سـأنتظركَ في ديسمبر
"سـأنتظركَ في ديسمبر"
في الصباح الباكر:
-صباح الخير خالتي
_صباح الخير فيروز، كيف حالك؟
-بخير، أين ليل؟
_ليل ما زال نائمًا، هيا أسرعِ واذهبِ إليه أيقظيه فهو لا يصحو مع أحد غيركِ.
_حسنًا، ستبدأ الحرب الآن، أنا قادمة إليكَ يا ليل لقد حان وقت الانتقام.
في غرفة ليل:
طفل صغير رقيق يظهر على وجهه اللطف والحنان، خصلات شعره تتمرد على وجهه وتظهر عليه علامات المشاكسة، غرفته منظمة ومرتبة فهو شخص يكره الفوضى ويحب النظام بشدة.
تصعد فيروز على السلم، وتعتقد أنه أصعب ما يمكن أن تواجهه؛ لأنه كبير جدًا؛ فهي فتاة صغيرة ذات أقدام صغيرة، ولديها شعر أسود يشبه سواد الليل الكاحل، وعيناها البنية مثل الشكولاه، فتاة يكسوها المحبة والفرح والنشاط.
فتحت الباب ببطء شديد وهي تحمل كوب من الماء البارد وقالت بصوت خافت: جاء من يلقنكَ درسًا لن تنساه بحياتك يا ليل.
-بصوت يكاد يسمعه الجيران: استيقظ أيها الكسول.
وسكبت الماء البارد على وجهه ف قام بفزع يصرخ ويقول: ابتعدي عني يا مجنونة لماذا فعلتي هذا؟ سألقنكِ درسًا قاسيًا، قفز من على فراشه يجري ورائها وظلت تجري حتى انقطعت أنفاسهم وقالت له: توقف حسنًا سوف أعتذر، أنا آسفة.
نظر لها بغضب ومن ثم تبدل الغضب بابتسامة جميلة على ثغره الصغير وقال: لماذا استسلمتِ بسهولة هذه المرة، ولكن لا تعيديها مجددًا، هيا نذهب للعب قليلًا.
ليل وفيروز صديقان منذُ الصغر يفعلان كل شيء معًا لا يطمئن أحدهما إلا مع الآخر كل منهم لديه حلم ولكن تعاهدا على البقاء معًا للأبد وأنهم لن يفترقوا أبدًا ولكن في يوم من الأيام حدث خلاف بين والدي ليل فقرر والد ليل أخذه معه إلى المدينة فاضطروا على الافتراق ولكن حدث حديث بينهم قبل مغادرة ليل القرية.
ليل: أنا لا أود الذهاب أريد البقاء معكِ مَن سوف يعتني بي ويوقظني من نومي؟ مع مَن سوف ألعب؟
فيروز: لماذا حدث كل هذا لماذا يدخلون الأطفال في مشاكلهم أنا أكرهم بشدة، دعنا نهرب سويًا سوف نبني بيتًا صغيرًا نعيش فيه معًا كما تخيلنا وسوف نعتني ببعضنا البعض.
ليل: أريد هذا بشدة ولكن إن علم أبي سوف يعاقبني، سوف أشتاق لكِ بشدة، جلبتُ لكِ هذه الهدية الصغيرة أرجوكِ احتفظِ بها ولا تنسيني.
فيروز ولكن بدأت الدموع تتساقط من عينيها الصغيرتين: وأنا جلبتُ لكَ شيئًا أيضًا هذا وشاحي لا تجعله يفارقك سوف أكون معكَ دائمًا سوف أشتاق لكَ أيضًا.
ذهب ليل وذهبت فيروز، فتحت فيروز هدية ليل، وكانت قلادة رقيقة بداخلها صورتهم، احتضنتها بشدة، وعاهدت نفسها أنها لن تفارقها أبدًا.
عدت الأيام والأشهر والسنوات ولم وتفارقها القلادة أبدًا، توفى والديّ فيروز وهي في الثانوية وهذا ما جعلها تحزن أكثر، انتقلت للعيش مع عمها، كان يعاملها بلطف ولكن عند ذهابه للعمل تعاملها زوجته بشدة وقسوة ولا تجعلها تدرس ودائمًا كانت تذكرها أنها وحيدة ويتيمة وألا أحد يحبها أبدًا، نجحت فيروز في الثانوية العامة رغم كل الصعوبات، وكانت تود الالتحاق بالجامعة، ولكن رفض عمها وزوجته هذا فحزنت كثيرًا، في يوم من الأيام زاد العمل المنزلي وأصبحت ليلًا نهارًا في المطبخ، قررت الهرب، تسللت في الظلام الكاحل وهربت لمدينة أخرى لا يعرفها أحد وقررت تغيير اسمها حتى لا يعثر عليها أحد من عائلتها والتي تظن أنهم لا يستحقون اسم العائلة.
على الجانب الآخر نجد ليل يعمل في المستشفى فهو قد أصبح طبيبًا كبيرًا وحقق حلمه، ولقد يبدو عليه التعب أو الاشتياق، ولكنه دائمًا يبعد نفسه عن التفكير في العمل.
استيقظت فيروز على صوت العصافير تفاجأت أنها قد غفت على الكرسي الخشب الذي في الشارع، جمعت قواها وظلت تدور في أنحاء المدينة بحثًا عن عمل فكيف ستعيش بدون بيت ومال، ظلت تبحث وتبحث ولم تجد أي شيء تعمل بهِ، ولكن فجأة ظهرت أمامها فتاة يظهر عليها الحب وأنها حقًّا طيبة ولن تخدعها قالت لها: عن ماذا تبحثين؟ أنا سوف أساعدك، هل أنتِ جديدة في المدينة؟ ردت فيروز وقالت: لقد هربت من عمي وزوجته ولا أملك بيتًا ولا أعرف أحد هنا.
تفاجأت فيروز بأنه ما زال يوجد ناس ذو قلوب طيبة، قابلت فتاة لا تعرفها أبدًا، تعرف فقط أن اسمها عهد، وتعهدت لها بالمساعدة، وأنها تريدها للإقامة معاها في منزلها فهي فتاة وحيدة تعمل في المسرح تحب التمثيل والغناء فرحت كثيرًا أنها وجدت صديقة ذات قلب كبير.
-هيا ادخلِ، لماذا ما زلتِ تقفين عند الباب لا تخجلي هيا هذا منزلك كما هو منزلي.
دخلت فيروز المنزل كان منظمًا وهادئًا، عرفتها عهد على غرفتها، وقالت لها أنها وجدت لها عمل عند صديقتها، فرحت فيروز جدًا، ونامت في سبات عميق.
في صباح اليوم التالي:
أمينة: أهلا يا فيروز أنا أمينة صاحبة الكافيه.
فيروز: أهلًا بحضرتك.
أمينة: لا تناديني بأي ألقاب سوف نعتاد على بعضنا البعض وأنتِ في النهاية صديقة شخص عزيز على قلبي، هيا بنا سوف أخبركِ نظام العمل هنا.
شكرت فيروز عهد وتعلمت العمل بسرعة وأصبحت تحبه بشدة.
-أمينة سوف أتركُ لكِ طفلتي هنا، عليّ الذهاب للمشفى؛ فأبي ليس بخير أرجوكِ أعتني بها لحين عودتي.
_لا تقلقي عليها سأعتني بها هيا اذهبي بسرعة.
كان الكافيه في هذا اليوم مزدحمًا بشدة، سمعت فيروز صوت الطفلة تبكي حملتها بين زراعيها برفق وظلت تلعب معها لحين عودة أمها.
بعد ساعتين تقريبًا عادت الأم مسرعة لابنتها قائلة: إنها لا تهدأ مع أحد أبدًا فهي ليست معتادة على أحد غيري.
ولكنها تفاجأت بالطفلة تلعب وتضحك مع فيروز قالت لفيروز أن تعطي الطفلة لأبيها لحين أن تشكر أمينة، ذهبت فيروز بالطفلة لأبيها، ولكنها تفاجأت عندما رأته أحست أنها تعرفه دققت قليلًا وتأكد ظنها عندما سمعت أمينة ترحب بهِ قائلة: مساء الخير دكتور ليل أهلًا بكَ تفضل.
ظلت فيروز شاردة في ملامحه كأنها تحفرها من النسيان، ولكن كانت الصدمة الكبرى هل ظل يحبها؟ هل يتذكرها؟ هل حقًّا تزوج من أحد غيرها؟
عادت للمنزل شاردة لا تفكر في شيء سواه لم تستطع عيناها البكاء من شدة الصدمة، فاقت للواقع فقط عندما ارتمت في أحضان عهد، ظلت عهد تحتضنها وتُهدئها وتُمشي يديها على شعرها حتى غفت من كثرة التعب.
ذهبت اليوم التالي للكافيه ويظهر عليها الحزن، وجدت أمينة جالسة فجلست معها.
أمينة: شكرًا لأنكِ اعتنيتي بالطفلة.
فيروز: لا تشكريني لقد استمتعت كثيرًا معاها وهي لطيفة جدًا، ولكن لديّ سؤال من هو دكتور ليل؟
أمينة: دكتور ليل مشهور جدًا في المدينة فهو مشهور بالإخلاص والمحبة والحب قبل شهرته باجتهاده في عمله، هذه زوجته بيرلا وهذه طفلة بيرلا يقول الناس أنهم لا يحبون بعض ولكن أظن أن عليهم أن يحبوا بعضهم البعض.
فيروز: لحظة فقط لم أفهم شيئًا! هل الطفلة طفلة ليل؟
أمينة: لا؛ فهم متزوجون منذ ثلاثة أشهر فقط، وهذه زوجة أخيه، لقد تزوجها بعد موت أخيه؛ لأنها وحيدة، وكانت حامل.
فيروز: ولكن لماذا وضع نفسه في هذا المأذق وهو لا يحبها؟
أمينة: لأنه رجل نبيل، يا ليت يوجد مثل الدكتور ليل، هيا بنا لدينا الكثير من العمل والناس بدأت بالقدوم.
عملت فيروز اليوم بِجِدّ وسعادة، ذهبت للبيت ولم تجد عهد، ذهبت لحقيبتها وأخرجت منها القلادة.
-لم تكن طفلتكَ، لم تخلف بوعدكِ، ولكن هل تتذكرني؟ أنا لم أنساكَ قط ولم أعرف معنى الحب والعشق والاشتياق سِوى معكَ لماذا ذهبتَ ذلك اليوم؟ لماذا تركتني وحيدة أعاني؟ لم أجد حتى صديقة تداوي جروحي، اشتقت لكَ يا عزيزي.
فيروز: صباح الخير أمينة.
أمينة: صباح الخير عزيزتي لديّ ما أقوله لكِ.
فيروز: ماذا؟ هل حدث شيء خطأ مني؟
أمينة: لا لا فقط أنتِ سوف تتغيبين كَم يوم من الكافيه، هل تتذكرين تلك السيدة بيرلا التي تركت طفلتها هنا لقد أتاها عمل مهم خارج المدينة ولا تستطيع أخذ الطفلة معها، ويود دكتور ليل شخصًا أمينًا يراعي الطفلة لحين عودة السيدة بيرلا فما رأيكِ؟
فيروز: حسنًا لا يوجد مشكلة ولكن كيف ستهتمين بالكافيه وحدكِ؟
أمينة: لا تقلقي سوف أتدبر أموري هيا اذهبي.
ذهبت فيروز لمنزل ليل وكانت خائفة وحائرة، مشاعرها كانت مُختلطة، حزينة أنها ستكون في بيت حبيبها وزوجته، وسعيدة أنها ستستطيع أن تراه، دخلت المنزل بعدما طرقت الباب وفتح لها الخدم كان المنزل هادئًا وعلى الطراز الكلاسيكي فعلمت أنه ذوق ليل لطلاما أحبت ذوقه بشدة.
ليل: ما اسمكِ؟
فيروز: اسمي فيروز.
ليل ولقد تذكر فيروز لوهله، ولكن قال لنفسه: ماذا سيأتي بفيروز لهنا لا مستحيل أن تكون هي!
ليل: من أين أنتِ؟
فيروز ولم ترغب في أن يعلم ليل بأنها هي قالت له أنها من بلاد الخارج وأنها أتت للعمل.
ظلت فيروز تعتني بالطفلة لحين عودة ليل من العمل مساءً، وظلت هكذا لمدة أسبوع حتى تعافى والد بيرلا، ولكن في هذه الفترة تعلق ليل بفيروز جدًا لم تكن تهتم فيروز بالطفلة فقط، بل بالجميع ومنهم ليل أيضًا.
بعد ذهاب فيروز من المنزل عادت الحياة كما كانت، ظلت تعمل في الكافيه، وظل أيضًا ليل يتردد على الغرفة التي كانت تُقيم فيها فيروز اشتياقًا لها، أخذ يستنشق عبير وشاحها ولكن هذه لماذا رائحته مثل رائحة الوشاح التي أعطته إياه فيروز صديقته؟ هنا فقط اكتشف ليل أن فيروز العاملة في الكافيه هي نفسها فيروز صديقته وحبيبته وأكثر مَن يشتاق لها.
أمينة: فيروز أعطي هذه الطلبية للزبون هناك ومن ثم تأتي إلي بسرعة يوجد أحد يود رؤيتكِ.
فيروز: حسنًا، ولكن من يود رؤيتي؟
ذهبت فيروز لذلك الرجل التي أشارت أمينة عليه وتفاجأت عندما وجدته ليل حبيبها.
ليل: مرحبًا فيروز كيف حالك؟
فيروز: بخير.
مد ليل يده وهو يحمل هدية بيده.
ليل: تفضلي هذه لكِ، لا أعرف أذا مازال ذوقي يعجبكِ أم لا ولكن جلبت لكِ هذا الوشاح ف الأجواء أصبحت باردة جدًا.
فيروز ولقد تعجبت من كلماته هل أكتشف من هي؟ ماذا يحدث؟ ف هو لا يعلم أن حبهُ يُدفئُهَا من ليالي ديسمبر الباردة نظرت للهدية بتعجبك وكان هذا وشاحها التي أعطتُه إياه عندما كانت صغيرة.
ليل: أين كنتِ طيلة الوقت، لماذا لم تخبريني أنكِ فيروز حبيبتي، وصديقة طفولتي؟ عندما رأيتكِ للمرة الأولى أحسستُ أن عليّ ضمكِ لأحضاني لا أعرف شعرت أن لمعان عينيكِ لي.
فيروز ببكاء: هذا لم يعد مهمًا الآن؛ فأنتَ متزوج ولديك أسرة، لا أود تخريب حياتكَ.
ليل: لم أحب أحد غيركِ، لم أتزوج السيدة بيرلا أبدًا، فقط أخبرنا الناس أننا متزوجان حتى لا يضايقها أحد، كيف لي أن أتزوج غيركِ وأخلف بوعدي وأترك حبيبتي لغيري! حاولت التواصل معكِ وأرسلت المراسيل ولكن أعتقد أنها لم تصلكِ.
فور سماعها كلماته لم تستطع تمالك نفسها وارتمت في أحضانه باكية، مشتاقة لرائحته.
رفع بيديه رأسها برفق وحدق في عينيها وقالت له: كل شيء جميل معكَ.
فقبل جبينها مغمض عيناه، وقال لها: أنتِ كل شيء جميل.
"فرقتنا يا عزيزتي الحياة وجمعتنا مرة أخرى بعد فراق دام لسنوات من العذاب والاشتياق والحب، وجدتُ نصفي الآخر مره أخرى، كل ما أملك، عالمي المضيء، حبيبتي هي، عزيزتي هي، صديقتي وأمي وفرحة حياتي هي، أجمل ما أملك، رزقي من السماء أنتِ لن أفرط فيكِ مرة أخرى؛ فلا يتحمل قلبي فراقكِ مرة أخرى، أحبكِ يملاكي المرسل من السماء"
بقلمي مريم وائل "جميلة"
في الصباح الباكر:
-صباح الخير خالتي
_صباح الخير فيروز، كيف حالك؟
-بخير، أين ليل؟
_ليل ما زال نائمًا، هيا أسرعِ واذهبِ إليه أيقظيه فهو لا يصحو مع أحد غيركِ.
_حسنًا، ستبدأ الحرب الآن، أنا قادمة إليكَ يا ليل لقد حان وقت الانتقام.
في غرفة ليل:
طفل صغير رقيق يظهر على وجهه اللطف والحنان، خصلات شعره تتمرد على وجهه وتظهر عليه علامات المشاكسة، غرفته منظمة ومرتبة فهو شخص يكره الفوضى ويحب النظام بشدة.
تصعد فيروز على السلم، وتعتقد أنه أصعب ما يمكن أن تواجهه؛ لأنه كبير جدًا؛ فهي فتاة صغيرة ذات أقدام صغيرة، ولديها شعر أسود يشبه سواد الليل الكاحل، وعيناها البنية مثل الشكولاه، فتاة يكسوها المحبة والفرح والنشاط.
فتحت الباب ببطء شديد وهي تحمل كوب من الماء البارد وقالت بصوت خافت: جاء من يلقنكَ درسًا لن تنساه بحياتك يا ليل.
-بصوت يكاد يسمعه الجيران: استيقظ أيها الكسول.
وسكبت الماء البارد على وجهه ف قام بفزع يصرخ ويقول: ابتعدي عني يا مجنونة لماذا فعلتي هذا؟ سألقنكِ درسًا قاسيًا، قفز من على فراشه يجري ورائها وظلت تجري حتى انقطعت أنفاسهم وقالت له: توقف حسنًا سوف أعتذر، أنا آسفة.
نظر لها بغضب ومن ثم تبدل الغضب بابتسامة جميلة على ثغره الصغير وقال: لماذا استسلمتِ بسهولة هذه المرة، ولكن لا تعيديها مجددًا، هيا نذهب للعب قليلًا.
ليل وفيروز صديقان منذُ الصغر يفعلان كل شيء معًا لا يطمئن أحدهما إلا مع الآخر كل منهم لديه حلم ولكن تعاهدا على البقاء معًا للأبد وأنهم لن يفترقوا أبدًا ولكن في يوم من الأيام حدث خلاف بين والدي ليل فقرر والد ليل أخذه معه إلى المدينة فاضطروا على الافتراق ولكن حدث حديث بينهم قبل مغادرة ليل القرية.
ليل: أنا لا أود الذهاب أريد البقاء معكِ مَن سوف يعتني بي ويوقظني من نومي؟ مع مَن سوف ألعب؟
فيروز: لماذا حدث كل هذا لماذا يدخلون الأطفال في مشاكلهم أنا أكرهم بشدة، دعنا نهرب سويًا سوف نبني بيتًا صغيرًا نعيش فيه معًا كما تخيلنا وسوف نعتني ببعضنا البعض.
ليل: أريد هذا بشدة ولكن إن علم أبي سوف يعاقبني، سوف أشتاق لكِ بشدة، جلبتُ لكِ هذه الهدية الصغيرة أرجوكِ احتفظِ بها ولا تنسيني.
فيروز ولكن بدأت الدموع تتساقط من عينيها الصغيرتين: وأنا جلبتُ لكَ شيئًا أيضًا هذا وشاحي لا تجعله يفارقك سوف أكون معكَ دائمًا سوف أشتاق لكَ أيضًا.
ذهب ليل وذهبت فيروز، فتحت فيروز هدية ليل، وكانت قلادة رقيقة بداخلها صورتهم، احتضنتها بشدة، وعاهدت نفسها أنها لن تفارقها أبدًا.
عدت الأيام والأشهر والسنوات ولم وتفارقها القلادة أبدًا، توفى والديّ فيروز وهي في الثانوية وهذا ما جعلها تحزن أكثر، انتقلت للعيش مع عمها، كان يعاملها بلطف ولكن عند ذهابه للعمل تعاملها زوجته بشدة وقسوة ولا تجعلها تدرس ودائمًا كانت تذكرها أنها وحيدة ويتيمة وألا أحد يحبها أبدًا، نجحت فيروز في الثانوية العامة رغم كل الصعوبات، وكانت تود الالتحاق بالجامعة، ولكن رفض عمها وزوجته هذا فحزنت كثيرًا، في يوم من الأيام زاد العمل المنزلي وأصبحت ليلًا نهارًا في المطبخ، قررت الهرب، تسللت في الظلام الكاحل وهربت لمدينة أخرى لا يعرفها أحد وقررت تغيير اسمها حتى لا يعثر عليها أحد من عائلتها والتي تظن أنهم لا يستحقون اسم العائلة.
على الجانب الآخر نجد ليل يعمل في المستشفى فهو قد أصبح طبيبًا كبيرًا وحقق حلمه، ولقد يبدو عليه التعب أو الاشتياق، ولكنه دائمًا يبعد نفسه عن التفكير في العمل.
استيقظت فيروز على صوت العصافير تفاجأت أنها قد غفت على الكرسي الخشب الذي في الشارع، جمعت قواها وظلت تدور في أنحاء المدينة بحثًا عن عمل فكيف ستعيش بدون بيت ومال، ظلت تبحث وتبحث ولم تجد أي شيء تعمل بهِ، ولكن فجأة ظهرت أمامها فتاة يظهر عليها الحب وأنها حقًّا طيبة ولن تخدعها قالت لها: عن ماذا تبحثين؟ أنا سوف أساعدك، هل أنتِ جديدة في المدينة؟ ردت فيروز وقالت: لقد هربت من عمي وزوجته ولا أملك بيتًا ولا أعرف أحد هنا.
تفاجأت فيروز بأنه ما زال يوجد ناس ذو قلوب طيبة، قابلت فتاة لا تعرفها أبدًا، تعرف فقط أن اسمها عهد، وتعهدت لها بالمساعدة، وأنها تريدها للإقامة معاها في منزلها فهي فتاة وحيدة تعمل في المسرح تحب التمثيل والغناء فرحت كثيرًا أنها وجدت صديقة ذات قلب كبير.
-هيا ادخلِ، لماذا ما زلتِ تقفين عند الباب لا تخجلي هيا هذا منزلك كما هو منزلي.
دخلت فيروز المنزل كان منظمًا وهادئًا، عرفتها عهد على غرفتها، وقالت لها أنها وجدت لها عمل عند صديقتها، فرحت فيروز جدًا، ونامت في سبات عميق.
في صباح اليوم التالي:
أمينة: أهلا يا فيروز أنا أمينة صاحبة الكافيه.
فيروز: أهلًا بحضرتك.
أمينة: لا تناديني بأي ألقاب سوف نعتاد على بعضنا البعض وأنتِ في النهاية صديقة شخص عزيز على قلبي، هيا بنا سوف أخبركِ نظام العمل هنا.
شكرت فيروز عهد وتعلمت العمل بسرعة وأصبحت تحبه بشدة.
-أمينة سوف أتركُ لكِ طفلتي هنا، عليّ الذهاب للمشفى؛ فأبي ليس بخير أرجوكِ أعتني بها لحين عودتي.
_لا تقلقي عليها سأعتني بها هيا اذهبي بسرعة.
كان الكافيه في هذا اليوم مزدحمًا بشدة، سمعت فيروز صوت الطفلة تبكي حملتها بين زراعيها برفق وظلت تلعب معها لحين عودة أمها.
بعد ساعتين تقريبًا عادت الأم مسرعة لابنتها قائلة: إنها لا تهدأ مع أحد أبدًا فهي ليست معتادة على أحد غيري.
ولكنها تفاجأت بالطفلة تلعب وتضحك مع فيروز قالت لفيروز أن تعطي الطفلة لأبيها لحين أن تشكر أمينة، ذهبت فيروز بالطفلة لأبيها، ولكنها تفاجأت عندما رأته أحست أنها تعرفه دققت قليلًا وتأكد ظنها عندما سمعت أمينة ترحب بهِ قائلة: مساء الخير دكتور ليل أهلًا بكَ تفضل.
ظلت فيروز شاردة في ملامحه كأنها تحفرها من النسيان، ولكن كانت الصدمة الكبرى هل ظل يحبها؟ هل يتذكرها؟ هل حقًّا تزوج من أحد غيرها؟
عادت للمنزل شاردة لا تفكر في شيء سواه لم تستطع عيناها البكاء من شدة الصدمة، فاقت للواقع فقط عندما ارتمت في أحضان عهد، ظلت عهد تحتضنها وتُهدئها وتُمشي يديها على شعرها حتى غفت من كثرة التعب.
ذهبت اليوم التالي للكافيه ويظهر عليها الحزن، وجدت أمينة جالسة فجلست معها.
أمينة: شكرًا لأنكِ اعتنيتي بالطفلة.
فيروز: لا تشكريني لقد استمتعت كثيرًا معاها وهي لطيفة جدًا، ولكن لديّ سؤال من هو دكتور ليل؟
أمينة: دكتور ليل مشهور جدًا في المدينة فهو مشهور بالإخلاص والمحبة والحب قبل شهرته باجتهاده في عمله، هذه زوجته بيرلا وهذه طفلة بيرلا يقول الناس أنهم لا يحبون بعض ولكن أظن أن عليهم أن يحبوا بعضهم البعض.
فيروز: لحظة فقط لم أفهم شيئًا! هل الطفلة طفلة ليل؟
أمينة: لا؛ فهم متزوجون منذ ثلاثة أشهر فقط، وهذه زوجة أخيه، لقد تزوجها بعد موت أخيه؛ لأنها وحيدة، وكانت حامل.
فيروز: ولكن لماذا وضع نفسه في هذا المأذق وهو لا يحبها؟
أمينة: لأنه رجل نبيل، يا ليت يوجد مثل الدكتور ليل، هيا بنا لدينا الكثير من العمل والناس بدأت بالقدوم.
عملت فيروز اليوم بِجِدّ وسعادة، ذهبت للبيت ولم تجد عهد، ذهبت لحقيبتها وأخرجت منها القلادة.
-لم تكن طفلتكَ، لم تخلف بوعدكِ، ولكن هل تتذكرني؟ أنا لم أنساكَ قط ولم أعرف معنى الحب والعشق والاشتياق سِوى معكَ لماذا ذهبتَ ذلك اليوم؟ لماذا تركتني وحيدة أعاني؟ لم أجد حتى صديقة تداوي جروحي، اشتقت لكَ يا عزيزي.
فيروز: صباح الخير أمينة.
أمينة: صباح الخير عزيزتي لديّ ما أقوله لكِ.
فيروز: ماذا؟ هل حدث شيء خطأ مني؟
أمينة: لا لا فقط أنتِ سوف تتغيبين كَم يوم من الكافيه، هل تتذكرين تلك السيدة بيرلا التي تركت طفلتها هنا لقد أتاها عمل مهم خارج المدينة ولا تستطيع أخذ الطفلة معها، ويود دكتور ليل شخصًا أمينًا يراعي الطفلة لحين عودة السيدة بيرلا فما رأيكِ؟
فيروز: حسنًا لا يوجد مشكلة ولكن كيف ستهتمين بالكافيه وحدكِ؟
أمينة: لا تقلقي سوف أتدبر أموري هيا اذهبي.
ذهبت فيروز لمنزل ليل وكانت خائفة وحائرة، مشاعرها كانت مُختلطة، حزينة أنها ستكون في بيت حبيبها وزوجته، وسعيدة أنها ستستطيع أن تراه، دخلت المنزل بعدما طرقت الباب وفتح لها الخدم كان المنزل هادئًا وعلى الطراز الكلاسيكي فعلمت أنه ذوق ليل لطلاما أحبت ذوقه بشدة.
ليل: ما اسمكِ؟
فيروز: اسمي فيروز.
ليل ولقد تذكر فيروز لوهله، ولكن قال لنفسه: ماذا سيأتي بفيروز لهنا لا مستحيل أن تكون هي!
ليل: من أين أنتِ؟
فيروز ولم ترغب في أن يعلم ليل بأنها هي قالت له أنها من بلاد الخارج وأنها أتت للعمل.
ظلت فيروز تعتني بالطفلة لحين عودة ليل من العمل مساءً، وظلت هكذا لمدة أسبوع حتى تعافى والد بيرلا، ولكن في هذه الفترة تعلق ليل بفيروز جدًا لم تكن تهتم فيروز بالطفلة فقط، بل بالجميع ومنهم ليل أيضًا.
بعد ذهاب فيروز من المنزل عادت الحياة كما كانت، ظلت تعمل في الكافيه، وظل أيضًا ليل يتردد على الغرفة التي كانت تُقيم فيها فيروز اشتياقًا لها، أخذ يستنشق عبير وشاحها ولكن هذه لماذا رائحته مثل رائحة الوشاح التي أعطته إياه فيروز صديقته؟ هنا فقط اكتشف ليل أن فيروز العاملة في الكافيه هي نفسها فيروز صديقته وحبيبته وأكثر مَن يشتاق لها.
أمينة: فيروز أعطي هذه الطلبية للزبون هناك ومن ثم تأتي إلي بسرعة يوجد أحد يود رؤيتكِ.
فيروز: حسنًا، ولكن من يود رؤيتي؟
ذهبت فيروز لذلك الرجل التي أشارت أمينة عليه وتفاجأت عندما وجدته ليل حبيبها.
ليل: مرحبًا فيروز كيف حالك؟
فيروز: بخير.
مد ليل يده وهو يحمل هدية بيده.
ليل: تفضلي هذه لكِ، لا أعرف أذا مازال ذوقي يعجبكِ أم لا ولكن جلبت لكِ هذا الوشاح ف الأجواء أصبحت باردة جدًا.
فيروز ولقد تعجبت من كلماته هل أكتشف من هي؟ ماذا يحدث؟ ف هو لا يعلم أن حبهُ يُدفئُهَا من ليالي ديسمبر الباردة نظرت للهدية بتعجبك وكان هذا وشاحها التي أعطتُه إياه عندما كانت صغيرة.
ليل: أين كنتِ طيلة الوقت، لماذا لم تخبريني أنكِ فيروز حبيبتي، وصديقة طفولتي؟ عندما رأيتكِ للمرة الأولى أحسستُ أن عليّ ضمكِ لأحضاني لا أعرف شعرت أن لمعان عينيكِ لي.
فيروز ببكاء: هذا لم يعد مهمًا الآن؛ فأنتَ متزوج ولديك أسرة، لا أود تخريب حياتكَ.
ليل: لم أحب أحد غيركِ، لم أتزوج السيدة بيرلا أبدًا، فقط أخبرنا الناس أننا متزوجان حتى لا يضايقها أحد، كيف لي أن أتزوج غيركِ وأخلف بوعدي وأترك حبيبتي لغيري! حاولت التواصل معكِ وأرسلت المراسيل ولكن أعتقد أنها لم تصلكِ.
فور سماعها كلماته لم تستطع تمالك نفسها وارتمت في أحضانه باكية، مشتاقة لرائحته.
رفع بيديه رأسها برفق وحدق في عينيها وقالت له: كل شيء جميل معكَ.
فقبل جبينها مغمض عيناه، وقال لها: أنتِ كل شيء جميل.
"فرقتنا يا عزيزتي الحياة وجمعتنا مرة أخرى بعد فراق دام لسنوات من العذاب والاشتياق والحب، وجدتُ نصفي الآخر مره أخرى، كل ما أملك، عالمي المضيء، حبيبتي هي، عزيزتي هي، صديقتي وأمي وفرحة حياتي هي، أجمل ما أملك، رزقي من السماء أنتِ لن أفرط فيكِ مرة أخرى؛ فلا يتحمل قلبي فراقكِ مرة أخرى، أحبكِ يملاكي المرسل من السماء"
بقلمي مريم وائل "جميلة"
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(5)
سـأنتظركَ في ديسمبر
@يُـــم يُـــم يروحي عيونك احلى😭♥♥♥♥
Відповісти
2021-02-12 21:44:40
1
سـأنتظركَ في ديسمبر
إبداع بجدد 😭♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Відповісти
2021-02-12 21:44:44
1
سـأنتظركَ في ديسمبر
فقلبيي اويي 😭♥️♥️♥️♥️♥️♥️
Відповісти
2021-02-12 21:45:08
1