01 هدفي القادم
اقتحمتْ المنزل بعنف،
و راحت تمشي مع قليل من الوثب بين وطآتها،
شعرها الذي كان على شكل ذيل حصان تأرجح مع وثبها و كأنما يحتفي بها.
" أمي ~ أنظري أنظري" صرخت بحماس و هي تحمل ورقةً بيضاء.
نفضت والدتها كفيها بعد أن وضعت صينية الطعام في الفرن نظرت لها بريبة "ما كل هذا الوثب؟ أنا أكيدة أنكِ تسببتي بتسونامي القرن الواحد و العشرين في اليابان!" قالت ممازحة.
مدت الصغيرة الورقة لتلتقطها والدتها و تبدأ بالقراءة.
هزّت الفتاة كتفيها بفرح و قليل من التبختر "أعطاني إياها السيد كانغ "
أشاحت والدتها ببصرها عن الورقة لتسأل؛ خوفًا من أن تخذلها ذاكرتها "معلم الرياضيات؟"
همهمت الفتاة مع ابتسامة تعني بها الإيجاب.
تبعها دخول شاب طويل عريض الكتفين يجر خلفه حقيبته المدرسية، بينما سرواله الأسود يلتف على ساقيه بكل أناقة مُعطيًا لطلته هيئة عارضي الأزياء و هو يتقدم ناحيتهم.
" كريس ! أنظر أنظر " وثبت الفتاة و هي تصرخ بحماس مشيرةً للورقة.
نظر لها بطرف عينه و سأل بامتعاض ساخرًا "و تقولين إنكِ في السادسة عشر"
دار من حول المنضدة ليقف خلف أمه، أطلق ضحكة مجلجلة في الأرجاء ناطقًا "هذا سيكون رائعًا لسو إن !! يا إلهي!!"
" ما الذي تعنيه؟" سألت الفتاة بفضول.
بدأ كريس يحرك يديه في الهواء و هو يحاول إخفاء ابتسامته و كتم ضحكته "ترين هيجين .. سو إن.." لم يكمل لدخول فتاة ذات ساقين طويلة تمشي بكل ثقة متسائلةً عن سبب هذا الضجيج.
انفجر ثغر كريس بقهقهات لا متناهية من جديد و توجه نحو سوإن ، وضع ذراعه حول كتفها "عزيزتي سوإن ، شقيقتي العزيزة لق...-"
أبعدت سوإن ذراعه عنها و قاطعته "ما هذه الورقة؟"
ابتسمت والدتها لتنطق بفخر "هيجين ستذهب لصفوف الرياضيات العُليا ، معكِ!"
تراجعت سوإن للخلف بصدمة و هي تنقل بصرها بين وجه كريس الضاحك و نظرات هيجين البريئة .
"أهذه مزحة؟" صرخت بغير تصديق.
و وثبت كي تأخذ الورقة بسرعة النمس من بين يديْ والدتها، ثم بدأت تتفحصها بشيء من الذعر!
" أخيرًا يمكنكِ الاعتناء بشقيقتك هناك" قالت والدتهم و هي تضع يدها على وجنتها، مع تعابير حالمة مطمئنة.
فحقيقةً،
هيجين ممن يندرجون أسفل تصنيف 'المنبوذين' في المدرسة،
نظرًا لكونها خجولةً و ذات اهتمامات غريبة تقريبًا، كأن تعشق الرياضيات و أفاعي الأناكوندا، التي و بشكل غير منطقي لا تناسب شخصيتها.
هزت سو إن رأسها رافضةً الموضوع كليًا
"أمي! لا يمكنكِ الموافقة على هذا!! هذا تعذيب لي! إنه..إنه.." صرخت معترضةً، لكن ما لبثت أن ذابت الكلمات على شفتيها الحمراوتين.
" قد وقّعتُ بالفعل!"
نظرت سوإن لشقيقتها الصغرى -هيجين- و التي تمد لسانها لها بغيظ
"أنا لا أعرفكِ و أنتِ لا تعرفينني!!"
ابتسمت هيجين لتظهر صف أسنان اللؤلؤ الخاص بها
" حسنًا أختي ~" غنّت بفرح.
هرعت سوإن لغرفتها بينما تقدم كريس من شقيقته هيجين و هو يضع يده على رأسها "كيف لطفلةٍ مثلك أن تدرس الرياضيات الخاصة؟"
عبست المخاطب إليها بلطافة،
و بحركة مباغتة أخذ كريس منها الورقة و رفعها لأعلى و هو يضحك،
بينما هيجين بدأت بالقفز كمحاولة يائسة لاستعادة ما هو ملكها، لتتوقف عن القفز؛ فتسلق هذه الشجرة لا فائدة يُرجى منها.
التفتت من جديد و هي تحاول تجاهله،
وقفت على أطراف أصابع قدمها كي تصل للرف الأخير من الخزانة و تلتقط علبة بودرة الشوكلا،
فتحت الثلاجة كي تحصل على الحليب بعد أن أخذت مرادها، و أخذت تصنع مشروب الشوكولا و الحليب الذي تفضله.
رمقها كريس ليجدها تضع الملعقة و تأكل بودرة الشوكلا و تشرب الحليب بالمذكور سابقًا!
" جديًا هيجين! هذا مضر و أيضًا اكبري!!" قال مقاطعًا عالمها البني.
فأجابت بعد أن وضعت ملعقة إضافية في فمها، و ترتشف مشروبها و هي تصدر أصواتًا غريبة
" الشوكلا عشقٌ لا ينتهي يا أخي ~ "
اقترب كريس منها و شمّها بطريقة غريبة، نظرت له باشمئزاز "ماذا تفعل؟"
ابتعد عنها و قال واضعًا يداه في جيبه "تفوح منكِ رائحة الشوكولا!"
ضحكت هيجين بشيء من السعادة و الخجل،
كرر و هو ينقر جبهتها مع كل حرف قام بتهجأته
" اكبري"
اعتدل في وقفته، أخذ حقيبته المرمية أرضًا و صعد لغرفته تاركًا هيجين تستمتع بنعيمها ~
~
اليوم التالي ~
وقفت من جديد على أصابعها لتصل معشوقتها،
لكن يد أحد آخر سبقتها؛ التفتت هيجين للخلف لتجد شقيقتها سوإن التي قررت بدأ صباحهما بكلام لئيم
" اسمعي، نحن هناك لا نعرف بعضنا! بتاتًا"
أومأت الصغرى بالإيجاب لتأخذ العلبة و تصنع شرابها المفضل، تقدّم والدها ليلقي تحية الصباح قبل أن ينطلق لعمله.
" حسنًا هيا لأوصلكم للمدرسة" قالت والدتهم و قد صفقت بيديها؛ كي تلفت انتباههم.
حمل كل منهم حقيبتهم و ركبوا السيارة نحو المدرسة،
هيجين كان لديها مشاعر متشتتة بين الخوف و الحماسة.
أفكارٌ متواردة ظلّت تعبث بتفكيرها.
ماذا إذا لم تعجبهم؟
هل سوف تنسجم مع الأكبر سنًا بفارق ثلاث سنوات؟
مضت عدة دقائق إلى أن وصلوا و ارتجل ثلاثتهم من السيارة، لكن هيجين عادت بخطواتها حيث أمها التي لازالت حاضرة تحرص على دخول للمبنى.
وانتحبت
" أمي ~ ماذا إذا لم أنسجم معهم؟ أنا خائفة!"
ابتسمت لها والدتها كي تطمئنها "لا تقلقي لن يؤذي أحدًا شخصًا بلطفك"
وقفت هيجين مع وجنتيها المتورّدتين؛ فحتى مدح والدتها يجعلها تحمرّ خجلًا.
زفرت الهواء لتنطلق نحو فصلها الجديد للرياضيات فصل السيد هوانغ.
بخطواتها و وطأتها المترددة دخلت الفصل، بلعت ريقها باضطراب و هي تلتفت في الأرجاء.
فزعت فجأة بسبب صراخٍ ما لتتفاجئ بقفز شاب أمامها يملك شعرًا حالك السواد منسدلًا للأمام.
"أنتِ ظريفة، يا إلهي!" قال هو بينما عيناه تتفحصان هيجين، انحنت له باحترام و شكرته على مديحه هذا.
و لمرة إضافية مباغتية، تراجعت في مكانها شبه واثبة حينما صرخ مرةً أخرى
" نامجون! أنظر لهذه الجديدة!"
تقدم المنادى "ما كل هذا الصراخ هوسوك؟"
إذًا اسم الفتى ذو الشعر الأسود هو جيهوب؟ سجّلت اسمه في قاعدة بياناتها.
"أنظر" قال المدعو هوسوك مشيرًا لها بسبابته؛ و ملامح وجه هيجين امتعضت قليلًا لفظاظة سلوكه و قلة الإحترام في لقائهما الأول.
التفت نامجون لها ملاحظًا الضيق عليها
"اعذريه، إنه يحب أن يوطد و يكوّن علاقات كثيرة و بسرعة، و ينسى أحيانًا أخلاقه"
ابتسمت هيجين بشيء من الرضا عن اعتذاره، مع أنه لم يكن مطلوبًا منه لكنها تقدره.
فرّق أحد ثالث الشابين الملتصقين أمامها؛ قائلاً "ما كل هذا الصرا-..أوه يا إلهي! أنتِ جميلة و تبدين صغيرة، كم عمرك؟!"
سأل نهايةً و عيناه تدوران في بشرتها الطرية و المشرقة؛ فلم يبدو عليها أية آثار لحب الشباب و ملحقاته.
انحنت هيجين له و شكرته على مديحه، عرّفت على نفسها " أنا عمري..س-" لم تكمل كلامها و بدأت بفرك معصمها من التوتر، تنهدت لتختم "ستة عشر"
ابتسم الشاب بفتنة و ظهرت وجنتاه الممتلأتين أكثر، جعلت من هيجين تحمرّ خجلًا " أدعى سوكجين، لكن ناديني جين. إذا هلّا أخبرتنا ماذا تفعلين هنا؟ ولا أقصد أن أكون فظًا!"
أ
نهى ععجل و توتر.
شدت قبضة يدها لتستجمع شجاعتها قائلة بنبرة فخر و وقفة شامخة "أنا طالبة جديدة هنا، المعلم كانغ طلب من المعلم هوانغ أن ينقلني لهنا"
همهم ثلاثتهم بفهم، و عادوا لمقاعدهم ما إن رأوْا المعلم هوانغ قادم ينتظر أن يفسحوا له المجال و يدخل.
دعا المعلم هوانغ هيجين كي تقف أمام الفصل و تعرّف على نفسها، التفت العلم هوانغ لها "ينقصنا مقعد و طاولة هنا، مع أنني طلبتُهم مسبقًا، لكن لابد من وجود مشكلة ما. سوإن هلّا قدّمتِ يد العون لها؟" قال بعد أن دارت عيناه بالمكان.
و سوإن في المقابل ضربت الطاولة بيدها بقليل من القوة و هي تنهض ثم تخرج متمتةً بحقد
" حتى و أنا في المدرسة أُربط بك "
عبست شقيقتها ثم قطبت حاجبيها
" لئيمة!"
-
اتخذّت هيجين الصف الخامس مقعدًا لها بعد أن وضعت الطاولة هناك بمحاذاة سو إن من جهة اليسار.
جلست و انتبهت لما يقوله المعلم هوانغ و بدأت بتسجيل الملحوظات للدرس.
و أثناء جدها و اجتهادها
لفت انتباهها المقعد الفارغ الذي بجوارها،
لكنها عادت للانتباه لشرح المعلّم إلا أن انتهى،
أعطى تلخيصًا وجيزًا و حدد النقاط الأكثر أهمية بترتيبها. كان هذا الأستاذ هو الأستاذ المثالي الذي أرادته هيجين طوال عمرها!
رن الجرس بعد وقت دام أربعون دقيقة صراعًا مع الأرقام، تابعت تسجيل الملحوظات ما إن انتهت حتى قامت بفك ربطة شعرها، لتجعل شعرها الكستنائي المجعد بشكل طفيف يغطي جزءًا من كتفها و ظهرها، شعرها لم يكن طويلًا كسوإن.
" جميلة بشكل مثير!"
كان كل ما سمعته هيجين قبل أن يشدّها أحدهم من خصرها راميًا بظهرها على صدره.
" ياه كيم-" لم تستمع هيجين للذي كان يصرخ، بسبب اقتراب الآخر من أذنها.
فقط سمعت نبض قلبها الصاخب و أنفاسه المتسارعة خلفها و جملة واحدة بعد أن زفر بأنفاسه الرطبة على نسيجها و همس
"أنتِ هدفي القادم!"
انتهى ~
رأيكم؟
و راحت تمشي مع قليل من الوثب بين وطآتها،
شعرها الذي كان على شكل ذيل حصان تأرجح مع وثبها و كأنما يحتفي بها.
" أمي ~ أنظري أنظري" صرخت بحماس و هي تحمل ورقةً بيضاء.
نفضت والدتها كفيها بعد أن وضعت صينية الطعام في الفرن نظرت لها بريبة "ما كل هذا الوثب؟ أنا أكيدة أنكِ تسببتي بتسونامي القرن الواحد و العشرين في اليابان!" قالت ممازحة.
مدت الصغيرة الورقة لتلتقطها والدتها و تبدأ بالقراءة.
هزّت الفتاة كتفيها بفرح و قليل من التبختر "أعطاني إياها السيد كانغ "
أشاحت والدتها ببصرها عن الورقة لتسأل؛ خوفًا من أن تخذلها ذاكرتها "معلم الرياضيات؟"
همهمت الفتاة مع ابتسامة تعني بها الإيجاب.
تبعها دخول شاب طويل عريض الكتفين يجر خلفه حقيبته المدرسية، بينما سرواله الأسود يلتف على ساقيه بكل أناقة مُعطيًا لطلته هيئة عارضي الأزياء و هو يتقدم ناحيتهم.
" كريس ! أنظر أنظر " وثبت الفتاة و هي تصرخ بحماس مشيرةً للورقة.
نظر لها بطرف عينه و سأل بامتعاض ساخرًا "و تقولين إنكِ في السادسة عشر"
دار من حول المنضدة ليقف خلف أمه، أطلق ضحكة مجلجلة في الأرجاء ناطقًا "هذا سيكون رائعًا لسو إن !! يا إلهي!!"
" ما الذي تعنيه؟" سألت الفتاة بفضول.
بدأ كريس يحرك يديه في الهواء و هو يحاول إخفاء ابتسامته و كتم ضحكته "ترين هيجين .. سو إن.." لم يكمل لدخول فتاة ذات ساقين طويلة تمشي بكل ثقة متسائلةً عن سبب هذا الضجيج.
انفجر ثغر كريس بقهقهات لا متناهية من جديد و توجه نحو سوإن ، وضع ذراعه حول كتفها "عزيزتي سوإن ، شقيقتي العزيزة لق...-"
أبعدت سوإن ذراعه عنها و قاطعته "ما هذه الورقة؟"
ابتسمت والدتها لتنطق بفخر "هيجين ستذهب لصفوف الرياضيات العُليا ، معكِ!"
تراجعت سوإن للخلف بصدمة و هي تنقل بصرها بين وجه كريس الضاحك و نظرات هيجين البريئة .
"أهذه مزحة؟" صرخت بغير تصديق.
و وثبت كي تأخذ الورقة بسرعة النمس من بين يديْ والدتها، ثم بدأت تتفحصها بشيء من الذعر!
" أخيرًا يمكنكِ الاعتناء بشقيقتك هناك" قالت والدتهم و هي تضع يدها على وجنتها، مع تعابير حالمة مطمئنة.
فحقيقةً،
هيجين ممن يندرجون أسفل تصنيف 'المنبوذين' في المدرسة،
نظرًا لكونها خجولةً و ذات اهتمامات غريبة تقريبًا، كأن تعشق الرياضيات و أفاعي الأناكوندا، التي و بشكل غير منطقي لا تناسب شخصيتها.
هزت سو إن رأسها رافضةً الموضوع كليًا
"أمي! لا يمكنكِ الموافقة على هذا!! هذا تعذيب لي! إنه..إنه.." صرخت معترضةً، لكن ما لبثت أن ذابت الكلمات على شفتيها الحمراوتين.
" قد وقّعتُ بالفعل!"
نظرت سوإن لشقيقتها الصغرى -هيجين- و التي تمد لسانها لها بغيظ
"أنا لا أعرفكِ و أنتِ لا تعرفينني!!"
ابتسمت هيجين لتظهر صف أسنان اللؤلؤ الخاص بها
" حسنًا أختي ~" غنّت بفرح.
هرعت سوإن لغرفتها بينما تقدم كريس من شقيقته هيجين و هو يضع يده على رأسها "كيف لطفلةٍ مثلك أن تدرس الرياضيات الخاصة؟"
عبست المخاطب إليها بلطافة،
و بحركة مباغتة أخذ كريس منها الورقة و رفعها لأعلى و هو يضحك،
بينما هيجين بدأت بالقفز كمحاولة يائسة لاستعادة ما هو ملكها، لتتوقف عن القفز؛ فتسلق هذه الشجرة لا فائدة يُرجى منها.
التفتت من جديد و هي تحاول تجاهله،
وقفت على أطراف أصابع قدمها كي تصل للرف الأخير من الخزانة و تلتقط علبة بودرة الشوكلا،
فتحت الثلاجة كي تحصل على الحليب بعد أن أخذت مرادها، و أخذت تصنع مشروب الشوكولا و الحليب الذي تفضله.
رمقها كريس ليجدها تضع الملعقة و تأكل بودرة الشوكلا و تشرب الحليب بالمذكور سابقًا!
" جديًا هيجين! هذا مضر و أيضًا اكبري!!" قال مقاطعًا عالمها البني.
فأجابت بعد أن وضعت ملعقة إضافية في فمها، و ترتشف مشروبها و هي تصدر أصواتًا غريبة
" الشوكلا عشقٌ لا ينتهي يا أخي ~ "
اقترب كريس منها و شمّها بطريقة غريبة، نظرت له باشمئزاز "ماذا تفعل؟"
ابتعد عنها و قال واضعًا يداه في جيبه "تفوح منكِ رائحة الشوكولا!"
ضحكت هيجين بشيء من السعادة و الخجل،
كرر و هو ينقر جبهتها مع كل حرف قام بتهجأته
" اكبري"
اعتدل في وقفته، أخذ حقيبته المرمية أرضًا و صعد لغرفته تاركًا هيجين تستمتع بنعيمها ~
~
اليوم التالي ~
وقفت من جديد على أصابعها لتصل معشوقتها،
لكن يد أحد آخر سبقتها؛ التفتت هيجين للخلف لتجد شقيقتها سوإن التي قررت بدأ صباحهما بكلام لئيم
" اسمعي، نحن هناك لا نعرف بعضنا! بتاتًا"
أومأت الصغرى بالإيجاب لتأخذ العلبة و تصنع شرابها المفضل، تقدّم والدها ليلقي تحية الصباح قبل أن ينطلق لعمله.
" حسنًا هيا لأوصلكم للمدرسة" قالت والدتهم و قد صفقت بيديها؛ كي تلفت انتباههم.
حمل كل منهم حقيبتهم و ركبوا السيارة نحو المدرسة،
هيجين كان لديها مشاعر متشتتة بين الخوف و الحماسة.
أفكارٌ متواردة ظلّت تعبث بتفكيرها.
ماذا إذا لم تعجبهم؟
هل سوف تنسجم مع الأكبر سنًا بفارق ثلاث سنوات؟
مضت عدة دقائق إلى أن وصلوا و ارتجل ثلاثتهم من السيارة، لكن هيجين عادت بخطواتها حيث أمها التي لازالت حاضرة تحرص على دخول للمبنى.
وانتحبت
" أمي ~ ماذا إذا لم أنسجم معهم؟ أنا خائفة!"
ابتسمت لها والدتها كي تطمئنها "لا تقلقي لن يؤذي أحدًا شخصًا بلطفك"
وقفت هيجين مع وجنتيها المتورّدتين؛ فحتى مدح والدتها يجعلها تحمرّ خجلًا.
زفرت الهواء لتنطلق نحو فصلها الجديد للرياضيات فصل السيد هوانغ.
بخطواتها و وطأتها المترددة دخلت الفصل، بلعت ريقها باضطراب و هي تلتفت في الأرجاء.
فزعت فجأة بسبب صراخٍ ما لتتفاجئ بقفز شاب أمامها يملك شعرًا حالك السواد منسدلًا للأمام.
"أنتِ ظريفة، يا إلهي!" قال هو بينما عيناه تتفحصان هيجين، انحنت له باحترام و شكرته على مديحه هذا.
و لمرة إضافية مباغتية، تراجعت في مكانها شبه واثبة حينما صرخ مرةً أخرى
" نامجون! أنظر لهذه الجديدة!"
تقدم المنادى "ما كل هذا الصراخ هوسوك؟"
إذًا اسم الفتى ذو الشعر الأسود هو جيهوب؟ سجّلت اسمه في قاعدة بياناتها.
"أنظر" قال المدعو هوسوك مشيرًا لها بسبابته؛ و ملامح وجه هيجين امتعضت قليلًا لفظاظة سلوكه و قلة الإحترام في لقائهما الأول.
التفت نامجون لها ملاحظًا الضيق عليها
"اعذريه، إنه يحب أن يوطد و يكوّن علاقات كثيرة و بسرعة، و ينسى أحيانًا أخلاقه"
ابتسمت هيجين بشيء من الرضا عن اعتذاره، مع أنه لم يكن مطلوبًا منه لكنها تقدره.
فرّق أحد ثالث الشابين الملتصقين أمامها؛ قائلاً "ما كل هذا الصرا-..أوه يا إلهي! أنتِ جميلة و تبدين صغيرة، كم عمرك؟!"
سأل نهايةً و عيناه تدوران في بشرتها الطرية و المشرقة؛ فلم يبدو عليها أية آثار لحب الشباب و ملحقاته.
انحنت هيجين له و شكرته على مديحه، عرّفت على نفسها " أنا عمري..س-" لم تكمل كلامها و بدأت بفرك معصمها من التوتر، تنهدت لتختم "ستة عشر"
ابتسم الشاب بفتنة و ظهرت وجنتاه الممتلأتين أكثر، جعلت من هيجين تحمرّ خجلًا " أدعى سوكجين، لكن ناديني جين. إذا هلّا أخبرتنا ماذا تفعلين هنا؟ ولا أقصد أن أكون فظًا!"
أ
نهى ععجل و توتر.
شدت قبضة يدها لتستجمع شجاعتها قائلة بنبرة فخر و وقفة شامخة "أنا طالبة جديدة هنا، المعلم كانغ طلب من المعلم هوانغ أن ينقلني لهنا"
همهم ثلاثتهم بفهم، و عادوا لمقاعدهم ما إن رأوْا المعلم هوانغ قادم ينتظر أن يفسحوا له المجال و يدخل.
دعا المعلم هوانغ هيجين كي تقف أمام الفصل و تعرّف على نفسها، التفت العلم هوانغ لها "ينقصنا مقعد و طاولة هنا، مع أنني طلبتُهم مسبقًا، لكن لابد من وجود مشكلة ما. سوإن هلّا قدّمتِ يد العون لها؟" قال بعد أن دارت عيناه بالمكان.
و سوإن في المقابل ضربت الطاولة بيدها بقليل من القوة و هي تنهض ثم تخرج متمتةً بحقد
" حتى و أنا في المدرسة أُربط بك "
عبست شقيقتها ثم قطبت حاجبيها
" لئيمة!"
-
اتخذّت هيجين الصف الخامس مقعدًا لها بعد أن وضعت الطاولة هناك بمحاذاة سو إن من جهة اليسار.
جلست و انتبهت لما يقوله المعلم هوانغ و بدأت بتسجيل الملحوظات للدرس.
و أثناء جدها و اجتهادها
لفت انتباهها المقعد الفارغ الذي بجوارها،
لكنها عادت للانتباه لشرح المعلّم إلا أن انتهى،
أعطى تلخيصًا وجيزًا و حدد النقاط الأكثر أهمية بترتيبها. كان هذا الأستاذ هو الأستاذ المثالي الذي أرادته هيجين طوال عمرها!
رن الجرس بعد وقت دام أربعون دقيقة صراعًا مع الأرقام، تابعت تسجيل الملحوظات ما إن انتهت حتى قامت بفك ربطة شعرها، لتجعل شعرها الكستنائي المجعد بشكل طفيف يغطي جزءًا من كتفها و ظهرها، شعرها لم يكن طويلًا كسوإن.
" جميلة بشكل مثير!"
كان كل ما سمعته هيجين قبل أن يشدّها أحدهم من خصرها راميًا بظهرها على صدره.
" ياه كيم-" لم تستمع هيجين للذي كان يصرخ، بسبب اقتراب الآخر من أذنها.
فقط سمعت نبض قلبها الصاخب و أنفاسه المتسارعة خلفها و جملة واحدة بعد أن زفر بأنفاسه الرطبة على نسيجها و همس
"أنتِ هدفي القادم!"
انتهى ~
رأيكم؟
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
01 هدفي القادم
الي اجا اخر شي ڤي صح مع اني قرأتها من قبل الا اني نسيت الاحداث😅😅
Відповісти
2018-08-20 14:23:00
1