الْأَوَّلِ .
الْأَوَّلِ .
اصوات الهمسات تعلو ما ان دخلت المكان تتبعها شهقات غير مصدقه و اخري مستنكره لأتوجه مباشره لأله بيع القهوه.
وضعت يدي بجيب معطفي بلا مبلاه ابحث عن بعض العملات النقديه
لقد بدؤا بالاشاره علي بوقاحه فجه الان.. 
عظيم ~

" عاهره..  "

" كيف قامت تلك الريفيه بأغوائه..  "

" ونحن من كنا نقول عنها ريفيه ساذجه..  نحن السذج عزيزتي "

هل هم بهذا الغباء ليظنوا انني لا اسمعهم ام يا تري يقولون هذا لأستمع.. ؟!

- " كان علينا المعرفه منذ ان اتت..  لقد أتت من إلا مكان و اصبحت مساعدته الشخصيه في لمح البصر "

زفرت بقله صبر وانا اغوص بجيبي

" اين هي تلك العملات اللعينه "
قلت لاعنه تحت انفاسي غير ملاحظه ان تلك الهمهمات الوقحه قد اختفت تماما الا عندما امتدت تلك اليد امامي بعمله نقديه ، يد اعرفها جيدا ، و اخشها للغايه مع انها لم ولن تمتد لي بالاذي يوما وهذا ليس سبب خشيتي منها علي اي حال. 

رفعت عيني ببطئ لأجد عيناه المشرقه امامي
كيف يمكن ان يكون بهذه البهجه والاشراق ولقد دمرت حياتنا البارحه صباحا!! 

" تفضلي.. "
قال بصوته العميق الدافئ مع ابتسامته المعتاده لأخذ العمله من بين اصابعه الطويله ليتخذ  هو خطوه للخلف، خطوه جعلتني اظن انه سيرحل ولكنه لم يذهب، فقط ترجع و استند بظهره علي الحائط ليغمض عيناه و يضع كلتا يديه في جيبه، بتلك الهيئه هو بدي حقاً كتمثال منحوت بمثاليه.

" اتريد..  "
قلت ليخرج صوتي ضعيفا و لكن مع ذلك هو فتح عيناه والتفت لي عيناه أخبرتني بأنه لم بسمع ما قلته لأعيد بصوت اعلي هذه المره
" اتريد بعض القهوه ؟ "

ب

أبتسامه جانبيه و عيون نعسه همهم

" ظننتكي لن تسألي ابدا..  ".

***

وقفنا في شرفه المكتب نتناول قهوتنا بعيدا عن الهمسات و اللمزات التي مللت منها جميعا و لكن و مع اعتيادي عليها لم تفشل ابدا في ان تسبب لي الالم ولم افشل انا يوما ان اتظاهر ان الامر لا يؤثر بي.

حاوطت كفاي بكوب القهوه الساخن التمس بعض الدفئ فيدياي في الشتاء تكون عباره عن قطعه من الثلج، اخذت نفسا عميقا اتنفس عطر الارض التي تفرزه بعد انتهاء الامطار لتمتلئ رئتاي بهواء الشتاء البارد لأتنهد رغما عني.

" اتمني ان لا تهتمي لما يقولونه..  "
قال هو وهو ينظر أمامه مستنداً بمرفقيه علي سور الشرفه، همهمت كأجابه مرتشفه من قهوتي اراقب هيئته بطرف عيني  فأنا لست بهذه الشجاعه لأنظر له مباشره.

شمس الشتاء لهي حقا قاسيه ، كيف لها ان تعكس اشعتها علي وجهه بهذه الطريقه لتجعل عيناه تبدوان اكثر حزنا..  وكأن الامر ينقص.. 

"سيد تشانيول..  اعني.. "
قلت بأرتباك لأندم بعدها بثوان انني تحدثت ولكن الاوان قد فات علي اي حال فقد التفت لي بالفعل

" احم..  سيد تشانيول..  "
اردفت ولكن هذه المره بشئ يشبه الثقه ليقاطعني

" تشانيول فقط جو ري..  تشانيول فقط..  "
قال هامسا ليزداد صوته عمقا ، بتوتر نظرت الي الأرض، حتى ما تكون في حلقي يرفض ان يتم ابتلاعه ليسنح لي لأعاود المحاوله لقول ما اريد قوله و لكن نظراته القريبه التي تتفحصني منتظره فقط تجعل الأمر اسوء و اسوء. طرقات على الباب قاطعه كلانا و انقذتني لننظر كلانا بحركه لا اراديه ناحيه الباب، لأعيد عيناي اليه مره اخرى قبل أن ابتسم  وانا ازم شفتاي لتتحولا لخطين رفيعين قبل ان ادخل للمكتب،. المحادثه قد انتهت بالفعل، حمدا لله.

وضعت كوبي علي مكتبي العاجي - الصغير نسبيا - الواقع امام الشرفه مباشره و الذي يشبه اخر عملاق يقع في الناحيه الاخري من الغرفه و الذي هو و بالتاكيد خاص به

فتحت الباب لأجد 'جينا'  و  'يو مي'
رائع..  اكتملت
متوجهه الي مكتبي لأجلس خلفه هم فقط لم يتحملوا و استمروا بالتهامس حتى جلسن أمامي في امتعاض 

" لقد انتهيت مما طلبتيه..  "
قالت يومي في حقد جعلني اتعجب كيف لم تطلق سماً من فمها و هي تتحدث.

" جيد..  اتمني ان لا توجد اخطاء في الحسابات مره اخري.. "
قلت بهدوء لأميل علي المكتب مقتربه منها  لترتجف عينا يومي  وتنظر للشرفه،  تنفسها المضرب ارتاح قليلا حينما رأته مازال منهمكا في قهوته ولم يسمعنا لتنظر لي و عيناها كلها كراهيه

" تفعلين هذا عمدا..  اليس كذلك ؟! "
قالت يومي بصوت يشبه الفحيح و هي تشد علي اسنانها لأبتسم تهنئتا لها علي غبائها فأن كنت اريده ان يسمع لما همست و ان كنت اريده ان يعلم لما اخفيت الامر و قمت بأعاده الحسابات من اولها لأخرها بنفسي.

التفت لجينا التي لا تنظر لي بأقل منها حقدا

" وانتي جينا.. "
قلت لتفلت ضحكه لزجه مصتنعه من بين شفتيها المغطاه باللون الاحمر الفاقع وكأنها تقول للناس انظروا لي لأرفع حاجبي بأستفهام.

" هل من شئ مضحك ؟! "

" لا شئ انا فقط تذكرت فتاه قابلتها منذ عام تقريبا..  كانت مبهوره ان اسمي جينا..  وقالت ان في قريتها لا يستخدمون هكذا اسماء.. اتعرفين انها حتي سألتني ان كنت اجنبيه..  "
قالت جينا لأشعر ببعض الحرج فنعم هذه كانت انا منذ عام و لكن الامور تغيرت كثيرا الان فمن عاشر القوم وانا كنت اعاشر افاعي.

" انهيتي عملك ؟ "
قلت ببرود وكأنها لم تكن تنفث السم في وجهي منذ ثوان لترتبك قليلا من رد فعلي و تمد يدها بالملف

" جو ري..  "
نادي هو لترتجف يد جينا و تسقط الملف لأبستم رغما عني فأنا حقا احب كيف يبدين كدجاجات جبانه عند سماع صوته

نهضت من مكاني و توجهت للشرفه مره اخري حيث هو مازال واقفا لأجده تقريبا يتجمد من البرد فوجهه ابيض من المعتاد اثر هروب الدم منه من البرد و  انفه سائل و احمر و اذناه بالتاكيد كذلك

" اجعليهم يرحلوا..  اريد الدخول..  "
قال هو بصوت مرتجف

" لن يأكلوك ان دخلت.. !!  "
قلت ليقاطعني بسرعه

" لا اريد الدخول و هن بالداخل..  بسرعه..  اريد الذهاب لل.. "
قال و هو ينظر لي في حرج لأفهم قصده و اومئ و التفتت وانا احارب ان لا اضحك فهو حقاً يتتصرف كالطفل العملاق في بعض الأحيان

" حسنا..  سأطالع اعمالكن و اخبركم الملاحظات ان وجدت..  يمكنكن الانصراف "
قلت لينظرن لبعضهم في تعجب فهذه هي المره الاولي التي انهي الاجتماع بهذه السرعه
رفعت عيناي لأنظر له في خفاء لأجد ان ينظر لي هو الاخر و يضع علي وجهه تعبير ( اسرعي!!! ) 

" قلت يمكنكن الانصراف!!!  "
قلت بنبره اعلي لتنهضا  الاثتنتان في كره غريب و تتوجهان للباب في تلكأ لأراقبهن من مكاني امام مكتبي ليخرجن اخيرا لأشعر بشئ طويل للغايه يمر من ورائي بسرعه البرق يتبعه صوت صفق باب الحمام لأفشل بعدها في السيطره علي نفسي و اكاد  افقد انفاسي من الضحك

" يالهي..  كيف انتهي بي الامر مع هذا الطفل العملاق!!  "

بسؤالي هذا تتدفقت الكثير من الذكريات لعقلي ، ذكري ركوبي الحافله لاول مره متوجهه للمدينه الكبيره محمله بأحلامي الورديه و مليئه بالفخر لأن عملي المضني قد اوتي ثماره ، ذكري دخولي للمبني لأول مره و ذكري صعودي لذلك الطابق الاخير غير مدركه ان حياتي لن تكون كما كانت بعدها.

لقد كان الجو بارد في ذلك اليوم اول ما فعلته عندما خطط قدمي المدينه المشعه انني ذهب مباشره للمكان الذي سأعمل فيه مع ان الظلام كان قد حل بالفعل ولكنني لم استطع الانتظار فقط ، تماما كالطفل الذي لا يستطيع الانتظار للصباح في ليله رحله التخييم.  توجهت للمبني ليسقط فكي من روعته

" هل سأعمل هنا حقا!! "
قلت غير مصدقه لتمتلئ عيناي بدموع السعاده توجهت للبوابه لأجد الحارس يقف بخيبه امل انزلت كتفاي و التفت لأرحل فمن المستحيل ان يسمح لي بالدخول

" يا انسه.. انتي يا انسه..  "

توقفت مكاني و التفت ليبدا قلبي بالنبض في توتر  هل يا تري فعلت شئ خاطئ.. ؟؟
هل سيؤثر هذا علي وظيفتي.. ؟؟
يا الهي ماذا فعلت.. ؟؟
يا الهي ماذا افعل.. ؟؟

" من انتي.. ؟؟ "
سأل الحارس لأتراجع في توتر خطوه للخلف لينظر لي الحارس بشك

" احم..  ا.. انا.. مساعده الرئيس الجديده..  "
قلت وبالكاد فعلت

نظر لي الرجل و الشك مازال يملئ عيناه
" اتبعيني "
قال ففعلت
ليتوجه بعدها لمكتبه الصغير بالمدخل و يخرج دفتر  

" ما اسمك ؟ "
س

أل الحارس لأرد سريعا

" جو ري..  لي جو ري "

نظر الحارس في الدفتر ليرفع رأسه بعدها و يبتسم

" اهلا بك انسه..  اعتذر علي اسألتي الكثيره ولكن لقد تم اخباري انك ستأتين في الغد..  "
قال الحارس و هو يفتح لي الباب بأبتسامه لأدخل بلا وعي فكيف لا ادخل و رجل بعمر والدي يفتحهه لي

" المصعد علي اليمين و مكتبك يجب ان يكون في الطابق الاخير..  "
قال الحارس بأبتسامه لأبادله قبل ان يرحل و بتركني وحدي التفت حولي ولا اعرف لماذا اتيت هنا الان و ماذا سأفعل لينتهي لي الامر بفضولي يغلبني و اتوجه للمصعد و اضغط علي زر الطابق الاخير ليفتح ابوابه لأخطوا اول خطواتي بالداخل لتصبح الخطوه خطوتان و الخطوتان ثلاث  لأجد نفسي انظر لساعتي لأحفظ ذلك التاريخ بداخل قلبي
١١ يناير الساعه ٩:٣٤ 

صوتا انثاوي قاطع تحديقي بساعتي

" لقد استغرقني طويلا حتي استطعت ان استجمع شجاعتي لأخبرك بهذا..  انا احبك بارك تشانيول "

رفعت عيناي لأجد انني اقف امام باب عملاق غير مغلق يظهر منه رجل طويل للغايه ذو اكتاف عريضه و ذراعين قويين و فتاه تبدوا برقه الفرشات و جمال الورود. 

ساد الصمت بين الاثنين الذين يبدون انهم علي غير درايه بوجودي حتي تقدمت الفتاه و احتضنته ليتحول وجهي انا للون الاحمر و التفت سريعا لأعود للمصعد وارحل.

في ذلك اليوم لم استطع النوم ولكن هذه المره ليس لشعوري بالتحمس و لكن لأن هذا الطويل كان يطاردني كلما اغمضت عيني و في كل مره يحمر وجهي مره اخري ما ان اتذكر ذلك الاعتراف

ان فتيات المدينه لهن حقا جريئات..

في الصباح التالي ذهبت لعملي لأقابل هذا الطويل..  السيد بارك تشانيول، بأبتسامته المشرقه و عيناه الغامضه لتمر الايام يوما بعد يوم تعلمت خلالها كل ما يخصه دون ان اتخطي حدودي، ليس لأنه يملك حبيبه و لكن لكوني تربيت هكذا .. أدرك حدودي و أسير وفقها.

علي اي حال، تلك الحبيبه' الانسه يو ريم' اكتشفت لاحقا انها راقصه باليه و تعرفت علي السيد تشانيول قبل مجيئي بشهر واحد. هذه المعلومه جعلتني استعجب من الجمله التي سمعتها فلقد قالت بوضوح ان الامر قد استغرقها الكثير حتي تعترف

هل الوقوع الحب في المدينه اسرع من الوقوع في الحب في القريه كباقي الاشياء ؟؟

ولكن واقولها مجددا حياه رئيسي العاطفيه لم تكن من اهتماماتي، في الواقع حياته الخاصه كذلك ولكن و في وقت قصير للغايه وجدت نفسي علمت عنه كل شئ تقريبا.

علمت كيف انه من عائله متواضعه بدأت من مقهي صغير كان ملكا لأمه ليتوسعوا و يصبح المقهي مقهان و بعدها شركه صغيره ليصلوا بعد عمل مضني الي ما هم عليه الان.

وبالرغم من ثرائهم الا انهم لم يتخلوا عن مقاهم الاول بل ان افراد الاسره مازالوا يعملون به حتي اليوم . حتي السيد تشانيول نفسه فأنه يذهب كل اربعاء ليقوم بخدمه الطاولات بنفسه ليساعده امه واخته.

علمت ايضا كم يحب والده " الرئيس الكبير " كما يلقبه الجميع هنا و ان الحساسيه التي يعاني منها  السيد تشانيول وراثه منه.

و اهم ما عرفته في تلك الفتره وحتي هذه اللحظه التي اتحدث فيها ان السيد تشانيول ذا قلب يشبه الطفل الصغير و بهشاشته ايضا للاسف وقد علمت الاخيره مؤخرا و بالطريقه الصعبه.

منذ ٣ اشهر عاني الرئيس الكبير بارك من وعكه صحيه كادت تودي بحياته

في ذلك اليوم ركض السيد تشانيول خارج اجتماع كطفل مذعور لتهرب ابتسامته المشرقه من وجهه لأول مره منذ رأيته حين رأي والده ممددا علي علي سرير المشفى، في ذلك اليوم وقفت امام الباب و كدت التفت لأرحل فتلك لحظه عائليه لا يجب ان اتدخل بها ليمسك هو برصغي

"ابقي..  لا ترحلي..  "
قال بصوت مهزوم لأومئ بهدوء ليترك يدي و ينظر للأرض مستغرقا في منع نفسه من البكاء فُتح الباب ليدخل و ادخل انا خلفه بهدوء  فعلمي بشخصيته جعلني اعرف انه خائف..  خائف للغايه. 



ما ان دخلت الي الغرفه حتى انحنيت بأدب للسيده بارك التي تجلس علي كرسي بجوار سرير زوجها و اخت السيد تشانيول الكبري يورا تقف بجوارها ولا يبدوا حالها افضل من حال أخيها.

تقدم السيد تشانيول بخطوات ثقيله ليجثوا علي ركبيته بجوار سرير اباه 

" طفلي الصغير قد اتي..   "
قال السيد الكبير وبالكاد قال صوته المتعب هشم قلبي فما بالك بما بشعر به السيد تشانيول و عائلته

" ا..  اا.. ابااه.. "
قال سيد تشانيول بصوت مختنق لتنزل الدموع من عينا اباه بدلا عن عيناه

" يااه..  يااه..  فلتتماسك..  لقد اخبرتك الف مره ان الرجال لا يبكون وانظر ما جعلتني افعل الان "
قال السيد الكبير بنبره مشرقه ذكرتني كثيرا بالسيد تشانيول نفسه و هو يمسح عيناه و يمسك بيد ابنه التي ترتجف بالفعل.

انتهت تلك المقابله بعد ان اخبر الطبيب السيد تشانيول بأن علي السيد الكبير السفر لألمانيا للعلاج لينظر لي هو لأتحرك تلقائيا و اخرج من الغرفه لأقوم بكل انواع الاتصالات لأنهي الامر بمثاليه و يكون ميعاد سفر الاب في اليوم التالي.

عند دخولي كان السيد تشانيول مازال يجثو بجوار رأس ابيه الذي قام بطلب شئ سماه بأمنيته الاخيره وهو انه يريد ان يري تشانيول في حله الزفاف قبل ان يموت ليطمئن عليه، تعابير السيد تشانيول أصبحت جاده للغايه ما ان نطق والده بتلك الكلمات حتى أنه زم شفتاه حتى هرب الدم منهم ليخرج بعدها لأتبعه في محاوله بائسه ان الحق به ولكن ساقاي القصيرتان جعلت المهمه اصعب مما تخيلت لأمسك بظله اخيرا عند السياره

" اذهب لمنزل يو ريم..  "

كان هذا اخر ما سمعته يقول قبل ان تنطلق السياره لأعود بعدها وحدي للمنزل بخيبه كبيره لا اعلم لماذا حتى اشعر بها.

في اليوم التالي ذهبت للعمل وانا اتوقع ان يعطيني السيد تشانيول الامر بالترتيب للزفاف ولكن هذا لم يحدث وفقط و جدته يدفن نفسه بين اكوام من الورق و يعمل كالمجنون لأتعدي حدودي و لاول مره واسأل

" الن نُحضر للزفاف.. ؟ "
قلت علي استحياء ليرفع رأسه و ينظر لي بأبتسامه و عيون ضائعه

" لقد طلبت مني ان انتظر قليلا.. انها.. اظن غير مستعده..  "

اومئت برأسي و انتهي بعدها النقاش

مرت الايام واحده تلو الاخري حتي مضي شهران كاملين و السيد الكبير مازال في رحله علاجه مع السيده بارك و رغما عني كونت هوس جديدا في مراقبه تعابير السيد تشانيول الخفيه لأجد انه و رغم ابتسامته الدائمه حزين..  حزين للغايه ليأتي اليوم الذي و اخيرا و جدته يبتسم بصدق

" جو ري..  يو ريم وافقت.. سنتزوج في نهايه الشهر..  قبل ان يعود والدي بيومين "
قال بسعاده لترتسم ابتسامه كبيره علي وجهي و انا انهض من علي مكتبي الذي نقله مؤخرا بداخل مكتبه لسبب لا اعرفه

" هل ابدا بالترتيبات.. "
قلت بحماس ليلوح لي نافيا بيديه

" سنقوم بتسجيل الزواج فقط..  الزفاف سنقيمه عند عوده ابي و امي..  كل ما عليكي فعله الان هو ان تبحثي لي علي منزل..  فانا اثق بزوقك..  اريده مشرقاً كعينيكي..  "
قال هو لأبتسم و اخرج و لكن ما ان خرجت حتى وجدت عيناي تمتلئ بالدموع 

اهي دموع السعاده ؟
بالتأكيد هي السعاده فأنا سعيده كأم طفلها سعيد..
اانا حقا كذلك ؟؟

علي اي حال، هذا السؤال لم يؤرقني كثيرا فتلك السعاده - او ايا ما كانت - لم تكن ذات عمر طويل  فقبل الموعد المقرر سافرت يو ريم لباريس تاركه رساله

" تشاني انت تعرف انني احبك اليس كذلك ؟
و لكن اظن ان علينا الانتظار فتره اطول.. 
ليس لأنني اشك في علاقتنا ولكن  عزيزي لاجل  مستقبلي ..
اعلم انك اخبرتني انك لن تمنعني عن عملي بعد الزواج و لكن 
لا عروض ولا رعايا لراقصه متزوجه..  
احبك "

 
تاركه السيد تشانيول ضائع بين حبه لها و بين رغبته في تحقيق امنيه والده التي يخشي ان تكون حقا الاخيره فبالضبط و قبل ان تصل رساله يو ريم كان هو علي الهاتف مع طبيب اباه و قد اخبره ان الحاله لا تتحسن لتصبح الضربه ضربتين برساله يو ريم ليأخذ معطفه و يرحل

اردت انا اذهب ورأه و لكن كعادتي تراجعت فانا لا يجب علي ان اقحم نفسي في حياته ، يكفي القرب الذي وصلت اليه..  انا راضيه بهذا القدر

في المساء لم اذق طعم النوم ظللت اتلوي و اتقلب من جنب ال جنب ، لم استطع ان اتوقف عن التفكير به.. تري هل هو بخير ؟

قبل ان انهي سؤالي  انار هاتفي بأسمه لأرد سريعا

" نعم سيد تشانيول..  "
" اتعرفين صاحب هذا الهاتف..  "

اتسعت عيناي و نبض قلبي

" نعم..  هل هو بخير ؟ "
قلت ببطئ و كأنني ان اعطيته وقتا ربما يغير اجابته ان كانت سيئه

" نعم انسه..  هذا بار ***..  السيد تقريبا نائم..  "

قال فتنفست الصعداء و امتلئت عيناي بالدموع

" سأتي فورا "

بعد ربع ساعه كنت واقفه فمنامتي في منتصف هذا البار ابحث عنه بعيناي كالمجنونه لاجده نائمه و حول رأسه الف كوب تقريبا

" سيد تشانيول..  سيد تشانيول..  "
قلت وانا اهزه ليأتي رجل يعمل بالمكان

" اتحتاجين مساعده..  يجب ان تكوني انتي من اتصلت بها..  "
قال الرجل

" نعم..  شكرا لك علي اتصالك بي..  "
قلت و انا مازلت احاول ان ايقظه

" انا فقط ضغط علي رقم واحد في الاتصال السريع " قال الرجل لأتوقف عن هزه لثوان من صدمتي ان رقمي هو الرقم واحد ف الاتصال السريع في هاتفهه لأهز رأسي بعنف و اعود لمحاولة ايقاظه

" سيد تشانيول..  استيقظ ارجوك حتي اعيدك للمنزل..  "

" لن يستيقظ..  لقد شرب ٣ زجاجات..  هل معك سياره..  "

" نعم سياره العمل..  اعني نعم..  معي سياره "

" دعيني اساعدك في حمله لها اذن "
قال الرجل و كاد يلمسه و لكنني و بحركه لا اراديه ابعدت يده، لأشعر بعدها بالاحراج الشديد.

" اعتذر منك..  ولكنه يكره ان يلمسه الاخرين دون اذن..  "
قلت ليبتسم الرجل

" لا اظن انه سيمانع..  فهو مغما عليه كما ترين " قال الرجل ليأخذ ذراع السيد تشانيول و يحيط به كتفه لأخذ الذراع الاخر

وقفت في حرج شديد امام الرجل بعد ان وضعنا السيد تشانيول في المقعد الخلفي للسياره

" انا اعتذر حقا لأبعادي ليدك..  "
قلت لأرفع عيني بحثا عن شاره اسمه

" جين كي..  اسمي لي جين كي..  و لكن بأمكانك ان تناديني باونيو "
قال لأبتسامه مشرقه ذكرتني بهذا النائم في السياره

"شكرا لك سيد جين كي..  "

" اووف يا الهي..  اشعر انني في السبعين..  اونيو فقط لو سمحتي..  "
قال ببهجه لأبتسم رغما عني و انحني و اذهب لأتذكر امرا مهما ما ان ابتعدت بالسياره

كيف بحق الجحيم سأقوم بنقله للمنزل!! 

عند وصولي لمنزله الذي لا يوجد به حاليا غير اسره اخته والتي بالطبع يغطون في نوم عميق فالساعه الثالثه و النصف صباحا بحق الله 

بعد تقريبا ساعه استطعت ان انقل السيد تشانيول بنجاح للباب الداخلي للمنزل لأتركه ممددا علي الارض و اجلس بجواره لاهثه

"اهه..  هذا لا ينفع..  سأوقظه..  ثلاث زجاجات.. ثلاث براميل..  سأوقظه "

نهضت من علي الارض و بالكاد نهضت لأفتش كالمجنونه في جيوبه لأجد المفتاح اخيرا و بهدوء دخلت، توجهت للمطبخ لأملئ طبق بالماء و اخرج به كمن سيقتل احد فلقد بلغ انهاكي حدوده

" سيد تشانيول..  استيقظ والا استخدمت ما في يدي "
قلت محذره لاخر مره ولكنه فقت تململ في نومه لأرفع يدي فوق رأسي في استعداد لرمي الماء عليه و لكنه فتح عيناه فجأه لأذعر و اترك الطبق ليسقط فوق رأسي مباشره لينفجر هو ضحكا

" يا الهي..  ما هذا..  لقد جعلتيني استفق من ثمالتي بمنظرك هذا "
قال تشانيول بين ضحكاته و هو ممد علي الارض لأمسح الماء من علي و جهي و انا انظر اليه بغضب ليزداد ضحكا، يبدو انه لم يفق تماما بعد

نهضت من مكاني و حاولت مساعدته علي النهوض لأنجح اخير في ذلك ليكون العائق الان هو جعله يمشي في خط مستقيم لغرفته لنصل اخيرا عند بزوغ الفجر

جلست علي الارض لاهثه بينما هو ممد علي ظهره علي سريره نظرت اليه و بالكاد فعلت
فكيف بحق الجحيم يمكن لرجل ان يكون بهذا الثقل!!  
بعد عده دقائق و بعد ان استجمعت انفاسي نهضت لأرحل

" جوري..  "
نادي بصوت منكسر لتتجمد خطواتي و اجد نفسي التفت بلا وعي لأقترب من سريره

" ماذا افعل.. "
قال و عيناه تمتلئ بالدموع انه ليس في وعيه بالتأكيد

" لقد وعدت ابي انني سأعرفه علي زوجتي عند عودته..  حتي انني كذبت عليه وقلت له انني قمت بتسجيل زواجي بالفعل..  ماذا افعل الان..  كيف اجعله سعيدا..  انه..  انه يموت.. "
قال لينفجر من البكاء ما ان لفظ كلمته الاخيره ليردف ما ان استطاع السيطره على نفسه قليلاً

" ماذا افعل جوري..  هل اتزوجك انتي.. حتي يسعد ابي..  و حتي تعود يو ريم  "

" افعل.. "
قلت بأصرار مع ان كلماته آذت كرامتي ليعتدل هو جالسا علي السرير

" جو ري..  انا لست ثملا..  انا جاد للغايه الان..  "

" وانا لم اكن بهذه الجديه في حياتي.. "
قلت وانا اعلن انني سأندم و لكنني لم اهتم فكل ما كنت اريده في ذلك الوقت هو ان اري تلك الابتسامه

نهض السيد تشانيول من علي السرير و وقف امامي واضعا يداه علي كتفاي و هو ينظر لي في اسف

" اذن فأسمحي لي ان استغلك..  "

في الثامنه بالضبط كنا امام مكتب تسجيل الزواج بعد ان غيرت ملابسي بالطبع فلن اتزوج بالمنامه ليتوقف هو عن المشي معطيا لي الفرصه لأغير رأيي ولكنني لم التفت حتي لنكون امام تلك الورقه بعدها بدقائق مع اثنين من طاقم السكرتريا للشهاده

" جوري انتظري..  هذا ليس عادلا لك..  "
قال لأمسك بالقلم و اوقع لينظر لي في اسف شديد و يغمض عيناه

" اتريد للناس ان يظنوا انني اجبرك علي الزواج " قلت وانت اضع القلم بين اصابعه لينظر لي و يمسك بالقلم و يوقع لأبتسم له في محاوله فاشله لطمئنته

خرجنا من مكتب الزواج كزوج و زوجه  توجهت للسياره و لكن فجأه سحبني هو من رصغي لأتبعه لينتهي بنا الامر في الحديقه المقابله لمكتب الزواج ممسكاً بكتفاي هو شد عليهم كما يشد علي اسنانه و هو مغمض العينان لتنزل دمعه خطت اثرها علي وجنته

" انا..  حقا..  اسف "
قال ببطئ بين دموعه لأحاول الكلام و لكنه يضع اصبعه امام شفتاي لأصمت تماما

" لقد تزوجتك الان لمصلحتي.. لقد دمرت حياتك الان فقط لأجل سعادتي..  انا وغد و اناني و لكن هذا الوغد يقول لك انني و بالرغم انني تزوجت بك لأحافظ علي مكان سيده اخري الا انني سأكون ملك لك انتي وحدك..  لن انظر لغيرك..  و اعدك صغيرتي..  سأصونك حتي ننفصل
© بارودة ,
книга «حَتَّى ننفصل | الْجُزْءِ الْأَوَّلِ - بارك تشانيول |».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (5)
YosRa Mahmoud
الْأَوَّلِ .
ياااه ميسد
Відповісти
2020-07-23 18:57:47
Подобається
YosRa Mahmoud
الْأَوَّلِ .
نزلي بتاعت سوهو كمان😭💕💕💕
Відповісти
2020-07-23 18:57:58
Подобається
Arata Sora
الْأَوَّلِ .
حاسه بالعظمه من اةل وجديد 😭
Відповісти
2020-07-25 21:14:57
Подобається