:الفصل الأول:
:الفصل الثاني:
:الفصل الثالث:
:الفصل الأول:
-انا رصاصة. لذا قبل اللعب، تأكد انكَ ضد الرصاص.

ACTION

لستُ المرأة التي تهوى الحب، الرجال، أو أي شئ يتصل بحياتها العاطفية.

رغم انني على دراية كاملة بإتمام الخمسه و عشرون دون أن احظي بعلاقة جدية.

و ذلك ما يجعل الكثير يتساءلون إن كنت أُريد أن أكون تلك المرأة التي تكره الرجال ثم يوقعها رجل في غرامه كالروايات ، أو تكون مع شخصاً غنياً حد اللعنة و تغار جميع النساء منها.

لكن سقف طموحاتي لم يُبني عند ذلك الحد، لم أقل اني لا أُريد رجل.
لكني اُريدني أولاً.

دفعت باب المقهى لتتغلغل رائحة القهوة لأنفاسي، و التي ليست رائحتي المفضلة ابداً.

تقدمت وسط الطاولات الصغيرة حتى وجدت المناسبه، جانب الزجاج في زواية المقهى. اتخذت مقعداً و وضعت حقيبتي السوداء جانباً، ارجعت خصلة من شعري الأبيض الطويل خلف اذني في ذات اللحظه التي وضع النادل القائمة أمامي و ابتسم لي.

قلبت الصفح. قهوة، قهوة، قهوة، قهوة.
اسوء مشروب، و رغم ذلك يوجد في كل شئ. لا أفهم سبب عشق الناس لها حتى؟

في تلك اللحظة تحديداً التي وقع فيها نظري على ما سأختار صفعت رائحة عطر رجولي القهوه بعيداً عن انفاسي، لم تكن رائحته مألوفه، لكنها رائعه. جداً.

رفعت نظري لأجده اتخذ الطاولة المقابله لي، وجهه يقابلني، و عينيه العسلية تقابلت مع خاصتي، لكن سرعان ما ابعدتها إلى القائمة مرة أخرى.

لدي رغبة في رفعها له مجدداً ، لكني احكمتها على القائمة أمامي و حسب.

"ليمون." أعطيت النادل القائمة.

التفت أمامي و سحبت نفساً عميقاً قبل أن أضع قدماً على اخري و انظر من النافذة جانبي ، و رغم انني شعرت بنظراته الحارقه على، لم. التفت.

ليس قوة أو كبرياء، بل لأنني اعلم جيداً ان شعوري ذلك يعني شئ واحد فقط..
رسم.

بطرف عيني نظرت له و كان هو قد ابعد عينيه عني في لحظتها إلى النادل.

يداي تحرقاني بشدة، و عيناي لا تحتمل عدم النظر له. لذا، و بكل بساطة التفت لحقيبتي مُخرجه دفتراً رمادياً متوسط الحجم و قد حسمت قراري.
سأرسمه.

بدأت اُخربش في الدفتر و اختلس النظر له من ثانية لأُخرى. في كرارةِ نفسي شعرت أنه لربما يُلاحظ، الا و انه نظر من النافذة و كأنه يُوافق.

و ذلك كان غريباً و مثيراً للشك صراحتاً، لكنني واصلت رسم و حسب.

اللحظة الأولى عيناي كانت في الدفتر بعدما انزلتها عنه، الأخرى كان قد اختفى. عقدت حاجباي و اعتدلت في جلستي، مسحت نظري على جميع الطاولات لكنه ليس—

"تبحثين عن شئ؟"

—موجوداً.

انتفضت و ضممت الدفتر لصدري مُلتفته له خلفي.

"لا، إطلاقاً." صوتي خرج ثابتاً رغم ان يدي ارتعشت بوضوح، زاوية شفتيه ارتفعت و تحرك من جانبي للكُرسي أمامي و جلس دون أن يرفع نظره عني لحظه.

شعره بني فاتح قليلاً ، لحيته خفيفه، فكه حاد. كان شكله رائع جداً، مثالي! و ذلك سبب رغبتي في رسمه.

صمته كان ثقيلاً كما كانت نظرته ، و ذلك اربكني لكني حافظت على ثبات ملامحي كعادتي.

"كان يُمكنكِ طلب الأمر." تحدث أخيراً بصوت رجولي عميق و أشار برأسه علي الدفتر.

ضغط يدي علي الدفتر اكثر لكني تداركت الموقف و ارخيتها رافعة إحدى حاجباي. "عفواً؟"

"لا داعي للإنكار." ابتسم.

قبضت فكي و أنزلت حاجبي مرة أخرى.

ردة فعله غير متوقعه. هو اتخذ مقعداً أمامي و لتوه اكتشف أنني كنت ارسمه، دون اذنهِ.
في العادة يصرخون علي و يتهموني بأنني سارقة خصوصية أو متعجرفه. و لازلت لا أملك ادني فكرة في أي جزء تكمن السرقة.

وضعت الدفتر على الطاولة و أظهرتُ الرسمه له."يُمكنك أخذها." و لم أكد ان اقطعها حتى وضع يده على خاصتي.

رفعت نظري له بسرعه. ابتسامته الخفيفه لم تختفي."لا اُمانع."

ابعد يديه عن خاصتي و اسند جسدهِ المبنى أسفل قميصه الابيض للكرسي خلفه بينما يضع النادل طلبي و طلبه أمامنا. و الذي كان لسوء حظي...قهوة.

ارخيت وجهي و رفعت نظري له. "لكن لدي طلب في المقابل." رفعت حاجباً، و كنت مستعده للتواقح لما جاء في تفكيري.

"سأترككِ ترسميني، بينما سأحكي لكِ شيئاً."

ككل ما فعل منذ لحظات..غير. متوقع.

"لا مشكلة." امسكت الدفتر و أسندت جسدي للكرسي و كأنني كنت انتظر ذلك. و بالفعل كنت.

ركز هو على، بينما انا قمت بالبدأ في صفحة جديدة كي ارسم وضعيته الحاليه. صمته طال و هو يراقبني."انا استمع." رفعت نظري له.

ابتسم لذا اعدت نظري للدفتر بين يداي. "ما هو شعور ان تكوني مشهورة؟"

"لم اُجرب ، اُفضل العزلة." ألقيت نظرة سريعه عليه.

"غنية؟"

"طبقة متوسطة، و أفضلها." صمت للحظه ثم بدأ:"الأمر بدأ عندما حدثني والدها لعمل."

"كان عملاً مهماً، و سيُغير مسار حياتي لنحوٍ افضل." خطفت نظره له. كانت عينيه مثبته على و ذلك تماماً ما أردت لرسم ملامحهِ بدقه.

"وافقت، و الأمور كانت تسير تماماً كما اردت، حتى ظهرت هي. لم تكن مختلفه، لكنني ظننتها المناسبه."

"و لم تكن؟" سألت.

"بلي كانت، لكن ظاهرياً. نفس ذات المظهر الذي رسمته لها في مخيلتي، لكن شخصيتها لم تكن كذلك."

"متسلطه، عنيده، حساسه اكثر من الازم، سطحية، و غيرهم الكثير. ليس و كأني مثالي لكنها لا تتماشى مع شخصيتي." رفعت نظري له.

"ما الذي لا يتماشى تحديداً؟" امسكت كأس الليمون ارتشف منه ثم عدت لما افعل.

"اكره الحفلات ، هي تُحبها، أُحب الرياضة، هي تكرها، تنجذب للشهرة، اُفضل الهدوء و غيرهم الكثير." صمت.

"دون النظر في التفاصيل البسيطة التي قلتها منذ لحظه هي قد تكون مناسبة، أعني جميعاً مُختلفون."

"بالتأكيد." قلت. "يجب أن يكون هناك ما هو اكبر."

"تماماً، و هو أنها لا تُقدرني، البته." شعرت بإنقباض في قلبي.

ربما لأنني اعلم شعور عدم التقدير؟

اغمضت عيناي و أطلقت نفساً خفيفاً و انا القى بكهل الذكريات بعيداً عن عاتقي. مررتُ بالكثير من هذة الأمور ، و لازلت.

لكنني فقط اعلمني، و اعلم انني استحق كل التقدير من ذلك العالم.

"ترى ما يُسعدني سخيفاً. في معتقاداتها ان الرجل مسؤوليته إسعاد المرأة و فعل كل ما تحب، لكن ماذا عني؟"

القيت نظره سريعه علي شفتيه ثم عدت للدفتر كي ارسمها، و لم اعلم من أين جاءت الرغبه داخلي في لمسها. هززت رأسي بسرعه لتخيُل غبي راودني، و سمعته يقهقه بخفه لكني تظاهرت بعدم الملاحظة.

انا جُننت!

"لما لا تترُكها اذاً؟" ارتشفت من كأسي.

"لا استطيع."

"حُب؟" نظرت له.

"ايمكنني؟" أشار للقهوة أمامه. تعجبت لسؤاله لكني أدركت انه أراد أن يُغير وضعيته ليشرب.

"بالتأكيد." قلت.

مد يده ليمسك الكوب و يرتشف منه و عينيه لا تترك خاصتي، و لم يكن ذلك مُربكاً، البته. "لا أُحب القهوة." تحدثت تلقائياً، قهقه بخفه و قام بتمرير لسانه على شفتيه سريعاً.

"أرى ذلك."

"إذاً.." قلت و عاد لوضعيته كما عاودت انا لرسمه."الحب ما يمنعك؟"

"ليس تماماً. ربما لاننا معاً منذ اكثر من سنه؟"

"هو إذاً."

"تعلق." صحح."اصبحت جزءاً من حياتي." اكمل.

"دعني اُخمن." قُلت. "انتَ شخصاً روتينياً و عدم وجودها سيؤثر عليك."

"شيئاً كهذا."

"أبحث عن بديل." لم أعلم لما توقفت و رفعت نظري له فجأة و كأنه يطلبها مني.

لكنه لم يكن يفعل، بل كان ينظر خلفي و ذلك اراحني قليلاً.

"لا تُحرك عينيك." راقبته يعاود النظر لي، ثبتُ عيناي على خاصته قليلاً قبل أن اُعيدها للدفتر سريعاً. "و لم تجدها؟"

"لم اقصد بديلاً كإمرأة اخرى، قصدت شيئاً يُعوض غيابها." وضح.

"عملكَ."

"مع والدها." هز كتفيه.

"ماذا تعمل، بالمناسبه؟" سألت و عندما لم يُجيب رفعت نظري له.

"ماذا تعملي انتِ؟" سأل.

"ما تراه." أشرت برأسي على الدفتر بين يداي.

"مُخرج." قال و لم امنع حاجباي من الإرتفاع للحظة.

"ظننت ان الجميع سيتوقف عن تلك المهنة منذ أن اكتسح روين ستيرلنج الساحة." قلت.

"حقاً؟" سأل عاقداً حاجبيه. "أعني، ما الذي يجعلكِ تقولين هذا؟"

"لست من معجبينه شخصياً، لكنه المُخرج و الكاتب المشهور في الوقت الحالي و أن الجميع يطوق للعمل معه." قلت. "أقرأ كتبه و حسب." اكملت.

"لم اقرأ له." رفعت نظري له بسرعة قبل أن أمد يدي لحقيبتي مُخرجه كتاباً له.

كان بعنوان 'أكشن' - 'Action'

نظر للكتاب ثم لي و قمت انا بالنظر لعنقه، كي اُكمل ما ارسم.

"ذلك ما اقرأه له حالياً." قلت. "انصحك ان تفعل."

"ما المُثير بشأنه؟"

"أشعر احياناً و كأنه جسدني في البطلة لتشابه شخصياتنا." قلت. "اتمنى ان يقوم بإخراجهِ."

الصمت مر للحظات كان ينظر لي خلالهم، و لم أشعر بالراحه لذلك. أعني، نظراته كانت مُتفاجئه، مُتفحصه.
مما كان غريباً.

"أتُريد ان تُكمل؟" سألت.

"نعم." قال. "والدها كان المنتج، و عرض على إخراج فيلم."

"اي فيلم؟"

"اهي موهبه ام تعلمتيها؟" سأل قاصداً الرسم، و بكل تأكيد كان يُضيع سؤالي.

"يمكنك الرفض و حسب." قلت.

"كان سؤالاً راودني ، و اعلم أنني لن أُدخلك فيما لا أُريد." صمت انا قليلاً.

ليس لأن ذلك كان محرجاً فقط، بل لأنه و بعد تحليلي؛ بدا شخصية قوية، ذكية، غامضة، و حتماً ليس سهلاً أن استدرج منه شيئاً لا يُريدني ان أعلمه.

"موهبه." قلت. "اخذتها عن أبي."

الصمت عم مجدداً ، و شعرت بالتوتر الان لكني اكملت رسم مُحاوله ان اُبعد اي أفكار سخيفة عن مساحة عقلي.

"يروقني لون شعركِ." قال.

"اول من يُخبرني ذلك، في العادة يظنون انني 'إيمو'." ابتسمت بخفه.

"يُناسبكِ." رفعت نظري له و ابتسمت بثقة. "اعلم."

"انسة واثقة من نفسها، هاه؟" قلبت عيناي ثم ركزت في الدفتر لأضع اللمسه الاخيرة.

"انتهيت." قلت و تنهدت ناظرة للرسمة التي تنظر لي و كأنه هو تماماً.

الشئ الذي اُحبه في تلك الموهبه، هي انني حقاً اُجيدها.

"اتُمانعين؟" قال و مد يده لي لأقوم بإعطائهِ الدفتر.

ابتسم بخفه و هو يتأمل الرسمه. تفاصيله رائعه، كل انش به و كأنه تحفه فنيه رغم انه بسيط للغايه.

"انتِ موهوبه."

"اقل ما أستطيع فعله." وضع الدفتر في يدي مره اخرى.

"غرور؟"

"ثقه في النفس." صححت و قمت بقطع الورقة و وقعتُ عليها ثم اعطيتها له.

رفع حاجباً.

"أعطيتني سراً ، لذا ها انا اُعطيك ما اُحب." نهضت من مكاني و وضعت المال على الطاوله.

"سعدتُ برؤيتك." ابتسمت و مررت من جانبه للخارج.

و رغم انني لم أرغب في ذلك قط، كان هذا سبباً كافياً.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
سو دي اول ستوري ليا هنا، بما ان الناس كلها بتنقل ل sugarbook😂

و اتمنى المجتمع هنا يبقا احسن من الواتباد ريلي.

و بس مش لاقيه حاجه اقولها ف باايي😂❤️
© جانا ,
книга «Action| اكشن».
:الفصل الثاني:
Коментарі