| مقدمة|
العودة
غرباء
غرباء


____________________________
سنوات مضت منذ آخر مرة رأيته لم أكن أعلم بأن القدر سيجمعنا مجددا ، لقد تغير كثيرا، ذلك الشاب اليافع التي ملامحه تملؤها العفوية والفرحة الآن أصبح رجل متزوج ولديه أبنه تشبهه كثيرا وجميلة مثل والدتها، لم تصدقوني ولكنني سعيدة، ليس لأنني رأيته بل لأنه بخير ولديه عائلة، كنت دائما أشعر بالذنب وأخشى من أنه قد يكون أصابه شئ ما منذ آخر حديث قد دار بيننا ، أتذكر ذلك اليوم بكل ما حدث به وأتذكر كل كلمة قد خرجت من فاهه وكان كالخنجر الذي طعن قلبي والذي مازال يترك أثرا بي حتى الآن كالندبة.

FLASH BACK

" لقد أنتهى كل شئ "

قال تلك الجملة لتتسع عينيها وهي تنظر لعينيه مباشرة ، لا تستطيع أستيعاب ما سمعته للتو ولا تصدق أن تلك الكلمة ستخرج منه يوما.

" ماذا تقصد بأنتهى كل شئ؟ هل أنت ستستسلم بكل هذه السهولة؟ .. حسنا من السهل التفوه بالكلمات ولكن هل ستستطيع فعل ذلك حقا؟ هل ستبتعد عني وتترك الأمر وتقبل بالهزيمة بأول حرب؟ "

" ليس بوسعي شئ لأفعله، نفذت طاقتي بالفعل ولم أعد أحتمل كل ما يحدث معنا، أننا لسنا مقدران لبعضنا وهذه حقيقة يجب الأعتراف بها ، أريد منكِ فقط أن تتأكدين من أن إذا كنا مقدران لبعضها ، سنلتقي حتما "

END FLASHBACK

خرجت من تلك الدوامة التي علقت بها لأجده بنظر لي بصمت ولا يبدي أي ردة فعل وكأننا غرباء وهذا ما جعلني أشعر بالضيق.

" هل تعرفان بعضكما؟ "

كانت هذه سوزي وهي تتبادل النظرات بيني وبين شيومين
" بالطبع، لقد سمعت عنها عندما كنا ببوسان، أنها أبنه السيدة فيكتوريا ورجل الأعمال الكبير السيد كيم، بالطبع أعرفها "

كانت نبرة صوته بها شئ من السخرية ويبتسم أبتسامة جانبية، هل هذا الشخص حقا شيومين؟ .. لا أعتقد ذلك.

" حسنا، سأعود للمنزل كاي بالتأكيد ينتظرني الآن وأنا تأخرت "

قلت ذلك لأسرع بالخروج من المنزل وأغلقت الباب وشعرت بالراحة حين خرن وكأن صخرة كبير كانت موضوعة على قلبي .

أخذت أكبر كمية من الهواء لأزفره براحة قبل أن أقوم بفتح باب منزلي ثم دخلت لأغلقه مجددا، بحثت بعيني عنه لتستقر حين رأيته نائم على الأريكة أمام التلفاز، بالطبع كان ينتظرني منذ وقت وقد تأخرت عليه كعادتي.

أقتربت منه لأجده غارق بنوم عميق ثم جثيت على ركبتاي أمامه وأسندت مرفقي بجانب وجهه لأسند وجهي على يدي واليد الأخرى كنت أداعب شعره بها.

لا أحد يمكن أن يتخيل كيف أحبه، أتذكر أنني حين رأيته للمرة الأولى ظننته متعجرف كونه دائما ما كان يمدح بنفسه وبوسامته كون معدل التواضع لديه عالي بعض الشئ ولكن مع الوقت علمت بأنه ليس غرورا انها حقيقة بالفعل، هو وسيم للغاية وأجمل رجل وقعت عيناي عليه .

تعرفت على كاي في رحلة مخيم ببوسان وكان الأنطباع الأول ليس جيدا البتة، كنت دائما أرى الفتيات حوله ويتحدوث معه ويضحكون وهو لا يكف عن التحدث عن نفسه كما ذكرت لذا كنت أكرهه وأكره عجرفته تلك.

كثيرا ما تشاجرت معه أو أنني دخلت بمناقشة عنيفة بعض الشئ ولكنه دائما من كان يفوز بتلك المناقشة وأنا ينتهي بي الأمر صامتة تماما ، مع الوقت رأيت الجانب الجيد فيه والذي دائما يحاول أخفائه عن الآخرين وهذا جعلني أقع له.

كان بيننا قصة حب عنيفة وأنتهت بالزواج، واجهنا بعض الصعوبات وهي عدم الأنجاب حتى الآن وأعتقد أننا نواجه ذلك الشئ حتى الآن، جميع الأطباء قد أجمعو على أننا لم ننجب وخضعت لعمليات جراحية قد أثرت على صحتي ولكن كانت محاولة من ضمن المحاولات الفاشلة، ولكننا أعتدنا الأمر ، أنا طوال اليوم أكون بالمستشفى ورأسي بها آلاف الأمور التي يجب التركيز بها وهو طوال الوقت أيضا بعيادته لذا نحن لسنا متفرغان.

أفقت من شرودي لأجده مازال نائما لأبعد يدي عنه وحاولت النهوض لولا يديه التي أمسكت بمعصم يدي وحاجبيه معقودتان ولكنه مغمض العينين

" أستمري بمداعبة شعري ، أشعر بالراحة "

" هل أنتَ مازلت مستيقظ؟ "

أبتسم وهو يتحرك ليفسح لي مكانا بجانبه على الأريكة ذلك أخذ يربت بيديه على ذلك المكان

ضحكت لأستقي بجانبه وهو يحاوطني بزراعيه وأنا أدفن رأسي بصدره وأتمنى أن أبقى هكذا للأبد.
" لقد كنت نائما ولكنني أستيقظت حين سمعت صوت الباب "

" هل تناولت عشائكَ؟ "

" كلا كنت أنتظركِ لنأكل معا "

" حسنا سأبدل ثيابي وأعد الطعام "

قلت ذلك لأحاول الأبتاعد عنه ولكنه كان يشد بزراعيه أكثر قائلا
" لا تبتعدي فليذهب العشاء إلى الجحيم، أشتاق لكِ كثيرا، أنتِ دائما بالمستشفى وأنا دائما بتلك العيادة اللعينة ولم أرى أشخاصا سوى مرضى نفسيين، أفرح كثيرا حين يحين وقت الرحيل حينها أرغب بأن أرتمي بأحضانك بعناق طويل ليس لدي مشكلة إن دام لسنوات، طالما أنتِ بقربي.. سأكون بأحسن حال "

" حسنا ولكن على الأقل نتناول الطعام، أنتَ لم تأكل شئ وأنا أيضا، هيا أنهض لتساعدني ولكن أياك وكسر الصحون، المرة السابقة قمت بكسر أربعة صحون ، إذا طلبت مساعدة طفل لم يفعل ذلك "

" هذا لأنني أملك عضلات كما ترين ولا أحمل سوى الأثقال الثقيلة لذا تلك الصحون شئ كالورق بالنسبة لي ولا أعرف كيف تحملونه "

قال ذلك بفخر لأقوم بأعطائه ضربه بصدره قائلة
" توقف عن تواضعك ذاك ، حسنا سأجعلك تقوم بتقطيع الخضراوات فقط وسأكتفي بالباقي، لن أجعلك تغسل الصحون مرة ثانية "

" حسنا أنا مستعد "

•••

Xiumin POV

تعمدت قول ذلك بتلك الطريقة، برغم أنني صعقت من الصدمة ولكنني لم أظهر ذلك أمامها ،لم أتخيل قط أنني سأراها مجددا ولكن القدر قد لعب وجمعنا مرة أخرى ولكن بوقت متأخر للغاية .

ملامحها لم تتغير أبدا سوى أنها لم تعد ترتدي نظارات طبية وشعرها قد أصبح أطول من ذي قبل، حسنا تبدو أجمل ولكن بها شئ مختلفة، ربما هالتها لم تعد كالسابق ، بالسابق كانت فتاة يافعة يملؤها العفوية ولكن الآن أرى سيدة ناضجة وهادئة وعلى هالتها الجدية والصرامة وهذا ما أدهشني قليلا، لقد ذكرت أسم كاي، بالطبع هذا زوجها لقد سمعت بأنها تزوجت منذ سنوات ، جيد أنها أتخذت ذلك القرار مثلما فعلت، أنا كنت كالذي يسلك طريقا دائما يتعرقل به ويُجرح ولكنه كان صامدا ويستمر بالسير بذلك الطريق رغم كل الآلام التي تسبب به ولكنه توقف عن السير حين لم يعد يحتمل وقرر بأن يسلك طريقا آخر يستطير السير على منكبيه بكل سهولة ، دون ألم ودون أن يُجرح.

" أبي، لقد حصلت على علامات جيدة بالرياضيات اليوم "

كان ذلك صوت يورا وهي تجلس بجانبي على طاولة الطعام وكانت سوزي تجلس بجانبي على الجانب الآخر.
" أحسنتِ صنعا جميلتي، أعتقد بأنكِ ستصبحين يوما ما مهندسة بارعة كوالكِ تماما "

" لا يا أبي أنا أريد أن أصبح طبيبا كالسيدة بومين، أنها لطيفة للغاية يا أبي وقد لعبت معي كثيرا وقضينا وقت ممتع "

ضحكت على لطافتها في التحدث عنها وعلى تلك اللمعة التي بعينيها، رفعت نظري على سوزي لأجدها تعبث بأعواد الطعام وشاردة الذهن لأعقد حاجباي قائلا
" عزيزتي!! ماذا بكِ؟ أنتِ بخير؟ "

نفت برأسها وهي تربت على كتفي وتبتسم قائلة
" أنا بخير حبيبي، فقط أشتقت لأبي قليلا "

" أجل تذكرت، لقد تحدثت معه اليوم بشأن أنه يأتي ليعيش معنا هنا بدلا من أن يبقى وحده بالمنزل "

" أبي حقا سيأتي جدي إلى هنا؟ "

كانت هذه يورا وهي تتسائل بحماس لأوما لها وأنا أملس على شعرها قائلا
" أجل جميلتي سيأتي بأقرب وقت"

" شكرا لكَ شيو"

" لا تشكريني عزيزتي، أنا سأفعل أي شئ لكي تكونين سعيدة ، ثم هيا للتاولين طعامك بدلا من أن تعبثي به وأنتِ شاردة كالمراهقة التي تفكر بشريك حياتها "

Bomin POV

أنتهينا من تناول العشاء لأقوم بغسل الصحون وقمت أيضا بإعداد بعض الفشار لنشاهد درامتنا المفضلة وأيضا غدا هو يوم عطلتي أنا وكاي لذا سنسهر اليوم وغدا سنخرج لنتنزه قليلا ونتناول العشاء بالخارج.

" صحيح، علمت بأن عائلة ستسكن بالمنزل المجاور وأيضا سمعت بأنهم من بوسان "

توقفت عن مضغ الفشار وتذكرت كلمات شيومين حين تكلم كأنه لا يعرفني، لقد نسى صداقتنا التي دامت سنوات ، لم يكن صديقي فقط كان أخي وأبي وكل شئ بحياتي قبل ظهور كاي.

أتذكر ذلك اليوم حين رأيته للمرة الأولى كان قد أنقذني من الأصطدام بالسيارة عندما كنت بالسابعة عشر من عمري، لولاه لكنت ميتة الآن ولكن في الحقيقة هو لم ينقظني فقط من الموت هو أنقذ حياتي بأكملها ، حينها كنت وحيدة تماما لأنها كانت الفترة التي مات بها أبي وكانت أختي مازالت رضيعة وأمي دائما كانت بعملها طوال اليوم وكل يوم ببلد مختلفة، لذا كان هو أهم شئ بحياتي والشخص الوحيد الذي أستطيع التحدث معه .

كنا نتسكع طوال الليل ونقوم بالغناء بصوت عالي ونأكل كثيرا ونشرب السوجو ونذهب لحفلات فرق الكيبوب ونلتقط الكثير من الصور  ، كنت أشعر بأنني حقا أتنفس في الوقت الذي أقضيه معه، حياتي قد تغير ثلائمائة وستين درجة والفضل كان يرجع لذلك الشاب الذي كان يكبرني بخمسة أعوام ،كان يعاملني طفلته وليس صديقته، كان يهتم بصحتي وبطعامي وحالتي النفسية، ودائما ما كان يحفزني على دراسة الطب لأكون طبيبة ذات مكانة.

لم أنكر ولكنني أشتاق له كثيرا، ليس شيومين الذي رأيته اليوم بل شيومين الفتى الذي أعاد لي الحياة من جديد.

" أين ذهبتي ؟ "

بترت أفكاري حين سمعت صوت كاي لأنظر له ثم أستمرت بأكل الفشار وأنا أشاهد التلفاز.

" وكيف عرفت بأنهما من بوسان تحديدا؟ "

" لقد ألتقيت بشيومين وأنا ذاهب للعمل صباحا وأخبرني بذلك ، أنه رجل رائع بحق"

أتفق معه بذلك هو كذلك بالفعل

••

قضينا يوم رائع وتنزهنا بشوارع باريس وألتقطنا بعض الصور وتحدثنا كثيرا، يوم العطلة دائما ما يكون أجمل يوم بالأسبوع.

عدنا للمنزل بالأمس لنقوم بتبديل ملابسنا بأخرى مناسبة لتناول العشاء بمطعم فاخر.

قمت بتصفيف شعري وتركته منسدلا ووضعت بعض مساحيق التجميل وأرتديت فستانا أسود قصيرا قليلا وكان بسيطا للغاية وكاي أرتدى بذلته السوداء والقميص الأبيض وقام برفع شعره لأعلى وهذا يزيد من وسامته.

..

ترجلت خارج السيارة بعدما قام كاي بفتح لي باب السيارة وأمسك بيدي قائلا
" اليوم أنتِ أميرتي ولستِ زوجتي فقط "

أبتسمت بخجل وأنا أنزل رأسي لأسفل ليقوم بتقبيل يدي بخفة ثم دخلنا المطعم.

جلسنا على الطاولة المجاورة للنافذة المطلة على برج أيڤل وكان المشهد أكثر من رائع.

" بالأمس قد أحتفلنا بعيد ميلادك وذكرى زواجنا   برفقة أصدقائنا ولكن اليوم هو لنا، أنا وأنتِ فقط
اليوم قد مر ثمان سنوات على زواجنا وهذه كانت أجمل سنوات قد مرت علي بحياتي لأنني برفقة أجمل أمرأة بالعالم حبيبتي وزوجتي بومين "

كان ينظر لعيني مباشرة لتسير القشعريرة بجسدي وأنزلت رأسي لأسفل بجخل ليقوم بالأقتراب مني ورفع رأسي بيده وهو ينظر لي بأبتسامته الساحرة.

" أنت تخجلني كثيرا "

" بحقك يا بومين أنا زوجك وأنتِ مازلتِ تخجلين"

" نعم سأظل أخجل "

" هل أخبركِ بشئ؟ "

تسائل لأهمهم له ثم أقترب مني وهو ينظر لعيني قائلا
" أنتِ تزدادين جمالا حين تخجلين، وجنتيكِ تصبح كالفراولة التي يجب قطمها "

" توقف عن مغازلة المراهقين تلك وعد ل......... "

توقفت الكلمات عن الخروج من فاهي حين وقعت عيناي عليه وهو كان ينظر لي أيضا ولكن عينيه أبتعدت عني حين نظرت إليه.

توسعت عيناي حين سوزي نظرت لي بأبتسامة ثم نهضت وأقتربت من طاولتنا وتوقفت قائلة
" مرحبا بومين، سعدت بلقائك مرة أخرى "

" وأنا أيضا "

نظر لها كاي قائلا
" مرحبا سيدة سوزي، ما رأيك بأن تشاركينا أنتِ والسيد شيومين، بالطبع ستكون فرصة جيدة للتعرف، من يعلم؟ يمكن أن نصبح أصدقاء. "

" أجل بالتأكيد "

_______يتبع_______

فرحت جدا برسائلكم عن الرواية وأنكم متحمسين ليها شكرا جدا 💕

توقعاتكم
ياترى هيكون لقاء شيومين وبومين للمرة الثانية هيكون ازاي؟

© B.O.M .I.N,
книга «| خيانة خائن |».
Коментарі