Salma Shazly
2021-09-25 20:21:20
ازمة امل!
Новини
في حى من احياء القاهرة العتيقه في عمارة سكنيه تمزق دهانها و تهالك صعد فتى_ يافع ذو بنيه جيده و بشرة سمراء و توسطت راسه علامة الصلاه لتكمل ضياء وجهه على عكس الفتى الجحود القائم بالاعلى_ على الدرج المؤدى للطابق الرابع. طرق الباب لمرتين و انتظر حتى فتحت له امراه عجوز ضرب الشيب رأسها و على راسها خمار من اللون الابيض مُزين بنقاط سوداء. و ما ان راته حتى استقبلته بحراره و افسحت له المجال للدخول قائله في حبور من امرها: ازيك يا مصطفى اتفضل حمزه جوا. ثم تابعت باسى و مصمصت شفتيها قائله بنظرة محدوده ممزوجه بحزن فطرى على وليدها: انا مش عارفه يا حبة عينى هو منكد على نفسه ليه يعنى ايه مش هيلعب كورة ما صحته بالدنيا كلها. ثم ربطت على كتف مصطفى و سارت به الى غرفة حمزه قائله بود و امل: ادخله و النبي طيب خاطره بكلمتين على ما اعملكم حاجه تكلوها.
ابتسم مصطفى بود و هز راسه بنعم قائلاً: متقلقيش يا امى عن اذنك.
رحلت تلك العجوز الستينيه في عمرها قاصده المطبخ و هى تتمتم بالادعيه و الامال بصلاح الحال و زوال الهم عن صبيها الذي التهم الحزن قلبه و اتخذ من صدر عُشًا دافئ للعيش و للمكوث بلا ذهاب.
لم يُكلف مصطفى نفسه طرق الباب حتى لا يستمع الى كلمات الرفض و الامر بالرحيل و الوحده و انه لا جودى من مجيئه. امسك المقبض النحاسى و اداره حتى يدخل الى غرفة الأحزان، و دخل و ضغط على القابس حتى عم الضوء المكان و نظر الى صاحبة المُستلقى على السرير و بجانبه عكاز حديدى و قد وضع يده فوق عينيه بالم من اثر الضوء.
ثم اعتدل في جلسته حتى يُفسح لصاحبه المكان حتى يجلس و قد فعل ثم اتكا حمزه على عكازه و هو يحرك قدمه بالم و الاخر عقد زراعيه امام صدره و ترصده بنظرات حملت الكثير و الكثير من العتاب على حال صديقه الذى استسلم للمرض بسهوله و للياس بسهوله اكبر . ثم تحدث مصطفى قائلاً بعتاب: و بعدهالك يا صحبى هتفضل حابس نفسك لحد امتى.
ابتسم حمزه بسخريه و نظر له قائلاً بجحود: لما يبقى معايا مية الف جنيه و اعمل العمليه و ارجع اقف على رجلى و العب تانى.
التحم حاجبى مصطفى في سخريه و استنكار و نهره بهدوء قائلاً: و ده علي اساس ان الفلوس هتنزل عليك من السما مش كده هتصحى من النوم تلاقى تحت السرير مية الف جنيه. المية الف جنيه مش عاوزه شغل مش كده؟!
كشف مصطفى عن ساقه المبتورة و صاح في غضب و حقد قائلاً: اشتغل ازاى و انا عاجز عاوز اللي يوقفنى و يقعدنى، اشتغل ازاى برجلى دي و اللعب ازاى، هوفر فلوس للعمليه و اشتغل و لا اكل انا و امى و اخواتى. ثم اخفض راسه الى الارض حتى يخفى دموعه عن انظار صديقه و تابع في انكسار و قال: انا عاجز معايا دبلوم حاسب و الكام ماتش اللي كنت بلعبهم كانوا بيجيبوا اللى يكفينا بالعافيه و تقولى اشتغل، و لو كده ربنا سيبنى ليه و حوجنى ليه؟!
زفر مصطفى في سائم و قلة حيلة من الحوار غير المجدى بالخير هذا و وقف قائلاً: ربنا عمل فيك كده عشان تفتكره و تدعيه، عشان يسمع صوتك، عشان يشوف هتعمل ايه، الدنيا لو جنه زى ما انت عاوزها يبقى الجنه اللي في الاخره ملهاش قيمه، قوم و اشتغل انشالة تصلح اجهزه هتجيب فلوس بس اشتغل.
ثم اتجه الى الباب قاصدًا الخروج قائلاً و هو يسير في خطواته: راجع نفسك و فكر احسن، سلام!!!