الفصل الأول
3,481 كيلومتراً
40 ساعة قيادة بالسيارة
28 يوما من السير
لعلنا نلتقي..
______________________________________
زارين
نوبة اخرى من انعدام الرغبة بالحياة..الضجر..البكاء
استلقي على سريري منذ ان عدتُ من المدرسة..الكلمات اللاذعة لاتزال تعوم في كل ركن من ثنايا دماغي..!!!
اعانق سريري الدافئ و اراهن على انني لن انهض قبل بضعة ساعات اضافية و تانيب الضمير يلاحقني كون انه علي الدراسة لكن كل خلية من جسدي تعجز عن ذلك..تعجز عن النهوض و حشو رأسي المثقل بالمعلومات التافهة
عقلي يملك تقنية مميزة عن عقول البشرية اجمع و الا هي انه يحفظ كل الاشياء الكئيبة و المواقف السيئة بحذافيرها و يستطيع اعادة تصوير المشهد الاف المرات داخل راسي الى اللانهاية حتى ينهشني اللوم ملاين المرات
اما عن حفظ فقرة او شيء مهم داخل كتابي..هذا يبدو اشبه بالمعجزة..قد يستغرق بضعة اسطر اليوم بأسره
الهي الورطة.. لقد مضى نصف العام الدراسي تقريبا و انا عاجزة عن التركيز فعلياً
او ان عقلي يقوم برد فعل عكسي يجب علي الدراسة و هو بحالة عناد
اوه تَشَرَفَتْ..
"ارجوكِ غداً" بدأنا الشجار
___________________________
ماركو
14 شتاء مثقل بخيبتي
الى مدينتي التي هجرتها .. افتقدكِ و رفاقي و ساحاتكِ و شوارعك و هواكِ
لما الآن ويلات الحرب بدت الطف لي من وحدتي هذه..؟!
و بالفعل بدت موقع تواصل الاجتماعي نافذة جيدة للتواصل مع من بقي بالوطن..و لست ادرى كم من الوقت هم سيصمدون صدقاً..او حتى ان كانوا سيصمدون اكثر..
"تسجيل الاشتراك..ها انا ذا" اعترف انني لست متحمسا جدا الا انه الفضول لاكتشاف هذا الموقع..لم اكن متحمساً يوماً..
حسنا..لم اظن ان هذا سيساعد كثيرا حينها..الا انني بقيت اقضي معظم وقتي على الفيسبوك كي اشتِّتَ نفسي عن فوضى المنزل و وحدتي و حنيني للوطن و رفاقي و بالطبع..عائلتي التي لا تكف عن الشجار
اراهن ان كنا قد نشأنا بهذه البلدة منذ زمن لكانوا قد ابعدونا عن والدينا..هذه البيئة الخطأ لينشأ فيها طفل سليم..
قمت بإضافة حسابي للعديد من المجموعات حتى اصبحت اقضي معظم وقتي على هذا التطبيق..انه حقا يساعد لقتل الوقت و ايضاً بهذه الطريقة بتُ املك بعض الرفاق الجدد كجان و مانا التي بدورها عرفتني على الينا عبر دردشة جماعية
لست انكر... اظن انني اردت المزيد و المزيد من الاصدقاء بسبب كثرة الاحاديث المضحكة و الاطمئنان على حالي اللذان ساعداني جدا للخروج من عزلتي
و مما لاشك انه بمرور الوقت قد اعجبت بها وهي كذلك ولكن لم نتحدث بشأن هذا
اننا نتحدث عن مراهقين فارغا الاعمال يتبادلا الاحاديث طوال النهار بالطبع سيحبان بعضهما البعض..و حقا ما اثار ريبتي اختفائها عن الفايسبوك لمدة يومان
و بمجرد مرور الثماني و الاربعين ساعة عادت لي كل بعثرتي و وحدتي و الالامي..ادركت انه يتوجب علي ان احدث صديقة الينا مانا..و هي لم تكن تحمل الاخبار الجيدة صدقاً..
امها قد علمت انها تحدث شاباً ما على الفايسبوك..و في مجتمع عربي هذه تعتبر خطيئة..
_____________________________
زارين
الاكتاب يحتوي قلبي..يبطن كل انش مني حتى صار جزءً من هويتي و كياني
انه فقط اي شيء يضغط على اعصابي..يجعلني افكر بالامر حتى الجنون
الافكار المتناقضة و جميعها صحيحة الا ان الاعتدال بالصواب صعب
لما اشعر و كانه نوع من وسواس قهري..؟!
بحاجة ماسة لحضنٍ دافئ يقيني من الخوف و يحميني..
لكن هذا فعلياً هو اشبه بمعجزة مع عائلتي التي لا تربطني بهم اي علاقة روحية و مع كرهي للرجال الذي اخال انه سيبقيني عذراء لالف عام اضافي
احتياجاتي العاطفية الماسة الهائلة و كرهي لبني البشعر جعلوني اعيش قصصاً وهمية ساعات طويلة جدا من الخيال داخل رأسي
على الاقل..انه ارحم من الواقع..
ولا آلام هناك ايضا..
لربما احتياجاتي العاطفية اكثر من غيري..او انني فاقدة له منذ نعومة اظافري و هذا ما يفسر عقدي
وجودي برمتة خطأ..هذه الفكرة لا تفارقني..
قضيت غالبية حياتي انفث احلامي العابثة و شبابي الضائع على الورق..ليته يصبح واقعا يوماً..الشخصيات العالقة في رأسي..و العائلة الحنون..الحبيب اللطيف المهتم..
ليست و كانها احلاماً خياليةً جداً..الا انها حقوقي الغير متاحة..
اسمع صوت الضحكات العالية لادرك ان الاستاذ قام بالتلويح لي و انا لم اكن واعية..الهي يجب ان اتخلص من هذا التفكير العابث اللعين..
من الجيد ان الحصة قد انتهت اخيرا لانني جائعة جداً..الطعام فقط انه دواء روحي..
"اننا في الواقع حائرون..لكن غالبا سيتم الزفاف بعد الثانوية مباشرة..هو مستعجل جدا على الزواج" ها قد بدأت بالثرثرة عن خطيبها و عن كم انه يعشقها و متيمم بها و كم انه رائع..
اشفق على فتاة حياتها عبارة رجل
و كان حياتك عبارة عن اي شي غير النكد..اخرس انت
لوهلة شعرت و كانني بحاجة رجلٍ كي يمنحني الحب..لكني واثقة انهُ لاحقاً سيكسر قلبي..
اي علاقة قبل سن العشرين اجدها علاقة فاشلة..
و ان كان الشاب تجاوز سن العشرين و الفتاة اقل من ذلك فهو يخدعها..
اما ان كان كليهما تحت العشرين..فهما فقط اطفال..ان اكثر ما هو مضحك بهذا النوع من العلاقات حينما ينفصلان و تبدأ الفتاة بجرح يديها حتى تثير شفقته حتى تبدأ صديقاتها بارسال الصور له لعل ان يحن قلبه و يعود لها..سأتقيأ
و ايضا لما جميع الشبان بنهاية كل علاقة يقولون الجملة ذاتها انتِ شخص جيد و تستحقين الافضل مني..؟!
الامر برمته مضحك..حمداً انني لم اتورط بعد
اغير رأيي لست احتاج رجلا ولا فضائي انا جيدة مع نفسي..
بأي حال ان وجد هو لن يستطيع استحمالي اكثر من ثلاثة ايام..يوم للتعارف يوم للشجار يوم للانفصال
و بعدها يذهب للمصحة العقلية
انا بحاجة لشاب اربيه على يدي منذ صغره..لانه لا احد سيحتمل جنوني
سيأخذ طباعي في هذه الحال..و هذا لا يطاق ايضاً..
حسنا اعترف سابقى عذراء للابد إذاً
__________________________
ماركو
اليوم الثاني على اختفاء الينا..
كنا نتحدث طوال الوقت..و حينما رحلت فجأة..ادركت حجم الفجوة الفارغة في قلبي..هي فقط ملأتني و لم اعد اطيق صبراً على فراقها حتى انني ارسلت العديد من الرسائل..انه اليوم الثاني فقط..
"خبر سيء" اخبرتني مانا برسالة و انا بدأ قلبي يقرع اجراس الفزع
"الينا بخير..؟" سألت
"والدتها علمت بشأن انها تحادث شاباً..و صادرت الهاتف" و كان كل الاحباط في العالم علق بمنتصف صدري..هي لن تجعلها تحدثني مجدداً..
40 ساعة قيادة بالسيارة
28 يوما من السير
لعلنا نلتقي..
______________________________________
زارين
نوبة اخرى من انعدام الرغبة بالحياة..الضجر..البكاء
استلقي على سريري منذ ان عدتُ من المدرسة..الكلمات اللاذعة لاتزال تعوم في كل ركن من ثنايا دماغي..!!!
اعانق سريري الدافئ و اراهن على انني لن انهض قبل بضعة ساعات اضافية و تانيب الضمير يلاحقني كون انه علي الدراسة لكن كل خلية من جسدي تعجز عن ذلك..تعجز عن النهوض و حشو رأسي المثقل بالمعلومات التافهة
عقلي يملك تقنية مميزة عن عقول البشرية اجمع و الا هي انه يحفظ كل الاشياء الكئيبة و المواقف السيئة بحذافيرها و يستطيع اعادة تصوير المشهد الاف المرات داخل راسي الى اللانهاية حتى ينهشني اللوم ملاين المرات
اما عن حفظ فقرة او شيء مهم داخل كتابي..هذا يبدو اشبه بالمعجزة..قد يستغرق بضعة اسطر اليوم بأسره
الهي الورطة.. لقد مضى نصف العام الدراسي تقريبا و انا عاجزة عن التركيز فعلياً
او ان عقلي يقوم برد فعل عكسي يجب علي الدراسة و هو بحالة عناد
اوه تَشَرَفَتْ..
"ارجوكِ غداً" بدأنا الشجار
___________________________
ماركو
14 شتاء مثقل بخيبتي
الى مدينتي التي هجرتها .. افتقدكِ و رفاقي و ساحاتكِ و شوارعك و هواكِ
لما الآن ويلات الحرب بدت الطف لي من وحدتي هذه..؟!
و بالفعل بدت موقع تواصل الاجتماعي نافذة جيدة للتواصل مع من بقي بالوطن..و لست ادرى كم من الوقت هم سيصمدون صدقاً..او حتى ان كانوا سيصمدون اكثر..
"تسجيل الاشتراك..ها انا ذا" اعترف انني لست متحمسا جدا الا انه الفضول لاكتشاف هذا الموقع..لم اكن متحمساً يوماً..
حسنا..لم اظن ان هذا سيساعد كثيرا حينها..الا انني بقيت اقضي معظم وقتي على الفيسبوك كي اشتِّتَ نفسي عن فوضى المنزل و وحدتي و حنيني للوطن و رفاقي و بالطبع..عائلتي التي لا تكف عن الشجار
اراهن ان كنا قد نشأنا بهذه البلدة منذ زمن لكانوا قد ابعدونا عن والدينا..هذه البيئة الخطأ لينشأ فيها طفل سليم..
قمت بإضافة حسابي للعديد من المجموعات حتى اصبحت اقضي معظم وقتي على هذا التطبيق..انه حقا يساعد لقتل الوقت و ايضاً بهذه الطريقة بتُ املك بعض الرفاق الجدد كجان و مانا التي بدورها عرفتني على الينا عبر دردشة جماعية
لست انكر... اظن انني اردت المزيد و المزيد من الاصدقاء بسبب كثرة الاحاديث المضحكة و الاطمئنان على حالي اللذان ساعداني جدا للخروج من عزلتي
و مما لاشك انه بمرور الوقت قد اعجبت بها وهي كذلك ولكن لم نتحدث بشأن هذا
اننا نتحدث عن مراهقين فارغا الاعمال يتبادلا الاحاديث طوال النهار بالطبع سيحبان بعضهما البعض..و حقا ما اثار ريبتي اختفائها عن الفايسبوك لمدة يومان
و بمجرد مرور الثماني و الاربعين ساعة عادت لي كل بعثرتي و وحدتي و الالامي..ادركت انه يتوجب علي ان احدث صديقة الينا مانا..و هي لم تكن تحمل الاخبار الجيدة صدقاً..
امها قد علمت انها تحدث شاباً ما على الفايسبوك..و في مجتمع عربي هذه تعتبر خطيئة..
_____________________________
زارين
الاكتاب يحتوي قلبي..يبطن كل انش مني حتى صار جزءً من هويتي و كياني
انه فقط اي شيء يضغط على اعصابي..يجعلني افكر بالامر حتى الجنون
الافكار المتناقضة و جميعها صحيحة الا ان الاعتدال بالصواب صعب
لما اشعر و كانه نوع من وسواس قهري..؟!
بحاجة ماسة لحضنٍ دافئ يقيني من الخوف و يحميني..
لكن هذا فعلياً هو اشبه بمعجزة مع عائلتي التي لا تربطني بهم اي علاقة روحية و مع كرهي للرجال الذي اخال انه سيبقيني عذراء لالف عام اضافي
احتياجاتي العاطفية الماسة الهائلة و كرهي لبني البشعر جعلوني اعيش قصصاً وهمية ساعات طويلة جدا من الخيال داخل رأسي
على الاقل..انه ارحم من الواقع..
ولا آلام هناك ايضا..
لربما احتياجاتي العاطفية اكثر من غيري..او انني فاقدة له منذ نعومة اظافري و هذا ما يفسر عقدي
وجودي برمتة خطأ..هذه الفكرة لا تفارقني..
قضيت غالبية حياتي انفث احلامي العابثة و شبابي الضائع على الورق..ليته يصبح واقعا يوماً..الشخصيات العالقة في رأسي..و العائلة الحنون..الحبيب اللطيف المهتم..
ليست و كانها احلاماً خياليةً جداً..الا انها حقوقي الغير متاحة..
اسمع صوت الضحكات العالية لادرك ان الاستاذ قام بالتلويح لي و انا لم اكن واعية..الهي يجب ان اتخلص من هذا التفكير العابث اللعين..
من الجيد ان الحصة قد انتهت اخيرا لانني جائعة جداً..الطعام فقط انه دواء روحي..
"اننا في الواقع حائرون..لكن غالبا سيتم الزفاف بعد الثانوية مباشرة..هو مستعجل جدا على الزواج" ها قد بدأت بالثرثرة عن خطيبها و عن كم انه يعشقها و متيمم بها و كم انه رائع..
اشفق على فتاة حياتها عبارة رجل
و كان حياتك عبارة عن اي شي غير النكد..اخرس انت
لوهلة شعرت و كانني بحاجة رجلٍ كي يمنحني الحب..لكني واثقة انهُ لاحقاً سيكسر قلبي..
اي علاقة قبل سن العشرين اجدها علاقة فاشلة..
و ان كان الشاب تجاوز سن العشرين و الفتاة اقل من ذلك فهو يخدعها..
اما ان كان كليهما تحت العشرين..فهما فقط اطفال..ان اكثر ما هو مضحك بهذا النوع من العلاقات حينما ينفصلان و تبدأ الفتاة بجرح يديها حتى تثير شفقته حتى تبدأ صديقاتها بارسال الصور له لعل ان يحن قلبه و يعود لها..سأتقيأ
و ايضا لما جميع الشبان بنهاية كل علاقة يقولون الجملة ذاتها انتِ شخص جيد و تستحقين الافضل مني..؟!
الامر برمته مضحك..حمداً انني لم اتورط بعد
اغير رأيي لست احتاج رجلا ولا فضائي انا جيدة مع نفسي..
بأي حال ان وجد هو لن يستطيع استحمالي اكثر من ثلاثة ايام..يوم للتعارف يوم للشجار يوم للانفصال
و بعدها يذهب للمصحة العقلية
انا بحاجة لشاب اربيه على يدي منذ صغره..لانه لا احد سيحتمل جنوني
سيأخذ طباعي في هذه الحال..و هذا لا يطاق ايضاً..
حسنا اعترف سابقى عذراء للابد إذاً
__________________________
ماركو
اليوم الثاني على اختفاء الينا..
كنا نتحدث طوال الوقت..و حينما رحلت فجأة..ادركت حجم الفجوة الفارغة في قلبي..هي فقط ملأتني و لم اعد اطيق صبراً على فراقها حتى انني ارسلت العديد من الرسائل..انه اليوم الثاني فقط..
"خبر سيء" اخبرتني مانا برسالة و انا بدأ قلبي يقرع اجراس الفزع
"الينا بخير..؟" سألت
"والدتها علمت بشأن انها تحادث شاباً..و صادرت الهاتف" و كان كل الاحباط في العالم علق بمنتصف صدري..هي لن تجعلها تحدثني مجدداً..
Коментарі