" الفضائي العاهر ~"

التفتت له بعدم استيعاب، ضاقت عيناها بشيء من الإشمئزاز للفظه السوقي.

لكن في الكفة المقابلة لهذه المشاعر، أحاق الخوف جسدها لدى شعورها بيد باردة تقبض على معصمها.

نظرت بذعر و حاولت تصفية رؤيتها من بين شعرها المتناثر "سو إن؟ أين كنتِ؟ ما ال-"

" فقط غادري هيجين" كان كل ما نطقت به شقيقتها قبل أن تبدا بجمع أغراضها.

تدحرجت الدموع عن وجنتيها بنعومة، تشتت بصرها لتوقع كتابها، أصدرت شهقة و عضت شفتها السفلى.

تغرغر الدمع في عينيها لدى رؤية هيجين لشقيقتها تبكي هكذا!

"سو..إن" نادت بنبرة باكية.

رفعت المنادى رأسها ما إن نودت، رمت أغراضها أرضًا و هرعت راكضةً للخارج.

وركض جونغ إن للخارج أيضًا، وضع جين يده على كتف هيجين و ابتسم بمواساة.

" هل تعرف ما الذي يحدث هنا؟" سألتُ بترجي منه أن يشرح الجنون الذي غلف هذه اللحظة.

نظرت من جديد لـ الذي نودي 'بالفضائي العاهر' من قبل جونغ إن.

جالس بهدوء و غير نابسٍ بشيء، عادت هيجين و جلست مكانها، التفتت لليسار لتجد مقعد سو إن الفارغ. التفتت لليمين لتجد مقعدًا فارغًا و بجانبه يجلس ذاك الفضائي.

" معذرةً؟ لكن أليس هذا مقعدك؟" سألته بصوت شبه عالٍ كي تلفت إنتباهه و علّها تقاوم و تخفي بحة ما بعد بكائها.

أدار رأسه نحوها و ابتسم قبل أن يهز رأسه بالرفض.

" إذًا لمن؟" نطقت من جديد بسؤال و هي تقترب قليلًا منه بفضول.

فضولها هذا لم يكن مزعجاً له  اتسعت ابتسامته لها، عدّل شعيرات رأسه الأمامية البنية كي يغطّي عينيه اللامعتين.



" صديق قديم " أجاب أخيرًا.

انتفضت من مقعدها و جلست على المقعد الفارغ بجواره " لما هو غائب؟"

تداعت الابتسامة عن وجهه، نقل بصره للجانب ثم لها من جديد، نقر الطاولة بأطراف أصابعه بتوتر.

واحد..اثنان..ثلاثة..بدأ العد سرًا و هو يحملق بها،
احمرّت وجنتيها من نظراته.
بغير إرادة منها بدأت تنقر على الطاولة أيضاً .

صمتا قليلًا.
نظرت هيجين له بطرف عينيها لترى رقبته تتحرك دلالة على أنه قد ازدرد ريقه إضطرابًا.

التفت لها و ابتسم ببلاهة من جديد لتظهر لثّتَهُ ذات اللون الرُماني.

" سبعة..ثمانية..تسعة.." قال و قد علا صوت نقره .

ابتسمت بخجل و أكملت "أربعمئة .. أربعمئة و واحد..أرب-" قاطعها و هو يعدل تنورتها "هذا سريع لفتاة مثلك " .

ابتعد من جديد و استطرد "عادة النقر هذه..- " صمت و لم يكمل.

لكن من وحي صوته استنتجت هيجين أنه أراد السؤال لكن لم يعرف طريقة الصياغة الصحيحة.

" عادة، يصعب التوقف عنها" أجابت، همهم فأجاب "لدي العادة ذاتها"

ابتعدت عنه و جلست في مقعدها، نظرت له و هو يحدّق بالطاولة التي بجواره.
أغمض جفنيه بقوة و كأنه يحاول عدم البكاء.

"لما هو غائب؟" سألت من جديد بعد أن أدركت أنه حرّف الموضوع.

بهُتت ابتسامته و نظر لها من جديد "لقد مات" نطق بصوت أجوف.

اقشعر جسدها لوهلة رمشت عدة مرّات غير مصدقة الذي يحدث .

أهذا سبب بكاء شقيقتها؟ سبب غضب جونغ إن؟ سبب هدوء ذاك الفضائي؟
فركت معصمها ما إن تواردت العديد من الأفكار لها.

دخل المعلّم أخيرًا، و بدأ بإعطاء الدرس بعد أن اعتذر عن تأخره.

~




ما إن عادت للبيت حتى قفزت بين الغرف تبحث عن شقيقيها، نادت سو إن لكن لم يجب أحد.
نادت كريس لكن لم يجب أحد أيضًا.

سمعت صوت حركة بالأسفل، أسرعت في مشيها و ارتمت في حضنه.

" كريس!" نادته بذعر.

فرك أُذنه "أنا هنا لا داعٍ للصراخ"

أمسكته من ذراعيه و التفتت خلفه "أين سو إن؟" تساءلت.

دفعها بعيدًا عنه و نظر لها بريبة "قالت ستذهب لبيت أحد صديقاتها"

" كريس..كريس..كريس" صرخت و هي تثب حوله بجنون .
دفعها من جديد و قد أظهر إنزعاجه من تصرفها هذا.

" هل تعرف شخصًا يدعى كيم جونغ إن؟" سألت.

جفل، قبل أن يتماسك

"لا" أجاب بإيجاز.

" هل تعرف شخصًا يناديه الناس بالفضائي العاهر؟" سألت من جديد.

وثب كريس باندفاع نحوها و وضع يده على فمها "لا يمكنك لفظ هذه الكلمات هنا! أمي ستقتلنا!!"

ابتعد بعد أن جال بصره بالمكان ليتأكد من خلو المكان، تراجع للخلف بعد أن اطمئن باله "إنه صديق لسو إن، أعتقد، هل قابلتيه؟"

أومأت بسرعة كالطفل المطيع "إنه يجلس جواري في الفصل"

رفع حاجيه و أجاب بسخرية "مبارك لكِ".

التفت كي يكمل طريقه لغرفته، لكنه توقف عن الحركة حينما جذبت انتباهه
"سو إن كانت تبكي اليوم!"

" أظن بسبب شخص ما مات أو شيء كهذا؟" وضّحت بصعوبة لقلة المعلومات.
اقتربت لترى تعابير وجهه بفضول.

"أنا لا أعرف عن من تتحدثين!" نطق هو، عقدت ذراعيها و أنبرت قائلة "من يعرف إذاً؟"

" الفضائي ذاك" قال كريس قبل أن يصعد لأعلى.

" لما يناديه الجميع بالفضائي؟ أهكذا اسمه؟" تساءلت هيجين في نفسها.

~





ركضت بسرعة و أقفلت باب الخزانة في وجهه، التفت لها بعدم استيعاب لفعلها هذا!

" جونغ إن - شي..من أين تعرفه؟" سألت هيجين.

" فتى لعوب سرق حبيية يونغي -أخي- " أجاب بحنق بشكل مباشر و هو يبعد يدها عن الخزانة ليأخذ أغراضه.

" لما تكرهه؟.."سألت، أغلق باب خزانته الحمراء البرّاقة، نظر لها بنظرات فارغة .

هي تكره عندما ينظر لها جونغكوك هكذا؛ لأنها لا تعلم ما يشعر به أو على ماذا هو مقبل؟

" ابتعدي عنه هيجين إنه فتى لعوب سيء" حذّر جونغكوك.

استدار و لوّح لها بيده كي يودعها "أراكِ في حصة الكيمياء~"

قوّست شفتيها بامتعاض، فهي لم و لن تعتاد على تقلّب مزاج كوك ذاك.
توجهت نحو فصل السيد هوانغ، توقفت قليلًا ما إن تذكرت أحداث الأمس، هزت برأسها يميناً و شمالا مبعدةً الأفكار السلبية التي تلتصق في رأسها.

لم يمضِ على انتقالها لصف الرياضيات العليا سوى ثلاثة أيام و ها هي تعاني.

" آنسة شوكولا ~" صوته المثير للقرف ملأ الممر.

التفتت ببطأ و ابتسمت؛ ففي النهاية هي شخص لطيف لا يستطيع تجاهل أحد.
مد لها لوح شوكولا كبير، لمعت مقلتا عينيها بسعادة!
أ

خيرًا تُكافأ لكونها شخصًا لطيفًا!!

امتد جسدها بسرعة نحوه كي يلتقط حب حياتها من يديه، لكنه ابتعد و جعل هذا من وجهها متجهمًا.

"أجيبي على سؤال واحد فقط و سأعطيك إياها" قال جونغ إن و هو يشير بسبابته أمام عينيها، دلالة على الرقم واحد.

أدارت ظهرها له و عقدت ذراعيها "لستُ طفلة!"

التفتت لتكمل سيرها للفصل، نظرت لظلها على الأرضية لتلاحظ وجود ظل آخر بجوارها، التفتت لتَذعُر لوهلة.

" تفضلي ~ " صدر صوته اللطيف و هو يمرر لوح الشوكولا ، "كيف..؟" قاطعها ليستطرد موضحًا "أخذتها منه بالقوة" ابتسم و ظهرت لثّته الرمانية.

توردت وجنتا هيجين و انحنت له شاكرة ، تقدّم و سبقها في مشيه.

~
"أيها الفضائي~" التفت هو لها "اسمي تايهيونغ، لقبي ڤي".

ركضت نحوه لتمشي بالقرب منه قليلاً. "أدعى هيجين"

"أُفضل تسميتك ببطريق الشوكولا" ابتسم من جديد بعد أن جعلها تتشرب بالخجل! هو لا يكف عن الابتسام و إظهار أسنانه.

" و لما هذا الاسم؟" سألته و قد نفخت وجنتيها.

أحاط ذراعه على كتفها ليقربها منه "ترين أنتِ عاشقة للشوكولا، و من ثم..-"

ابتعد عنها و نظر لها من أعلى لأسفل و أكمل و هو يعد على أصابعه "معطفكِ هذا طويل و يبدو ثقيلاً على جسدك كي يحمله، و تمشين بخطوات بطيئة، و تتحركين يمينًا و يسارًا أثناء مشيك كالبطريق"

ابتعدت هي عنه بانفعال و هزّت رأسها نافيةً لما سبق و شدّت معطفها للأسفل قليلًا.

"كم عمرك؟"
صمتت و بدأت بفرك معصمها تراجعت للخلف "ستة عشر"

" آنسة شوكولا ~ " ناداها الأحمق  من جديد

أزفرت بانزعاج "ماذا؟"



"ابتعدي عن طريقي أريد الدخول"

دخلت هي قبله و نظرت له بغضب، هي تستطيع أن تكون لطيفة و شريرة!

ابتسم بخبث و ركض بسرعة نحو المقعد الفارغ بجوارها،
نظرت له بصدمة ثم لتايهيونغ الذي أبدى انزعاجه.

كيف لشخص مثل جونغ إن السافل أن يجرأ على الجلوس في مقعد صديقه الميت؟!

دفعه تايهيونغ عن كرسي ليجلس مكانه بجوار هيجين، انتفض جونغ إن من مكانه و أراد الشجار لكن المعلّم هوانغ قد دخل.

التفتت هيجين لمقعد سو إن الفارغ، ثم للمقعد الذي بجوارها الذي يجلس عليه ڤي.

بدأ المعلم الشرح مما استدعى انتباهها.


~
أغلق القلم بعد أن انتهى من الشرح ، التفت لطلابه المشتتون و ابتسم بتعب "لنبدأ بمسألة بسيطة"

أمسك القلم من جديد لكن بلون مختلف و كتب أبسط معادلة. التفت من جديد ليجد فقط شخصين يرفعان أيديهما.

" تفضلي هيجين " سمح الأستاذ لها بالإجابة لتبدأ بالنطق:
.
{ V4 - V1 = (4-1) d }.
.

صمتت هيجين و كأنها تشك في كلامها "بداية صحيحة أكملي.." شجّع الأستاذ ، ابتسمت برضى لإنجازها و تابعت بقول:

.
{ 9-3 = 3d ➡ 6=3d }
.

ابتسمت هيجين و نقرت الطاولة بأنملها فتحت شفتاها لكن صوت رجولي سبقها و نطق "نقسم لكلا الطرفين الرقم ثلاثة يصبح المتغير (d) يساوي اثنان" تابعت هيجين بعد ذلك بحماس أكثر " نقوم بالتعويض لدى قانون المتتابعة بعد أن وجدنا الأساس..".

صمتت و نقرت الطاولة من جديد كما فعل ڤي أيضًا.

أردفت هي بعد ذلك :
.
{ V=V1+d ➡ V=3+2..}
.

أمسكت قبضة يدها و نطقت بحزم "الجواب هو يا أستاذ..".
وقف ڤي أيضاً بجوارها و نطقا بصوت واحد " V=5 ".

~

ابتسم الأستاذ بانبهار و رفع حاجبيه " كان هذا سريعًا حقا!" ، جلس كل منهما في مقعدهما .

" معتوها رياضيات!" همس جونغ إن ساخرًا.

ابتسم ڤي و هيجين للآخر.

{ عمل رائع لطفلة} فكّر ڤي.

{ لستُ طفلة! أيها الفضائي! لما يستمر الجميع بقول هذا؟} فكّرت هيجين أيضًا و بقليل من علامات الغضب.

صمتا و هما يحدّقان للآخر ، سرعان ما اتسعت حدقتا عينيهما بصدمة ، لدى إدراكهما أنهما لم يحركا شفاههما!!

لكنهما تحدثا بالفعل دون أن ينبت أي منهما بشيء.

"كيف حدث هذا؟!!!" صرخت هيجين.



 

~
انتهى ~

رايكم؟