1- آخر سرقة
أزحت جفناي ببطء لتستقبل عيناني أشعة الشمس القوية لأعقد حاجباي بانزعاج
وضعت يدي فوق عيناي لأخفف الضوء قليلا
كالعادة استيقظت من نومي مع ألم ظهري المصاحب لصداع قوي
هذا ما سيحصل لك ان نمت متخذاً الأرض سريراً لك ..
استندت على الشجرة أفكر بحلمي وماضيي المدفون ..
مضت على تلك الحادثة ست سنوات بالفعل وعفى عليها الدهر ومحيت من ذكر وذاكرة الناس ..
لو أنني لم أهرب من المنزل بحماقة فلربما الآن كانت أختي على الأقل لازالت على قيد الحياة معي ..
أو لو أنني اتصلت بالشرطة لأتوا وألقوا القبض على قاتل أبي!
صحيح أننا لم نكن بالعائلة الرائعة ولم أقضِ وقتاً رائعاً مع والدي
لكن يكفي أنهم عائلتي الوحيدة ..
لا أعلم أصلا لمَ أنا لازلت على قيد الحياة !
لا أعلم كم مرة حاولوا القبض علي لاتهامي بالسرقة
وأنا كنت قد سرقت حقاً !!
أنا لا ألوم نفسي ولا يجب عليهم لومي أبداً ..في النهاية أنا أسرق لأنني لا أملك شيئا ولا أحد يقبل إعطائي عملاً بحجة أنني لازلت صغيراً !
أزحت جميع أفكاري حالياً من رأسي
بقي لدي خمس بنسات فقط
يكفي لليوم فقط ..
وعلي أن أبحث عمل مرة أخرى فقد مللت السرقة
ذهبت للمخبز لأشتري قطعة خبز أسد بها جوعي ..
دخلت ورمقني البائع بنظرة ازدراء لملابسي الرثة
وكالعادة اضطررت لتحمل نظراته وأخذت قطعة الخبز الصغيرة التي هي بخمس بنسات والتي استهلكت جميع نقودي!
ألا يمكنهم إعطاء تخفيض مثلا للزبناء الدائمين أمثالي؟
سألته ان كان يحتاج عمل في المخبز رغم أنني أعلم الجواب
"ألم تمل من السؤال؟ كم مرة أخبرتك أننا لا نستقبل أمثالك للعمل هنا !!"
"فلتذهب أنت ومخبزك للجحيم" همست بها بحنق قبل أن أخرج
وبلا مبالاة خرجت متجاهلاً ذلك الذي يصرخ بكوني عديم تربية وغيرها من الشتائم ..ماذا ؟ هل علم للتو أنني عديم تربية !!
أجل اعترف انني كذلك
فمتى تربيت؟؟ سبع سنوات لا تكفي لتربية انسان
أصلا في تلك السنوات لم يربوني والداي كانوا يهتمون بصفقاتهم وأموالهم لا غير
كنا مهملين أنا واختي تماماً
تنقلت من مكان لآخر وكالعادة قوبلت بالرفض
نسيت أمر لائحة الأعمال
نفذ قبل عشرة شهور حكم بوضع لوحة في كل مدينة تحوي جميع المتاجر التي تحتاج الى عمال لأن بعض الاشخاص اشتكوا من التجار حيث انهم يعلقون الاوراق على بيوتهم ويزعجونهم بطرق الابواب بحثا عن العمال كذلك اشتكى التجار من الاسراف في شراء الاوراق للطباعة خاصة وأن سعر الطباعة غالٍ جداً
فأصدر ذلك الحكم نظرا لكثرة البلاغات
ذهبت اليها ولكن على غير العادة كانت هنالك ورقة عليها
فعادة تكون فارغة تماما أو توجد لبعض المتاجر التي من المستحيل أن يقبل فيها
لكن كانت توجد ورقة وهي أمله الوحيد
أخذ الورقة وذهب بها الى المكان المنشود
لكن عندما أراد الدخول قاطعه صوت صارم
" هي انت .. توقف مكانك ! لا يسمح بدخول الحانة شخص عمره أقل من 21 سنة "
نسيت انني قاصر
وهكذا سحب آخر أمل لي في الحصول على وظيفة هنا
أدرت جسدي أجرجر أذيال خيبتي كما يحصل كل يوم
" توقف لحظة !! ماذا تفعل هذه الورقة لديك"
نظر اليه لأراه يشير لورقة العمل تلك للتي اخذتها من اللوحة
لحظة متى خطفها مني؟
هذا لا يهم الآن
"حصلت عليها من لوحة العمال"
" إذاً؟ لما هي معك؟؟"
"ولما هي معي؟؟ بالتأكيد حتى أحصل على عمل هنا !!"
" إذاً فلتقل هذا من قبل !! انتظرني هنا سأذهب لأنادي المدير"
قلبي كان يقفز فرحاً لكنني حافظت على تعابير وجهي الجامدة
خرج المدير مع الحارس
ألقى علي نظرة سريعة وأمرني بالدخول إلى الداخل !
كانت رائحة الخمر والنبيذ الكريهة تملأ أرجاء المكان حتى أنني كدت أخرج ما بداخل بطني
لكنني تمالكت نفسي ففي النهاية قد أعمل هنا وعلي الاعتياد على هذه الرائحة المقرفة
وصلنا الى غرفة أدخلني فيها
وكانت عبارة عن طاولة وكرسيان بدت وكأنها غرفة المدير الا أنها تفتقر لوجود المكتب ..
نظر الي مدير الحانة
" قيل لي أنك تبحث عن عمل هنا صحيح؟"
" أجل ..رأيت اعلانا لمتجركم في لوحة العمال "
"حسناً إذاً ..أنت ستأتي إلى هنا كل فجر قبل إغلاق الحانة بنصف ساعة لتنقل الزبائن الثملين الى منازلهم ومن ثم بعد إغلاق الحانة ستقوم بتنظيفها"
"حسنا أشكرك"
" وأيضاً .. ان سألك أحد ما عن اسمك اخبرهم ان اسمك تومي مفهوم؟"
"حسناً .. لكن لما سيكون كذلك؟"
"هذا سيكون اسمك في هذه الحانة ولا أسئلة عن هذا الموضوع
فقط تسمع الأوامر وتنفذ هل فهمت؟ وعليك أن تعاملني باحترام وتناديني بسيدي فقط لا غير، والآن انصرف سيبدأ دوامك غداً"
"حسناً سيدي"
خرجت من تلك الحانة
مابال ذلك المدير يعاملني باحتقار ! ثم لمَ يعطيني ذلك الاسم المقرف؟
تومي !!
ومن قال أنني بحاجة لاسم؟
لدي اسم بالفعل وهو كريس ..
لا أهتم ..المهم أنني حصلت على عمل
وجدت سيدة تمشى رافعة أنفها تنظر لما حولها بتكبر
تبدو غنية أستطيع أن أرى ملابسها الغالية
يبدو أنها ستكون فريستي الأخيرة لأستطيع تدبر اموري الى حين اخذي للراتبي اي بعد شهر
لا بأس بما أنها الأخيرة ..
مشيت متجهاً اليها وحاولت إخفاء وجهي بين ملابسي حتى لا تلحظني
اصطمدت بها متعمداً وخطفت في نفس الوقت محفظتها بسرعة أخفيتها في جيبي ونظرت لها ثم اكملت طريقي بضمير يؤنبني
لكنني أسكته بكونها آخر سرقة لي
______________________________
البارت الأول تم
طبعاً بما أننا بعدنا في الفصول الأولى م رح نبدي في الحماس وكذا
أتمنى يكون عجبكم♡
وحابة أشكر كل شخص صوت وعلق للرواية لأن كلما شفت تصويت أو تعليق كلما تشجعت اكتب بارت جديد أكثر
وأعتذر عن كل خطأ إملائي إن وجد
180901
وضعت يدي فوق عيناي لأخفف الضوء قليلا
كالعادة استيقظت من نومي مع ألم ظهري المصاحب لصداع قوي
هذا ما سيحصل لك ان نمت متخذاً الأرض سريراً لك ..
استندت على الشجرة أفكر بحلمي وماضيي المدفون ..
مضت على تلك الحادثة ست سنوات بالفعل وعفى عليها الدهر ومحيت من ذكر وذاكرة الناس ..
لو أنني لم أهرب من المنزل بحماقة فلربما الآن كانت أختي على الأقل لازالت على قيد الحياة معي ..
أو لو أنني اتصلت بالشرطة لأتوا وألقوا القبض على قاتل أبي!
صحيح أننا لم نكن بالعائلة الرائعة ولم أقضِ وقتاً رائعاً مع والدي
لكن يكفي أنهم عائلتي الوحيدة ..
لا أعلم أصلا لمَ أنا لازلت على قيد الحياة !
لا أعلم كم مرة حاولوا القبض علي لاتهامي بالسرقة
وأنا كنت قد سرقت حقاً !!
أنا لا ألوم نفسي ولا يجب عليهم لومي أبداً ..في النهاية أنا أسرق لأنني لا أملك شيئا ولا أحد يقبل إعطائي عملاً بحجة أنني لازلت صغيراً !
أزحت جميع أفكاري حالياً من رأسي
بقي لدي خمس بنسات فقط
يكفي لليوم فقط ..
وعلي أن أبحث عمل مرة أخرى فقد مللت السرقة
ذهبت للمخبز لأشتري قطعة خبز أسد بها جوعي ..
دخلت ورمقني البائع بنظرة ازدراء لملابسي الرثة
وكالعادة اضطررت لتحمل نظراته وأخذت قطعة الخبز الصغيرة التي هي بخمس بنسات والتي استهلكت جميع نقودي!
ألا يمكنهم إعطاء تخفيض مثلا للزبناء الدائمين أمثالي؟
سألته ان كان يحتاج عمل في المخبز رغم أنني أعلم الجواب
"ألم تمل من السؤال؟ كم مرة أخبرتك أننا لا نستقبل أمثالك للعمل هنا !!"
"فلتذهب أنت ومخبزك للجحيم" همست بها بحنق قبل أن أخرج
وبلا مبالاة خرجت متجاهلاً ذلك الذي يصرخ بكوني عديم تربية وغيرها من الشتائم ..ماذا ؟ هل علم للتو أنني عديم تربية !!
أجل اعترف انني كذلك
فمتى تربيت؟؟ سبع سنوات لا تكفي لتربية انسان
أصلا في تلك السنوات لم يربوني والداي كانوا يهتمون بصفقاتهم وأموالهم لا غير
كنا مهملين أنا واختي تماماً
تنقلت من مكان لآخر وكالعادة قوبلت بالرفض
نسيت أمر لائحة الأعمال
نفذ قبل عشرة شهور حكم بوضع لوحة في كل مدينة تحوي جميع المتاجر التي تحتاج الى عمال لأن بعض الاشخاص اشتكوا من التجار حيث انهم يعلقون الاوراق على بيوتهم ويزعجونهم بطرق الابواب بحثا عن العمال كذلك اشتكى التجار من الاسراف في شراء الاوراق للطباعة خاصة وأن سعر الطباعة غالٍ جداً
فأصدر ذلك الحكم نظرا لكثرة البلاغات
ذهبت اليها ولكن على غير العادة كانت هنالك ورقة عليها
فعادة تكون فارغة تماما أو توجد لبعض المتاجر التي من المستحيل أن يقبل فيها
لكن كانت توجد ورقة وهي أمله الوحيد
أخذ الورقة وذهب بها الى المكان المنشود
لكن عندما أراد الدخول قاطعه صوت صارم
" هي انت .. توقف مكانك ! لا يسمح بدخول الحانة شخص عمره أقل من 21 سنة "
نسيت انني قاصر
وهكذا سحب آخر أمل لي في الحصول على وظيفة هنا
أدرت جسدي أجرجر أذيال خيبتي كما يحصل كل يوم
" توقف لحظة !! ماذا تفعل هذه الورقة لديك"
نظر اليه لأراه يشير لورقة العمل تلك للتي اخذتها من اللوحة
لحظة متى خطفها مني؟
هذا لا يهم الآن
"حصلت عليها من لوحة العمال"
" إذاً؟ لما هي معك؟؟"
"ولما هي معي؟؟ بالتأكيد حتى أحصل على عمل هنا !!"
" إذاً فلتقل هذا من قبل !! انتظرني هنا سأذهب لأنادي المدير"
قلبي كان يقفز فرحاً لكنني حافظت على تعابير وجهي الجامدة
خرج المدير مع الحارس
ألقى علي نظرة سريعة وأمرني بالدخول إلى الداخل !
كانت رائحة الخمر والنبيذ الكريهة تملأ أرجاء المكان حتى أنني كدت أخرج ما بداخل بطني
لكنني تمالكت نفسي ففي النهاية قد أعمل هنا وعلي الاعتياد على هذه الرائحة المقرفة
وصلنا الى غرفة أدخلني فيها
وكانت عبارة عن طاولة وكرسيان بدت وكأنها غرفة المدير الا أنها تفتقر لوجود المكتب ..
نظر الي مدير الحانة
" قيل لي أنك تبحث عن عمل هنا صحيح؟"
" أجل ..رأيت اعلانا لمتجركم في لوحة العمال "
"حسناً إذاً ..أنت ستأتي إلى هنا كل فجر قبل إغلاق الحانة بنصف ساعة لتنقل الزبائن الثملين الى منازلهم ومن ثم بعد إغلاق الحانة ستقوم بتنظيفها"
"حسنا أشكرك"
" وأيضاً .. ان سألك أحد ما عن اسمك اخبرهم ان اسمك تومي مفهوم؟"
"حسناً .. لكن لما سيكون كذلك؟"
"هذا سيكون اسمك في هذه الحانة ولا أسئلة عن هذا الموضوع
فقط تسمع الأوامر وتنفذ هل فهمت؟ وعليك أن تعاملني باحترام وتناديني بسيدي فقط لا غير، والآن انصرف سيبدأ دوامك غداً"
"حسناً سيدي"
خرجت من تلك الحانة
مابال ذلك المدير يعاملني باحتقار ! ثم لمَ يعطيني ذلك الاسم المقرف؟
تومي !!
ومن قال أنني بحاجة لاسم؟
لدي اسم بالفعل وهو كريس ..
لا أهتم ..المهم أنني حصلت على عمل
وجدت سيدة تمشى رافعة أنفها تنظر لما حولها بتكبر
تبدو غنية أستطيع أن أرى ملابسها الغالية
يبدو أنها ستكون فريستي الأخيرة لأستطيع تدبر اموري الى حين اخذي للراتبي اي بعد شهر
لا بأس بما أنها الأخيرة ..
مشيت متجهاً اليها وحاولت إخفاء وجهي بين ملابسي حتى لا تلحظني
اصطمدت بها متعمداً وخطفت في نفس الوقت محفظتها بسرعة أخفيتها في جيبي ونظرت لها ثم اكملت طريقي بضمير يؤنبني
لكنني أسكته بكونها آخر سرقة لي
______________________________
البارت الأول تم
طبعاً بما أننا بعدنا في الفصول الأولى م رح نبدي في الحماس وكذا
أتمنى يكون عجبكم♡
وحابة أشكر كل شخص صوت وعلق للرواية لأن كلما شفت تصويت أو تعليق كلما تشجعت اكتب بارت جديد أكثر
وأعتذر عن كل خطأ إملائي إن وجد
180901
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(3)
1- آخر سرقة
مسكين
Відповісти
2018-09-01 20:03:33
2
1- آخر سرقة
رائع متى البارت القادم
Відповісти
2018-09-04 12:04:18
2
1- آخر سرقة
مبدعة استمري😉
Відповісти
2018-09-04 20:49:01
2