( 4 )
_ " قُلت لا، و أعني كلماتي جيدًا يا ( روز )، كفى خروج من المنزل لليوم بعد ما حدث "
كانت روز منزعجة، حاولت جاهدة أن تكبح الأحاديث داخلها لكنها في النهاية أفضت بما يحمله قلبها:" أبي، أعرف أنك دومًا ما تحاول البحث عن سعادتي، لكنك كنتَ دومًا ما تحبسني، لم تتركني يومًا أتصرف بحرية وأن أواجه الحياة بخبرتي أنا، أنا لم أعُد صغيرة يا أبي "
خرجَت من المنزل بسرعة و غضبها بدأ يشتد ...
لـيتحدث ( آيزك ) مخففًا حدة الموقف : " سيد ( هيڤان ) لا تقلق ، سوف أكون معها و سأعيدها بأمان . "
زفر الأب بضيق لِـيتابع ( آيزك ) بابتسامة : " هي تحتاج لبعض الوقت بعيدًا عن أجواء المنزل المعتادة ، لن نتأخر "
لوّح له ثم خرج مسرعًا يتبعها ..
سارت ( روز ) بجواره في صمت ، فقط صوت أنفاسها القوية تُسمع ..
تنهدت ( روز ) بهدوء ثم بدأت الحديث : " هل تُعاني من المونوبوفوبيا ؟ "
ظهرت علامات التساؤل على وجهه قبل أن توضِّح مُتابعة : " الخوف منه فُقدان الهاتف "
ردد بعدم فهم : " لا أعرف حقًا "
صرّحت بجمود : " اوصف لي شُعورك حين سقط الهاتف صباح اليوم "
أجاب بهدوء : " حسنًا ، شعرتُ أن جُزءًا مني قد فُقد ، هذا أسوأ احساس قد يشعُر به أحد .. هو شعور يشبه فقدان شخص غالٍ ، لا أعرف حقًا هل يستحق الأمر كل هذا و لكنني كُنت قد أدمنت استخدامه "
رددت ( روز ) بنبرة غريبة :" الهواتف تُخطط للسيطرة على عقول البشر , يجب أن نمنعها "
تساءل ( آيزك ) بتعجب : " كيف ؟ "
همست لَه بالخطة الغريبة فتساءل مجددًا : " أنتِ واثقة أنها ستنجح ؟ "
ابتسمت له بثقة : " على الأقل سنُحاول "
__________________
وقَفَت ( روز ) على تلٍ عالٍ في منطقة تجمُع البشر و صاحت بشجاعة غريبة قائلة : " يا رفاق هل أنتُم مُستمعون لي للحظة "
و لَكن لا حياة لِمن تُنادي ..
رفعَت صوتها أكثَر مستخدمة مُكبر الصوت : " هل تُسمون ما تعيشونه الآن بالحياة "
رفع أحدهم هاتفه و بدأ في تصوير ما تقوم به ( روز ) ، توترت للحظة قبل أن تبتسم له لِيذيعها على الانترنت كَـبثٍ مُباشر ..
فتابعت : " الهواتف تُسيطر على عقولكم ، أخبروني متى كانت أخر مرة جلستم فيها مع عائلاتكم ؟ كم مرة استمعتم لأبناءكم أو رفاقكم مٌذ اقتنيتم تلك الهواتف ؟
أخبروني هل هذه حياة "
بدأ صوتها يرتفع أكثر ،
صورتها تُبَث على مواقع الانترنت في ثوانٍ ..
لقد جذبت انتباه الملايين حول العالم و لا مجال للتراجع الآن ..
الكثير صوبوا انتباههم نحوها لتُعاود الكلام : " أبعدوا تلك الأشياء عنكم ، و هُبوا لإنقاذ عالمكم .. "
ارتفع صفير ( آيزك ) الواقف بجوارها أعلى التل و بدأ يُصفق لها بحرارة .. فتابعت : " الحوادث ازدادت ، الفساد انتشر ، الاهتمام انعدم ، لِيحل محله التشتت و الانقسام ..
تبعثون بآلاف الرسائل الافتراضية على تلك المواقع يوميًا بينما لا تبعثون بـكلمة واحدة حقيقة إلى أقربائكم ولا تقضون ساعة واحدة من وقتكم الثمين في تحسين حياتكم . "
صرّح ( آيزك ) بجوارها : " الهواتف صُنِعت لتكون وسيلة لتُسهل علينا حياتنا ، لا أن تستولي عليها "
تابعت ( روز ) مجددًا :" أقصى حد لاستخدام هذه الأشياء ساعة أو ساعتين في اليوم ، لا أن تقضوا نصف يومكم متمسكين بِه ... العالم لابد أن يتغير إلى الأفضل بوجود الاختراعات الحديثة لا إلى الأسوأ .. و أخيرًا أقول لكم : اصنعوا عَالمكم الحقيقي بعيدًا عن كل ذلك التزييف "
و عِند نهاية تِلك الجملة هتف أحدهم بقوة : " لنتخلص من تلك الهواتف اللعينة التي تسلُبنا حياتنا جميعًا "
ثم احتضن هاتفه الأرض بقوة و يتبعه عدد لا بأس بِه من الناس ، لِـينتهي التدمير بإلقاء آخر هاتف كان بِيد ذاك المصور ..
و عَلى الهُتاف في الأرجاء يُحيون ( روز ) التي أيقظتهم من غفلتهم ..
فابتسمَت لهم مجددا و هي تهتف : " فلتَعُد الحياة الرائعة لَنا جميعًا "
كانت محاضرة مؤثرة، أشعلت شرارة آخر فتيل في عقولهم، ثم سرعان ما استجاب لها الناس.
_______________
_ " و هذه كَانت نهاية الحكاية يا ( وردة ) "
رددت ( وردة ) بسرعة : " ماذا حدَث لـِ( روز ) و ( آيزك ) بعدها . "
أجابت ( بيني ) بابتسامة : " قد بدأت حكاية جديدة لهُما معًا "
( النهاية )
تمت بحمد الله ❤
★★★★★
كانت روز منزعجة، حاولت جاهدة أن تكبح الأحاديث داخلها لكنها في النهاية أفضت بما يحمله قلبها:" أبي، أعرف أنك دومًا ما تحاول البحث عن سعادتي، لكنك كنتَ دومًا ما تحبسني، لم تتركني يومًا أتصرف بحرية وأن أواجه الحياة بخبرتي أنا، أنا لم أعُد صغيرة يا أبي "
خرجَت من المنزل بسرعة و غضبها بدأ يشتد ...
لـيتحدث ( آيزك ) مخففًا حدة الموقف : " سيد ( هيڤان ) لا تقلق ، سوف أكون معها و سأعيدها بأمان . "
زفر الأب بضيق لِـيتابع ( آيزك ) بابتسامة : " هي تحتاج لبعض الوقت بعيدًا عن أجواء المنزل المعتادة ، لن نتأخر "
لوّح له ثم خرج مسرعًا يتبعها ..
سارت ( روز ) بجواره في صمت ، فقط صوت أنفاسها القوية تُسمع ..
تنهدت ( روز ) بهدوء ثم بدأت الحديث : " هل تُعاني من المونوبوفوبيا ؟ "
ظهرت علامات التساؤل على وجهه قبل أن توضِّح مُتابعة : " الخوف منه فُقدان الهاتف "
ردد بعدم فهم : " لا أعرف حقًا "
صرّحت بجمود : " اوصف لي شُعورك حين سقط الهاتف صباح اليوم "
أجاب بهدوء : " حسنًا ، شعرتُ أن جُزءًا مني قد فُقد ، هذا أسوأ احساس قد يشعُر به أحد .. هو شعور يشبه فقدان شخص غالٍ ، لا أعرف حقًا هل يستحق الأمر كل هذا و لكنني كُنت قد أدمنت استخدامه "
رددت ( روز ) بنبرة غريبة :" الهواتف تُخطط للسيطرة على عقول البشر , يجب أن نمنعها "
تساءل ( آيزك ) بتعجب : " كيف ؟ "
همست لَه بالخطة الغريبة فتساءل مجددًا : " أنتِ واثقة أنها ستنجح ؟ "
ابتسمت له بثقة : " على الأقل سنُحاول "
__________________
وقَفَت ( روز ) على تلٍ عالٍ في منطقة تجمُع البشر و صاحت بشجاعة غريبة قائلة : " يا رفاق هل أنتُم مُستمعون لي للحظة "
و لَكن لا حياة لِمن تُنادي ..
رفعَت صوتها أكثَر مستخدمة مُكبر الصوت : " هل تُسمون ما تعيشونه الآن بالحياة "
رفع أحدهم هاتفه و بدأ في تصوير ما تقوم به ( روز ) ، توترت للحظة قبل أن تبتسم له لِيذيعها على الانترنت كَـبثٍ مُباشر ..
فتابعت : " الهواتف تُسيطر على عقولكم ، أخبروني متى كانت أخر مرة جلستم فيها مع عائلاتكم ؟ كم مرة استمعتم لأبناءكم أو رفاقكم مٌذ اقتنيتم تلك الهواتف ؟
أخبروني هل هذه حياة "
بدأ صوتها يرتفع أكثر ،
صورتها تُبَث على مواقع الانترنت في ثوانٍ ..
لقد جذبت انتباه الملايين حول العالم و لا مجال للتراجع الآن ..
الكثير صوبوا انتباههم نحوها لتُعاود الكلام : " أبعدوا تلك الأشياء عنكم ، و هُبوا لإنقاذ عالمكم .. "
ارتفع صفير ( آيزك ) الواقف بجوارها أعلى التل و بدأ يُصفق لها بحرارة .. فتابعت : " الحوادث ازدادت ، الفساد انتشر ، الاهتمام انعدم ، لِيحل محله التشتت و الانقسام ..
تبعثون بآلاف الرسائل الافتراضية على تلك المواقع يوميًا بينما لا تبعثون بـكلمة واحدة حقيقة إلى أقربائكم ولا تقضون ساعة واحدة من وقتكم الثمين في تحسين حياتكم . "
صرّح ( آيزك ) بجوارها : " الهواتف صُنِعت لتكون وسيلة لتُسهل علينا حياتنا ، لا أن تستولي عليها "
تابعت ( روز ) مجددًا :" أقصى حد لاستخدام هذه الأشياء ساعة أو ساعتين في اليوم ، لا أن تقضوا نصف يومكم متمسكين بِه ... العالم لابد أن يتغير إلى الأفضل بوجود الاختراعات الحديثة لا إلى الأسوأ .. و أخيرًا أقول لكم : اصنعوا عَالمكم الحقيقي بعيدًا عن كل ذلك التزييف "
و عِند نهاية تِلك الجملة هتف أحدهم بقوة : " لنتخلص من تلك الهواتف اللعينة التي تسلُبنا حياتنا جميعًا "
ثم احتضن هاتفه الأرض بقوة و يتبعه عدد لا بأس بِه من الناس ، لِـينتهي التدمير بإلقاء آخر هاتف كان بِيد ذاك المصور ..
و عَلى الهُتاف في الأرجاء يُحيون ( روز ) التي أيقظتهم من غفلتهم ..
فابتسمَت لهم مجددا و هي تهتف : " فلتَعُد الحياة الرائعة لَنا جميعًا "
كانت محاضرة مؤثرة، أشعلت شرارة آخر فتيل في عقولهم، ثم سرعان ما استجاب لها الناس.
_______________
_ " و هذه كَانت نهاية الحكاية يا ( وردة ) "
رددت ( وردة ) بسرعة : " ماذا حدَث لـِ( روز ) و ( آيزك ) بعدها . "
أجابت ( بيني ) بابتسامة : " قد بدأت حكاية جديدة لهُما معًا "
( النهاية )
تمت بحمد الله ❤
★★★★★
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
( 4 )
هشتاق TT 💞
Відповісти
2020-07-25 14:08:31
Подобається