ثِقِّي بِي
اتركني اَرجُوك يجب ان أُغادر حالًا.
سحبها جونغ إن من معصمها الذي كان ممسكًا به خارج الغرفة راكضًا: تعالي معي.
حاولت الإفلات منه وهو يسحبها خلفها العديد من المرات لأنها لا تثق به مطلقًا، ولكن هي في النهاية فشلت بسبب قوته بالنسبة لجسدها الهزيل.
لم يتوقف عن ركضه بها إلى أن وصل للدور الأرضيّ عن طريق سُلَّم الطوارئ. هدَّأ من سرعته ذاهبًا تجاه المكان المخصص لركن سيارات العاملين بالمشفى، ثُمّ ضغط على المفتاح الإلكتروني لسيارته التي كانت مغطاه بالزجاج الأسود غير الشفاف من جميع الجهات.
نظرت للسيارة باستغراب بينما هي عاقدة يديها إلى صدرها ثم له قائلة بتهجم ساخرة: أنت بالتأكيد لا تريدني أن أصعد بسيارة واحدة مع.....
لم تكمل حديثها لأنه جذبها من معصمها مجددًا قبل أن تُكمِل ثرثرتها، و وضعها بالمقعد الذي بجانب السائق. حاولت الخروج كثيرًا ولكنه منعها حيث أمسك بكلا معصميها يثبتها قائلًا بنفاذ صبر: اهدأي قليلًا. أنا لن اركب مِن الأساس. إبقي هنا ولا تتحركي إلا حينما أتأكد أنهم قد ذهبوا، و آتي لأخذك مرة اخرى. قالها ولم يستمع لردها حيث قام باغلاق الباب فورًا و ضغط على الزر مجددًا ليتأكد أن السيارة أُغْلِقَت وأنها لن تهرب.
هلعت الممرضة إلى مكتب جونغ إن وفتحته بسرعة لتجده يكتب بعض التقارير فقالت بتنفسها المضطرب: سيدي مريضة غرفة 314 غير موجودة لقد بحثت بالمشفى جميعها ولم أجدها، و هناك من يسأل عنها أظن أنهم أقربائها.
نهض كاي من مكانه ممثلًا الفزع من إختفاء مي راي. و أخيرًا إشتراكه بمسرح الجامعة قد عاد عليه بالنفع يومًا ما. ركض مع المُمَرضة إلى غرفتها ليجد الخمس رجال بداخل الغرفة أحدهم يجلس على المقعد و الاربعة الأخرين واقفين حوله.
تأمل جونغ إن ملامحهم محاولًا أن يتذكر أوجه جميعهم إذا إحتاج لذلك مستقبلًا.
جونغ إن قال باحترام لهم: هل يمكنني مساعدتكم بشيء؟
نظر الجالس منهم له بحدة لثانية لم تلاحظها الممرضة ولكن جونغ إن لاحظ هذا. نهض الشاب من مكانه مقتربًا من جونغ إن وقال ممثلًا القلق الممتزج بالغضب: أين مي راي أيها الطبيب؟
جونغ إن: مي راي من؟
قال الشاب بنفاء صبر: المريضة بتلك الغرفة أين هي؟ أي نوع من المشفى أنتم الذي لا يهتم بمرضاه ولا يعرف أماكنهم؟
تنهد جونغ إن وقال: سيدي يبدو أنك فهمت الوضع بطريقة خاطئة. هذا مشفى وليس سجن. يُمكن للمريض المُغادرة مادام هذا ضد رغبته و طالما أنه لا يعاني من شيء خطير قد يجعله يؤذي مَن حوله!
ضَحكَ الشاب بسخرية وقال: ولكنك لم تجيب على سؤالي بعد أيها الطبيب. أين مي راي؟
لا يمكنني إخبارك معلومات عن مرضاي طالما أنك لست من الأقارب
حك ذلك الشاب جبهته بسبابته بنفاذ صبر ثم قال: يبدو أنك لا تعرف من أنا بالنسبة لها أيها الطبيب. أنا حبيبها منذ ثلاث سنوات
صدم جونغ إن بداخله و فكر هل حبيبها هو من فعل بها هذا؟ ياإلهي! كم هو حقير. شعر بالرغبة في لكمه بشدة لشعوره بِكَمّ من الخيانة قد تلقطّها تلك الفتاة. هو يشفق عليها بشدة.
أشار برأسه على الأربعة رجال الآخرين قائلًا: ومن هؤلاء؟
الشاب: إنهم رجالي فأنا رجل أعمال. لهذا أحتاج للكثير من الحراس كما تعلم
(رجل أعمال؟ بتلك الهيئة؟! هذا مستحيل أنا أراهن بحياتي أنه يكذب)
نظر جونغ إن لَهُ من أعلى رأسه لأخمض قدميه ثم قال: عذرًا سيدي ولكن الحبيب لا يُعدْ من أفراد العائلة إلا إذا كنت خطيبها أو زوجها. شكرًا لمجهودك أرجو منك الرحيل لأن الزيارة ممنوعة.
حرّك الشاب فكه محاول التحكم بعصبيته وهو ينظر لعيني جونغ إن بتحدي، بينما هو ينظر له بنفس الطريقة ، إلى أن أمر رِجاله بالذهاب ثم ذهب خلفهم وهو مازال ينظر لجونغ إن الذي تركه خلفه، لينحني الطبيب كيم بخفة له.
أمر الطبيب الممرضة بالخروج ثم أغلق باب الغرفة و ظل ينظر من النافذة. فور تأكده أنهم قد ذهبوا نهائيًا، ركض لمكان ركنه للسيارة و فَتَحَهَا،
و لكنه لم يجد أحد!!!
أين هي و اللعنة؟!!
نظر لقفل الباب ليجده قد تدمر بالفعل. هل هي إحدي أفراد العصابات أم ماذا؟!
ظل يركض بأنحاء المكان بحثًا عنها و بالأماكن القريبة مِن المشفى ولكن لا أثر لها نهائيا.
تنهد بغضب و رَكَل علبة الصفيح الصغيرة التي كانت أمام قَدَمُه بقوة و عاد للمشفى يفكر بتلك المصيبة التي وضع نفسَه بِها.
********
هي كانت تسير بالشارع بملابس المشفى التي تعتبر خفيفة للغاية بالنسبة لأجواء الخريف. الجميع كان ينظر لها باستغراب، و كان فور شعورها بمرور رجل بجانبها تبعتد بسرعة عنه. هي جائعة للغاية و بطاقتها المصرفية ليست معها هي بالمشفى بالتأكيد. تنهدت بيأس و حاولت الحصول على طعام من أي متجر صغير ولكن لا أحد يقبل بإعطاء شيء مجاني.
مي راي: ماذا كنت أظن نفسي؟ إنها كوريا.
كان كالجحيم بالنسبة لها أن تعود للمشفى مرة أخرى؛ لذلك الطبيب المختل، و لكن هذا أفضل لها مِن أن تموت من البرد أو من الجوع. عادت للمشفى مُطَأطِأةَ الرأس تشعر بالخِزي الشديد لا تعلم كيف ستواجهه الآن. كانت تخشى أن يكون هؤلاء الرجال مازالوا بالمشفى، ولكن لا خيار أمامها. لقد مرت ساعة و نصف بالفعل لذلك هي تظن أنهم لن ينتظروا كل ذلك الوقت. صعدت لغرفتها ولم ترفع عينيها من على الأرض طوال فترة سيرها بالمشفى خوفًا أن ترى الطبيب كيم. ربما هو سيعنفها أو يضربها أو ربما سيقوم باغتصابها كما فعل حبيبها بسبب إغضابها له. هي خائفة للغاية. فور دخولها لغرفتها اغلقت الباب بالمفتاح.
لِما من بين جميع الأطباء الإناث وقع حظها مع طبيب ذكر!!
*******
في اليوم التالي كانت الممرضة تقوم بفحص كل الغرف و حينما لاحظت أن غرفة مي راي مغلقة هرعت لها و طرقت الباب ولكن لا رد. حاولت فتحه ولكنه كان موصد بالمُفتاح. شعرت أكثر بالغرابة و ذهبت لجلب الطبيب على الفور.
طرق جونغ إن الباب بخفة و كالعادة لا رد لذلك هو أشار للممرضة أن تتحدث لمي راي دون أن يُخرِج أي صوت حتى لا تعلم أنَّه معها.
الممرضة: آنسة مي راي أرجوكِ إفتحي إنها أنا السيدة هانغ.
لم يكن هناك رد، فنظرت للطبيب، و هو فقط أشار لها أن تكمل حديثها
أرجوكِ يجب أن أطمئن على مؤشراتك الحيوية و أُعطيكي الدواء.
هناك صوت خطواط، أختبأ الطبيب كيم خلف الباب بسرعة و بعدما فتحت مي راي نظرت للممرضة بشك ولم تفتح الباب كاملًا، فقط أخرجت رأسها: ماذا هناك؟
قالت الممرضة بابتسامة: لقد قلقت عليك كثيرًا آنسة مي راي كيف تفعلين هذا بنا؟ أرجوك إسمحي لي بالدخول لأتفحصك.
نظرت مي راي لها من فوق إلى تحت، وقبل أن تفتح الباب هي نظرت يمين و يسار الممرضة لتلمح الطبيب، و قبل أن تغلق الباب مجددًا كان جونغ إن أسرع منها و دفع الباب بقوة للداخل فسقطت هي على الأرض بسبب ضَعف جسدها.
هرع إليها مسرعًا ليطمئن عليها ولكنها أبتعدت بسرعة عنه وهي مازالت جالسة على الأرض، وقالت قبل أن يتحدث صارخة: لا تقترب مني.
نظر لها بصدمة ثم فهم ما يحدث فإعتدل بوقفته ثم رَفَع كلتا يديه للأعلى علامة أنه لن يلمسها، وقال بنبرة بعثت لجسدها القليل-فقط القليل-من الطُمأنينة: حسنًا حسنًا اهدأي لن أفعل، ولكن أرجوكِ إنهضي من على الأرض و لنتحدث كشخصين ناضجين.
نهضت ببطئ و عينيها لم تُزال من عليه في حالة محاولته القيام بأي شيء لتستطيع أخذ رد فعل سريع.
قال محدثها بهدوء و حذر شديدين مشيرًا على السرير بيده محافظًا على المسافة التي بينهما: إجلسي حتى نستطيع التحدث.
لم تتحرك من مكانها للحظات وهي تنظر لعينيه بالقليل من الخوف الذي حاولت اخفاؤه، و فجأة هي وجدت قدميها تحاول الركض خارج الغرفة منه فأمسكها بسرعة و أمر الممرضة بالدخول للغرفة وأن تغلق الباب خلفها بالمِفتاح.
وضعها على السرير ثم سحب المقعد بالزاوية ليجلس أمامها وقال: الممرضة معنا بالغرفة وأعتقد أنَّ مشكلتك مع الرجال فقط. هي أيضًا أنثى ويمكنها أن تساعدك إن حاولت أن أفعل شيء لكِ،ِ و أنا لن أفعل شيء: قال آخر جملة مؤكدًا على كل كلمة بها.
يمكنك الثقة بي أنا طبيبك وإن قمتُ بشيء خاطئ معكِ سأخسر عملي على الفور، لهذا إهدأي و أخبريني بكل ما حدث. على أي حال الشرطة في طريقها إلى هنا لتأخذ إفادتك، ولكن من المتوقع أن الجميع سيكون رجال. حاولي التحدث معي اولًا كتدريب قبل أن يأتوا. حسنًا!
نظرت للممرضة التي تقف بالزاوية لتبتسم الممرضة لها بطمئنينة علامة على أن تثق به و تخبره بكل شيء.
سحبها جونغ إن من معصمها الذي كان ممسكًا به خارج الغرفة راكضًا: تعالي معي.
حاولت الإفلات منه وهو يسحبها خلفها العديد من المرات لأنها لا تثق به مطلقًا، ولكن هي في النهاية فشلت بسبب قوته بالنسبة لجسدها الهزيل.
لم يتوقف عن ركضه بها إلى أن وصل للدور الأرضيّ عن طريق سُلَّم الطوارئ. هدَّأ من سرعته ذاهبًا تجاه المكان المخصص لركن سيارات العاملين بالمشفى، ثُمّ ضغط على المفتاح الإلكتروني لسيارته التي كانت مغطاه بالزجاج الأسود غير الشفاف من جميع الجهات.
نظرت للسيارة باستغراب بينما هي عاقدة يديها إلى صدرها ثم له قائلة بتهجم ساخرة: أنت بالتأكيد لا تريدني أن أصعد بسيارة واحدة مع.....
لم تكمل حديثها لأنه جذبها من معصمها مجددًا قبل أن تُكمِل ثرثرتها، و وضعها بالمقعد الذي بجانب السائق. حاولت الخروج كثيرًا ولكنه منعها حيث أمسك بكلا معصميها يثبتها قائلًا بنفاذ صبر: اهدأي قليلًا. أنا لن اركب مِن الأساس. إبقي هنا ولا تتحركي إلا حينما أتأكد أنهم قد ذهبوا، و آتي لأخذك مرة اخرى. قالها ولم يستمع لردها حيث قام باغلاق الباب فورًا و ضغط على الزر مجددًا ليتأكد أن السيارة أُغْلِقَت وأنها لن تهرب.
هلعت الممرضة إلى مكتب جونغ إن وفتحته بسرعة لتجده يكتب بعض التقارير فقالت بتنفسها المضطرب: سيدي مريضة غرفة 314 غير موجودة لقد بحثت بالمشفى جميعها ولم أجدها، و هناك من يسأل عنها أظن أنهم أقربائها.
نهض كاي من مكانه ممثلًا الفزع من إختفاء مي راي. و أخيرًا إشتراكه بمسرح الجامعة قد عاد عليه بالنفع يومًا ما. ركض مع المُمَرضة إلى غرفتها ليجد الخمس رجال بداخل الغرفة أحدهم يجلس على المقعد و الاربعة الأخرين واقفين حوله.
تأمل جونغ إن ملامحهم محاولًا أن يتذكر أوجه جميعهم إذا إحتاج لذلك مستقبلًا.
جونغ إن قال باحترام لهم: هل يمكنني مساعدتكم بشيء؟
نظر الجالس منهم له بحدة لثانية لم تلاحظها الممرضة ولكن جونغ إن لاحظ هذا. نهض الشاب من مكانه مقتربًا من جونغ إن وقال ممثلًا القلق الممتزج بالغضب: أين مي راي أيها الطبيب؟
جونغ إن: مي راي من؟
قال الشاب بنفاء صبر: المريضة بتلك الغرفة أين هي؟ أي نوع من المشفى أنتم الذي لا يهتم بمرضاه ولا يعرف أماكنهم؟
تنهد جونغ إن وقال: سيدي يبدو أنك فهمت الوضع بطريقة خاطئة. هذا مشفى وليس سجن. يُمكن للمريض المُغادرة مادام هذا ضد رغبته و طالما أنه لا يعاني من شيء خطير قد يجعله يؤذي مَن حوله!
ضَحكَ الشاب بسخرية وقال: ولكنك لم تجيب على سؤالي بعد أيها الطبيب. أين مي راي؟
لا يمكنني إخبارك معلومات عن مرضاي طالما أنك لست من الأقارب
حك ذلك الشاب جبهته بسبابته بنفاذ صبر ثم قال: يبدو أنك لا تعرف من أنا بالنسبة لها أيها الطبيب. أنا حبيبها منذ ثلاث سنوات
صدم جونغ إن بداخله و فكر هل حبيبها هو من فعل بها هذا؟ ياإلهي! كم هو حقير. شعر بالرغبة في لكمه بشدة لشعوره بِكَمّ من الخيانة قد تلقطّها تلك الفتاة. هو يشفق عليها بشدة.
أشار برأسه على الأربعة رجال الآخرين قائلًا: ومن هؤلاء؟
الشاب: إنهم رجالي فأنا رجل أعمال. لهذا أحتاج للكثير من الحراس كما تعلم
(رجل أعمال؟ بتلك الهيئة؟! هذا مستحيل أنا أراهن بحياتي أنه يكذب)
نظر جونغ إن لَهُ من أعلى رأسه لأخمض قدميه ثم قال: عذرًا سيدي ولكن الحبيب لا يُعدْ من أفراد العائلة إلا إذا كنت خطيبها أو زوجها. شكرًا لمجهودك أرجو منك الرحيل لأن الزيارة ممنوعة.
حرّك الشاب فكه محاول التحكم بعصبيته وهو ينظر لعيني جونغ إن بتحدي، بينما هو ينظر له بنفس الطريقة ، إلى أن أمر رِجاله بالذهاب ثم ذهب خلفهم وهو مازال ينظر لجونغ إن الذي تركه خلفه، لينحني الطبيب كيم بخفة له.
أمر الطبيب الممرضة بالخروج ثم أغلق باب الغرفة و ظل ينظر من النافذة. فور تأكده أنهم قد ذهبوا نهائيًا، ركض لمكان ركنه للسيارة و فَتَحَهَا،
و لكنه لم يجد أحد!!!
أين هي و اللعنة؟!!
نظر لقفل الباب ليجده قد تدمر بالفعل. هل هي إحدي أفراد العصابات أم ماذا؟!
ظل يركض بأنحاء المكان بحثًا عنها و بالأماكن القريبة مِن المشفى ولكن لا أثر لها نهائيا.
تنهد بغضب و رَكَل علبة الصفيح الصغيرة التي كانت أمام قَدَمُه بقوة و عاد للمشفى يفكر بتلك المصيبة التي وضع نفسَه بِها.
********
هي كانت تسير بالشارع بملابس المشفى التي تعتبر خفيفة للغاية بالنسبة لأجواء الخريف. الجميع كان ينظر لها باستغراب، و كان فور شعورها بمرور رجل بجانبها تبعتد بسرعة عنه. هي جائعة للغاية و بطاقتها المصرفية ليست معها هي بالمشفى بالتأكيد. تنهدت بيأس و حاولت الحصول على طعام من أي متجر صغير ولكن لا أحد يقبل بإعطاء شيء مجاني.
مي راي: ماذا كنت أظن نفسي؟ إنها كوريا.
كان كالجحيم بالنسبة لها أن تعود للمشفى مرة أخرى؛ لذلك الطبيب المختل، و لكن هذا أفضل لها مِن أن تموت من البرد أو من الجوع. عادت للمشفى مُطَأطِأةَ الرأس تشعر بالخِزي الشديد لا تعلم كيف ستواجهه الآن. كانت تخشى أن يكون هؤلاء الرجال مازالوا بالمشفى، ولكن لا خيار أمامها. لقد مرت ساعة و نصف بالفعل لذلك هي تظن أنهم لن ينتظروا كل ذلك الوقت. صعدت لغرفتها ولم ترفع عينيها من على الأرض طوال فترة سيرها بالمشفى خوفًا أن ترى الطبيب كيم. ربما هو سيعنفها أو يضربها أو ربما سيقوم باغتصابها كما فعل حبيبها بسبب إغضابها له. هي خائفة للغاية. فور دخولها لغرفتها اغلقت الباب بالمفتاح.
لِما من بين جميع الأطباء الإناث وقع حظها مع طبيب ذكر!!
*******
في اليوم التالي كانت الممرضة تقوم بفحص كل الغرف و حينما لاحظت أن غرفة مي راي مغلقة هرعت لها و طرقت الباب ولكن لا رد. حاولت فتحه ولكنه كان موصد بالمُفتاح. شعرت أكثر بالغرابة و ذهبت لجلب الطبيب على الفور.
طرق جونغ إن الباب بخفة و كالعادة لا رد لذلك هو أشار للممرضة أن تتحدث لمي راي دون أن يُخرِج أي صوت حتى لا تعلم أنَّه معها.
الممرضة: آنسة مي راي أرجوكِ إفتحي إنها أنا السيدة هانغ.
لم يكن هناك رد، فنظرت للطبيب، و هو فقط أشار لها أن تكمل حديثها
أرجوكِ يجب أن أطمئن على مؤشراتك الحيوية و أُعطيكي الدواء.
هناك صوت خطواط، أختبأ الطبيب كيم خلف الباب بسرعة و بعدما فتحت مي راي نظرت للممرضة بشك ولم تفتح الباب كاملًا، فقط أخرجت رأسها: ماذا هناك؟
قالت الممرضة بابتسامة: لقد قلقت عليك كثيرًا آنسة مي راي كيف تفعلين هذا بنا؟ أرجوك إسمحي لي بالدخول لأتفحصك.
نظرت مي راي لها من فوق إلى تحت، وقبل أن تفتح الباب هي نظرت يمين و يسار الممرضة لتلمح الطبيب، و قبل أن تغلق الباب مجددًا كان جونغ إن أسرع منها و دفع الباب بقوة للداخل فسقطت هي على الأرض بسبب ضَعف جسدها.
هرع إليها مسرعًا ليطمئن عليها ولكنها أبتعدت بسرعة عنه وهي مازالت جالسة على الأرض، وقالت قبل أن يتحدث صارخة: لا تقترب مني.
نظر لها بصدمة ثم فهم ما يحدث فإعتدل بوقفته ثم رَفَع كلتا يديه للأعلى علامة أنه لن يلمسها، وقال بنبرة بعثت لجسدها القليل-فقط القليل-من الطُمأنينة: حسنًا حسنًا اهدأي لن أفعل، ولكن أرجوكِ إنهضي من على الأرض و لنتحدث كشخصين ناضجين.
نهضت ببطئ و عينيها لم تُزال من عليه في حالة محاولته القيام بأي شيء لتستطيع أخذ رد فعل سريع.
قال محدثها بهدوء و حذر شديدين مشيرًا على السرير بيده محافظًا على المسافة التي بينهما: إجلسي حتى نستطيع التحدث.
لم تتحرك من مكانها للحظات وهي تنظر لعينيه بالقليل من الخوف الذي حاولت اخفاؤه، و فجأة هي وجدت قدميها تحاول الركض خارج الغرفة منه فأمسكها بسرعة و أمر الممرضة بالدخول للغرفة وأن تغلق الباب خلفها بالمِفتاح.
وضعها على السرير ثم سحب المقعد بالزاوية ليجلس أمامها وقال: الممرضة معنا بالغرفة وأعتقد أنَّ مشكلتك مع الرجال فقط. هي أيضًا أنثى ويمكنها أن تساعدك إن حاولت أن أفعل شيء لكِ،ِ و أنا لن أفعل شيء: قال آخر جملة مؤكدًا على كل كلمة بها.
يمكنك الثقة بي أنا طبيبك وإن قمتُ بشيء خاطئ معكِ سأخسر عملي على الفور، لهذا إهدأي و أخبريني بكل ما حدث. على أي حال الشرطة في طريقها إلى هنا لتأخذ إفادتك، ولكن من المتوقع أن الجميع سيكون رجال. حاولي التحدث معي اولًا كتدريب قبل أن يأتوا. حسنًا!
نظرت للممرضة التي تقف بالزاوية لتبتسم الممرضة لها بطمئنينة علامة على أن تثق به و تخبره بكل شيء.
Коментарі