جنون
#قصة _قصيرة
__هل يروقك ان تكون سافلا لدرجة القتل؟ , عندما افكر بذلك يقشعر بدني للغاية , كانت تراودني بعض الاحلام التي تختفي كفقاعات الصابون الملون , لأفزع كالغارق بغاز سام , الصباح لدي مظلم , والمساء عبارة عن باخرة تحوم فوق الغيوم لا على الماء , امشي كالمتوهم , طالبا للصراخ في داخله بأن لا يخرج ابدا , لكن تلك الافاق المختلفة تمنحني بعضا من الامل للوقوف , لست شابا مثاليا , لا ثريا و لا لعوبا , انا شاب تملئ وجهه حبوب الشباب , ذو عينين غارقتين بالطين , ولدت هكذا , وعشت كالسافل في عالم من الاثرياء , اصاب ببعض من الارق ليلا , واصحو كمن شرب علب من الكحول المركز, صباحي ممل ومسائي كغبار الرياح , كنت اسير بأحد الضواحي , ارتجل هنا وهناك , لم اعتد التجرأ للخروج من شقتي , رغم ذلك فقد خرجت اليوم , اكملت المشي حتى دخولي لأحد المطاعم , فصرخ في وجهي احدهم لأتفاجئ , لكن هاهو الواقع , تم ركلي خارجا كوني مصدرا للقرف , بدأت تأمل السماء , انها ستمطر اليوم , لكنه الصيف , مشيت قليلا لألتقط مظلة مرمية في احد الشوارع , تسمرت في مكاني لرؤيتي كلبا ينبح علي بقوة , كان كل المارة ينظرون للكلب ولي , كأنهم يقولون اصمته ايها الفاشل , ذلك الشعور المشمئز انتابني وتملكني , ابتعدت عن المكان , لأتخلص من الناس , انهم لا يتهمون لشعوري , ولا يتهمون بوجودي و انا مجرد لا شيء بالنسبة للاخرين , كان ذلك الاحمق يترنح كثيرا شاردا بالفضاء , يمشي ولا يعلم ما هي وجهته , يأخذ مسيرته بخطوات ثقيله كأنه يحمل سلة كبيرة من الصخور , كل شخص يراه ينتابه السوء , القبح البادي عليه والنحول الشديد كأنه لم يأكل قط او انه لم يذق طعم الاكل ابدا , سوء الحظ يمشي معه كالظل في النهار , وكضوء القمر بالليل , ملابسه التي تُعد فضفاضة لحد ما , يفتح عينا ويغلق اخرى, شخص متخلف عن الناس لا يستحق الحياة , لكنه فعلا يستحقها بأكفئ مقدار , ليس لانه كالمتشرد , وليس لأنه يشبه المثقلين بالهموم , بل لأنه يستحق ذلك , اكمل طريقه الدعو ارنوس , حتى اصطدم بأحد الاغنياء بسبب ثقل جسده , تلك النظرات النابعة من تلك الاعين الجامحة سقطت عليه كنيازك مشعة , قائلة له أبتعد وألا سوف اقضي عليك بشكل نهائي , لكنه تنحنح قليلا ليقف مستقيما رادا بأعين غاضبة على الذي ينظر له فيصرخ بقوة ...: انت ألم ترى شخصا يترنح امامك , ام ان انفك يحجب الرؤية عنك؟؟ , اكمل صراخه ليسمعه الناس بالمكان ...: انتم جميعا تعتقدون ان العالم يسير حسب ما تريدون , لم تعيشوا ظلم المتشردين , لم تعيشوا ظلم الفقر , الحرب وايضا الشتائم , ترون انكم الوحيدين القادرين على اي شيء تستمعون فيه , اشار الى احدهم ثم اشار لوجهه ...: ماذا ألا يعجبك وجهي؟ , ألم ترى وجها كهذا من قبل , اجل بالطبع فوجوهكم دائمة البياض ليس مثلي ! , راودته تلك الافكار حول نفسه ! ,لما انا ؟ ماذا اكون , وكيف لي بالاستمرار بالعيش ؟ , اصيب بالرعاش , ليسقط على الارض وهو يرتجف , اقترب أولئك المتعجرفين ناحيته ليغضبوا فيرموه بركلات اقدامهم بالتوالي , بين ألم وغضب و عذاب وشهادة , رغم ذلك لم ينبس بحرف بل قاوم بكرامة وكبرياء , لم يحتج لعطفهم , ولم يريد ان يكون تحت ظل رحمتهم , بل امسك احد اقدامهم ليسحبها , جاعلا من ظهره مستقيما , باصقا تلك الدماء بعجرفة , ابتعد الكثيرون بعد ان رؤوه ينهض , متثاقلا جاعلا من يده تتسلل لتمسح وجهه عن الدماء , فيضحك ساخرا منهم ...: ماذا؟ , اترون كم انكم متخلفون؟ , ربما انتم اغنياء وحمقى , فحتى شخض مثلي قد يفجركم , لكن للاسف لست من النوع الانتحاري , اغلب المجتمعين هناك , انسحبوا من المكان , تلك الساحة ممتلكة نافورة كبيرة , اختفى من كان متجمعا حولها بسببه , راودهم القلق حوله , قد يكون مجنونا , سقط على الارض حينها , لاهثا مستمتعا بمذاق ذلك الانتصار , لقد ارعبهم , وظنوه مجنونا , قد كان يبتغي ذلك من البداية فهو لا يتحمل تواجده هنا بأي حال , لمججرد تبليغهم عنه , سوف يتركونه حرا يذهب اينما يريد , صرخ بقوة لتطير غربان المدينة .. كأنها تنعته بالسافل لأفزاعها , فيتنهد قائلا ..: ايها السافل الاخرق , ليس عليك القتل ما دمت مجنونا !
النهاية..
__هل يروقك ان تكون سافلا لدرجة القتل؟ , عندما افكر بذلك يقشعر بدني للغاية , كانت تراودني بعض الاحلام التي تختفي كفقاعات الصابون الملون , لأفزع كالغارق بغاز سام , الصباح لدي مظلم , والمساء عبارة عن باخرة تحوم فوق الغيوم لا على الماء , امشي كالمتوهم , طالبا للصراخ في داخله بأن لا يخرج ابدا , لكن تلك الافاق المختلفة تمنحني بعضا من الامل للوقوف , لست شابا مثاليا , لا ثريا و لا لعوبا , انا شاب تملئ وجهه حبوب الشباب , ذو عينين غارقتين بالطين , ولدت هكذا , وعشت كالسافل في عالم من الاثرياء , اصاب ببعض من الارق ليلا , واصحو كمن شرب علب من الكحول المركز, صباحي ممل ومسائي كغبار الرياح , كنت اسير بأحد الضواحي , ارتجل هنا وهناك , لم اعتد التجرأ للخروج من شقتي , رغم ذلك فقد خرجت اليوم , اكملت المشي حتى دخولي لأحد المطاعم , فصرخ في وجهي احدهم لأتفاجئ , لكن هاهو الواقع , تم ركلي خارجا كوني مصدرا للقرف , بدأت تأمل السماء , انها ستمطر اليوم , لكنه الصيف , مشيت قليلا لألتقط مظلة مرمية في احد الشوارع , تسمرت في مكاني لرؤيتي كلبا ينبح علي بقوة , كان كل المارة ينظرون للكلب ولي , كأنهم يقولون اصمته ايها الفاشل , ذلك الشعور المشمئز انتابني وتملكني , ابتعدت عن المكان , لأتخلص من الناس , انهم لا يتهمون لشعوري , ولا يتهمون بوجودي و انا مجرد لا شيء بالنسبة للاخرين , كان ذلك الاحمق يترنح كثيرا شاردا بالفضاء , يمشي ولا يعلم ما هي وجهته , يأخذ مسيرته بخطوات ثقيله كأنه يحمل سلة كبيرة من الصخور , كل شخص يراه ينتابه السوء , القبح البادي عليه والنحول الشديد كأنه لم يأكل قط او انه لم يذق طعم الاكل ابدا , سوء الحظ يمشي معه كالظل في النهار , وكضوء القمر بالليل , ملابسه التي تُعد فضفاضة لحد ما , يفتح عينا ويغلق اخرى, شخص متخلف عن الناس لا يستحق الحياة , لكنه فعلا يستحقها بأكفئ مقدار , ليس لانه كالمتشرد , وليس لأنه يشبه المثقلين بالهموم , بل لأنه يستحق ذلك , اكمل طريقه الدعو ارنوس , حتى اصطدم بأحد الاغنياء بسبب ثقل جسده , تلك النظرات النابعة من تلك الاعين الجامحة سقطت عليه كنيازك مشعة , قائلة له أبتعد وألا سوف اقضي عليك بشكل نهائي , لكنه تنحنح قليلا ليقف مستقيما رادا بأعين غاضبة على الذي ينظر له فيصرخ بقوة ...: انت ألم ترى شخصا يترنح امامك , ام ان انفك يحجب الرؤية عنك؟؟ , اكمل صراخه ليسمعه الناس بالمكان ...: انتم جميعا تعتقدون ان العالم يسير حسب ما تريدون , لم تعيشوا ظلم المتشردين , لم تعيشوا ظلم الفقر , الحرب وايضا الشتائم , ترون انكم الوحيدين القادرين على اي شيء تستمعون فيه , اشار الى احدهم ثم اشار لوجهه ...: ماذا ألا يعجبك وجهي؟ , ألم ترى وجها كهذا من قبل , اجل بالطبع فوجوهكم دائمة البياض ليس مثلي ! , راودته تلك الافكار حول نفسه ! ,لما انا ؟ ماذا اكون , وكيف لي بالاستمرار بالعيش ؟ , اصيب بالرعاش , ليسقط على الارض وهو يرتجف , اقترب أولئك المتعجرفين ناحيته ليغضبوا فيرموه بركلات اقدامهم بالتوالي , بين ألم وغضب و عذاب وشهادة , رغم ذلك لم ينبس بحرف بل قاوم بكرامة وكبرياء , لم يحتج لعطفهم , ولم يريد ان يكون تحت ظل رحمتهم , بل امسك احد اقدامهم ليسحبها , جاعلا من ظهره مستقيما , باصقا تلك الدماء بعجرفة , ابتعد الكثيرون بعد ان رؤوه ينهض , متثاقلا جاعلا من يده تتسلل لتمسح وجهه عن الدماء , فيضحك ساخرا منهم ...: ماذا؟ , اترون كم انكم متخلفون؟ , ربما انتم اغنياء وحمقى , فحتى شخض مثلي قد يفجركم , لكن للاسف لست من النوع الانتحاري , اغلب المجتمعين هناك , انسحبوا من المكان , تلك الساحة ممتلكة نافورة كبيرة , اختفى من كان متجمعا حولها بسببه , راودهم القلق حوله , قد يكون مجنونا , سقط على الارض حينها , لاهثا مستمتعا بمذاق ذلك الانتصار , لقد ارعبهم , وظنوه مجنونا , قد كان يبتغي ذلك من البداية فهو لا يتحمل تواجده هنا بأي حال , لمججرد تبليغهم عنه , سوف يتركونه حرا يذهب اينما يريد , صرخ بقوة لتطير غربان المدينة .. كأنها تنعته بالسافل لأفزاعها , فيتنهد قائلا ..: ايها السافل الاخرق , ليس عليك القتل ما دمت مجنونا !
النهاية..
Коментарі