1- أنتِ واللعنة على كل شيءٍ من بعدكِ
...مقدمة...
ليتني أستطيع أن أتوقف عن حبي لها ، ليتني أستطيع أن أبعد ناظري عنها ..
في كل مرة أراها أمامي يرقص قلبي فرحاً برؤيتها ويخفق بجنون ..
أجل أحببتها وسمحت لقلبي بحبها ، أعلم بأن كل ما أفعله خاطئ ولكن ليس بيدي ، حبها تغلغل لأعماقي وأصبحت لا أستطيع رؤية امرأة غيرها ..
بالرغم من أنها زوجة ابني وبالرغم من أنها لربما ستصبح في المستقبل أماً لأحفادي ، بالرغم من المواقف ومن التصدي الذي حصلت عليه منها ، بالرغم من خيانتي لزوجتي بعقلي وقلبي ، بالرغم من خيانتي لولدي الوحيد وبكري ، بالرغم من أنني لربما أخرّب عليه حياته وفرحته ، بالرغم من أنني تخليت عن مبادئي وأخلاقي وشرقيتي ، بالرغم من كل شيء وأي شيء سأظل على حبها ، سأظل على عشقها ، سأظل على رائحتها ..
لا يهمني أحد ولا يهمني المجتمع ولا يهمني سائر البشر ، كل مايهمني هو تلك الوردة النقية والبريئة ، تلك المرأة التي جعلتني كالخاتم في إصبعها من اللاشيء ، كل شيء أعشقه بها ، عيناها وجهها شفتاها جسدها شعرها قلبها عقلها برائتها سذاجتها كل شيء بها وأي شيء منها أنا مهووسٌ به ..
أعلم بأن كلامي جنوني وأعلم بأن ما اقترفه هو خطأٌ فادح وبأن ما أتفوه به هو جنون بحد ذاته ، وأعلم بأن وصولي إليها مستحيل ولكن لا أستطيه أن أتوقف عن حبها لحظة واحدة ..
لربما تعتبرون كلامي ليس جنون فقط وإنما هوس أو إدمان أو عشق لا أعلم ولكن الذي أعلمه هو أنني سأظل على حبها حتى وإن لم تكن لي ، حتى وإن لن أستطيع الحصول عليها ، حتى وإن لن يجوز أن تصبح على ذمتي ولكنني سأحيى وسأموت ولن أعلن انخلاعي عن عشقها أبداً ..
_________________
شهد : فتاةٌ جميلة ولطيفة ، عمرها ثلاثة وعشرون عاماً ، مواصفاتها عادية ومثلها مثل أي فتاة ، بشرة حنطية مائلة للسمرة وجذابة بشكلٍ خاطف للعقول ، فمها الصغير المرسوم باحترافية ، عيناها بلون العسل الصافي ، أنفها الدقيق والمناسب لوجهها ، شعرها البني الغامق والمموج والطويل نوعاً ما ، جسدها الممشوق والرشيق ، وطولها معقول بمعنى أنها ليست قصيرة جداً ولا طويلة أيضاً ، تعيش حياتها بشكلٍ طبيعي ولكن لا أعتقدُ بأنها ستعيش بشكلٍ طبيعي للأبد ، متخصصة في هندسة الديكور وتعشق مجالها كثيراً ..
تقوم بالتجهيز لحفل زفافها والذي سيكون عما قريب ، أجل ستتزوج ذلك الشاب الذي كان ومازال حبيب طفولتها وسيتحقق حلمها وأخيراً ..
زين : شابٌ وسيم وهادئ ، عمره أربعة وعشرون ، تخرج من كلية الطب منذ سنة أيضاً ، وهو يمارس مهنته في المستشفى الخاص كممرض مبتدأ وسيكمل الدكتوراه ليثبت نفسه ويصبح أمهر وأشهر جراحٍ في البلاد ، مواصفاته هادئة جداً ، طويل القامة ، عينان سوداء ، رموش كثيفة ، شعر أسود وبتسريحة مميزة لا ينفك عن تغييرها لإنه يعلم بأنها تناسبه ، جسد مقبول ورياضي ، بشرته الخمرية ، أنفه المدبب ، شفتاه الممتلئة ، لحيته الخفيفة ، حسناً باختصار هو جميل وجذاب ..
أيضاً هو يكاد يطير من فرحته لإن حلمه سوف يتحقق وأخيراً وسوف تصبح شهده الصغيرة على ذمته ..
زياد : والد زين ، وبطلنا الأساسي في هذه القصة ، رجل ذو جاذبية خاصة ، عمره سبعة وأربعون عاماً ، لديه النفود والسلطة ، المال ، وسامته صارخة ، بالرغم من أنه رجل في أواخر الأربعينات ولكنه حقاً يمتلك شخصية جذابة ورجولة طاغية ، لديه جسد ضخم ورياضي ، النساء تتهافتن عليه ولكنه لا يبالي لأي واحدة منهن ، مسؤول عن جامعة إدارة الأعمال وهو الآمر الناهي بها ، يمتلك الكثير من الأموال ، إليكم مواصفاته ، عيناه باللون البني الغامق ، شعره الكثيف والمائل للبني قليلاً وبتسريحة مميزة وخاصة بعمره ، شفتاه المرسومة ، لحيته الخفيفة والتي تخطف الأنظار ، وقاره الذي يلفت النظر ، حقاً هو وسيم ولا نستطيع أن ننكر ذلك ..
يعيش بمنزله الكبير برفقة زوجته وابنه الوحيد والذي ليس لديه سواه ، زوجته تدعى (سلمى) وهي امرأة طيبة وهادئة ورزينة وتصغر زياد بعامين فقط ..
____________________
الساعة الثالثة صباحاً ..
لم ينم .. لم يستطع النوم ولم تغمض له عين .. لا يعلم لما هو الآن يشعر بحالة قهر .. انزعاج .. غيرة .. غيظ .. يشعر وكأن جبلاً يطبق فوق صدره .. يريد أن يراها .. لا يريدهما أن يبقيان معاً .. لا لا هو لن يكون بحالة جيدة إن ظل على تفكيره هذا .. لن يكون على مايرام أبداً ..
نظر للجانب الآخر ليرى زوجته نائمة بجانبه بعمق .. امتعض وتنهد بحنق لينهض بعنف ويهبط إلى الأسفل لكي يلجأ إلى ملاذه الوحيد ألا وهو الشرب ..
ساعة وساعتان إلى أن استيقظت سلمى زوجة زياد على صوت ارتطام بالأسفل جعلها تجفل بخوف .. نهضت فوراً لترتدي الروب الخاص بقميص النوم الطويل الذي ترتديه لتهبط فوراً إلى الأسفل لترى مايحدث .. هي خافت كثيراً خصوصاً عندما لم ترى زياد بجانبها ظنت بأنه قد حدث له .. هبطت فوراً إلى الأسلل لترى زياد جالساً على الأريكة والزجاج متناثر حوله .. اقتربت منه بسرعة لتقول بصوتٍ خافت وحاني :
..حبيبي مابك ما الذي حدث..
نظر لها ببرود ليضع يديه على رأسه ويغمض عينيه بقوة .. عقدت حاجبيها بخفة وهي خائفة عليه لتقول :
..هل أنت مريض زياد أجبني مابك عزيزي ماذا افعل لك..
لمعت الفكرة برأسه وحاول جاهداً أن يخفي ابتسامته الخبيثة ليتصنع الألم ويقول :
..ااااه يا سلمى رأسي يؤلمني بشدة وأشعر بدوارٍ فظيع..
ابتلعت ريقها بخوف لتقول بقلق :
..حبيبي لا تقلق سأتصل بالطبيب لكي يأتي ويفحصك..
أرادت أن تنهض ليمسك يدها موقفا إياها ليقول :
..ااه انتظري أي طبيب سيأتي بهذا الوقت ، اتصلي بزين لكي يأتي وهو سيعطيني دواء ويرى مابي اااه أرجوكِ أسرعي سلمى ألم رأسي لا يُحتمل..
حركت رأسها بإيجاب لتنهض فوراً وتهاتف ولدها والذي كان في رحلة تنزه هو وحبيبة قلبه وخطيبته شهد في منزل الريف .. لقد قررا أن يقضيان يوماً جميلاً فيه لذلك هما هناك منذ البارحة .. لقد انطلقا في الساعة التاسعة مساءاً وقررا أن يعودان في اليوم التالي مساءاً ولكن زياد لم تعجبه الفكرة نهائياً وظل طوال الليل بحالة قهر وغيرة .. فهو يكره قرب زين من شهد يكره ارتباطهما .. يكره فكرة أنها ستصبح زوجة ابنه بعد عدة أيام .. يكره حبهما الجنوني لبعصهما .. يكره كل شيء يخص علاقتهما ويحبها هي يعشقها هي ولا يستطيع أن يتخيلها مع ولده الوحيد ..
يعلم جيدا كم أن زين يخاف على والده وكم انه حريص على صحته لذلك لمعت في رأسه تلك الفكرة الخبيثة لكي ياتي فوراً ويخرب عليهما نزهتهما الرائعة ..
ثواني وأتت سلمى إليه لتضع يدها على كتفه وتقول :
..أووه حبيبي لقد هاتفت زين كان نائماً وقد انتفض سريعاً وحدثني بانه قادم فوراً هو وشهد..
دلك زياد جبينه بأصابعه وهو مغمضاً عينيه ليقول بتعب كاذب :
..ااااه جيد أنه آتٍ أشعر أن رأسي سينفجر ياسلمى..
عقدت حاجبيها بحزن لتقول :
..ليت الوجع بي ولا يكون بك ياروحي..
ابتسم بوهن ليمسك يدها ويقبلها .. ابتسمت له بحنية لتردف له :
..حبيبي هيا تعال لأساعدك كي تصعد إلى الغرفة وسيأتي زين في الحال..
حرك رأسه بإيجاب لتمسك يده وينهض معها ويتصنع التعب ويمشي برفقتها ببطئ إلى أن أوصلته إلى الغرفة وقامت بمساعدته لكي يتمدد على السرير وغطته جيداً ومن ثم هبطت إلى الأسفل لكي تلملم الزجاج المتناثر من الأرض ..
بينما بطلنا الخطير ما إن خرجت زوجته من الغرفة حتى ضحك بخبث وتنهد براحة منتظراً ابنه وحبيبة قلبه الصغيرة كما يسميها هو ..
بعد نصف ساعة من الوقت ..
وصل زين إلى المنزل وبرفقته شهد ليتوجه بسرعة البرق إلى غرفة والده ويدخل عليه ليراه ممدد على السرير وينظر للاشيء بوهن وتعب .. اقترب من والده لينظر له بقلق ويقول :
..أبي مابك أخبرني ماذا حدث..
لم يجيبه بشيء .. أجابت عنه سلمى لتقول بقلق :
..بني لا أعلم مابه قال لي أن رأسه يؤلمه بشدة ويشعر بدوار..
مسح على رأس والده ليقول له بقلق :
..لا تقلق أبي سأعطيك حقنة مهدء وسترتاح عليها بإذن الله..
تحدث زياد بوهن :
..ااااه يابني رأسي يؤلمني كثيراً ، حتى أنني لا أقوى على النهوض ، كلما نهضت أشعر بدوار وغباش في عيني..
تحدث زين بقلق :
..حسناً أبي سلامتك كل شيء بخير لا تقلق..
أردف زين قائلاً لشهد ووالدته :
..أخرجا كي أعطيه الحقنة..
اقتربت شهد من عمها لتبتسم له بارتباك وتقول بصوتها الناعم والذي يعشقه زياد :
..سلامتك عمي..
تحدث زياد بينه وبين نفسه :
..سلمكِ الله لي ياحبيبة قلب زياد وروحه..
حرك رأسه لها بوهن لتخرج سلمى وشهد من الغرفة بينما زين كان يجهز الحقنة ليقول :
..هيا أبي الحقنة جاهزة..
تنهد زياد بتعب ليستدير ويحدث نفسه :
..ياحبيبي سآخذ حقنة وأنا لا يؤلمني شيء أوووف..
أعطاه الحقنة وانتهى ليقول زين :
..أووه ستنام وترتاح أبي وستستيقظ بكل نشاط وسيذهب الألم بإذن الله..
تمتم زياد :
..شكراً لك بني ااااه..
تصنع الألم ليعقد زين حاجبيه بقلق ويقول :
..سلامتك أبي سلامتك..
ثواني وتحدث زياد بوهن وتعب :
..أووه بني أنا آسف لقد قطعت عليك تنزهك أنت وخطيبتك بمرضي لا تؤاخذني..
ابتسم زين بخفة ليمسك يد والده ويقبلها ليقول :
..لا عليك يا سيد زياد المهم أن تكون بأفضل حال..
ابتسم لابنه بامتنان ووهن طبعا ولم يتحرك عنده عرق الندم بفعلته تجاه ابنه .. نهض زين لكي يخرج ولكن أوقفه صوت زياد قائلاً بسرعة :
..بني هل ستعودان إلى منزل الريف..
نظر لوالده باستغراب ومن ثم ابتسم ليقول :
..لا أبي لن نتركك ونذهب لنفرح وننبسط وأنت هنا مريض..
ابتسم له زياد بوهن ليخرج زين من الغرفة ويتنهد بقوة ويغمض عينيه وهو مبتسما بانتصار ..
________
الساعة الرابعة مساءاً
كان جالس في الصالة وهو يرتشف من كأسه بهدوء وبرود .. علم من زوجته أن زين وشهد قد خرجا للتسوق لإنهما يجهزان لحفل زفافهما والذي بقي عليه عدة أيام فقط .. طبعاً زين خرج منذ ثلاث ساعات وكان زياد مازال نائماً وقد اطمئن على والده ومن ثم خرج هو وخطيبته .. هذا يعني بأنه لربما اقترب موعد مجيئه من السوق هو وشهد ..
حسناً سأخبركم عن أمر هام بالنسبة للسيد زياد ألا وهو أنه يشرب كثيراً .. هو مدمن على الشرب حقاً ولا يستطيع أن يمر عليه يوم دون أن يشرب وينعم بهذا السم القاتل كما تحدثه زوجته .. لقد حاولت كثيراً سلمى أن تمنعه من الشرب ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل .. وكلما تحدثت معه عن هذا الموضوع انتهى بهما المطاف بالصراخ والغضب من قبله ..
لا يعلم لما هو يصبح بحالة قهر كلما يجتمع زين بشهد .. لا يستطيع أن يفكر لمجرد لحظة أن ابنه سيتزوج شهد ويعيشان حياة هادئة .. هو وللصراحة حاول زياد كثيراً أن يفشل بمخططاتهما ويفشل زواجهما طبعاً من دون أن يعلمان بأن زياد وراء المصائب التي تحل عليهما .. ولكن ومع كل ذلك هما متمسكان ببعضهما ولا يستطيعان أن يفترقا ابداً مهما واجها من مشاكل .. حسناً السيد زياد يعرف شهد من قبل أن تصبح خطيبة ابنه وهو واقعا لها بشدة منذ زمن وكان ينوي أن يتزوجها بالسر على زوجته ولكن قرار زين بارتباطه بشهد جعل زياد بحالة قهر وغل في قلبه .. اعترض زياد كثيراً أن يخطبها وأن يتخدها ابنه زوجة له ولكن إصرار زين عليها حال دون ذلك .. لم يترك قصة إلا وجعلها بهذه الفتاة من فقيرة إلى شعوره بأنها غير مهذبة إلى أنه يشعر أنها غير مكتملة وغير مناسبة لولده ولكن كل ذلك لم يؤثر على زين ..
طبعاً زين كان ينصحه ويحدثه بكل هدوء وكأنه الوالد الذي يريد مصلحة ابنه .. وكلما أخرج بالفتاة عيب صحح له ابنه وأعطاه العذر وأوجد له حلاً بها سريعاً ..
شهد كانت ومازالت حلم حياة زين .. كانت زمازالت عشقه الوحيد .. عشقه البريئ .. عشق الطفولة والبراءة .. كانا في نفس المدرسة وهما أيضاً كانا يسكنان في نفس الحي .. كبرا سوياً وكبر حبهما معهما .. كانت شهد دائماً تأتي وتلعب مع زين أو زين يدهب ويلعب معها ..
عندما أصبحت شهد فتاة بالغة وأصبحت أجمل من ذي قبل هنا انتبه لها زياد وصار يتمناها له ويتخيلها بجواره دوماً .. من هنا بدأ حبه الكبير لها .. عشقه المتيم بها ..
أجل شهد كانت تلاحظ ردود أفعال من زياد وكانت ردود غريبة جداً ولكنها لم تكن تفكر لـ لحظة بأنه سيؤذيها لإنها تعتبره كوالدها تماماً وتحترمه جداً ..
مرت ساعة كاملة إلى أن عاد زين وبرفقته شهد .. ألقى التحية على والده ومن ثم والدته بيننا زياد ما إن رأى شهد حتى أعطاها نظرة مخيفة .. نظرة تحمل الغضب والغيظ والغيرة .. لم تعلم مابه ولم تتجرأ أن تسأله أساساً هي لا تحدثه كثيراً وتتحاشى دائماً النظر إليه أو الحديث معه .. لإنها في الآونة الأخيرة بدأت تتعجب كثيراً من تصرفاته ونظراته وتفحصه لها أكثر من ماكان عليه قبل سنوات ..
الآن شهد في المطبخ تعد القهوة للجميع .. بينما زين وزياد وسلمى كانوا في الصالة .. ابتسمت سلمى لزين لتقول :
..ماذا جلبتما بني..
بادلها زين الابتسامة ليقول :
..أووه أمي لقد جلبنا ملابس وبقية الأغراض التي تنقصنا..
اتسعت ابتسامة سلمى لتقول :
..جيد بني هيا تعال وأرني الملابس هيا..
حرك رأسه بإيجاب لينهض مع والدته ويريها مع اشتريا .. بينما زياد ابتسم ابتسامة جانبية ليتنهد ويعدل هندامه ويتوجه إلى المطبخ .. استند على الحائط وكتف يديه وابتسم ببرود وهو يتابعها كيف تحضر القهوة وتصبها بالفناجين .. حمحم ليجذب انتباهها لتلتفت هي بفزع وتراه واقفاً بتلك الابتسامة التي لا تنم على خير أبداً .. تنهد بقوة ليصع يديه في جيوبه ويمشي بخطوات بطيئة باتجاهها ويقول بحزن مصطنع ظاهر عليه :
..ااه ياشهد مازال رأسي يؤلمني ياصغيرتي ماذا أفعل..
أنهى جملته تزامناً مع وقفته مقابلاً لها لتبتسم بتوتر وتبتلع ريقها وتقول :
..سلامتك عمي ، قل لزين أن يعطيك حقنة مهدء أخرى..
عقد حاجبيه بخفة ليقول :
..توء توء توء لا أريد حقنة ولا يلزمني حقنة أصلاً..
نظرت له بتوتر ليمرر يده على وجنتها ليردف لها بصوتٍ خافت :
..يلزمني من يريح قلبي المتعب ياصغيرتي..
ابتلعت ريقها بتوتر لتقول بخفوت :
..وكيف يرتاح قلبك عمي..
ابتسم بخفة ليقول :
..هي واحدة فقط من تستطيع أن تريح قلبي..
نظرت له ببراءة ممزوجة بالتوتر لتزيح يده عن وجنتها وتقول :
..ومن هي..
وما إن لامست يده حتى أغمض عينيه مستمتعاً بلمسة يدها الناعمة .. فتح عينيه ببطئ ليعض على شفتيه وينظر لها بعمق ومن ثم قال :
..أنتِ واللعنة على كل شيءٍ من بعدكِ.. ....
"صدودكِ وصلٌ وسُخطكِ رضاً
وجوُركِ عدلٌ وبُعدكِ قربُ"
_______________________
تصويت وكومنت للتكملة حبايبي
ليتني أستطيع أن أتوقف عن حبي لها ، ليتني أستطيع أن أبعد ناظري عنها ..
في كل مرة أراها أمامي يرقص قلبي فرحاً برؤيتها ويخفق بجنون ..
أجل أحببتها وسمحت لقلبي بحبها ، أعلم بأن كل ما أفعله خاطئ ولكن ليس بيدي ، حبها تغلغل لأعماقي وأصبحت لا أستطيع رؤية امرأة غيرها ..
بالرغم من أنها زوجة ابني وبالرغم من أنها لربما ستصبح في المستقبل أماً لأحفادي ، بالرغم من المواقف ومن التصدي الذي حصلت عليه منها ، بالرغم من خيانتي لزوجتي بعقلي وقلبي ، بالرغم من خيانتي لولدي الوحيد وبكري ، بالرغم من أنني لربما أخرّب عليه حياته وفرحته ، بالرغم من أنني تخليت عن مبادئي وأخلاقي وشرقيتي ، بالرغم من كل شيء وأي شيء سأظل على حبها ، سأظل على عشقها ، سأظل على رائحتها ..
لا يهمني أحد ولا يهمني المجتمع ولا يهمني سائر البشر ، كل مايهمني هو تلك الوردة النقية والبريئة ، تلك المرأة التي جعلتني كالخاتم في إصبعها من اللاشيء ، كل شيء أعشقه بها ، عيناها وجهها شفتاها جسدها شعرها قلبها عقلها برائتها سذاجتها كل شيء بها وأي شيء منها أنا مهووسٌ به ..
أعلم بأن كلامي جنوني وأعلم بأن ما اقترفه هو خطأٌ فادح وبأن ما أتفوه به هو جنون بحد ذاته ، وأعلم بأن وصولي إليها مستحيل ولكن لا أستطيه أن أتوقف عن حبها لحظة واحدة ..
لربما تعتبرون كلامي ليس جنون فقط وإنما هوس أو إدمان أو عشق لا أعلم ولكن الذي أعلمه هو أنني سأظل على حبها حتى وإن لم تكن لي ، حتى وإن لن أستطيع الحصول عليها ، حتى وإن لن يجوز أن تصبح على ذمتي ولكنني سأحيى وسأموت ولن أعلن انخلاعي عن عشقها أبداً ..
_________________
شهد : فتاةٌ جميلة ولطيفة ، عمرها ثلاثة وعشرون عاماً ، مواصفاتها عادية ومثلها مثل أي فتاة ، بشرة حنطية مائلة للسمرة وجذابة بشكلٍ خاطف للعقول ، فمها الصغير المرسوم باحترافية ، عيناها بلون العسل الصافي ، أنفها الدقيق والمناسب لوجهها ، شعرها البني الغامق والمموج والطويل نوعاً ما ، جسدها الممشوق والرشيق ، وطولها معقول بمعنى أنها ليست قصيرة جداً ولا طويلة أيضاً ، تعيش حياتها بشكلٍ طبيعي ولكن لا أعتقدُ بأنها ستعيش بشكلٍ طبيعي للأبد ، متخصصة في هندسة الديكور وتعشق مجالها كثيراً ..
تقوم بالتجهيز لحفل زفافها والذي سيكون عما قريب ، أجل ستتزوج ذلك الشاب الذي كان ومازال حبيب طفولتها وسيتحقق حلمها وأخيراً ..
زين : شابٌ وسيم وهادئ ، عمره أربعة وعشرون ، تخرج من كلية الطب منذ سنة أيضاً ، وهو يمارس مهنته في المستشفى الخاص كممرض مبتدأ وسيكمل الدكتوراه ليثبت نفسه ويصبح أمهر وأشهر جراحٍ في البلاد ، مواصفاته هادئة جداً ، طويل القامة ، عينان سوداء ، رموش كثيفة ، شعر أسود وبتسريحة مميزة لا ينفك عن تغييرها لإنه يعلم بأنها تناسبه ، جسد مقبول ورياضي ، بشرته الخمرية ، أنفه المدبب ، شفتاه الممتلئة ، لحيته الخفيفة ، حسناً باختصار هو جميل وجذاب ..
أيضاً هو يكاد يطير من فرحته لإن حلمه سوف يتحقق وأخيراً وسوف تصبح شهده الصغيرة على ذمته ..
زياد : والد زين ، وبطلنا الأساسي في هذه القصة ، رجل ذو جاذبية خاصة ، عمره سبعة وأربعون عاماً ، لديه النفود والسلطة ، المال ، وسامته صارخة ، بالرغم من أنه رجل في أواخر الأربعينات ولكنه حقاً يمتلك شخصية جذابة ورجولة طاغية ، لديه جسد ضخم ورياضي ، النساء تتهافتن عليه ولكنه لا يبالي لأي واحدة منهن ، مسؤول عن جامعة إدارة الأعمال وهو الآمر الناهي بها ، يمتلك الكثير من الأموال ، إليكم مواصفاته ، عيناه باللون البني الغامق ، شعره الكثيف والمائل للبني قليلاً وبتسريحة مميزة وخاصة بعمره ، شفتاه المرسومة ، لحيته الخفيفة والتي تخطف الأنظار ، وقاره الذي يلفت النظر ، حقاً هو وسيم ولا نستطيع أن ننكر ذلك ..
يعيش بمنزله الكبير برفقة زوجته وابنه الوحيد والذي ليس لديه سواه ، زوجته تدعى (سلمى) وهي امرأة طيبة وهادئة ورزينة وتصغر زياد بعامين فقط ..
____________________
الساعة الثالثة صباحاً ..
لم ينم .. لم يستطع النوم ولم تغمض له عين .. لا يعلم لما هو الآن يشعر بحالة قهر .. انزعاج .. غيرة .. غيظ .. يشعر وكأن جبلاً يطبق فوق صدره .. يريد أن يراها .. لا يريدهما أن يبقيان معاً .. لا لا هو لن يكون بحالة جيدة إن ظل على تفكيره هذا .. لن يكون على مايرام أبداً ..
نظر للجانب الآخر ليرى زوجته نائمة بجانبه بعمق .. امتعض وتنهد بحنق لينهض بعنف ويهبط إلى الأسفل لكي يلجأ إلى ملاذه الوحيد ألا وهو الشرب ..
ساعة وساعتان إلى أن استيقظت سلمى زوجة زياد على صوت ارتطام بالأسفل جعلها تجفل بخوف .. نهضت فوراً لترتدي الروب الخاص بقميص النوم الطويل الذي ترتديه لتهبط فوراً إلى الأسفل لترى مايحدث .. هي خافت كثيراً خصوصاً عندما لم ترى زياد بجانبها ظنت بأنه قد حدث له .. هبطت فوراً إلى الأسلل لترى زياد جالساً على الأريكة والزجاج متناثر حوله .. اقتربت منه بسرعة لتقول بصوتٍ خافت وحاني :
..حبيبي مابك ما الذي حدث..
نظر لها ببرود ليضع يديه على رأسه ويغمض عينيه بقوة .. عقدت حاجبيها بخفة وهي خائفة عليه لتقول :
..هل أنت مريض زياد أجبني مابك عزيزي ماذا افعل لك..
لمعت الفكرة برأسه وحاول جاهداً أن يخفي ابتسامته الخبيثة ليتصنع الألم ويقول :
..ااااه يا سلمى رأسي يؤلمني بشدة وأشعر بدوارٍ فظيع..
ابتلعت ريقها بخوف لتقول بقلق :
..حبيبي لا تقلق سأتصل بالطبيب لكي يأتي ويفحصك..
أرادت أن تنهض ليمسك يدها موقفا إياها ليقول :
..ااه انتظري أي طبيب سيأتي بهذا الوقت ، اتصلي بزين لكي يأتي وهو سيعطيني دواء ويرى مابي اااه أرجوكِ أسرعي سلمى ألم رأسي لا يُحتمل..
حركت رأسها بإيجاب لتنهض فوراً وتهاتف ولدها والذي كان في رحلة تنزه هو وحبيبة قلبه وخطيبته شهد في منزل الريف .. لقد قررا أن يقضيان يوماً جميلاً فيه لذلك هما هناك منذ البارحة .. لقد انطلقا في الساعة التاسعة مساءاً وقررا أن يعودان في اليوم التالي مساءاً ولكن زياد لم تعجبه الفكرة نهائياً وظل طوال الليل بحالة قهر وغيرة .. فهو يكره قرب زين من شهد يكره ارتباطهما .. يكره فكرة أنها ستصبح زوجة ابنه بعد عدة أيام .. يكره حبهما الجنوني لبعصهما .. يكره كل شيء يخص علاقتهما ويحبها هي يعشقها هي ولا يستطيع أن يتخيلها مع ولده الوحيد ..
يعلم جيدا كم أن زين يخاف على والده وكم انه حريص على صحته لذلك لمعت في رأسه تلك الفكرة الخبيثة لكي ياتي فوراً ويخرب عليهما نزهتهما الرائعة ..
ثواني وأتت سلمى إليه لتضع يدها على كتفه وتقول :
..أووه حبيبي لقد هاتفت زين كان نائماً وقد انتفض سريعاً وحدثني بانه قادم فوراً هو وشهد..
دلك زياد جبينه بأصابعه وهو مغمضاً عينيه ليقول بتعب كاذب :
..ااااه جيد أنه آتٍ أشعر أن رأسي سينفجر ياسلمى..
عقدت حاجبيها بحزن لتقول :
..ليت الوجع بي ولا يكون بك ياروحي..
ابتسم بوهن ليمسك يدها ويقبلها .. ابتسمت له بحنية لتردف له :
..حبيبي هيا تعال لأساعدك كي تصعد إلى الغرفة وسيأتي زين في الحال..
حرك رأسه بإيجاب لتمسك يده وينهض معها ويتصنع التعب ويمشي برفقتها ببطئ إلى أن أوصلته إلى الغرفة وقامت بمساعدته لكي يتمدد على السرير وغطته جيداً ومن ثم هبطت إلى الأسفل لكي تلملم الزجاج المتناثر من الأرض ..
بينما بطلنا الخطير ما إن خرجت زوجته من الغرفة حتى ضحك بخبث وتنهد براحة منتظراً ابنه وحبيبة قلبه الصغيرة كما يسميها هو ..
بعد نصف ساعة من الوقت ..
وصل زين إلى المنزل وبرفقته شهد ليتوجه بسرعة البرق إلى غرفة والده ويدخل عليه ليراه ممدد على السرير وينظر للاشيء بوهن وتعب .. اقترب من والده لينظر له بقلق ويقول :
..أبي مابك أخبرني ماذا حدث..
لم يجيبه بشيء .. أجابت عنه سلمى لتقول بقلق :
..بني لا أعلم مابه قال لي أن رأسه يؤلمه بشدة ويشعر بدوار..
مسح على رأس والده ليقول له بقلق :
..لا تقلق أبي سأعطيك حقنة مهدء وسترتاح عليها بإذن الله..
تحدث زياد بوهن :
..ااااه يابني رأسي يؤلمني كثيراً ، حتى أنني لا أقوى على النهوض ، كلما نهضت أشعر بدوار وغباش في عيني..
تحدث زين بقلق :
..حسناً أبي سلامتك كل شيء بخير لا تقلق..
أردف زين قائلاً لشهد ووالدته :
..أخرجا كي أعطيه الحقنة..
اقتربت شهد من عمها لتبتسم له بارتباك وتقول بصوتها الناعم والذي يعشقه زياد :
..سلامتك عمي..
تحدث زياد بينه وبين نفسه :
..سلمكِ الله لي ياحبيبة قلب زياد وروحه..
حرك رأسه لها بوهن لتخرج سلمى وشهد من الغرفة بينما زين كان يجهز الحقنة ليقول :
..هيا أبي الحقنة جاهزة..
تنهد زياد بتعب ليستدير ويحدث نفسه :
..ياحبيبي سآخذ حقنة وأنا لا يؤلمني شيء أوووف..
أعطاه الحقنة وانتهى ليقول زين :
..أووه ستنام وترتاح أبي وستستيقظ بكل نشاط وسيذهب الألم بإذن الله..
تمتم زياد :
..شكراً لك بني ااااه..
تصنع الألم ليعقد زين حاجبيه بقلق ويقول :
..سلامتك أبي سلامتك..
ثواني وتحدث زياد بوهن وتعب :
..أووه بني أنا آسف لقد قطعت عليك تنزهك أنت وخطيبتك بمرضي لا تؤاخذني..
ابتسم زين بخفة ليمسك يد والده ويقبلها ليقول :
..لا عليك يا سيد زياد المهم أن تكون بأفضل حال..
ابتسم لابنه بامتنان ووهن طبعا ولم يتحرك عنده عرق الندم بفعلته تجاه ابنه .. نهض زين لكي يخرج ولكن أوقفه صوت زياد قائلاً بسرعة :
..بني هل ستعودان إلى منزل الريف..
نظر لوالده باستغراب ومن ثم ابتسم ليقول :
..لا أبي لن نتركك ونذهب لنفرح وننبسط وأنت هنا مريض..
ابتسم له زياد بوهن ليخرج زين من الغرفة ويتنهد بقوة ويغمض عينيه وهو مبتسما بانتصار ..
________
الساعة الرابعة مساءاً
كان جالس في الصالة وهو يرتشف من كأسه بهدوء وبرود .. علم من زوجته أن زين وشهد قد خرجا للتسوق لإنهما يجهزان لحفل زفافهما والذي بقي عليه عدة أيام فقط .. طبعاً زين خرج منذ ثلاث ساعات وكان زياد مازال نائماً وقد اطمئن على والده ومن ثم خرج هو وخطيبته .. هذا يعني بأنه لربما اقترب موعد مجيئه من السوق هو وشهد ..
حسناً سأخبركم عن أمر هام بالنسبة للسيد زياد ألا وهو أنه يشرب كثيراً .. هو مدمن على الشرب حقاً ولا يستطيع أن يمر عليه يوم دون أن يشرب وينعم بهذا السم القاتل كما تحدثه زوجته .. لقد حاولت كثيراً سلمى أن تمنعه من الشرب ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل .. وكلما تحدثت معه عن هذا الموضوع انتهى بهما المطاف بالصراخ والغضب من قبله ..
لا يعلم لما هو يصبح بحالة قهر كلما يجتمع زين بشهد .. لا يستطيع أن يفكر لمجرد لحظة أن ابنه سيتزوج شهد ويعيشان حياة هادئة .. هو وللصراحة حاول زياد كثيراً أن يفشل بمخططاتهما ويفشل زواجهما طبعاً من دون أن يعلمان بأن زياد وراء المصائب التي تحل عليهما .. ولكن ومع كل ذلك هما متمسكان ببعضهما ولا يستطيعان أن يفترقا ابداً مهما واجها من مشاكل .. حسناً السيد زياد يعرف شهد من قبل أن تصبح خطيبة ابنه وهو واقعا لها بشدة منذ زمن وكان ينوي أن يتزوجها بالسر على زوجته ولكن قرار زين بارتباطه بشهد جعل زياد بحالة قهر وغل في قلبه .. اعترض زياد كثيراً أن يخطبها وأن يتخدها ابنه زوجة له ولكن إصرار زين عليها حال دون ذلك .. لم يترك قصة إلا وجعلها بهذه الفتاة من فقيرة إلى شعوره بأنها غير مهذبة إلى أنه يشعر أنها غير مكتملة وغير مناسبة لولده ولكن كل ذلك لم يؤثر على زين ..
طبعاً زين كان ينصحه ويحدثه بكل هدوء وكأنه الوالد الذي يريد مصلحة ابنه .. وكلما أخرج بالفتاة عيب صحح له ابنه وأعطاه العذر وأوجد له حلاً بها سريعاً ..
شهد كانت ومازالت حلم حياة زين .. كانت زمازالت عشقه الوحيد .. عشقه البريئ .. عشق الطفولة والبراءة .. كانا في نفس المدرسة وهما أيضاً كانا يسكنان في نفس الحي .. كبرا سوياً وكبر حبهما معهما .. كانت شهد دائماً تأتي وتلعب مع زين أو زين يدهب ويلعب معها ..
عندما أصبحت شهد فتاة بالغة وأصبحت أجمل من ذي قبل هنا انتبه لها زياد وصار يتمناها له ويتخيلها بجواره دوماً .. من هنا بدأ حبه الكبير لها .. عشقه المتيم بها ..
أجل شهد كانت تلاحظ ردود أفعال من زياد وكانت ردود غريبة جداً ولكنها لم تكن تفكر لـ لحظة بأنه سيؤذيها لإنها تعتبره كوالدها تماماً وتحترمه جداً ..
مرت ساعة كاملة إلى أن عاد زين وبرفقته شهد .. ألقى التحية على والده ومن ثم والدته بيننا زياد ما إن رأى شهد حتى أعطاها نظرة مخيفة .. نظرة تحمل الغضب والغيظ والغيرة .. لم تعلم مابه ولم تتجرأ أن تسأله أساساً هي لا تحدثه كثيراً وتتحاشى دائماً النظر إليه أو الحديث معه .. لإنها في الآونة الأخيرة بدأت تتعجب كثيراً من تصرفاته ونظراته وتفحصه لها أكثر من ماكان عليه قبل سنوات ..
الآن شهد في المطبخ تعد القهوة للجميع .. بينما زين وزياد وسلمى كانوا في الصالة .. ابتسمت سلمى لزين لتقول :
..ماذا جلبتما بني..
بادلها زين الابتسامة ليقول :
..أووه أمي لقد جلبنا ملابس وبقية الأغراض التي تنقصنا..
اتسعت ابتسامة سلمى لتقول :
..جيد بني هيا تعال وأرني الملابس هيا..
حرك رأسه بإيجاب لينهض مع والدته ويريها مع اشتريا .. بينما زياد ابتسم ابتسامة جانبية ليتنهد ويعدل هندامه ويتوجه إلى المطبخ .. استند على الحائط وكتف يديه وابتسم ببرود وهو يتابعها كيف تحضر القهوة وتصبها بالفناجين .. حمحم ليجذب انتباهها لتلتفت هي بفزع وتراه واقفاً بتلك الابتسامة التي لا تنم على خير أبداً .. تنهد بقوة ليصع يديه في جيوبه ويمشي بخطوات بطيئة باتجاهها ويقول بحزن مصطنع ظاهر عليه :
..ااه ياشهد مازال رأسي يؤلمني ياصغيرتي ماذا أفعل..
أنهى جملته تزامناً مع وقفته مقابلاً لها لتبتسم بتوتر وتبتلع ريقها وتقول :
..سلامتك عمي ، قل لزين أن يعطيك حقنة مهدء أخرى..
عقد حاجبيه بخفة ليقول :
..توء توء توء لا أريد حقنة ولا يلزمني حقنة أصلاً..
نظرت له بتوتر ليمرر يده على وجنتها ليردف لها بصوتٍ خافت :
..يلزمني من يريح قلبي المتعب ياصغيرتي..
ابتلعت ريقها بتوتر لتقول بخفوت :
..وكيف يرتاح قلبك عمي..
ابتسم بخفة ليقول :
..هي واحدة فقط من تستطيع أن تريح قلبي..
نظرت له ببراءة ممزوجة بالتوتر لتزيح يده عن وجنتها وتقول :
..ومن هي..
وما إن لامست يده حتى أغمض عينيه مستمتعاً بلمسة يدها الناعمة .. فتح عينيه ببطئ ليعض على شفتيه وينظر لها بعمق ومن ثم قال :
..أنتِ واللعنة على كل شيءٍ من بعدكِ.. ....
"صدودكِ وصلٌ وسُخطكِ رضاً
وجوُركِ عدلٌ وبُعدكِ قربُ"
_______________________
تصويت وكومنت للتكملة حبايبي
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
1- أنتِ واللعنة على كل شيءٍ من بعدكِ
❤️
Відповісти
2021-02-17 23:37:00
Подобається