الأول
أنا مجرد فتى فقير يبحث عن لقمة عيشه لذا لما سأهتم!.
إسمي هاري، وابلغ السابعة عشر.
ها أنا الأن مللت الوقوف هناك لمدة دون بيع أي لوحة من لوحاتي، تذمرت لشعوري بأن الناس لا يقدرون الفن كما ينبغي، وزيادة على إستيائي لبيعها الأن لا أحد ينظر إليها، ألمني ذلك لانها تعني لي الكثير، فأنا اخرج كل ما في قلبي وعقلي وشخصيتي وذاتي الحقيقية في رسوماتي.
وضعت سماعتي في أذني و جلست مسند ظهري للجدار خلفي، أستمع لأغنيتي المفضلة، لا أعلم لما ولكن اشعر بأن كلماتها تصف واقعي، وألحانها تلامس قلبي، أغمضت عيناي وأنا اهمهم اللحن.
افزعتني يد إمتدت فجأه لتقبض كتفي، فتحت عيناي على وسعها أنظر حولي، حارس ضخم، سيارة سوداء خلفه، الجميع ينظر إلي، إلهي، أحد أفراد الأسرة المالكة، مجددا! كأنني لم أكتفي منهم ومن أفعالهم.
امسك بسماعتي لينتزعها ويجر معها مشغل الأغاني حتى سقط وتحطم "أنت ما مشكلتك، أبعد يداك عني!" تحدثت وأنظر للحارس، مالذي فعلته ليهاجمني هكذا. فُتح باب السيارة ليخرج منها رجل ويتقدم نحونا، لم استطع رؤيته وجهه جيدا فالحارس المزعج اسقط نظارتي حينما شدني بعنف.
"جلالتك" تحدث الحارس وانحنى فور قرب الرجل منه
"مالذي يحدث لماذا توقفنا " تحدث بنبرة هادئه للغاية، وصوت منخفظ أكاد أقسم بأنه لا يملك هم يشقيه في حياته.
تحدث الحارس الذي إتضح أنه السائق "أعتذر لقد مررت بالطريق وهذا الأخرق يعرض لوح، مررت فوق أحداها عن طريق الخطأ ومسمارها افسد الإطار".
مددت يدي لألتقط نظارتي وأقف، نظرت أسفل سيارته لأجد أحد لوحاتي، ركضت لأسحبها، ليس أي لوحة بل المفضلة لي، كان وجهي خاليا من التعابير لكني كنت مستاء للغاية
"هذه قطعة فنية جميلة، من المؤسف أنها تلفت"
جاء صوته من خلفي لألتفت له "لاتهتم" قلت وسرت مبتعدا.
حملت لوحي وهممت بالمغادرة، اليوم ليس أفضل أيام حظي وانا حقا ليس بي طاقة للمحاولة، سأبحث عن عمل أخر بالغد
"ياصبي" حاولت تجاهله وهو يسير خلفي لكنه استمر برفع صوته، إلتفت إليه بصمت، "أنت تحاول القيام بعملك وكسب رزقك، ونحن افسدنا ذلك، اعتذر عن هذا، دعني أعطيك قيمة هذه اللوحة، بكم كنت ستبيعها؟".
"لا أريد".
"لا يمكن! كنت ستبيعها، لم ترفض قيمتها الأن ".
"حسنا أنا لم أكن لأبيعها لولا أحتياجي للمال بشدة، لان مخبزي إحترق بسبب أحدكم، لذا لا، شكرا لا أريد منك فلس".
" مهلا! إنني أصر، لقد أعجبتني اللوحة لذا سأشتريها منك ولا تجادلني".
هو تحدث بنبرة جادة وانا حقا أردت للأمر أن ينتهي، توجهت إليه لأخرج اللوحه "هاك، هنيئا لك" حملها بين يديه ونظر إليها ثم نظر لي، إنحنيت لتحيته، قبل أن أستدير وأعتلي دراجتي وأغادر وهو يصرخ بي.
•••
"سن شاين، إحزر من وجدت؟".
"من؟".
"الصبي الذي أبرح شون قبل أيام".
"حقا؟ كيف عرفت" توسعت عيناه ليعتدل بجلسته.
"اتذكر كيف توعد شون بالإنتقام منه وذكر بأنه يملك مخبز! اخبرني هذا الصبي للتو بأن مخبزه احترق بسبب أحدنا، لذا هو لم يأخذ مني المال مقابل لوحة رسمها".
"ليام هذا سيء جدا".
"أعلم! لكن الصبي لطيف، دهسنا لوحته وهو فقط حملها وغادر، وملامح البرود في وجهه، كما أنه وسيم وضئيل، لا أعلم كيف استطاع التغلب على شون، كان يجب أن تراه".
"أخي اولا؛ أنت منحرف، هل تفحصت جسد الفتى بمجرد رؤيته!" تبسم اخوه دون ان يجيب.
"ثانيا، أعتقد بأن شون سيقطع لسانك ويفقع عيناك إن سمع وصفك للفتى".
•••
"أنظر هازا لقد عثرت على ثلاث وظائف، الأولى طباخ، والثانية مساعد خاص، وسائق".
تنهد لينظر لمارلين وهي تخبره
"رائع دعيني أرى، اعتقد بانني سأبدأ بالعمل كطباخ قريبا، لكن أين مقر العمل".
"جميعها في القصر، رائع إليس كذلك؟" جاوبت بحماسة وهي تقفز امامه.
قطب حاجباه وأعاد الإعلانات إليها واكمل سيره "من السهل عليك قول هذا، فلم يقتل والدك بسببهم ولم تفقدِ مزرعة ومخبز ولم تهان أسرتك ولم "
"حسنا هازا افهمك، واعلم كيف تشعر حتى إن لم اتعرض لكل ذلك، كل ما أقصده انه سيكون رأئعا ان نكسب الكثير من المال لمساعدة أهالينا، ثم انت لم تحب والدك لما لازلت غاضب!"
"أنا لا أحبه لكني لا أكرهه، وهذا لا يعني أن يموت، ولا علاقه له بالأمر أنا لن أخذ منهم أي مال"
"هاززا ارجوكك ارجوك اروجوووك، فقط اذهب معي وقدم ارجوووك، لا تفكر كثيرا تفكيرك يفسد كل شيء"
"حسنا سأتي معك، لكني لن أعمل لديهم"
"هاري أنت رائع، حسنا غدا في السادسة صباحا سنذهب باكرا ولا تنسى أن تصنع بعض الفطائر لاننا لن نحضى بوقت للأكل"
▪في الجانب الأخر▪
"تعلم أن والدتنا ستكرهك!، هي لن تحب وجود غريب بيننا"
تحدث الأخ الأصغر بانفعال وضرب الطاولة بيده والأكبر فقط يسرح شعره أمام المرأه.
"ماذا عنك؟ هل تمانع؟"
"لا يهمني، طالما تبقي يديك خارج سرواله".
"بربك، ليس إلى هذه الدرجه، سيكون مساعدا فقط" جاوبه بإبتسامة جانبية وإستلقى على سريره.
"لا أعلم، لم يبقى أحد في المدينة لم يرى قضيبك أخي، في الواقع لدي صورة له كذلك".
"ولماذا تمتلك صورة له! ثم خيارات حياتي لا تعني أحدا لذا لاتتدخل".
"أخشى أن هذا الخيار غير متاح، بما أنك تحمل أسم العائلة فخيارات حياتك تعنينا وسنتدخل جميعا، أنا لايهمني! رابنزال فقط لا تجلبي لنا المزيد من العار".
"مالذي تقصده! أترى بأنني عار للعائلة؟"
غادر الأصغر وصفع الباب خلفه دون أن يجيب.
تأفف ولحق به لخارج الغرفة لم يجده، توجه لغرفة توأمه
"أخي هل أجلب لك العار؟" سأل فور دخوله وهو يكتف يديه.
"ماذا؟ لا بالطبع لا، لما تقول أمر كهذا" جلس ويجاوبه بسرعة.
"لا تكذب علي"
"لست اكذب! "
تافف وجلس ليضع رأسه بين يديه " أخي لا أحد يفهمني، أنا لست عاهر، لا أشرب الكحول، ولا انفق كل اموالي من أجل المضاجعة ولا أذهب للحانات، لكن ما افعله هو خياري وانا مقتنع لما لا يستوعبون الأمر"
وقف بجانبه " من أزعجك أخي؟ هل قالت لك أمي شيئا؟"
نفى برأسه "شون!! قال بأنني اجلب العار لعائلتنا، وأنه يمتلك صورة لقضيبي، اللعنة عليه، انا من إلتقطها"
قهقه الأخر "حسنا لا تلعن، ثم تلك الصورة، مذهلة!!" قال وهو يغمز بعينه ويبتسم.
"حقا؟"
"بالطبع لا أيها المنحرف، أنا أخوك لن أخبرك بأن قضيبك جميل او لا" أمسك بخد أخيه ليكمل بعد ثوان "لكنه جميل" وقهقهوا سويا.
"حسنا ويليام لنتحدث بجد، انا لن أنسى كل مرة وقفت فيها لتدافع عني وكم مرة تحملت عقاب والدي بدل عني، وغيرها الكثير، أنت بطلي وانا أحبك، سيكون العار إنكار كم أنت رائع" اقترب وطبع قبله سطحية على شفتي اخيه.
"أحبك، أيضا، سن شاين".
•••
▪صباح اليوم التالي▪
دخلت مارلين لمقابلة العمل وعادت بعد نصف ساعة تقفز من السعادة "هاازاا لقد قُبلت".
"حقا! بهذه السرعة، أنا سعيد لاجلك جدا".
"أجل لقد أريتهم مهاراتي في ترتيب الولائم واعجبهم ما صنعت".
"بالطبع أبهرتيهم، أنت فنانة مارلين".
"لا هازز، أنت الفنان هنا، يجب أن تذهب لتقدم أرجوك".
"أخبرتك أني لا أريد".
"أتعلم كم يعطونني في الشهر!! 15000 ألف دولار، 500 يوميا، هاري هذا رائع ستتمكن من تغطية دين والدك وتصرف على منزلك وتصلح المخبز ويبقى للإدخار أيضا، هذا عرض لايفوت هاري وانت تستحق هذا العمل".
هز هاري رأسه وشرد قليلا وهو يفكر بأن العمل هو من لا يستحقه، قطب حاجبيه "حسنا، لكني سأترك العمل فورا عندما يصلح المخبز واصبح مستقرا".
دخل الإثنان مجددا وذهب هاري للتقديم والأخرى تنتظره، عاد بعد مدة ليقف معها وينتظر الإثنان أن يتم قبوله بعد أن صنع بعض المعجنات لهم.
"هاري ستايلز" نادا أحدهم من الداخل، ليدخل الإثنان بسرعة ويقفوا في سيب و أمامهم غرفة واحدة "إنتظر لحضة من فضلك" تحدث لهم الرجل ليدخل ويغلق الباب، خرج بعد لحضة من الغرفة ذلك الشاب الذي تذكره هاري فورا وتشهق مارلين بجانبه.
"مارلين! أخفضي صوتك" تحدث هاري بصرامة.
"هاري إنه الأمير ويليااااام، أكبر عاهر في أوروبا، إلهي إنه وسيم".
"إنه ليس عاهر، هو ممثل إباحي".
"مالفرق هاري، المهم بأنه مثير، أكثر حتى في الواقع".
"هذه عمله، أقلها هو صادق في رغبته ولا يخفيها كبقية الجبناء حوله".
"هاري تفضل بالدخول" جاء الصوت من الداخل ليدخل هاري بسرعة، أثناء تواجده هناك علت أصواتهم بالداخل، صراخ ولعن واشياء تتحطم، عاد ليام بسرعة ليدخل ويجد شون يطرح هاري ويحاول خنقه ويصرخ عليه بأنه لن يعمل لديهم أبدا، وبعض الرجال يحاولون فصلهم، أبعدهم ليام وأخذ شون بعيدا وذهب ليعود بعد مدة.
"هاري أليس كذلك؟" سأل ليام عندما عاد لهم بالخارج.
"أجل" أجاب هاري وهو ينظر ببرود.
"حسنا دعني أعتذر منك مرة أخرى، شون مجرد مراهق لا تأبه بتصرفاته".
"هذا ليس عذرا أنا مراهق ولست مثله" وتحدث لنفسه 'هل حقا يبرر إحراق أخيه لمخبزي وتهجمه بهذه الطريقة بسبب انه مراهق! اللعنه كم اكره عقول الأغنياء أصحاب السلطة'.
تبسم ويليام ليتحدث "إتبعوني" سار حتى دخل الى غرفة منفردة ويتبعه الإثنان "انا علمت بأنك هنا من أجل العمل كطباخ، لكن أخشى أن هذا ليس في صالحك، لذا دعني أعطيك قيمة ما أفسده شون لمخبزك ويمكنك إصلاحه"
"حسنا سأغادر إذا، أنا هنا من أجل العمل لا لطلب العون" نظر له ليام بتعجب رافعا حاجبيه ويقول لنفسه، هذا الفتى لا يصدق.
"هاري إنتظر، مارأيك إن كان هنالك عمل غير الطبخ، هل ستوافق عليه؟"
نظر هاري بحيرة وتردد وسأل "ماهو؟"
"مساعدي" تحدث وهو ينظر في عيني هاري ويخبره "لقد أجريت العديد من المقابلات هذا الصباح ولم يعجبني أي من المتقدمين، لكني أرى بأنك تناسب العمل".
"لماذا؟"
"اولا تبدو كشخص يعتمد على نفسه كثيرا وهذا يهمني، أحب الطاقة السلبية التي تحيط بها نفسك تجعلني أشعر بأنها تنفر الناس منك لذا سأضمن خصوصيتي، لديك ذائقة فنيه رأيت ذلك في لوحاتك، وتبدوا مهذبًا، ولأكون صادق تمامًا أنت تملك وجه طفولي جميل".
تبسم هاري لكلام ليام ليبتسم له هو أيضا، قاطعتهم مارلين التي وصل فكها للأرض من الدهشة "مع كامل إحترامي سيدي، هاري لايمكنه قبول هذا العمل"
نظر لها هاري بتعجب وهز رأسه *لماذا*.
"هاري ستقتلك والدتك! لن يأتي أحد لمخبزك بسببه، إنه عاهر!".
"أخبرتك بأنه عمله! هو ليس عاهر، وعملي معه لن يجعلني كذلك" إلتفت هاري وليام ينظر إليهم ويقول "أنا مازلت هنا"، إنحنت مارلين فورا واعتذرت وتقدم له هاري "انا سأقبل بهذا العمل، متى سنبدأ؟".
"هاري هل جننت؟ أنا أردتك أن تعمل وتكسب المال لا أن تجعل الجميع يلعنك! لا أصدق بأنك قبلت العمل كمساعده، اقسم بأنه سيغتصبك يوما ما" تحدثت مارلين فور خروجهم بغضب وهي تشعر بالمسؤوليه تجاه هاري لانها من أقنعته بالعمل من أجل المال.
"مارلين ألم تُقبلي القمر قبل قليل حتى أوافق على العمل؟ لماذا أنت غاضبة الأن؟ ثم حتى إن إغتصبني أنا لست طفلا، ومتأكد بأنه سيسألني قبل أن يفعل"
توسعت عيناها لتنظر له "يا غبي لن يكون إغتصابا اذا سألك، وأنت مازلت دون الثامنة عشر، أنت طفل لعين!، لا بأس إن كنت تريد هذا العمل، لكن لا تأتي إلي باكيا إن تمزقت مؤخرتك" تحدثت بغضب أكثر وهي تنظر لعينيه، ضحكوا سويا، "هل نذهب لنحتفل بهذه المناسبة" تحدث هاري ببتسامة واسعة لتجيب "أجل بحق الجحيم".
°°°
وهكذا بكل بساطة معقدة بدأ جحيمي، أم يجب أن أقول نعيمي، اللحضة التي خطوت فيها داخل ذلك القصر هي اللحضة التي قلبت موازين حياتي وأعادتها من الصفر، ولكن أنا مجرد فتى فقير لما سأهتم!.
°°°
فتحت مذكراتي وانا شارد الذهن، أحاول كتابة امر ما لكني لا أعلم ما هو، اشعر بأني تائه تماما، فهذا هو يومي الأول في القصر، لم أرى الكثير حتى الأن لكوني قدمت متأخرا، فقط مكان بقائي، لدي غرفة مشتركة مع ثلاثة فتيه لكل واحد منا سرير وخزانة خاصه، لم أتعرف عليهم ولكني رأيتهم فقط، أحدهم يبدو لطيف جدا أشقر وملامحه كالفتيات، الأخر عكسه تماما، ملامحه حادة ومزعجة والثالث لم أراه بعد.
أفتقد مارلين، لا أرغب بالتعرف على أصدقاء جدد، مارلين هي صديقتي الوحيدة واكثر من أثق به، صحيح أنها تعمل هنا لكن لا أعتقد أني سوف اراها كثيرا، أصبحت صديقتي منذ أن انتقلوا إلى حينا وكنا أطفال في الخامسة حينها، ومنذ ذلك اليوم لم نفترق ابدا، أتمنى اني أملك هاتف حتى أستطيع التحدث إليها بالمساء، قد اشتري واحدا بعد العمل هنا لأسبوع، سأكون قد جمعت المال الكافي.
تقلبت كثيرا في محاولة بائسة للنوم، إنتهى بي الأمر أراقب السماء والنجوم من النافذة حتى إقترب الفجر.
•••
▪في الجانب الأخر▪
علا صوت طرق الباب بطريقته المميزة التي يعرفها أخوه فقط، يطرق بأطراف أصابعه على لحن ما، وأحيانا ثلاث طرقات سريعة والرابعة بطيئه، هذه إذا كان الأمر مستعجلا او مهما.
"تفضل" تحدث ليام من داخل غرفته، فتح الباب ليدخل توأمه، "هل أنت منشغل!"
أغلق ليام بسرعة الجهاز في يده"لا مالأمر؟ هل تود التحدث" اومئ له توامه ليسير ويجلس بجانبه على السرير.
"أفكر بالسفر" تحدث فور جلوسه، "أبي يستعجلني بأمر الزواج، يسحبني معه للحفلات والزيارات على أمل أن أرى لديهم ما يعجبني".
"ثم!" سأله أخوه بتعجب "مالمشكلة؟ الزواج أمر جميل، ستستقر وتكون أسرة صغيرة ستكبر من الأيام"
"ليام لم أقل باني لا أريد الزواج، فقط ليس بهذه الطريقة، لا أريد أن أختار أي إمرأه رأيتها، الأمر ليس صحيحا هكذا".
هز ليام رأسه بتفهم "كيف يكون صحيحا أذا؟!"
ألقى اخوه نفسه للخلف ليستلقي وينظر لإنعكاسه في المرآه فوقه " تعلم كيف إنتهت علاقاتي بالنساء من قبل، لا أشعر بأي إنجذاب نحوهم، أنا أريد أن اقع بالحب أولا أريد أن أقابل شخص تتسارع ضربات قلبي لأجله، وأعلم حينها بأنه الشخص الصحيح".
تنهد "أبي لا يعطيني الكثير من الوقت لذا سأسافر، حينها لن يزعجني بالأمر"
"لوي، أخي العزيز، الهرب من المشكلة لن يحلها، لاتعقد الأمور ببعضها، ليس عليك أن تكون عنيدا لهذه الدرجة، ربما تقابل أميرة أحلامك في إحدى مناسباته، ومن يعلم قد تحبها حتى أكثر مني" تحدث بجدية وانهى بمزاح حتى لا يشعر اخاه بأنه ضده.
"لن يحدث ليام، لم اقابلها طول هذه السنين، لماذا قد يحدث الأن!"
"عليك ان تكون صبورًا".
"أنا كذلك لكن ابي لا يتركني على راحتي، إصراره وتحكمه المستمر بي جعل صبري ينفد".
"إسمعني أغلق عيناك وتخيل أن يصبح لديك طفل يحمل إبتسامتك الجميلة وعيناك وعنادك" إقترب ليستلقى بجانبه ويكمل.
"لوي سنبلغ الرابعة والعشرين قريبا، عمرك مناسب جدا للزواج لذا هو يصر عليك، وأرى بأنه محق قليلا، حاول أن تتفهمه ".
"هل أنت بصفه الأن! هو محق وانا مخطئ! أليست هذه حياتي وانا حر بها!!" صرخ بانفعال لموقف أخية وانه بصف والده، توقع ان يدعمه.
"لوي إهدأ أنا لا أوافق بالكامل، أبي يريد أن يطمئن لوجود نسل يحمل إسم العائلة"
رمقه أخوه بنظره حادة وأردف "ليس على حساب سعادتي ليام، إنظر لعلاقته بأمي، يتظاهران أمامنا ولكن أرى الحقيقة، بالكاد يلمسها او يقضي ليلة معها".
"لوي لا تقل هذا عن وأمي، لا تعلم مايجري بينهم!" تحدث ليام بإستياء لجراءة الأصغر.
"إنها الحقيقة، أنت تعلم هذا جميعنا نعلم، ولكن لا احد يتحدث لانكم تخافون منه، انا لا أخافه ولن اصبح يوما مثله، أبدا".
"لن تفعل لوي أنت شخص جيد، الأن دعك من هذا واخبرني إلى أين ستسافر".
"لا أعلم سأفكر في ذلك" وقف ليتجه مغادر ووقف حينما لاحظ اللوحة خلف الباب "لِما هذه على الأرض؟" حمل اللوحة ليضعها على المقعد وينظر لها بتعجب، "ليام انت لعين! لما تحتفظ بلوحة كهذه في غرفتك".
"لقد نسيت امرها، هذه اللوحة البشعة التي أخذتها من الصبي الذي ابرح شون ورفض المال اتذكر؟".
"إن كانت بشعة لماذا أخذتها؟".
"كنت أحاول أن أكون لطيفا معه".
"انها جميلة، لكن لو رأتها امي هنا ستبرحك" استدار ليسأله وهو يشير عليها بإصبعة "هل تريدها؟".
"لا سأرمي بها قبل ان تراها امي".
"سأخذها اذا".
"أنت اكثر إنحرافًا مني أخي".
_____________________________________________
إسمي هاري، وابلغ السابعة عشر.
ها أنا الأن مللت الوقوف هناك لمدة دون بيع أي لوحة من لوحاتي، تذمرت لشعوري بأن الناس لا يقدرون الفن كما ينبغي، وزيادة على إستيائي لبيعها الأن لا أحد ينظر إليها، ألمني ذلك لانها تعني لي الكثير، فأنا اخرج كل ما في قلبي وعقلي وشخصيتي وذاتي الحقيقية في رسوماتي.
وضعت سماعتي في أذني و جلست مسند ظهري للجدار خلفي، أستمع لأغنيتي المفضلة، لا أعلم لما ولكن اشعر بأن كلماتها تصف واقعي، وألحانها تلامس قلبي، أغمضت عيناي وأنا اهمهم اللحن.
افزعتني يد إمتدت فجأه لتقبض كتفي، فتحت عيناي على وسعها أنظر حولي، حارس ضخم، سيارة سوداء خلفه، الجميع ينظر إلي، إلهي، أحد أفراد الأسرة المالكة، مجددا! كأنني لم أكتفي منهم ومن أفعالهم.
امسك بسماعتي لينتزعها ويجر معها مشغل الأغاني حتى سقط وتحطم "أنت ما مشكلتك، أبعد يداك عني!" تحدثت وأنظر للحارس، مالذي فعلته ليهاجمني هكذا. فُتح باب السيارة ليخرج منها رجل ويتقدم نحونا، لم استطع رؤيته وجهه جيدا فالحارس المزعج اسقط نظارتي حينما شدني بعنف.
"جلالتك" تحدث الحارس وانحنى فور قرب الرجل منه
"مالذي يحدث لماذا توقفنا " تحدث بنبرة هادئه للغاية، وصوت منخفظ أكاد أقسم بأنه لا يملك هم يشقيه في حياته.
تحدث الحارس الذي إتضح أنه السائق "أعتذر لقد مررت بالطريق وهذا الأخرق يعرض لوح، مررت فوق أحداها عن طريق الخطأ ومسمارها افسد الإطار".
مددت يدي لألتقط نظارتي وأقف، نظرت أسفل سيارته لأجد أحد لوحاتي، ركضت لأسحبها، ليس أي لوحة بل المفضلة لي، كان وجهي خاليا من التعابير لكني كنت مستاء للغاية
"هذه قطعة فنية جميلة، من المؤسف أنها تلفت"
جاء صوته من خلفي لألتفت له "لاتهتم" قلت وسرت مبتعدا.
حملت لوحي وهممت بالمغادرة، اليوم ليس أفضل أيام حظي وانا حقا ليس بي طاقة للمحاولة، سأبحث عن عمل أخر بالغد
"ياصبي" حاولت تجاهله وهو يسير خلفي لكنه استمر برفع صوته، إلتفت إليه بصمت، "أنت تحاول القيام بعملك وكسب رزقك، ونحن افسدنا ذلك، اعتذر عن هذا، دعني أعطيك قيمة هذه اللوحة، بكم كنت ستبيعها؟".
"لا أريد".
"لا يمكن! كنت ستبيعها، لم ترفض قيمتها الأن ".
"حسنا أنا لم أكن لأبيعها لولا أحتياجي للمال بشدة، لان مخبزي إحترق بسبب أحدكم، لذا لا، شكرا لا أريد منك فلس".
" مهلا! إنني أصر، لقد أعجبتني اللوحة لذا سأشتريها منك ولا تجادلني".
هو تحدث بنبرة جادة وانا حقا أردت للأمر أن ينتهي، توجهت إليه لأخرج اللوحه "هاك، هنيئا لك" حملها بين يديه ونظر إليها ثم نظر لي، إنحنيت لتحيته، قبل أن أستدير وأعتلي دراجتي وأغادر وهو يصرخ بي.
•••
"سن شاين، إحزر من وجدت؟".
"من؟".
"الصبي الذي أبرح شون قبل أيام".
"حقا؟ كيف عرفت" توسعت عيناه ليعتدل بجلسته.
"اتذكر كيف توعد شون بالإنتقام منه وذكر بأنه يملك مخبز! اخبرني هذا الصبي للتو بأن مخبزه احترق بسبب أحدنا، لذا هو لم يأخذ مني المال مقابل لوحة رسمها".
"ليام هذا سيء جدا".
"أعلم! لكن الصبي لطيف، دهسنا لوحته وهو فقط حملها وغادر، وملامح البرود في وجهه، كما أنه وسيم وضئيل، لا أعلم كيف استطاع التغلب على شون، كان يجب أن تراه".
"أخي اولا؛ أنت منحرف، هل تفحصت جسد الفتى بمجرد رؤيته!" تبسم اخوه دون ان يجيب.
"ثانيا، أعتقد بأن شون سيقطع لسانك ويفقع عيناك إن سمع وصفك للفتى".
•••
"أنظر هازا لقد عثرت على ثلاث وظائف، الأولى طباخ، والثانية مساعد خاص، وسائق".
تنهد لينظر لمارلين وهي تخبره
"رائع دعيني أرى، اعتقد بانني سأبدأ بالعمل كطباخ قريبا، لكن أين مقر العمل".
"جميعها في القصر، رائع إليس كذلك؟" جاوبت بحماسة وهي تقفز امامه.
قطب حاجباه وأعاد الإعلانات إليها واكمل سيره "من السهل عليك قول هذا، فلم يقتل والدك بسببهم ولم تفقدِ مزرعة ومخبز ولم تهان أسرتك ولم "
"حسنا هازا افهمك، واعلم كيف تشعر حتى إن لم اتعرض لكل ذلك، كل ما أقصده انه سيكون رأئعا ان نكسب الكثير من المال لمساعدة أهالينا، ثم انت لم تحب والدك لما لازلت غاضب!"
"أنا لا أحبه لكني لا أكرهه، وهذا لا يعني أن يموت، ولا علاقه له بالأمر أنا لن أخذ منهم أي مال"
"هاززا ارجوكك ارجوك اروجوووك، فقط اذهب معي وقدم ارجوووك، لا تفكر كثيرا تفكيرك يفسد كل شيء"
"حسنا سأتي معك، لكني لن أعمل لديهم"
"هاري أنت رائع، حسنا غدا في السادسة صباحا سنذهب باكرا ولا تنسى أن تصنع بعض الفطائر لاننا لن نحضى بوقت للأكل"
▪في الجانب الأخر▪
"تعلم أن والدتنا ستكرهك!، هي لن تحب وجود غريب بيننا"
تحدث الأخ الأصغر بانفعال وضرب الطاولة بيده والأكبر فقط يسرح شعره أمام المرأه.
"ماذا عنك؟ هل تمانع؟"
"لا يهمني، طالما تبقي يديك خارج سرواله".
"بربك، ليس إلى هذه الدرجه، سيكون مساعدا فقط" جاوبه بإبتسامة جانبية وإستلقى على سريره.
"لا أعلم، لم يبقى أحد في المدينة لم يرى قضيبك أخي، في الواقع لدي صورة له كذلك".
"ولماذا تمتلك صورة له! ثم خيارات حياتي لا تعني أحدا لذا لاتتدخل".
"أخشى أن هذا الخيار غير متاح، بما أنك تحمل أسم العائلة فخيارات حياتك تعنينا وسنتدخل جميعا، أنا لايهمني! رابنزال فقط لا تجلبي لنا المزيد من العار".
"مالذي تقصده! أترى بأنني عار للعائلة؟"
غادر الأصغر وصفع الباب خلفه دون أن يجيب.
تأفف ولحق به لخارج الغرفة لم يجده، توجه لغرفة توأمه
"أخي هل أجلب لك العار؟" سأل فور دخوله وهو يكتف يديه.
"ماذا؟ لا بالطبع لا، لما تقول أمر كهذا" جلس ويجاوبه بسرعة.
"لا تكذب علي"
"لست اكذب! "
تافف وجلس ليضع رأسه بين يديه " أخي لا أحد يفهمني، أنا لست عاهر، لا أشرب الكحول، ولا انفق كل اموالي من أجل المضاجعة ولا أذهب للحانات، لكن ما افعله هو خياري وانا مقتنع لما لا يستوعبون الأمر"
وقف بجانبه " من أزعجك أخي؟ هل قالت لك أمي شيئا؟"
نفى برأسه "شون!! قال بأنني اجلب العار لعائلتنا، وأنه يمتلك صورة لقضيبي، اللعنة عليه، انا من إلتقطها"
قهقه الأخر "حسنا لا تلعن، ثم تلك الصورة، مذهلة!!" قال وهو يغمز بعينه ويبتسم.
"حقا؟"
"بالطبع لا أيها المنحرف، أنا أخوك لن أخبرك بأن قضيبك جميل او لا" أمسك بخد أخيه ليكمل بعد ثوان "لكنه جميل" وقهقهوا سويا.
"حسنا ويليام لنتحدث بجد، انا لن أنسى كل مرة وقفت فيها لتدافع عني وكم مرة تحملت عقاب والدي بدل عني، وغيرها الكثير، أنت بطلي وانا أحبك، سيكون العار إنكار كم أنت رائع" اقترب وطبع قبله سطحية على شفتي اخيه.
"أحبك، أيضا، سن شاين".
•••
▪صباح اليوم التالي▪
دخلت مارلين لمقابلة العمل وعادت بعد نصف ساعة تقفز من السعادة "هاازاا لقد قُبلت".
"حقا! بهذه السرعة، أنا سعيد لاجلك جدا".
"أجل لقد أريتهم مهاراتي في ترتيب الولائم واعجبهم ما صنعت".
"بالطبع أبهرتيهم، أنت فنانة مارلين".
"لا هازز، أنت الفنان هنا، يجب أن تذهب لتقدم أرجوك".
"أخبرتك أني لا أريد".
"أتعلم كم يعطونني في الشهر!! 15000 ألف دولار، 500 يوميا، هاري هذا رائع ستتمكن من تغطية دين والدك وتصرف على منزلك وتصلح المخبز ويبقى للإدخار أيضا، هذا عرض لايفوت هاري وانت تستحق هذا العمل".
هز هاري رأسه وشرد قليلا وهو يفكر بأن العمل هو من لا يستحقه، قطب حاجبيه "حسنا، لكني سأترك العمل فورا عندما يصلح المخبز واصبح مستقرا".
دخل الإثنان مجددا وذهب هاري للتقديم والأخرى تنتظره، عاد بعد مدة ليقف معها وينتظر الإثنان أن يتم قبوله بعد أن صنع بعض المعجنات لهم.
"هاري ستايلز" نادا أحدهم من الداخل، ليدخل الإثنان بسرعة ويقفوا في سيب و أمامهم غرفة واحدة "إنتظر لحضة من فضلك" تحدث لهم الرجل ليدخل ويغلق الباب، خرج بعد لحضة من الغرفة ذلك الشاب الذي تذكره هاري فورا وتشهق مارلين بجانبه.
"مارلين! أخفضي صوتك" تحدث هاري بصرامة.
"هاري إنه الأمير ويليااااام، أكبر عاهر في أوروبا، إلهي إنه وسيم".
"إنه ليس عاهر، هو ممثل إباحي".
"مالفرق هاري، المهم بأنه مثير، أكثر حتى في الواقع".
"هذه عمله، أقلها هو صادق في رغبته ولا يخفيها كبقية الجبناء حوله".
"هاري تفضل بالدخول" جاء الصوت من الداخل ليدخل هاري بسرعة، أثناء تواجده هناك علت أصواتهم بالداخل، صراخ ولعن واشياء تتحطم، عاد ليام بسرعة ليدخل ويجد شون يطرح هاري ويحاول خنقه ويصرخ عليه بأنه لن يعمل لديهم أبدا، وبعض الرجال يحاولون فصلهم، أبعدهم ليام وأخذ شون بعيدا وذهب ليعود بعد مدة.
"هاري أليس كذلك؟" سأل ليام عندما عاد لهم بالخارج.
"أجل" أجاب هاري وهو ينظر ببرود.
"حسنا دعني أعتذر منك مرة أخرى، شون مجرد مراهق لا تأبه بتصرفاته".
"هذا ليس عذرا أنا مراهق ولست مثله" وتحدث لنفسه 'هل حقا يبرر إحراق أخيه لمخبزي وتهجمه بهذه الطريقة بسبب انه مراهق! اللعنه كم اكره عقول الأغنياء أصحاب السلطة'.
تبسم ويليام ليتحدث "إتبعوني" سار حتى دخل الى غرفة منفردة ويتبعه الإثنان "انا علمت بأنك هنا من أجل العمل كطباخ، لكن أخشى أن هذا ليس في صالحك، لذا دعني أعطيك قيمة ما أفسده شون لمخبزك ويمكنك إصلاحه"
"حسنا سأغادر إذا، أنا هنا من أجل العمل لا لطلب العون" نظر له ليام بتعجب رافعا حاجبيه ويقول لنفسه، هذا الفتى لا يصدق.
"هاري إنتظر، مارأيك إن كان هنالك عمل غير الطبخ، هل ستوافق عليه؟"
نظر هاري بحيرة وتردد وسأل "ماهو؟"
"مساعدي" تحدث وهو ينظر في عيني هاري ويخبره "لقد أجريت العديد من المقابلات هذا الصباح ولم يعجبني أي من المتقدمين، لكني أرى بأنك تناسب العمل".
"لماذا؟"
"اولا تبدو كشخص يعتمد على نفسه كثيرا وهذا يهمني، أحب الطاقة السلبية التي تحيط بها نفسك تجعلني أشعر بأنها تنفر الناس منك لذا سأضمن خصوصيتي، لديك ذائقة فنيه رأيت ذلك في لوحاتك، وتبدوا مهذبًا، ولأكون صادق تمامًا أنت تملك وجه طفولي جميل".
تبسم هاري لكلام ليام ليبتسم له هو أيضا، قاطعتهم مارلين التي وصل فكها للأرض من الدهشة "مع كامل إحترامي سيدي، هاري لايمكنه قبول هذا العمل"
نظر لها هاري بتعجب وهز رأسه *لماذا*.
"هاري ستقتلك والدتك! لن يأتي أحد لمخبزك بسببه، إنه عاهر!".
"أخبرتك بأنه عمله! هو ليس عاهر، وعملي معه لن يجعلني كذلك" إلتفت هاري وليام ينظر إليهم ويقول "أنا مازلت هنا"، إنحنت مارلين فورا واعتذرت وتقدم له هاري "انا سأقبل بهذا العمل، متى سنبدأ؟".
"هاري هل جننت؟ أنا أردتك أن تعمل وتكسب المال لا أن تجعل الجميع يلعنك! لا أصدق بأنك قبلت العمل كمساعده، اقسم بأنه سيغتصبك يوما ما" تحدثت مارلين فور خروجهم بغضب وهي تشعر بالمسؤوليه تجاه هاري لانها من أقنعته بالعمل من أجل المال.
"مارلين ألم تُقبلي القمر قبل قليل حتى أوافق على العمل؟ لماذا أنت غاضبة الأن؟ ثم حتى إن إغتصبني أنا لست طفلا، ومتأكد بأنه سيسألني قبل أن يفعل"
توسعت عيناها لتنظر له "يا غبي لن يكون إغتصابا اذا سألك، وأنت مازلت دون الثامنة عشر، أنت طفل لعين!، لا بأس إن كنت تريد هذا العمل، لكن لا تأتي إلي باكيا إن تمزقت مؤخرتك" تحدثت بغضب أكثر وهي تنظر لعينيه، ضحكوا سويا، "هل نذهب لنحتفل بهذه المناسبة" تحدث هاري ببتسامة واسعة لتجيب "أجل بحق الجحيم".
°°°
وهكذا بكل بساطة معقدة بدأ جحيمي، أم يجب أن أقول نعيمي، اللحضة التي خطوت فيها داخل ذلك القصر هي اللحضة التي قلبت موازين حياتي وأعادتها من الصفر، ولكن أنا مجرد فتى فقير لما سأهتم!.
°°°
فتحت مذكراتي وانا شارد الذهن، أحاول كتابة امر ما لكني لا أعلم ما هو، اشعر بأني تائه تماما، فهذا هو يومي الأول في القصر، لم أرى الكثير حتى الأن لكوني قدمت متأخرا، فقط مكان بقائي، لدي غرفة مشتركة مع ثلاثة فتيه لكل واحد منا سرير وخزانة خاصه، لم أتعرف عليهم ولكني رأيتهم فقط، أحدهم يبدو لطيف جدا أشقر وملامحه كالفتيات، الأخر عكسه تماما، ملامحه حادة ومزعجة والثالث لم أراه بعد.
أفتقد مارلين، لا أرغب بالتعرف على أصدقاء جدد، مارلين هي صديقتي الوحيدة واكثر من أثق به، صحيح أنها تعمل هنا لكن لا أعتقد أني سوف اراها كثيرا، أصبحت صديقتي منذ أن انتقلوا إلى حينا وكنا أطفال في الخامسة حينها، ومنذ ذلك اليوم لم نفترق ابدا، أتمنى اني أملك هاتف حتى أستطيع التحدث إليها بالمساء، قد اشتري واحدا بعد العمل هنا لأسبوع، سأكون قد جمعت المال الكافي.
تقلبت كثيرا في محاولة بائسة للنوم، إنتهى بي الأمر أراقب السماء والنجوم من النافذة حتى إقترب الفجر.
•••
▪في الجانب الأخر▪
علا صوت طرق الباب بطريقته المميزة التي يعرفها أخوه فقط، يطرق بأطراف أصابعه على لحن ما، وأحيانا ثلاث طرقات سريعة والرابعة بطيئه، هذه إذا كان الأمر مستعجلا او مهما.
"تفضل" تحدث ليام من داخل غرفته، فتح الباب ليدخل توأمه، "هل أنت منشغل!"
أغلق ليام بسرعة الجهاز في يده"لا مالأمر؟ هل تود التحدث" اومئ له توامه ليسير ويجلس بجانبه على السرير.
"أفكر بالسفر" تحدث فور جلوسه، "أبي يستعجلني بأمر الزواج، يسحبني معه للحفلات والزيارات على أمل أن أرى لديهم ما يعجبني".
"ثم!" سأله أخوه بتعجب "مالمشكلة؟ الزواج أمر جميل، ستستقر وتكون أسرة صغيرة ستكبر من الأيام"
"ليام لم أقل باني لا أريد الزواج، فقط ليس بهذه الطريقة، لا أريد أن أختار أي إمرأه رأيتها، الأمر ليس صحيحا هكذا".
هز ليام رأسه بتفهم "كيف يكون صحيحا أذا؟!"
ألقى اخوه نفسه للخلف ليستلقي وينظر لإنعكاسه في المرآه فوقه " تعلم كيف إنتهت علاقاتي بالنساء من قبل، لا أشعر بأي إنجذاب نحوهم، أنا أريد أن اقع بالحب أولا أريد أن أقابل شخص تتسارع ضربات قلبي لأجله، وأعلم حينها بأنه الشخص الصحيح".
تنهد "أبي لا يعطيني الكثير من الوقت لذا سأسافر، حينها لن يزعجني بالأمر"
"لوي، أخي العزيز، الهرب من المشكلة لن يحلها، لاتعقد الأمور ببعضها، ليس عليك أن تكون عنيدا لهذه الدرجة، ربما تقابل أميرة أحلامك في إحدى مناسباته، ومن يعلم قد تحبها حتى أكثر مني" تحدث بجدية وانهى بمزاح حتى لا يشعر اخاه بأنه ضده.
"لن يحدث ليام، لم اقابلها طول هذه السنين، لماذا قد يحدث الأن!"
"عليك ان تكون صبورًا".
"أنا كذلك لكن ابي لا يتركني على راحتي، إصراره وتحكمه المستمر بي جعل صبري ينفد".
"إسمعني أغلق عيناك وتخيل أن يصبح لديك طفل يحمل إبتسامتك الجميلة وعيناك وعنادك" إقترب ليستلقى بجانبه ويكمل.
"لوي سنبلغ الرابعة والعشرين قريبا، عمرك مناسب جدا للزواج لذا هو يصر عليك، وأرى بأنه محق قليلا، حاول أن تتفهمه ".
"هل أنت بصفه الأن! هو محق وانا مخطئ! أليست هذه حياتي وانا حر بها!!" صرخ بانفعال لموقف أخية وانه بصف والده، توقع ان يدعمه.
"لوي إهدأ أنا لا أوافق بالكامل، أبي يريد أن يطمئن لوجود نسل يحمل إسم العائلة"
رمقه أخوه بنظره حادة وأردف "ليس على حساب سعادتي ليام، إنظر لعلاقته بأمي، يتظاهران أمامنا ولكن أرى الحقيقة، بالكاد يلمسها او يقضي ليلة معها".
"لوي لا تقل هذا عن وأمي، لا تعلم مايجري بينهم!" تحدث ليام بإستياء لجراءة الأصغر.
"إنها الحقيقة، أنت تعلم هذا جميعنا نعلم، ولكن لا احد يتحدث لانكم تخافون منه، انا لا أخافه ولن اصبح يوما مثله، أبدا".
"لن تفعل لوي أنت شخص جيد، الأن دعك من هذا واخبرني إلى أين ستسافر".
"لا أعلم سأفكر في ذلك" وقف ليتجه مغادر ووقف حينما لاحظ اللوحة خلف الباب "لِما هذه على الأرض؟" حمل اللوحة ليضعها على المقعد وينظر لها بتعجب، "ليام انت لعين! لما تحتفظ بلوحة كهذه في غرفتك".
"لقد نسيت امرها، هذه اللوحة البشعة التي أخذتها من الصبي الذي ابرح شون ورفض المال اتذكر؟".
"إن كانت بشعة لماذا أخذتها؟".
"كنت أحاول أن أكون لطيفا معه".
"انها جميلة، لكن لو رأتها امي هنا ستبرحك" استدار ليسأله وهو يشير عليها بإصبعة "هل تريدها؟".
"لا سأرمي بها قبل ان تراها امي".
"سأخذها اذا".
"أنت اكثر إنحرافًا مني أخي".
_____________________________________________
Коментарі