بداية تحقيق هدف
بداية تحقيق هدف. جزء ثاني
بداية تحقيق هدف. جزء ثاني
في أحد المطارات الموجودة في أخر المدينة ،كانت هي تمشي ذهابا و إيابا في مخرج المسافرين بشكل موتر للعيان ، لكن سرعان ما توقفت مكانها و ابتسمت ابتسامة سعيدة وركضت نحو الشاب اللذي خرج من البوابة يضع حقيبة ظهره على كتفه بينما يجر حقيبته خلفه يرتدي معطفا أسود لكن سرعان ما ترك حقائبه و فتح يده مستقبلا إياها لأحضانه حملها من الأرض و دار بها بفرح بينما هي تعالت ضحكاتها أنزلها أرضا ولازالت في حضنه ثم قال وهو يملس على شعرها الأحمر :
_ لقد اشتقت لكي عزيزتي
ربتت على ظهره بسرور ثم قالت :
_ و أنا كذالك أخي
ابتسم لها ثم شابكا أيديهما متجهان للخارج ، و سرعان ما أوقفت الفتاة سيارة أجرة ليضع هو حقائبه الصندوق الخلفي للسيارة ،ثم جلسا في المقعد الخلفي للسيارة ، وضعت رأسها على كتفه بينما هو ظل يربت على شعرها بحنان ، قال بعد مرور عدة لحظات من انطلاق السيارة متسائلا :
_ لكن أين الباقون ،لماذا لم يأتو معكي
مطت شفتيها بأسف في البداية ثم تحولت نبرة صوتها للعزم والإصرار قائلة :
_ كانو يريدون المجيئ أيضا ، لكنهم لم يستطيعو ، لأنهم بدأو في العمل على تحقيق هدفنا ..
كان يتأمل المناظر الطبيعية من خلف الزجاج و عينيه ملئت بالغضب  و العزم و فضل السكوت عن قول أي شيئ ، ففي بعض المرات يكون ألم الحديث أقوى من ألم الصمت ..

----------------------------------

في القرية خارج المدينة  ، في أحد المستوصفات
كانت تتجول بين أرفف الصيدلية تبحث عن دواء معين وعلى وجهها ملامح الحيرة ، فكل الأدوية هنا متشابهة بالنسبة لها ولا تعرف الفرق بينها ، و لكي لا تأخد الأدوية الخطأ استأثرت أن تسأل أحدا عله يساعدها لم تجد أمامها سوى ذاك الصيدلى السمج بالنسبة لها فهو الوحيد في نوبته الصباحية الآن
ذهبت له بغير رضى ثم قالت مشيرة إليه في غرور و اشمئزاز :
_ أنت أيها الشيئ
كان منغمسا في الدفتر أمامه يراجع الحسابات و الفواتير لهذا الشهر إلا أنه عندما سمع صوتها أغمض عينيه في غضب بسبب قولها واحتقارها له ،تجاهلها عنوة لتنفخ أوداجها بغضب ثم كررت بصوت عالي :
_ أنت أيها السمج أتحذث إليك
رفع رأسه لها لثواني ثم التفت حوله وعاد بأنظاره نحوها مشيرا لنفسه قائلا باستفزاز :
_ أتتحدثين إلي
ابتسمت بسخرية قائلة :
_ وهل هناك شخص أخر هنا أيها الغبي يعمل مكانك
ابتسم لها باستفزاز قائلا بعد أن وضع القلم من يده وربعهما أمام صدره :
_ نعم ، في الحقيقة كان هناك الكثير لكن عندما دخلتي و رأو وجهكي المستفز فرو هاربين
فتحت عينيها بصدمة بينما شهقت بتفاجئ ثم أشارت بنفسها قائلة :
_ فرو عندما رأو وجهي
ثم تابعت بغضب و استفزاز وهي توجه إصبها نحوه :
_ لما لا تفكر بأنهم فرو لأنهم اختنقو من رائحتك الكريهة كالقمامة أيها الجرو العفن ..
ثم التفتت متجهتا بطريقها للخارج بغضب بينما تضرب الأرض بقوة تعبيرا عن غضبها
  • أما هو عند خروجها فابتسم بهدوء وهو يحرك رأسه للجهتين بينما توقف للحظة ثم رفع ردائه الطبي لأنفه يشمه لكنه سرعان ما أبعد وجهه وملامحه متقززة ثم تمتم قائلا بهمس :
_ معها حق ، يجب علي الاستحمام ..
لكنه ابتسم مجددا عندما تذكر نعتها له فأعاده بهمس وانفجر ضحكا :
_ جرو عفن ،هااا
__________________________

في أحد المنازل في هذه القرية
دخلت هي بهدوء للمنزل وعلى ملامحها التعب بعد تجولها في جميع المستوصفات في القرية إلا أنها لم تجد الدواء اللذي تريده ..
دخلت غرفة النوم المشتركة مع أختها بهدوء ، و ارتمت على سريرها بقوة و سرعان ما غطت في نوم عميق من دون تغيير ملابسها حتى ..
بعد قليل من الوقت خرجت فتاة أخرى من الحمام بشعر مبلل و منشفة ملتفة على جسدها ، ابتسمت بحنان بعدما رأت أختها غاطة في نوم عميق ، اتجهت إليها وجلست بجانب السرير و ظلت تتأمل ملامح أختها الهادئة و الجميلة ثم امتدت يدها لتملس على شعرها القصير بحنان
ترقرقت عينيها بدموع حزينة ثم همست بألم :
_ أنا آسفة لجعلكي تتعبين اختي
لتمت شبهتها بقبلة حنونة ثم اتجهت تجفف شعرها الطويل قليلا بينما تتأمل نفسها في المرأة هي تحب نفسها و ملامحها لكن بعد حادثها الأخير تغيرت نظرتها لنفسها لكنها تعلم جيدا أيضا أنها في أعماقها لا تزال تلك الفتاة اللتي فقدت عائلتها في صغرها ، تلك الفتاة الجميلة اللتي تتمتع بحيوية و نشاط ..
هي جميلة وتعرف هذا لكنها فقدت ثقتها بنفسها ، فهي تمتلك عينين بنية برموش طويلة و أنف دقيق و شفتين حمراوتان بلون الفراولة بشرة بيضاء ، تمتلك جسد رشيق ، لكنه أنهك بسبب الأدوية اللتي لا تجدي أي نفع ..
----------------------------------

خرجت ملك من الشركة و هي لا تعير انتباها لأي شيئ حولها ، فقد أنهت عملها القليل كون هذا اليوم هو أول يوم لها ، لذالك أخذت باقي اليوم إجازة ، انتابها بعض الدوار مما دفعها للتوقف و إمساك رأسها بيديها بقوة بسبب الصداع اللذي جائها فجأة حاولت فتح عينيها لكنها لم تستطع ، حاولت مجددا و نجحت ثم لاحظته يتقدم لها راكضا. علامات القلق مرتسمة على وجهه مدت يدها له كي يمسكها لكنها سقطت مغشيا عليها و لا ترى شيئا سوى السواد ..
------------------------------------

خرجت جوري من المقهى و خلفها جاد بعد حديث دام لأكثر من ساعتين ، توقفت أمام محطة الحافلة بينما نظر لها جاد باستغراب قائلا :
_ ما الأمر ..؟
ابتسمت له بهدوء قائلة وهي تشير الحافلة المتوجهة نحوهم :
_ يجب علي العودة للديار سيد جاد ، شكرا لك لقد استمتعت بوقتي
أذار نحو الحافلة قائلا بٱستفهام :
_ ا ستعودين بالحافلة ، يمكنني إصالكي إن أردتي
حركت رأسها للجهتين رفضا بابتسامة هادئة قائلة :
_ لا عليك سيد جاد ، شكرا لشهامتك لكن حقا أفضل الذهاب في الحافلة ..
أومئ بهدوء قائلا بابتسامة مودعا إياها :
_ حسنا إذن ، إلى اللقاء فلتراسليني فيما بعد
أومئت له ثم صعدت إلى الحافلة ، و راقبته يوليها ظهره متجها لسيارته للمغادرة ، ثم حملت هاتفها و ظغطت على رقم ليجيبها الطرف الآخر :
_ ماذا حدث
ابتسمت بمكر ثم قالت وعينيها لازالت على سيارته اللتي انطلقت لتوها :
_ لقد التقيته بالفعل ، وحدث مثلما أخبرتني بالفعل ..

--------------------------------

@ hayat_hh

انتظرو الفصل القادم قريبا و لاتنسو التعليق فضلا ..⁦♥️⁩⁦♥️⁩
© Hanan Hayat,
книга «إحتيال أقارب ..».
Коментарі