2- That flooded me
"التي أغرقتني"
ستيڤن بصدمة: إ-إدوارد!!!!!
لتنظر له الأخرى بتعجبٍ بادٍ على وجهها.
هُو خرج من المحلِّ سريعًا دون حديثٍ إضافي، أخذ بأدواتهِ وأشياءه واستقلَّ أول قطارٍ ذاهبٍ لـ'لندن' والتي هي العاصمة ومكانُ إقامة عائلته.
-
"بِـقَصر عائلة رونالد"
: اِذهبن ورَتِّبن غرفة السيد الشاب، إنه قادمٌ اليوم.
بنبرة آمرة، كانت تلك هي السيدة 'ميريان' والدة ستيڤن.
والتي تبلغ خمسة وأربعين عامًا.
تهتم كثيرًا بالموضة، كانت تعارض ستيڤن في أمر ترحاله الكثير، كانت تريده بجانبها وحسب، هي تقلق عليه كثيرًا وتحبه جدًّا، تهتم كثيرًا بأمر الطبقات.
ستيڤن يشبهها بالأعين والبشرة، لذا فهيَ جميلـةٌ بالطبعِ.
اصطفت الخادمات ورئيس الخدم على جانبيِّ البوابة بالطول، مُستقبلين ستيڤن رونالد -السيد الشاب- الذي لم يأتِ لمنزلِهِ لفترة طويلة بسبب رحلاته الدائمة.
ستيڤن بطبيعتهِ الناضجة كان يضع كلامه لمقتضى الحال، لذا اِنتظر حتى يكون على انفرادٍ مع والدته ليطلب منها شيئًّا والذي هو سببه للعودة.
ستيڤن باِبتسامة: مرحبًا أمي..
السيدة ميريان باِبتسامتها التي شقت وجهها مُذْ أن سمعت بخبر وصول اِبنها العزيزِ إلى هنا، انفرجت أساريرها بقدومهِ، تفتح ذراعيها لتأخذ ولدها في أحضانها: بُنَي، اشتقت لك كثيرًا.
أمسكت بوجهه تديره يمنًا و يسارً و قد قَوَّست شفتاها قليلًا، لتقول: لما نَحِفت هكذا، ها، ألا تأكل جيدًا ستيڤن..!
ثم بنبرة لامستها بعض العصبية: لا أعلم لما والدك وافق على ترحالك الدائمِ هذا حقًا، أنظر كيف عظام وجهك بارزة ها!!
ابتسم ستيڤن إثر قلق والدته، والذي اشتاق له في الآونة الأخيرة.
ثمَّ أخيرًا عاد لواقعه وتذكر ما كان يريد فعله.
تنهد ومن ثم بدأ كلامه قائلًا: أمي..ثَمَّةَ أمرٌ أريد إخباركِ بشأنه.
السيدة ميريان رأت القلق في عيني اِبنها ونَقَل هذا القلق لها لتُبادِر بسؤاله: ماذا بُنَي أيوجدُ خطبٌ ما؟!
ستيڤن بقلق: لا، فقط..سأطلب منكِ طلبًا بسيطًا قد تحبينه.
لتقول السيدة ميريان بفرحٍ بدَى في عينيها اللتا كانتا قلقتين منذ قليل: أوافقتَ على الزواج بـ' إيميليا "إدوارد" '!!
ستيڤن مُصَحِّحًا: لا، لا، لكن يمكنك القولُ أنَّ الأمر متعلِّقٌ بها أو..بعائلتها.
السيدة ميريان باِبتسامة ونظرة خبيثة لَوَلَدِها: حسنًا ما زال به صلة بها بعد كل شيئ.
تنهد ستيڨن من أفكار والدته وقرر أن يترك الأمور على نصابها وألا يجادل والدته الآن، فـلا المكان ولا الوقت يسمحان بهذا، وإذا تكلما هنا فـما الفائدة من طلبه أن يتكلما معًا بمفردهما!.
استأنفت والدته الحديث تقول و هي تستذكر شيئًا: آه..نسيت أن أخبرك..
ثم بصوتٍ بدى الحزن فيه، وعلى ما يبدو فَهِم ستيڨن ما سَيَلِي هذا:
أبيكَ في رحلة عمل و عندما عَلِمَ بقدومك، حاول المجيئ ولكن العمل كان متراكمًا وكل وهلة يزداد..تفهَّم بُنَي.
تزامن قولها هذا مع تَربِيتها له على كتفه.
تَفَهَّمَ ستيڤن كعادته قائلًا بإيماء بعد أن زمَّ شفتيه: لا بأس.
بعد الترحيب الطويل..
أخذ أشياءه يحملها ليضعها بغرفته في العلِّية، بعدما رأت الخادمة هذا سارعت إليه تقول بتوتر: سيدي، اِسمَح لـي أن أحملهم عنك.
توقَّع أنها جديدة، حيث لا يجرؤُ أحدٌ من الخدَمِ أن يلمس أي شيئ يَمُتُّ صلة بلوحاته وأدواته.
فنظر لها يقول باِبتسامة متكلفة: لا، لا بأس..شكرًا لكِ.
حاولت الخادمة إقناعه مرة أخرى ووضعت أناملها على لوحته لتسحبها..
رأت عينين زرقاوتين وأول شعرها الأسود-اللوحة-، فقط مقدمة اللوحة. لكنه أبعدها سريعًا وقال بنبرة غاضبة جزئيًّا: إقرأي تعليمات هذا القصر قبل أن تعملي فيه..!
وذهب بخطواتٍ سريعة يخطوها إلى غرفته.
لتقول الخادمة والتي تُدعى 'ويندي' في نفسها بعد أن زَمَّت شفتيها: لا يحتاج ذلك كل هذا الغضب..
-تتنهد بصوتٍ مسموع-: يبدو العمل هنا متعبًا!
عندما وصل ستيڤن إلى غرفته، بدى عليه التفكير لوهلة..
: أشعر أنني تماديتُ قليلًا..
ثم عاد للتنهد الذي أصبح رفيقه هذه الآونة.
وضع تلك اللوحة على سريره ينظر لها بتمعن.
: أكره إبقاء لوحة من لوحاتي غير مكتملة، خصوصًا أنه لم يبقَ فيها سوى القليل.
ثم بنبرة راجية: أرجو أن ألاقيها سريعًا لأنتهي منها.
و لكن أولًا!
يجب أن تبتعد عن "قصر 'إدوارد'".
-
بعد يوم..
: سيدي..
بِنَبرة اجتاحتها الرَّسميَّةُ، تخبره الخادمةُ من خلفِ بابهِ، أن والدته تستدعيه.
هَبَطَ الدَّرَجَ سريعًا متجهًا ومُلَبِّيًا لوالدته التي كانت تحتسي الشاي بهدوء.
بعدما رأته مُتَّجِهًا لها، أشارت له بيدها بحماسة كما لو أنها ليست تلك السيدة الأنيقة التي يخجل الخيلاءُ منها فقد تعدَّته بخيلائها.
السيدة ميريان باِبتسامتها الوِدِّيَّة: ستيڤن، تعالى هنا لنشرب الشاي، وتُخبرني ما تُريد يا عزيزي.
ستيڤن وقد تداركَ الوضع سريعًا، عَدَّل من جلستهِ وأخذ شهيقًا بطيئًا -كأنما كان في شهيقهِ يراجع محادثته التي كان يحفظها عن ظهر قلبٍ حتى يقولها لوالدته دون توتر- ثم زفرهُ دفعة واحِدَة ليبدأ أخيرًا: أمِّي..أيمكن أن ندخل في صُلبِ الموضوع مباشرة..؟
لتضع السيدة كوبها على الطاولة، وتَمسَح بمنديلها شفتيها سريعًا ثم تنظر باِهتمام لولدها: يبدو أنه أمرٌ مهمٌ للغاية لتأتِ هكذا.!
استأنفت باِبتسامة هادئة قائلة: حسنًا بُنَي تكلم، كُلِّي آذانٌ صَاغِيَة.
ستيڤن بجدية بعد أن زم شفتيه: ما رأيكِ أن نزور قصر السيد 'إدوارد' غدًا!
نظرت له والدته تبادله الجِدِّيَّةَ هيَ الأخرى: أستُعَجِّل الزواج..؟!
ستيڤن مُصَحِّحًا وقد أدخل التوتر ذاته في ثنايا حديثه: لا لا، فقط زيارة عادية..تعلمين أمي أنهم عندما يعلمون أني أتيتُ ولم ألقي التحية عليهم، لن نسلم من القيل والقال.
السيدة بتفكير: هذا صحيح! -واستأنفت والابتسامة لا تفارق فَاهَهَا ثمَّ ربتت عليه- يبدو أن ولدي ينضج بشكلٍ صحيحٍ ويفكر كالنبلاء بالفعل.
ثم أخذت بكوبها لتكمله.
صباح اليومِ التالي..
اِرتدى ستيڤن حُلَّة غالية الثمن -بالطبعِ- زَادَت من وسامته الربَّانية وسامةً وأناقة.
أما عن والدته؟
فكما ترتدَيْنَ ذوات الطبقات العليا، من فساتين باهظةٍ مبهرجة ومجوهرات أصلية براقة، تنير في ظلمة الليل كأنها تخبرك أن صاحبة طبقة نبيلة قد أتت.
كانا يجلسان مقابل بعضيهما بعربة تقودها الخيل، يُسحرُ الآخر بالطريق ويسرحُ كما عادة أصحاب الفنِّ، ينظر للآتي والذاهب يتأمل الطرقَ بحنينٍ وشوق، فهذه بلدته الأم بعد كلِّ شئ، وهو قد اشتاق لها.
ليعود تفكيره أدراجًا ويعود لواقعه، فيصبح تركيزهُ مُتَرَكِّزًا حولها، "أستكون بخير!، هل تعرض لها؟!، كيف سأقنع والدتي..!!" ضجيج عقله بدأ يثور، وَما زال محتفظًا بهدوء ملامحه متظاهرًا ببرودة أعصابه.
-
"بقصر السيد 'إدوارد'.."
السيد إدوارد باِبتسامة وِدِّيَّة: ستيڤن، لم أركَ لفترة كبيرة، لقد كبرت حقًا، هذا يجعلني أشعر أنني كبرت أنا الآخر.
ستيڤن بأدبٍ وابتسامة متكلفةٍ ينحني بِرَسْمِيَّة: مرحبًا سيدي.
ليضحك المقابل ثم يستأنف: لا حاجة لك لتكون هكذا! كما تعلم فـنحن أهل.
ثم نظر للسيدة ميريان بِوِدًّيَّةٍ مصاحبة لابتسامته التي لا تفارقه: أختي، أحسنتي تربية ولدكِ حقًّا.
فتقابل السيدة ميريان اِبتسامته، بابتسامة إثر ذلك وتبادر: لم أرك منذ فترة أنت كذلك إدوارد، اشتقت لجدالاتنا -بصوت يلامسه الحزن-.
فيضحك السَّيِّدُ على ما تقوله شقيقته.
حلَّ عليهم صوتٌ أنثوي من بعيد، تهبط درجات السُّلَّمِ بحذرٍ ممسكة فستانها الراقي كي لا تقع: مرحبًا بسيدتي ميريان والسيِّد ستيڤن.
ثم انحنت بتأدبٍ لهما.
السيدة ميريان باِبتسامة لطيفة: مرحبًا إيميليا، كيف كان حالكِ؟
إيميليا بتأدُّب وابتسامة زينت بها وجهها: بخيرٍ وأفضل حال لرؤيتكما هنا.
كانت ترتدي إيميليا فستانًا أزرقًا وعقدًا ألماسًا يلتفُّ حولَ جِيدِها.
تنكز السيدة ميريان ذراع ابنها وتوزِّعُ نظرات خبيثة بارلأجاء كلها موجهة له، وكأنها تخبره اُنظر لزوجتك المستقبلية كيف هي!
ستيڤن بصدمة: إ-إدوارد!!!!!
لتنظر له الأخرى بتعجبٍ بادٍ على وجهها.
هُو خرج من المحلِّ سريعًا دون حديثٍ إضافي، أخذ بأدواتهِ وأشياءه واستقلَّ أول قطارٍ ذاهبٍ لـ'لندن' والتي هي العاصمة ومكانُ إقامة عائلته.
-
"بِـقَصر عائلة رونالد"
: اِذهبن ورَتِّبن غرفة السيد الشاب، إنه قادمٌ اليوم.
بنبرة آمرة، كانت تلك هي السيدة 'ميريان' والدة ستيڤن.
والتي تبلغ خمسة وأربعين عامًا.
تهتم كثيرًا بالموضة، كانت تعارض ستيڤن في أمر ترحاله الكثير، كانت تريده بجانبها وحسب، هي تقلق عليه كثيرًا وتحبه جدًّا، تهتم كثيرًا بأمر الطبقات.
ستيڤن يشبهها بالأعين والبشرة، لذا فهيَ جميلـةٌ بالطبعِ.
اصطفت الخادمات ورئيس الخدم على جانبيِّ البوابة بالطول، مُستقبلين ستيڤن رونالد -السيد الشاب- الذي لم يأتِ لمنزلِهِ لفترة طويلة بسبب رحلاته الدائمة.
ستيڤن بطبيعتهِ الناضجة كان يضع كلامه لمقتضى الحال، لذا اِنتظر حتى يكون على انفرادٍ مع والدته ليطلب منها شيئًّا والذي هو سببه للعودة.
ستيڤن باِبتسامة: مرحبًا أمي..
السيدة ميريان باِبتسامتها التي شقت وجهها مُذْ أن سمعت بخبر وصول اِبنها العزيزِ إلى هنا، انفرجت أساريرها بقدومهِ، تفتح ذراعيها لتأخذ ولدها في أحضانها: بُنَي، اشتقت لك كثيرًا.
أمسكت بوجهه تديره يمنًا و يسارً و قد قَوَّست شفتاها قليلًا، لتقول: لما نَحِفت هكذا، ها، ألا تأكل جيدًا ستيڤن..!
ثم بنبرة لامستها بعض العصبية: لا أعلم لما والدك وافق على ترحالك الدائمِ هذا حقًا، أنظر كيف عظام وجهك بارزة ها!!
ابتسم ستيڤن إثر قلق والدته، والذي اشتاق له في الآونة الأخيرة.
ثمَّ أخيرًا عاد لواقعه وتذكر ما كان يريد فعله.
تنهد ومن ثم بدأ كلامه قائلًا: أمي..ثَمَّةَ أمرٌ أريد إخباركِ بشأنه.
السيدة ميريان رأت القلق في عيني اِبنها ونَقَل هذا القلق لها لتُبادِر بسؤاله: ماذا بُنَي أيوجدُ خطبٌ ما؟!
ستيڤن بقلق: لا، فقط..سأطلب منكِ طلبًا بسيطًا قد تحبينه.
لتقول السيدة ميريان بفرحٍ بدَى في عينيها اللتا كانتا قلقتين منذ قليل: أوافقتَ على الزواج بـ' إيميليا "إدوارد" '!!
ستيڤن مُصَحِّحًا: لا، لا، لكن يمكنك القولُ أنَّ الأمر متعلِّقٌ بها أو..بعائلتها.
السيدة ميريان باِبتسامة ونظرة خبيثة لَوَلَدِها: حسنًا ما زال به صلة بها بعد كل شيئ.
تنهد ستيڨن من أفكار والدته وقرر أن يترك الأمور على نصابها وألا يجادل والدته الآن، فـلا المكان ولا الوقت يسمحان بهذا، وإذا تكلما هنا فـما الفائدة من طلبه أن يتكلما معًا بمفردهما!.
استأنفت والدته الحديث تقول و هي تستذكر شيئًا: آه..نسيت أن أخبرك..
ثم بصوتٍ بدى الحزن فيه، وعلى ما يبدو فَهِم ستيڨن ما سَيَلِي هذا:
أبيكَ في رحلة عمل و عندما عَلِمَ بقدومك، حاول المجيئ ولكن العمل كان متراكمًا وكل وهلة يزداد..تفهَّم بُنَي.
تزامن قولها هذا مع تَربِيتها له على كتفه.
تَفَهَّمَ ستيڤن كعادته قائلًا بإيماء بعد أن زمَّ شفتيه: لا بأس.
بعد الترحيب الطويل..
أخذ أشياءه يحملها ليضعها بغرفته في العلِّية، بعدما رأت الخادمة هذا سارعت إليه تقول بتوتر: سيدي، اِسمَح لـي أن أحملهم عنك.
توقَّع أنها جديدة، حيث لا يجرؤُ أحدٌ من الخدَمِ أن يلمس أي شيئ يَمُتُّ صلة بلوحاته وأدواته.
فنظر لها يقول باِبتسامة متكلفة: لا، لا بأس..شكرًا لكِ.
حاولت الخادمة إقناعه مرة أخرى ووضعت أناملها على لوحته لتسحبها..
رأت عينين زرقاوتين وأول شعرها الأسود-اللوحة-، فقط مقدمة اللوحة. لكنه أبعدها سريعًا وقال بنبرة غاضبة جزئيًّا: إقرأي تعليمات هذا القصر قبل أن تعملي فيه..!
وذهب بخطواتٍ سريعة يخطوها إلى غرفته.
لتقول الخادمة والتي تُدعى 'ويندي' في نفسها بعد أن زَمَّت شفتيها: لا يحتاج ذلك كل هذا الغضب..
-تتنهد بصوتٍ مسموع-: يبدو العمل هنا متعبًا!
عندما وصل ستيڤن إلى غرفته، بدى عليه التفكير لوهلة..
: أشعر أنني تماديتُ قليلًا..
ثم عاد للتنهد الذي أصبح رفيقه هذه الآونة.
وضع تلك اللوحة على سريره ينظر لها بتمعن.
: أكره إبقاء لوحة من لوحاتي غير مكتملة، خصوصًا أنه لم يبقَ فيها سوى القليل.
ثم بنبرة راجية: أرجو أن ألاقيها سريعًا لأنتهي منها.
و لكن أولًا!
يجب أن تبتعد عن "قصر 'إدوارد'".
-
بعد يوم..
: سيدي..
بِنَبرة اجتاحتها الرَّسميَّةُ، تخبره الخادمةُ من خلفِ بابهِ، أن والدته تستدعيه.
هَبَطَ الدَّرَجَ سريعًا متجهًا ومُلَبِّيًا لوالدته التي كانت تحتسي الشاي بهدوء.
بعدما رأته مُتَّجِهًا لها، أشارت له بيدها بحماسة كما لو أنها ليست تلك السيدة الأنيقة التي يخجل الخيلاءُ منها فقد تعدَّته بخيلائها.
السيدة ميريان باِبتسامتها الوِدِّيَّة: ستيڤن، تعالى هنا لنشرب الشاي، وتُخبرني ما تُريد يا عزيزي.
ستيڤن وقد تداركَ الوضع سريعًا، عَدَّل من جلستهِ وأخذ شهيقًا بطيئًا -كأنما كان في شهيقهِ يراجع محادثته التي كان يحفظها عن ظهر قلبٍ حتى يقولها لوالدته دون توتر- ثم زفرهُ دفعة واحِدَة ليبدأ أخيرًا: أمِّي..أيمكن أن ندخل في صُلبِ الموضوع مباشرة..؟
لتضع السيدة كوبها على الطاولة، وتَمسَح بمنديلها شفتيها سريعًا ثم تنظر باِهتمام لولدها: يبدو أنه أمرٌ مهمٌ للغاية لتأتِ هكذا.!
استأنفت باِبتسامة هادئة قائلة: حسنًا بُنَي تكلم، كُلِّي آذانٌ صَاغِيَة.
ستيڤن بجدية بعد أن زم شفتيه: ما رأيكِ أن نزور قصر السيد 'إدوارد' غدًا!
نظرت له والدته تبادله الجِدِّيَّةَ هيَ الأخرى: أستُعَجِّل الزواج..؟!
ستيڤن مُصَحِّحًا وقد أدخل التوتر ذاته في ثنايا حديثه: لا لا، فقط زيارة عادية..تعلمين أمي أنهم عندما يعلمون أني أتيتُ ولم ألقي التحية عليهم، لن نسلم من القيل والقال.
السيدة بتفكير: هذا صحيح! -واستأنفت والابتسامة لا تفارق فَاهَهَا ثمَّ ربتت عليه- يبدو أن ولدي ينضج بشكلٍ صحيحٍ ويفكر كالنبلاء بالفعل.
ثم أخذت بكوبها لتكمله.
صباح اليومِ التالي..
اِرتدى ستيڤن حُلَّة غالية الثمن -بالطبعِ- زَادَت من وسامته الربَّانية وسامةً وأناقة.
أما عن والدته؟
فكما ترتدَيْنَ ذوات الطبقات العليا، من فساتين باهظةٍ مبهرجة ومجوهرات أصلية براقة، تنير في ظلمة الليل كأنها تخبرك أن صاحبة طبقة نبيلة قد أتت.
كانا يجلسان مقابل بعضيهما بعربة تقودها الخيل، يُسحرُ الآخر بالطريق ويسرحُ كما عادة أصحاب الفنِّ، ينظر للآتي والذاهب يتأمل الطرقَ بحنينٍ وشوق، فهذه بلدته الأم بعد كلِّ شئ، وهو قد اشتاق لها.
ليعود تفكيره أدراجًا ويعود لواقعه، فيصبح تركيزهُ مُتَرَكِّزًا حولها، "أستكون بخير!، هل تعرض لها؟!، كيف سأقنع والدتي..!!" ضجيج عقله بدأ يثور، وَما زال محتفظًا بهدوء ملامحه متظاهرًا ببرودة أعصابه.
-
"بقصر السيد 'إدوارد'.."
السيد إدوارد باِبتسامة وِدِّيَّة: ستيڤن، لم أركَ لفترة كبيرة، لقد كبرت حقًا، هذا يجعلني أشعر أنني كبرت أنا الآخر.
ستيڤن بأدبٍ وابتسامة متكلفةٍ ينحني بِرَسْمِيَّة: مرحبًا سيدي.
ليضحك المقابل ثم يستأنف: لا حاجة لك لتكون هكذا! كما تعلم فـنحن أهل.
ثم نظر للسيدة ميريان بِوِدًّيَّةٍ مصاحبة لابتسامته التي لا تفارقه: أختي، أحسنتي تربية ولدكِ حقًّا.
فتقابل السيدة ميريان اِبتسامته، بابتسامة إثر ذلك وتبادر: لم أرك منذ فترة أنت كذلك إدوارد، اشتقت لجدالاتنا -بصوت يلامسه الحزن-.
فيضحك السَّيِّدُ على ما تقوله شقيقته.
حلَّ عليهم صوتٌ أنثوي من بعيد، تهبط درجات السُّلَّمِ بحذرٍ ممسكة فستانها الراقي كي لا تقع: مرحبًا بسيدتي ميريان والسيِّد ستيڤن.
ثم انحنت بتأدبٍ لهما.
السيدة ميريان باِبتسامة لطيفة: مرحبًا إيميليا، كيف كان حالكِ؟
إيميليا بتأدُّب وابتسامة زينت بها وجهها: بخيرٍ وأفضل حال لرؤيتكما هنا.
كانت ترتدي إيميليا فستانًا أزرقًا وعقدًا ألماسًا يلتفُّ حولَ جِيدِها.
تنكز السيدة ميريان ذراع ابنها وتوزِّعُ نظرات خبيثة بارلأجاء كلها موجهة له، وكأنها تخبره اُنظر لزوجتك المستقبلية كيف هي!
Коментарі