Intro
Épisode : 01
Épisode : 02
Épisode : 02
◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻
❤استمتعوا❤
◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻

بعض المواقف تجعلك تحاول دق عنقك لانك تصرفت بطريقة غبية حيالها تتمنى لو انك لم تولد تجعلك تصلي لو تنشق الارض وتبلعك و ترغمك على شتم نفسك مرارا وتكرارا لانك كنت احمق عديم ذوق وقتها.

اما في حالتي لا أستطيع حتى رفع بصري عن الارض في وجه الرجل الذي اتهمته بتفكيري المبالغ فيه ... فالرجل حاول اصلاح الموقف بعدما سهوت بطريقة فضيعة عن احظار كلبي معي ونسيانه في محطة الإستراحة كأرملة بسبعة اولاد نسيت احد اطفالها في الحظانة ... تبا لي.

كنت حرفيا التهم الوجبة التي اشتريتها من شدة توتري في خلفية شاحنتي بينما اقترح ذلك السيد ان يلقي نظرة على المحرك المعطل ولوبو مستلق بجانب ساقاي يستمتع بالظل ... ليتني مكانه كلب محظوظ.

كنت قد ركنت حافلتي بجانب الطريق بمساعدته و ها نحن في منتصف طريق صحراوي تعبره القليل من السيارات يمكن عدها على الاصابع دون شاحنة دعم او شبكة اتصال.

وبعد مدة من تفقده للمحرك سمعت صوت خطوات ثقيلة تقترب مني و هيئة ذلك السيد تقف امامي حاجبة اشعة الشمس عني كان واضحا من هذا القرب افضل من ما رأيته في ذلك المطعم.

كان شابا اطول من مقياس الرجال الذين عرفتهم في حياتي، بكتفين عريضين و جسد متناسق من تحت تلك الملابس البالية، وقد تمكنت من تبيان ملامح وجهه بوضوح الان فقط ...

كان له عيون ناعسة بنية كخشب شجر البلوط برموش طويلة يظهر لونها واضحا في الشمس مع انف مستقيم و ذقن مربع بلحية خفيفة كان شكله فوضويا بذلك الشعر الاسود كالفحم و الطويل حتى اذنيه و المنسدل على وجهه والذي لم يكلف نفسه عناء ازاحته لكنه كان يملك نوعا من الجاذبية إلى حد كبير.

والشيء الاكثر ميزة تلك الابتسامة او بطريقة اكثر دقة طريقة ارتسام شفتيه عندما يضحك كانت رائعة وكم كان غريبا ان اول انطباع انتابني عندما اتضحت صورته امامي بشكل عام هو غجري آت من الجبال ... حقا مثير للاهتمام .

"لا أظن أن هذه الجميلة ستقلع حاليا ... "

تكلم وهو يمسح يديه من دهان المحرك المعطل لا يزال شعره الاسود ملقا على وجهه كالغرة و انتابني شعور ملح وقتها كي ازيحه عن وجهه لكنني تكلمت عوض ذلك

"ما كان علي الضغط عليها بذلك الشكل لكنني حقا كنت مذعورة. " تكلمت أحاول شرح موقفي واسبابي فرد مبتعدا بعينيه يراقب الطريق

" اوه اجل من القاتل المتتبع " ابتسامة شامتة ظهرت على وجهه زادت من شعوري بتأنيب الظمير

" آسفة حقا يمكنك المضي في سبيلك لقد عطلتك بما يكفي"

هو فقط بقي واقفا مكانه مع ابتسامة خفيفة يحدق بي بهدوء حتى تكلم متقدما من لوبو وجثى الى جانبه ليمسد فراءه الفضي،

" تلك السيدة هناك تستحق العمل في أفلام الرعب اليس كذلك ... لا عليكي انا على الخط تماما وادرك كمية الفزع التي مررتي بها "

تكلم وهو يشير خلفه الى سيارته الصدئة،

"أظن أن اقرب بلدة على بعد ساعة ونصف على الأقل من هنا لذلك أظن أن علينا التحرك الان اذا اردنا ان لا يهبط علينا الظلام "

قال يشيح بيده عن اشعة الشمس وهو يتفقد السماء

"معك حق، يمكنك الرحيل ساتصل بشاحنة دفع وستصل بسرعة و ..."

اقترحت لكنه قاطعني بلهجة واثقة
"كنت اقصد ان تأتي معي،فلن تصلكي اي شاحنة دفع حتى اكثر من ساعتين وقتها سيهبط الظلام عليك هنا في العراء و سيصبح الكابوس الذي عشتيه منذ دقائق حقيقة"

انا لم أكن اريد ان اعلق في مكان معزول وحدي دون مساعدة لكنني كذلك لا أريد أن أكون عبئً على أي أحد و من الناحية الفنية انا لا اعرف هذا الرجل جيدا صحيح أنه يبدو لطيفا وتصرف كشهم باعادة لوبو لي دون نعتي بالبلهاء على تصرفي لكن لديه هالة غريبة تحيط به.

"لكن اعلم ... ليس عليكي اجبار نفسكي على الثقة بي... سأرحل فليحمكي الرب"

تكلم ثم بدأ يمشي فعلا رجوعا الى شاحنته ... ما مشكلة هذا العرض السريع سحقا يا الاهي الن يصر اكثر ... و بدوري شعرت انني افوت على نفسي فرصة النجاة الوحيدة لكن في نفس الوقت اغاضني عرضه الذي بدا كتخفيظات الجمعة على المنتوجات التي توشك صلاحياتها على النفاذ.

تجولت بعيناي على المكان القاحل حولي لا شجر فقط الحجر و لا سيارات تعبر أبدا و صورة لتحولي لهيكل عظمي مرت بمخيلتي فجعلت قشعريرة تمر بطول عمودي الفقري.

" مهلا يا سيد ... "

التفت الشاب ينظر الي من فوق كتفه فقط فحجب شعره الطويل ملامحه لذلك حاولت ان لا اتلعثم عندما قلت

" في الواقع ... بالنظر في الوضع ... انا أظن ..."

" جيد لأربط الحافلة بشاحنتي وننطلق ... هل لديك سلاسل حديدية  " قاطع كلامي بسرعة وكأنه لا يملك الوقت للحديث

" في صندوق العدة هناك ... اضن " لكنه كان بالفعل اسرع في ايجادها و بدأ بالفعل بعمله لكن لا يهم ... المهم ان انجوا فبعد سماع ذلك سرى شعور صغير من الراحة لقبول عرضه السخي خيرا من ان القي نفسي في حماقة اخرى

"شكرا لك"

هز رأسه راضيا واتجه الى شاحنته لركنها اقرب امام حافلتي... وبدوري انا لممت بقايا وجبتي ووضعتها في كيس بلاستيكي لاتخلص منها لاحقا ... ثم تفقدت اغراضي الصغيرة التي احتاجها في حقيبة ظهر صغيرة مزركشة ثم اغلقت خلفية حافلتي... السلسلة معدنية ثبتت بين الشاحنة و حافلتي من المقدمة

لم يستغرق امر تثبيتها وقتا طويلا حتى استقام من عمله وكأن الامر كان اسهل من شرب الماء.

" هل هذا قانوني اعني جر الحافلة الن تقع في المشاكل بسببي ؟"

"اقود شاحنة لا سيارة عادية لذلك لا شيء يدعو للقلق"

ودون قول شيء آخر ركب شاحنته واستقريت انا كذلك خلف المقود في حافلتي الصغيرة ... تأكدت ان لوبو مستقر الى جانبي و بعد اشارة من يد ذلك الرجل أنه سينطلق حررت الفرامل لتبدأ الرحلة.

❇⚜❇

مضى اكثر من ساعة قبل أن تتضح معالم البلدة كما قال الرجل وذلك انه كان يسير ببطئ مراعيا انه يجر حافلة بشاحنته ... و بدوري كنت واعية لكل ما يمر حولي هذه المرة ...

لوبو كان الى جانبي مستلقيا طول الوقت و بما ان المحرك كان معطلا فان المكيف لم يعمل لذلك اضطررت لفتح النوافذ للحصول على بعض الهواء البارد ...

كيف بدأت المشاكل من اول محطة لي ... لا أدري ...

آخ كلما تذكرت حالتي تلك و بكائي وكأنني في الروضة تبدو فكرة تمددي على سكة قطار وانتظاره حتى يمر فوقي مغرية للغاية

لاكنني وبخت نفسي مرارا على تصرفي الابله معاهدة نفسي بالتصرف بمسؤولية اكبر في المستقبل

و بعد فترة من دخولنا البلدة توقفت الشاحنة ببطئ لتتوقف حافلتي كذلك و عندما تأكدت من استقرارها سحبت المكابح و قد ركنا امام محطة استراحة متعددة الخدمات تفقدت حقيبتي و محفظة النقود ...

وعندما تأكدت من كل شيء  اطلقت صفيرا صغيرا فأفاق لوبو منتبها لي ثم خرجنا سويا نحو الرجل الذي كان بالفعل يحرر حافلتي كي يسلمها للميكانيكي

وضع السلاسل الحديدية جانبا ثم استقام يواجهني ... لقد كان متعرقا بينما التصق شعره الاشعث بوجهه و مع تلك اللحية الخفيفة بدى كرجل بري

" لا أظن أن المشكلة كبيرة ... هل تريدين ان اسلمها بنفسي"

قال بينما يمسح جبهته بساعده

"لا شكرا لك لقد قمت بالكثير بالفعل سأهتم بالباقي "

" كما تريدين... "

ثم استند على خلفية شاحنته بينما امال رأسه ينظر الى حافلتي من خلفي

" في رحلة؟"

" اجل.."

"لوحدكي؟ "

" تماما ... في الواقع اود شكرك حقا على مساعدتي و ..."

و بينما كنت اتحدث لاحظت انه لا يزال مركزا في النظر خلفي فالتفتت تلقائيا لأرى ما الامر فعدى بعض السيارات المركونة و بعض الناس لا شيء مهم فجأة شعرت بالسوء بسبب حشريتي

"لا داعي لشكري كل مرة، أي شخص مكاني كان سيفعل الامر ذاته ... "

تكلم جاذبا انتباهي له مجددا ثم اضاف

" أظن أن عملي انتهى هنا ... سيأتي احدهم ليستلمها "

و قبل أن اتمكن من إضافة اي كلمة اخرى كان بالفعل يتجه نحو شاحنته

" الن تحصل على استراحة هنا سيحل الظلام"

" لا وقت لدي .. كوني حذرة ... وداعا "

و بمجرد ان استقر داخل الشاحنة انطلق صوت المحرك الصاخب و انطلق حتى إختفى خلف التلال
اي نوع من الناس هو .. لقد ساعدني و كأنه هبة سقطت من السماء ثم إختفى

" لم يتسنى لي حتى معرفة اسمه ..."

كلمت نفسي  فنبح لوبو  بينما يراقب الطريق مثلي ذكرت نفسي أنه علي التعود على مثل هذه اللقاءات السريعة فقد تكون كثيرة في هذه الرحلة

" انت جائع اليس كذلك ايها الكبير؟ "

كلمت لوبو فهز ذيله بينما نبح مرة أخرى موافقا على كلامي ... فسلمت حافلتي للتصليح ثم سجلت دخولي للفندق للمبيت لليلة واحدة

لقد كنت في بلدة صغيرة بالفعل منطقة ريفية تشعرك بالسلام. هنالك صف من المتاجر ثم يتربع مركز الاطفاء و الشرطة في رأس الشارع
مطعم و فندق نجمتان و بالطبع مرآب الميكانيكي و بعض المرافق الاخرى

اشياء تعيد الي صور واضحة من طفولتي المشوشة ... لكن لا شيء من تلك المشاعر عاد معها ... او جعلني افقد حماسي

في الواقع لم اكن أبدا حانقة على كل الذي اوصلني الى هنا ، ففي الحقيقة هذا هو نوع المغامرة التي كنت أبحث عنه ... دون تخطيط و بشكل عفوي ... فكرت انها ستكون رحلة لا تنسى ابدا

❇⚜❇

في صباح اليوم التالي لم انجح في الاستيقاظ باكرا بفضل السرير غير المريح و لسعات البعوض  ... كما بدى ان الجيران فضلوا الجدار على السرير.

ارتديت ثيابي و غيرت وشاح رقبة لوبو إلى آخر ازرق سماوي لقد كانت كعادة لبداية يوم جديد منذ حصلت عليه و لوبو جاد في الحفاظ على هذه العادة

اكتفيت بكوب قهوة و أستمتع لوبو بوجبة الكلاب خاصته ... ثم قصدت الميكانيكي لاستلام حافلتي بعدما تملصت من موضفة الاستقبال الثرثارة
و بينما كنت اسير نحو المرآب لمحت شاحنة محطمة مركونة هناك

لكن في تلك اللحظة التي تعرفت على السيارة المحطمة شعرت بقلبي قفز من مكانه
لقد كانت نفس الشاحنة لذلك الشاب الذي ساعدني امس ... لقد كان فيها انبعاج واضح في جانب السائق مع زجاج شبه محطم

اللعنة لقد كانت بالفعل خردة لكنها اصبحت حطاما الان ... لكن أين هو هل يعقل أنه مات ...

اسرعت خطواتي نحو المرآب ... و اول ما سمعته هو صوت المذياع العالي يبث موسيقى قديمة
المكانيكي كان هناك بالفعل يحشر رأسه داخل مقدمة شاحني ... بدى وكأنه يواجه معظلة في تصليحها حقا بينما الادوات حوله في فوضى

" اوه ها انت ذا امهيليني ربع ساعة أخرى وستكون جاهزة ... "

صرخ ضد صوت المذياع العالي لكنه لم يكلف نفسه خفظ الصوت ابدا

"لا بأس خذ وقتك ... هل كان الضرر كبيرا " اضطررت لجعل صوتي عاليا نوعا ما كذلك

"جدا ... المحرك قديم اضطررت لتغيير بعض القطع ... و هناك سنجاب قام بتخبيئ البلوط في الصمام ... "

" ماذا ... "
أظن في تلك اللحظة نسيت تماما ما كنت اريد سؤاله

"لقد خبأه جيدا لا يزال صالحا ... اتريدين البعض "

لقد كان بالفعل قد تناول البعض منه لذلك حاولت قدر المستطاع ان أكون لبقة عندما رفضت

" لا شكرا بالعافية" 

تحرك لوبو في تلك اللحظة و ارتفعت اذناه يستكشف المكان  داخل المرأب و كأنه استشعر شيء ثم اتجه نحو رواق ما ...

"الى هنا لوبو ..."

امرته لكنه إستمر بالسير نحو الداخل ... الرجل كان يحشر رأسه داخل الحافلة مندمج تماما في عمله مع الموسيقى الصاخبة لذلك تقدمت خلف لوبو الذي دخل الى رواق ضيق في آخره كان هناك باب خشبي و كان الوحيد بذلك الرواق و  لوبو دخل هناك

وقفت عند بداية الرواق انادي عليه لكنه لم يستجب ، لذلك واصلت السير وفي كل مرة القي نظرة نحو الميكانكي

و على الرغم من انني كنت اعرف أنه ليس من الجيد ان اتسلل في ممتلكات الناس لكنني استمريت حتى وصلت إلى الباب الخشبي ثم اطليت بنصف رأسي فقط

لقد كان حمام ملحق بغرفة تبديل صغيرة قذرة تسع لشخص واحد فقط الجدران كانت بطلاء قديم بدأ بالتشقق بفعل الرطوبة، وبلاط مكسر ، المرآة كانت ظبابية لا يمكن النظر لانعكاسك بها و بعض الملابس القذرة كانت معلقة في مشجب بجانب الباب...

لكن المشكلة لم تكن هنا بل كانت في الرجل النائم الجالس على الارض مستندا بظهره على الحائط بينما يقوم لوبو بلعقه

لقد كان الرجل الذي ساعدني و لقد كان نائما على الارضية القذرة

رأسه يتدلى على كتفه في وضعية بدت مؤلمة لي بينما شعره الطويل الاشعث يخفي عينيه لقد بدى نائما بسلام برغم اصوات الموسيقى الصاخبة بالخارج لكن لا شيء ايقضه عدى لعق لوبو له فجأة فتح عيونه  فاستقمت  و رجعت خطوة الى الخلف تلقائيا.

لقد بدى كرجل آليا شحن للتو ثم بدأ يوزع نظراته بيني و بين لوبو في حيرة

" ما اللعنة ؟! " تكلم فجأة و في لمح البصر كان واقفا امامي بطوله ... لقد كان ضخما

قفز قلبي فزعا في حين توقفت الموسيقى الصاخبة مع تعالي بعض الاصوات بالخارج يا الاهي لقد نسيت امر الميكانكي تماما

فجأة كان الرجل غريب الاطوار الى جانبي .. فازاحني بجسده ثم اغلق الباب على ثلاثتنا داخل المرحاض القذر ولوبو فقط جالس على فوائمه الخلفية يحدق في كلينا بينما يخرج لسانه بسعادة

" لحظة ما الذي يجري لما ..."

لم اكمل لأنه رفع اصبعه كعلامة لاصمت ثم قرب اذنه نحو الباب الخشبي يرهف السمع

تأكدت وقتها ان الامر يتعلق بالاصوات في الخارج لكن ماذا هناك ليجعلنا نختبأ منهم و ما دخلي انا ليسحبني خلفه ...

و فجأة و كأن احدهم ضغط على زر الفضول داخلي فبدأت الكثير من الاحتمالات تتزاحم داخل رأسي ...

بدوري قربت اذني نحو الباب الخشبي وارهفت السمع كما يفعل هو تماما فصرنا متقابلين وجها لوجه وكلانا يحاول التقاط اي صوت بالخارج
لحظات مرة وكل ما نسمعه هو فقط آلة لحم الحديد التي توقفت بعد مدة قصيرة من تعالي اصوات ذكورية في الخارج

لاحظت حينها التقاء حواجبه في انزعاج بينما تصبح اصوات الرجال اكثر وضوحا شيئا فشيئا حتى صرنا قادرين على سماعهم بوضوح

" صاحب تلك الشاحنة يا رجل بالتأكيد رأيته اليس كذلك"

تكلم شخص ما فرد صوت الميكانكي المؤلوف

" يأتي الكثير الى هنا ... اي شاحنة تقصد "

حل السكون فجأة اذ توقفو عن الكلام ثم فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي وكأن حقيبة مليئة بالاشياء المعدنية وقعت ارضا وبعدها وصلنا صوت الميكانيكي الصارخ وهو يقول

" اللعنة توقفوا ...حسنا لقد وصل صاحبها بالامس لكنه غادر  "

" اجل إستمر في الكذب و سأبرحك ضربا ... ماذا تفعل تلك اللعنة بالخارج اذن ؟"

" لا أدري صدقني ...انها محطمة لقد وصلت فجر اليوم ... لم يكن اي احد بداخلها"

" أين ذهب  اذن ؟...انه لم يبتعد بالتاكيد " تكلم احدهم بانفعال

" لا اعلم يا رجل لقد جاء البارحة مع  الفتاة صاحبة هذه الحافلة ولا بد انها ستعود لاستلامها بعد قليل ... يمكنكم سؤالها و توقفو عن تخريب اللعنة في مرآبي "

بالطبع لقد رآني لكن لما يسألونني انا

ثواني ثم تكلم أحد الرجال من المجموعة

" ابحثو عنه لا بد انه لا يزال هنا ... واحظرو الفتاة ايضا "

في هذه اللحظة وبفعل المفاجأة وربما الخوف ايضا خطوت للخلف كرد فعل حتى اصطدمت بسلة المهملات المعدنية فاصدرت صوت ارتطام قوي وهي تستمر في التدحرج حتى توقفت أخيرا و كل منا انا و الغريب متجمد من الصدمة ...

هدوء تام اطبق على المكان  بعدما توقفت سلة اللعنات حتى لوبو ادخل لسانه الى فمه و انتصبت اذناه و بدأت اصوات خطوات ثقيلة تقترب من باب الحمام الضيق ...

يا الاهي ... لكن ما دخلي لما انا مرتعبة هكذا لماذا وهذا الرجل يرمقني بنظرات وكأنه يريد قطع رأسي

الخطوات استمرت بالتقدم حتى استقرت تماما امام الباب والعديد من الضلال بدأت واضحة من تحت الباب في تلك اللحظة لم أدري مما اخاف من الرجال بالخارج او من الرجل بجانبي ...

بشكل ما كانت غلطتي انهم سيعثرون عليه ...لا أدري ما القصة لكنني ادركت أنه لا يريد ان يعرفو بانه هنا

" من هناك اخرج الان أيا كنت والا سأكسر الباب "

وصلنا صوت الميكانيكي الغاضب و لحظتها كنت

متأكدة انهم مستعدون لخلع الباب
لذلك ودون تفكير او تردد وجدت نفسي اجيبهم و انا أدفعه بعيدا عن الباب

" انها انا يا سيد "

تكلمت بسرعة أحاول جعل صوتي عاديا قدر المستطاع فتمكنا من سماع بعض الهمسات وكأنهم يتجادلون حول كسر الباب

"ما اللعنة التي تفعلينها بالداخل هذا ليس حماما عموميا"

" ما الذي افعله بحق السماء انا اقضي حاجتي يا سيد وتوقف عن الصراخ حمام المطعم كان ممتلئ"

لا أدري من أين تمكنت من تلفيق ذلك الكلام لكنني شعرت بالشجاعة للاستمرار

سمعت احدهم يلعن ثم تكلم بغصب كذلك
" اخرجي الان!!"

شعرت بحركة الغريب بتوتر خلفي لذلك تابعت اماطلهم قدر المستطاع

" اخبرتكم و لكنكم لا تستوعبون ... انا اتبرز يا جماعة ولا أظن أن دخولكم الى هنا فكرة صائبة فالمكان كان قذرا بالفعل اما الان ..."

في تلك اللحظة سمعت تأوه احدهم وهو يلعن بتقزز جعلني أشعر وكأنني كسبت جولة ضدهم ثم قال نفس الرجل الغاضب

" أين الرجل الذي كان معك ولا داعي للكذب والا اقسم لانني سأكسر الباب "

" و ما ادراني يا رجل انا لست امه"

ضربة قوية على الباب جعلتني ارتد للخلف لانني كنت ملتصقة بالباب... هل فعلا ضرب الباب توا ... كنت على وشك رد الضربة بالمقابل لكن يد الشاب امتدت تمنعني ... استدرت برأسي احدق به فهز رأسه كي لا افعل بحزم بينما ارتسمت شفتاه في خط رفيع

" آخر انذار او سنضطر لكسر الباب "

علا صوت الرجل بالخارج فلم يكن لدي فكرة سوى جعلهم يبتعدون بكذبة ما
فكري آيلا هيا ...

" حقا لا اعلم يا رجل آخر مرة رأيته بها كان يقبل الفتاة صاحبة المطعم "

كان ذلك كل ما خطر في بالي و لم اركز بما قلت حتى خرجت الكلمات من فمي و فات الاوان للتراجع لان أحدهم صاح بصوت عال جدا عرفت انه صوت الميكانكي وهو يقول

" ابن العاهرة هل كان يقبل زوجتي؟!! "

ثم سمعنا صوت الخطوات تتدافع و الرجل المسكين يلعن بكل سباب الدنيا وابتعدت الخطوات حتى حل السكون مجددا في المكان يا الاهي لقد ادخلت شخصا لم اقابله حتى في مشكلة كبيرة لا دخل لها بها وقتها شعرت  بالذنب انني ورطت احدهم و ورطت نفسي و في خضم التشويش الذي كنت اعيش فيه تكلم الغريب فجأة

" علينا الخروج من هنا ..."

◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻
❤See you soon
◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻◼◻



© Lu Rossa,
книга «On my way || في طريقي».
Коментарі