Part 2
نجلس على الفطور بانتظار ولو مكالمة من والدتينا على الهاتف ولكن لم يأت شيء، شعرت بوخز في قلبي لثانية ولكن عدت إلى الواقع عند رؤية يد اكزافيير تحاول الوصول إلي، تحاول طمأنتي، أنظر إليه فأرى تعابير القلق بادية على وجهه، لا يعلم ما يجب عليه القول ولكنه يقوم بما في وسعه في هكذا أوقات.
End:
كثير ما أتذكر ذاك الوقت بالذات، الثلاث أيام التي أمضيتها معه كانت الأكثر دفئًا، لم نتحدث قط عن أي شيء، فأحد منّا لا يعلم كيف أو ماذا يقول في هذه الأوقات لذا ظلّ الصمت محيطاً بنا، نأكل معًا نشاهد معًا نقرأ معًا، كنّا في المدرسة آنذاك لذا يساعدني في حلّ الواجبات من حين لآخر.
أفيق من شرودي لأرى قلق وحزن اكزافيير في عينيه، يضع يده على كتفي ثم يسحبني إلى حضنه حيث أكمل بكائي، لم أشعر إلا بذراعين تحملانني وتمشيان نحو باب كبير أسود اللون
- ماذا حدث؟
- فقدتِ وعيك هناك، هل أنت بخير؟
- نعم بخير
أُغلق عيناي وأعود إلى النوم بين ذراعيه أطلب الدفء، أستيقظ مرة أخرى على شعور بالراحة والاطمئنان، مُغلّفة بشيء ناعم، السواد يملأ الغرفة لذا لم أستطع معرفة ما يحيط بي، أحاول التحرر قليلًا كي أستطيع البحث عن هاتفي والإضاءة به بلا جدوى، لحظات تمرّ بعدها يصدر صوت ممن هو بجانبي مُنبّهًا إلى استيقاظه، يُحرّك يده قليلاً ليشعل ضوء خفيف في الغرفة سامحة للعينين بالرؤية.
- هل استيقظت؟ الساعة الآن الثانية ليلاً، أتشعرين بالجوع؟
- الثانية ليلاً؟ كيف حدث هذا؟
- الطبيب قال بأنّ ما حدث كان نتيجة التوتر والتعب، إن كنت مُتعبة لماذا لم تُخبريني، ألست هاماً بالنسبة لك؟ أكنت ستُخفين أمر تعبك عني؟ أنا مرهق أكثر منك وأُرهقت أكثر بعد سماعي لكلام الطبيب، أرجوك أخبريني في المرة القادمة
أضع كفّي على وجنته أداعبها قليلاّ ثم أقول:
- لم يكن هناك شيء، كلّ ما في الأمر أني تذكرت عائلتينا، تعبت من مجرد ذكرهم، أتمنى ألا ألقاهم مجدداً مهما يكن السبب
أقرّب جبهته من جبهتي حتى تتلامسان ثم أُبعدها وأقبل جبهته لعلّ وعسى تخفيف إرهاقه ولو قليلاً كما خفف من إرهاقي طوال حياتي، مهما فعلت لا أستطيع إيفاء ديوني لديه، إن طلب روحي سأفديه بها بالتأكيد.
نهضنا واتجهنا إلى المطبخ، صنعنا طعاماً خفيفاً وبدأنا بالأكل، بحسب الذي فهمته، اكزافيير لم يأكل شيئاً طوال فترة غيابي عن الوعي، آلمني هذا فإن حدث ومُت لن أكون مُرتاحة لواقع أن اكزافيير توقف عن الأكل أو عن التحدث مرّة أخرى.
اكزافيير
اتصل المدير و أخبر لانا بعدم المجيء وأخذ إجازة لليوم، وهذا ما حدث، أصرّيت عليها أن تبقى في المنزل لقلقي الشديد عليها فوافقت، ذهبت يومها إلى العمل بمفردي، دخلت من الباب بمفردي وذهبت إلى المكتب لأتمّ أعمالي بسرعة وأعود الى لانا، المدير دخل مكتبي ووجدني منهك في العمل والأبحاث أجري هنا وهناك، نظر لي بعيون متفاجئة وقال:
- ماذا تفعل هنا؟ لماذا لم تبقَ مع لانا في المنزل؟ هل تركتها وحدها وهي مريضة؟
- لم تدعني أبقى معها في المنزل، حتى أنها أرادت القدوم ولكني منعتها، لو لم آتِ وحدي كانت أتت هي وبدأت العمل من تلقاء نفسها
- فتاة صعبة بحق، ماذا تنوي أن تفعل الآن؟
- لا شيء، سأظلّ كما أنا، أساعدها كلّما احتاجت، عندما فقدت الوعي البارحة أحسست بالضياع، لولا اتصال العم إدوارد البارحة كنت سأبقى ضائعاً، وبعد خروج الطبيب من المنزل فكّرت بكل الاحتمالات ممكنة الحدوث لنا، لذا سأعمل كي أساندها أكثر وأبقى بجانبها مدة أطول.
- ماذا إن حدث وتم تعيينك في بلاد بعيدة؟
- لن أذهب، أو سآخذها معي، لن أتركها، سننهار
- اذا سأكلم المدير الأعلى كي ينقلكما معاً
- عمَّ تتكلم؟
- تم تعيينك مديراً في فرع الشركة في باريس، وستكون لانا سكرتيرتك هناك، ماذا؟ ألم تقل أنك تريد البقاء معاً، لن أدعك تأخذ القرارات الشخصية بما يتعارض مع عملك، ستذهبان معاً وهذا نهائي.
خرج المدير من المكتب مباشرة بعد كلامه، أكملت العمل حتى السادسة مساءً، ثم عدت إلى المنزل
فتحت الباب ثم دخلت، أقفلت الباب جيداً بعدها دخلت أبحث عن لانا، كانت تجلس أمام الحاسوب تُكمل كتابة يومياتها، مازالت مرهقة، ماذا عليّ أن أفعل حتى تعود لطبيعتها؟ دخلت وألقيت التحية ثم جلست
- أمازلت مرهقة؟
- لا، أشعر أني أفضل حالاً من قبل
- ماذا أكلتي على العشاء؟ هل أطلب شيئاً؟
- لا داعي هناك طعام كافٍ
- هل انتهتِ من الكتابة؟
- نعم انتهيت
أقفلت لانا الحاسوب ونهضت عن الكرسي، اخذتها باتجاه المطبخ لأتأكد من أكلها وأخذها لفيتاميناتها كاملة، بعدها أطلعتها على ما حدث اليوم وفرصة الانتقال التي تحدثت عنها مع المدير
End:
كثير ما أتذكر ذاك الوقت بالذات، الثلاث أيام التي أمضيتها معه كانت الأكثر دفئًا، لم نتحدث قط عن أي شيء، فأحد منّا لا يعلم كيف أو ماذا يقول في هذه الأوقات لذا ظلّ الصمت محيطاً بنا، نأكل معًا نشاهد معًا نقرأ معًا، كنّا في المدرسة آنذاك لذا يساعدني في حلّ الواجبات من حين لآخر.
أفيق من شرودي لأرى قلق وحزن اكزافيير في عينيه، يضع يده على كتفي ثم يسحبني إلى حضنه حيث أكمل بكائي، لم أشعر إلا بذراعين تحملانني وتمشيان نحو باب كبير أسود اللون
- ماذا حدث؟
- فقدتِ وعيك هناك، هل أنت بخير؟
- نعم بخير
أُغلق عيناي وأعود إلى النوم بين ذراعيه أطلب الدفء، أستيقظ مرة أخرى على شعور بالراحة والاطمئنان، مُغلّفة بشيء ناعم، السواد يملأ الغرفة لذا لم أستطع معرفة ما يحيط بي، أحاول التحرر قليلًا كي أستطيع البحث عن هاتفي والإضاءة به بلا جدوى، لحظات تمرّ بعدها يصدر صوت ممن هو بجانبي مُنبّهًا إلى استيقاظه، يُحرّك يده قليلاً ليشعل ضوء خفيف في الغرفة سامحة للعينين بالرؤية.
- هل استيقظت؟ الساعة الآن الثانية ليلاً، أتشعرين بالجوع؟
- الثانية ليلاً؟ كيف حدث هذا؟
- الطبيب قال بأنّ ما حدث كان نتيجة التوتر والتعب، إن كنت مُتعبة لماذا لم تُخبريني، ألست هاماً بالنسبة لك؟ أكنت ستُخفين أمر تعبك عني؟ أنا مرهق أكثر منك وأُرهقت أكثر بعد سماعي لكلام الطبيب، أرجوك أخبريني في المرة القادمة
أضع كفّي على وجنته أداعبها قليلاّ ثم أقول:
- لم يكن هناك شيء، كلّ ما في الأمر أني تذكرت عائلتينا، تعبت من مجرد ذكرهم، أتمنى ألا ألقاهم مجدداً مهما يكن السبب
أقرّب جبهته من جبهتي حتى تتلامسان ثم أُبعدها وأقبل جبهته لعلّ وعسى تخفيف إرهاقه ولو قليلاً كما خفف من إرهاقي طوال حياتي، مهما فعلت لا أستطيع إيفاء ديوني لديه، إن طلب روحي سأفديه بها بالتأكيد.
نهضنا واتجهنا إلى المطبخ، صنعنا طعاماً خفيفاً وبدأنا بالأكل، بحسب الذي فهمته، اكزافيير لم يأكل شيئاً طوال فترة غيابي عن الوعي، آلمني هذا فإن حدث ومُت لن أكون مُرتاحة لواقع أن اكزافيير توقف عن الأكل أو عن التحدث مرّة أخرى.
اكزافيير
اتصل المدير و أخبر لانا بعدم المجيء وأخذ إجازة لليوم، وهذا ما حدث، أصرّيت عليها أن تبقى في المنزل لقلقي الشديد عليها فوافقت، ذهبت يومها إلى العمل بمفردي، دخلت من الباب بمفردي وذهبت إلى المكتب لأتمّ أعمالي بسرعة وأعود الى لانا، المدير دخل مكتبي ووجدني منهك في العمل والأبحاث أجري هنا وهناك، نظر لي بعيون متفاجئة وقال:
- ماذا تفعل هنا؟ لماذا لم تبقَ مع لانا في المنزل؟ هل تركتها وحدها وهي مريضة؟
- لم تدعني أبقى معها في المنزل، حتى أنها أرادت القدوم ولكني منعتها، لو لم آتِ وحدي كانت أتت هي وبدأت العمل من تلقاء نفسها
- فتاة صعبة بحق، ماذا تنوي أن تفعل الآن؟
- لا شيء، سأظلّ كما أنا، أساعدها كلّما احتاجت، عندما فقدت الوعي البارحة أحسست بالضياع، لولا اتصال العم إدوارد البارحة كنت سأبقى ضائعاً، وبعد خروج الطبيب من المنزل فكّرت بكل الاحتمالات ممكنة الحدوث لنا، لذا سأعمل كي أساندها أكثر وأبقى بجانبها مدة أطول.
- ماذا إن حدث وتم تعيينك في بلاد بعيدة؟
- لن أذهب، أو سآخذها معي، لن أتركها، سننهار
- اذا سأكلم المدير الأعلى كي ينقلكما معاً
- عمَّ تتكلم؟
- تم تعيينك مديراً في فرع الشركة في باريس، وستكون لانا سكرتيرتك هناك، ماذا؟ ألم تقل أنك تريد البقاء معاً، لن أدعك تأخذ القرارات الشخصية بما يتعارض مع عملك، ستذهبان معاً وهذا نهائي.
خرج المدير من المكتب مباشرة بعد كلامه، أكملت العمل حتى السادسة مساءً، ثم عدت إلى المنزل
فتحت الباب ثم دخلت، أقفلت الباب جيداً بعدها دخلت أبحث عن لانا، كانت تجلس أمام الحاسوب تُكمل كتابة يومياتها، مازالت مرهقة، ماذا عليّ أن أفعل حتى تعود لطبيعتها؟ دخلت وألقيت التحية ثم جلست
- أمازلت مرهقة؟
- لا، أشعر أني أفضل حالاً من قبل
- ماذا أكلتي على العشاء؟ هل أطلب شيئاً؟
- لا داعي هناك طعام كافٍ
- هل انتهتِ من الكتابة؟
- نعم انتهيت
أقفلت لانا الحاسوب ونهضت عن الكرسي، اخذتها باتجاه المطبخ لأتأكد من أكلها وأخذها لفيتاميناتها كاملة، بعدها أطلعتها على ما حدث اليوم وفرصة الانتقال التي تحدثت عنها مع المدير
Коментарі