5.فاصل لحياة جديدة وسنعود
"ها نحن ذا ، كندا ترحب بكِ أيتها الأميرة النائمة آد" تحدثت ليلي بطريقة درامية مبالغ بها وهي ترفع يداها وتنحني بخف جاعلة قدمها اليسرى تتقدم اليمني
"كفى مبالغة ليلي ، وأيضًا كفي عن ذكر معني اسمي رجاءًا" قلبت آدميرال عيناها ذلك جعل ليلي تضحك بصوت عالي لافتة نظر من حولهما
"هيا بربك يا فتاة ، ليس كل يوم تأتين الي كندا للإقامة مع أعز صديقاتك وصديقة طفولتك" تدمرت ليلي عندما سبقتها آدميرال في السير تدعي أنها لا تعرف من تكون ليلي
أسرعت ليلي في خطواتها حتى تماشي آدميرال التي قالت "كنت أفضل لو أتينا إلى فيجاس كان ذلك سيكون أكثر حماسًا" ثم توقفت حتي تشير إلى سيارة أجرى من أمام المطار
"بربك آد ، والدكِ وافق بعد معاناة أن تأتي إلى هنا ومعي وتحت إشراف أمي ، كان ينقصه إثبات ورقي إنكِ ستعودين له قطعة واحدة" سخرت ليلي ، ذلك جعل آدميرال ترفع حاجبها الأيمن وهي تدخل إلى السيارة وتغلق الباب في وجه ليلي قبل أن تدخل
"آد" صاحت ليلي بغيظ ونبرة صوت مرتفعة ، فتحت آدميرال الباب مرة أخرى حتي تجذب ليلي بقوة إلى داخل السيارة منعاً للفضائح
"لقد أخبرتك أن لا تكوني عنيفة هكذا من قبل ، كاد ذراعي يُفصل من جسدي" صاحت ليلي بغيظ
"حسناً اعتذر" تحدثت آدميرال مع ابتسامة واسعة ترتسم علي شفتيها ثم نقلت بصرها الي النافذة تاركة ليلي تخبر السائق بالوجهة المطلوبة
بعد صراع طويل مع والد آدميرال أن يتركها تسافر مع ليلي ، بالطبع بعدما خضعت إلى رغبته في الذهاب إلى طبيب نفسي مرة أخرى ، لذا هو لم يتركها تفلت من يداه إلا عندما حدد موعد مع طبيب في كندا حتى تذهب إليه
***
"إلى النوم ؟" سألت ليلي
"بالطبع ، أكاد اذوب من فرط التعب" اجابت آدميرال المغمضة نصف عيناها إلى الآن
"أين ؟" سألت ليلي مرة أخرى
"في أي مكان حقًا ، يمكنني النوم هنا حتى" أجابت وهي تشير إلى الأرض أمامها
"اللهي ، حسناً هيا إلى الغرفة ، استحمي أولًا ثم اذهبي للنوم" أمرت ليلي
"ليس بدونك ، هيا سأساعدك في ترتيب الحقائب" عارضت آدميرال ثم شرعت تتقدم نحو ليلي تساعدها في حمل الحقائب
عقدت ليلي حاجبيها بشدة وهي تنظر نحو آدميرال في شك " هل لازلتِ تخافين الأماكن الجديدة ؟" سألت بقلق ، ذلك بدوره جعل آدميرال تشعر بالتوتر
"ليس هكذا لكن.. ربما يكون اخاكِ في الداخل و أزعج راحته !" وهذا كان تقريبًا إثبات على ما تقوله ليلي ، آدميرال بالفعل لازالت تخاف الأماكن الجديدة ولا تريد الذهاب إلى أي مكان بدون أحد تعرفه
"لقد خلتُ إنكِ استعطتِ التخلص من رهاب الأماكن الجديدة" قالت ليلي بصوت خافت ، أقرب ما يكون إلى كونها تحادث نفسها وليس آدميرال
"لقد فعلت ، أستطيع الذهاب الي جامعتي بمفردي بدونك ، أستطيع الذهاب إلى تمرينات التنس بدون معرفة أحد هناك ، أستطيع فعل الكثير بدون الخوف الذي كان يأتيني عند فعل ذلك ، أنا بخير صدقيني" دافعت آدميرال عن نفسها بنبرة صوت منفعلة وأعصاب محترقة ، أرجعت سبب فقدانها أعصابها بهذا الشكل إلى كونها متعبة ومرهقة ولا تستطيع التفكير بشكل سليم
"هذا غير صحيح آد" تمتمت ليلي بصوت خافت للغاية ، لا ترغب من آدميرال أن تسمعها لكنها في نفس الوقت تريد قول ذلك لها ، في كلا الحالتين أستطاعت آدميرال أن تسمعها تقول ذلك
"لا يهمني حقًا إذا كان صحيح أم لا ، يهمني ما أستطيع أنا تصديقه" تحدثت آدميرال متنهدة بقوة ثم ذهبت تجلس على أريكة تقع بالقرب من باب المنزل الذي تقف عنده ليلي تنظر إلى صديقتها
لطالما عانت آدميرال من رهاب الأماكن الجديدة ، التي لم ترها من قبل ، لا تحب رؤية أحد غريب لا تعرفه ، لا تحب التعامل مع من لا تعرفه
الغرباء خطر ، خطر كبير للغاية لا يمكنها مواجهته
"لقد أنهيت ادخالهم ، هيا إلى النوم" فضلت ليلي عدم التحدث عن ذلك الآن ، لأنها تعلم إن ذلك الموضوع حساس جدًا لدى صديقتها
بعد مرور ما يقارب الساعتين أو أكثر من نوم ليلي لم تستطع آدميرال غلق عيناها ونيل قسط ولو صغير من الراحة ، في وقت مماثل كانت ستفقد وعيها من التعب ، خاصةً وهي غير معتادة علي السفر بالطائرة لوقت كبير مثل اليوم ، لكن اليوم هي لا تستطيع السيطرة على نفسها والنوم قليلًا لذا فضلت الخروج إلى سطح البناية التي تمكث بها صديقتها
بالطبع بعد أن قررت ترك ملاحظج ورقية تخبر فيها ليلي بمكانها ، فقط حتى لا تقلب ليلي عقلها رأساً علي عقب عندما لا تجدها في الغرفة.
ثم ارتدت معطف ثقيل نوعًا ما وخرجت من شقة ليلي إلى المصعد الكبير الخاص بهذه البناية المرتفعة ، وصلت إلى الطابق الأخير ثم استخدمت الدرجات القليلة للصعود إلى السطح ومشاهدة النجوم
هذه أول مرة تفعل ذلك ، لكنها قرأت إن النظر إلى النجوم ربما يريح العقل ويوقفه عن التفكير قليلًا
فقط قليلًا
عقلها لم يستطع التوقف عن العمل منذ وصلت إلى منزل ليلي ، تفكر في جميع ما حدث ويحدث لها ، وما سيحدث عندما تذهب إلى ذلك الطبيب النفسي
رفعت عيناها إلى النجوم شاردةً فيها ، وعلي عكس ماهو معروف ، نظرها نحو النجوم لم يجلب لها شيئاً عدا التفكير الزائد
أخذت نفس عميق متنهدةً عندما أغمضت هيناها وه يد تهمس قائلة "مرحبا أيها الغريب المجهول ، لازلت أستمع لكَ ، لقد تطور الوضع كثيرًا ، أستطيع الشعور بكَ الآن ، أنت" فتحت عيناها ثم تسطحت على الأرض الباردة لتكمل "أنت تشعر... بالحزن؟ والغضب ، الكثير من الغضب ، أستطيع أيضًا أن أسمع همسك ، لا أعرف ما تقوله ، لكني أعرف عندما تصيح وتصرخ وعندما تتحدث بهدوء ، لقد أفسدت سنتي الدراسية الأخيرة للمرة الثانية على التوالي أيها الغريب"
رفعت يدها تعبث في شعرها الذي ازالت الربطة الخاصة به وهي تكمل "كم أرغب في رؤيتك ، معرفة كيف يبدو شكلك أيها الغريب ، أن أنظر في عيناك وأسأل 'هل تأثيري في حياتك كما هو خاصتي ؟' لأن خاصتك في حياتي كبير ، أود الإبتسام في وجهك ، إخبارك بأكثر نبرة صوت منخفضة وهادئة امتلكها إنك تجعلني أفقد نفسي ، روحي أصبحت لا تعرفني أيها الغريب"
"أتمنى إنك تستمع لي ، انت في مكان ما من هذا الكوكب الكبير ، أتمنى أن تسمعني أيها الغريب"
أغمضت عيناها متنهدة بعمق ثم صرخت بقوة ، ليست بقوة أن يسمعها من في الأسفل ، لكنها كافية أن تخرج ما كانت تشعر به ينتشر في داخلها
"أخرج من رأسي ، لا أريدك بعد الآن ، أصبحت أفكر في دخول مصحة نفسية كما يريد أبي ، لكني لا أريد لمستقبلي أن يضيع"
وقفت بهدوء ثم تمتمت بخفوت وهي تربط شعرها مرة أخرى "من الأصل هو قد ضاع عندما فشلت في التخرج لمرتين ، بسببك أنت أيها اللعين ، بسببك أنت"
اتجهت عائدة ادراجها إلى الدرج حتي تنزل ثم تستقل المصعد الكبير مرة أخرى الي الأسفل لكن هذه المرة ليس إلى شقة ليلي
بل إلى الحديقة التي تقع بجانب مكان سكن ليلي والتي أيضًا لمحتها من سيارة الأجرة
جماعة محدش عاوز البطلين يتقابلوا بقى ؟
Коментарі