1
єχσтι¢_ѕυη
تنهدت بإرتياح بعد ان احتسيت رشفة من قهوتي السوداء لأضع الكوب على المكتب و انظر عبر الاوراق امام مكتبي ، اراجع الكتب التي تم استعادتها .
يوم هادئ و مريح كما احبه، لذا اخترت ذلك العمل، امينة مكتبة، فقط الهدوء و الكثير من الكتب لا ازعاج و لا فوضى ذلك العالم الخارجي، حيث لا يوجد سوى عالمي الهادئ المريح ، تنهدت بإرتياح مجدداً لتعلوا إبتسامة راضية على وجهي بينما انظر من خلال الزجاج إلى الثلج المتساقط فالخارج .
" انه هنا مجدداً " همست بورا صديقتي بجانب اذنبي بنبرتها المتسلية الماكرة لتختفي إبتسامتى و انظر لها بإنزعاج قبل ان التفت لألقي نظرة على ذلك المزعج القادم ، كان على ان اعلم انني لن احظى بيومي الهادئ للنهاية .
" يا إلهى، ها نحن، لا اعلم ما الذي يحضره إلى هنا، انه لا يبدوا كشخص يهتم بقراءة اى شئ سوى اسماء الألعاب الإلكترونية " اخبرتها بنبرة متهكمة لأعيد نظري للأوراق مجدداً احاول تجاهل وجوده كلياً.
" احقاً لا تعلمين ما الذي يحضره هنا؟ " اخبرتني بإبتسامة ماكرة اخرى على وجهها لأنظر لها بوجه خالي من التعابير " و ما ادراني بهذا؟ "
اصدرت صوت تهكمي لأنظر له بإنزعاج " انتي حقاً لا فائدة منكي ... على اى حال حاولي ان تتصرفي ببعض اللطف معه ، على الذهاب لأراجع قسم بي "
تركتني وحدي لأعود بنظري لأوراقي، لكن كيف استطيع التركيز و ذلك الكتلة من الفوضى امامي، يتحرك في المكان بعشوائية بينما يقوم بمراقبتي بنظراته، حسن فقط على تجاهله و اقوم بالتركيز على عملي.
انتفضت من مكاني على صوت رنين نغمة مزعجة و صاخبة لألعن بداخلي و انا القي بنظرات غاضبة نحو مصدر الإزعاج .
" يااا، ماذا تريد ؟ " اكمل تلك الفوضى بصوته المزعج.
" لقد طفح الكيل حقاً " نهضت من مقعدي لأتجه نحوه بخطوات سريعة.
" ما الذي تظن نفسك تفعله؟ ، لست هنا في مقهى عام، انها مكتبة يمنع استخدام الهواتف و التحدث بصوت عالي ، انت تزعج الآخرين هنا " ضغطت على فكي بقوة بينما اشير نحو اللافتة القريبة منه .
" سأتحدث معك فيما بعد ، على ان اغلق الأن " اخبر من على الهاتف بنفس الصوت الصاخب و كأنني تحدثت معه بلغة فضائية .
التفت ليلقي نظرة بطيئة حول المكان ليعيد نظره لي مجدداً " لكنني لا ارى احد هنا على اى حال "
" بل يوجد، مرحبا انا هنا " اخبرته بينما الوح امام وجهه " و انت تزعجني حقاً يا هذا، و لا استطيع التركيز على عملي "
" اسمي بارك تشانيول "
" لا اهتم، فقط توقف عن خرق القوانين او اذهب من هنا " حركت كتفاى بعدم اكتراث التفت للعودة لمكتبي.
" لي سيرا، اليس كذلك؟ "
التفت له مجدداً بوجه خالي من التعابير " المكتبة العامة ليس مكان للتعارف سيد بارك بل للقراءة "
" إذاً ما رأيك بان نتناول القهوة بعد إنتهاء دوامك؟ " اخبرني بإبتسامة واسعة و بنظرة مليئة بالإصرار.
" لا " اجبته بإختصار و التفت مبتعدة عنه لأقطع ذلك الهراء الذي طال اكثر من اللازم عائدة إلي مكتبي.
" لما لا؟ " انتفضت مجدداً من مكاني بعد ان فزعت من صوته المفاجئ امام مكتبي ، يا إلهي ذلك الأحمق سوف يصيبني بنوبة قلبية يوماً ما.
" لأنني لا اريد " اجبته بنبرة تهكمية قبل ان اكمل مجدداً " لذا إذا سمحت ارغب ان انهي عملي " تنهد بإحباط قبل ان يلتفت مجدداً مبتعداً عن مكتبي.
" اين ذهب؟ " رفعت رأسي نحو بورا لأجدها تبحث بنظرها حول المكان بتساؤل، لأنظر بتردد نحو المكان لأجده خالي.
" و ما ادراني، من الجيد انه ذهب "
" ليس من عادته الرحيل مبكراً هكذا، هل حدث شئ اثناء غيابي؟ " تسائلت بنظرات فضولية لأرتبك اكثر، هل تماديت كثيراً معه هذه المرة؟ لا لم افعل شيئاً لقد فعلت ما يجب فعله.
" صنع المزيد من الفوضى كعادته ليس بالجديد "
" و...؟ " عقدت ذراعيها منتظرة ان اكمل لأتنهد بضجر.
" عرض ان اتناول القهوة معه و رفضت " اخبرتها بعدم اكتراث.
" و انتي ماذا؟! ، اتمزحين معي؟ ، لما فعلتي هذا و اللعنة سيرا " صرخت بي بتذمر بينما تهبط على الكرسي امام المكتب بصدمة.
" و ماذا فعلت؟ ، و توقفي عن اللعن و الصراخ ماذا إن آتى احداً الأن "
" لا اهتم، انه ليس موضوعنا الأن، انه كتلة من اللطافة و الوسامة، منذ اسبوع و هو يأتي إلى هنا كل يوم يحاول التقرب منكي، يا إلهي لما فعلتي هذا؟ ، انتي حقاً مفسدة للمتعة "
" واعديه انتي ان اردتي، انا سعيدة بحياتي كما هى "
" لا يمكنكي ان تكوني وحيدة للأبد " تنهدت بإنزعاج لأنظر لها بإنزعاج.
" حسناً، سوف اتوقف ، فقط توقفي على القسوة عليه، انه لا يستحق منكي كل هذا "
**************
" اتمنى ان يكون الأمر هام حقاً سيهون ، و الا لست مسؤول ان قمت بقتلك "
دخل تشانيول مندفعاً نحو غرفة مكتب كبيرة انيقة لينظر نحو الجالس على المكتب بإنزعاج.
" انا هنا من يفترض ان ينزعج و يصرخ و ليس انت، ما خطبك و اللعنة، منذ اسبوع و انت تتأخر على العمل، ما الذي يحدث معك، لدينا الكثير من الاعمال المتأخرة هنا "
" لدي شئ خاص اتولى امره "
" اىً كان الأمر، عليك ان تقوم بتأجيله قليلاً الا ان تنتهي صفقة شركة Kim الصناعية ، انها صفقة هامة "
" ليس هناك داعي لكل ذلك القلق، انه صديقنا ، كما انه اتصل بي و قام بدعوتي لقضاء اجازة عيد الميلاد في منزل عائلته ، و لنتباحث بشأن الاتفاقية ، لا تقلق سيسير كل شئ على ما يرام، انت فقط دائماً ما توتر نفسك دون حاجة، و الأن دعني اذهب لأرى اموري الخاصة " اخبره بعجلة ليلتفت بإتجاه الباب ليوقفه سيهون ساحباً اياه من معطفه ليتوقف في ترنح.
" لا صداقة بما يتعلق بالعمل انها قاعدتك، و لا تشانيول ليس هذه المرة، لن تتركني مع كل تلك الأعمال، لدينا اجتماع مع طاقم العمل و اوراق تحتاج إلى توقيعك "
" انت شريكي، و لديك صلاحية التوقيع بدلاً عني ، لما لا تدعني اذهب فحسب " تحدث معه بتذمر طفولي .
" يا إلهي، انظر كيف تتحدث، من يراك و انت تتهرب من العمل كالاطفال مستحيل ان يصدق انك رئيس لأكبر شركات التكنولوجيا في كوريا " نظر له بإستياء قبل ان يتنهد بيأس.
سيهون " من هى؟ "
تشانيول " ماذا؟ "
" الفتاة التي تجعلك تتصرف كالأخرق هكذا ؟ " سأله سيهون بإبتسامة ساخرة.
" ماذا؟! كيف علمت؟ " صرخ بتفاجئ و إرتباك ليبادله صديقه بتهكم.
" ليس و كأنك تجيد إجفاء الأمر، لم يتبقى سوا ان تحضر لافتة مكتوب عليها انا واقع فالحب " اخفض تشانيول رأسه بإرتباك ليبعثر شعره بفوضاوية.
" انا فقط لم اجرب ذلك من قبل، انها تقودني للجنون ، لا استطيع ان اوقف رغبتي برؤيتها و لكنها دائماً تصدني " اخبره بنظرات محبطة ليتنهد بيأس.
" كل ما يمكنني ان اخبرك اياه، إن كنت حقاً معجب بها، لا تستلم ، ستحصل عليها " اخبرني لتتسع إبتسامته بتفائل.
" معك حق، سوف اذهب إليها إذاً " كاد ان يركض خارجاً ليمسكه سيهون مجدداً من معطفه.
" يااا، ما زال لدينا الكثير من العمل حقاً، لن تذهب قبل ان ننتهي "
" انت حقاً مزعج سيهون " صرخ به تشانيول بإنزعاج ليتنهد بإستسلام .
****************
" لا داعي لكل ذلك حقاً، بإمكاني الحضور بنفسي ، كما انني استمتع بقيادة سيلي بنفسي " تنهدت بإنزعاج بينما احاول اقناع اخي عبر الهاتف انه لن يحدث لي شئ إذا قدت للمنزل لوحدي.
" لا اعلم لما مازلتي محتفظة بتلك السيارة المزعجة، لا يمكنني الاطمئنان عندما تقومين بقيادتها، كما انها تثلج كثيراً اليوم لا يمكنني الأطمئنان ، و الطريق من سيؤل إلى بوسان طويل "
" توقف عن إهانة سيلي، انها سيارة رائعة بالنسبة لي، توقف عن ازعاجي و تضيع وقتي بتلك المناقشة كل مرة حول ذلك الأمر، و دعني انتهى من تحضير حقيبتي "
" يا لكي من عنيدة مزعجة سيرا " اخبرني بتذمره الطفولي حين يغضب مني لأضحك بمرح.
" ارسل سلامي إلى يونجين و الاطفال " اغلقت الهاتف لأركز على تحضير حقيبتي .
" سيرا، الا تعلمين اين حقيبتي الزرقاء؟ " دخلت بورا إلى غرفتي بإندفاع كعادتها.
" انتي حقاً شريكة سكن فوضاوية، لقد وجدتها واقعة على الأرض البارحة بجانب جبل الملابس التي تحتاج للغسيل، لو كان شريك سكنك شخص آخر لهرب من هنا " انبتها بتذمر لتتجاهلني مغيرة الحديث.
" هل ستذهبين لقضاء العطلة مع عائلتك؟ "
" اجل، سأذهب بعد ان انتهي من تحضير حقيبتي ، و انتي ماذا ستفعلين؟ "
" السهر و الرقص طوال الليل " اخبرتني بإبتسامة متسلية لأبادلها بضحكة بينما اغلق حقيبتي.
" لا فائدة من تهورك حقاً، سوف اذهب قبل ان اتأخر، لا احب القيادة في الليل" اخبرتها بينما اتجه للباب.
" استمتعي مع عائلتك "
اتجهت نحو سيارتي الصغيرة الأرجوانية لأضع حقيبتي داخل حقيبة السيارة و اصعد بها.
ضغطت على زر تشغيل الموسيقى لتنتشر الموسيقى الهادئة لأحد سيمفونيات بيتهوڤين داخل سيارتي بينما اتأمل ذلك الطريق الطويل الهادئ امامي اللون الابيض للثلج منتشر على جانبي الطريق بروعة لأتنهد بإسترخاء.
" لا لا لا سيلي، لا يمكنك ذلك " قلتها بزعر بينما السيارة تصدر صوت غير مريح قبل ان تتوقف تماماً.
" اللعنة سيلي، لقد تشاجرت مع اخي لأجلك، لذا ارجوكي لا تخجليني و تتتعطلي " حاولت مجدداً معاها بعد ان صليت بداخلي ان تعمل مجدداً لأضرب رأسي بالمقود بعد ان فشلت في تشغيلها، لا يوجد اى مجال للهروب من التعرض للإزالال و خطاب طويل من اخي ان اغير السيارة و ما كان يجب ان آتي بها كل ذلك الطريق.
اخذت نفس عميق قبل ان اقرر الإتصال به لطلب المساعدة.
" اين هو؟ " سألت بقلق بينما ابحث عن هاتفي في حقيبة يدي، لأبدأ بالبحث فالسيارة ايضاً " لا ليس هذا ايضاً، يا إلهي " وضعت رأسي على المقود بغضب بينما اتذكر انني رميته على سريري بعد ان انهيت المكالمة و لم احضره، نظرت نحو السماء بقلق، لقد اقترب الليل اكثر و لا اثر لأى سيارة و الجو يزداد برودة.
خرجت من سيارتي لأقف مستندة عليها ابحث عن اى سيارة تقلني بينما احتضن نفسي من شدة البرودة.
مر الكثير من الوقت و انا بتلك الحالة، إلى ان بدأت استسلم و افكر بالأسوء بينما الليل قد حل على المكان من حولي، ربما يرسل اخي احداً للبحث عني و يجدني هذا ان تبقى لي قليل من الحظ بعد كل هذا، جفلت من مكاني على ذلك الصوت القادم ، هل اتوهم؟ صوت سيارة قادمة.
قفزت من مكاني بعد ان رأيت تلك السيارة السوداء القادمة من بعيد لأبدأ بالتلويح لها بقوة ، لتبدأ بالأبطاء إلى ان توقفت بالقرب مني، لأبتسم بقوة، يبدوا انه تبقى لي قليلاً من الحظ حقاً.
" شكراً لك حقاً، لا اعرف كيف يمكنني رد جميلك، كدت ان افقد الأمل ان ي.... " توقف الكلام في حلقي بعد خرج سائق السيارة لأرى وجهه.
" انت ؟!! " رجعت للخلف بصدمة بينما انظر لذلك الشخص امامي، ذلك العملاق المزعج، بارك تشانيول.
" يا لها من مصادفة رائعة " قالها بإبتسامة متكلفة بينما يستند على سيارته بتكاسل.
" ما الذي تفعله هنا؟ ، هل تطاردني؟ " سألته بنظرات منزعجة، لا ينقصني سوا ذلك المزعج الأن.
" انتي من اوقفتي سيارتي، و كنت منذ قليل تشكريني على توقفي، و الأن تتهميني بمطاردتك " اخبرني بسخرية لأتنفس بقوة من الغضب.
" حسناً، يمكنك الذهاب الأن، لم اعد اريد شيئاً منك يمكنني تدبر امري جيداً "
" مع تلك السيارة المتعطلة التي اراها خلفك، و ذلك الوقت و الطقس، كما ان اقرب محطة وقود تبعد نص ساعة من هنا ، لا اعتقد ابداً انكي ستتدبرين اى شئ مع كل هذا " اخبرني بسخرية مجدداً لأضم شفتاى معاً .
" توقف عن إهانة سيارتي، انا دائماً اسافر بها إلى بوسان، انها المرة الاولى التي تفعل هذا بها "
" انا لا اهين سيارتك العزيرة، فقط اتحدث بمنطقية حول الأمر، امامك خيارين اما الركوب معي و إيصالك او تبقي هنا إلى ان تتجمدي و تتحولي إلى شبح يزعج السيارات المارة هنا "
" ليس مضحك " اجبته بسخرية ليسألني مجدداً بنفس اللهجة الساخرة .
" إذاً ما قرارك؟ الجو يزداد سوءاً، و ارغب بالعودة إلي داخل سيارتي الدافئة "
نظرت بتردد نحوه و نحو السيارة، انه حقاً مرسل لتعذيبي " حسناً، لكن يمكنك توصيلي فقط إلى محطة البنزين و سوف اتدبر امري من هناك " اجبته بتصميم لتلمع عيناه بإنتصار، اخذت حقيبتي من السيارة و حقيبة يدي لأغلقها جيداً " كوني بخير إلى ان اعود لكي سيلي " ربطت على السيارة لأتركها و التفت باتجاه سيارة ذلك العملاق المزعج، حمل حقيبة ملابسي من يدي ليضعها في حقيبة سيارته لأدخل السيارة على مضض، ليغمرني ذلك الشعور بالدفئ بعد وقوفي كل ذلك الوقت خارجاً في ذلك البرد.
ظللنا صامتين طوال الطريق و انا احاول التركيز حتى لا اقع فالنوم.
" إذاً لما انتي ذاهبة إلى بوسان؟ " سألني قاطعاً ذلك الصمت بيننا لأنظر له بطرف عيني بجمود.
" لا اعتقد هذا يهمك "
" انا فقط احاول تسليتك، ان الطريق طويل و لا اريدك ان تشعري بالنعاس "
" انا بخير " نظر لي بتردد ليعيد تركيزه على الطريق، اسندت رأسي قليلاً على زجاج السيارة اتأمل المصابيح على جانب الطريق و حبات الثلج المتساقطة ببطئ احاول تجاهل وجوده المركب بجانبي.
" سيرا؟ افيقي لقد وصلنا " فتحت عيني بإنزعاج احاول إستيعاب ما حولي لأتذكر اين انا و التفت له بتفاجئ، متى وقعت فالنوم؟ و كيف؟
" لا ارى محطة الوقود؟ "
" نحن في بوسان الأن " اخبرني بإبتسامة منتصرة على وجهه.
" ماذا؟ منذ متى و انا نائمة؟ " سألته بإحراج و انا اشهر بوجهي يشتعل.
" منذ ساعتين، يبدوا انكي كنتي متعبة كثيرة " لما يقول هذا؟ هل سال لعابي و انا نائمة؟ هل اصدرت صوتاً؟ .
" كنت نائمة بهدوء شديد لا تقلقي ، ربما سال لعابكي قليلاً " نظر لي نظرات متسلية بينما يحاول كتم ضحكته، ماذا الأن؟ يقرأ الافكار .
" يمكنك انزالي هنا، يمكنني تدبر امري "
" هذا لن يحدث، اخبريني اين تريدين الذهاب و سوف اوصلك، لن اتركك هنا في ذلك الطقس و هذا الوقت المتأخر " تنهدت بإستسلام لأخبره بعنواني، لم ارد ان يعرف عنوان منزل عائلتي، لكنه بدا عنيد كثيراً و لن يستمع لي، بدا عليه التفاجئ، كما توقعت، لأتنهد بضجر، لهذا لم ارده ان يعرف .
وقفت السيارة امام بوابة المنزل لأفتح زجاج السيارة و الوح للحراس عبر الكاميرا ليتم فتح البوابة.
" سوف انزل هنا " اخبرته لأقوم بفك حزام الأمان استعداد للخروج، لأجده يتحرك بالسيارة، لأشعر بالرغبة بالصراخ من الإنزعاج، لا ارغب حقاً بان يراه احدا من العائلة، سوف يجدون شئ يثرثرون بشأنه بفضله .
" ها نحن ، شكرا لك على ايصالي، و اعتذر عن اهدار وقتك يمكنك الذهاب الأن " اخبرته احاول تصنع التهذيب قدر الإمكان .
" يالا لطفك " اخبرني بإبتسامة ساخرة لأفتح باب السيارة هارعة للخارج متقدمة بإتجاه باب المنزل و اقوم بقرع الجرس .
" يا إلهي سيرا، كدت ان اتصل بالشرطة، ظننت انه حدث خطب ما لكي " انفجر اخي مينسوك بتلك الكلمات في وجهي لأغلق عيناى بخجل ، كدت ان اتحدث لأشرح له ليتحدث مجدداً ناظراً خلفي " تشانيول؟ ، هل اتيتم معاً ؟! " تجمدت في مكاني، لأستدير ببطئ و انظر له لأرى نظرات منتصرة على وجهه، هل اخي يعرفه؟ ماذا يحدث هنا و اللعنة.
******************
" يا إلهي لا يمكنني تصديق ذلك، انه عقابك لأنكي لم تستمعي لي حين اخبرتكِ الا تأتي بسيلي " نظر لي اخي بضحكة ساخرة منتصرة لأقوم بغرز الشوكة في طبقي بقوة بينما انظر إلي ذلك الفتى بارك تشانيول عبر طاولة الطعام.
" هذا يكفي مينسوك توقف عن تأنيب الفتاة، و انت بني شكرا لك لإنقاذ فتاتي الصغيرة " اصبح البطل المدلل الأن لأمي ايضاً، فتاتي الصغيرة؟ سوف اصاب بنوبة.
ليس فقط انه الشخص الوحيد الذي ظهر من العدم في طريقى، لا و ايضاً يصادف انه الضيف المنتظر لأخي مينسوك ليقضي اجازة العيد معنا.
" لم افعل شئ، اى شخص كان ليفعل هذا، بالمناسبة من سيلي ؟ "
" سيارتي " اخبرته بإختصار لأقوم بتقطيع طعامي بغيظ مجدداً.
" لطيف " قالها بإبتسامة متسلية.
" لطلما كانت متهورة، اتذكر حين كانت طفلة صغيرة، ارادت ان تكون متسلقة جبال " ها نحن، و الان عرض ذكريات طفولتي ، الفقرة المفضلة لأمي، سأكون محظوظة ان لم تعرض صوري، ايضاً.
" متسلقة ؟،هذا غير متوقع من شخص يعمل في مكتبة هادئة " نظر لي بفضول لأبعد نظري عنه.
" انها مجرد احلام طفولة " اخبرته بإقتضاب حتى لا يطول ذلك الحديث.
" هذا غريب، كيف تعلم بهذا؟ هل اخبرتك بذلك " سألته زوجة اخي بنظراتها الثاقبة الخبيثة، انها مساوء ان تكون زوجة اخي محققة جرائم قتل سابقة.
" لا بل اعرفها من قبل " قال هذا لينظر الجميع إلى بعضهم بنظرات مريبة ليكمل تشانيول " ان المكتبة التي تعمل بها قريبة من الشركة، لذا امر احياناً حين يكون لدي وقت فراغ "
" يبدوا لي بانك شخص لديه وقت فراغ كبير بالنسبة لرئيس شركة " اخبرته بنظرات هجومية لينظر لي بتوتر.
" كنت اقوم ببعض الدراسات خاصة بعملي "
" في كتب الاطفال؟ " اخبرته بسخرية لينظر مينسوك له بصدمة و ينفجر في الضحك.
" انا.. اقصد الشركة تود إطلاق لعبة جديدة لذا كنت احاول معرفة ما يحبه الاطفال "
و هل من المفترض ان يقوم هذا بإقناعي ؟! نظرت له بسخرية لأخبره انني لا تصدقه، لكن يبدوا ان اخي الاحمق صدق هذا.
" لقد انتهيت، سوف اخلد للنوم " نهضت من الكرسي، مستعدة للذهاب و ترك كل تلك الفوضى اليوم، لا استطيع استيعاب كل تلك الاحداث التي حدثت حتى الان.
" يجب عليكي سيرا ان تأخذي ضيفنا لنزهة غداً لتعبري له عن شكرك لإنقاذه لكِ " تجمدت في مكاني على صوت والدتي، اغمضت عيني احاول الهدوء و رسم إبتسامة اجتماعية لأجيب بالموافقة على مضض قبل ان اعتذر للذهاب.
" انا ايضاً سوف اخلد للنوم ، هل يمكنكي ان توصليني لغرفتي؟ " تجمدت تعابير وجهي قبل ان اجيب بصعوبة " بالتأكيد "
" عائلتكِ لطيفة للغاية "
" شكرا " اجبته دون ان ادير وجهي له بينما اوصله لغرفته.
" ها هي غرفتك، تصبح على خير " اخبرته متفادية اياه لأمر من جانبه ليمنعني ممسكاً بيدي وويوقفني ، لأبتلع ما في حلقي بإرتباك ، ماذا ينوي ان يفعل و اللعنة.
" انا حقاً اتطلع للغد " اخبرني بنرة متسلية قبل ان يدخل إلى غرفته و يغلق الباب خلفه لأقف متجمدة .
********************
تنهدت بإرتياح بعد ان احتسيت رشفة من قهوتي السوداء لأضع الكوب على المكتب و انظر عبر الاوراق امام مكتبي ، اراجع الكتب التي تم استعادتها .
يوم هادئ و مريح كما احبه، لذا اخترت ذلك العمل، امينة مكتبة، فقط الهدوء و الكثير من الكتب لا ازعاج و لا فوضى ذلك العالم الخارجي، حيث لا يوجد سوى عالمي الهادئ المريح ، تنهدت بإرتياح مجدداً لتعلوا إبتسامة راضية على وجهي بينما انظر من خلال الزجاج إلى الثلج المتساقط فالخارج .
" انه هنا مجدداً " همست بورا صديقتي بجانب اذنبي بنبرتها المتسلية الماكرة لتختفي إبتسامتى و انظر لها بإنزعاج قبل ان التفت لألقي نظرة على ذلك المزعج القادم ، كان على ان اعلم انني لن احظى بيومي الهادئ للنهاية .
" يا إلهى، ها نحن، لا اعلم ما الذي يحضره إلى هنا، انه لا يبدوا كشخص يهتم بقراءة اى شئ سوى اسماء الألعاب الإلكترونية " اخبرتها بنبرة متهكمة لأعيد نظري للأوراق مجدداً احاول تجاهل وجوده كلياً.
" احقاً لا تعلمين ما الذي يحضره هنا؟ " اخبرتني بإبتسامة ماكرة اخرى على وجهها لأنظر لها بوجه خالي من التعابير " و ما ادراني بهذا؟ "
اصدرت صوت تهكمي لأنظر له بإنزعاج " انتي حقاً لا فائدة منكي ... على اى حال حاولي ان تتصرفي ببعض اللطف معه ، على الذهاب لأراجع قسم بي "
تركتني وحدي لأعود بنظري لأوراقي، لكن كيف استطيع التركيز و ذلك الكتلة من الفوضى امامي، يتحرك في المكان بعشوائية بينما يقوم بمراقبتي بنظراته، حسن فقط على تجاهله و اقوم بالتركيز على عملي.
انتفضت من مكاني على صوت رنين نغمة مزعجة و صاخبة لألعن بداخلي و انا القي بنظرات غاضبة نحو مصدر الإزعاج .
" يااا، ماذا تريد ؟ " اكمل تلك الفوضى بصوته المزعج.
" لقد طفح الكيل حقاً " نهضت من مقعدي لأتجه نحوه بخطوات سريعة.
" ما الذي تظن نفسك تفعله؟ ، لست هنا في مقهى عام، انها مكتبة يمنع استخدام الهواتف و التحدث بصوت عالي ، انت تزعج الآخرين هنا " ضغطت على فكي بقوة بينما اشير نحو اللافتة القريبة منه .
" سأتحدث معك فيما بعد ، على ان اغلق الأن " اخبر من على الهاتف بنفس الصوت الصاخب و كأنني تحدثت معه بلغة فضائية .
التفت ليلقي نظرة بطيئة حول المكان ليعيد نظره لي مجدداً " لكنني لا ارى احد هنا على اى حال "
" بل يوجد، مرحبا انا هنا " اخبرته بينما الوح امام وجهه " و انت تزعجني حقاً يا هذا، و لا استطيع التركيز على عملي "
" اسمي بارك تشانيول "
" لا اهتم، فقط توقف عن خرق القوانين او اذهب من هنا " حركت كتفاى بعدم اكتراث التفت للعودة لمكتبي.
" لي سيرا، اليس كذلك؟ "
التفت له مجدداً بوجه خالي من التعابير " المكتبة العامة ليس مكان للتعارف سيد بارك بل للقراءة "
" إذاً ما رأيك بان نتناول القهوة بعد إنتهاء دوامك؟ " اخبرني بإبتسامة واسعة و بنظرة مليئة بالإصرار.
" لا " اجبته بإختصار و التفت مبتعدة عنه لأقطع ذلك الهراء الذي طال اكثر من اللازم عائدة إلي مكتبي.
" لما لا؟ " انتفضت مجدداً من مكاني بعد ان فزعت من صوته المفاجئ امام مكتبي ، يا إلهي ذلك الأحمق سوف يصيبني بنوبة قلبية يوماً ما.
" لأنني لا اريد " اجبته بنبرة تهكمية قبل ان اكمل مجدداً " لذا إذا سمحت ارغب ان انهي عملي " تنهد بإحباط قبل ان يلتفت مجدداً مبتعداً عن مكتبي.
" اين ذهب؟ " رفعت رأسي نحو بورا لأجدها تبحث بنظرها حول المكان بتساؤل، لأنظر بتردد نحو المكان لأجده خالي.
" و ما ادراني، من الجيد انه ذهب "
" ليس من عادته الرحيل مبكراً هكذا، هل حدث شئ اثناء غيابي؟ " تسائلت بنظرات فضولية لأرتبك اكثر، هل تماديت كثيراً معه هذه المرة؟ لا لم افعل شيئاً لقد فعلت ما يجب فعله.
" صنع المزيد من الفوضى كعادته ليس بالجديد "
" و...؟ " عقدت ذراعيها منتظرة ان اكمل لأتنهد بضجر.
" عرض ان اتناول القهوة معه و رفضت " اخبرتها بعدم اكتراث.
" و انتي ماذا؟! ، اتمزحين معي؟ ، لما فعلتي هذا و اللعنة سيرا " صرخت بي بتذمر بينما تهبط على الكرسي امام المكتب بصدمة.
" و ماذا فعلت؟ ، و توقفي عن اللعن و الصراخ ماذا إن آتى احداً الأن "
" لا اهتم، انه ليس موضوعنا الأن، انه كتلة من اللطافة و الوسامة، منذ اسبوع و هو يأتي إلى هنا كل يوم يحاول التقرب منكي، يا إلهي لما فعلتي هذا؟ ، انتي حقاً مفسدة للمتعة "
" واعديه انتي ان اردتي، انا سعيدة بحياتي كما هى "
" لا يمكنكي ان تكوني وحيدة للأبد " تنهدت بإنزعاج لأنظر لها بإنزعاج.
" حسناً، سوف اتوقف ، فقط توقفي على القسوة عليه، انه لا يستحق منكي كل هذا "
**************
" اتمنى ان يكون الأمر هام حقاً سيهون ، و الا لست مسؤول ان قمت بقتلك "
دخل تشانيول مندفعاً نحو غرفة مكتب كبيرة انيقة لينظر نحو الجالس على المكتب بإنزعاج.
" انا هنا من يفترض ان ينزعج و يصرخ و ليس انت، ما خطبك و اللعنة، منذ اسبوع و انت تتأخر على العمل، ما الذي يحدث معك، لدينا الكثير من الاعمال المتأخرة هنا "
" لدي شئ خاص اتولى امره "
" اىً كان الأمر، عليك ان تقوم بتأجيله قليلاً الا ان تنتهي صفقة شركة Kim الصناعية ، انها صفقة هامة "
" ليس هناك داعي لكل ذلك القلق، انه صديقنا ، كما انه اتصل بي و قام بدعوتي لقضاء اجازة عيد الميلاد في منزل عائلته ، و لنتباحث بشأن الاتفاقية ، لا تقلق سيسير كل شئ على ما يرام، انت فقط دائماً ما توتر نفسك دون حاجة، و الأن دعني اذهب لأرى اموري الخاصة " اخبره بعجلة ليلتفت بإتجاه الباب ليوقفه سيهون ساحباً اياه من معطفه ليتوقف في ترنح.
" لا صداقة بما يتعلق بالعمل انها قاعدتك، و لا تشانيول ليس هذه المرة، لن تتركني مع كل تلك الأعمال، لدينا اجتماع مع طاقم العمل و اوراق تحتاج إلى توقيعك "
" انت شريكي، و لديك صلاحية التوقيع بدلاً عني ، لما لا تدعني اذهب فحسب " تحدث معه بتذمر طفولي .
" يا إلهي، انظر كيف تتحدث، من يراك و انت تتهرب من العمل كالاطفال مستحيل ان يصدق انك رئيس لأكبر شركات التكنولوجيا في كوريا " نظر له بإستياء قبل ان يتنهد بيأس.
سيهون " من هى؟ "
تشانيول " ماذا؟ "
" الفتاة التي تجعلك تتصرف كالأخرق هكذا ؟ " سأله سيهون بإبتسامة ساخرة.
" ماذا؟! كيف علمت؟ " صرخ بتفاجئ و إرتباك ليبادله صديقه بتهكم.
" ليس و كأنك تجيد إجفاء الأمر، لم يتبقى سوا ان تحضر لافتة مكتوب عليها انا واقع فالحب " اخفض تشانيول رأسه بإرتباك ليبعثر شعره بفوضاوية.
" انا فقط لم اجرب ذلك من قبل، انها تقودني للجنون ، لا استطيع ان اوقف رغبتي برؤيتها و لكنها دائماً تصدني " اخبره بنظرات محبطة ليتنهد بيأس.
" كل ما يمكنني ان اخبرك اياه، إن كنت حقاً معجب بها، لا تستلم ، ستحصل عليها " اخبرني لتتسع إبتسامته بتفائل.
" معك حق، سوف اذهب إليها إذاً " كاد ان يركض خارجاً ليمسكه سيهون مجدداً من معطفه.
" يااا، ما زال لدينا الكثير من العمل حقاً، لن تذهب قبل ان ننتهي "
" انت حقاً مزعج سيهون " صرخ به تشانيول بإنزعاج ليتنهد بإستسلام .
****************
" لا داعي لكل ذلك حقاً، بإمكاني الحضور بنفسي ، كما انني استمتع بقيادة سيلي بنفسي " تنهدت بإنزعاج بينما احاول اقناع اخي عبر الهاتف انه لن يحدث لي شئ إذا قدت للمنزل لوحدي.
" لا اعلم لما مازلتي محتفظة بتلك السيارة المزعجة، لا يمكنني الاطمئنان عندما تقومين بقيادتها، كما انها تثلج كثيراً اليوم لا يمكنني الأطمئنان ، و الطريق من سيؤل إلى بوسان طويل "
" توقف عن إهانة سيلي، انها سيارة رائعة بالنسبة لي، توقف عن ازعاجي و تضيع وقتي بتلك المناقشة كل مرة حول ذلك الأمر، و دعني انتهى من تحضير حقيبتي "
" يا لكي من عنيدة مزعجة سيرا " اخبرني بتذمره الطفولي حين يغضب مني لأضحك بمرح.
" ارسل سلامي إلى يونجين و الاطفال " اغلقت الهاتف لأركز على تحضير حقيبتي .
" سيرا، الا تعلمين اين حقيبتي الزرقاء؟ " دخلت بورا إلى غرفتي بإندفاع كعادتها.
" انتي حقاً شريكة سكن فوضاوية، لقد وجدتها واقعة على الأرض البارحة بجانب جبل الملابس التي تحتاج للغسيل، لو كان شريك سكنك شخص آخر لهرب من هنا " انبتها بتذمر لتتجاهلني مغيرة الحديث.
" هل ستذهبين لقضاء العطلة مع عائلتك؟ "
" اجل، سأذهب بعد ان انتهي من تحضير حقيبتي ، و انتي ماذا ستفعلين؟ "
" السهر و الرقص طوال الليل " اخبرتني بإبتسامة متسلية لأبادلها بضحكة بينما اغلق حقيبتي.
" لا فائدة من تهورك حقاً، سوف اذهب قبل ان اتأخر، لا احب القيادة في الليل" اخبرتها بينما اتجه للباب.
" استمتعي مع عائلتك "
اتجهت نحو سيارتي الصغيرة الأرجوانية لأضع حقيبتي داخل حقيبة السيارة و اصعد بها.
ضغطت على زر تشغيل الموسيقى لتنتشر الموسيقى الهادئة لأحد سيمفونيات بيتهوڤين داخل سيارتي بينما اتأمل ذلك الطريق الطويل الهادئ امامي اللون الابيض للثلج منتشر على جانبي الطريق بروعة لأتنهد بإسترخاء.
" لا لا لا سيلي، لا يمكنك ذلك " قلتها بزعر بينما السيارة تصدر صوت غير مريح قبل ان تتوقف تماماً.
" اللعنة سيلي، لقد تشاجرت مع اخي لأجلك، لذا ارجوكي لا تخجليني و تتتعطلي " حاولت مجدداً معاها بعد ان صليت بداخلي ان تعمل مجدداً لأضرب رأسي بالمقود بعد ان فشلت في تشغيلها، لا يوجد اى مجال للهروب من التعرض للإزالال و خطاب طويل من اخي ان اغير السيارة و ما كان يجب ان آتي بها كل ذلك الطريق.
اخذت نفس عميق قبل ان اقرر الإتصال به لطلب المساعدة.
" اين هو؟ " سألت بقلق بينما ابحث عن هاتفي في حقيبة يدي، لأبدأ بالبحث فالسيارة ايضاً " لا ليس هذا ايضاً، يا إلهي " وضعت رأسي على المقود بغضب بينما اتذكر انني رميته على سريري بعد ان انهيت المكالمة و لم احضره، نظرت نحو السماء بقلق، لقد اقترب الليل اكثر و لا اثر لأى سيارة و الجو يزداد برودة.
خرجت من سيارتي لأقف مستندة عليها ابحث عن اى سيارة تقلني بينما احتضن نفسي من شدة البرودة.
مر الكثير من الوقت و انا بتلك الحالة، إلى ان بدأت استسلم و افكر بالأسوء بينما الليل قد حل على المكان من حولي، ربما يرسل اخي احداً للبحث عني و يجدني هذا ان تبقى لي قليل من الحظ بعد كل هذا، جفلت من مكاني على ذلك الصوت القادم ، هل اتوهم؟ صوت سيارة قادمة.
قفزت من مكاني بعد ان رأيت تلك السيارة السوداء القادمة من بعيد لأبدأ بالتلويح لها بقوة ، لتبدأ بالأبطاء إلى ان توقفت بالقرب مني، لأبتسم بقوة، يبدوا انه تبقى لي قليلاً من الحظ حقاً.
" شكراً لك حقاً، لا اعرف كيف يمكنني رد جميلك، كدت ان افقد الأمل ان ي.... " توقف الكلام في حلقي بعد خرج سائق السيارة لأرى وجهه.
" انت ؟!! " رجعت للخلف بصدمة بينما انظر لذلك الشخص امامي، ذلك العملاق المزعج، بارك تشانيول.
" يا لها من مصادفة رائعة " قالها بإبتسامة متكلفة بينما يستند على سيارته بتكاسل.
" ما الذي تفعله هنا؟ ، هل تطاردني؟ " سألته بنظرات منزعجة، لا ينقصني سوا ذلك المزعج الأن.
" انتي من اوقفتي سيارتي، و كنت منذ قليل تشكريني على توقفي، و الأن تتهميني بمطاردتك " اخبرني بسخرية لأتنفس بقوة من الغضب.
" حسناً، يمكنك الذهاب الأن، لم اعد اريد شيئاً منك يمكنني تدبر امري جيداً "
" مع تلك السيارة المتعطلة التي اراها خلفك، و ذلك الوقت و الطقس، كما ان اقرب محطة وقود تبعد نص ساعة من هنا ، لا اعتقد ابداً انكي ستتدبرين اى شئ مع كل هذا " اخبرني بسخرية مجدداً لأضم شفتاى معاً .
" توقف عن إهانة سيارتي، انا دائماً اسافر بها إلى بوسان، انها المرة الاولى التي تفعل هذا بها "
" انا لا اهين سيارتك العزيرة، فقط اتحدث بمنطقية حول الأمر، امامك خيارين اما الركوب معي و إيصالك او تبقي هنا إلى ان تتجمدي و تتحولي إلى شبح يزعج السيارات المارة هنا "
" ليس مضحك " اجبته بسخرية ليسألني مجدداً بنفس اللهجة الساخرة .
" إذاً ما قرارك؟ الجو يزداد سوءاً، و ارغب بالعودة إلي داخل سيارتي الدافئة "
نظرت بتردد نحوه و نحو السيارة، انه حقاً مرسل لتعذيبي " حسناً، لكن يمكنك توصيلي فقط إلى محطة البنزين و سوف اتدبر امري من هناك " اجبته بتصميم لتلمع عيناه بإنتصار، اخذت حقيبتي من السيارة و حقيبة يدي لأغلقها جيداً " كوني بخير إلى ان اعود لكي سيلي " ربطت على السيارة لأتركها و التفت باتجاه سيارة ذلك العملاق المزعج، حمل حقيبة ملابسي من يدي ليضعها في حقيبة سيارته لأدخل السيارة على مضض، ليغمرني ذلك الشعور بالدفئ بعد وقوفي كل ذلك الوقت خارجاً في ذلك البرد.
ظللنا صامتين طوال الطريق و انا احاول التركيز حتى لا اقع فالنوم.
" إذاً لما انتي ذاهبة إلى بوسان؟ " سألني قاطعاً ذلك الصمت بيننا لأنظر له بطرف عيني بجمود.
" لا اعتقد هذا يهمك "
" انا فقط احاول تسليتك، ان الطريق طويل و لا اريدك ان تشعري بالنعاس "
" انا بخير " نظر لي بتردد ليعيد تركيزه على الطريق، اسندت رأسي قليلاً على زجاج السيارة اتأمل المصابيح على جانب الطريق و حبات الثلج المتساقطة ببطئ احاول تجاهل وجوده المركب بجانبي.
" سيرا؟ افيقي لقد وصلنا " فتحت عيني بإنزعاج احاول إستيعاب ما حولي لأتذكر اين انا و التفت له بتفاجئ، متى وقعت فالنوم؟ و كيف؟
" لا ارى محطة الوقود؟ "
" نحن في بوسان الأن " اخبرني بإبتسامة منتصرة على وجهه.
" ماذا؟ منذ متى و انا نائمة؟ " سألته بإحراج و انا اشهر بوجهي يشتعل.
" منذ ساعتين، يبدوا انكي كنتي متعبة كثيرة " لما يقول هذا؟ هل سال لعابي و انا نائمة؟ هل اصدرت صوتاً؟ .
" كنت نائمة بهدوء شديد لا تقلقي ، ربما سال لعابكي قليلاً " نظر لي نظرات متسلية بينما يحاول كتم ضحكته، ماذا الأن؟ يقرأ الافكار .
" يمكنك انزالي هنا، يمكنني تدبر امري "
" هذا لن يحدث، اخبريني اين تريدين الذهاب و سوف اوصلك، لن اتركك هنا في ذلك الطقس و هذا الوقت المتأخر " تنهدت بإستسلام لأخبره بعنواني، لم ارد ان يعرف عنوان منزل عائلتي، لكنه بدا عنيد كثيراً و لن يستمع لي، بدا عليه التفاجئ، كما توقعت، لأتنهد بضجر، لهذا لم ارده ان يعرف .
وقفت السيارة امام بوابة المنزل لأفتح زجاج السيارة و الوح للحراس عبر الكاميرا ليتم فتح البوابة.
" سوف انزل هنا " اخبرته لأقوم بفك حزام الأمان استعداد للخروج، لأجده يتحرك بالسيارة، لأشعر بالرغبة بالصراخ من الإنزعاج، لا ارغب حقاً بان يراه احدا من العائلة، سوف يجدون شئ يثرثرون بشأنه بفضله .
" ها نحن ، شكرا لك على ايصالي، و اعتذر عن اهدار وقتك يمكنك الذهاب الأن " اخبرته احاول تصنع التهذيب قدر الإمكان .
" يالا لطفك " اخبرني بإبتسامة ساخرة لأفتح باب السيارة هارعة للخارج متقدمة بإتجاه باب المنزل و اقوم بقرع الجرس .
" يا إلهي سيرا، كدت ان اتصل بالشرطة، ظننت انه حدث خطب ما لكي " انفجر اخي مينسوك بتلك الكلمات في وجهي لأغلق عيناى بخجل ، كدت ان اتحدث لأشرح له ليتحدث مجدداً ناظراً خلفي " تشانيول؟ ، هل اتيتم معاً ؟! " تجمدت في مكاني، لأستدير ببطئ و انظر له لأرى نظرات منتصرة على وجهه، هل اخي يعرفه؟ ماذا يحدث هنا و اللعنة.
******************
" يا إلهي لا يمكنني تصديق ذلك، انه عقابك لأنكي لم تستمعي لي حين اخبرتكِ الا تأتي بسيلي " نظر لي اخي بضحكة ساخرة منتصرة لأقوم بغرز الشوكة في طبقي بقوة بينما انظر إلي ذلك الفتى بارك تشانيول عبر طاولة الطعام.
" هذا يكفي مينسوك توقف عن تأنيب الفتاة، و انت بني شكرا لك لإنقاذ فتاتي الصغيرة " اصبح البطل المدلل الأن لأمي ايضاً، فتاتي الصغيرة؟ سوف اصاب بنوبة.
ليس فقط انه الشخص الوحيد الذي ظهر من العدم في طريقى، لا و ايضاً يصادف انه الضيف المنتظر لأخي مينسوك ليقضي اجازة العيد معنا.
" لم افعل شئ، اى شخص كان ليفعل هذا، بالمناسبة من سيلي ؟ "
" سيارتي " اخبرته بإختصار لأقوم بتقطيع طعامي بغيظ مجدداً.
" لطيف " قالها بإبتسامة متسلية.
" لطلما كانت متهورة، اتذكر حين كانت طفلة صغيرة، ارادت ان تكون متسلقة جبال " ها نحن، و الان عرض ذكريات طفولتي ، الفقرة المفضلة لأمي، سأكون محظوظة ان لم تعرض صوري، ايضاً.
" متسلقة ؟،هذا غير متوقع من شخص يعمل في مكتبة هادئة " نظر لي بفضول لأبعد نظري عنه.
" انها مجرد احلام طفولة " اخبرته بإقتضاب حتى لا يطول ذلك الحديث.
" هذا غريب، كيف تعلم بهذا؟ هل اخبرتك بذلك " سألته زوجة اخي بنظراتها الثاقبة الخبيثة، انها مساوء ان تكون زوجة اخي محققة جرائم قتل سابقة.
" لا بل اعرفها من قبل " قال هذا لينظر الجميع إلى بعضهم بنظرات مريبة ليكمل تشانيول " ان المكتبة التي تعمل بها قريبة من الشركة، لذا امر احياناً حين يكون لدي وقت فراغ "
" يبدوا لي بانك شخص لديه وقت فراغ كبير بالنسبة لرئيس شركة " اخبرته بنظرات هجومية لينظر لي بتوتر.
" كنت اقوم ببعض الدراسات خاصة بعملي "
" في كتب الاطفال؟ " اخبرته بسخرية لينظر مينسوك له بصدمة و ينفجر في الضحك.
" انا.. اقصد الشركة تود إطلاق لعبة جديدة لذا كنت احاول معرفة ما يحبه الاطفال "
و هل من المفترض ان يقوم هذا بإقناعي ؟! نظرت له بسخرية لأخبره انني لا تصدقه، لكن يبدوا ان اخي الاحمق صدق هذا.
" لقد انتهيت، سوف اخلد للنوم " نهضت من الكرسي، مستعدة للذهاب و ترك كل تلك الفوضى اليوم، لا استطيع استيعاب كل تلك الاحداث التي حدثت حتى الان.
" يجب عليكي سيرا ان تأخذي ضيفنا لنزهة غداً لتعبري له عن شكرك لإنقاذه لكِ " تجمدت في مكاني على صوت والدتي، اغمضت عيني احاول الهدوء و رسم إبتسامة اجتماعية لأجيب بالموافقة على مضض قبل ان اعتذر للذهاب.
" انا ايضاً سوف اخلد للنوم ، هل يمكنكي ان توصليني لغرفتي؟ " تجمدت تعابير وجهي قبل ان اجيب بصعوبة " بالتأكيد "
" عائلتكِ لطيفة للغاية "
" شكرا " اجبته دون ان ادير وجهي له بينما اوصله لغرفته.
" ها هي غرفتك، تصبح على خير " اخبرته متفادية اياه لأمر من جانبه ليمنعني ممسكاً بيدي وويوقفني ، لأبتلع ما في حلقي بإرتباك ، ماذا ينوي ان يفعل و اللعنة.
" انا حقاً اتطلع للغد " اخبرني بنرة متسلية قبل ان يدخل إلى غرفته و يغلق الباب خلفه لأقف متجمدة .
********************
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
1
حبيتتت TT
Відповісти
2020-07-24 10:16:18
1