( 1 )
وسَط السكون في منتصف الأجواء..
وحين هدأت الطيور إلى الأعشاش..
بدأ العُشب يتهادى مع نسيم الهواء..
الجميع الآن نيام.. في وقت ما قبل شروق الشمس..
كان حراسُ الحدود يقاومون النُعاس.. ويتفقدون الأحوال العادية الهادئة حول الغابة ككُل يوم..
و لكن..
كان قد حان الوقت لتختلف الأحداث..
_______________
خطواتي المسرعة شقَّت الهدوء المعتاد..
مع بروز أول خيوط حمراء للنهار..
كُنت أعبُر حدود غابتنا البعيدة..
متوجهة للأرض التي أبغضها كثيرًا، نحو المدينة.
"مدينة البشر"
توقَع الجميع منذ زمن أن آتي لأنتقم؛ لذا وعدت جَدّي ألا آتي لِهُنا أبدًا.
و لكن ها أنا هُنا لكي أهرب.
أهرب من شعبي، وأهرب من أرضي التي تحتضن بؤسي.
كونك أقوى مستذئب على وجه الأرض ليس بالأمر الجيد أحيانًا.
إنه مؤذي.
و أول من يؤذيه هو انا.
لم أعرف من أي مكان أبدأ على تلكَ الأرض الجديدة.
شردتُ بتفكير أسأل عقلي.
- "مدارس؟"
لا إنني أكبر بمئات السنوات..
- "ماذا عن الجامعات؟"
بالتفكير بالأمر قليلًا، هذا ليس بالخيار الجيد، لن اتوانى عن ضرب قبضتي بِوَجه طلاب الجامعة الحمقى..
فكرتُ قليلًا، ثم حزمتُ قراري، من الأفضل لي أن أبحث عن عمل.
لن يناسبني سوى شركة هادئة.
أطرقتُ مُفكرة
"أية شَرِكة ستقبل بي دون أوراق؟"
لم يَكُن صعبًا على شخص ذا أعين ذهبية تلمع بالرُعب أن يفعلها.
البشرُ مستعدون للتضحية بأي شيء نتيجة الخوف، وكم كان سهلًا علي استغلال الأمر.
بدا أن هذا هو ثاني وعدٍ قد أخلفته اليوم _بعد اخلافي الوعد بعدم القدوم إلى هذه الأرض_ ولكن لا بأس ببعض القدرات، والقليل من إخلاف الوعود.
سأعترف لنفسي، إنني أستخدم مقاديرًا رائعة للدمار.
____________
تقدمتُ من مكتبي الجديد حيث أول يوم لي بالعمل.
تمنيتُ داخليًا أن أستمتع بأيامي القادمة وأعيش حياة هادئة، فحيثُ تكون الأعمال الشاقة تكون "ڤاريا هين" موجودة، أنا.
هذا ما اعتدتُ عليه..
يومي الأول بالعمل لم يكُن سيئًا، فقط سجلتُ اسمي وعُدتُ للغرفة التي استأجرتها بأحد البيوت.
كان صاحب هذا النُزُل هو أول بشريٍ أتعامل معه معاملة طبيعية في حياتي.. و لكنه لم يكن سيئًا بالتعامل أيضًا،
لقد احسن استضافتي وأعطاني مكانًا بسعر مقبول.
جعلني هذا الرجلُ يجعلني في حيرة من أمري، لم أثِقُ به، تعلّمتُ أن البشرُ خَوَنة، كان لدي ذاك الشعور بأنه سيخدعُني ولكن لم تكُن هناك طاقة لي لمراقبته.
كان هذا اليوم طويلًا وشاقًا، حتى عليّ، رغم أن قدرات جسدي تجعل إرهاقي أمرًا صعبًا، لكن الإهراق كان نفسيًا أيضًا.
لا بأس بحمام دافئ لا يقاطعه سوى صوت ضحكات الجيران العالي..
"حقًا؟"
همستُ باستنكار و أنا أدفن نفسي أكثر داخل المياه في حوض الاستحمام..
همستُ أُتابع بنفس النبرة:
"أيةُ أشخاص يضحكون بهذا الشكل في الثالثة فجرً؟ "
حاولتُ تمالك أعصابي، الهدوء كان ليكون مُريحًا أكثر بالنسبة لي.
*لا تكوني شديدة الغضب، ڤاريا..
قد تكون تلكَ عادة من عادات البشر الغريبة"
"حقًا، ڤيلان؟ هل تذكرتي الآن أن لديكِ مالِكة يجب عليكِ القلقُ حيالها ؟"
تحدثتُ إلى ڤيلان، الذئبة الحمقاء التي تحتلُ عقلي.
*ڤاريا! مرحبًا، منذ متى و أنتِ هُنا!*
هي قالَت بنبرة غريبة.
قلّبتُ عيناي في ملل وحبستُ أنفاسي بينما أغرق بالداخل أكثر.
إما أن ڤيلان مستفزة أو أنها تُحاول استفزازي..
وأنا أرجح الخيارين معًا.
مُنذ أن عبرتُ حدود الغابة و هي مختفية، ولا تُجيب ندائي.
"هل اعتبر هذا عقاب على تركي كُل شيء خلفي"
قُلتُ بضيق و أنا ألُف شعري بالمنشفة قبل أن أُتابع بشيء من اللا مبالاة:
"تعرفين أنني أتخذ قراراتٍ صحيحة دومًا.. و تعرفين أيضًا أنني لا أهتم لرأيكِ"
هي ضحِكَت باستهزاء داخل رأسي.
نمتلك نفسَ الكبرياء.. و هُنا أدركتُ بسرعة أننا لن نتحدث لأيام.
كُنتُ أحتاج النوم، والأصوات من فوقي مزعجة، أخذتُ نفسًا بينما أفكر أن أصعد وأبرِح الجيران ضربًا.
من كان يظن أن أقصى مشاكلي قد تكون بعض الأشخاص المزعجين في ساعات متأخرة من الليل؟
أعصابي كانت على وشك أن تُفلِتُ وأحاول جاهدة ألا استخدم قواي مجددًا.
بعد ثوانٍ قليلة هدأ الوضع.
زفرتُ براحة، يبدو أنني سأحظى بنومٍ هادئ بعد كل ما حدث.
و لكن لا بالطبع، كيف للجيران الأعزاء أن يتركوني و شأني.
الصوت المزعج والطرقُ العالي قد أصبح على باب منزلي الآن.
ارتفعتُ عن مجلسي بغضب وتوجهت إلى الباب، كانت يدي تحتضن كوبًا من الشاي الساخن أبيتُ أن أتركه.
حينها تحدثت ڤيلان بسرعة *لا تضغطي بقوة سيُكسر الكوب وستبكين*
تمتمتُ بلا مبالاة و أنا أمسك بمقبض الباب أسحبُه
"لم أبكِ حين كُسِر قلبي, لِمَ تظنين أني سأفعلها الآن؟ "
و قبل أن يأتِني ردها المستهزئ الذي لا أنتظره، كُنت قد فتحت الباب.
فتاة ذات شعرٍ برتقالي مموج متوسط الطول ظهرت أمامي.
نظرت نحوي بابتسامة و قالت بشيء من الجنون وهي تمد يدها لتمسك يدي و تصافح "مرحبًا، أنا كوڤري، من أنتِ؟"
ظهرت بجوارها فتاة أخرى ذات شعر أسود، بدّلت نظرَها نحونا بضيق ثم أردفت بإحراج:
"اهدأي كوڤري، الفتاة تُعاني آثار الصدمة"
رفعتُ زاوية حاجبي بتعجب أتساءل..
فتيات بشرية؟ وعلى باب منزلي؟
بدا هذا غريبًا بالنسبة لي.
كُنت أقاوم رغبتي العميقة في قتلهن بسبب اقتحام هدوئي..
*فلنحظى بهن كوجبة عشاء*
قالتها ڤيلان ذات الميول الشريرة.
وأنا بقيتُ أفكر فيمَ قد قالت..
وحين هدأت الطيور إلى الأعشاش..
بدأ العُشب يتهادى مع نسيم الهواء..
الجميع الآن نيام.. في وقت ما قبل شروق الشمس..
كان حراسُ الحدود يقاومون النُعاس.. ويتفقدون الأحوال العادية الهادئة حول الغابة ككُل يوم..
و لكن..
كان قد حان الوقت لتختلف الأحداث..
_______________
خطواتي المسرعة شقَّت الهدوء المعتاد..
مع بروز أول خيوط حمراء للنهار..
كُنت أعبُر حدود غابتنا البعيدة..
متوجهة للأرض التي أبغضها كثيرًا، نحو المدينة.
"مدينة البشر"
توقَع الجميع منذ زمن أن آتي لأنتقم؛ لذا وعدت جَدّي ألا آتي لِهُنا أبدًا.
و لكن ها أنا هُنا لكي أهرب.
أهرب من شعبي، وأهرب من أرضي التي تحتضن بؤسي.
كونك أقوى مستذئب على وجه الأرض ليس بالأمر الجيد أحيانًا.
إنه مؤذي.
و أول من يؤذيه هو انا.
لم أعرف من أي مكان أبدأ على تلكَ الأرض الجديدة.
شردتُ بتفكير أسأل عقلي.
- "مدارس؟"
لا إنني أكبر بمئات السنوات..
- "ماذا عن الجامعات؟"
بالتفكير بالأمر قليلًا، هذا ليس بالخيار الجيد، لن اتوانى عن ضرب قبضتي بِوَجه طلاب الجامعة الحمقى..
فكرتُ قليلًا، ثم حزمتُ قراري، من الأفضل لي أن أبحث عن عمل.
لن يناسبني سوى شركة هادئة.
أطرقتُ مُفكرة
"أية شَرِكة ستقبل بي دون أوراق؟"
لم يَكُن صعبًا على شخص ذا أعين ذهبية تلمع بالرُعب أن يفعلها.
البشرُ مستعدون للتضحية بأي شيء نتيجة الخوف، وكم كان سهلًا علي استغلال الأمر.
بدا أن هذا هو ثاني وعدٍ قد أخلفته اليوم _بعد اخلافي الوعد بعدم القدوم إلى هذه الأرض_ ولكن لا بأس ببعض القدرات، والقليل من إخلاف الوعود.
سأعترف لنفسي، إنني أستخدم مقاديرًا رائعة للدمار.
____________
تقدمتُ من مكتبي الجديد حيث أول يوم لي بالعمل.
تمنيتُ داخليًا أن أستمتع بأيامي القادمة وأعيش حياة هادئة، فحيثُ تكون الأعمال الشاقة تكون "ڤاريا هين" موجودة، أنا.
هذا ما اعتدتُ عليه..
يومي الأول بالعمل لم يكُن سيئًا، فقط سجلتُ اسمي وعُدتُ للغرفة التي استأجرتها بأحد البيوت.
كان صاحب هذا النُزُل هو أول بشريٍ أتعامل معه معاملة طبيعية في حياتي.. و لكنه لم يكن سيئًا بالتعامل أيضًا،
لقد احسن استضافتي وأعطاني مكانًا بسعر مقبول.
جعلني هذا الرجلُ يجعلني في حيرة من أمري، لم أثِقُ به، تعلّمتُ أن البشرُ خَوَنة، كان لدي ذاك الشعور بأنه سيخدعُني ولكن لم تكُن هناك طاقة لي لمراقبته.
كان هذا اليوم طويلًا وشاقًا، حتى عليّ، رغم أن قدرات جسدي تجعل إرهاقي أمرًا صعبًا، لكن الإهراق كان نفسيًا أيضًا.
لا بأس بحمام دافئ لا يقاطعه سوى صوت ضحكات الجيران العالي..
"حقًا؟"
همستُ باستنكار و أنا أدفن نفسي أكثر داخل المياه في حوض الاستحمام..
همستُ أُتابع بنفس النبرة:
"أيةُ أشخاص يضحكون بهذا الشكل في الثالثة فجرً؟ "
حاولتُ تمالك أعصابي، الهدوء كان ليكون مُريحًا أكثر بالنسبة لي.
*لا تكوني شديدة الغضب، ڤاريا..
قد تكون تلكَ عادة من عادات البشر الغريبة"
"حقًا، ڤيلان؟ هل تذكرتي الآن أن لديكِ مالِكة يجب عليكِ القلقُ حيالها ؟"
تحدثتُ إلى ڤيلان، الذئبة الحمقاء التي تحتلُ عقلي.
*ڤاريا! مرحبًا، منذ متى و أنتِ هُنا!*
هي قالَت بنبرة غريبة.
قلّبتُ عيناي في ملل وحبستُ أنفاسي بينما أغرق بالداخل أكثر.
إما أن ڤيلان مستفزة أو أنها تُحاول استفزازي..
وأنا أرجح الخيارين معًا.
مُنذ أن عبرتُ حدود الغابة و هي مختفية، ولا تُجيب ندائي.
"هل اعتبر هذا عقاب على تركي كُل شيء خلفي"
قُلتُ بضيق و أنا ألُف شعري بالمنشفة قبل أن أُتابع بشيء من اللا مبالاة:
"تعرفين أنني أتخذ قراراتٍ صحيحة دومًا.. و تعرفين أيضًا أنني لا أهتم لرأيكِ"
هي ضحِكَت باستهزاء داخل رأسي.
نمتلك نفسَ الكبرياء.. و هُنا أدركتُ بسرعة أننا لن نتحدث لأيام.
كُنتُ أحتاج النوم، والأصوات من فوقي مزعجة، أخذتُ نفسًا بينما أفكر أن أصعد وأبرِح الجيران ضربًا.
من كان يظن أن أقصى مشاكلي قد تكون بعض الأشخاص المزعجين في ساعات متأخرة من الليل؟
أعصابي كانت على وشك أن تُفلِتُ وأحاول جاهدة ألا استخدم قواي مجددًا.
بعد ثوانٍ قليلة هدأ الوضع.
زفرتُ براحة، يبدو أنني سأحظى بنومٍ هادئ بعد كل ما حدث.
و لكن لا بالطبع، كيف للجيران الأعزاء أن يتركوني و شأني.
الصوت المزعج والطرقُ العالي قد أصبح على باب منزلي الآن.
ارتفعتُ عن مجلسي بغضب وتوجهت إلى الباب، كانت يدي تحتضن كوبًا من الشاي الساخن أبيتُ أن أتركه.
حينها تحدثت ڤيلان بسرعة *لا تضغطي بقوة سيُكسر الكوب وستبكين*
تمتمتُ بلا مبالاة و أنا أمسك بمقبض الباب أسحبُه
"لم أبكِ حين كُسِر قلبي, لِمَ تظنين أني سأفعلها الآن؟ "
و قبل أن يأتِني ردها المستهزئ الذي لا أنتظره، كُنت قد فتحت الباب.
فتاة ذات شعرٍ برتقالي مموج متوسط الطول ظهرت أمامي.
نظرت نحوي بابتسامة و قالت بشيء من الجنون وهي تمد يدها لتمسك يدي و تصافح "مرحبًا، أنا كوڤري، من أنتِ؟"
ظهرت بجوارها فتاة أخرى ذات شعر أسود، بدّلت نظرَها نحونا بضيق ثم أردفت بإحراج:
"اهدأي كوڤري، الفتاة تُعاني آثار الصدمة"
رفعتُ زاوية حاجبي بتعجب أتساءل..
فتيات بشرية؟ وعلى باب منزلي؟
بدا هذا غريبًا بالنسبة لي.
كُنت أقاوم رغبتي العميقة في قتلهن بسبب اقتحام هدوئي..
*فلنحظى بهن كوجبة عشاء*
قالتها ڤيلان ذات الميول الشريرة.
وأنا بقيتُ أفكر فيمَ قد قالت..
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
( 1 )
حبييييت ناكست بوزيشن ناكست بوزيشن حالا ضرورييييي 😭😭😭
Відповісти
2020-08-26 18:56:21
Подобається