حديثْ كنتْ أحدثْ نفسي ... في غمرةً من البرد يلبني الصقيع أطرافِي و ثلجتَ روحي ... تجففه شعوري من سهماً غرزة قلبي ، فغضت عاطفتي .لم تضع لي قطعةً برداً في نفسي جذوة أستدفئ بها بل زرعة أشواكاً نمتْ أعماقي ، لفحني البرد حتى قسا قلبي و أستوحشتْ النفس و بلغتْ عامي العشرون أنظر في وجوه و العيون .. 
 
أنا أرديانا آن دواسون آميرة من الأمبراطورية فلورنس .

أنا أدرك ما معنى ذلك تماماً ، بكل غلائل العالم و قبائح تفاصيله  .... أنا مازلت أقف على قدماي .
ولكن مالذي أوصله بي إلى جرفة الأحزان؟... و شعلة التى تحترق كياني .

في حلكة السواد الليل و البهيم البارد . أتبعتْ بعينين سارحينْ في شغلي ومشاغلي ثم حوّلتُ نظري من سماء إلى الأرض أقف في الدرج الذي يوصل إلى  القاع الحفلاتْ الذي أقامها والدي .

بمناسبة تتويج أخي جيفرسون الولي العهد للإمبراطورية فلورنس. 
كانتْ عيناي تتجول بأستمتاع بهواء الطلق العليلة ، والسماء منوراً لامعاً والنجوم إذا هوى .فغشتْ على بصري دهشة الأستعاب ... فلما نظرتُ لم تكنْ تلك السماء التى كانتْ كالنجوم إذا هوى ؛و إنّما السماء أمطرتْ جثثاً البشر ..

الدهشة الصدمة عدم أستعاب كانتْ كلها تتبدلْ في  مقاسيم وجهِ ، في تلك ثواني المعدودة التى لم تدوم طويلاً هبتْ سرباً من سهوم تتساقط على جنود الذين أصبحوا يتهافتون بسقوط أرضاً تلوى الأخر  ؛ ساقطينْ من أعلى الجرفة القصر هاويين أرضاً ، مطروحين على ذلك الدرج بدماء قاتمة تسيل بنهراً هائج منتفضْ ما تبقى من حياة .

قبل أن تهبْ في سمعي أصواتْ . سكتتْ كل الأصواتْ في أذني و لم أعد أسمح سوى صوت فحيح . و يبدو أنْ الفحيح قد تركني في حالة من الخذر و الدهشة و تلدد في قلبي الذعر أرعبة أطرافِي التى لم تعد تحملني ممّا سمعت .

لكن في تلك اللحظة ، لم أُعرف نفسي و لا يقدر عقلي المحدود على أستعاب كلها في دفعةً واحد . لماذا أيها القدر ؟ . لما لم تشفق علي .

ذاك اليوم الذي سلب روحي ما بين جموح أضلاعِي ، و أصبحتُ سماء سوداء كانت خير تشاهد ما حدث في تلك المجزّر ، صاح أحدهم بصوتاً قوياً جرى في جميع القصر .

" أغلقوا البواب ! "

لم أفهم هذا ، و لماذا أغلقوا البواب ؟ ، حتى صدى بعده ذاك صوت المريع الذي لعنةُ نفسي لسماعه أصبح كرّنين التى تطرق على تلك النغماتْ بإيقاع متناسق ، من أوجاع ، بكاء ، و أحزان .

و أصواتْ الأقدام التى تطرق هنا و هناك من بينها أصواتْ أقدامِي التى تجر بقوة بعدما رأيتُ ذاك الهول وفر النّاس هرباً حين أداروا رؤسهم بهلع. 

وصلتُ إلى الباب الخلفي الذي سيدخلني إلى القاع الحفلاتْ حتى أطمئنْ على أسرتي ، دفعتْ الباب أطلّ برأسي حتى جفلتْ بصعقة التى أسرتني فجأة. 

بذلك المنظر المخيف . حقاً ! ، أنها جثثت تتساقط بلا روح و أجسامهم معلقة بسيوف و السهوم التى غرزتْ أجسادهم بدون رحمة .

الأمبراطورية لم تعد تلك الجنّة الذي يحلم بها البعض ... بل صارت أنهاراً حمراء الذي أصبحتْ كابوساً من بينهم أنا . دماء كانت تجرى فيها و صلتْ إلى كعوب الجياد . " أرديانا ! أهربي حالاً "

لم أفهم ! ، لانّ روحي لم يفهم ما عنى شقيقي الولي  العهد الإمبراطورية بقولهِ هذا . ولماذا أهرب وأتركهم في هذه البركة؟ ، سأبقى هنا و أحارب معهم المهاجمين الذين أقتحموا القصر  . ولكن لم أرى سوى جيفرسونْ جاثياً  على قدميه بأرهاق من القاتل الذي نال نصيبه من قوته و أختفى ما بين ناظري في أزدحام الركض النّاس في الهلع و الهرج  .

حين تلذذ إلى سمعي صوتاً أخر يهتف بأسمي حتى أنتقلتْ عيناي على ذاك صوت وفاضتْ عيناي من الدمع بدون إرادتي و أشتّدت قوتي لأختراق حتى أقترب من صوت . " عزيزتي أرديانا ! ، إنْ نحنُ أنتهينا فلتحفظ عليكِ نفسكِ . فإنّ لك موعداً ياسليلتْ الملوك "

" أبي! ، أرجوك "

شعرتُ كأنّ عصفاً يجري في الأرجاء فتسمّرتْ قدماي فجأة على الأرض  ، لكنْ فؤادي ثبت و صرتْ أنظر إلى والدي الملك آن العظيم حين حوصره و كان يتراجع بقدميهِ ناظراً إلى محاصريه بعيون ليسَ فيها  خوف ، بينما كانتْ عيونهُم تناظرهُ و تساقط عليه شراراً يمتلئ الحقداً وشراً . لم يصير ثانية أخرى إذ هجم على الملك و ضربه بدرع فلطموه لطمه أسألتْ دماؤهُ ولكنْ لم يهوي قبل أن يطموه مرة أخرى و تناثرتْ دماؤه على ثيابه كانتْ معه ضربة أخرى حتى أطارت روحه أبي في سماء .

ذاك السائل الذي يتدفق من ذلك الجرح العميق حين غرزة نصل السيفُ صدغه حتى خرج من خلف ظهرهُ دافع معه تلك الدماء الغزيرة ، و دافع معهُ دموع الشعب ، الملك الذي تناقلتم أساطيرهُ و كأنهُ العالم بكل شيء و مطلع على كل شيء  .... اليوم لم يقدر أن يصمتُ في دقيقة و احدة  .  " هيا يا أرديانا ! ، عُدِ إلى رشدك وأستخدمِ بهائكِ لا وقتْ لتفكير الأن  "

صوتْ أخر هتفه بإسمي،  بصوتها الأنثوي العذب لامساً معه عاطفتي و حركتْ مشاعري ، أنها و الدتي الملكة أمليا هآرتس التى تركض متجهة ناحيتي.  بوجه مذعور يشبّوه الخوف .

ولكن الأن ،  نزلتْ صدمة أخرى علي حتى توسعتْ مقِلتاي و أنطفاء نور قلبي و مضتْ على بال الذكرياتْ سرعاً مع و الدتي . حينَ شعرتُ بذلك السيف يمر بجانب رأسي ، ليخترق عنق أمي بقوة  ، و تناثرتْ بقعاتْ الدماء على وجهي . أصبحتْ أصواتْ تتعالي بقوة .

صرختْ وجع ، صرختْ ألم ، صرختْ قلب كلها أجراح من بينها أصواتِ .جثوت أرضاً أتفحص أمي بيدي و عدستي . أنّي لي حنان العجيب نم في قلبي يعصره بقوة  . رأيتْ جسدي يرتجف بعينين خائفتين بتسائل  .  ربما كان حلماً ! . لكنني على عِلم بأنّ ذلك محال .

أنهارتْ خائرة القِواى ،  و غرس أناملي في شعره كنتُ على نحو يائس يغرس أطناناً أطناناً من الّلوم و الذنبْ في أعماقي . " أرديانا ! ، أنتِ أمل المملكة "

" أرديانا !"

" أرديانا  ! "

أصواتْ و أصواتْ تناديني محاولاً إيقاظي من سحابة اليأس . تجمّعتْ الدموع في مقلتاي من اليأس التى  أعترى معالمِي و أحزاني ، ولكنْ فجأة أصبح المكان ساكنْ كالسكون القبور لم أعد أسمع تلك الأصواتْ و بدأ كل شيء يتحول لسواد تدريجياً ليلتقم الظلام هذا المكان .

فتحتْ عيناي في فزع ، و أستويتُ جالسة في فراشي وأنا ألهث بتعب و حبيبات العرق التى تتقطر بصمت هامس ،أنظر إلى الفراغ أضع كفّ يدي على صدري ، أحاول سيطرة على أنفعالي .. كان كابوساً مريعاً كالعادة ، نفس الكابوس الذي يتكرر أصبح أراه في الفترة الأخيرة . أخفيت وجهه بين كفّي للحظات .

ثم غادرت فراشي بأعياء،  أحملق في غرفة التى أمكثْ بها ،فقط كانتْ لا بأس بها تناسب للمبيت فيها  ، فأنا اليوم أتحرك بسفينة كبيرة مع أتباعي الذي أحضرتهم من الإمبراطوريتي ناحية الإمبراطورية بيتلاند قُرب مدينة جيسلاند .

أنها أقوى الإمبراطورية عرفتّها التاريخ و أعظم مدينة رأتها أعين الإنس . فمنْ لا يعرف بيتلاند من حضارتها متطوره و من جيشها الجرار لا حدود له .  يختلف التطور بيتلاند عن الإطار الذي حددنا مسار في الإمبراطوريتي واقتفينا خطواتنا التى تتبع نفس نمط الممالك الأخرى أما الإمبراطورية بيتلاند  خضعت لواقع حضارات خاصة بها .

نتجت عنه وحده ثقافية دعمتها ظاهرة التجاوب بين المدن في تقدم العظيم الذي أنجازه و الأزدهار كما أنها ميدان واسع للإبداع،  و التجديد،  من تقدمات علمية،  وثقافية. و لكن عيبها الوحيد أنها متعطيشة للدماء لا ترحم ابداً كل شخص من يقف في طريقها. 
تدمر كل ما تره أمامها .

غيرتُ ملابسي النوم و ارتديتُ ملابس تليق بي كالمسافرة و أخذتْ معي سيفي ووضعته في غمدي.
خرجتُ من الغرفة و أُغلق الباب خلفي . و كانت العيون تترصد من حولي حين خرجت ، و ظلّ ينظرون إلي بستغراب. 

في الحقيقة لديهم حق أن يستغربُوا من خروجِي المفاجئ. فطيلة رحلة لم أخرج من الغرفة سوى في فترة الوجبات الغذائية.  من يوم مقتل عائلتي لم أستطيع أن ألتقي بأحد فقد أصبني توعك صحي أو بالأحرى أكتئاب حاد لم أستطع أن أتجاوز المرحلة إلا لسبب واحد هو أرجاع الإمبراطورية فلورنس التى أصبحتْ تحت يد المتمردين و المرتزقة .

بقُوا هكذا يحملقونا بي ، حتى أتت لينت ريدجواي بأمتعاض و توزع الجموع العينين من حولي .

" إلى ماذا تنظرون ؟ ، جمعكمُ إلى أعملكم حالاً "

حتى جفلوا بأرتعاب يرجعون إلى أعملهم بأنصياع التام ، لينت خادمتي الخاصة  في سن الثانية و عشرون من عمرها أنها أكبر مني سناً . ولكن أنا أعتبرها أختي الكبرى و صديقتي وأيضا . أنها لم تتركني أبداً ، حتى عندما غلمني اليأس الذي أصبح يتلاشي تدريجياً بعبارتها المشجعة .

" الغيمُة السوداء ستنجلي حتماً ، والشمسُ فيه جوفاً الظلام ستنتصر ، لا تقلقي أرديانا فكل شيء سيكون على مايرام ، فقط كوني قوية "

تلك الأبتسامة الدافئ التى أرسلتها إلي تحمل كثير من القوة . لأنِي حقاً كنتُ في العتمة من ظلام حين أتت فراشاتها مع بريق الأمل الذي أستوصت روحي بنورها ساطع حتى وقفت على قدماي مرة أخرى .

لنْ أنسى جميلها أبداً ما حيتّ .

حدقة بها بأبتسامة خفيفة التى أحتلت تعابيري و أنسدلها مع جفوني بأمتنان.  حين بادلتني تعابير ذاتها بذلك الشعر الذي ينسدل على خصرها بتصفيفة ذيل الحصان تحركها نسمات رياح الهائمة بلونها القرمزي الشاسع . بتلك العينين العسلتين تحدق برخاء .

" أنزلوا الأشرعة ! "

صاحت نيلي ديفريل بقوة حين هبّ الطاقم بأستعجال و حركات كثير تطرق على الأرضية الخشبية بتدبدب تتردد في نسمات الهواء ، فأردف لينت مازحة . " ربما نيلي قد أعجبها دور القطّان كثيرا ً "

" أظنُّ ذلك أيضا ! "

قلتها بهدوء بعينين معلقتان عليها لبرهة أطالعها بأبتسامة خفيفة على شفتي فقد بدوت ساهمة . نيلي في سن الثامنة و العشرون أنها حارستي الشخصية . شخصيتها نبيلة ملتزمة بالتقليد و نظام المملكة ،
عملية الذي يعمل عقلها مع حقائق فقط و لا يمكن أن يتلذذ الشك في موثيقتها  .

تسرد في مسامعي صوتاً نيلي مقترب منا و نظرة الأحتجاج تلك تطالع لينت بحده . " لا أؤدي دور القطّان وإنما أقوم بواجبي ، أنسة ريدجواي "

توجة لينت حين لبث بأرتباك يشوبه توتر من كل ناحية التى أكتستْ ملامحها تفرك مؤخرة رأسها ، و هي تحاول تجاوز العاصفة ما قبل السلام من نظراتها الحاده عندما هبّت تبرر موقفها بتعلثم.  " لم اقصد و ......"

لم تكمل لينت كلامها بسبب تجاهل  نيلي لها و  لم تلقِ بالاً بالتبريراتها  عندما أنحنت إلي بأحترام يخلوه الأدب و الولاء . " تحياتي أميرتي ! "

ولكن أظنها تبالغ كثيراً في أحترامها إلي ، فأنني اكره الرسميات خاصة من أقرب النّاس إلي . لا أحبّبها أبداً أن يكون بين العائلة المالكة و الخدم مسافة و لا عليهم أن يتجاوز أكثر من خادم و سيده . نيلي على ما يبدو لقد تغيرت بل أقصد رجعت إلى عهد سابقها . من أول لقاء بين فقد كانت تعاملني بنفس المعاملة .

تنهّذ و أهزه كتفي في تسليم . أنها تصرفتها  المعتادة ، ولا سبيل في أتلافها  . بعدها أضافت تكمل باقي كلامها. " أيتها الأميرة ! ، نحن الأن في جرفة للوصول إلى ميناء جيسلاند  في أقرب وقت سنكون هناك "

أنسدلت جفوني على نحو ساهم سابحة في بحره أفكاري كان يغوص فيها و يجول قبل أن تستقر عيناي على لينت التى تكضم غيضها بصعوبة .
على ما يبدو لقد أنزعجت من تصرف نيلي الفض معاها او بالأحرى معي . لكن لا يهم فليس بيدي حيلة على تصرفاتهنْ ، فكل شخص لديه صلاحية فأتخاذ أسالبهم الخاصة . و لا يمكني جبر أي شخص على تصرف معي كما أريد أنا .

.
.
.
و من الذي يمشي في مثل هذه الطبيعة الساحرة و لا يكون سعيداً . نحن الأن في الإمبراطورية العظيمة . صدقة الشايعاتْ الذي قال بأنها خيالية . أنها جميلة حد اللعنة ، ما هذا ياإلهي ؟  .

تعاظمت مدينة جيسلاند بين مدن الأخرى ، بحشد من جنات تمتد على أرضها تزين جبالها الشامخة . و قصور و بيوت من مرمر و أحجار ورخام. في قصر الضخم تسيل المياه من شعابه أنهاراً تزينه من فخامته.

فجأة صوت لينت و هي تفتف بتسأل يشوبّه الأعجاب  بل جميعنا من في طاقم و قف جافلاً من أعترات تعابير الأعجاب ودهشة.  " هل هناك حدثاً مهماً جداً يمر عليهم ؟ "

كنت سأسأل سؤال ذاته فأنا أيضا لا أعلم . فهي مرةِ الأول الذي أرى فيها مدينة جيسلاند . حقاً ! ، عندما تحتفل تلك المدينة أزداد على جمالها ألف جمال ومتّع ناظريك عندما تلتقي الجبال الخضراء و السهول و الأنهار الصافية بالرخام الأبيض و الذهبي   للقصر المملكة العريقة الذي شيده بأتقان يصل إلى عناء سماء .

ها هي اليابسة تقترب .. وسفينة المتعبة من  المحيط تتمطى في إرهاق ... أشجار و خضرة و أرصفة مصنوعة من الأخشب المتين و هواء عليل . و أفواج من الناس يذهبون هنا و هناك . حطت السفينة على ميناء حتى جرّ قدمينا للنزول. 

نزل من على السفينة بحذر فنحن الأن في الإمبراطورية غريبة و لا يسعون سوى أخذ حذر و لا نعرف ما سينوُن . أتت علينا خيل بفرسانها . و توقفت عندنا ... قال لنا أحد الفرسان من فوق الخيل.  " أنتم من مملكة فيرونيكا ! ، إليس كذلك "

أجابت الحراسة نيلي بصوت عالي  : " نعم ! ، نحن من مملكة فيرونيكا و هذه الأميرة أرديانا دي راندولف "

أنا لستُ الأن أميرة من الإمبراطورية فلورنس أبنة آن دي دواسون بل أصبحت أرديانا دي راندولف من مملكة فيرونيكا . لماذا ؟ ، لا اعرف الإجابة أنا أيضا . ما أعرفه جيداً بأنّ الأمبراطور هذه الإمبراطورية طلب مني أن أغير نسبي و أنتحل أسماً مستعار .أنا لم أفهم نويه ولكن كان هذا لمصلحتي حتى لا يعرف المتمردين والخونة بوجودي في هذه الإمبراطورية  . 

لأن الإمبراطوريتي الأن تحت قبضت الخونة الذين أجرموا بحق عائلتي لم ينجو سوى بعض من الأقارب من بينهم أنا . و إذا علموا بوجودي هنا ستكون نهايتي  ، و لذلك عليا أستعجال بسرعة و أن أستجرع الإمبراطورية و اقضي على المتمردين. 

فأنا لاجئت إلى الإمبراطورية بيتلاند و قابلت الأمبراطور جيلمبور دي لوسترون حتى يساعدني في أنقاذ  الإمبراطوريةِ و أخي و يليام من قبضتْ الخونة .

في الحقيقة ، بسبب مقتل عائلتي الذين افتعلوه الخونة ، كانَ من لابد أنْ يرموا التهمة لشخص آخر حتى ينجو من أنتفاض غضب الشعب عليهم ، و لذلك استغلوا الشجار الذي صار بين أبي و يليام في فترة و جيزة قبل الحفلة بأسبوع . فقاموا بألباس التهمة عليهِ زوراً و تم حبسهِ إلى أنْ يتم تنفد الحكم عليهِ 

الصداقة بين الإمبراطورية بيتلاند و فلورنس ليست على وفاق أبداً بسبب صراع لسيطرة على القارة دونكا.  ولكنه يختلف عن الأباطرة الأخرين من حيث الحكمة و العدالة أنه أعدل الأمبراطور  ، و لا يطرد أحد من يلجئ إليه . فعندما قابلته أول مرةِ اطلب المساعدة عاملني بالحسنى و لم يقلل من قميتي و لا قيمة الإمبراطورية فلورنس  . ولكنه أستفهامة عن حضوري هذا ، وقفت له بكل ثقة بتلك شخصية القوية التى أشتهرت بها في الإمبراطورية بحزمي و نفوري و رباطة جأشي بقدر الرقة و النعومة سرد عليه القصة كاملة و طلبت أن يساعدني ، و لكن لا أعرف أحسّت بأنه أعجبه ذلك . سكت للحظات يفكر و يتفرس و جهي بتعمنْ يدرس حركاتِ بدقة . هتف بعد برهة بصوت هادئ رصينْ : " لماذا لا يكون هناك حلفتان ، لإرضاء كل الأطراف ؟ "

لم أكنْ مقتنعة بذلك الحوار ، ولكن في نفس الوقت وليس لدي مخرج آخر سوى الأنصياع و أكمال كلامه ." أن تتزوجي من أبني الأمير جينولايس ، وأنا أعيدكِ بأتقاذ الإمبراطورية  فلورنس "

ها هنا الأن حضرت من أجل مراسم زفافي من أمير الغير معروف . بل أقصد سأتزوج من شخص لا أعرفه و لم أقابله في حياتي . ولم يكن حتى حب من نظرة الأول أو الثانية أو الثالثة أو .. السادسة.  أصلاً لا أريده أن يقع بحبِ أبداً لأنٍي عندما أسترجع الإمبراطورية  سأطلب الطلاقة منّه وكلُّ منّا سيذهب إلى حال سبيله.  ولكنْ قبل كل ذلك ستتغير حياتي تسع و تسعين درجة ربما ! . إذ لم تزد درجة .فهذا ليس من أمر سهل أن تدخلي إلى الأمبراطورية ليست مثل عاداتك و وتقاليدك في الإمبراطورية فلورنس . و لكن أليس من أحدى العادات في هذه الإمبراطورية   أن يأتي خطببي العزيز لأسطحابي من هنا . هناك أمر ما لا يطمئن ابداً .

" نحنُ أتينا هنا من قبل الأمير جينولايس  لأسطحابكِ سموه الأميرة ، فأرجو منك أن تتفضلِي معنا و أما البقية سيذهبون مع بقية الفرسان  "

تلفتت بعض الضحكات من أحد الفرسان لم يتمكّنْ من كتمانها.  الشيء لا أفهمهُ لماذا يضحك ؟. هل نبدو كالمهرجين و نحن لا نعلم ! . لم أرتاح لهم بداً فقد كانت نظراتهم كفيلة جداً تنم بالخبث فأستعرت الشكوك في نفسي  . فنكزت كتف لينت أهمس في أذنيه. فهزت رأسها كإجابة موافقة مما قلتُ . فهتف بتناقض  .

" ما هو الحدث المهم لكيلة لم يحضر سموه الأمير لأسطحاب زوجته المستقبلي،  هل لها سموه الأميرة أن تعرف السبب أيها الفرس ! "

رأيتُ أحدى الفرسان يخرج سيفه من غمده ولكنه أرجعه بسرعة حين بدأتْ ملامحه غامضة مثلاً كأنه يستعد لأي أختراق لا يعجبهُ . هبّ الأخر من الفرسان لمعتا لمعة  في عينيهِ بدأتْ مخيفة ، ثم نظر إلينا  وقال مباشرةَ في لهجة غير مريحة بتاتاً .

" جئنا رسلاً من عند سموه لأسطحابك سموك و هو الأن ينتظركِ في قصره "

كنتُ أستمع إليهم بتركز قبل أنْ أعقد حاجبية بعدم التصديق حين راودني شعور بعدم السكينة . حتى كلامهم لم يحمل ذرة التصديق ، ما هذا  قالوا بعثهم رسلاً عوضاً عنه ! ، و ينتظرني أيضاً في قصره  ،  ما هذا بحق السماء !  . و لكن لما لا أشعر براحة فكلامهم لم يكنْ منطقين بتاتاً . و أيضاً أليس من واجب الأمير أستقبال زوجته المستقبلية حتى و إذا لديه أعمال من المفترض يرسل حراس القصر و ليس فرسان الحروب . إلا إذا كان يظنني مجرمة ! .

و هذا المكان أيضاً يملأ السكون أركانها كذلك و لم  يظهر أحد ولكن قبل أن نصل إلى ميناء لقد رأيتُ عبر منظار جموع النّاس ولكن الأن لا أحد  أن هذا الأمر غريب حقاً !، معى ذلكِ لن أذهب معهم . فتصرفاتهُم
لا تبشر بالخير أبداً، فأحساسِي لا يخيب أبداً فلذلك علي الأثبات أولاً بأنهم مرسلين من قبل الأمير بعدها سأرى بالأمر .

همست بخوفت لي نيلي تحت عباءتِ الحمراء التى أرتديها من أول خروجي من السفينة بذلك الصوتْ المبحوح دلاً على إصابتي بالبرد والزكام متلازم بسبب العاصمة التى مررتْ علينا عندما كنّ في المحيط أي يكنْ ما حصل . هززت رأسها مندهشة فقطّبت جبينها مستفسر إلا أنا أرمشت لها بالأطمئنان لأنني أعرف ما سأفعله تماماً . 

" إذن أخبر سموه بأنّ الأميرة ستمكث هذه الليلة في سفينة حتى تجهز بعض الحاجيات للمكث في القصر "

الأن سنرى ما سيفعلونَ لأنهم إذا كانوا مبعثون من قبل الأمير سيذهبون و سيرجعون بعدها بسرعة ربما مع زوجي العزيز ! معهم أيضاً أو إذا كان هذا ليس صحيح و أنهم ليسُ من أتابع الأمير سيفعلون شيء غبي حتى نذهب معهم بالقوة قبل أن يأتي أتابع الأمير الحقيقين  إلى هنا بعدها سيصبح الأمر شائك بينهم  .

ولكن أشيء الذي لم أتوقعه بأنّهم لديهم تلك الجرأة لفعلها حتى حين رمى ذاك الفارس المجنون علينا ر محه رمية كأمهر رمية رام ... و أنغرس الرمح في قلب الشاب الذي بقى على سفينة ولم يعلم بقدره بأغراس في قلبه قضتْ على كل شيء ما يطمح إليه . ثم شدّ فارس أخر سهماً و قوصه يصوبه بتجاهي ثم أطلقه فجأة .... و لكن لم تصوبني بسبب دفع لينت كتفي بخفت لتجرح كتفها التى أصبحت دائرة حمراء تتوسع بمهل.

ولكن لم أرى بعدها سوى نيلي و الجنودي يطلقون السهام و أنطلقُ بعدها يخرجون السيوف من غمذها  يملؤهم الغضب و شهوة الأنتقام .

فصحت بذلك الصوت المبحوح الذي أحاول أن أخرجه بين حجرتي بقوة.  " لينت ! ، هل أنتِ بخير لم تصابي بمكرو "

أجابت لينت بسرعة بصوت متألم : " أنا بخير أرديانا لا تخافِ "

أبتسمتُ لها بلطف قبل أن أشيح وجهي لهم وهم يتبادلون ضرب السيوف مع بعضهم و يتساقط جنود الواحد تلو الأخر  . أخرجت سيف من غمذي فرفعت سيفِ كما ترفع الفرسان الحقيقينْ سيوفها .
و أنقضت عليهم كعاصفة فاجعة على كل الذين يولونهم كيدهم علينا فقطعت رؤسهم بحركة ليس بحسنها سوى الفارسة شديد المهارة. لم يتوقع هذا من أميرة من مملكة ضعيفة كالمملكة فيرونيكا   ، ثم أستدار إلى ذو الرداء الأزرق  أجرحه فوثب عليه بسقوط ارضاً قبل أن أغرس سيفي في باطنه بقوة حتى أختلطت دماؤه بردائه .

أستقمت من نفسي قبل أن أشعر بذلك الدوار الذي جرى علي كسم  و بدأت الرؤية تشوش ، و حرارة التى تشتعل في جسدي كاللهب الحارقة . و العرق يتقطر ؛ أحسّ بصداع شديد يداهم بقوة . وأغمضت عيناي في أعياء. كان صوت نيلي يتتبع عن قرب . أسمع هتافها تتهادى إلي  : " جلالتك ! ، هل انتِ بخير ؟ أميرتي أجبيني "

تنفست بعمق بعد ما تملكت نفسي ، أحسّ بإجهاد بدني شديد . متعبة من رحلة الطويلة  تلك . هززت رأسي كإجابة قبل أن تراءت عيني منهكتين مع أنسدال جفوني على نحو متألم  ،  من منظر المريع الذي أشاهده أمامي سيل من الدماء تجري كانهار الهايج. و رؤوس مقطوعة كالثمار التى سقطت من غصنها.

صوت قريب يقترب منّا فجأة فلم تكنْ سوى خيل من الحراس الإمبراطورية و هم يحملون معهم شعائر الخاص بهم  حتى رجع إلي بعض الأطمئنان على أقل لن يقتلون كما فعل البقية ربما   . صاح أحدهم هو ينزل من فرسه يعدل من هندامه و عينيه تتجول في المكان بأندهاش تنم بعض الصدمة في محياه.  " مالذي جرى هنا  ؟ "

هذه ملابس ؟ ، ليست عادية بل أنها ملابس الأمراء ! . هل هذا هو الأمير جينولايس  ؟ .لا تستغربُوا من هذا يا رفاق  . فأنا  قلتُ سابقاً أنني لم ألتقي بالأمير  و لم أقابله في حياتي . أليس هذا مضحكاً أن تتزوجي من شخص لا تعرفينه و المشكلة أنه سيتشارك معك في كل شيء في سرّاء والضرّاء . و لكن هذا ما تفكرون به . و لكن الحقيقة من هذه بأنّ زواج ليس سوى صفقة بين طرفين لعقد مصلحة ، فأنا لا أعرف مصلحة الأمبراطور من هذا الزواج . أما أنا أعرف لما واقفت لهذا الترهات.  لأنقاذ الإمبراطوريتي . طبعاً معاقبة الخونة .

كان من بعيد ينزل من فرسه مع أثنان أخران فعل المثل و حولهم جمهرة من الناس، آغغغ!!!!.... من أين ظهره هؤلاء ؟ !!!!.... . أنا متأكدة من خلو المكان ، هززتْ كتفي في لا مبالاة،

لا يهم من هذا ربما قد خططة لهذا الأمر بدقة .

" مالذي سفك هذا الدماء في أرضاً ؟  ، وما أنتم بفاعلون هنا ؟ "

كان هذا صوتاً أنثوي حاد ذات وجه مهجوم  من مكان ما خلف رجلان اللذان نزلا من فرسهم. نظرت نيلي إلى فتاة التى تكلمت وهي ، تتحدث سأله :
" من أنتم ؟ "

أطالعت تلك الفتاة بأستسغار بعينين  و بدت شفتيها كهيئة أبتسامة ! ، فتحدث : " لا تجاوبي سؤال بسؤالاً أخرى ، فهذا لا يعنيك بل يعنيك أن تجاوبي عن سؤال الذي طرحه إليكم.  أيتها المغفلة !   "

ماهذا الأسلوب الذي لديها ، لا يوجد لها حسن الأدب ابداً . لو لم يكنْ صوتي مبحوح لرأيتها من تكون أرديانا آن .صاحه ذاك الرجل  صيحة لتسكت الذي يبدأ كالنبلاء بملامحه الجادة التى أكتست تعابيره أسكتها تماماً  : " الحارسة هانك هورتون ! "

أنحنت تلك الحارسة هانك بأسف. كضمت غيظي بغضب عارم من تلك الفتاة . كيف أمكنها أن تعامل حراسي بهذا الأسلوب . فبّ صوت لينت صاحه بكل ما تملك من قوة وهي تشير الأتهامات إليهم .

" ما الذي تفعلونَ بحراس المملكة فرونيكا الأن ؟ . أولاً قمتم بمحاولة أغتيال الأميرة أدريانا ثم تهنون حراسها،  هل تعيون عمّا تفعلونه؟ "

واووو !!! ، أحسنتِ صنعاً لينت . فالحقيقة لم أتوقع هذا ابداً أن تصيح مثل القرود.  آه أسفة لم اقصد الإهانة ولكن ظنت للحظة بأنها صرعط طبلة  أذني  و مازالت أسمع للإن تردد يتدبدب في اذني . ولكنها حقاً قامت بالأمر الصائب والأن دعنا نرى ملامحهم أنا متأكدة بأنهم مصدومين من الأمر .

تباً ! تباً ! تباً ! تباً ! تباً ، و اللعنة لذلك .

كان يجب عليهم أن يبدوا مندهشين لمعرفتهم بأنني الأميرة ، ولكن الأمر لم يبدروا أي أهتمام و لا حتى بذرة بأنني أكون الأميرة التى أتت لتتزوج من الأمير الثاني الذي يعتبر المرشح الأؤل أن يصبح الإمبرطورة التالي . ولكن أزداد الأمر حيرتي وغيظي معاً هي تلك المدعوة هانك كيف بدأت ملامحها مرتخيتان على نحو ساخر و همهمت بعدم الإكثراث بكونِ الأميرة .

" همممم ! ، إذاً أنتم حضرتم من مملكة فيرونيكا و هذه الإميرة أرديانا دي راندولف "

ثم أضافت بعدم مبالاة  : " حسناً ! ، تفضلي معنا سموك للقصر سيلنتيا ، الأمير ينتظركِ في القصر "

ماذا ؟ ، ما هذا الترحيب الحار بحق السماء ! . حتى قلبي الصغير لم يتحمل هذا أليس كثير علي . ولكنْ أريد أن أعرف ! . هل جميع هذه الإمبراطورية بهذا الأسلوب الوقح.  على ما يبدو سأمر بأوقات صعبة ؛ الحراسه هكذا و ماذا سيكون خطيبي المستقبل ! .

صحيح ! ، إذا لم يكنْ ذاك الشخص الذي يبدو كالنبلاء خطيبي ، إذاً من يكون؟ . فقد كانت تحيطه هالة من رخاء تام بعينين ناعستين على نحو ملائكي التى أنسدلت مع عينيه زرقاوتين بإغراء مع بشرته البيضاء الناعمة . بذاك الشعر الأشقر . حقاً ! ، بدأ وسيماً و فاتن أيضاً .

إذا أستمريت بنظر إليه فربما سأغتصبه أو سأتحرش به إذ لم أتوقف بتحدقه هكذا ولكنْ أنا لستُ مثل لينت التى حقاً ستقوم بأشياء فظيعة له بتلك الهالات قلوب التى أحاطت بها بشكل غريب .

تقدم ذاك المثير ، بل أقصد الشاب النبيل ناحيتي و قام بتحيتي بألحترام ووقف معتدلاً  و تحدث الذي لم يخلو من الأدب والرقي  :

" مرحباً بك سمو الأميرة أرديانا ! ، أنا أمير رووان جيلمبور دي لوسترون سموك . و أنا حضرت بدلاً من سموه لأنه لديه بعض الأعمال المهمة حول الإمبراطورية عليه إنجازه ؛ و أرجو من سموها لا تأخذ  موقف من الأمير على عدم حضوره "

بدلته التحية و أومئت له برضاء ولكن لم أستطع أن أبادل له الحوار فتكلمت نيلي بدلاً عني معتذرة نيابه عني : " أنا أعتذر سموك فإنّ الأمير لا تستطيع التحدث بسبب نزلّة برد ، و سموها تقبل أعتذر الأمير على عدم حضوره "

أومئ لها و أضاف : " أتمنى أن يشفيها الرّب و أن يزول بسرعة! "

ثم أبسطه يديه ووضع يديه الأخرى على صدره بأحترام مشيراً على تلك العربة الفاخرة  : " تفضلِ سموك ! ، لذهاب إلى قصر سيلنتيا "

ثم أضاف مشبك حاجيبيه وعينيه التى لبثت تتجول بحده يشوبّه الإستغراب : " ولكنْ قبل كل ذلك سموك ! ،مالذي حدث هنا بضبظ حتى أحدث كل ذلك في قتل تلك  الأرواح "

أجابت الحراسة نيلي بهدوء : " لا نعرف سموك من يكونون ولكنهم قالوا لنا بأنهم من أتباع الأمير ، ولكنْ الأميرة أرديانا لم ترتاح من قولهم فرفضت طلبهم بذهاب وطلبت حضور الأمير بنفسه ولكنهم هبّوا إلينا في مهب الريح بالسهم و الأرماح كالأمطر الغزيرة التى لا نعرف متى ستتوقف . ونحن نحمد الله بأنّ الأميرة لم تصاب بمكرو . "

فقال هو : " هكذا إذاً ! ، أنا بنفسي سأهتم بالأمر ؛ ومعرفت من يكون ذاك الشخص الذي تجرئ على أقترف تلك الجريمة الشنيعة بحق سموها ؟  "
******

بعد الحديث الذي دار بين أمير رووان و الحارسة نيلي  ، فنحن الأن على متن العربة التى تتشقق طرق  حتى وصلت إلى القصر سلينتيا . فوقفت بيهتان من منظر خلاب الجميل التى أعترت معالمي . فهذا القصر جميل .

تسيل المياه من شعابه أنهاراً تُزيُّنه من فخامته و تتمدد الجنان من حولها . كان الوقت الليل حين وصلنا للقصر فكانت المسافة بين القصر وميناء طويلة قليلاً . قد دخل و أضيئت المشاعل في جنبات القصر و أضاءت النجوم السماء ..... دخل الإمبراطور جيلمبور دي لوسترون الأن إلى القاع الملكية و سط كل هذه الحراسة واقفون كأنهم أوتاد ووجوههم التى أعترت البرود والجفاء .

جلس الإمبراطور على عرشه بفخامه و جبروته بتلك الملامح دالًا على  القوة و الحدّه و و قف بجانبه رجلاً  بدأ كأنّه خادمه الخاص به مطرق رأسه بحياء . أنحنيت أمامه بأدب و تكلمت بصوت مبحوح هادئ خافت  . " تحياتي جلالة الإمبرطور و المجد لك "

فهتف للإمبرطور بنفس لكنة مقطّب حاجبيه  : " هل أنتِ مصاب بنزلة برد ؟ ، فصوتكِ كان متعباً جداً "

أجبت على الإمبراطور مطاطأ رأسي بتعب و نفسي الذي بدأ يضيق: " نعم جلالتك لقد أصبت بنزلة برد بسبب العاصفة  التى هبّت علينا . ولكنني على ما يرام الأن "

كذبت ! ، أقسم لكم إنني سأسقط مغمى عليا إذ لم أخذ قصتاً من راحة و نوم فهذا سيفدني جداً في أرجاع قواي .

آآآغغغ!!!!!!.... ، متى سينتهي هذا اللقاء الممل ؟ .

كنت سأنفجر حقاً من حلول الهدوء فجأة فرفعتْ نظري إلى لإمبراطور حتى ألتقتْ عينين بعضها فأنزلتها بسرعة ، تلك النظرة التى نظره بها كانت غريبة لم أفهمها فقد  أثيرت الريبة دواخلي .  تحدث هو يتنهذ :

" ولكنني أرى غير ذلك ! ، و الأصح عليكِ أن تذهبي إلى غرفتكِ حتى تأخذي قصتاً من راحة . اما عن زفاف زواجكما أنتِ و جينولايس سيحدث عمّا قريب حتى تجهز الترتيبات ، والأن يمكنك الذهاب إلى غرفتك و الإنصراف " أومئت له و تحدثت  : " أمرك جلالتك  ! " 

أشارة لأحد الحراس مرافقتي فأنحنيتْ للإمبراطور له ثم ألتفت أخرج من القاع شعرت بشخص يمر بجانبي ولكن لم ألقي بالاً و أكملت سيري حتى خرجت من القاعة .

《 الراوي 》

" ألازلت تقوم بالمتاعب أيها الجرد ! ، ألم يأن الأوان لكي تتعلم كيف تختضع للأوامر فعليك تعرف مقامك أولاً حتى لا تعدو عليه حتى و لو كنت المرشح الأول لتصبح الإمبراطور  "

خاطبة الإمبرطور هو يسند و جنته بكف يده بوجه مهجوم بعد رحيل سموه الأميرة أدريانا  على شخص الواقف بتملل التى أكتست ملامحه ولكنه تحدث بعض الحده :

" ألا تكف أنتَ أيضاً على أرغابي في فعل أشياء لا أريدها ؛ فأنا لستُ لعبة تتسلة بها أنت و الإمبرطورة . وسوّدت حياتي ورسمتني بصور من منابت خيالك العفنة "

" جينولايس لا تتطاول علي ! "

أعتدل الإمبراطور من جلوسه حين صاح بحزم عندما بدأت الشيطانين تتراقص على أنفه بإغراء ، و لا يكاد أن يقبض غضبه . فأضاف محذراً :

" أقول فتسمعني و تنفذ ، أنا الإمبراطور والدك أيضاً الذي يعلو على هذا العرش شئت أم أبيت عليكَ الأتصياع فأول شيء عليك أن تفعله ستتزوج من الأميرة أدريانا "

نظر جينولايس له بعينين فؤلاذ تلك النظرة الذي يرمى بها أدخلت في قلب الإمبراطور بعض من التوتر لبرهة  فقد كانت ثقيلة كجبل أهنوم . أمئ جينولايس قبل أن ينحني بأدب بعدها أخذ خطواته للخروج ولكنه توقف بعد سمع صوت يخرج من الإمبرطور قبل أن يتجاوز العتبة :

" عليك الذهاب إلى زوجتك المستقبلية و الجلوس معاً لتحدث عن أمور زواجكما و قرره . متى سيكون الموعد الزواج ؟ "

ضغظ جينولايس كفه بغيض أنه  كاد أن يملك نفسه لو ما تذكر تلك العبارة التى تسلسلت إلى عقله حتى تراجع ما كان سيفعله " هذه العيون التى تستمر بالغضب جينولايس ..... هذه العيون قد توصلك إلى الآفاق . وقد توصلك إلى القبر لا تسمح لهم بهزيمتك عليكَ أن تصبح الإمبراطور ، هل فهمت ؟ " . و أخذ طريقه مختفياً بين العيون   .

《 أدريانا 》

قام الحارس الإمبراطور بإيصالي إلى الغرفة بعدها أخذه طريقه.  دخلت إلى غرفتي بهدوء التى كانت في قمت الفخامة بذلك الرخام و الستائر الراقية.  كانتْ جميلة جداً ولكن لم أستطع أن أتأملها لأنني كنت متعبة بحد اللعنة .

و لا أعرف حتى كيف و صلت لسريري و رميت نفسي بأعياء و وضعت مرفقي على جبيني الذي بدأ يشتعل كالجحيم،  و أضيق نفسي و بدأت عيناي بأغماض تدريجياً . 

ما هذا ياإلهي ؟ ، لما لم يأتينْ بعد ! مالذي يفعلنْ إلى الأن ، و أيضا أين تلك الخادمة التى أرسلتها لتحضر إليا الدواء من مشفي الإمبراطور . حراراتي بدأ ترتفع و أحسّ بأنّ رأسي سينفجر. 

جميع من حولي بدأ يضبضب قبل أن أسمع صوت صرير الباب معلناُ عن دخول أحد ما ربما تكون إحدى الخادمات أحضرت إلي الدواء. 

اقتراب صوت خطوات أقدام أكثر فأكثر حتى أحسّ بوقفه بجانب السرير ، فشحت ناظري بتجها الشخص و لكنني لم أستطع رأيته جيداً فقد كانت الصورة مشوشة . أغمضت عيناي قليلاً، فتحتها حتى تجمدتْ ملامحي من أقترب الشخص إلي و لم يفصل بيننا سوى أنشائات قليلاً .

أتضحت الصورة قبل أن أجفل بعدم أستعاب ،رجل يقف أمامي ، أقصد بأنّ وجهه قريب من وجهِ و تنفسه الذي يصطدم بي .

لا ! ، لا ! ، ربما أتوهم بسبب أرتفاع درجة الحرارة . أنها هلوسة لا غير و لكن لم اتوقع أن تكون هلوسة جميلة حتى يجذب رجلاً وسيم مثيراً . آه ما هذا ؟.

عينيه جميلتين لونهما جميل كالون الصعقة برقة حقاً ، أي شخص سيبحر  ساهماً حتي شعره كان مغرياً حين تلدد على جبينه بعشوائية فقد كان لون شعره أزرقاً غامق .

حتى لا أعرف في تلك اللحظة ، كيف أخرجت خنجري من غمذي الذي خبّأته تحت وسادتي . حتى هبّيت أهاجمه بدون سابق حين علمتُ بأنها ليستْ هلوسة ، بالحقيقة ! !.

ياللوقحة ! ، ألم يعلم بأنها غرفة الأميرة ، كيف يدخل رجل إلى الغرفتي ، ولكن كل شيء توقف عندما أمسك بالخنجر بيدهِ حتى بدأتْ الدماء تتساقط من كفه ....

********************

يتبع.......

مرحباً جميعكم ...

Start questions:

مارأيكم في القصة و الأحداث ؟
والشخصيات أيضاً  ؟ .

ما توقعتكم بالأحداث ؟ .

Good by .