Ch. 01
Ch. 02
Ch. 01
"بيكهيون أين فرشاة أسناني!!" تعالى صوته حتى إخترق غرفة المنادى في هذا الصباح الباكر ورمى حقيبته أرضاً بعد أن وجده متكوراً داخل الغطاء كالقنفذ.

"سأتأخر عن المدرسة بالبحث عن رأسك وقدميك!!" أخذ الطالب يطبطب على الغطاء بكل مكان وهو يبحث عن رأس النائم فعجز عن ذلك وتوقف؛ فهو يعلم بأن بيكهيون دائماً عند نومه يخفي رأسه بصدره لتمتعه بمرونة عالية وليونة كاللبان.. لكن.. حتى الجنين لا يفعل هذا ببطن أمه!!

"أنت، ألن تستيقظ؟" وككل مرة مد يده إلى أي مكان كان قد إستوطن أمامها وشله بقرصة ظالمة وسوداء.

قفز المقروص وهو يفرك مؤخرته مزمجراً: "تباً لك تاي وتباً لفرشاتك!! ألم أخبرك مسبقاً بأن لا تقرص بمناطق كهذه!!"

"وما ذنبي إن كنت لا أعلم رأسك من مؤخرتك!! كلاهما بنفس الحجم!!" برر المدعو بـ(تاي) وهو يتذمر فرفع بيكهيون يديه وبعثر شعره ذي اللون الزهري البارد ثم تثائب بعمق.

"والآن؟! أخي!! سأرسب بسببك!!" ضرب تاي الأرض بقدميه وقد نفذ صبره بالفعل.

"لماذا؟ هل لديك حبيبة لتخبرك بأن رائحة فمك كريهة؟ هل هذا صحيح؟! لِم لم تخبرني!!" وضع يديه على فمه بإعجوبة ثم ضرب كتف شقيقه بعد أن صدق كذبة كان قد إختلقها هو بنفسه.

"يا رب ألهمني الصبر!! لا عليك، فلتذهب فرشاتي للجحيم!!" قال تاي بنفاذ صبر ثم إلتقط حقيبته من على الأرض وهم بالهرولة.

تثائب بيكهيون للمرة الأخرى وبشكل أعمق ثم تمتم: "مواليد الألفين"

بينما بمكانٍ آخر..

"إنهضي!! إنهضي!!" صراخٌ يدوي بذلك المنزل الصغير الذي يقبع في حي فقير.

"ماذا!! ماذا تريدين!! كنتُ أُقبل فتى أحلامي!!" صرخت وهي تبعد شعرها المتناثر عن وجهها والذي يستمر بالهبوط بكل فتحة فاه.

"إن كنتِ ستبقين تقبلينهم في أحلامكِ فلن أبقيكِ بالمنزل عانساً!! إنهضي قبل أن تطردي من العمل!!"

"وهل هذه طريقة توقظ بها الأم أطفالها!!" إحتجت الإبنة ثم نزلت من على السرير بعنف ولكن في الأخير هرولت إلى اليمين حتى أصطدمت بالجدار؛ وذلك لإنها غير مستقرة التوازن.

"تعالي لتناول الإفطار بسرعة قبل أن يبرد" ألقت الأم كلماتها بعد أن عدلت سرير إبنتها ومن ثم خرجت.

كانت ملتصقة بباب المرحاض وهي تطرقه بينما تنادي بصوتٍ صاخب: "تباً لكِ سول!! أُخرجي منه ألم تشبعي!! لقد تأخرت عن العمل بسببكِ!!"

إبتعدت قليلاً ثم رفسته ليتناثر شعرها ويرتد على وجهها فتخطتها والدتها وهي تحمل كيس القمامة محتجةً: "آهٍ آهٍ، أهذا وجه مذيعة تقول صباح الخير للناس"

ثم أكملت بصوتٍ عالٍ: "رحلت وتركتني!!"

ففتح الباب بعد لحظات لتخرج منه مراهقة طويلة نسبياً للأخرى وقد تبين إنهما شقيقتان نظراً للشبه بينهما، فنظرت لما تنظر إليه شقيقتها وقالت: "ما بها أمي؟"

فأبعدت شقيقتها (سول) عن الباب ودخلت مُفصحةً: "كالعادة، ثرثرة ينتصفها أبي حتى وهو في السماء"

                                   * * *

إستلم رسالةً نصية بينما كان يفرش أسنانه، وهذه الرسالة جعلته يبتلع معجون الأسنان من غير دراية فرمى الفرشاة في المغسلة وغسل فمه بأي طريقة كانت ومن ثم هرول للخارج وأنطلق نحو نقطةٍ ما بعد أن إمتطى دراجته النارية.

ومضمون تلك الرسالة مازال يرن برأسه: (مرحباً بيك بيك، ناديتك كما تحب، آسف!! سنلتقي بأكتوبر!! سأسافر لأُستراليا مع عائلتي لأمرٍ طارئ..

قبلاتي *غمزة* من جونغ داي)

"أيها الخائن المعتوه!!" هسهس من تحت خوذته وإستمر بشتم جونغ داي حتى وطئت قدماه أرض المطار.

أخذ يبحث بمقاعد إنتظار المسافرين لكن دون جدوى فلا أثر للديناصور الصغير هناك.

سمع ذلك الصوت الصاخب الذي يمكن تمييزه من علوه والذي يشبهه بجهاز إذاعة المدرسة المعطل. ركض نحوه قصير القامة مخترقاً الحشود بينما ذاك المدعو بـ(جونغ داي) يُضاحك أحد أفراد عائلته.

لمح جونغ داي بيكهيون يتجه له فسارع بإجتياز تلك البوابة التي كانت مصداً لبيكهيون وسبباً لوقوفه، فصخب صوت بيكهيون العالي: "جونغ داي!! إلى الجحيم!! أتمنى أن تقع طائرتك أيها المعتوه!!"

غادر المطار بعد أن لفت أنظار الجميع وجعلهم يصلون بالسرية من أجل أن لا يحصل هذا الشؤم الذي تفوه به تواً.

وصلت هي متأخرةً لمكان عملها (KRC TV) فأخذت تتأهب لبرنامجها وعدلت مكياجها بعد أن تزعزع بسبب سرعتها.

أبعدت إسفنجة الباودر عن خدها عندما تم إستدعائها من قبل المدير فإنتابها عليها القلق حيال ذلك، لقد حصلت على عدة إنذارات من عنده سابقاً بسبب إهمالها وتأخرها المستمر عن العمل.

"أبتاه ساعدني، مرر لي كذبة من عندك ككل مرة!!" قالت وهي تنظر للسقف ثم ركزت بنظرها نحو الباب، وضعت يدها على المقبض لتكبس عينيها على بعضهما.

إبتسامة مصطنعة أظهرتها أمام المدير (كانغ جي وون) بينما هو إختصر الحديث ببساطة شديدة.

"أنتِ مطرودة"

تفاقم عدم إستيعابها لما سمعته تواً فقالت: "أستسمحك عذراً؟!"

ومازالت تعابير الصدمة تكتسح وجهها حتى عِند إجابته: "تأخر مستمر عن العمل وعدم الكفاءة، هذان أمران كافيان كي أتعذر عن إستقبال خدماتكِ"

"لكنني أبذل كل ما بوسعي!!" إحتجت وهي تضم قبضتها لصدرها فنهض من على كرسيه وقال: "عفواً؟"

"ليس كله وإنما بعضه.. إلا أنني أقوم بعملي على أتم..."

"لستِ في الثانوية آنسة لي يورُم! إنها قناةٌ إذاعية شهيرة! ليس من حقها أن تتم السخرية منها كون أن المذيعة الإخبارية بعدسة شقراء وأخرى سوداء في بث مباشر مهم!!" صفع المكتب بآخر منعطف مما تفوه به لذلك قفزت مرتعبة بسببه.

"حسناً هذا كان..." وقبل أن تكمل أشار بذراعه لذلك الثغر الذي يتوسط الجدار فتأفأفت ورمته بكلماتها: "أتعلم؟ لم أتقبل فكرة كونك مديري بعد أن إنتشرت شائعات حمل قاصرة منك بين الموظفين"

وخرجت بعد أن جمدته بمكانه فهو لم يكن ليتوقع بأن أحد غيره وغير حبيبته القاصرة يعلم بهذا الأمر المخزي.

دخلت المصعد ونزل للطابق الثالث ليصعد عدد من الموظفين به فأُغلق بابه تزامناً مع ظهور صاحب الشعر الوردي الباهت أمامه.

"كلَّا!! لا تغلق... تباً!!" تأفأف وأزاح كمامته لكي يتسنى له إستنشاق الهواء بأريحية بعد مشقة الركض من أجل المصعد والتي باتت بالفشل.

دخل ذات المكتب الذي دخلته (يورُم) قبل قليل وضرب قدمه بالأرض بعد لحظات لجذب إلفات كانغ جي وون.

"ماذا هناك هذه المرة بيكهيون؟" تململ المدير بينما بيكهيون صدح صوته المشتكي المتذمر: "تشين غدر بي وسافر، ماذا سأفعل الآن!!"

"إعتمد على نفسك إذاً" أفصح ذاك ببساطة بينما كان يتصفح مجموعة من العقود.

فرق شفتيه اللتين تشبهان منقار الصوص وفسر: "أنت تعلم بإني أحتاج لمساعد بهذا العمل، الكاميرات والإضاءة تشين وحده يستطيع تولي أمرها، وكذلك الأفكار تحتاج لذهن آخر أيضاً"

"أخاك، فليساعدك تايهيونغ بفترة غياب تشين، أما تشين فسأتصل به بعد العمل وأتفاوض معه" أفصح المدير فلم يقتنع بذلك.

"تاي؟ ذلك الطفل يمل بسرعة ولن يفيدني، ستنخفض جودة الفيديوهات" ضرب الأرض بقدميه فهو عاشقٌ لعمله.

"بيكهيون بلا تذمر! هيا غادر وكذلك أتعلم بأنك محسود من قبل الجميع على هذا العمل؟ تستلم نقوداً وشيكات من قبل اليوتيوب وأنت جالس بمنزلك أو تتجول بالشوارع هنا وهناك"

"لِم تذكر النقود فقط؟ أستوظفني بالقناة وتمنحني برنامجاً خاصاً بي؟ أم تراجعت" قال فقهقه المدير وأفصح: "عدد متابعينك على اليوتيوب ليس بالأمر الهين، وشهرتك واسعة النطاق فلما لا أمنحك برنامجاً؟ ستقدم عروضاً على التلفاز وستصبح كالمشاهير الآخرين لكن بنكهة خاصة"

إبتسم بيكهيون ثم أعاد كمامته التي كانت تحتوي على حبة فراولة كبيرة ونطق من خلفها: "نكهة فراولة"

                                      * * *

كانت يورُم تسير في شوارع سيئول المزدحمة وهي بصراع أفكارها المتنازعة. تمشي بإستقامة فتتوقف فجأةً وتعود لأدراجها إلى KRC لكنها تعود وإستمرت على هذا المنوال حتى رن هاتفها وإعتلى الشاشة إسم (أمي).

فتحت الخط وأجابت بتوتر: "نعم أمي"

"يورُم، إن صديقاتي سيحضرن غداً بالمنزل لذلك عند العودة تسوقي ما يلزم، لا تخشي، هذه الوجبة البسيطة لن تؤثر على راتبكِ"

شدت يورُم شعرها وعكرت ملامح وجهها ثم نطقت: "حسناً، كما ترغبين"

وقبل أن تغلق: "لكن ما هذه الضجة التي حولك؟ أوليس عليها أن تكون أقل من هذا المقدار؟"

"أمي، أنا أغطي حدث مهم بالخارج والآن وداعاً!!" أغلقته بسرعة وصرخت بقهر مما جعل المارَّة ينظرون لها ويبتعدون فوراً.

"تباً!!"

وبينما كان ذو الكمامة الفراولية يتجول مثله كمثل الجوالين بالشوارع رن هاتفه منبهاً إياه بأن التصويت الذي أدرجه بقناته على اليوتيوب كان قد إنتهى.

ضغط على قفل الهاتف الجانبي وإبتسم قبلما ينطق: "مقلب بشخص تعرفه إذاً"

وضع سماعة البلوتوث على رأسه ليذهب لمنزله ويرتب بعضا من الأفكار إلا إنه توقف عن السير عندما لمح تلك التي تحاول إلتقاط دمية من آلة الإلتقاط المخلبية - جميع محاولاتها باتت بالفشل -.

"لي يورُم، هل تتذكريني يا ترى؟ ستكونين فريستي هذه المرة" إبتسم بيكهيون بشر لكنه سرعان ما حول معالمه لبراءة جرو ضائع وأخرج من حقيبته كاميرا الديجيتال وشغلها ثم سار نحوها ممثلا الغربة.

"عذرا" قال لها بينما كان يصور فقلصت عينيها مشككة حوله، يرتدي كمامة ويصور ويتحدث معها هي خصيصا.

"أنا من غويانغ، هل حقا هذه اللعبة ممتعة ومشهورة هنا كي تندمجين معها هكذا؟"

فردت بعد أن صفعت كاميرته التي يوجهها نحوها: "أبعد هذه عني"

"هذا يعني إنك لست من سيؤول أهذه أول مرة لك هنا؟" قالت وهي تصارع أدوات التحكم بشراسة.

"أجل" أجابها فطرحت سؤالا آخر: "لما تصور إذا؟"

"من الطبيعي أن أصور عند زيارتي لمنطقة جديدة، هذا يجعلني سعيدا!" أقنعها بكذبات محترفة فهو يعرف بلاهتها لتجربة سابقة خاضها برفقتها. ضجرت يورُم عندما تمرد الباندا من المخالب وسقط فتلمست جيوبها لتجدها قد خلت من العملات النقدية.

"أنا سأدفع للطافتك معي" تقدم وتعمد دعس قدمها لتصرخ وتنول عند قدمها ناطقة: "هل جننت!! ألا ترى!!"

هو بلحظة فعل شيئا ما قبل أن تبعد إنشغالها عن قدمها المتألمة.

"آسف!! أعتذر!! لم أكن أقصد حقا!!" إعتذر وهو ينحني عدة مرات بينما يورُم أشارت بيدها بإنزعاج: "لا بأس"

عادت للعب بينما بيكهيون إبتعد بضع خطوات للوراء وهو يبتسم ويصور بالكاميرا عندما وضعت يورُم يدها على أداة التحكم وإقشعرت.

لقد وضع صمغا بالفعل!!

"أيها اللعين!!" لم تستطع لحقه فيدها ملتصقة بالأداة بينما هو قابلها من بعيد وهز مؤخرته لليمين ولليسار مغنيا: "هز السنجاب مؤخرته!! أوه نا نا السنجاب يورُم!!"

"بيكهيون أيها اللعين السافل!! سأريك!!"

                            _______________

روايتي الجديدة!!

متحمسين!!

هذا الجزء الأول!!

اتمنى نال على اعجابكم..

شخصية بيكهيون؟

شخصية يورُم؟

احب اسمهااااا

ضم الراء ترا مو تقرونه فعل -_-



© ييشينغية ,
книга «Mr. Strawberryll B.BH».
Коментарі