بداية تحقيق هدف
بداية تحقيق هدف. جزء ثاني
بداية تحقيق هدف
في إحدى المقاهي الشهيرة الموجودة في هذه المدينة الكبيرة ، تدلف هي بقوامها الممشوق و أناقتها المعهودة شعرها الطويل ينساب خلف ظهرها بأريحة ترتدي إحدى النظارات الشمسية ذات الماركة الغالية وتحمل حقيبتها اليدوية الطويلة بينما يسمع صدى صوت كعب حذائها العالي ، دلفت الداخل بثقة و غرور لا يتناسب مع غيرها تقدمت إلى إحدى الطاولات اللتي تطل على البحر و يجلس عليها شاب تبدو عليه الأناقة و الغنى من ساعة معصمه و نظاراته الشمسية اللتي تغطي عينيه و أمامه قدح قهوة مليئ و قد برد ،

وقفت أمام الطاولة وقالت بتساؤل و ثقة :
_ أظن أنك سيد جاد ، أليس كذالك ، أتمنى أن لا تنزعج من تأخري

استقام من مجلسه ليظهر طوله الفارغ وقد نزع نظارته السوداء لتظهر عينيه الخضراء اللتي لمعت بسبب ضوء الشمس المسلط على طاولتهم ، مد يده ليصافحها بعد أن نزعت نظاراتها بابتسامة و مدت يدها له مجيبا إياها بنعم ثم سألها بدوره أيضا :
_ لابد أنكي آنسة جوري ،

جلست على الكرسي قائلة بمرح وهي تشير على نفسها :
_ هيا كفاك مزاح لم يكن عليك أن تسأل
بادل مزاحها بابتسامة قائلا :
_ معكي حق ،أنا آسف

تقدمت منهم النادلة سائلة عنوماذا تقدم لهم ، لتسبقه جودي قائلة :
_ فلتقدمي لنا شرابا باردا مع بعض التحلية أرجوكي ..

أومئت بهدوء ثم عادت أدراجها بينما هو نظر لجودي قائلا باستغراب :
_ لكني كنت سأطلب فنجان قهوة ..
وضعت قدما على أخرى ثم اتكأت على مقعدها بغرور وقالت بثقة :
_ هيا كفاك تظاهرا سيد جاد فأنا لا تشرب القهوة و ذالك ظاهر جدا بالنسبة للقدح السابق اللذي برد ولم تشرب منه رشفة واحدة
أحس بحرج لكشفها له لكنه ابتسم مادحا إياها :
_ يبدو أنكي ذكية جدا أنسة جودي
ابتسمت بسخرية ثم قالت بثقة :
_ لم ترى شيئا بعد ..
------------------------

في إحدى فروع شركة الزناتي للسيارات

كانت توجد العديد من الفتيات الجالسات على الكراسي ينتظرون دورهم للمقابلة ، بينما هي تجلس بهدوء وحدها تعبث بهاتفها لا تعبئ بمن هم بجانبها فهناك من ترتب زينتها وهناك من تتكلم مع حبيبها وهناك من تتكلم مع من بجانبها تنمم على الآخرين .
خرجت فتاة في مقتبل العمر من مكتب المدير ثم نادت بصوت مرتفع بعض الشيئ :
_ آنسة ملك حيان ،
نهضت من مجلسها بعد أن سمعت اسمها قائلة :
_ أنا هنا
أومئت الفتاة الأخرى قائلة :
_ فلتدخلي آنستي المدير في انتظارك
دخلت بهدوء بعد أن شكرتها ثم تقدمت من المكتب ، لتجد أن المدير يختلف كليا عن ماكانت تظن ، بل هو شاب يافع يملك قدره من الوسامة بذقنه المهندمة وشعره الرطب المرفوع إلى الأعلى بنظارات طبية فضية اللون ، يرتدي ملابس عصرية مكونة من قميص أبيض و سروال أسود مع حذاء رياضي لامع ..
حمحمت في هدوء محاولة شد انتباهه إلا انه لم يكثرت أبدا ، أحست بالإحراج في ذالك ، لتجد أن عليه مناداته ، ٱستنشقت ما بأنفها ثم تقدمت من المكتب أكثر وهي تقول :
_ سيدي أنا هنا لحضور المقابلة ، هل لي بالجلوس

أما عنه هو فقد علم بدخولها منذ البداية لكنه تجاهل فكل من سبقها من الفتيات كن يحاولن جذب انتباهه وليس للحصول على العمل ، وكم اراد الضحك بسخرية عندما سمع حمحمتها لكنه تحامل على نفسه ، إلا أنه سرعان ما رفع وجهه عندما سمع صوتها الهادئ ، وكم تمنى أن لا يرفع وجهه فقد ارتفعت خفقات قلبه عند رؤية وجهها ذو الملامح الهادئة و بشرتها البيضاء الشاحبة بشكل غريب بينما سحرته عينيها العسلية وشعرها القصير الذي يحيط وجهها بتناغم ، إلا أنه لم يظهر كل هذا و أومئ قائلا وهو يعيد نظره إلى الملف أمامه :
_ أجل صحيح ، أنتي إذن هي ملك حيان ، سأعترف لقد أدهشني ملفكي
أومئت شاكرة إياه بينما جلست عندما أشار لها بيده
إلى المقعد أمام مكتبه
أغلق الملف الذي كان بيده ثم رفع أنظاره إليها قائلا بجدية : لقد حصلتي على الدكتوراه في علم الحسابات و تتكلمين عدة لغاة بالإضافة إلى تدريبكي في شركة مشهورة ..
أومئت قائلا باحترام و جدية :
_ أجل سيدي بالفعل
اتكأ على كرسيه وبدأ بنقر القلم في يده على المكتب قائلا بجدية :
_ إذن يا ملك ، ماللذي يدفعني إلى تشغيلكي برأيك ، وقد رأيتي كم من الفتيات مرت قبلكي و ملفهم أفضل من ملفكي بكثير
ابتلعت ما في جوفها بتوتر ثم قالت بثقة مهزوزة قليلة لكنها نجحت في إخفائها :
_ حسنا يا سيدي معك حق ، هم أفضل مني بكثير ، لكن إن تمعنا في أسمائهم و أشكالهم فسنجد أنهم يشتغلون بالواصطة فقط و أن مالهم من ملئ ملفهم وليست قدراتهم ، أعلم بأني لا أمتلك الحق في الحكم على الأشخاص من أشكالهم لكن سيدي أنا متأكدة بأنك تعلم ذالك أيظا لذالك أتمنى أن تمنحني فرصة لأتبث لك أني مختلفة عن غيري ، و سوف أدهشك سيدي أنا متأكدة فقط أحتاج فرصة

مط شفتيه بتفكير وهو يمعن النظر في ملفها مجددا ، لا ينكر أن كلامها صحيح ،لكنه يحتاج إلى شخص مسؤول و موثوق ليعمل معه ، ويبدو أنها تملك هذه الصفات لذالك لامانع في إعطائها فرصة ..
استقام من مجلسه لتنهض هي أيضا ثم مد يده لمصافحتها قائلا :
_ حسنا إذن ، أتمنى أن لا تخيبي ظني
صافحته كذالك وقد تجلت ابتسامة فرح و انتصار شفتيها قائلة بثقة :
_ لا تقلق سيدي ، سأقوم بإدهاشك و سترى
أشار بيده نحو الباب قائلا :
_ حسنا إذن ، حظا موفقا
خرجت من مكتبه بعد أن شكرته ، وقد أخدت ابتسامة انتصار تتشكل على فمها ، ابتعدت قليلا عن باب المكتب ثم رفعت هاتفها إلى أذنها قائلة مباشرة للطرف الآخر :
_ لقد أخدت العمل بالفعل ..
ثم قطعت الاتصال و توجهت إلى مكتب نهى مساعدة المدير القديمة لتريها طبيعة العمل كما أخبرها المدير الشاب
---------------------------------

اشتركو في صفحتي للجزء الثاني من الفصل الأول ..
@hayat_hh


© Hanan Hayat,
книга «إحتيال أقارب ..».
بداية تحقيق هدف. جزء ثاني
Коментарі