخص الذي يعيش هنا، ربما" أبلغت أيًا كان الذي يتواجد وأشعر به حولي ولكن لا استطيع رؤيته وتخرج آخر كلمة بهمس
كانت هي دقيقة ربما التي مرت بصمت مني ومن الطرف الآخر المجهول لي، وحينما قررت الإلتفات والخروج من المنزل أغلق الباب بقوة جعلتني اجفل بطريقة سيئه والخوف يتملك مني
"حسنًا، أنا أعتذر مرة أخرى عما فعلته، لذا هل استطيع الذهاب رجاءً" خرج صوتي مهزوزًا من الخوف عندما حاولت فتح الباب ووجدته موصدًا
"أيًا يكن من أنت مزاحك ليس بجيد أبدًا، لذلك توقف عما تحاول فعله معي" حاولت جعل جملتي تخرج بحده ولكن ارتجاف صوتي جعلني افشل في ذلك
إرتفاع حرارة الوسط من حولي والشعور بهذه الحرارة تقترب مني كما لو كان هناك أحدًا مشتعل يقف خلفي، هذا كان عامل كافي لرفع ضربات قلبي بخوف أكثر مما أشعر به من حبسي في منزل ما من قِبل صاحبه
الشعور بأنفاس ساخنه على بشرة عنقي من الخلف جعلتني انكمش على ذاتي بفزع مما يحدث ومع محاولاتي الفاشلة في فتح الباب، ومع تلك الجمله الصغيرة بصوت حاد هامسًا داخل أذني جعلني أعلم أن من يتواجد خلفي رجلًا وبسبب قربه الشديد تلامست أنفاسه الساخنه لها، وهذا كان كل ما أتذكره قبل فقداني الوعي
"مرحبًا بكِ في عالمي أيتها الفضوليه الصغيرة"
لا أتذكر ما حدث بعدها ولا كيف وصلت إلى تلك البحيرة الصغيرة التي أخبرني أبي أنه وجدني نائمه أمامها بعدما بحث عني لأختفائي من الوسط وعدم علم أختي بمكاني حينما استيقظت
توالت الأيام بعد عودتنا من رحلتنا بشكل طبيعي مع الجميع، لكن أنا كنت أشعر دائمًا أنني مراقبه من قِبل شخص ما، أثناء ممارستي للرياضه صباحًا، تناولي الطعام، مشاهدة التلفاز مع أختي أو بمفردي، وقت استحمامي، حتى عندما أذهب للنوم كنت أشعر أن هناك أحدًا حولي في الغرفة ولكن الأسوأ من ذلك، شعوري بذات الحرارة المرتفعة خلفي على الفراش مع تلك الأنفاس المصاحبة لها أيضًا
وقت دخولي للجامعة ربما كان فترة راحة من ذلك الشعور، ولكنه لم يتلاشى بسبب ذاك الطالب الذي كان دائمًا ينظر لي بطريقة غريبة ليست مريحة على الإطلاق، هو لم يكن يفعل شيء سوى التحديق بتلك النظرات الغريبة والإبتسامة الصغيرة التي تجعل من الخوف يلازمني طوال فترة وجودي في الجامعة
وفي أحد الأيام وجدته يقف أمامي بينما كنت أجلس على طاولة في كافتريا الجامعة في إنتظار وقت محاضرتي القادمة، تلك النظرات والبسمة اختفيا وحل محلهما شيء من اللطافه جعلتني أشعر بعدم الارتياح لهذا التغير وفكرة التقرب مني
"أستطيع الجلوس معكِ" سأل بلطف وما كان مني سوى الإيماء
"بالطبع تتسائلين داخلك عن سبب مجيئي والجلوس معكِ" بدأ حديثه وأنا لم أبدي ردة فعل سوى الإستماع له
"حسنًا، أنا أردت تكوين صداقة معكِ، لأنه وكما لاحظت لم تفعلي مع أحد حتى الآن، وأنا أيضًا" ضحكة صغيرة هربت منه مع انتهاء جملته جعلتني ابتسم بخفه على جمالها
"إذ لم تريدي يمكنني الذهاب كما جئت" أردف بنبرة تغلفها القلق ربما من فكرة رفضي له
وبالتفكير في حديثه وجدت ذاتي وحيده وسط هذا الجمع من الناس في الجامعه، لا أعلم هل هذا طبيعي أم أنه يوجد شيء بي يجعلهم لا يودون الاقتراب مني على الرغم من محاولاتي مع بعضهم، لذا لا بأس بأخذه كصديق لي هو يبدو لطيف وليس شخص سيء مؤذي بأي طريقة كانت عدا تلك النظرات التي كان يوجها لي
"أأخذ صمتكِ كموافقة على صداقتنا" أمال رأسه للجانب مع عدم محوه لأبتسامته تلك والتي جعلتني ابتسم له في المقابل دلاله على موافقتي
"أنا ماكلويد، سامويل ماكلويد" مد يده رغبةً في مصافحتي
"تشرفت بمعرفتك سامويل، أنا إليزا لارسين" كان دوري في مصافحته ولم أكن أعلم أنني أصافح جحيمي
"مرحبًا بكِ في عالمي، إليزا" نفس الجمله بذات الهمس وشعور الحرارة التي وصلت ليدي جعلني أدرك أن هناك شيء خاطىء، ولكن حاولت إنكار ما أشعر به
تقرب سامويل لي وصداقتنا التي كانت تقوى كل يوم عن اليوم الذي قبله، جعلني أشعر بسعادة ولكن بذات الوقت هناك ذلك الشعور الذي يخبر أن هناك شيء خاطىء فيما يحدث وربما خطر على حياتي، ولكن كعادتي واصلت في الإنكار
حتى مع حديثه الغريب لي أثناء مزاحنا بعد انتهائنا من مشروع طُلب منا أن نفعله، والذي كنا نفعله في منزلي وليس منزله والذي بالمناسبه أيضًا لا أعلم أين هو حتى الآن لتهربه من الاجابه دائمًا
"أتعلمين بعد إنتهاء هذا الفصل سأخذكِ إلى رحله لم تكوني تتخيلي أن تذهبِ لها، بتاتًا" تحدث بحماس بعدما أخذ نفسًا من عقب سيجارته بينما يتكىء على نافذة غرفتي
"حقًا، وأين إتجاه تلك الرحلة إذًا" إعتدلت في جلستي أسأله بذات الحماس
"فاليروس، مملكتي حيث نشأت هناك وسأكون الحاكم فيها يومًا، ولكن حدث بعض الأشياء جعلتني أذهب منها" صوته سعيد ولكنه تحول في آخره إلى شيء لم أستطيع تحديده بالضبط ولكنه أقرب من الحقد والغضب
كنت أعتقد أنه يمزح معي كمعظم مزاحتنا غير المفهومة، لذلك قررت تكملة الحديث معه والتسلية معًا، لم أكن أعلم أنني أمزح واعبث في شيء لم ولن أكن أؤمن به ولا حتى أتخيل وجوده وكان مجرد خرافه بالنسبة لي
"كيف سنذهب إذًا أيها الذكي، إذ إنه يوجد شيء جعلك تذهب من هناك" وقفت اقترب منه واقاطع ذراعيَّ أسفل صدري متحدثه بسخرية
"كان هناك بعض الخلافات مع والدي، ولكن تم تسوية الأمور بشكل جيد، ثم لا تسخرين منى إليزا الصغيرة لأنكِ ستصبحين ملكة هذه المملكة قريبًا" ربما كنت سأنكر ما أشعر به هذه المرة أيضًا لولا رؤيتي لقزحتيه تتبدل من الأزرق البراق إلى الأحمر الدموى لتصدر منه ضحكة استمتاع على جفلتي والفزع منه والتراجع بخطواتي للخلف
من بعد ذلك اليوم حاولت قدر الإمكان أن أبتعد عنه ولكن كانت تجربة مستحيلة أن تحدث وخصوصًا بعدما أعترف بحبه لي وعلى حسب قوله أنني أوقعته به بطريقة كما لم يفعل أحد من بني جنسه من قبل، كان دائمًا حديثه مبهم بطريقة غريبه تبث الرعب داخلى
أتذكر ذاك الشاب الذي أوقفني ليعطيني كتابي الذي نسيته قبل خروجي بعد إنتهاء المحاضرة، وفي تلك اللحظه رُئينا من قِبله، أتذكر حديثه عن كيف أنني ملكه وحده ولا يستطيع أحد الاقتراب مني وإلا حينها سيرده قتيلًا بأسوء الطرق، ولم تغب عني تغير عيناه وصوته المحتد بغضب ناهيًا جملته بهمس يشبه الفحيح
اليوم التالي وجد ذاك الشاب مقتولًا في إحدى الممرات بطريقة أقل ما يقال عنها وحشيه مع إحتراق جسده كاملًا ليبدو وكأنه قطعه من الفحم الأسود
لم أراه ذلك اليوم ولكنني شعرت بذلك الشيء الذي كنت أشعر به من قبل، ولكن هذه المرة كانت همساته المصاحبه لأنفاسه الساخنه جعلتني أدرك أنني في ورطه لن أخرج منها بسهولة، وما كان مني سوى إخبار والدايّ وبالتالي جلب أبي قس ليساعدني في التخلص من هذا الشيء والذي يعتبر من أقوى الشياطين في عالمه
تلك الخطوة كانت بداية فتح أبواب الجحيم سواء عليّ أو على عائلتي، حيث قبل بدأ القس بفعل أي شيء ظهر سامويل أو الشيطان حسب قول القس، ولكن هذه المرة بهيئه مختلفة بشعة، كانت هيئته الحقيقية ولكن جسده مازال جسد ذاك البشري الذي كان عليه
"أتعتقدين أنكِ ستتخلصين مني بواسطة هذا الرجل وأفعاله الغريبة، أنتِ مخطئه عزيزتي" جملته ساخره بغضب ولم يتلقى رد مني سوى التجمد بفزع من مظهره
بحركه واحده من يده كان ذاك القس ملقي على الأرض فاقدًا حياته عندما حاول أخذ خطوه ضده بفعل تلك الطقوس التي كان سيبدأ بها
"أرأيتِ، أنه أضعف من أن يفعل لي شئ" أشار بيده على الرجل بسخرية والذي لم يكن له ذنب فيما يحدث سوى أنه أراد مساعدتي
لم أشعر بشيء إلا وأمي تأخذني وتصعد بي إلى غرفتي مع أختي وهناك صوت إطلاق نار والذي خمنت أنه من سلاح أبي
لكن لم نكاد نخطو خطوه أخرى على درجات السلم إلا ورأيت والدي الذي إرتد جسده على الحائط بجانبي ويسقط أمام قدمايّ
كنت أشعر وكان كل شيء يمر بأبطىء ما يكون أمام عيناي، من صراخ أختي وأمي بفزع وخوف على والدي الذي لحق بالرجل في الأسفل إلى رؤيتي له يقترب مني ببطىء وتلك الابتسامة الغريبة التي كانت دائمًا على وجهه البشري
"لِمَ تفعلين هذا، إليزا، أنتِ السبب فيما يحدث لهم الآن، أيعجبكِ ما أفعله بهم إليزا الصغيرة" مع كل كلمه كان يقترب مني لترتعد أوصالي برعب منه وأشعر أن الهواء من حولي إختفى تمامًا
بين ومضة عين وأخرى دون أن أشعر بما يحدث حولي وجدت نفسي داخل غرفتي وأمي تغلق الباب وتضع خلفه الكثير من الأشياء بمساعدة أختي، وكأن ما يفعلاه سيأتي بنتيجة معه، ومع سماع ضحكاته الساخره من خلف الباب المغلق أدركت صحة تفكيري مع تأكيده بجملته
"جيد أنكِ تعلمين هذا يا صغيرتي" صوته جهوري واثق مما ينطق به
مرت دقيقة دون حدوث شيء وأعتقد حينها أنه ربما رحل، بينما أتمسك بيد أمى بخوف كما تفعل ليليان ونراقب أرجاء الغرفة بتوجس
"أخطئتي مرة أخرى، إليزا" جفلنا بفزع من صوته عندما ظهر خلفنا لنتراجع للخلف بعيدًا عنه
ولكن أمي أخذت تلك الخطوة التي كانت سبب انهياري أكثر مما حدث مع أبي وجعل صوتي يخرج بصرخه جعلتني أشعر وكأن أحبال صوتي تقطعت
هي حتى لم تكمل خطوه نحوه لأجد رأسها تم فصله عن جسدها وتهوى للأسفل أمام قدمايّ، صرخات أختي وحديثها لأمي بأن تستيقظ وتنهض، صرخاتها الفزعه من هول المنظر وكل هذا بسببي أنا
"لم أكن لأفعل أيًا من هذا إذ كنتِ تقبلتي قدرك وأتيتِ معي بموافقتكِ، بدلًا من إخبارهم وجعلهم يعانون بهذا الشكل" صوت مختلف كليًا عن ذلك الصوت اللطيف البشري يجعل من كامل جسدي ينتفض هلعًا
"أمامكِ فرصه أخيره لتقرري فيها، ولن أنتظر كثيرًا" أكمل حديثه وأنا لا أعلم ما الذي عليّ قوله، أنا حتى لا استطيع التحدث ونطق حرف واحد كل ما استطعت فعله هو السقوط على قدماي احتمي في زاوية غرفتي
"هذا مستحيل، هذا غير حقيقي، أنتَ غير حقيقي، أنا حتى لا أؤمن بتلك الخرافات، لا أصدق بوجود مخلوقات مثلك" تمتمت لنفسي أشعر وكأنه كابوس سيء أحاول إيقاظ نفسي منه بهذه الكلمات
"هذا خطأك منذ البداية عزيزتي، عدم إيمانك بنا، كثرة فضولك الذي أتى بكِ إلى ذلك المنزل، ولكن ما حدث معكِ حتى الآن يجعلك تصدقين أن هناك مخلوقات غيرك، وأحد هذه المخلوقات واقعًا معكِ في الحب بطريقة سيئة للغاية لن تستطيعي الهرب منه" صوته هاديء وكأنه يقص حكاية ما قبل النوم وصوت نحيب أختي بجانبي كان الموسيقى الداعمه لحديثه
"ولكن أنا لا أحبك، أنتَ مجرد شيطان لعين فالتذهب إلى الجحيم السابعة التي أتيت منها" صرخت بأعلى صوت أملكه وكل ألم أشعر به داخلي
ولكن يبدو أنني فعلت شيء أسوأ من فضولي الذي اقحمني بكل هذا، جملتي له جعلت عيناه تصبح أكثر أحمرارًا وخروج جناحان ذو لون أسود من خلف ظهره جعلاه يرتفع لأعلى ومن ثم بدأت الغرفة تنقلب رأسًا على عقب مما فيها من أثاث
كان كل شيء يتطاير حولي بحده لتصرخ ليليان بفزع وكادت أن تتحرك صوبي حتى وجدتها تصارع مع نفسها شيء ما، اقتربت منها سريعًا أحاول فهم ما يحدث معها وما كان مني سوى الإدراك أنه السبب فيما يحدث معها، هو يقوم بخنقها بطريقه ما وأنا لا استطيع فعل شيء
"توقف، فقط توقف رجاءً لا تؤذيها" صرخت برجاء وخوف عليها ولكن يبدو أنه في عالمٍ آخر صوتي لا يصل له
" أنتِ لي، لي أنا فقط، لا تستطيعي الإبتعاد عني مهما حدث إلا بالموت" بإنتهاء جملته بدأت نيران تشتعل في الغرفه بشكل سيء جعل من ليليان تعاني أكثر في التنفس، كنت أراها تذهب من بين يديّ دون فعل شيء لها ومساعدتها
مرت جملته بشكل سريع داخل رأسي مرة أخرى لأتوصل إلى ذلك الحل الذي سينهي كل هذا العذاب، ويبدو أنه عرف ما سأفعله بطريقه ما كما يفعل في كل مرة، ولكنه تأخر في منعي بالقيام بذلك الشيء
حيث كان هناك تلك القطع من زجاج المرآة التي تحطمت بجانبي، وخلال لحظه كنت أمسك بإحدى القطع بيدي ولم أشعر بما أفعله سوى عند شعورى بألم في بطني، جعلني أشعر كما لو أن روحي تخرج من جسدي، وربما هذا ما كان يحدث
"لا لا، إليزا، لا تفعلي هذا بي" رأيته هو يتحول إلى ذاك البشري مرة أخرى وعيناه تفيض حزنًا أمامي
ربما لو كان ذاك البشري حقيقي بكل ما عايشته معه خلال هذه الشهور القليلة لكنت وقعت في حبه حقًا كما فعل هو وليس ذاك الشيطان الذي قلب حياتي بهذا الشكل
"أقسم أنني أحبك ولم أكن أريد أذيتك أو أي فرد من عائلتك بهذا الشكل" رؤية دموعه التي تنساب على وجنتيه بهذه الطريقة جعلت قلبي يؤلمني أكثر من شعوري بألم إحتضاري، ولكن هذا في النهاية ليس نفس الشخص الذي أراه الآن
حولت نظري منه إلى ليليان التي يبدو أنها لحقت بوالديّ، وما زالت النيران تأكل في جميع أرجاء الغرفة ودخان الاحتراق يجعل من تنفسي صعب أكثر ولا استطيع إخراج حرف من بين شفتيَّ، وهو يعلم أنه لا يستطيع مساعدتي فيما يحدث معي، لا يستطيع ألا يجعلني أرحل
"لا تذهبي، إليزا، لا تتركيني رجاءً" جملته كانت آخر شيء أسمعه منه متوسلًا بإنتحاب وألم في نبرته بينما يضع رأسي على قدميه
وآخر ما استطعت التفكير به أيضًا ربما بل بالتأكيد أنني أوصلت ذاتي وعائلتي إلى هذه المرحلة بسبب عدم إيماني بهم وفضولي الدائم، الفضول الذي يدمر الإنسان وينهي حياته في ومضة عين واحده دون شعور منه
______________________________________
- الون شوت دي موجوده على الوتباد، بس حبيت اجرب أنزلها هنا ممكن تكون وشها حلو عليا شويه 💜
- أول مره أكتب حاجه رعب، إيه رأيكم
- هي فكره كدا جت في بالي وكنت بفكر اعملها ستوري بس قولت اخليها ون شوت أحسن، وكتبتبها مره وحده
- اي حاجه محتاجه تعديل فيها أو حاجه ناقصه ممكن أضيفها من وجهة نظركم
- الفكره والأحداث عجبتكم ولا لا، اتمني تقولو رأيكم عشان اعرف اللي كتبته حلو او وحش أو عاوز تعديل
- اتمنى تكون عجبتكم واستفدتم منها بحاجه ولو صغيره💜
ربما كانت هذه هي الخطيئة التي تم معاقبتي عليها بهذه الطريقة المرعبة، الطريقة التي لم ولن أكن أتخيل أن تحدث معي
الآن وفي هذه اللحظة بينما أرتجف في زاوية غرفتي فزعًا وخوفًا مما أرآه ويحدث معي، يعاد شريط حياتي بطريقة متسلسلة وكأنه فيلم يتم عرضه أمامي
فيلم بدأت أحداثه منذ تلك الليله التي ذهبت فيها مع عائلتي إلى رحلة تخييم وسط الغابة، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وربما كان فضولي جزءًا مشتركًا لما حدث أيضًا
Flash back
"إليزا، أين تنورتي، تلك التي كانت هدية عيد مولدي" سألت ليليان أختى الصغيرة والتي يفصل بيني وبينها ثلاث سنوات أي أنها في الخامسة عشر
"لا أعلم، هي تخصك أنتِ وليس أنا، لذا ابحثي عنها جيدًا، ثم ماذا ستفعلين بها في وقت التخييم" رفعت كتفيّ بعدم اهتمام ومن ثم رفعت عينيَّ من على حقيبتي لها باستنكار
"أنا أحب إرتداءها، ماذا في ذلك" هزت رأسها للجانبين مجادلة إيايّ
"لا شيء كما تحبين أفعلي" أخبرتها ومن ثم أغلقت سحاب حقيبتي
"لكن لا تتأخري في البحث وتجهيز حقيبتك لأننا سنتحرك خلال ربع ساعة" أضفت ومن ثم أخذت خطواتي خارج غرفتنا المشتركة
أتذكر كيف صار باقي اليوم، بدايةً من وصولنا إلى الغابة وبحثنا عن منطقة جيدة للمكوث بها ومن ثم تركيب تلك الخييم وإلقاء النكات فيما بيننا والمزاح مع صوت ضحكاتنا، ربما كانت هذه هي الليلة الأخيرة التي أستمع إلى صوت ضحكتي فيها بتلك السعادة
من تركيب الخيم إلى تحضير الغداء ومن ثم قضاء الوقت معًا وربما اللعب قليلًا كانت أفضل ليلة لي على الإطلاق بيني وبين والدايّ وأختي
الذهاب للنوم بعد يوم طويل ومرهق كان أكثر شيء مطلوب وقتها، ولكن هناك شيء جعلني أستيقظ من نومي العميق الذي يصعب على أحد إيقاظي منه بسهولة
نظرت في هاتفي كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، حاولت العودة للنوم مجددًا ولكن محاولاتي باءت بالفشل، لذا كان قراري أخذ جولة صغيرة وربما استكشاف المكان وملء فضولي بما يشتهيه
كانت هناك بحيرة صغيرة بالقرب منا وفكرة نزولي بها وأخذ جولة داخلها تلوح لي في الآفاق، لكن الجو والهواء البارد كان سببًا قويًا لعدم الاستجابة لهذه الفكرة
التجول في هذا الوقت الذي يملؤه الهدوء ونسمات الهواء الباردة التي تنعش رئتيَّ كان أفضل شيء فعلته منذ مدة بعيدًا عن أوقات الدراسة والروتين المعتاد
وقعت أنظاري حينها على منزل خشبي صغير جعلني أعقد حاجبيَّ باستغراب من وجوده في منطقة كهذه، من هذا الذي يصنع منزلًا كهذا ويجلس في منتصف الغابة بكل أريحية
قدمايّ أخذتني في اتجاهه وفضولي كان داعمًا لي على الرغم مما أفعله كان شيء غريب بالنسبة لي، لأنه لم يكن هناك داعيٍ للإقتراب منه
ربما شخصٍ آخر سيقول ما الفائدة التي ستعود لي من ذلك، ولكن يا عزيزي الفضول أسوء شيء على الإطلاق في حياة الفرد منا، وأنا أمتلك أسوء فضول يمكن أن يدمر الإنسان
كانت خطواتي تقترب ولم يتبقى الكثير بيني وبين باب المنزل، وبعد ثلاث خطوات وقفت أمام الباب أطرق عليه بخفه، لِمَ أفعل ذلك.. الإجابة هي لا أعلم، ولكنني أفعل دون تردد
طرقتان ومن ثم مثلهما مرة أخرى قبل أن اتنهد لعدم استجابة من يوجد داخل المنزل وبالتالي تراجعت خطواتي نيةً في العودة إلى مكان مكوثي
لكن صوت قفل يفتح مع صوت صرير الباب دلالة على فتحه أيضًا جعل من خطواتي تتوقف عن تراجعها للخلف
"مرحبًا" نطقت بعد فتح الباب بثوانٍ وعدم ظهور أحد من خلفه
"أيوجد أحد هنا، مرحبًا" تحدثت مرة أخرى مع دفعي للباب بخفه وإدخال رأسي من الفراغ أحاول إلقاء نظرة
المكان معتم لا يوجد شعاع صغير من الضوء حتى وهذا جعلني أشعر بالاستغراب للمرة الثانية، أخذت خطواتي تتقدم لداخل المنزل أقف في المنتصف أحاول رؤية شيء، ولكن الظلام لم يساعد أبدًا
"أعتذر عن تطفلي واقتحامي للمنزل بهذا الشكل، ولكن أردت التعرف على الشخص الذي يعيش هنا، ربما" أبلغت أيًا كان الذي يتواجد وأشعر به حولي ولكن لا استطيع رؤيته وتخرج آخر كلمة بهمس
كانت هي دقيقة ربما التي مرت بصمت مني ومن الطرف الآخر المجهول لي، وحينما قررت الإلتفات والخروج من المنزل أغلق الباب بقوة جعلتني اجفل بطريقة سيئه والخوف يتملك مني
"حسنًا، أنا أعتذر مرة أخرى عما فعلته، لذا هل استطيع الذهاب رجاءً" خرج صوتي مهزوزًا من الخوف عندما حاولت فتح الباب ووجدته موصدًا
"أيًا يكن من أنت مزاحك ليس بجيد أبدًا، لذلك توقف عما تحاول فعله معي" حاولت جعل جملتي تخرج بحده ولكن ارتجاف صوتي جعلني افشل في ذلك
إرتفاع حرارة الوسط من حولي والشعور بهذه الحرارة تقترب مني كما لو كان هناك أحدًا مشتعل يقف خلفي، هذا كان عامل كافي لرفع ضربات قلبي بخوف أكثر مما أشعر به من حبسي في منزل ما من قِبل صاحبه
الشعور بأنفاس ساخنه على بشرة عنقي من الخلف جعلتني انكمش على ذاتي بفزع مما يحدث ومع محاولاتي الفاشلة في فتح الباب، ومع تلك الجمله الصغيرة بصوت حاد هامسًا داخل أذني جعلني أعلم أن من يتواجد خلفي رجلًا وبسبب قربه الشديد تلامست أنفاسه الساخنه لها، وهذا كان كل ما أتذكره قبل فقداني الوعي
"مرحبًا بكِ في عالمي أيتها الفضوليه الصغيرة"
لا أتذكر ما حدث بعدها ولا كيف وصلت إلى تلك البحيرة الصغيرة التي أخبرني أبي أنه وجدني نائمه أمامها بعدما بحث عني لأختفائي من الوسط وعدم علم أختي بمكاني حينما استيقظت
توالت الأيام بعد عودتنا من رحلتنا بشكل طبيعي مع الجميع، لكن أنا كنت أشعر دائمًا أنني مراقبه من قِبل شخص ما، أثناء ممارستي للرياضه صباحًا، تناولي الطعام، مشاهدة التلفاز مع أختي أو بمفردي، وقت استحمامي، حتى عندما أذهب للنوم كنت أشعر أن هناك أحدًا حولي في الغرفة ولكن الأسوأ من ذلك، شعوري بذات الحرارة المرتفعة خلفي على الفراش مع تلك الأنفاس المصاحبة لها أيضًا
وقت دخولي للجامعة ربما كان فترة راحة من ذلك الشعور، ولكنه لم يتلاشى بسبب ذاك الطالب الذي كان دائمًا ينظر لي بطريقة غريبة ليست مريحة على الإطلاق، هو لم يكن يفعل شيء سوى التحديق بتلك النظرات الغريبة والإبتسامة الصغيرة التي تجعل من الخوف يلازمني طوال فترة وجودي في الجامعة
وفي أحد الأيام وجدته يقف أمامي بينما كنت أجلس على طاولة في كافتريا الجامعة في إنتظار وقت محاضرتي القادمة، تلك النظرات والبسمة اختفيا وحل محلهما شيء من اللطافه جعلتني أشعر بعدم الارتياح لهذا التغير وفكرة التقرب مني
"أستطيع الجلوس معكِ" سأل بلطف وما كان مني سوى الإيماء
"بالطبع تتسائلين داخلك عن سبب مجيئي والجلوس معكِ" بدأ حديثه وأنا لم أبدي ردة فعل سوى الإستماع له
"حسنًا، أنا أردت تكوين صداقة معكِ، لأنه وكما لاحظت لم تفعلي مع أحد حتى الآن، وأنا أيضًا" ضحكة صغيرة هربت منه مع انتهاء جملته جعلتني ابتسم بخفه على جمالها
"إذ لم تريدي يمكنني الذهاب كما جئت" أردف بنبرة تغلفها القلق ربما من فكرة رفضي له
وبالتفكير في حديثه وجدت ذاتي وحيده وسط هذا الجمع من الناس في الجامعه، لا أعلم هل هذا طبيعي أم أنه يوجد شيء بي يجعلهم لا يودون الاقتراب مني على الرغم من محاولاتي مع بعضهم، لذا لا بأس بأخذه كصديق لي هو يبدو لطيف وليس شخص سيء مؤذي بأي طريقة كانت عدا تلك النظرات التي كان يوجها لي
"أأخذ صمتكِ كموافقة على صداقتنا" أمال رأسه للجانب مع عدم محوه لأبتسامته تلك والتي جعلتني ابتسم له في المقابل دلاله على موافقتي
"أنا ماكلويد، سامويل ماكلويد" مد يده رغبةً في مصافحتي
"تشرفت بمعرفتك سامويل، أنا إليزا لارسين" كان دوري في مصافحته ولم أكن أعلم أنني أصافح جحيمي
"مرحبًا بكِ في عالمي، إليزا" نفس الجمله بذات الهمس وشعور الحرارة التي وصلت ليدي جعلني أدرك أن هناك شيء خاطىء، ولكن حاولت إنكار ما أشعر به
تقرب سامويل لي وصداقتنا التي كانت تقوى كل يوم عن اليوم الذي قبله، جعلني أشعر بسعادة ولكن بذات الوقت هناك ذلك الشعور الذي يخبر أن هناك شيء خاطىء فيما يحدث وربما خطر على حياتي، ولكن كعادتي واصلت في الإنكار
حتى مع حديثه الغريب لي أثناء مزاحنا بعد انتهائنا من مشروع طُلب منا أن نفعله، والذي كنا نفعله في منزلي وليس منزله والذي بالمناسبه أيضًا لا أعلم أين هو حتى الآن لتهربه من الاجابه دائمًا
"أتعلمين بعد إنتهاء هذا الفصل سأخذكِ إلى رحله لم تكوني تتخيلي أن تذهبِ لها، بتاتًا" تحدث بحماس بعدما أخذ نفسًا من عقب سيجارته بينما يتكىء على نافذة غرفتي
"حقًا، وأين إتجاه تلك الرحلة إذًا" إعتدلت في جلستي أسأله بذات الحماس
"فاليروس، مملكتي حيث نشأت هناك وسأكون الحاكم فيها يومًا، ولكن حدث بعض الأشياء جعلتني أذهب منها" صوته سعيد ولكنه تحول في آخره إلى شيء لم أستطيع تحديده بالضبط ولكنه أقرب من الحقد والغضب
كنت أعتقد أنه يمزح معي كمعظم مزاحتنا غير المفهومة، لذلك قررت تكملة الحديث معه والتسلية معًا، لم أكن أعلم أنني أمزح واعبث في شيء لم ولن أكن أؤمن به ولا حتى أتخيل وجوده وكان مجرد خرافه بالنسبة لي
"كيف سنذهب إذًا أيها الذكي، إذ إنه يوجد شيء جعلك تذهب من هناك" وقفت اقترب منه واقاطع ذراعيَّ أسفل صدري متحدثه بسخرية
"كان هناك بعض الخلافات مع والدي، ولكن تم تسوية الأمور بشكل جيد، ثم لا تسخرين منى إليزا الصغيرة لأنكِ ستصبحين ملكة هذه المملكة قريبًا" ربما كنت سأنكر ما أشعر به هذه المرة أيضًا لولا رؤيتي لقزحتيه تتبدل من الأزرق البراق إلى الأحمر الدموى لتصدر منه ضحكة استمتاع على جفلتي والفزع منه والتراجع بخطواتي للخلف
من بعد ذلك اليوم حاولت قدر الإمكان أن أبتعد عنه ولكن كانت تجربة مستحيلة أن تحدث وخصوصًا بعدما أعترف بحبه لي وعلى حسب قوله أنني أوقعته به بطريقة كما لم يفعل أحد من بني جنسه من قبل، كان دائمًا حديثه مبهم بطريقة غريبه تبث الرعب داخلى
أتذكر ذاك الشاب الذي أوقفني ليعطيني كتابي الذي نسيته قبل خروجي بعد إنتهاء المحاضرة، وفي تلك اللحظه رُئينا من قِبله، أتذكر حديثه عن كيف أنني ملكه وحده ولا يستطيع أحد الاقتراب مني وإلا حينها سيرده قتيلًا بأسوء الطرق، ولم تغب عني تغير عيناه وصوته المحتد بغضب ناهيًا جملته بهمس يشبه الفحيح
اليوم التالي وجد ذاك الشاب مقتولًا في إحدى الممرات بطريقة أقل ما يقال عنها وحشيه مع إحتراق جسده كاملًا ليبدو وكأنه قطعه من الفحم الأسود
لم أراه ذلك اليوم ولكنني شعرت بذلك الشيء الذي كنت أشعر به من قبل، ولكن هذه المرة كانت همساته المصاحبه لأنفاسه الساخنه جعلتني أدرك أنني في ورطه لن أخرج منها بسهولة، وما كان مني سوى إخبار والدايّ وبالتالي جلب أبي قس ليساعدني في التخلص من هذا الشيء والذي يعتبر من أقوى الشياطين في عالمه
تلك الخطوة كانت بداية فتح أبواب الجحيم سواء عليّ أو على عائلتي، حيث قبل بدأ القس بفعل أي شيء ظهر سامويل أو الشيطان حسب قول القس، ولكن هذه المرة بهيئه مختلفة بشعة، كانت هيئته الحقيقية ولكن جسده مازال جسد ذاك البشري الذي كان عليه
"أتعتقدين أنكِ ستتخلصين مني بواسطة هذا الرجل وأفعاله الغريبة، أنتِ مخطئه عزيزتي" جملته ساخره بغضب ولم يتلقى رد مني سوى التجمد بفزع من مظهره
بحركه واحده من يده كان ذاك القس ملقي على الأرض فاقدًا حياته عندما حاول أخذ خطوه ضده بفعل تلك الطقوس التي كان سيبدأ بها
"أرأيتِ، أنه أضعف من أن يفعل لي شئ" أشار بيده على الرجل بسخرية والذي لم يكن له ذنب فيما يحدث سوى أنه أراد مساعدتي
لم أشعر بشيء إلا وأمي تأخذني وتصعد بي إلى غرفتي مع أختي وهناك صوت إطلاق نار والذي خمنت أنه من سلاح أبي
لكن لم نكاد نخطو خطوه أخرى على درجات السلم إلا ورأيت والدي الذي إرتد جسده على الحائط بجانبي ويسقط أمام قدمايّ
كنت أشعر وكان كل شيء يمر بأبطىء ما يكون أمام عيناي، من صراخ أختي وأمي بفزع وخوف على والدي الذي لحق بالرجل في الأسفل إلى رؤيتي له يقترب مني ببطىء وتلك الابتسامة الغريبة التي كانت دائمًا على وجهه البشري
"لِمَ تفعلين هذا، إليزا، أنتِ السبب فيما يحدث لهم الآن، أيعجبكِ ما أفعله بهم إليزا الصغيرة" مع كل كلمه كان يقترب مني لترتعد أوصالي برعب منه وأشعر أن الهواء من حولي إختفى تمامًا
بين ومضة عين وأخرى دون أن أشعر بما يحدث حولي وجدت نفسي داخل غرفتي وأمي تغلق الباب وتضع خلفه الكثير من الأشياء بمساعدة أختي، وكأن ما يفعلاه سيأتي بنتيجة معه، ومع سماع ضحكاته الساخره من خلف الباب المغلق أدركت صحة تفكيري مع تأكيده بجملته
"جيد أنكِ تعلمين هذا يا صغيرتي" صوته جهوري واثق مما ينطق به
مرت دقيقة دون حدوث شيء وأعتقد حينها أنه ربما رحل، بينما أتمسك بيد أمى بخوف كما تفعل ليليان ونراقب أرجاء الغرفة بتوجس
"أخطئتي مرة أخرى، إليزا" جفلنا بفزع من صوته عندما ظهر خلفنا لنتراجع للخلف بعيدًا عنه
ولكن أمي أخذت تلك الخطوة التي كانت سبب انهياري أكثر مما حدث مع أبي وجعل صوتي يخرج بصرخه جعلتني أشعر وكأن أحبال صوتي تقطعت
هي حتى لم تكمل خطوه نحوه لأجد رأسها تم فصله عن جسدها وتهوى للأسفل أمام قدمايّ، صرخات أختي وحديثها لأمي بأن تستيقظ وتنهض، صرخاتها الفزعه من هول المنظر وكل هذا بسببي أنا
"لم أكن لأفعل أيًا من هذا إذ كنتِ تقبلتي قدرك وأتيتِ معي بموافقتكِ، بدلًا من إخبارهم وجعلهم يعانون بهذا الشكل" صوت مختلف كليًا عن ذلك الصوت اللطيف البشري يجعل من كامل جسدي ينتفض هلعًا
"أمامكِ فرصه أخيره لتقرري فيها، ولن أنتظر كثيرًا" أكمل حديثه وأنا لا أعلم ما الذي عليّ قوله، أنا حتى لا استطيع التحدث ونطق حرف واحد كل ما استطعت فعله هو السقوط على قدماي احتمي في زاوية غرفتي
"هذا مستحيل، هذا غير حقيقي، أنتَ غير حقيقي، أنا حتى لا أؤمن بتلك الخرافات، لا أصدق بوجود مخلوقات مثلك" تمتمت لنفسي أشعر وكأنه كابوس سيء أحاول إيقاظ نفسي منه بهذه الكلمات
"هذا خطأك منذ البداية عزيزتي، عدم إيمانك بنا، كثرة فضولك الذي أتى بكِ إلى ذلك المنزل، ولكن ما حدث معكِ حتى الآن يجعلك تصدقين أن هناك مخلوقات غيرك، وأحد هذه المخلوقات واقعًا معكِ في الحب بطريقة سيئة للغاية لن تستطيعي الهرب منه" صوته هاديء وكأنه يقص حكاية ما قبل النوم وصوت نحيب أختي بجانبي كان الموسيقى الداعمه لحديثه
"ولكن أنا لا أحبك، أنتَ مجرد شيطان لعين فالتذهب إلى الجحيم السابعة التي أتيت منها" صرخت بأعلى صوت أملكه وكل ألم أشعر به داخلي
ولكن يبدو أنني فعلت شيء أسوأ من فضولي الذي اقحمني بكل هذا، جملتي له جعلت عيناه تصبح أكثر أحمرارًا وخروج جناحان ذو لون أسود من خلف ظهره جعلاه يرتفع لأعلى ومن ثم بدأت الغرفة تنقلب رأسًا على عقب مما فيها من أثاث
كان كل شيء يتطاير حولي بحده لتصرخ ليليان بفزع وكادت أن تتحرك صوبي حتى وجدتها تصارع مع نفسها شيء ما، اقتربت منها سريعًا أحاول فهم ما يحدث معها وما كان مني سوى الإدراك أنه السبب فيما يحدث معها، هو يقوم بخنقها بطريقه ما وأنا لا استطيع فعل شيء
"توقف، فقط توقف رجاءً لا تؤذيها" صرخت برجاء وخوف عليها ولكن يبدو أنه في عالمٍ آخر صوتي لا يصل له
" أنتِ لي، لي أنا فقط، لا تستطيعي الإبتعاد عني مهما حدث إلا بالموت" بإنتهاء جملته بدأت نيران تشتعل في الغرفه بشكل سيء جعل من ليليان تعاني أكثر في التنفس، كنت أراها تذهب من بين يديّ دون فعل شيء لها ومساعدتها
مرت جملته بشكل سريع داخل رأسي مرة أخرى لأتوصل إلى ذلك الحل الذي سينهي كل هذا العذاب، ويبدو أنه عرف ما سأفعله بطريقه ما كما يفعل في كل مرة، ولكنه تأخر في منعي بالقيام بذلك الشيء
حيث كان هناك تلك القطع من زجاج المرآة التي تحطمت بجانبي، وخلال لحظه كنت أمسك بإحدى القطع بيدي ولم أشعر بما أفعله سوى عند شعورى بألم في بطني، جعلني أشعر كما لو أن روحي تخرج من جسدي، وربما هذا ما كان يحدث
"لا لا، إليزا، لا تفعلي هذا بي" رأيته هو يتحول إلى ذاك البشري مرة أخرى وعيناه تفيض حزنًا أمامي
ربما لو كان ذاك البشري حقيقي بكل ما عايشته معه خلال هذه الشهور القليلة لكنت وقعت في حبه حقًا كما فعل هو وليس ذاك الشيطان الذي قلب حياتي بهذا الشكل
"أقسم أنني أحبك ولم أكن أريد أذيتك أو أي فرد من عائلتك بهذا الشكل" رؤية دموعه التي تنساب على وجنتيه بهذه الطريقة جعلت قلبي يؤلمني أكثر من شعوري بألم إحتضاري، ولكن هذا في النهاية ليس نفس الشخص الذي أراه الآن
حولت نظري منه إلى ليليان التي يبدو أنها لحقت بوالديّ، وما زالت النيران تأكل في جميع أرجاء الغرفة ودخان الاحتراق يجعل من تنفسي صعب أكثر ولا استطيع إخراج حرف من بين شفتيَّ، وهو يعلم أنه لا يستطيع مساعدتي فيما يحدث معي، لا يستطيع ألا يجعلني أرحل
"لا تذهبي، إليزا، لا تتركيني رجاءً" جملته كانت آخر شيء أسمعه منه متوسلًا بإنتحاب وألم في نبرته بينما يضع رأسي على قدميه
وآخر ما استطعت التفكير به أيضًا ربما بل بالتأكيد أنني أوصلت ذاتي وعائلتي إلى هذه المرحلة بسبب عدم إيماني بهم وفضولي الدائم، الفضول الذي يدمر الإنسان وينهي حياته في ومضة عين واحده دون شعور منه
______________________________________
- الون شوت دي موجوده على الوتباد، بس حبيت اجرب أنزلها هنا ممكن تكون وشها حلو عليا شويه 💜
- أول مره أكتب حاجه رعب، إيه رأيكم
- هي فكره كدا جت في بالي وكنت بفكر اعملها ستوري بس قولت اخليها ون شوت أحسن، وكتبتبها مره وحده
- اي حاجه محتاجه تعديل فيها أو حاجه ناقصه ممكن أضيفها من وجهة نظركم
- الفكره والأحداث عجبتكم ولا لا، اتمني تقولو رأيكم عشان اعرف اللي كتبته حلو او وحش أو عاوز تعديل
- اتمنى تكون عجبتكم واستفدتم منها بحاجه ولو صغيره💜
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(54)
شيطان فاليروس
هو انا تعاطفت معاه ليه فهموووني🙂🙂🙂🙂🤦🏻♀️💔😹😹
Відповісти
2020-08-03 16:50:40
Подобається
شيطان فاليروس
🌚 💔
ليش ماتت المسكينة؟ 🙂
حبيتها وحبيت شيطانها ذاك سامويل 🔥🌻
Відповісти
2020-10-15 19:06:10
Подобається
شيطان فاليروس
وان شوت ايجنن
Відповісти
2020-11-12 18:39:07
Подобається