فى ليلة ممطره جلست ليلا أمام المدفئه وكانت تشاهد صور طفولتها
ف تذكرت امها التى فارقت الحياه وهى تلد اختها الصغيره وتذكرت وقع ذلك الخبر على سمعها فلم تكن تعلم هل تشعر بسعادة بقدوم اختها الصغيره التى سوف تؤنس وحدتها إلى الحياه ام بالحزن لمفارقة امها الحياة فلم تقدر إلا على السكوت وعدم تقبل هذا الخبر
وكانت اكثر ما تكرهه هو عبارات العزاء التى يقولها الناس لها لم تكن تطيق ان تسمع مثل هذا الكلام وكم مرت عليها من ليالي قاسيه حتى اعتادت الحياه من دون امها وتذكرت قسوة والدها عليها وعدم سماحه لها بفعل كل ما يحلو لها
وايضا وبسبب انه لا يجيد التحدث كثيرا او اخراج المشاعر ويميل إلى العزله والانطوائيه وقد زادت هذه الصفات بعد وفاة والدتها ولكنها لم تشعر فى يوم ان أوامره هذه فقط من أجل حمايتها فكان والدها يعاني من الكثير من الضغوطات كى لا يشعر ليلا وأيمي بفقدان والدتهم وايضا ليحميهم من جميع المخاطر لأنه كان لا يحتمل ان يشعر بخطر محيط بهم
ولكن دائما ما اعتبرت ليلا هذه القسوه بغرض التحكم وفرض السيطره عليها ولم تفكر فى مره انت تذهب إلى والدها وتستمع إلى ما فى قلبه فكانت دائما تسئ معاملته وبقدر بغضها لوالدها كانت تحب اختها الصغيره ولم تعتبرها ابدا فى يوم من الأيام سبب فى فقدان والدتها فكانت دائما ما تلعب معها وتشتري لها الحلوى والألعاب فلم تكن تعتبرها اختها الصغيره بل طفلتها كانت تحاول أن تعوضها عن فقدان امهم وما تسمية قسوة والدها
ف قطع ذكرياتها صوت والدها وهو عائد من العمل شاحب الوجه وطلب منها بصوت مرهق وضع الطعام له..فقامت وهى تتأفف وتقول فى نفسها "لست الخادمه التى قمت بشرائها "
ف وضعت له الطعام شبه بارد على الطاوله وذهبت لتنادى عليه ليأكل فسمعته وهو يحاور صورة والدتها ويبكي فدخلت عليه الغرفه فقام بمسح دموعه بسرعه والتظاهر بعدم البكاء فأخبرته انها وضعت الطعام فقال لها "حسنا اذهبي وانا قادم"
فذهبت ليلا وهى تقول فى نفسها "لو كانت أمي هنا لأتطمئنت علينا بعد عودتها من العمل وانت تتظاهر بالبكاء عليها لتستعطفنا" وذهبت ليلا إلى ايمي فى الغرفه وقبلتها من جبينها وقالت لها "هيا نذهب إلى الفراش ف امامنا غدا يوم طويل فى الدراسه يا قلبي"
فذهبوا إلى السرير وجلس والدها يأكل الطعام البارد وهو راض فإذا بهم يسمعون صوت صراخ عالى فأول ما فعلته ليلا هو طمأنة اختها الصغيره وحملتها وهى تحتضنها وخرجت وكان والدها ذاهب ليرى ماذا يحدث أيضا
ففتحوا باب شقتهم وكان جارهم يضرب زوجته مره اخري ف تجمع الجيران وكسروا الباب عليهم لينقذوا زوجته من تحت يديه فقالت ليلا فى سرها "دائما ما يهرع ابي إلى مساعدة الناس الغرباء فقط" ولكن سرعان ما تذكرت معاملة والدها لوالدتها كم كانت طيبه وكم كان يحب والدتها
ولكن قسوتها عمتها من أن تشعر أن والدها يحبهم بقدر حبه لأمهم ف أبتسمت ابتسامة حزن وذهبت إلى السرير مره اخري وقال فى نفسها "انا لا ابالى الى هذه التفاهات ف لدى من المشاكل ما يكفيني" وأغلقت باب غرفتها واحتضنت اختها وذهبوا فى نوم عميق
لم تستيقظ منه سوى على صوت منبهها فى الصباح ف استيقظت وقالت ها نحن نبدأ يوم من المعاناه من جديد وكانت أول م فعلته هو مراسلة حبيبها الذي يكبرها بعام لأنه كان أول يوم لها فى الجامعه وكانت تريد أحد برفقتها
ولحسن حظها انه كان فى نفس قسمها فقامت بإيقاظ اختها الصغيره والبستها ورتبت شعرها وذهبت لتسخين الفطائر الصغيره ليأخذوها معهم وقامت بتنقية اسوأهم ووضعتهم لوالدها فى هذه اللحظه كان والدها قد استيقظ وذهب ليعطي إيمي مصروفها اليومي وقام بتقبيلها من جبينها
وذهب إلى ليلا وقال لها وهو يبتسم "لقد كبرتي حقا....حظا موفقا فى أول يوم لكي بالجامعه وخذي هذه الأموال وإذا احتجتي المزيد يمكنك الطلب مني "فنظرت له وابتسمت ابتسامة باردة لم تكن تعلم أن وقع هذه الأشياء على والدها يعصر قلبه عصرا لكنه كان لا يتكلم مراعاة لحالتها النفسيه وشعورها بالحزن الشديد على والدتها
ف أكمل والدها قائلا " الان صرتي فتاة عاقله أريدك أن تهتمي بنفسك وتهتمي بمذاكرتك من أجل مستقبلك ولا أريدك أن تذهبي الى اى مكان بعد الجامعه من دون إعلامي واريدك ان تقضي أوقات فراغك بين المحاضرات فى الجامعه لا تخرجي منها"
ف سكتت ليلا بضع ثوان ثم قالت وهى ترفع حاجبها " وما فائدة هذه الأوامر" فقال والدها بكل هدوء "اخاف عليكي من مساوء هذه الحياه فهناك شر كبير بالناس انتي لا تعلمي عنه شئ لا أريد أن تكون علاقاتك بالجميع قويه فهناك من يريد اذيتك من دون علمك" فقال ليلا "حسنا"
وأخذت اختها وذهبت وخرجت من البيت واغلقت خلفها الباب وقالت بصوت خافت" ألم تقل انى كبرت تريد التحكم بكل حياتي وتخبرني انه من خوفك على اريد انى اجرب واخطئ واتعلم" ثم نزلت وهى تتأفف وقامت بإيصال اختها الى مدرستها
ثم ارسلت إلى حبيبها مالك لتعلم أين مكانه فكان ينتظرها بجانب المدرسه ثم ذهب اليها وقال لها "هل مستعده لأول يوم فى الجامعه" قالت وهى تنظر للناحيه الاخرى "لا أهتم" فقال لها "ماذا بكي هل تشاجرتم مره اخرى"
قالت "نعم يريد التحكم بي قال ان لا اذهب الى اى مكان من دون اعلامه بالرغم من انه قال انى لم أعد صغيره لماذا يبرر تحكمه بحياتي بالخوف لماذا يخاف على من الناس هل هم يعضون يا الله"
ف قال لها "هذه مشكله معقده والغريب بها أن كلاكما على حق لا أستطيع أن أتكلم فلا أستطيع أن ألوم والدك على حبه لك وخوفه عليكي ولا استطيع ان ألومك على غضبك "
ف قاطعته قائله " لا تسمي هذا حب انه ينتقم مني لسبب غير معروف هذه الأفعال غير مبرره " فقال لها "لا تظلمي والدك لماذا يريد أن ينتقم منكى انتى ابنته" قالت له لا أريد أن أكمل هذا الحديث فلنكمل سيرنا فى صمت
واكملوا سيرهم حتى وصلت إلى الجامعه وكانت ليلا خائفه مثل الطفله لا تعلم اى شئ فأخذها مالك إلى مكان اول محاضره وقال لها ماذا تفعل وعرفها على اعضاء هيئة التدريس والمحاضرين الذين يقومون بتدريس هذه الماده
فقالت له ليلا" هل انت ذاهب لا تتركني أشعر بالخوف" فقال لها وهو يضحك "لا يا طفلتي الكبيره عليكي مواجهة الحياه بمفردك كما أن لدي محاضرات مثلك" فقالت له "كم انت سخيف يا حبيبي"
فضحك ثم ذهب وقبل أن تدخل ليلا إلى مكان المحاضره اوقفتها فتاه تسأل عن مكان محاضرة الصف الأول فقالت لها ليلا "نعم انها هنا انا ايضا فى الصف الاول" فقالت هذه الفتاه "رائع هيا بنا لندخل" ف دخلوا وجلسوا وكانت ليلا تشعر بالتوتر
ف فكرت ان تحدث هذه الفتاه وتتعرف عليها لتقلل من توترها قليلا "فقالت لها ما اسمك" ف أجابت الفتاه "اسمي هند وانتي ما اسمك" أجابت "ليلا" فقالت هند بتعجب "جميل جدا اسمك لم اسمع عنه من قبل انه يشبه اسم ليلى"
ف أجابت ليلا "نعم فقد كان اسم امي ليلى ومن كثرة حب والدي لأمي أراد أن يسميني بأسم قريب لها" فقالت هند " اوه يا لكي من محظوظه بوالدك" ف أبتسمت ليلا وقالت فى نفسها "حسنا انتي لا تعلمين شيئا "
ثم دخل عضو هيئة التدريس المسؤول عن الماده وبدأ بالشرح ف جلست ليلا تستمع له بأنتباه حتي أنهى الشرح ثم خرجت هى وهند بعد نهاية المحاضره ف فتحت ليلا هاتفها لتراسل مالك فوجدت رساله منه يخبرها انه لن يستطيع الحضور لها بعد نهاية محاضرتها لأن يومه ملئ بالمحاضرات حتى الساعه السادسه مساءا
فنظرت ليلا إلى صديقتها هند واخبرتها "حسنا ماذا سوف تفعلين الان" فقالت هند "افكر فى الذهاب إلى المطعم الذى افتتح منذ يومين انه قريب من هنا وانتي ماذا سوف تفعلين " قالت ليلا وهى عابسة الوجه " لا شئ سأذهب إلى المنزل"
فقالت لها هند لماذا لا تأتي معي إلى ذلك المطعم احتفالا بصداقتنا الجديده" فنظرت لها ليلا وهى تفكر فى كلام والدها ثم قالت لها "لم لا هيا بنا لنذهب" ثم تحركوا إلى ذلك المطعم
وفى أثناء الطريق ظلت ليلا تفكر فى كلام والدها وهل من الصحيح أن تفعل شئ هو غير موافق عليه فكانت بالرغم من غضبها من والدها لا تريد أن تحمله المزيد من المشاكل فكانت تريد أن تتراجع عن قرارها ولكنها كانت محرجة من هند بسبب حماستها الشديده فى الذهاب إلى ذلك المطعم
ثم دخلوا إلى ذلك المطعم وبدأوا يبحثون عن طاوله للجلوس فكان المكان مزدحم بشده وفى أثناء بحثهم تلفتت ليلا لتجد والدها فى وجهها فكان يجلس مع مجموعه من اصدقاء العمل لمناقشة مشروع لهم
يتبع..................
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку