بداية
Chapter 1
Chapter 1
صقفولي كتير لو سمحتم.

********
هاي فراولات 🍓

للمرة الاولي هنا في رابع رواية ليا.


مين صاحي؟

طبعًا كلنا نايمين، وعشان كده بحب افاجئكن.



ياريت نعطي الروايه دي الكثير من الحب ومن البداية، متجيش لنا تخلص نحبها.



البارت الاول مينفعش تتخذوه وسيلة للحكم علي الروايه، لاننا هنبدأ من قبل الاحداث الاساسيه عشان نوضح.


سيبولي اسماء بنات هنا جيرلز.


طبعًا مش بحط ايدولز بنات كبطلات.



اسمعوا اكأب اغنيو ممكن تعرفوها في حياتكم-تلميح للنبل-



بتمني يكون لطيف لانه اخر بارت مسالم هتشوفوه في الروايه دي،متتعلقوش بالشخصياتتتتتتتتت-


جيت انزله النور قطع قنبلة فقر.


اسحبوا نفس عميق جدًا


ايه رايكن في التيلر؟والكفر!


نشكر ديانا لانها نفسها الي عامله معظم تيلرات عالمان وهي الي مصممة الكفر بتاع عالمان.



اسحقوا النجمةةة،⭐🌟🌠


ENJOY. 🎃🎈🎉


**************









الخيط الاول

-ليس لامتلاكك المال تكن ملكت العالم، فقد يكون ما تحتاجه لا يُشتري بمال العالم-

في العاشر من يوليو2003.

حالما تولد وأنت فاقد كل شئ، فعلي ماذا ستبقي!


-وكانت هي لي كالبوصلة توجههني الي حيث أنتمي، كانت هي موطني و ملاذي وملجأي-

فأدركتُ من هنا أنها هي الموطن، الكيان، الملاذ، ونهاية كل طريق أسلكه

أوه سيهون ~~12.


*******

بخيوط الليل المُعتِمة التي انتشرت في الافق تعلن تخطي منتصف الليل منذ قليل، بمكان راقٍ ،قصر فخم لا يقطن به أي شخص، كانت هنا نقطة البداية.


نسير قليلاً ناحية ذلك القصر وصولاً لبوابته الضخمة التي رُصعت بالفضه الخالصة تعطيها منظرًا خلابًا لمن ينظر لها، لكن ليس كل ما يظهر لك يعكس الحقيقه، ولا تحكم علي الباب من هيئته فما خلفه قد لا يكون سوي خرابًا.


نتخطي تلك البوابة حتي نجد حراس بكل مكان ولوهلة تشعر أنك بمنزل لاخطر مافيا بالعالم والبيت لا يعود سوي لاجل اللواء أوه.


حديقة منظمة، تعطيك هالة من الصرامة والانضباط وليس اللطف والراحة، حتي وجوه هولاء الحراس لا تدب بنفسك سوي الرعب، نتقدم اكثر مرورًا بتلك التماثيل العسكرية التي ترجع لجنود مختلفين بالنحاس المختلط من البلاتين ايضًا.



ما تراه من اشجار مقصوصة بإنتظام وتماثيل مرصوصة بمهارة لايوحي لك سوي بشئ واحد فخامة أصحاب هذا المنزل و ثراؤهم وكأنهم يعيشون في قطعه من النعيم.


ولكنك نسيت الخيط الاول كالاحمق ووقعت في الفخ.


وما أكد لك هذا هو صوت الصراخ المنبثق من داخل المنزل.


صراخ لطفل صغير لم يتجاوز بعد الثانية عشر من عمره، علامات ضرب مختلفة تحتل جسده وبضعف بالغ يقف بصعوبة امام والده.


"ماذا فعلت لك؟ انا طفل لم افعل شيئًا"صرخ بها الصغير بقهرة خارت قواه بعدها وسقط ارضًا يبكي بصمت، لايملك ام تأتي وتربت علي ظهره ولا شخص يعانقه.


لم يشعر الصغير سوي بأصوات خطوات وقورة بطيئة تتجه ناحيته، ارتجف الصغير ويده المجروحة ارتعشت اصابعها وبقي ينظر للارض حتي وجد جسده يرتفع عنها ولم يكن سوي والده الذي سحبه من قميصه الملطخ ببضع دماؤه.



"إياكِ أن تُظهر ضعفك لجنس بشر حتي وإن كان والدك"صرخ به السيد أوه يخنقه بياقة قميصه التي قبضته اعتصرت رقبته من خلالها.



"انا طفل"صرخ بها سيهون بعجز حالما سئم كل ما يحدث، كاد والده أن يتحدث غير ان سيهون بصعوبة دفعه علي غفلة.


"انا طفل، انا طفل الا تفهمها ،طفل لا يملك قوة امام عشر شباب لكي يقاتلهم، طفل لا يملك قوة أن يتغلب عليهم بمفرده، انا طفل لا املك شئ"صرخ بها بنفاذ صبر وقلة الحيلة بدت واضحة علي معالم وجهه المجروح ايضًا، ود أن يتحدث مجددًا لكن صوت بكاؤه قطع حديثه فسقط بالم مجددًا ارضًا يبكي.


نظر لقدمه المجروحة وعجز الا ترتفع شهقاته، من أين له تلك القسوة أن يُكلف من يقم بضربه وبالعصي الخشبية احيانا.


"انا اُعلمك كيف تصبح رجلاً"زمجر والده بحده متقدمًا لابنه الجاثي علي ركبتيه بالم واضح، سقطت اخر دموع سيهون هنا، وكأنه عجز ان يتحمل أكثر فنهض بصعوبة يتقدم له متعرجًا بقدمة المجروحة واقفًا امامه متظاهرًا بالثبات.


"حالما تصبح رجلاً اولاً قم يتعليمي ففاقد الشئ لا يعطيـ....."قالها سيهون مشيرًا بسبباته علي والده لكن صفعة والده القوية حالته من اكمال الجملة التي ستكلفه الكثير برغم علمه أنه سيندم لاحقًا علي ماتفوه به الا لو ان الوقت عاد لقالها بدل المرة الف.



"سأعلمك ايها الوغد كيف أكون رجلاً"هسهس والده بها بإستحقار بالغ وهو يركله بقوه، نظر الخدم لبعضهم وهم يرون أنين الصغير يخفت من حين لاخر وربما قد يمت لما به من جروح.


"سيدي هو طفل، سيمت"هتف بها رئيس الخدم سريعًا يجثو للصغير يتلقي الضرب مكانه،زفر والده بحده وعاد يقف ثابتًا بعدما توقف وهو يهندم من هيئته التي افسدها ابنه.



"سأريه،اقسم أنني سأجعلك تتمني الموت"هتف بها والده مزمجراً بحده تهديدية شرسة جعلت رئيس الخدم يدرك معناها وما سيحدث لذلك الصبي في حين أن سيهون تمتم بصوت ضعيف متالم لم يصل لاحد غيره "أتمناه كل يوم بالفعل" همس بها لنفسه واخر دمعة ملكها لهذا اليوم العصيب سقطت علي وجهه.


"ارفقه بالغرفه الخلفية للحديقة، لا تشعل له انوار حتي الشمعة لا تُشعلها له، وجبتان والفارق بينهما  اثني عشر ساعة، لمده خمسة ايام لا يري بهم النور ليدرك مع من يتحدث"صرخ بها والده بحده جعلت الصبي ينتفض من حدة الصراخ بعدما كاد يفقد وعيه، وبمجرد اخر حرف نطقه والده لم تحمله طاقته الاستيقاظ اكثر فأغمض عينيه بأسي تاركًا كل شيء خلفه.



ألم، نفس متقطع، عرق يسقط من جبينه، كدمات وجروح في اماكن متفرقة، لايشعر بشئ سوي الالم، فقط الم يقتله وجسده الصغير اصبح لا يتحمل كل تلك المعاناة.


حواسه المتعبة عجزت أن تشعر بشئ حوله، فقط يصل اليه صوت عجز عن تحديده، فقط اصوات اقدام تتقدم اليه أكثر فأكثر ارتجف حالما ادرك وقع تلك الخطوات التي لا تخص احدًا سواه، كابوسه اليومي، والده.



"مازال حيّ،لما تهول الامر؟"وصله صوت والده المتسائل بسخرية وذلك لم يؤلمه بقدر الم رأسه لان والده سحبه من شعره يرفعه حتي يتفحصه.



"سيدي، تنفسه شبه معدوم لا يستفق مهما فعلنا حتي الطعام يعجز عن اكله، شفتيه مجروحتان وجسده، يجب أن يصعد السيد الصغير للاعلي و يعتني به طبيبه الخاص، مازال طفلاً وليس مجرم خطير كهؤلاء الـ...."تدخل رئيس الخدم متحدثًا بضيق حاول اخفاؤه تحت رداء الرسمية سرعان ما بتر جملته التي لم يشعر بها الا حالما وجد السيد اوه يلقي راس الصغير لتسقط ارضًا وهو في اللاوعي بالم يئن، وتقدم له هو، ابتسم السيد اوه بجانبية جعلت رئيس الخدم يبلع غصته في توتر بالغ وهو يقلب عينيه بعيدًا عن جسده الواقف بشموخ امامه.



"هل لربما أنت.... تُعلمني كيف أتصرف مع ابني الان؟"تسائل السيد في أوه في تعجب زائف وطياته هدوء ارجف اوصال هذا الذي يقف امامه، ليهز رأسه نفيًا بسرعة وهو يخفض بصره تمامًا .


"افق لقدرك، ولا تلقي النصح لي"ربت علي كتفه بقوه رغم هدوء حديثه لكن في طياتها تحذير واضح حتي انه حالما رحل تعمد ضرب كتفه بخاصته بقوه.


تنهد رئيس الخدم ناظرًا للصبي الذي يرتجف بأنفاس متقطعه ومعالم الشفقة والعجز بذات الوقت تعلو جبهته، الحزن التام عليه، وبرغم كل ما يملكه من مال وحراس، تعليم عالي، الا انه يعاني من اسوأ مرض في العالم، مرض الوحدة.


فهو اكثر طفل انطوائي ووحيد وبائس قد يراه السيد كيم يومًا، كل شئ يفعله بمفرده، حتي يوم ميلاده، لايفعل شئ سوي النظر لكعكة عيد ميلاده بحزن والرحيل دون اطفائها حتي.


وكل ما يفعله والده فقط لاعداده ليكون رجلا ًعسكريًا كفؤ يُعتمد عليه.


متجاهلاً تماما ما قد يفعله في سبيل تحقيق تلك الغاية وما يعانيه ولده من جفاء ناحية كل شئ إن لم يكن الحياة باسرها.


يوم مرّ عليه وهو بأحد أركان تلك الغرفة التي حفظ ملامحها اكثر من غرفته، مجموعة ادوات تخص الحديقة وزراعة الازهار، بعض قش متناثر اسفله و اشياء ملقاه هنا وهناك، وهو فقط يجلس منكس الرأس يضم ركبيته الي صدره بخوف، المساء حل ولا تتواجد شموع حتي توّنِس تلك الوحدة الموحشة.


انتفض بخوف حالما سمع الباب يُفتح وتنهد بأمل فعلي الاقل هناك طعام سيأكله فوالده امر ان يكون بين كل وجبة اثني عشر ساعه، اي انه لا يأكل سوي وجبتان في اليوم.



انعدمت تلك الابتسامة اللطيفة وتلاشت حالما وجد أن والده هو من فتح الباب وفي يده طعام، دق قلبه رعبًا، فتلك ليست علامة جيدة، هو يدركه ولو قليلاً ويعلم انه حينما يتفوه كلمة وإن كانت مستحيلة سيحققها.


وهذا يعني نهايته علي ما تفوه به.


"ولدي جائع"قهقه والده قليلاً حتي خفتت قهقهاته تدريجيًا ووضع الطعام امامه ثم انتصب واقفًا مكتفًا يديه امام صدره.


رمش سيهون عدة مرات وهو يحاول التجنب للنظر له، وبيديه الصغيرتين المرتعشتان اخذ الطبق بين يديه كالمتسول الذي يشحذ لقمة عيشه.


"كلا عزيزي"اوقفه والده بتلك حالما بدأ يُمسك العيدان ليأكل، نظر له بإستفهام فسّره له والده حالما سحب العيدان من بين اصابعه المجروحه.



"كلا، لن تاكل بيدك بل بفمك"القاها في وجهه فشعر الصغير وكأن جدران تلك الغرفة بأكملها اطبقت علي جسده هشمته.


"كالكلاب الضالة، ستأكل"اكمل مبتسماً فإهتز الطبق من بين يديه بعدم تصديق والذل يملؤه من راسه الي قدمه، نظر له الصغير بإستفهام وبلحظة يآئسة ود لو ان والده مازحه واخبره أن تلك مزحة لكن ثبات تعابيره حالت تلك الخدعه التي رسمها له عقله.


"أنا لست كلب، لست حيوان ،انا طفل، انسان، ماذا افعل لكي تفهم ذلك؟"توسله الصبي ببكاء صارخ ما استطاع كظمه وهو يحاول الا يفسد الدمع المنهمر صوته.


"هل تعاقبني لان امي ماتت؟"صرخ بها مكملاً حالما عجز عن الصمت اكثر مكملا ً"انت تفعل ذلك بي لان ليس لي ام تحميني"هتف بها بحسرة ويديه ترتعش من البرد الواضح فالنافذه دومًا ما تكن مفتوحه، فهي وسيلته الوحيدة لارسال الضوء الذي ينير قليلا من وحدته محاولاً بعجز أن يخفف ما يشعر به من خوف من الظلمة بذلك مكان.



"والدتك ماتت من المرض ايها الاحمق"اخرسه بتلك وبرغم ان سيهون يعلم ذلك جيدًا ويعلم أن والده تلك طباعه منذ وفاه والدته من الرابعه كما اخبره رئيس الخدم الا أنه يحاول بقلب طفل برئ ان يشفع له بأي شئ.


"لا تريد الطعام صحيح؟، سأوفر عليك مهمة القاؤه"تحدث والده بجديه ساخره وهو يلقي المعكرونة ارضًا ليرتطم الطبق بالارضيه ومعها الطعام.


نظر سيهون للطعام  بكسرة، كان ذلك الطبق هو ما صبّر نفسه لاجله ساعات والان وقع ارضًا! عليه ان ينتظر المزيد؟ بلا طعام!


الي متي سينتظر!


"وستمكث يومان اخران لاجل صراخك في وجههي ايها الكلب المتعفن"صرخ به بحده شرسه ارجفت الصغير ليجر جسده بخوف الي زاويه من انحاء الغرفة يأمن بها من بطش والده ويده.


ولم يسمع سوي صوت الباب يُغلق خلفه بحده ومعها القفل، فأراح رأسه للخلف مستندًا علي الحائط البارد بأسي يكبح دموعه و البرد الذي ينتشر بكافة اطرافه.


دقيقة، اثنان، ثلاثة...

مروا عليه ونظره لم يغفل عن ذلك الطعام الملقي ارضًا وشفتيه الزرقاوتان الجافتان المتشققتان بعامل الجوع والبرد يرتجفان، نظر حوله كلص مسكين وزحف علي ركبتيه سرعان ما توقف لاحتكاك جرح ركبته مع الارضية الخشنة، تأوه بالم شديد وهو يمسكها ويبكي، حاول التنفس ونظره الجائع مازال علي الطعام الملقي ارضًا.



جلس علي الارض ممسكًا بركبته المجروحه وزحف بمؤخرته للطبق، حتي وصل له وظل ينظر له بحرمان وجسده وقلبه في صراع، مابين الكبرياء و الموت جوعا.


لابأس سيهون أنت ستأكل بيدك وليس بفمك كما قال.


صبّر نفسه بتلك جملة تزيل قليلاً من الم ضميره وكبرياؤه، قد يكون الشئ الوحيد الذي تعلمه من والده بالفعل، هو الكبرياء.


نظر للطعام ومعها معدته الصغيرة اصدرت صوتًا يدل أنه إن لم يأكل فأحشاؤه ستتأكل، او هذا ما يظنه، مدّ يده بإرتعاش خفيف حرِج من رقابه تلك الجدران ولم تلمس اصابعه المعكرونة حتي سمعت صوت خشعشه معه في الغرفة صنمت جسده ويده الممتدة في الهواء لتجعله يرتجف.


بدأ صوت تنفسه المتقطع يعلو بخوف ودموعه علي استعداد الهطول، وظهر ذلك الصوت مجددًا من ناحية النافذة فإبتعد سريعًا بألم ملتصقًا بإحدي زوايا الحجره يغلق عينيه، دافنًا رأسه بين كفيه.


مجددًا الصوت يقترب اكثر، يصبح اكثر قربًا ووضوحًا، ياليته لم يتحدث بحرف ياليته فقط صمت ولم يتواقح في وجهه.


في ظل لعنه لنفسه شعر بشئ يوضع علي ركبته كان صغيرًا وهنا صوته اختفي وحتي عجز عن الصراخ وببطء شديد رفع رأسه سرعان ما تحول الخوف لعلامات استفهام كبيرة علي وجهه حالما وجد ان ذلك الشئ الصغير الموضوع، علي ركبته ليست سوي يد لطفلة صغيرة قصيرة ولا تتجاوز الرابعة حتي.

"ششش، لا تصرخ"همست بها بصراخ طفولي محاولة الحديث بجدية، نظر لها سيهون رامشًا مئات المرات وكالاحمق اومأ لها سريعًا.


"أنتِ ماذا تفعلين هنا؟ كيف دخلتِ؟"همس بها بتعجب ودموعه تحجرت ناظرًا لها يتفحص ذلك الفستان السماوي اللطيف عليها، طفلة ذو شعر اسود يصل لبعد كتفيها، طوق ورد الطف يزين راسها.


"من النافذه، لان جسدي صغير استطعت التسلق من النافذه الي هنا، هناك سلم بجانب النافذه لكنه ضعيف لا تستخدمه لانك شخص كبير"شرحت له بإبتسامة شريرة ماكرة طفولية قبل أن تحاول لعب دور الناصحة.


"اخرجي بسرعة، هذا المكان سئ عليك"قالها وهو يحاول دفعها من ضهرها لكنها ثبتت نفسها بصعوبة تتشبث ببنطاله.


"أنا  جئت لاجلك لتطردني، فتي سئ"ضربته علي يده موبخة فتصنم، ناظرًا ليده، ليس لاجل الضربة قدر أن هناك تواصل جسدي حدث له مع شخص اخر مقارب لسنه، فهو ليس سوي اكثر الفتيان انطوائية.



"كيف علمتي انني هنا؟"تسائل فنظرت له مبتسمة قبل أن تخلع حقيبة ظهرها التي لم يلاحظها من الظلام وبدأت تخرج منها عدة اشياء وهي تتحدث "ابي هو المنظم لحديقة قصركم و القصر الذي بجواركم، نحن نسكن في منزل صغيرة بحديقتكم، خلف هذه الغرفة، دومًا ما سمعت أبي يرغب بمساعدتك لكنه يخف من والدك لذلك انا تشجعت واتيت لك، حتي نكون اصدقاء"انهت حديثها مبتسمه بغرور طفولي تطير شعرها منتظرة المديح لكنه بقي ينظر لها بفم فارغ، كيف لم يلاحظها؟


ربما لانه لا يلاحظ احدًا.


"اوه"كانت تلك كل ماستطاع قوله، وضعت طبق وردي صغير علي قدمه .


"امي اعدت تلك الشطائر، جميع فتيات عائلتي ماهرات بالطبخ لذلك اظنني ساصبح مثلهن"قالتها وهي تقلب عينيها بتفكير سعيد، راي بها طبيعه الاطفال البرئية اللطيفة التي لا تحمل حزنا كبيرًا، رأي بها اشياء لم يرها بنفسه يومًا.


افاق من تفكيره علي شئ يُحشر بفمه حتي استوعب انه طعامًا نظر لها بصدمة حالما وجد وجنتيها الصغيرتان تكاد تنفجر من الشطيرة مثله لكنها كانت الطف بكثير منه خاصة بتلك الابتسامة الصادقة التي رآها.


"سمعت انك مصاب ايضًا، فجلبت لك علبة الاسعاف الخاصة بنا ولاصقات جروحي المميزة، لكني لا اعلم كيف استخدمهم فلذلك افعلها انت"رفعت العلبة في وجهه مثرثرة بكثير من الكلام، ومازالت عينيه تتفحصها ولا يستمع لها فقط يتاملها وهي تحاول المضغ والحديث معًا.



"كلي اولاً ومن ثم تحدثي"ازاح وجهه عنها متحدثًا بهدوء حاول تزييفه، عكس قلبه الذي يدق لسبب لا يعلمه، لربما لان هناك شخص من العدم تواجد لاجله.


كادت تضع اخدي لاصقتها ذات اشكال الفواكه علي جبهته لولا انه اوقفها سريعًا.


"سيراها ابي وقد يعلم بك وتتأذين"ابعدها سريعًا معللاً فنظرت له بحيرة قبل أن تنظر لتلك اللاصقة ورفعت رأسها ببراءة تساله"لما والدك يفعل بك ذلك؟"


"لا اعلم"صُدِم من سؤالها قبل ان يجيب بضيق حتي اكمل بحنق اكبر "اكرهه"


سمع صوت شهقه صغيرة تعود لها فالتف لها بتعجب ولم يشعر سوي بيدها الصغيرتين علي فمه تحاول منعه من الحديث"كلا، لا تكره والدك، انا سأكرهه بدلاً منك فلذلك لا تفعل انت"تحدثت بجدية عازمة فتوقف قليلا ينظر لها وكالابله من تلك اللمسة اومأ.


"الارض متسخه"قالها حالما شرعت بالجلوس بجانبه، نظرت للارض قليلا تنظف فستانها واومأت له، ازاحت يده الموضوعه علي قدمه وجلست والمسكين فتح عينيه علي مصرعهما كمن رأي محتوي يخص البالغين.


"انت.. كيف...؟ "حاول الحديث ولم يستطيع اخراج غيرها، نظرت له وهزت كتفيها بلامبالاة تتناول احدي تلك الشطائر.


"انا صغيرة اجلس علي قدم الكبار"حللت لنفسها الامر واخرسته بشطيرة حشرتها بفمه، وحينها عجز عن الحديث لشيئان طعم الشطيرة والتصاق جسدها الصغير به وهي تطلب منه تعليمها كيف تستخدم ادوات الاسعاف.


"رئيس الخدم يفعلها لي، المطهر اولا ومن ثم تجفيف الدماء و وضع الضمادة"شرح لها فنظرت له مبهورة مهتمة، صنعا تواصل بصري ولاول مرة يجد تلك النظرة المهتمه في اعين احدهم لاجله.


"تؤلم!"تسائلت ناظرة لركبته مشيرة عليها، كان بنطاله ممزق بالفعل، اومأ لها قليلاً قبل أن يتنهد بألم ويده ترتجف لوضع ذلك المطهر.


"لابأس انا معك"حاولت تصبيره لكنها كانت تدفن رأسها بصدره تربت عليه فقط، نظر لها ويده الفارغه خانته ان يعانقها هو ايضًا، يربت علي ظهرها بإمتنان وابتسامة صادقة ظهرت لاول مره علي ثغره.


اغمض عينيه وسكب القليل وكتم صراخه بداخله ليس لشئ قدر ما خجل من اظهار المه امامها.


تنفس ببطء قليلاً فرفعت هي نظرها له تناوب بين ركبته ووجهه، تابع ما يفعله، وضمد ركبته فأوقفته.


"اريد ان اضمدها انا"هتفت بها بحماس يتافي وقع المكان الذي هما به، نظر لها بهدوء قبل أن يردف "ليست لعبه"


"اعلم، لذلك قم بتعليمي حتي افعلها لك بعد ذلك"اومأت له سريعًا متحدثة بطلب ،تنهد قليلاً اومأ بدوره، اعطاها الضمادة وامسك يدها يعلمها وهو كالفتاة وجنتيه احمرتا خجلاً كمن تقدم لها خطيب!


جلسا سويًا لا يعلم لمتي فقط يعلمها وهي تصقف له بنهاية كل ضمادة.


وكالابله شعر بالفخر.


"تبقي وجههك، ماذا سنفعل به؟"تسائلت مشيرة باصبعها الصغير علي وجهه.


"اتركيهم، رئيس الخدم سيعتني بي"قالها فأومأت قبل أن تطرقع باصابعها وكأنها وجدت حلاً "لدي علاج مؤقت!"هتفت بها فنظر لها، كان شعرها يغطي وجهها فازاح بيده تلك الخصلات وهي تتحدث وكالاحمق لم يكن يستمع لحرف.



لكنه شهق كإمرأة عندما أحس بشفتيها الصغيرتان علي وجهه، تقبل جروحه، ودون ذكر أن لديه جروح عند شفتيه.


"ياه، ماذا تفعلين؟"ابعدها سريعًا وهو يمنعها من تقبيله محددًا، في حين أنها، مازالت تقوس شفتيها محاولة الوصول له.


"اعالج جروحك، امي قالت ان تقبيل الجروح بنية صادقة في الشفاء يساعد بعلاجها"وبخته مكتفه ذراعيها وكأنه جهل معرفة شئ عالمي، هو لم يتوقف عن النظر لها والتفكير بكم مدي حب ابويها لها، عكسه هو.


"اذًا اتركني حتي أُكمِل عملي"ابعدت يده التي امسكت كتفيها وهي تتحدث بخفوت كالحمقاء قبل أن تقبله، هو فقط كالصنم يحاول الا يخرج قلبه من قفصه الصدري.



"بخصوص ذلك أنتِ لاتقومين بتلك الافعال مع اي شخص صحيح"تسائل ملتفتاً لها اوقفها عن اكمال تعوذيتها السحرية، نظرت له قليلاً قبل أن تهمس بخفوت عند كدمة خده وتقبلها، كانت برئية بكل ما تحمله معني تلك الكلمة.



"كلا افعل"قالتها فرفع احدي حاجبيه بسخرية.


"ذلك خطأ، لا يجب أن تجلسي علي قدم أي احد وان تقبلي اي احد"وبخها وهو ينظر لها بجديه، نظرت له بإستفهام قبل أن تتحدث "لكني صغيرة واجلس علي قدم الجميع والجميع يقبلني واقبله"قالتها بإعتياد فرفع سبباته يهزها برفض.


"ذلك خطأ، لاتفعلي ذلك ابدًا خاصةً مع الفتيان"قالها بجدية وهو يغمض عينيه فنظرت له قليلاً قبل أن تتسائل"حتي أنت؟"



"قلت أي احد وأنا لست أي احد"فتح عينيه سريعًا كالاحمق مبررًا فنظرت له مجدداً تبتسم بخبث تحول الي ابتسامة عفوية متسائلة"اذًا، من الان نحن اصدقاء؟"

نظر لها لبرهة قبل أن يبتسم هو الاخر ويومئ، كانت هي اول من طلب منه ذلك، لكنه لم يعلم مستقبلاً ان الامر تجاوز مجرد صداقة.


"يجب أن ارحل"ايقظته بصوتها وهي تحاول أن تلملم اشيائها سريعًا ساعدها وحالما وضعت حقيبتها علي كتفها امسك معصمها الصغير متسائلاً "استعودين؟"فاومئت.


"ماهو اسمك؟"تسائل بفضول مبتسم فبادلته نفس الابتسامة"انا رايلي ، وعمري ست سنوات"هتفت بها بطفولية رافعه ست اصابع وتفاجأ ان هذا عمرها فكانت تبدو اصغر بكثير.


"وانا سيهون عمري اثنا عشر عامًا"عرّف نفسه هو الاخر فاغمضت عينيها بثقه رافعه رأسها متحدثة "اعلم ذلك، سمعت من ابي"


رفعت يديها اشارة له أن يحملها حتي يساعدها علي الوصول للنافذة بصورة اسهل.


"لن تتاذي من القفز من خلالها؟"تسائل فاحاطت عنقه بحذر وهي تهز راسها برفض .



"دومًا ما يضعون اسفل نافذتك  كومة حشائش صناعية فلذلك لا اتأذي"بررت له وهو يتجه بها للنافذه كانت فتحة النافذة ضيقه بالفعل لاتكفي جسده، فقط جسد اطفال وقبل أن يُخرجها، تردد قبل أن يطبع قبله علي خدها "سأنتظرك"

اومأت ولوحت له بإبتسامة حتي اختفت من عينيه، ولاول مرة بين اركان تلك الغرفة ابتسم.

ومن هنا لم تكن اخر مرة له يبتسم فقد تغير كل شئ تماماً

********


6, DECEMBER, 2009


امام بوابة لاحدي المدارس الحكومية للمرحلة المتوسطة حيث دقت ساعة خروج الطلاب، كان هناك طالب في المرحلة الثانوية يقف امام تلك البوابة ينظر للساعة، ولم يكن زيه ينتمي للمدارس الحكومية عكس البقية، كانت ملابسه لاحدي المدارس الخاصة المرموقة.


ابتسم بجانبية حالما وجد الطلاب بدأو يخرجون من البوابه وتقدم اكثر يبحث عن مراده حتي وجدها تقف امام طالب متردد يبدو في نهاية المرحلة المتوسطة ممسكًا بجواب في يده ولان سيهون ليس احمق ادرك من البداية أنه ليس سوي جواب اعتراف.



"عذرًا هل تريد شئ؟"تقدم لهما متحدثًا من بعيد قليلاً حتي وقف امامه جاذبًا رايلي من معصمها تقف خلفه، فقط قلبت عينيها بخوف وهي تقضم شفتها السفلي بتفكير.


"اوه، نعم، انا اريد رايلي"ارتبك الفتي قليلاً حتي تحدث وهو يتفحص هيئة سيهون الراقيه، مدركًا أنه لاشك من ابناء ذوي الثراء.


"وبأي شئ تريدها"تسائل سيهون بحنق وصراحة لم يكن سؤال قدر تهديد يوجبه بالرحيل.


"علي انفراد"اجاب بحرج جعل سيهون يقهقه قليلاً قبل أن يتقدم نازعًا من يده ذلك الجواب يفتحه حاول المراهق اخذه منه لكنه فشل حتي توقف بقلة حيلة ينظر لمعالم سيهون المشتعلة.


"جواب اعتراف! أنت جديد هنا صحيح؟"سخر بحده قبل أن يتسائل اومأ له المراهق فوجد سيهون يُكرمش ورقة الاعتراف تلك قبل أن يمزقها ارضاً امام نظره.



"لانني شخص جيد سأمررها لك، لكن بعد ذلك سأجعلك تكره اليوم الذي ولدت به والساعة التي وقعت عينيك عليها"هسهس بتحذير بالغ وهو يتقدم لذلك الفتي يضربه بسبباته بقوه ارجعته خلفًا.


"يو رايلي تخص أوه سيهون، فلا تعبث بما هو حكِر عليّ فقد لا تجد اطرافك"انهي حديثه بتلك الكلمات المرعبة التي همس بها في اذنه ومازال معصمها في يده، دفعه سيهون متعمدًا وجذبها تسير بجانبه وثانية اخري و ستشتعل رأسه نارًا سنضع عليها الطعام.



"لما تـ...."لم تستطع رايلي اكمال عتابها حتي خرست بنظرته الفتاكة وحمحمت، حاولت تلطيف الجو فضربته علي كتفه بمزاح متسائلة
"يااه، لقد اصبح جميع الفتيان بمدرستي يخافون محادثتي، ولم تعد تأتيني جوابات اعترافات"



"لا تزيدي حرفًا"اخرسها بتلك لتنظر ارضًا، وهو مازال يسحبها خلفه او بمعني اصح يجرها.


"لقد اصبحت قويًا، توقف عن تلك التمرينات و فنون القتال التي تلعبها"غيرت الحديث وهي تترك يده تتشبث بذراعيها في ذراعه، التفت لها بسخرية مبعدًا ذراعه.


"حتي ينتهزها والدي فرصة فيكلف رجال لمقاتلتي"سخر منها فشابكت اصابعهما متجاهلة غضبه.


"هو ليس سيئًا، أقصد انه يعطيك مالاً،ولديك سائق، كل ما ترغب به تحصل عليه، هو فقط يود تعليمك لتصبح مثله لكن بطريقة خاطئة"تحدثت من وجهة نظرها فالتف لها فقط بطرف عينيه لتبتلع لسانها تمامًا.


"ابتعدي خطأي أنني جئت لاصطحاب طفلة"وبخها وهو يُسرِع بخطواته، ركضت سريعًا تتشبث به من الخلف فتصنع التوقف من حركتها رغم أنه توقف عمدًا، نوعاً ما كبرياؤه يلومه.



"تلك الطفلة كنت تتشاجر مع والدك عمدًا وأنت صغير لكي تقابلها في غرفة الحديقة"غمزت له بتذكير فتجاهلها وهو يحمحم قائلاً بسخرية

"اللهي! هل تعتقدين أنتي اتشاجر معه لاجلك؟ مسكينة"انهي جملته مقهقهًا بسخرية لاذعة وهو يكتف ذراعيه امام صدره.


"نعم لانك تحبني"اومأت له بثقة مغمضة عينيها ولم تسمع سوي صوت ضحكاته"تشه، هراء، لا اقع بحب الفتيات القاصرات والقصيرات"ردم ثقتها بتلك جملة فنظرت له بغل.


"انت لم تكمل عامك الثامن عشر بعد، وإن صادفت من هو اصغر منك بيوم واحد تعامله وكأنك عمه " هتفت بها بضيق لم يرد عليها، مدّ يده لكي يذهبا لكنها توقفت مكانها واحادت بنظرها عنه.


"سارحل"هددها وهو يتصنع السير فعقدت ذراعيها امام صدرها بلامبالاة.


"كنت سأذهب الي متجر المثلجات و..."لم يكمل الجملة حتي اندفعت تقفز عليه، التقطها بسهولة بين ذراعيه ورفعها قليلاً عن الارض يعانقها بقوه.


"خذني معك حتي لا تضل الطريق"عانقت عنقه بذراعيها وهي تهتف بها سريعًا، ترك قبلة علي خدها وهو يومئ.


"أنتِ كل ما أملكه بتلك الحياة رايلي، أنتِ لي العالم بأسره"ربت علي شعرها بخفه متحدثًا بخفوت، انزلها لتتصنع التأثر، قلب عينيه بملل وامسك معصمها يسحبها معه.



كانت دومًا معه طوال تلك السنوات الست، لم يعرف الحياة سوي من خلالها، كل شئ فعله معها، استطاع الاحساس ببقايا طفولته معها، سرعان ما تحولت بذرة الصداقة تلك الي بذرة حب قوية جذورها بداخله راسخة لا يمكن اقتلاعها.


"وانا لا املك احد دونك، لكنك شخص سئ"عانقته قبل أن تقولها بتفسير، ضربها علي مؤخرة رأسها بتوبيخ فتأوهت بمبالغة.


"انت حقًا كذلك، منذ أن عرفتك وانت تمنعني من تقبيل البشر و عناقهم والجلوس علي قدمهم وانا كنت احب ذلك كثيرًا"اشتكت له بجدية وهي تعد علي اصابعها التقط يدها يمسكها متجاهلًا كل ما تقوله.


"عزيزتي انا اعلمك الاخلاق، ومن ثم تستطيعين فعل كل ذلك معي فقط، انظري كيف أنني شخص جيد!"ابتسم بتحفظ في وجهها يمرجح يديهما سويًا في الهواء، يقودها لحبها الخالد متجر المثلجات.



"وتمنعني من ارتداء تنانير قصيرة وانا مازلت صغيرة وابي لن يسمح لي بارتداء الملابس القصيرة حالما اكبر لاننا عائلة محافظة"اعترضت رايلي بجدية وهي تنظر له، تجاهل بلامبالاة حديثها قبل أن يرفع الاعجاب في وجهها قائلاً بمدح راضٍ

"لذلك انا وحمايّ دومًا متوافقان"


قلدت نبرته رايلي وهي تحرك راسها يمينًا ويساراً كالبلهاء تمتم بــ'نمنمنمن'


"رأيتك ايتها الغبية"وبخها بمزاح وهو يسحب اذنها جعلها تلتف حوله.

"اسفه، اسفه"اعتذرت بها سريعًا لكنه هز رأسه بنفي وكأن الاعتذار لم يكفيه، "احبك، احبك سيهون"رفعت ذراعيها مُشكِلة القلب ليتركها محمحمًا بجدية وهو يهندم ملابسه"اعتذار مقبول"


سحب يديها وسارا سويًا حتي وصلا لمتجر المثلجات سويًا وعادا لقصره، دومًا ما والده يكون مشغولاً بعمله خاصةً مؤخرًا ولا يعود سوي الفجر، رغم أن سيهون يظن أن انشغال والده بالعمل ما يجعله يبتعد عنه الا أن والده يفعل ذلك بإرادته.


وجد والده يتشاحن مع عمه كما هو معتاد مؤخرًا، القي التحية بإقتضاب وصعد لغرفته، احيانًا يتمني لو أن عمه كان والده، كان هو دومًا من يتدخل لاجله، يوبخ والده لتعامله العنيف معه.


غيّر ملابسه وبقي واقفًا للشرفة ينتظر رايلي، أقد تكون نست ما اليوم؟


كلما اقسم انه لن ينتظر منها شيئًا وجد نفسه كالاحمق متلهفًا علي كل حركة تخطوها معه.


فقط إن كانت بعمره أو اصغر منه بقليل وليس بست سنوات، كان استطاع أن يساوم والده بزواجه منها، بعد عامين او أكثر بقليل، لكن الان يتوجب عليه الانتظار حتي تصبح بعمره الحالي.


تنهد بضجر وهو يبعثر شعره ودخل للحمام يستحم ويغير ملابسه لاخري منزلية مريحة، سمع صوت حركة في الغرفة فالتقط الصاعق من اسفل وسادته، فصراحة هو لا يأمن اي شئ بذلك المنزل وما قد يفعله والده، وتلك الخصلة الثانية التي تعلمها منه دون أن يشعر، الحذر لكل شئ.


اقترب الصوت من ناحية الشرفة اكثر، ولم يقترب حتي شعر بيدين تلتف حوله سرعان امسكها يلويها دافعًا بها للسرير يعتليها.


"سيهون انها انا رايلي"هتفت بها سريعًا تغمض عينيها بخوف، تنفس الصعداء وبعدما كان يقيد معصميها شابك اصابعه بخاصتها ومازال يعتليها.



"كم من مرة اخبرتك أن تتوقفي عن التسحب كاللصوص"وبخها وهو يقترب لها، اكثر ووجهه شعر بنسمات هوائها اللطيفة.


"اردت مفاجئتك"هتفت بها بضيق وهي تبعده، ابتعد بارادته وجلس علي طرف السرير وهي في منتصفه تكتف ذراعيها كالاطفال مرتدية نفس لون اول فستان قابلها به، سماوي.


"انت تعلمين ان ابي احيانًا ما قد يكلف فتيان لقتالي، فأصبحت معتاداً،لم اقصد"زحف لها وهو يتحدث بهدوء نظرت له بطرف عينيها مخرجة لسانها بضيق.


"تعلمت حركة قتالية جديدة تريدين تجربتها؟"هددها بنبرة ذات معني وقبضته التي كورها يضرب بها كفه الاخر ارجفتها، هزت راسها بتردد وهي تبلع غصتها مبتسمة كالبلهاء.



"لما جئتِ؟"تسائل فإبتسمت سريعًا وهي تقفز عليه.


"اليوم عيد ميلادي فجئت احتفل به معك"هتفت بها بحماس فسقط فمه قبل أن يمسكها يُجلسها بجانبه قبل أن يتحدث مصححًا "تقصدين عيد ميلادي انا"



"وما الفارق، نحن واحد كما تقول"هزت كتفيها بلامبالاة تشابك اصابعهما، اومأ لها مبتسمًا وهو يترك قبله علي جبهتها.


"احب تلك الابتسامة التي لا تظهر سوي لرايلي"قالتها ولم يتحدث حتي رفعت في وجهه كعكة لطيفة، ضربها بخفه علي جبهتها.


"الي متي ستظلين تجلبين طعم الكعكة الذي تحبينه؟"وبخها بمزاح ابتسمت بسببه بحرج، نهضت تُطفئ الانوار لاجله، وبصعوبة حاولت غناء الاغنية لاجله بخفوت حتي لا يلحظ والده.


"تمني امنية"هتفت بها قبل أن يطفئها، شابك يده اسفل ذقنه واغمض عينيه وفي سره قال'امنيتي الاولي والاخيرة أنتِ'


فتّح عينيه ببطء واطفأها وضعت رايلي الكعكة جانبًا وطلبت منه أن يغلق عينيه مجددًا فعل ذلك بعد تمرد انتهي بصفقة تقبيله.


هو مستغل وهي تفتح ذراعيها لاستغلالها بسعادة.

لم يشعر سوي بشئ يوضع حول عنقه، فتّح عينيه علي وجهها المقترب منه بشدة وابتسامتها المحببة لقلبه تتسع اكثر فأكثر.

"مفاجأة، قلادة ثنائي علي شكل قمر مضئ، نصف القمر معك والاخر معي، ويمكن تجميعهما سويًا فهناك مغناطيس بكل جزء، والافضل انها تضاء حالما يجمتع الجزءان سويًا أو نصبح علي مقربة من بعضنا كما هو الان"شرحت له بسعاده تريه قلادتها بجانب خاصته، وكعادته منذ صغره لا يستمع فقط يظل ينظر لها بلا توقف أو ملل.


"عامًا كاملا ًادخر ثمنها، اياك ونزعها اوه سيهون"انهت حديثها بتهديد حاولت تقليد نبرته بها، لم تكمل حديثها الا حينما جذبها لقدمه.


"يو رايلي، أنتِ إمرأة اوه سيهون فقط"همس بها امام شفتيها قبل أن يترك قبلة سطحية كاد يحصل بسببها علي كف خماسي الابعاد.


"لست منحرف، انا اقبل فتاتي"هتف بها بتوضيح وهو يثبتها علي قدمه.


"اذًا ونحن نأكل الكعكة اشرح لفتاتك الـ..."تودودت له بتذكر وهي تتسحب باصابعها لتتناول احدي الكتب التي التقطها هو قبلها قائلاً.


"لا، لست معلمك ومن ثم انت مازالتي في المرحلة المتوسطة، ما تدرسينه لا يساوي شئ بجانب موادي"وبخها وهو يضرب جبهتها بسبباته بخفه، نظرت له بغضب وازاحت بوجهها بعيدًا عنه.


"لا تريدين أن اروي لكِ عدد مجلتك المفضلة اذًا! كما تريدين اعطيني الكـ...."شجعها علي الفساد وهو يحاول مصالحتها بنبرة مغرية قاطعته وهي تصقف موافقة بعدما القت الكتاب ارضاً.



"ارويها لي وانا اطعمك كعكة عيد ميلادنا"غمزت له بطفولية وهي ترفع الكعكة بإغراء ابله ليومئ، فتح لها ذراعيه لتقفز عليه تعانقه، وظلّ هو يروي لها عن كل قصة بتلك المجلة مع محاولاته في تجسيدها واقع امامها بيده وصوته وهي تطعمه وتحاول كتم صوت ضحكاتها.


كانت الحياة من قبلها سماء غائمة لم يحل بها ضوء حتي جائت هي كقوس قزح يطرد العتمة بداخله.


شعر بسكونها تمامًا فادرك أنها نامت، سحب الكعكة من يدها بخفه ووضعها جانبًا رافعًا الغطاء يدثرهما به جيدًا بعدما اغلق المجلة.


ترك نوراً خفيفًا وهي بين ذراعيه شعور الراحة والامان يتخلل له كلما حدث وغفت معه، دومًا ما يعاني من الارق والاحلام السيئة، يعجز عن النوم جيدًا ايضًا.


نظر للشرفة التي جائت منها ونسي توبيخها علي تسلقها الغرفة،برغم أنه علمّها -كقدوة صالحة بالطبع- الا انه يخف نسيم الهواء ان يضايقها، لايملك سواها.


لن ينكر انه هو مؤخرًا من يقوم بمضايقة والده عمدًا والشجار معه، لا يعلم لما برغم ان والده توقف عن حبسه بتلك الغرفة منذ ثلاث سنوات لكن لا يمنع ذلك انه قد يحبسه في غرفته ويمنعه من الذهاب حتي الي المدرسة.

فقط ما يحرص عليه تلك التدريبات العسكرية العنيفة التي كانت تجعله جسدًا بلا حراك لايام، لن ينكر أنه يحبها لان رايلي قد تمكث معه ترعاه مستغلة وجود عدد كبير من الخدم، بالطبع مع مساعدة رئيس الخدم لها.


ظل يعبث بشعرها، حتي وجد نفسه غارقًا في النوم هو الاخر بجوارها.



استيقظ قرابة الخامسة والنصف صباحًا ومازالت رايلي نائمة بين ذراعيه، تقريبًا تلك تنم وكأنها في سبات عميق.



أيقظها بخفه حتي يعيدها للمنزل بنفسه قبل أن تذهب للمدرسة،كانت خلفه تترنح بنعاس وهو ملتقط يدها بين خاصته بقوة،فتح الباب يخرج راسه يتفحص الطابق ووجده خالي من الخدم،نصف ساعه بالضبط والخدم سيباشرون عملهم لم يشعر سوي بها التي اتخذت كتفه وساده تكمل نومها وايقظها بسحبها خلفه متسللين للاسفل حتي الحديقة.



"بعد ذلك لا تأخذي الشرفة رايلي، هذا خطر"همس بها سيهون بخفوت جاد وهو يُمسك معصمها يُحذرها، اومأت له بنعاس، ولوح لها لترحل، سارت عدة خطوات قبل أن تعود له تعانقه.


"أنا لن اراك اليوم لانك ستتدرب وستذهب للمدرسة، سأشتاق لك، لا تتاخر وعد سريعًا"دفنت راسها في عنقه تحاول الحديث او الاستيقاظ ايضًا،بادلها العناق وهو يومئ.


ابتعد عنها قليلاً وسارت مبتعدة وكل دقيقة تلتف له ملوحة حتي وصلت لمنزلها وتسللت له.


تنهد بإرتياح قليلاً وامسك قلادته وقطع وعدًا علي ذاته أنها لن تُخلع ابدًا.


صعد لاعلي سريعًا وارتدي ملابسه ونزل لاسفل ولم يتناول الافطار كالمعتاد لانه سيتناوله مع رايلي، اصطدم بوالده وتعجب انه لم يرحل، انحني له برسمية وتخطاه غير أن والده امسك معصمه في يده يوقفه.


"عندما تعد مساءًا لي معك حديث"تحدث بجدية حادة، دون القاء تحية، ابتسامة او شئ، كالمعتاد، اومأ له سيهون وانصرف.


تنهد  بإرتياح ان والده لم يفتعل اي مشاكل معه فرايلي تنتظره، نزل حتي وصل للسائق وهاتفها بذلك الهاتف الذي ابتاعه لها في عيد ميلادها وتوقف حالما وجدها امام القصر قليلاً، وقفت السيارة امامها وصعدت بجواره، وهما يتناولان الافطار الذي ياخذه من الخدم لاجلهما سويًا،في حين أن السائق كالاحمق حاول اخفاء ابتسامة النساء العواجيز خاصته.



وانه حالما امسك يدها يتحدثان كان سيقفز من النافذة خجلاً وسعادة، فرغم انطوائية سيهون الا أن الجميع بالقصر مدرك تماماً انه ليس سيئًا او ان الامر بفضل رايلي!



اوصلها للمدرسة وودعها بعد تحذيراته الجادة بلكم اي فتي يحمل لها جوابًا، نظر لها ولذيل الحصان الذي تصفف به شعرها مبتسمًا، تبدو وكأنها في المرحلة الابتدائية حتي وليس المتوسطة .


وحالما تاكد أنها دخلت المدرسة انطلق هو الي مدرسته ،حلّ المساء سريعًا فكل يوم اربعاء لا يعد به الا مساءًا.


حالما عاد لقصره لم يجد رايلي تتصنع الاهتمام بالحديقة كما اعتادت اخذها حُجة لتنتظره ، وحالما سأل الحراس الذين استطاع مصادقتهم للتستر علي لقاءاتهم اخبروه ان والده غاضب وعمه خرج بعدما تشاحن معه كالعادة.


تنهد سيهون وصعد ببطء لغرفته غير أن صوت والده الحاد اوقفه تمامًا،نزل الي اسفل وعينيه معلقتان لاعلي بداخله يتمني الا تكن رايلي تنتظره بالاعلي.



"نعم " انحني له برسمية ولم يرفع راسه حتي شعر بورق يرتطم براسه يعيدها،تبعثر الورق ارضًا من حوله ولم يتحدث حتي جذبه والده من ياقته بعنف.


"تلك درجات شهادتك الاخيرة"هسهس بها مصرًا علي احرف حديثه وقلب سيهون خفق بعنف وهو يجزم انه يدرس بل وادي جيدًا بها.



"لما رتبتك هي الثالث وليس الاول علي المدرسة،ايها العابث الحقير"تسائل بحده قاتله وهو يرج ابنه بين قبضتيه وسيهون فقط لا يتحدث ولا ينظر له.



"ينقصني من مجموعي الكلي ثلاث درجات فقط،الاول حصل علي العلامة كاملة و الثانـ.."حاول أن يشرح له برسمية غير أنه شعر بياقة قميصه تكاد تخنقه اكثر فصمت فتلك لم تكن سوي رسالة له ان يخرس.


"وما الذي ينقصك عن الاول؟لما لم تحصل علي العلامة كاملة؟ وانت تحصل علي كل ما تريده من اموال وافضل معلمين بتلك البلدة؟"صرخ في وجهه بحده مستنكرة اكدت لسيهون أن الليلة لن تمر علي خير.


لكن في قلبه تمني ولو لمره أن يجد والده جاء يربت علي ظهره بفخر ، تمني لو انه اثني علي شئ يفعله لكن دومًا ما كان والده يري ان ما يفعله هو واجب عليه بل يجب بذل المزيد.


حاز علي المرتبة الاولي كثيرًا لكن ما الفارق ؟ لا شئ.


كلما تذكر تلك النظرة التي ينظر لها والد زميل له بالصف عندما اجتاز فقط الامتحان دون الحصول علي ترتيب حتي،ود لو أن يذهب له هو ايضًا ليحصل عليها.


قد تكون ملئ بالانجازات لكن معدوم التقدير ممن حولك..
وذلك اسوأ..


"حصلت علي المرتبة الاولي اليوم في مسابقة الكـ..."حاول الحديث غير أن والده زمجر بحده اوقفته.


"دومًا يجب أن تكون الاول بكل شئ تدخل به تكون الاول، لاتقبل بمرتبة اخري غيرها"أمره بحده، شراسته في الحديث تزيد كل يوم مع سيهون عن الذي قبله ،نظر له سيهون وعلِم انه سيُعاقب.



"ذلك يضمن لك النجاح حالما تصبح رجلاً عسكرياً"اكمل فرفع سيهون نظره لوالده قبل أن يبتسم بسخرية متسائلة "ومن قال انني ساصبح رجلا عسكري؟"


"انا"اجاب والده بحده وعينيه تنظر له بحنق بالغ.



"اوه، اذًا اجلب فتي غيري يلبي مطلبك هذا لانني لن افعل" وبحركة مفاجئة ابعد سيهون يده عنه ووقف امام والده بشموخ حاد.


"ماذا قلت؟"تسائل والده متقدمًا له، فابتسم يعيد اجابته، ارتفعت يد والده لتسحقه بصفعة غير ان عكس كل مرة التقط سيهون يد والده المرفوعه في الهواء وهو يقف امامه بتحدٍ جاد.



"لهنا ويكفي، لم اعد ذلك الطفل الصغير الذي ستروضه بضربة او حبس بغرفة اقل من المهملات، سيد أوه"صرخ بها سيهون بجديه ارعبت الخدم الواقفين من الخلف يتابعون المشهد.


"هل تصرخ في وجههي؟"تسائل والده بحده فأومأ له سيهون بلا تردد، فانتزع والده معصمه من يد ابنه.


"حتي انت اصبحت تدرك ذلك منذ اكثر من ثلاثة اعوام، انا لن اكون سوي الشخص الذي اريده"أكمل سيهون حديثه الجاد وهو مدرك تماماً ان تلك الفرصة لن تواتيه مرة اخري.


"لانني دللتلك ستتمرد عليّ ،ايها الحقير"امسكه والده بحده من عنقه فلم يجد ردًا من سيهون سوي الضحك بقوة.


"دللتني! اتلك مزحة؟"تسائل بزيف حالما انتهت ضحكاته المصطنعة.


"أنت حتي لم تكن لي والدًا، لم تكن في نظري سوي الشخص الذي يتلذذ بإيلامي"قالها بخفوت وتوقع صفعة لكن لاول مرة بحياته أن يري ملامح الحزن و عدم التصديق بادية علي ملامح والده الصارم الذي لم يراه يومًا يبتسم حتي.



"لن تدرك ما افعله لاجلك الا حالما ارحل، سيهون"فاجئه الرد وظن ان والده سينطق بالعقاب غير انه افلت ياقته من بين ذراعيه.


"ما تفعله بي لن ينتج عنه شيئًا الا أن اصبح مثلك تمامًا وذلك اكثر شئ اكرهه بالعالم،أنت"اشار علي والده بعصبية وقد افلت زمام اعصابه تماما ناظرا له بغضب كبير وتنفسه العالي هو فقط ما يُسمع.


التقط سيهون حقيبته وخرج من القصر برمته وترك والده خلفه يكور قبضته بقوة متألمة بانت جلية علي ملامحه.


"لن تفهم سيهون، لن تفهم ابدًا"تمتم والده بتلك الكلمات المهتزة وهو يسير مترنحًا وقد ادرك أن بالنهاية بالفعل قد مقته ابنه.


في حين ان سيهون اغلق هاتفه حالما وجد رايلي تهاتفه،هاتفه لا ينطوي علي رقم شخص غيرها ،سار وسار مرت اكثر من ساعتين وهو يجول الشوارع ولا يعلم لما او اين فقط يسير.


تنهد حالما تعب وقرر العودة ،سرعان ما وصلت لانفه حالما اقترب من القصر رائحة غريبة،اقترب اكثر حتي اشتعلت بؤبؤة عينيه تعكس صورة النيران التي تنبثق بكل مكان في قصره..


شهق بقوه والقي حقيبته ارضًا واندفع للداخل، اشعل هاتفه حتي وجد العديد من المكالمات والرسائل .


<سيهون،أين انت؟لما لم تعد!>


<سمعت من الخدم أن والدك متضايق لاول مرة،عد لتصالحه،هو يحبك>


<سيهون انا سانتظرك بغرفتك>


كانت تلك اخر رسالة وصلت لهاتفه سرعان ما عينه ارتفعت لشرفة غرفته التي كانت النيران تلتهمها، لم يعجز عن ادراك ان النيران تلتهم كل شئ بغرفته.


"رايلي" صرخ بها بقوه وهو يركض بكل ما يملك من طاقة حتي يدلف القصر كانت النيران المشتعلة حتي بالحديقة تعيق طريقه، وبصعوبة وهو يسعل استطاع الوصول للباب لكنه شعر بشئ يدفعه ويبعده عن الدخول، شئ رده بضعة خطوات خارج القصر، ذلك الشئ لم يكن سوي والده الذي حصل سقطت عليه كتلة نيران تحرق قدمه، صرخ بالم فتصنم سيهون كالتماثيل لا ينطق والده يدافع عنه؟


"ابتعد سيهون، ارحل"صرخ بها وهو يتالم، خلع سيهون سترته سريعًا وهو يحاول اطفاء قدم والده المشتعله وهو يبكي متمتًا لاول مرة بأحرف اسمه 'أبي'



"سيهون، اسمعني"اوقفه عن محاولته وهو يمسك كتفه، اخفض بصره مجددًا يحاول منع النيران من الاندلاع في باقي جسده بيأس وصراخ البشر من حوله يتفاقم.


"انا لا اكرهك سيهون، انا لم احب احدًا بحياتي قدرك، كل مافعلته كان لاجلك و لحمايتك، كانت تلك الطريقة الوحيدة لجعلك علي قيد الحياة وبجانبي"صرخ بها بيأس رأي ولاول مرة دموع في أعين والده الصارم الحازم.


رأي ولاول مرة بحياته تلك النظرة الابوية توجه له، ذلك الوجه اللين المُحِب له، راي نفسه في اعين والده كما يري باقي الابناء صورتهم منعكسة، لكن أبعد فوات الاوان!



"اياك وأن تكرهني سيهون، اتوسلك لا تفعل، لن تدرك ما فعلته لك الا حالما تصبح رجلاً، يجب أن تصبح رجلاً عسكريًا سيهون ،حتي تستطيع الحياة"


"لاتثق في احد ابدًا مهما فعل"
صرخ بها والبكاء يقطع صوت، اخرج آه متالمة لتلك النيران التي تأكل جلده حيًا، دموع منهمرة علي وجنتي سيهون وهو ينظر له بفراغ غير مصدق، كلا ليس هذا ليس هذا ما يريده.


لا، لا، يجب عليه ان يكرهه لا أن يبكي لاجله، لاتفعل..


"مولد سعيد، هديتك كانت بالاعلي لكنك لم تراها"هتف بها والده بخفوت وقبل أن يتحدث مجددًا شعر كلاهما بصوت يأتيهما من اعلي، فقط صورة خشبية كبيرة اصبحت كتلة نيران ستسقط فوق راس ابنه.


"أُحبك بُني"صرخ بها لاخر مره قبل آن يدفعه بقوة لخارج القصر وهو من نال تلك اللوحة الخشبية لتحرق جسده، توقف سيهون لدقائق يحاول استيعاب ذلك المنظر، منظر والده وهو يحترق امامه.


تعثر بدل المرة الف، قاوم وقاوم لينهض لكنه كل مرة يسقط ليبكي ارضًا،صراخ متفرق في القصر يسمعه ،راي اجسادًا النيران تلتهما تسير بصراخ في الارجاء في حين أن والده ارضًا والنيران اشتبكت بملابسه بسهولة.


"سيهون"صوت صراخ متالم سمعه،كان من الداخل،لم يعجز عن تحديد صاحب الصوت رغم ان هناك الالاف غيره تصرخ، هزّ رأسه بنفي غير مصدق وهو ينهض سريعًا
صارخًا بإسمها.


"رايلي،اين انت ،رايلي"صرخ بها سيهون وهو يحاول الدخول كتلة نيران تعد لشئ محترق اعاقت طريق دخوله لباب القصر مجددًا،حاول الدخول لكنه عجز وهو يصرخ بإسمها من حين لاخر واسم والده الذي يصرخ بألم امامه.


"ابي،لا ترحل،لاتتركني،ابي،اتوسلك"صرخ بها بقهرة جادة يحاول كبح دموعه ،رفع له والده يده بعجز وهو يصرخ من شدة النيران التي تلتهم جسده،حينها شهد سيهون وفاة اشخاص ظن دومًا أنهم باقون،لكنه اغفل عن شئ اهم،وهو الموت.


"اخي،اخي،سيهون ماذا حدث؟"صراخ لرجل كبير وصل له فالتفت ليجده عمه وخلفه بضعة حراس ،اشار له بعجز علي والده وهو يحاول الدخول له.


"ان دخلت ستمت، خذوه"صرخ عمه محدثًا حراسه ليسحبوا سيهون وهو في حالة صدمة سرعان ما استوعب ما يحدث ليصرخ بعنف.

"ابي بالداخل ،فتاتي رايلي بالداخل، رايلي"استنجدهم ان يتركوه لكنه كان بلاجدوي حتي تركوه يجلس خارج القصر تمامًا ريثما تاتي الاسعاف لتخمد حقبة النيران المشتعلة بكل مكان، وكان هو الوحيد الذي نجا.


مرّ الوقت من حوله وهو يجلس كالقرفصاء صامتًا لا يحادث احد اخرج هاتفه يحادثها يطلب منها ان تخرج، بعجز وفي اللاوعي ارسل لها العديد والعديد من الرسائل ووجهه جامد كل ما يتحرك به الدموع فقط.


شعر بخطوات تقف امامه، ادرك صاحبها حالما جلس بجانبه ووجهه مملوء بالغبار قبل أن يتنهد بعجز بالغ وهو يرفع وجهه قلادة هو يدركها جيدًا.

"كل من وجدناهم تفحم، ولم يبقي سوي تلك، وجدها احد رجال الاطفاء"


*******

وكانت هنا بداية الخيط الثاني،

وهو الذئاب السوداء.

*********


كااااااااااات.


اوه ياه، الله علي النبل والله، الله عليا، من اول بارت وموت للولا ابوه وحبيبته، هبطل طيبة قلب امتي؟


حد عنده اعتقادات عن البداية؟


طبعًا البارت الجاي كله هيكون في 2020 والذئاب السوداء هتبدأ تظهر من هنا بقي.


طبعًا بتمني من اعماق قلبي انكم تعرفوا حاجتين.


اولاً ان اي قصة تحكموا عليها من بداي البارت الرابع، او الثالث،ثانيًا طالما الابطال الاساسين مظهروش يبقي القصه لسه مبداتش


ثانيًا،انا نبيلة فعلا ولا مش نبيلة؟طبعا ،اللهم زدتي تواضعًا.


كنت هبداها بضرب نار وبتاع ،بس في النهاية قررت اني هبدأ بده بخيث انكن تكونوا عارفين شويه عن سيهون.


بتمني متكونوش حسيتو بملل،يعني انا شايفه الصراحه ان البارت الاول من ايقاع الدم في اثارة اكتر من البارت الاول من عالمان طبعًا ده شئ بيعود لتقديركم انتم.


البارت ده برعايةpaper cuts.
او اي اغنية كئيبة.


النتيجة بتاعتي هتبقي يوم الاحد، ممكن تدعولي؟


القصة دي متحمسة ليها جدًا بتناقش حاجات كتيرة اوي، وسياسية شويه وبتمني اني مروحش سجن القناطر.

😊😊

عالمان هينزل منها كل يوم بارتين. 🎄اسفه للي حصل بجد مكنش بإيدي.



رايكم في شخصية رايلي؟


سيهون!


ابو سيهون! -دايمًا مرمطنا الراجل ده والله-


تتوقعوا ايه الي هيحصل؟
وليه والد سيهون عمل كده؟


+تلميح مستقبلي.
اوعوا تصدقوا اي حد في الروايه وتامنوا ليهم، لان الروايه دي هتعطيك نبذة عن اكبر فخ هنقع فيه
الانخداع بالمظاهر.


😊😊😊

في اي تعليق علي البارت؟


في حد صاحي اساسًا.


اولا انا عارفه انه طويل بس والله انا حاولت مخلهوش طويل بس المشكلة اني مقدرتش اتجاهل ولا موقف اتكتب هنا.


عدد كلمات البارت هيتروح من6000-8000 كلمة بالكثير يعني ومش هيكتر

+متخافوش الروايه مش طويلة وقريبًا
هحددلكم عدد البارتات.


متنسوش الفوت والفولو عشان نرجع الاكونت ده زي زمان.


والتفاعل.. 😊😊

والتعليقات. 😊😊😊


وسيبوا تبرعات ليا علي باب البارت بالمره. 😂😂


اوكي اللعبة هتبتدي من بكرة لوف يوووو.


ياريت بقي نودع سيهون بتاع النسوان في كل رواية ده. 😂ونستقبل سيهون الجديد.


وتشانيول بتاع عالمان ونبوس تشانيول المتملك بتاع ايقاع الدم.


*بتتاسف لبيكهيون انها خانته في الروايه ومحطتهوش*


يلا شجعوتي عشان اخلصها بسرعة ونبدء في طبيب نفسي وبعدها قلب وبعدها عالم افتراضي ،وبعدها هنشوف الروايه الي بجهزها واحتمال بطلها ميبقاش -ايدول-


+جايز الشيطان الوسيم علي التطبيق التاني وصلت لالف ونص في يومين، هحاول احدث منها الاجزاء الجديدة الي بتسبب فراشات في قلبي. 😊😊


جيف مي هااج


مننساش نستريم علي ام في بيكهيون. واحنا بنغني بيتشاااا. 😎

بااااااي.
© Nori Hassan,
книга «The Tempo Of Blood|| إيقاع الدم».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (38)
safaa ahmed
Chapter 1
سيهون عاش حياة كئيبة والده كان عايز انه يكسبه القوة ههل سيتغير سيهون و يحارب الحياة ولا لا
Відповісти
2019-07-13 13:18:03
Подобається
Qamar 1412
Chapter 1
روعة الرواية بتجنن حزنت كتير على موت رايلي 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
Відповісти
2019-07-14 15:11:10
1
EXO_ TOTY
Chapter 1
انا بقرأها علي الوتباد وارجع اقرأها هنا هموتت😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
Відповісти
2019-07-15 14:02:37
2