Maria Zoe
2020-04-09 14:42:38
مازالت الكتابة جارية...
Різне
اشترينا لأخي آلة كاتبة فهو يحب الكتابة كثيراً، ولذا دائماً ما أسمع أصوات مفاتيح الآلة داخل المنزل لدرجة أن الأقارب والجيران قد اعتادوا سماعها.
في يوم ما جاء أحد الرجال أخذه معه وقال لنا بأنها الحرب وعلى جميع الرجال والشباب التواجد هناك.
وفعلاً ذهب أخي معهم ومضت الأيام حتى كاد الشهر ينتهي، فجأة نسمع صوت الهاتف الأرضي يرن دون توقف، يجيب والدي ويتلقى الخبر الصادم، وفاة أخي، لقد حجزوا في مكان ما وفجّروا ذاك المكان.
يومها لم أعلم ماذا سأفعل فأخي ذهب أشلاء ولا نستطيع دفنه، لكن في اليوم التالي سمعت صوت مفاتيح الآلة الكاتبة، بداية لم أعر للأمر أهمية، فقد ظننت أن والدتي تقوم بالكتابة حتى نسمع صوت وجود أخي في المنزل، لكن سمعته باستمرار لأيام مستمرة وعند ذهابي لأتفحصه شكرتني والدتي على كتابتي كلّ يوم وإبقاء صوت أخي في المنزل.
صعقت من ذلك وأكملت ركضاً للغرفة، لم يكن هناك أحد لكن الصوت موجود، اقتربت أكثر من المكتب وتجمّدت من الخوف.
آلة أخي تعمل وحدها وهناك ظلال على المقعد كما لو أنها ذراعين.
أخي معنا لم يرحل، ومازالت الكتابة جارية.