حُلم
حقيقة
حُلم
تقول الاسطورة ان بداية اللعنة كانت حينما تسلل شيطانٌ الي عالم البشر في هيئة بشرية ، تكسو خلفها سواد وشر وحقد ، بث السحر الاسود بين الناس ليلعن عقولهم حتى يصبحو اتباعه كي يحقق هدفه

الا وهو غزو العالم.

لم تسطيع الحراسة الملكية ادراك ذلك الامر حتى وصل الشيطان بسحره الي الملك الاعظم كاترين ملك هاثونيا، لهذا اعتقد الشيطان واخيرا انه اوشك على تحقيق هدفه ، دون ان يدرك ما صنع له الامير جودلش ولي عرش هاثونيا وابن الملك كاترين

فلقد صنع سيف من السحر الابيض الخاص بالمملكة دون ان يعرف الشيطان ، صُنع خصيصا له من قِبل اكبر سَحرة المملكة.

وبالفعل واجهَ الامير الشيطان بمعركة دموية بالنسبة للامير عكس الشيطان الذي بدى له المعركة روحية اكثر، حتى استقر السيف في قدم الشيطان البشرية سلبت منه القدرة علي الحركة لهذا حاول الفرار زاحفا قبل ان يُطعن بذات السيف في قلبه الذي لم يلبث الا وانفجر مخرجا هاله سوداء فكت بها اللعنة على المملكة وعلي الملك.

اما بالنسبةِ الي الشيطان فقد حكم عليه الامير ان يتعذب حيا في الغابة دون ان يتخطى حدود المملكة ، من قِبل تعويذة تُحرقه ان أقترب واخرى من ترمم قدمه ، اما عن قلبه فترميمه يحتاجُ فقط ال معجزة: قلب صادق يُحبه وهذا مستحيل.

ومن بعدها اصبحت الغابة ملعونة مظلمة وذابلة ايضا نظرا للشر الذي تخلخل بداخلها والحقد والكره علي المملكة ايضا ، ماتت الحياة بالغابة مات كل ما بها من ثمار وحيوانات ، حتى اصبحت شؤم علي الجميع ، ومن يرد لعن اخر يدعوه بصاحب الغابة او يدعو الاله بأن يغدو اليها

الي غابة تومارڤو.




بعد ٢٠٠٠ سنة ، مملكة هاثونيا ~

دخلت احدى واصفات الاميرة الي جناحها لتبادر بفتح الستار حتى تسمح بأشعة الشمس الدلوف للغرفة

التفتت حيث سرير الاميرة كي تيقظها كالعادة قبل ان تُفاجأ بكونها مستيقظة بالفعل ، بل و منتصبه بجزئها العلوي فوق السرير تحدق بالفراغ امامها.

انحت لها مُعلقة بأحترام:
"هل اتتكِ الاحلام مجددا؟ ، سمو الأميرة"

اومأت لها بخفوت دون ان تُزيح نظرها من الفراغ امامها لتسرسل الواصفة :
"سأستدعي الطبيب اذا"
انحنت لها مجددا قبل ان تتخذ طريقها للخارج

بينما الاميرة انتصبت من مكانها لتتخذ خطوات بطيئة نحو نافذة الجناح بينما عيونها معلقة علي الجزء الشرقي من المملكة خارج القصر ،الغابة

~~

بعد ان وضعت زينتها ليظهر جمال وبراعة الإله في خلق معالم وجهها ، ظلت تُحملق في انعكاسها بالمرآة امامها شارده الذهن ، فبرغم جمالها ومكانتها وحياتها بالقصر لم ترضى ابدا علي هذه الحياة

اجل فهي الاميرة ليليان ذات الثمانية عشر عاما ، ملكة هاثونيا المستقبلة ، ووحيدة الملك والملكة ، يخشون عليها من نسمات الريح ان تصيبها بضرر لدرجة انهم جعلوها سجيه خلف جدار القصر الذي قد يبدو للبعض النعيم ، دون حتى ان تفهم السبب ، دون ان تعرف سبب ذلك القلق المبالغ فيه .

الجميع يؤمن بالاسطورة ويؤمن بأن الشيطان سينتقم من الجميع اذا سمحت له الفرصة ويعود يغزو العالم ولكن هل هذا مبرر حقا للسجن الذي تعيش به؟

تريدُ الحرية وخائفة ايضا.

قاطع شرودها دلوف احدى الواصفات اليها حتى اصبحت منحنية امامها لتردف:
"سمو الاميرة لقد اتى الامير جونغكوك وهو بأنتظرك بالقاعة الرئيسية"

انتصبت ليليان من مكانها لتتبعها الواصفه تقف تقريبا بمحاذتها ولكن الاميرة تسبقها بخطوتان تقريبا بينما جاريتان تتبعهما من الخلف.

ليست مرتاحة فهو خطبة ابناء العم للحصول علي العرش لا أكثر ، رغم انه يعزم علي حبه لها الا وانها ليست مرتاحة لهذا.

دخلت القاعة بالتزامن مع التفات الاخر لها مع بسمته البراقة بينما يردف:
"هل اميرتي حظت بنوم عميق؟"

قال بنبرة شبه سخرية كونه علم ان الحلم زارها مجددا ، ليقترب منها بعض الشيء بينما الواصفات ذهبو بالفعل ليتيحو لهم بعض الخصوصية حتى غلفها بعناق دافئ ليسترسل:

"حينما نتزوج سأعانقك بين ضلوعي حتى لا يتجرأ الحلم بازعاجكِ مجددا"

قال بينما يمسح علي ظهرها لتهمهم له بالإيجاب ، بدى صادقا ولكنها باتت تكره اقتراب احدا منها لهذا لم تبادله حتى لا يطول هذا

ابتعد عنها قليلا رغم انه شعر بالاحباط لانها لم تبادله الا وانه لم يمحي بسمته من علي ثغره :
"أتريدين جوله بالجواد اليوم؟"

~~

شتقتُ اليكِ ، أميرتي"
قال بوهن بينما ينظر الي عيونها تحت ضوء القمر الذي بات وكأنه يشع علي عيونها فقط تاركا كل بقاع الارض ، الا هي

"من انت؟ ، ولماذا لا استطيعُ رؤيتك؟"
نظرت الي ذلك الهيكل امامها الذي ظهر لها علي هيئة ظل مختفيه في الظلام ، تستطيع فقط تحديد ملامحه البشرية غير اي شيء حولها كون القمر غفل عن كل شيء غيرها

"هل ستتركيني ان عرفتي؟"
سأل بينما يقتربُ خطوة للامام

"هل انت من تبعث لي تلك الأحلام؟"
سألت ولكنها بالفعل تعرف الإجابة ، انهو هو لا محال

"لا تذهبي لغيري ، فأنا عاجز على منع هذا"
تجاهل سؤالها بينما هي شعرت بضعف نبرته واهتزازها

"ماذا تعني؟"
عقدت حاجبيها في ريبة ، من هذا؟

"احبُكِ"

فارقت جفنيها بينما تشعر بمغص بسيط في بطنها وقلبها الذي اصبح هائج من العدم ، انه حلم غريب عكس الاحلام الاخرى التي حلمت بها طيلة حياتها ، حلم يخلو من كلمات الاستنجاد او الرعب او الفزع بل حلم جعلها تشعر وكأن قلبها ازهر ورود تستطيع رؤيتها في بيريق عينيها

ولأول مرة احبت حلم حلمت به

انتصبت من مكانها لتجد انه الفجر كالعادة ولكن عادتها لن تتوقف ابدا بالذهاب الي النافذة بعد كل حلم تحلمه ولكن هذه المرة كانت مبتسمة ، الكلمة دافئة غلفت برودة قلبها

~~

كان هذا الملك الذي ترأس طاولة الطعام وعلي يمينه الملكة و ليليان و جونغكوك علي ايسره

"تبدين بمزاج رائع اليوم"
كان هذا الملك الذي لاحظ ابتسامة الاميرة البراقة اليوم

اومأت له بالإيجاب ليبستم الجميع عليها ، لقد مر وقتٌ طويل حقا

تسللت يد جونغكوك اسفل الطاولة ليسحب يده يشابكها في خاصته لتنتفض من مكانها تحاول تمليص يدها دون ان يشعر احد حولها

"سمو الأمير!"
نبست الملكة تنظر بحده مصطنعه ليسحب يده من خاصة الاميرة يباشر في استكمال وجبته

~~

"فضولي يقتُلني ، ما سبب هذا التغير ليليان؟"
نبس جونغكوك وهو علي ظهر الحصان الخاص به بينما ليليان علي خاصتها

"لقد كان حلم جميل اليوم"
نبست مبتسمه بينما تطأطأ رأسها الي اسفل حيث تقابل رقبة الحصان

دُهش جونغكوك كونها تحدثت ، واخيرا ، فلقد كاد ينسى صوتها حتى ، ليس لانها غير قادرة علي الكلام بل لانها لا تحبه ، لا تحب التخالط وبدأ الحديث ، اقصد تخافه

"حقا؟ هل كنت به؟"
اخذت السعادة طريق الي وجهه

هزت رأسها نافية ، ولكن هذا لا يمنع حقا سعادته بأنها تحدثت امامه ، فهو يُحبها وان امكن لضحى بعمره لها ، فقط ينتظر ان تسمح له.

ظلا يتجولا داخل حدود القصر دون ان يلاحظ جونغكوك انه اقترب من السور الشرقي بالفعل لانه ظل يثرثر يستعرض قدراته عليها

"جونغكوك"

قالت فجأة بينما ترمق السور بفراغ ليتوقف عن الحديث ليهمهم لها كرد

"هل تؤمن بها؟"
التفتت له ترمقه بملامح جامده

"بماذا؟"
عقد حاجبيه

"الاسطورة"

"ومن لا يفعل"
رد بتلقائية لتهمس دون ان يسمع:

"انا"

~

"هل تؤمنين بي؟"
قال بينما يعانق خصرها من الخلف فوق تل تحت ضوء القمر بينما هي تناظر الفراغ امامها او بمعنى اصح الظلام

"من انت؟"

"شخصٌ ولهان بكِ"

"اشعر وكأنني مقيدة"
حاولت الحراك ولكنها كانت مشلولة تكادُ ترمش

"ليس مهم ، الن تأتي لي؟"
شد علي عناق خصرها

"الي اين؟"

"حيثُ يخبركِ قلبك"

صمتت عاجزة عن الرد بل خُرصت ، ماذا يقصد؟

دفن رأسه بمؤخرة عنقها ليردف:
"رممي لي قلبي المُدمر ، ليلي"

فارقت جفنيها بفزع لتنتصب من مكانها مُحكِمة قبضتها علي قلبها تلهث

التفتت برأسها حيث النافذة قبل ان تهرول ناحيتها ترمق الجرء الشرقي من المملكة ، تومارڤو

~~

"واخيرا سنتزوج ليليان!"
قال معانقا ايّها بقوة بعد ان اقتحم جناحهها في الصباح ، لتشعر بأختناق قبل ان تضرب كتفه تحثه علي الابتعاد

"لن تصدقي ماذا حدث! ، لقد صرح الملك للعامة بشأن زواجنا ، سنتزوج بالغد!"

صُعقت مما قاله وهذا بدى علي معالم وجهها ، هزت رأسها نافيه و دهشه ،هي ليست مستعدة لهذا لا!

"ليلي، ما الامر؟"

التفتت اليه بصدمة وعيون دامعة ليخطر ببالها نفس الكلمة ولكن من صوته الثخين

'رممي لي قلبي المُدمر ، ليلي'

"جونغكوك دعني وحدي ارجوك"
همست

اتخذ خطوات للخلف ، لقد بدأ يستشعر منها مشاعر غريبة ومتخابطة ومحبطة ، اومأ لها داهسا علي قلبه ليخرج من الجناح بينما هي شردت تنظر الي النافذة

انتصبت من مكانها لتأمر الواصفات بالذهاب من الجناح كله حتى اصبح خالي تماما ، هي لن توافق علي هذا ، لن تفعل.

ففي قرارة نفسها مكانها ليس هنا.

~~

"تعالي الي"

هذه المرة لا ترى شيء وكأن عصبة ملفوفة حول عيونها منعت الرؤية الا شعور يد تعبثُ بشعرها

"من انت واللعنة!؟"
حاولت تحريك نفسها ولكنها فشلت ، جسمها لا يفرق عن قطعة الخشب في هذه الحالة

"اعلمُ انكِ تحبيني فقط تعالي الي ، اشتقتُ لكِ"

"كيف لي ان اعجب بأحد لا اراه"
ضغطت علي حروف جملتها تكيدُ غيظا

"هل حقا تُريدين رؤيتي؟"
سأل بوهن بينما يمرر اصبعه علي وجنتيها برفق ، لتتخدر هي بعض الشيء مردفة بخفوت:

"اجل"

"اذا تعالي لنتقابل ، تعالي الي"
همس بأذنها ليقشعر بدنها اثر ذلك

اردفت بنفس ذات النبرة المتخدرة: "الي اين يجبُ ان اذهب"

"حيث يرشدكِ قلبك ، ليلي"

فارقت جفنيها لتتذكر انها اخذت قيلولة في مكانها بعد ان غلبها تفكيرُها ، هرولت لتمارس عادتُها الا وهي النظرُ من النافذة الى الجزء الشرقي من المملكة

'اذا تعالي لنتقابل ، تعالي اليّ'

ترددت الجملة في عقلها ، بينما عيونها معلقة علي تومارڤو

اجل لقد حسمت الامر ، ستضع حدا لهذا.

~~

تسللت الي الساحة الخلفية للقصر حيث مضجع الاحصنة الملكية ، ظلت تلتفت هنا وهناك خاشية ان يراها احد بينما تتخذ خطواتها الي حصانها

"من هناك؟"
صاح بها احد حراس الساحة لتنتفض فزعا حتى ركبت علي ظهر الحصان الذي بدأ المسابقة مع الريح

"سمو الاميرة؟"
دُهش الحارس بعد ان تعرف علي ملامحها حين تخطته بحصانها ، ليهرول الي حصانه يركبه بعد ان نادى علي الحراس ليتبعو الأميرة

ظلت تلتفت خلفها ليتضح لها انها كُشف امروها لتشد علي لجام الحصان تحثه علي ان يزيد من سرعته

"اغلقو البوابات"
صاح احد الحراس بينما يلحقو بها لتبدأ البوابات بالهبوط ولكن فرسها كان اسرع من ان يتخطى البوابات حتى نجحت بالفعل وفشل معظم الحراس عدا القليل منهم

زفرت بحنق لانهم مازالو يلحقو بها ، اجل فالاميرات لا يجب ان تخرج من القصر وقت الغسق ولا النساء من بيوتهم ، فهم يؤمنون باللعنة ولكنها لا تعطي اي لعنة لتلك الاسطورة ، هي استمعت لها
ستتبع قلبها.

زادت من سرعتها اكثر لتتجه الي الجزء الشرقي من المملكة ، وجهه كدبُها جميعُ الحراس فمن المستحيل ان تذهب الاميرة الي هناك

الي تومارڤو

ولكن لم يلبثو الا وان خابت امالهم فهي بالفعل اقتربت من الغابة غير أبها لصياحهم يحثوها علي عدم الدخول

"سمو الاميرة لا تدخلي!"

كان هذا اخر ما سمعته قبل ان تدلف الي الغابة متلاشية بين الاشجار

بينما الحراس توقفو امام حافة الغابة مصدومين ، فهم من المستحيل ان يدخلو لكون هذا محرم في المملكة ، فالاسطورة شيء مقدس بها حتى ولم تؤمن بها.

~~

"واخيرا اتيتِ ، ليلي"
© مِنّة ,
книга «ليلي || KNJ».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (3)
B.O.M .I.N
حُلم
فايتينغ 💕💕💕💕💕
Відповісти
2020-07-23 14:25:29
1
dolly Ez
حُلم
روعة 👏💜
Відповісти
2020-07-23 15:12:23
1
KIM YONA
حُلم
ده ايه الجمال ده 😭⁦❤️⁩
Відповісти
2020-07-23 16:45:33
1