بداية اللُعبة "1"
_____
عِندمَا تَجِـد الشَّخْص الصَّـحيح سَـتبْذل قِـصَارى جَـهْدَك لتَـكُـون الـرَّوحَ الـتِي يُفَـضِّلْهَا .
سَـتُحَوِّل نَفْسَـك لـكَوْنٍ آخَـرْ فَقَـطْ لإسْـعَادِه .
سَـتُـغَيِّر أَفْعَـالَك ، شَـكْلَك ، أُسْـلوبَ حَـياتِك ..
حـتَّى تَنْـسَ مَـن تَـكُون.
وفـِي النـِهاية ، سَتَضـْحَى وَحِـيدًا.
مَسْـخًا ، جَـسَدًا بـِلا رَوْحٍ.
_____
« الحـب لم يُخلَق لك جونجكوك ».
°°°
« سنخسر بعضنا للأبد »
°°°
« قصتنا منذ بدايتها لم تكُن سوى لعبة خاسرة صممت على خوضها والندم كان مصيري»
°°°
« إما أنا أو لا أحد »
°°°
« أفضّل الموت عن المُحاربة من أجل معركة أنت طرف بها »
____
خطى فتى أسود الرداء من أعلاه لأسفله بخطوٍ سريع نحو المخزن المعزول عن المدينة ممتلئ بأسلحة وذخيرة مرصوصة في جوانب المكان .
ضوء طفيف صادر عن مصباح هو الشيء الوحيد الذي يجعل المكان مضيئا بنسبة بسيطة.
" لقد وجدناها للتو في موقع العملية فجلبناها لهنا ، خشية أن تكون علمت شيئا "
" سأتولى الأمر ، اذهب لأعمالك " .
نبس بجفاء دامسا يديه في جيوب بنطاله.
" أمرك سيدي "
انحنى المساعد تسعين درجة ثم اعتدل وغادر المخزن .
" لنرَ ماذا لدينا الآن "
تنهد بملل ثم مد يده ليزيل الغطاء الأسود من من فوق جفنيها ليتسنى له رؤية وجهها كاملا.
____________________
فتحت عيني ببطئ عندما شعرت بيد تضرب على وجنتاي بخفة .
" من أنت ، ما الذي حدث ؟"
نطقت بتوهان عندما وجدت فتى يقف أمامي بملامحه الجامدة التي جعلت قلبي ينتفض .
الخوف سرى بعروقي عندما جُلت بنظري مستكشفة المكان المحيط بي.
وجود ذلك الغريب جعل من خوفي يزداد أضعافا.
أخذت وقتي متفحصة هيكله بدءً من وجهه ذو الملامح المعقودة تكشف عن شخصية حادة وصارمة، انتقالا لمظهره السوداوي الذي يجعله محاطا بهالة جديّة وتدب الرعب في أوصالك .
قطع سلسلة تحليلاتي لمظهره بتحركه مبتعدا عني بينما يصدر أصواتا مزعجة بواسطة أصابعه التي يضغط عليها قاصدا إرباكي.
سيدي ، مظهرك وحده أكثر من كافيًا لإرباك مدينة كاملة ، لا تكلف نفسك عناء فعل ذلك حتى.
جلس علي كرسي أمامي واضعا قدما علي الأخرى متقمصًا دور البرود .
لا أتذكر شيئا عما حدث قبل مجيئي هنا أو حتى سبب وجودي .
شعرت بصداع يفتك برأسي لأمسكها بألم عندما مرّ شريط أحداث أمام عيني.
Flash back
كل ما أتذكره هو أني كنت أتنزه بمفردي ليلا حتي سمعت ضوضاء بشارع فرعي وفضولي جذبني لمعرفة ما الذي يحدث هناك .
اللعنة علي فضولي الذي دائما يوقعني بمصائب ، لو كان فضولي شخصا آدمي أقسم أني كنت سأقتله مشنوقا .
قررت التسلل عندما وجدت مجموعة رجال غريبي الأطوار وسيارتين ضخمتين نسبيًا .
حركتهم المريبة زادت من فضولي مما جعلني أراقبهم مستكشفة تحركاتهم بتأنٍ.
كانت مجموعة رجال ينقلون شيئا ما من السيارة الأولي للثانية وسارت الأمور بطبيعية حتى وضع رجل يبدو وكأنه زعيمهم الهاتف علي أذنه .
" تم سيدي .. حسنا سننفذ الآن "
قال ليرفع سلاحه بوجه رجل من القابعين أمامه الذي عقد ملامحه غير مدركا لما يحدث .
دفع الزناد دون أن يكلف نفسه عناء التفكير للحظة واحدة .
شهقة خرجت من فمي عندما سمعت الطلقة اخترقت جسد الرجل .
" تبا "
همست عندما لمحني زعيمهم ليصرخ بمساعديهم
" أحضروها "
ركضت بأقصى سرعه أملكها وأذني تلتقط أصوات أقدامهم خلفي يصرخون لأتوقف ولكني كنت مذعورة لدرجة أن أقدامي لا تحملني .
شعرت وكأني في كابوس , ولكن لم لا ينتهي ؟
استمريت بالركض لمدة حتى حدث ما كنت أخشاه..
تعثرت واحتضن جسدي الأرض .
" اتركوني أذهب أقسم أني لن أخبر أحدا بما رأيت " قلت بينما بدأت بالبكاء لشدة ذعري .
" توقفي عن النحيب "
قال رجل يرتدي قناعا أسود قبل أن يتوجه نحوي بحركة سريعة ويضربني بشيء ما على مؤخرة رأسي لأفقد وعيي .
End of flash back
" اللعنة "
همست أصك على اسناني حينما تذكرت ما حدث وأدى لمجيئي لهُنا.
" دعني أذهب "
تظاهرت بالقوة رغم بلوغ خوفي أقصى مراحله من الوضع الذي أقحمت نفسي به.
أنا أعلم هذا السيناريو جيدًا وأستطيع التنبؤ بما سيحدث بعد برهة وهذا ما جعلني أرتعش.
" بهذه السهولة؟ "
نطق ينهض من مقعده جارا أقدامه نحوي بهيئته البارده ثم انخفض بجزعه نحوي .
" ربما كان يجب أن تفكري بالعواقب "
همس يشكل بوجهه ملامح أسف مصطنعة .
ابتعد عني ببطئ راسما بسمة ساخرة جانبية .
بدأت الدموع بالنزول من مُقلتي بينما وجهي ساكنا أصطنع القوة ، لم أقبل بأن يرى ضعفي فمسحت دموعي سريعا دون ملاحظته لي عندما لف جسده متوجها لكرسيه.
" ألن تدعني أذهب ؟"
تساءلت بثبات عندما اعتدل جسده بعدما اتخذ الكرسي موضعا له مجددا.
" أمللتِ منا بتلك السرعة؟ "
سخر رافعًا طرفي شفته في ابتسامة متهكمة بينما كان يعبث بشيء في يده ، سلاح.
" هل بالصدفة تقوم بالإتجار بأشياء محظورة؟"
سألت راسمة بسمة جانبية ساخرة علي طرف شفتي بعدما تفقدت المكان حولي.
اختفت تلك البسمة عندما رمقني بنظرة جعلتني أبتلع رمقي بصعوبة.
رغم كل محاولاتي بالثبات ها أنا أخور أمام نظرة حادة واحدة من عدستيه.
" جرأتِك تلك ستودي بحياتك يومًا " .
" دعنا نعقد اتفاقًا".
نظر لي بلا ملامح يترقب كلامي القادم فتحمحمت لأكمل كلامي:
" ستتركني أذهب ولا تدنس يديك بدمائي مقابل ألا ترى وجهي مجددا ، على أية حال أنا لا أعلم شيء عنكم ".
نطقت بثبات عكس اهتزاز أناملي ودقات قلبي الصاخبة.
تصنع التفكير ينظر لي بشك وأنا بلعت رمقي بصعوبة.
إن لم أنجح في ذلك سأموت بلا شك.
" هذا عادل كفاية "
تمتم ثم نهض من كرسيه يتوجه نحوي ونظره مصوبا نحو الأصفاد التي تكبّل يداي.
الحيرة تغمرني من الشخصية المُبهمة الواقفة أمامي .
هل سيتركني بتلك السهولة بعدما شهدت على جريمة يبدو وكأنها تخصُّه؟
" ماذا تفعل؟ "
أردفت بنبرة خافتة يستطيع سماعها نظرًا لقربه مني.
" أنفِّذ الاتفاق"
استمر بفك قيودي دون النظر لوجهي حتى.
ولّاني ظهره خارجا من المخزن وتركني أُكمل ما بدأه حتى انتهيت من فك الأصفاد بالكامل.
زفرت براحة عندما شعرت بالدماء تسير بجسدي بطبيعية وأخيرا بعد مدة من التقييد.
نظر لي بطرف عينه بينما يخرج وزيفت نظرة ثابتة له.
" اتبعيني " .
وجدت نفسي أتبعه تلقائيا دون علمي بالوجهة التي يقودني لها.
شيئا ما بداخلي يخبرني أن روحه ليست كما يحاول إظهارها ، إنما هو قناع يخفي به معدنه الحقيقي.
" اقتربِ "
خاطبني بنبرة هادئة ولا أعلم إن كنت على صواب أم لا ولكن شعرت به يحدق بملامحي بل وكأنه يفصصها كل على حدة.
اقتربت منه بخطوات واثقة بينما مازال يمعن النظر بوجهي ..تحديدا عيناي.
توقفت عن الخطو أكثر حينما أصبح يفصلنا بضعة إنشات ليست بقليلة ولكنها كافية .
" ما اسمك ؟".
" لا يخصَّك "
قهقات خفيفة صدرت عن فمه جعلت من معدتي تنكمش لسبب مجهول رغم كون قهقهاته ساخرة مني بوجه خاص ، ربما لأني لم أكل لفترة طويلة.
تجاهل وقاحتي ثم لف بهيكله يحرك قدماه مكملًا سيره فسرت خلفه حتي وصلنا لباب حديدي ضخم اعتقد أنه بابًا لهذا المخزن .
أحسنتِ ماري اكتشاف رائع!
توقف فجأة ليلتف نحوي ويقترب ببطىء ، نظراته لا تُبشّر بخير أبدا .
ابتعدت خطوتين عندما اقترب مني أزدرد ريقي بصعوبة بينما أخفي ذلك بنظرة ثابتة أرميها نحوه .
" اقتربِ وقفِ مكانك مجددا "
أمرني ينظر في مقلتي ببرود .
لم أنبس ببنت شفة وتقدمت مجددا، ليس خوفا ولكن دعنا نقول أن فضولي حركني مجددا رغبة منه في معرفة ما سيفعل.
رغم وجود احتماليات سوداوية ك إخراج سكينا وغرسه في معدتي ؟
بحركة سريعه لف شريطا من القماش حول عيني .
أستطيع التخمين أنه لا يريدني أن اعرف الموقع .
أحسنتي ماري ثاني اكتشاف رائع لليوم .
أمسك رسغي بخشونه ليجرني خلفة مسرعا بخطواته
أزعجتني طريقة سحبه لي كأني أحد خادمينه.
" توقف سأقع "
أردفت بانزعاج عندما كان يجرني كالماشية خلفه ولكنه أكمل طريقه كأنه لم يستمع لي.
توقف فجأة لأسمع صوت فتح باب سيارة .
" اصعدِ "
نبرته باردة كالثلج ، أقسم أني لا أعلم لم أشعر بفضول غريب نحوه .
" ان كنت لا تلاحظ ، أنا لا أرى شيئا"
أردفت بانزعاج بعدما تخطيت آخر مراحل نفاذ الصبر .
" راقبِ نبرتك ، ان أردتي النجاة"
زاد صوته حده جعلت من نبرته تبدو أكثر فخامة ورجولية .
ما خطبي بحق؟
حاولت قدر الإمكان إخفاء رعشتي عندما أمسك بيدي يوجهني لمقعد السيارة ، أغلق الباب وسمعت خطواته تبتعد.
سمعته يركب بجانبي فالتزمت الصمت حتي شعرت بالسيارة تتحرك بنا.
فكرت بفتح الباب وإلقاء نفسي من باب السيارة ولكني لا أملك القدرة لفعل ذلك وحلي الوحيد للنجاة هو أن أنصاع لأوامره حتي أرى نهاية الأمر.
" هل سأظل مبصرة السواد طوال الطريق؟"
" اصمتِ " .
زفرت الهواء بضيق فشعرت بتوَجُّه نظره لي .
أستطيع توقُّع صفعة علي وجنتي ولن أكون مصدومة إن فعلها.
" كرري ذلك إن كنتِ تجرؤين "
لم هو مخيف هكذا ؟ دراكولا قد يكن أحن منه.
" ألن تسألني عن العنوان؟ "
وجدت نفسي ألقي عليه بالأسئلة رغم رعشتي منه ولكن الفضول ينهش عقلي.
" هذا تحذيري الأخير لكِ لكي تصمتِ ، صدقيني لن يكون هناك آخر عندما ينفذ صبري معك "
بلعت ريقي بصعوبة ، رغم ثباتي هو مخيف لأكون صادقة.
" ترجلي "
أردف بعد مدة من القيادة لأرفع يدي أنوي فك الرابطة حول عيني .
" لم أخبركِ أن تزيليها "
" كيف سأسير بها اذا ؟"
أردفت بانزعاج من أوامره اللامتناهية.
" ستنزلي الآن ولن تفكيها حتي لا يصبح هناك صوتا للسيارة ، إن قمتِ بفكها قبل ذلك تعلمين بالطبع ما سيحدث ؟"
نزلت من السيارة بحذر لكي لا أتعثر ، وقفت بعيدا عنها وكما أخبرني انتظرت حتي اختفى الصوت .
مددت يدي لأفك تلك القماشة ثم زفرت براحة.
نظرت حولي لأجد نفسي في نفس المكان الذي اختطفوني منه ، لم لا يكلف نفسه عناء توصيلي للمنزل ؟
أين الشهامة ؟
أين الرجولة؟
أين النخوة؟
حسنا كفاكِ درامية ،، لأعود للمنزل .
سرت للمنزل حتي طلع الصبح ، ستقتلني أمي .
تسحبت أدخل غرفتي بهدوء لكي لا يسمعني أحد من سكان المنزل وها أنا قد نجحت .
سقطت علي السرير من التعب وعلي عكس ما توقعت، أنا لم أنم ؟
نهضت من السرير أفتح شرفة غرفتي أسمح للضوء الطفيف بالدخول منها ، استنشقت الهواء أُدخل ما به من إيجابية بداخلي .
" هناك الكثير لا أعرفه عنه بعد ، لا بد وأن نلتقي مجددا "
°°°°°°°°°
" يُتبع "
Cover by : KHD_013
Коментарі