يوم الغفرن
«المصريون كانوا يملكون قائد عظيم يعرف باسم الشاذلى كان قائدا للهيئة العامة لأركان حرب القوات المصرية المسلحة إنه حقا من أذكى القادة العسكريين، إننى أقولها للتاريخ وليس لمصلحة فهو من أشجع القادة المصريين.»
الجنرال موشيه ديان
(وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق)
«سيكون خط برليف مقبرة للجيش المصرى إن فكر فى عبوره.»
(رئيس أركان الجيش الإسرائيلى)
وقع الشعب المصري في محنة كبيرة سنة 1967، عندها رفضت الأمة المصرية الهزيمة، ووقف الشعب بجانب جيشه كتفًا لكتف، حتى حقق النصر .
نتحدث هنا عن تلاحم الشعب مع الجيش في سيمفونية العبور والنصر في حرب السادس من أكتوبر 1973.
وفي ذاكرة النصر، مشاهد لشعب ساند جيشه ليثأر من الهزيمة ويمحو العار ويستعيد الأرض، من عدو غاشم لوثها بجرائمه، فكان الشعب المصري، هو بارود الحرب، ووقود المعركة، بحماسه وعطائه وقوة إرادته.
كانت أول مظاهر بدء الحرب محلية حيث هناك في ذلك ااشارع الضيق تخرج مظاهرة من مظاهرات التعجيل بالحرب في عام 1972، ثم ينضم إليها العديد من المتظاهرون فيكون ناتج ذلك آلاف يخرجون للشوارع والميادين.
طلاب في الجامعات يهتفون مطالبين القيادة السياسية بالتحرك، والجيش المصري بالثأر من هزيمة يونيو 1967، ورغم أن الخطة التي كانت معدة للحرب قبل رحيل الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970، كانت خطة عبور قناة السويس جاهزة تنتظر ساعة الصفر، ولكن رحيل "ناصر"، وتولي الرئيس أنور السادات الحكم، أجل الحرب، التي كان من المقرر لها عام 1971.
ما جعل الشعب يتوقع بأن 1972 هو عام الحسم، لكن القيادة السياسية رأت التأجيل، فخرج الشعب غاضباً ثائرًا، مطالباً بالحرب، وأحتدم الأمر لمواجهات مع قوات الشرطة واشتباكات، كان ضباب الدخان المسيل للدموع المسيطر عليها.
كانت تلك المظاهرات هي فتيل الاشتعال.
"صُنع في مصر" كان هذا شِعار تلك المرحلة حيث يقول اللواء جمال محمد علي قائد سلاح المهندسين «أكثر من نصف معدات العبور تم صنعها محليا بأيدي المصريين» مؤكداً أن المصريين ضربوا نماذج في سبقهم وإبداعهم، بصنع معدات العبور بأيديهم.
أما عن الفكرة العبقرية لاستخدام تقنية التجريف في التغلب على الساتر الترابي العملاق المعروف ب "خط بارليف" والذي أدعت اسرائيل إن لا يقدر عليه سوى القنابل الذرية هذا إن استطاعت.
كانت هذه الفكرة نتاج ثلاثمائة تجربة علمية أجريت بمشاركة مهندسي السد العالي، إلى أن تم التوصل إلى فكرة استخدام طلمبات مائية بالغة القوة تسحب المياه من قناة السويس وتدفعها بإتجاه الساتر الترابي فتحدث فيه فتحات توجه إليها المدفعية نيرانها لفتح ثغرات في خط بارليف.
وظهر هنا كم كانت إرادة وصلابة الجنود المصريون أقوى من القنابل الذرية، حيث كان التغلب على خط بارليف بمثابة ضربة قاضية وجهها الشعب المصري إلى العدو الصهيوني.
كان لنساء مصر المحاربات دور كبير في هذا النصر السحيق نتحدث هنا عن نساء مصر كافة، ونساء سيناء البدويات خاصة.
ففي عام 1974، كان يقمن بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول إلى الأراضي المصرية من خلال طرق لا يعرفها العدو.
وفي وقت الحرب، كان هناك 13 ألف سيدة تم تدريبهن على أعمال التمريض للمساعدة في المستشفيات في حين كان هناك 6 آلاف ينتظرن دورهن للمشاركة في إسعاف مصابي الحرب.
شارك الفدائيون بالعشرات من أبناء مصر المدنيين، بخاصة في مدن القناة "السويس- بورسعيد- الإسماعيلية"، في حرب أكتوبر، سواء في المواجهة مع الإسرائيليين خلال حرب الاستنزاف وبعدها في معركة العبور، أو من خلال مساعدة الجيش خلال الحرب.
لكن الدور الأبرز للفدائيين وقت الحرب، هو قيام مجموعات منهم بتنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمكنت من عبور القناة وقت الحرب، بنتيجة حدوث ثغرات فالجيش، فكان الفدائيون يهاجمون سيارات العدو ودباباته، ويستهدفوها بالقنابل.
نأتي الآن للاحتفال بالنصر، العشرات في الشوارع، يلتفون حول راديوهات المقاهي والسيارات، للاستماع إلى بيانات الإذاعة المصرية حول المعركة، البعض يقف في الشوارع ليقرأ الصحف، ويتابع أخبار حرب أكتوبر أول بأول، هتافات "الله أكبر"، لم تكن على ألسنة الجنود على الجبهة فقط، بل كانت تتردد على ألسنة البسطاء في الشوارع والميادين مع كل نبأ يأتي عن تقدم القوات، أو تدمير في آليات العدو العسكرية، أو أسر جنوده.
العديد من المشاهد التى لا تزال حاضرة فى أذهاننا ونستطردها من حين لآخر .
كم كانت الفرحة تعُم البلاد وقتها، وكم كان الجميع على وِفاق تام.
كان ذلك في الميادين الداخلة، أما عن ميادين الحرب فقد كان القتال محتدمًا.
عام ١٩٧٣.
الساعة الثانية ظهراً.
العاشر من رمضان /تشرين الأول .
تل أبيب.
دقت ساعة الصفر، ودقت طبول الحرب .
بينما يحتفل الكيان الصهيونى هنا وهناك، ظنا منهم الإنتصار على مصر وسوريا، فرحين بنصرهم، إذ بطائرات مصرية تخترق خطوط الدفاع الجوي خاصتهم.
بضعة ثوانٍ حتى استوعبو ما يحدث ،كانت خدعة ،هرع كل جندى اسرائيلى بالصياح "المصريون هنا، المصريون هنا، حركو السلاح، أخبرو القيادات" كانوا يهرعون فى ذعر.
أن تكون أنت المنتصر يمنحك ذلك بعض الشموخ وعزة النفس، أن تُهزَم وقت سعادتك بنصرك لهوَ عار سيلحق بك ما بقي لك من العمر .
على الضفة المصرية، حيث تكافح قوات الجيش المصرى بكل ما لديها من مدافع وطائرات ودبابات، والعديد من الإمدادات التى ساهمت بها بعض الدول العربية، بعض الخطط الإقتصادية لتضييق الخناق على الكيان المحتل، من ايقاف تصدير النفط لها وغيرها من القرارات الحازمة للدول العربية.
أرض الفيروز ،أحب الأراض لشعب مصرها وأكثرها جمالا.
هنا يكمن الكيان الصهيونى ،يعيش ويستقر كأنما هي موطنه.
لا يعلمون ما ينتظرهم من عزائم وعار فادح.
على الرغم من قلة الطائرات المصرية وقلة امكانياتها، إلا إنها حققت نجاحا قويا.
فى الساعات الأولى من حرب اكتوبر، استطاع الجيش المصرى تحقيق أهدافه من الحرب، استطاعو تحطيم خط برليف، الذى كان يظن الإسرائيليون أنه لا يهدم ،هدمه المصريون واستطاعو الترجل إلى داخل أراضيهم عشرين كيلومتر شرقاً فى سيناء.
عبر المصريون القناة، وأصبح علم مصر يرفرف مجددا بشموخ على أراضيه المستردة.
كان ذلك على الجانب المصري، حيث الأوضاع كانت تسير على خير ما يُرام.
أما على الجانب السورى بالإتفاق مع القيادات المصرية بدأت الحرب على الجبهة الإسرائيلية فى الساعة الثانية عشر.
قام الجيش السورى بهجوم شامل تحت ستار المدفعية الثقيلة فى هضبة الجولان مركزين على نقطتين شمال وجنوب القنيطرة.
وشنت الطائرات السورية هجوماً كبيراً على المناطق والتحصينات الإسرائيلية فى عمق الجولان، وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الأسرائيلية ومحطات الرادارت وخطوط الإمداد وحقق الجيش السورى نجاحاً كبيراً.
وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية حيث تقدمت عدة كيلومترات مما أربك الجيش الإسرائيلى الذى كان يتلقى الضربات من كل مكان.
استطاعت القوات السورية اختراق الخطوط الإسرائيلية فى الحسنية جنوب القنطيرة.
شكلت الجبهة السورية الشمالية خطراً محدقًا بإسرائيل ومدنها المأهولة بالسكان، فلم تكن مرتفعات الجولان تبعد أكثر من خمسة عشر ميل عن تل أبيب.
شكلت مصر مع سوريا ما يشبه شقي الرحى ساهم ذلك في إضعاف إسرائيل كثيراً، ولقد كان تخطيطًا موفقًا.
فى الأيام الأولى من حرب أكتوبر، استطاعت كلا من مصر وسوريا بتحقيق أهدافها.
أما فى الأيام الأخيرة من حرب اكتوبر، ضعفت كلا الجبهتين المصرية والسورية، فتوغل الإسرائيليون غرب القناة لمدينتي الإسماعيلية والسويس ولكنه فشل فى تحقيق أية أهداف.
كأن العدو كان يريد جمع أي شيء من كرامته المبعثرة لكنهم فشلوا فشل ذريع بعثر كرامتهم أكثر.
أما على الجهة السورية فتمكن الجيش الإسرائيلى فى الأراضى السورية واحتل الجولان مرة أخرى.
فى الرابع والعشرين من اكتوبر، صدر قرار وقف إطلاق النار من كلا الطرفين معلنة انتهاء الحرب، لكن لم يؤخذ قيد التنفيذ فى مصر غير فى الثامن والعشرين.
أما الجانب السورى فاستمرت حرب استنزاف بينه وبين اسرائيل مدة 82 يوم فى العام التالى وانتهت باتفاقية فض الإشتباك بين سوريا واسرائيل التى نصت على انسحاب اسرائيل من الأراض التى قامت باحتلالها أثناء حرب اكتوبر ومن مدينة القنطرية.
جنودنا البواسل، هم رجال صَدَقوا الله فصدَقهم الله، فكانت لبطولاتهم الفردية كامل الأثر في تغير مسارات حرب أكتوبر 1973، بأنفسهم وأرواحهم، فداء للوطن وترابه المقدس.
ومهما تكررت محاولاتنا واجتهاداتنا، لحصر ذكر بطولات خير أجناد الأرض، فإن ذلك يعد إجحافًا لأبطال آخرين لا نستطيع أن نحصيهم عددًا.. أبطال استشهدوا ودفنت بطولاتهم مع جثامينهم قبل أن ترى النورَ قصتُهم.
وعلى الرغم من الانتصار العربي في حرب أكتوبر على إسرائيل، إلا أن هذا لا يعني أن الجيوش العربية لم تتأثر بالحرب، بل بالطبع تأثرت وكان هناك خسائر، حيث بلغ مجموع خسائر العرب في الحرب 15 ألف شهيد، بينما الإسرائيلين قدر عدد القتلى بـ 2.656 قتيل .
تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في حرب أكتوبر 1937، حيث أن الحرب كانت بالنسبة لها مفاجئة كبيرة زلزلتها، لاسيما بعد أن استطاعت القوات المصرية عبور خط بارليف، الذي كان يعد أقوى حصن منيع لهم، وكانت لا تستطيع القنابل اجتيازه، إلا أن القوات المصرية دمرته في بضع ساعات، وخسائر إسرائيل تمثلت في :
1- في اليوم الأول دمرت القوات المصرية أكثر من 200 دبابة إسرائيلية، وقد قتلت وأسرت حوالي 1500 جندي وضابط من الإسرائيليين .
2- كان هذا يعد أول مرة في تاريخ حرب الدبابات أن يتم تدمير 150 دبابة في 20 دقيقة فقط، وقد أسر معظم طاقمهم .
3- تم القبض على 37 ضابط وجندي إسرائيلي من حصن بور توفيق .
4- تكبدت إسرائيل في هذه الحرب خسائر كبيرة، حيث كان عدد القتلى 2522 قتيل، غير الأسرى والجرحى المفقودين في الحرب .
5- أصيب الكثير من الجنود الإسرائيليين بصدمات نفسية وعصبية بعد حرب أكتوبر، بسبب الأهوال التي رأوها، وهذا حسب ما جاء في كتاب " زلزال في أكتوبر " الذي كتبه زئيف شيف .
6- دمرت القوات المصرية خط بارليف وهذا خسارة كبيرة لإسرائيل أدت لهزيمتها، فقد كان هذا حصنهم المنيع، وقد دمرته القوات المصرية في بضع ساعات فقط، وهو عبارة عن ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه 20 - 22 متر .
7- قامت القوات المسلحة المصرية لإنشاء حائط صواريخ دفاع جوي يعد الأول والأضخم من نوعه، أسقطت في اليوم الأول 38 طائرة إسرائيلية، وقد تمكنت مصر لإجبار قائد القوات الجوية الإسرائيلية، بأن يعطي أمر في 8 أكتوبر بألا تقترب طائرة إسرائيلية لمسافة أقرب من 15 كم شرق القناة .
العديد من شهدائنا البواسل الذين ألقو بأرواحهم فداء للوطن.
رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم جنة الفردوس العليا.
من أبرز الشهداء.
الرقيب / محمد حسين محمود سعد
الشهيد العقيد / محمد زرد
الشهيد العريف / سيد زكريا خليل
العميد / يسرى عمارة
الشهيد العميد / احمد حمدى
القرش.. عبد العاطى.. المصرى .. أشهر صائدى دبابات فى العالم
محمد المصرى
إبراهيم الرفاعى (اسطورة العمليات الخاصة).
*********************
النهاية.
تم تعديلها لغويا بواسطة Agera_tum
الجنرال موشيه ديان
(وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق)
«سيكون خط برليف مقبرة للجيش المصرى إن فكر فى عبوره.»
(رئيس أركان الجيش الإسرائيلى)
وقع الشعب المصري في محنة كبيرة سنة 1967، عندها رفضت الأمة المصرية الهزيمة، ووقف الشعب بجانب جيشه كتفًا لكتف، حتى حقق النصر .
نتحدث هنا عن تلاحم الشعب مع الجيش في سيمفونية العبور والنصر في حرب السادس من أكتوبر 1973.
وفي ذاكرة النصر، مشاهد لشعب ساند جيشه ليثأر من الهزيمة ويمحو العار ويستعيد الأرض، من عدو غاشم لوثها بجرائمه، فكان الشعب المصري، هو بارود الحرب، ووقود المعركة، بحماسه وعطائه وقوة إرادته.
كانت أول مظاهر بدء الحرب محلية حيث هناك في ذلك ااشارع الضيق تخرج مظاهرة من مظاهرات التعجيل بالحرب في عام 1972، ثم ينضم إليها العديد من المتظاهرون فيكون ناتج ذلك آلاف يخرجون للشوارع والميادين.
طلاب في الجامعات يهتفون مطالبين القيادة السياسية بالتحرك، والجيش المصري بالثأر من هزيمة يونيو 1967، ورغم أن الخطة التي كانت معدة للحرب قبل رحيل الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970، كانت خطة عبور قناة السويس جاهزة تنتظر ساعة الصفر، ولكن رحيل "ناصر"، وتولي الرئيس أنور السادات الحكم، أجل الحرب، التي كان من المقرر لها عام 1971.
ما جعل الشعب يتوقع بأن 1972 هو عام الحسم، لكن القيادة السياسية رأت التأجيل، فخرج الشعب غاضباً ثائرًا، مطالباً بالحرب، وأحتدم الأمر لمواجهات مع قوات الشرطة واشتباكات، كان ضباب الدخان المسيل للدموع المسيطر عليها.
كانت تلك المظاهرات هي فتيل الاشتعال.
"صُنع في مصر" كان هذا شِعار تلك المرحلة حيث يقول اللواء جمال محمد علي قائد سلاح المهندسين «أكثر من نصف معدات العبور تم صنعها محليا بأيدي المصريين» مؤكداً أن المصريين ضربوا نماذج في سبقهم وإبداعهم، بصنع معدات العبور بأيديهم.
أما عن الفكرة العبقرية لاستخدام تقنية التجريف في التغلب على الساتر الترابي العملاق المعروف ب "خط بارليف" والذي أدعت اسرائيل إن لا يقدر عليه سوى القنابل الذرية هذا إن استطاعت.
كانت هذه الفكرة نتاج ثلاثمائة تجربة علمية أجريت بمشاركة مهندسي السد العالي، إلى أن تم التوصل إلى فكرة استخدام طلمبات مائية بالغة القوة تسحب المياه من قناة السويس وتدفعها بإتجاه الساتر الترابي فتحدث فيه فتحات توجه إليها المدفعية نيرانها لفتح ثغرات في خط بارليف.
وظهر هنا كم كانت إرادة وصلابة الجنود المصريون أقوى من القنابل الذرية، حيث كان التغلب على خط بارليف بمثابة ضربة قاضية وجهها الشعب المصري إلى العدو الصهيوني.
كان لنساء مصر المحاربات دور كبير في هذا النصر السحيق نتحدث هنا عن نساء مصر كافة، ونساء سيناء البدويات خاصة.
ففي عام 1974، كان يقمن بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول إلى الأراضي المصرية من خلال طرق لا يعرفها العدو.
وفي وقت الحرب، كان هناك 13 ألف سيدة تم تدريبهن على أعمال التمريض للمساعدة في المستشفيات في حين كان هناك 6 آلاف ينتظرن دورهن للمشاركة في إسعاف مصابي الحرب.
شارك الفدائيون بالعشرات من أبناء مصر المدنيين، بخاصة في مدن القناة "السويس- بورسعيد- الإسماعيلية"، في حرب أكتوبر، سواء في المواجهة مع الإسرائيليين خلال حرب الاستنزاف وبعدها في معركة العبور، أو من خلال مساعدة الجيش خلال الحرب.
لكن الدور الأبرز للفدائيين وقت الحرب، هو قيام مجموعات منهم بتنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تمكنت من عبور القناة وقت الحرب، بنتيجة حدوث ثغرات فالجيش، فكان الفدائيون يهاجمون سيارات العدو ودباباته، ويستهدفوها بالقنابل.
نأتي الآن للاحتفال بالنصر، العشرات في الشوارع، يلتفون حول راديوهات المقاهي والسيارات، للاستماع إلى بيانات الإذاعة المصرية حول المعركة، البعض يقف في الشوارع ليقرأ الصحف، ويتابع أخبار حرب أكتوبر أول بأول، هتافات "الله أكبر"، لم تكن على ألسنة الجنود على الجبهة فقط، بل كانت تتردد على ألسنة البسطاء في الشوارع والميادين مع كل نبأ يأتي عن تقدم القوات، أو تدمير في آليات العدو العسكرية، أو أسر جنوده.
العديد من المشاهد التى لا تزال حاضرة فى أذهاننا ونستطردها من حين لآخر .
كم كانت الفرحة تعُم البلاد وقتها، وكم كان الجميع على وِفاق تام.
كان ذلك في الميادين الداخلة، أما عن ميادين الحرب فقد كان القتال محتدمًا.
عام ١٩٧٣.
الساعة الثانية ظهراً.
العاشر من رمضان /تشرين الأول .
تل أبيب.
دقت ساعة الصفر، ودقت طبول الحرب .
بينما يحتفل الكيان الصهيونى هنا وهناك، ظنا منهم الإنتصار على مصر وسوريا، فرحين بنصرهم، إذ بطائرات مصرية تخترق خطوط الدفاع الجوي خاصتهم.
بضعة ثوانٍ حتى استوعبو ما يحدث ،كانت خدعة ،هرع كل جندى اسرائيلى بالصياح "المصريون هنا، المصريون هنا، حركو السلاح، أخبرو القيادات" كانوا يهرعون فى ذعر.
أن تكون أنت المنتصر يمنحك ذلك بعض الشموخ وعزة النفس، أن تُهزَم وقت سعادتك بنصرك لهوَ عار سيلحق بك ما بقي لك من العمر .
على الضفة المصرية، حيث تكافح قوات الجيش المصرى بكل ما لديها من مدافع وطائرات ودبابات، والعديد من الإمدادات التى ساهمت بها بعض الدول العربية، بعض الخطط الإقتصادية لتضييق الخناق على الكيان المحتل، من ايقاف تصدير النفط لها وغيرها من القرارات الحازمة للدول العربية.
أرض الفيروز ،أحب الأراض لشعب مصرها وأكثرها جمالا.
هنا يكمن الكيان الصهيونى ،يعيش ويستقر كأنما هي موطنه.
لا يعلمون ما ينتظرهم من عزائم وعار فادح.
على الرغم من قلة الطائرات المصرية وقلة امكانياتها، إلا إنها حققت نجاحا قويا.
فى الساعات الأولى من حرب اكتوبر، استطاع الجيش المصرى تحقيق أهدافه من الحرب، استطاعو تحطيم خط برليف، الذى كان يظن الإسرائيليون أنه لا يهدم ،هدمه المصريون واستطاعو الترجل إلى داخل أراضيهم عشرين كيلومتر شرقاً فى سيناء.
عبر المصريون القناة، وأصبح علم مصر يرفرف مجددا بشموخ على أراضيه المستردة.
كان ذلك على الجانب المصري، حيث الأوضاع كانت تسير على خير ما يُرام.
أما على الجانب السورى بالإتفاق مع القيادات المصرية بدأت الحرب على الجبهة الإسرائيلية فى الساعة الثانية عشر.
قام الجيش السورى بهجوم شامل تحت ستار المدفعية الثقيلة فى هضبة الجولان مركزين على نقطتين شمال وجنوب القنيطرة.
وشنت الطائرات السورية هجوماً كبيراً على المناطق والتحصينات الإسرائيلية فى عمق الجولان، وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الأسرائيلية ومحطات الرادارت وخطوط الإمداد وحقق الجيش السورى نجاحاً كبيراً.
وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت أرض المعركة أمام القوات والدبابات السورية حيث تقدمت عدة كيلومترات مما أربك الجيش الإسرائيلى الذى كان يتلقى الضربات من كل مكان.
استطاعت القوات السورية اختراق الخطوط الإسرائيلية فى الحسنية جنوب القنطيرة.
شكلت الجبهة السورية الشمالية خطراً محدقًا بإسرائيل ومدنها المأهولة بالسكان، فلم تكن مرتفعات الجولان تبعد أكثر من خمسة عشر ميل عن تل أبيب.
شكلت مصر مع سوريا ما يشبه شقي الرحى ساهم ذلك في إضعاف إسرائيل كثيراً، ولقد كان تخطيطًا موفقًا.
فى الأيام الأولى من حرب أكتوبر، استطاعت كلا من مصر وسوريا بتحقيق أهدافها.
أما فى الأيام الأخيرة من حرب اكتوبر، ضعفت كلا الجبهتين المصرية والسورية، فتوغل الإسرائيليون غرب القناة لمدينتي الإسماعيلية والسويس ولكنه فشل فى تحقيق أية أهداف.
كأن العدو كان يريد جمع أي شيء من كرامته المبعثرة لكنهم فشلوا فشل ذريع بعثر كرامتهم أكثر.
أما على الجهة السورية فتمكن الجيش الإسرائيلى فى الأراضى السورية واحتل الجولان مرة أخرى.
فى الرابع والعشرين من اكتوبر، صدر قرار وقف إطلاق النار من كلا الطرفين معلنة انتهاء الحرب، لكن لم يؤخذ قيد التنفيذ فى مصر غير فى الثامن والعشرين.
أما الجانب السورى فاستمرت حرب استنزاف بينه وبين اسرائيل مدة 82 يوم فى العام التالى وانتهت باتفاقية فض الإشتباك بين سوريا واسرائيل التى نصت على انسحاب اسرائيل من الأراض التى قامت باحتلالها أثناء حرب اكتوبر ومن مدينة القنطرية.
جنودنا البواسل، هم رجال صَدَقوا الله فصدَقهم الله، فكانت لبطولاتهم الفردية كامل الأثر في تغير مسارات حرب أكتوبر 1973، بأنفسهم وأرواحهم، فداء للوطن وترابه المقدس.
ومهما تكررت محاولاتنا واجتهاداتنا، لحصر ذكر بطولات خير أجناد الأرض، فإن ذلك يعد إجحافًا لأبطال آخرين لا نستطيع أن نحصيهم عددًا.. أبطال استشهدوا ودفنت بطولاتهم مع جثامينهم قبل أن ترى النورَ قصتُهم.
وعلى الرغم من الانتصار العربي في حرب أكتوبر على إسرائيل، إلا أن هذا لا يعني أن الجيوش العربية لم تتأثر بالحرب، بل بالطبع تأثرت وكان هناك خسائر، حيث بلغ مجموع خسائر العرب في الحرب 15 ألف شهيد، بينما الإسرائيلين قدر عدد القتلى بـ 2.656 قتيل .
تكبدت إسرائيل خسائر فادحة في حرب أكتوبر 1937، حيث أن الحرب كانت بالنسبة لها مفاجئة كبيرة زلزلتها، لاسيما بعد أن استطاعت القوات المصرية عبور خط بارليف، الذي كان يعد أقوى حصن منيع لهم، وكانت لا تستطيع القنابل اجتيازه، إلا أن القوات المصرية دمرته في بضع ساعات، وخسائر إسرائيل تمثلت في :
1- في اليوم الأول دمرت القوات المصرية أكثر من 200 دبابة إسرائيلية، وقد قتلت وأسرت حوالي 1500 جندي وضابط من الإسرائيليين .
2- كان هذا يعد أول مرة في تاريخ حرب الدبابات أن يتم تدمير 150 دبابة في 20 دقيقة فقط، وقد أسر معظم طاقمهم .
3- تم القبض على 37 ضابط وجندي إسرائيلي من حصن بور توفيق .
4- تكبدت إسرائيل في هذه الحرب خسائر كبيرة، حيث كان عدد القتلى 2522 قتيل، غير الأسرى والجرحى المفقودين في الحرب .
5- أصيب الكثير من الجنود الإسرائيليين بصدمات نفسية وعصبية بعد حرب أكتوبر، بسبب الأهوال التي رأوها، وهذا حسب ما جاء في كتاب " زلزال في أكتوبر " الذي كتبه زئيف شيف .
6- دمرت القوات المصرية خط بارليف وهذا خسارة كبيرة لإسرائيل أدت لهزيمتها، فقد كان هذا حصنهم المنيع، وقد دمرته القوات المصرية في بضع ساعات فقط، وهو عبارة عن ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه 20 - 22 متر .
7- قامت القوات المسلحة المصرية لإنشاء حائط صواريخ دفاع جوي يعد الأول والأضخم من نوعه، أسقطت في اليوم الأول 38 طائرة إسرائيلية، وقد تمكنت مصر لإجبار قائد القوات الجوية الإسرائيلية، بأن يعطي أمر في 8 أكتوبر بألا تقترب طائرة إسرائيلية لمسافة أقرب من 15 كم شرق القناة .
العديد من شهدائنا البواسل الذين ألقو بأرواحهم فداء للوطن.
رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم جنة الفردوس العليا.
من أبرز الشهداء.
الرقيب / محمد حسين محمود سعد
الشهيد العقيد / محمد زرد
الشهيد العريف / سيد زكريا خليل
العميد / يسرى عمارة
الشهيد العميد / احمد حمدى
القرش.. عبد العاطى.. المصرى .. أشهر صائدى دبابات فى العالم
محمد المصرى
إبراهيم الرفاعى (اسطورة العمليات الخاصة).
*********************
النهاية.
تم تعديلها لغويا بواسطة Agera_tum
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(8)
يوم الغفرن
يا هيك سرد للتاريخ يا بلاش فعلا
صرلي 4 سنين بدرس تاريخ بالمدرسة ما استمتعت وانا اقرأ زي هيك ....سرد رائع ...انتي فعلا مبدعة كعادتك دائما استمري و انتظر المزيد
Відповісти
2020-10-17 17:38:03
1
يوم الغفرن
رحم الله الشهداء جميعاً ❤️❤️
Відповісти
2020-10-17 17:38:54
1
يوم الغفرن
كيف أن الفدائيين استطاعوا تدمير "خط بارليف" الذي ظن الكيان الإسرائيلي أن قنابل من نار لا تستطيع قهره ، راح كالسراب أمام أمواج الماء
يا للسخرية
💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
Відповісти
2020-10-17 17:43:28
1