عاشق الصعاب
2021-07-11 14:06:05
هامه
Новини, Цікаве, Думки вголос
-أرفضه يا أمي.بلغيه برفضي
=ترفضينه دون أن تجلسي معه؟!وماذا أقول لأبيكِ..اجلسي معه وارفضي بعدها
-لا أريد الجلوس معه يا أمي.لا أريده
أمسكتها أمها من ذراعها قائلة:أهذا دلال الفتيات.أليس هذا الذي تمنيتيه وأحببتيه..أتمارسين الجنون عليّ؟!
قالت بهدوء وثبات:سبحان مقلب القلوب ومبدل الشعور.أخبريه بالرفض.ذاهبةٌ أنا للنوم..
نفذ صبر أمها وقالت متوعدة: سأخرج لأخبرهم بأنك تستعدين أمامك ربع ساعة لتخرجي بعدي لمقابلة الناس والجلوس معه انتهينا..
وتركتها بدموعها المكتومة وروحها المكلومة وخرجت
وكما أمرتها أمها استعدت وخرجت وابتسمت شاحبة في وجوه الجميع وجلسوا جميعا سويا حتى تنحنحت أمها فأمه وخرجواثم نادوا على الآباء ليخرجوا ويتركوا باب الغرفة مفتوحا ويجلس الآباء أمامه كي يكون الاثنين على مرأى ومسمع منهما وبقت وحدها معه..نعم كان معها ولكنها كانت وحيدة
ساد الصمت لحظات حتى قطعه صوته الهامس:كيف حالك يا أميرتي؟
أجابته ببرود ووجوم:اسمي بسمة
فقال بحنوٍ بالغ:ولكنكِ أميرتي
فقالت بنفس البرود:لست أميرة أحد..ماذا تريد؟
فقال ضاحكًا:أتيت بأهلي إلي بيتك تخيلي لماذا؟!!
فقالت بثبات:لماذا؟!
فقال وقد بدأ صبره ينفذ:لأتزوجك..لأنعم برفقتك ما تبقى لي من الحياة
فقالت بسخرية:أتظنني نسيت يوم هجرك لي من عامين؟!أتظنني نسيت أنك تركتني ووليت ظهرك لي في أكثر وقت احتجتك فيه؟!أتظنني نسيت توسلاتي لك كي لا تتركني؟!والآن جئت بسهولة لتتزوجني!!
قال:فلننسى الماضي بآلامه..نحن بشر لسنا من الخطأ معصومين..أعترف بخطأي في حقك..وأعتذر وسأظل أعتذر عنه ما تبقى من عمري..أنا أحبك..لا تحرميني من وجودك
ما هذا؟! لماذا لم ينبض قلبها بشده حين قال أحبك؟! لماذا لم تطر روحها؟!!لماذا لم تشعر أنها أسعد إنسانة..نعم الغلوب تتغير وتتقلب..سبحان مقلب القلوب..تذكرت دعوة عرفة التي بكت بشدة لربها وهي تدعوها:اللهم اخرجه من قلبي خروجا تاما واختبر قلبي ان كان قد أخرجه أم لا ونجحه في ذاك الاختبار..اللهم اغفر لي تقصيري وخيانة ثقة أهلي وضعف عهدي بك اللهم أخرجه من قلبي وروحي وأرزقني بالصالح الصادق الذي يأخذني رغما عني إليك وإلى جنتك..
ابتسمت بفرح فأولى دعوات عرفة قد تحققت..ففرح هو لابتسامتها وقال:أموافقة؟!
فقالت بصدق وثبات:لا لست موافقة..قد أخرجك الله مني ومن قلبي بعد أن كنت أظن الحياة لا تكتمل بدونك فسبحانه مقلب القلوب..صدقا لم أعد أريدك..قد زهدتك ..آسفة جدا أنا غير موافقة
فقال:قد أتيتك لأصلح الأمور
فقالت والبسمة تزين وجهها:جئت متأخرًا..جئت بعد فوات أوانك..لا يهم أن تأتي..بل المهم الوقت الذي تأتي فيه..وأنت جئت بعد فوات الأوان..جئت بعد أن زهدتك..جئت وقد مُلأ قلبي بحب الله وجنته
جئت لواحدة محتلفة تماما عن تلك التي عرفتها..جئت متأخرا جدا ..
آسفة جدا..سيرزقك الله بمن هي أفضل مني..
فقال خائفا:لم أجد من هي مثلك لأجد الأفضل..
فقالت : فلتبحث مرة أخرى وتركته ودخلت غرفتها وقلبها ينبض بالفرح..وهناك كانت أمها وأمه وابتسموا لرؤيتها فرحة وظنوا أنها قد وافقت وقالت أمها بفرحة:أوجدتي فارس أحلامك؟!
فقالت بسمة مبتسمة:بل وجدت نفسي يا أمي..ثم نظرت لأمه قائلة:لم أرفضه لسوءٍ منه..إنه صالح أعترف..ولكن هناك أناسْ صالحون ولكن لا يصلحون لنا..
فقالت أمه باستسلام:كما تريدين..ربنا يسعدك وتركتهم وخرجت لابنها
أما بسمة فنظرت لها أمها بغضب وغادرت غرفتها
أما بسمة فسجدت شكرا لربها على تحقيق دعوة يوم عرفة
ونامت بسمة مبتسمة وقلبها يرفرف في السماء من فرحته
سبحان الله..هذا القلب نفسه نام العديد من الليالي يبكي فرق هذا الشخص وقسوته..والآن هو فرِح لأنه رفضه..هذا القلب نفسه دعا ربه وناجاه كثيرا أن يعود هذا الشخص إليه والآن سجد شكرا لله أنه رفضه..كيف هذا؟!
سبحانه مقلب القلوب سبحانه..
استيقظت على صوت منبهها قبل الفجر بساعة ونصف..استعدت لصلاة القيام..صلت القيام ودعت ربها كثيرا أن يرزقها ذلك الذي سيخطفها من أول لقاء وصلت الفجر وركعتي السنة
ثم حضرت جلسة الشروق وصلت ركعتيه واستعدت لجامعتها وخرجت وكأن سعادة الكون كله اجتمعت في قلبها ووجهها
كانت تسير في الطريق تبتسم للجميع ..كعادتها عندما تكون سعيدة توزع البلالين على كل طفلٍ تقابله وذهبت لكليتها وقضت محاضراتها وعند خروجها وقع نظرها عليه..من هذا الغريب الذي خطفها..خطفها!!
نعم خطفها تشعر بذلك..بدأت تحدث نفسها:بسمة!غضي بصرك الآن..لا تقولي خطفك..لم يخطفك أحد هيا إلى بيتك الآن..لا إلى بيتي كيف؟!ألن أراه مرة أخرى..لا لن تريه كفاكِ تقصيرا في حق زوجك المستقبلي هيا إلى بيتك صوني قلبك لأجله ألم تري أن ما يأتي حراما يذهب سهلا..هيا إلى بيتك
وبالفعل لامت نفسها واستقلت السيارة وذهبت إلى منزلها ولكن ما زالت تفكر به وتقول لنفسها نعم لقد خطفني ثم ترد على نفسها أنتِ يا مجنونة في مرحلة فراغ عاطفي إن مر كلبٌ بجانبكِ ستحبيه!
وترد على نفسها :يمر بي الكثيرون ولا ألتفت لهم نعم أنا أحبه هو..فتعود نفسها وتلومها:وزوجكِ المستقبلي!.فهربت من تفكيرها إلى النوم
واستيقظت على صوت أمها وهي تقول:هيا يا كسولة استيقظي واستعدي..فقالت بتكاسل:أستعد لماذا؟! فقالت أمها بفرح:جاءك عريس..فقامت بسمة فزعة:مرة أخرى من هو؟
فقالت أمها:ابن صديق أبيكِ الحميم يقول أن ابنه رآكِ اليوم واتبعك حتى علم بيتك وأتى بهم لخطبتك ليكتشفوا أنكِ ابنة صديق الأب الحميم الذي سافر السعودية منذ عشرة أعوام..
فقالت بسمة :أخبريهم برفضي لن أترككم أنا للذهاب مع غرباء إلى السعودية
فقالت أمها مستسلمة:قومي اجلسي معه يا بسمة لن تخسري شئ.قلبي يقول أن هذا الذي سيسعدك.قومي وبعدها ارفضي كما تريدين
فقالت بسمة:وتغضبي مني مرة أخرى
فقالت أمها بهدوء:لا لن أغضب
فقامت بسمة مستسلمة واستعدت وخرجت لهم ورأته..نعم إنه هو..هو من خطفها..كيف هذا؟! يا الله كم أنت كريم..
تُرى لو كانت وافقت على عريس أمس..لا لا ..الحمد لله لم توافق
وهذا الذي خطفها لم يسلك إليها أي طريق حرام بل لجأ مباشرة لبيت أبيها..أهذه حقيقة أم أنها ما زالت تحلم استيقظت من شرودها على صوت أبيها يخبرها بأن تتقدم وجلسوا جميعا ثم انصرف الجميع ليتركوها معه تاركين الباب مفتوحا كالمرة السابقة وجلس الآباء أمام الباب ...كانت تشعر بطيفه يحاوطها..لم تكن وحيدة أبدا..بل كان معها..
بدأ يحدثها عن نفسه وأنه حافظ القرآن الكريم كاملا ومعه إجازة بحفظه..وبأنه قد عانى كثيرا ليصل إلى أن يُملأ قلبه بحب الله والسبب في ذلك أخطاء كثيرة كانت في تربيته ولذلك فقد عزم ألا يكرر هذه الأخطاء مع أولاده وسينشأهم في بيت تحفه الطاعة وحب الله..سيحفظهم القرآن من صغرهم ويربيهم عليه..سيجعلهم رمزا قويا للإسلام والمسلمين وكذلكِ هي سيعاملها كما أمره الله ورسوله لذلك لن تخاف ولن تقلق
هل لديكِ أي أسئلة ؟!
فقالت بثبات ظاهري ولكن بداخلها فرحة عارمة:لماذا أنا؟
فقال:سأخبركِ بعد العقد..هيا قومي الآن لأحادث عمي
فقالت :ألن تسمعني وتسألني
فقال:لا أنا موافق عليكِ بكل ذرةِ فيّ بقى موافقتكِ أنتِ
لم تعرف ماذا تفعل فقامت إلى غرفتها ودخلت وراءها أمها وأمه
فقالت :سأصلي استخارة أولا
فدخل أبوها قائلا:صلي استخارة أيضا للعقد..يريد أن يعقد عليكِ غدا أيضا..حاولت الرفض ولكنه مصمم وقال أنه مستعد لأي شئ غير ذلك سيعود السعودية بعد شهرين ويريدك معه
أما هي فكانت في عالم آخر..سيعقد عليها غدا!!
صلت الاستخارة..وافقت ..
تم العقد..
تُركا وحدهما تماما..نظرت إليه وكأنها لم تستوعب بعد سرعة كرم الله ومكافأته لها واستجابة دعوات عرفة كلها..لم تستوعب بعد هذه النعمة العظيمة
نظر إليها وعيناه مليئة بالحب قائلا:لم أرد أن تتحدثي أمس كي لا يتملك شيطاني منيِ وأنتِ لستِ بحلالي وأتغزل بصوتك..أما الآن وقد أصبحتي زوجتي فلتتحدثي بما شئتي..
فقالت :لماذا أنا؟!
فقال جاذبًا إياها لصدره:خطفتيني...
#فقط_تعففي💙💝