مقدمة
1
2
1

كوريا الجنوبية / سيؤول

بداخل إحدي المناطق السكنية خاصة في (كانغنام ) وهي إحدي التقاطعات المعروفه بسيؤول منطقه جميله مليئه بالمتاجر والمقاهي الراقيه  ...هناك كنت اسكن!

داخل غرفه مظلمة لا يدخلها سوي شعاع بسيط من نور الطرقة كنت انام مستلقيه كعادتي انظر لسقف غرفتي الذي اصبح ملازما لي كرفيق يومي اعتدت الحديث معه يومياً بلغة العيون عما يدور في خلدي واشكي له مدي سوء حالتي التي تدهور كل يوم يمرّ بي ، لطالما كنت اسمع يومياً طوال التاسعة عشر عاماً عما يدور بتلك البلاد من حوادث بشعه وحالات عديدة من الانتحار لمن هم بسني وخاصة من فئة الفتيات نتيجة الاكتئاب او التنمر او الاهمال ولطالما ماتتعرض سنويا عشرات الفتيات من فئتي العمرية لحالات الاعتداء والاغتصاب ناهيك عن السرقة والقتل وبالنهاية كان يطلقون علي تلك الدولة " جنة الفتيات " لما تحتويه من مراكز عالمية للتجميل ووزارة المساواة بين الرجل والمرأة وما إلي ذلك ..

استمعت لصوت هاتفي يعلن عن انذار بإفراغ بطاريته لاتأفف بضيق انا احسد هذا الهاتف ..علي الاقل يجد من يشحنه ويعيده للحياة من جديد..
نهضت بتكاسل من الفراش لابحث عن الشاحن ثم وضعته بالقرب مني ونظرت للساعه المعلقة علي الحائط ( 7:59 ) مساءا ..
ليتني اهتممت يوما بالوقت وصرخت 'يا إلهي لقد تأخرت علي موعدي! ' ولكن للاسف كل شئ لم يعد مهماً لي إطلاقاً..
ولكي اشعر بأني علي قيد الحياة اخيرا قررت ان اترك غرفتي الصغيرة واخرج لأقتطف بعض الطعام لأضمن اني سأظل علي قيد الحياة لوقت اطول ولكن هل هذا ايضاً مهماً ؟ لطالما سمعت عن فن اللامبالاه وكم هذا يؤدي نفعا علي شخصيتك ولكن هناك فرقاً بين اللامبالاه والتغافل عن اولوياتك وكأنها ليست مهمه ولكني بالفعل يأست فلا شئ اتمناه يصير بشكل جيد إذاً لقد اعلنت عن رايتي البيضاء وسأعيش كالاموات لعل الحياة تغفل عن ملاحقتي واموت بسلام ..

فتحت الخزانه المليئة بالطعام الذي لم اكن اكف عن إنهاءه بالكامل دون ان اترك لغيري ولكني الآن لا استطيع حتي رؤيته، فقط امسكت تفاحه حمراء وقنينه ماء وانا اسير تجاه غرفه المعيشة، جلست انظر حولي بلامبالاه ، ثم ركزت بصري علي نقطه وهمية وانا اكل التفاحه وما ان انهيتها حتي شربت القليل من المياه ثم اعدت رأسي للخلف وانا اسند علي الاريكه بتعب ، تري ..هل بذلت مجهود؟ ام ان نسبه الانسولين بدمي بدأت ترتفع نظرا لاني لم اتناول شئ منذ البارحه ولهذا اشعر بالدوران؟

لطالما كنت اخاف ذلك الشعور الوهمي وكأني اذا سقطت مغشية علي الارض لن اقوم مجددا وتستمر حياتي ولكني كنت ارهب المرض منذ ان كنت طفلة حتي تحولت لفتاة مريضة بالكسل والخوف من مواجهة العالم..

نهضت بتكاسل ودخلت غرفتي مجددا بما ان الجميع قد خرج وراء اشغاله ولم يتبقي سواي بالمنزل فلما لا اذهب لأتمشي قليلا لعل طاقتي تتجدد ولكن ذلك الدوران الذي يملئ رأسي يغريني لكي اعود للفراش مجددا واكمل نومي ولكن بما ان الطقس سيئا اليوم فلم لا اخرج قليلا لعلي التقط بعض الحمي واظل بفراشي لوقت اطول؟

تجهزت وارتديت سترتي الطويله السوداء ذو قماشه صوفيه ولففت رقبتي بوشاح قطني يغطي ذقني ولم اهتم بشعري لذا لففته بذيل حصان عادي وخرجت من المنزل ..

استقبلت الهواء من الخارج وكأني جندي محاربا قد عاد لساحة المعركة التي مجبرا علي الحرب فيها ، ولكني اتخذت مساري تجاه الشارع الرئيسي لأسير ...إلي اللامكان.

بعد شهور قليله سأكون في بدايه عامي العشرين، فتاه بعمر العشرين ستكون بالستين قريباً صحيًا وجسدياً وعقلياً ..

وضعت يدي بداخل سترتي فأنا لا اتحمل أطرافي الباردة ، تنهدت بحيرة وانا اسير ولكي اخرج من المنطقه كان لابد ان امر علي محل المخبوزات المضئ امامي المكتوب عليه باللغه الانجليزية " cake&coffee " للمرة المئه كنت اسأل امي لماذا اختارت ذلك الاسم الغبي ليكون عنوانا لمخبزها؟
ربما تكون هذه اصعب لحظاتي عند مواجهتي لأمي تلك المواجهه الواجبه ان احضرها ما ان تلمحني!

ولان طريقة سيري كانت متراخيه توحي لك ما ان تراني اني فتاه كسوله فاشله لا تقوي علي حمل قنينه ماء كان من السهل التعرف علي من قبل امي التي صرخت:

" انظروا من هنا ؟! ، روما! "

أليس هذا وحده مضحكاً؟ فتاه عربيه من والدين عربين تعيش بكوريا وتدعي روما؟ فما صلة دوله عربيه بقارة اسيوية لأسم اوروبي ؟

تنهدت بضيق وانا اعود مجبرة إلي تلك السيدة النحيفه ذو الخمسة والاربعين عاما والتي تعمل جاهده علي حماية نفسها من تجاعيد الزمان لذلك كانت تظهر اصغر من سنها ، الجمال العربي الذي ينبهر به الجميع بكوريا كنا قد حظينا به جميعا سواء امي وابي وانا واخي ولكن من يهتم من كان يعيش كحياة الاموات مثلي؟

اقتربت منها ببرود تام علي عكس الشرارت التي تطاير من عينيها تجاهي خاصة بعد ان تأملت حالتي المرثي لها ..
دخلت وانا القي تحيه سريعه للعاملين عندنا والذين كانا سيد بمنتصف الاربعينات وفتاه من سني تقريبا
قبل ان استمع لمرشح والدتي الذي اعرفه تماماً :

" هل اخيرا خرجتي من غرفتك؟ ظننتكِ ستمكثين بها حتي تتعفني ! انظري لوجهك تبدين كالاموات! "

بما اني بالبدايه لم اعرِ اهتماماً لكلامها كانت ايضا رائحة كعكه الجبن تداعب انفي لذلك طلبت بأدب من سيد " كيم جي " ان يعدّ لي واحده ولكن علي الجانب الآخر كانت امي تصيح:

" انتِ ألم احادثكِ؟ "

ألتفتت لها وانا اتنهد واضع يدي بجيوب معطفي مرة اخري :

" همم اسمعكِ! "

"انتِ، اتعرفين انكِ فتاه وقحه؟ "

" امم اعلم، التالي؟ "

" لن اتحمل طريقة حياتك كثيرا، انتِ لا تذهبي للجامعه ولا تعملي وتريدين ان تجلبي لي الفضائح إذا متتِ جوعاً ليلومني الناس بسببك! "

"إذاً؟ ...ستطرديني من المنزل؟ "

برغم صراخ والدتي المستمر إلا ان برودي كان مستفزاً وبرغم ان تجادلنا كان باللغه العربيه إلا ان السيد ' كيم ' والفتاه كانا ينظران لنا بتريث ..

" تعرفين اني لن اخشي هذا وعلي اتم الاستعداد لطردك فلن تعد بكِ اي منفعه انتِ تشكلين عبئاً عليا انا ووالدكِ فحسب! "

كانت ابتسامتي الساخرة قد ارتسمت بمجرد ان استمعت لكلامها ثم نطقت:

" حقاً؟ إذا السيدة الوقوره التي ضحت ببلادها وعائلتها هي وزوجها ليقيما هنا من اجل كسب العيش لحياه افضل لأولادهما لم تكن انتِ؟....ياللخسارة! "

" لا فائدة من الكلام معكِ..ولتعلمي إن لم تستيقظي من حالتك وتعودي لجامعتك لن اتحمل تكاليفك مرة اخري! "

"اخبرتكِ اني سأذهب للامتحانات فقط! "

"لماذا؟ "

هنا كان صوت والدتي قد خرج من المحل فقد فاض بها الكيل ولكني للمرة الالف لا اهتم..ففي النهايه هما من تسببا بهذه الفوضي بحياتي والآن يدّعوا البراءة؟

"لقد يأست من كل شئ ولا اريد ان اكمل حياتي اللعينه التي تهتمون بها اكثر مني شخصياً!  "

"تفضلي انستي "

لولا تحدث السيد كيم في هذه اللحظه كنت سأنفجر بكل مابي من طاقه مكبوته واثرثر بكل شئ اخبأه ولا اعرف كيف اخرجه او بمعني اصح لا اجد من يسمعني!

التفتت له لاخذ الكيس الموجود به الكعكه لألتفت واخرج بسرعه من المكان وانا استمع لها تصرخ بالسيد كيم لمعاتبته لانه اعطاني الكعكه من دون ان احاسبه ...

كنت اسير بكل مافي من سرعه شديدة لابتعد بقدر الامكان عن ذلك المكان ، لا اريد ان اري احدا اعرفه او يعرفني اريد ان ابتعد بقدر الامكان عن اي شئ يتعبني فلا احد يعلم مااعانيه وربما الآن يكون هذا موضع السؤال الآن ...ماذا حلّ بي لأصل لتلك الحاله؟

كنت اسير علي طول لأخرج من ذلك التقاطع الذي اسكن به ،انتبهت اني امسك الكيس البلاستيكي الذي به الكعكه التي اثارت غضب والدتي لأرميها بسله القمامه دون اكتراث ، اخذت الحافله التي تذهب خارج المنطقة للمدينه التي تبعد عن التقاطع الذي اسكن به ثم نزلت. لاسير هائمه انظر لمن حولي بدون اهتمام او تركيز حتي شعرت بالدوران لاجلس علي الكرسي الخشب العريض الموضوع امام احدي المحلات لاتنهد بتعب ثم علي غفله شعرت بدموعي تنزل مني لماذا تحولت الامور وتعقدت لهذا الحد ؟ هل انا من يكبر الموضوع ويقف عاجزاً ام ان كل شئ تعقد بالفعل؟

"اوه انظروا من يجلس هنا؟ "

سمعت ذلك الصوت جانبي لالتفت بدون اهتمام فهو ليس لي ولكني تفجأت بصديقه الثانويه التي كنت امقتها تنظر لي بنظرتها الساخرة دائما لقد اكتسبت بعض الوزن واصبح قوامها جذاباً وقامت بأكثر من عمليه تجميل بوجهها اذكر دائما انها كانت تقول الكثير من الاشاعات حولي اني قمت بتسع عمليات تجميل بوجههي لاصبح جميله وانا بالثانويه ..لأزفر بضيق وانا التفت للجهه الاخري ولكنها ظلت واقفه امامي تضحك بخفه:

" لقد مر طويل ولم نتقابل.. لقد تغيرتي كثيرا تبدين بالثلاثين من عمرك! "

هل بتلك الطرق تستفزني مثلا؟ نظرت لها من اعلي لأسفل وانا اضحك قائلة:

"اجل وانتِ سمنتي كثيرا ..تري هل انتِ حامل؟ "

"يالكِ من وقحه.. هل اصبحت متشردة بعد ان فقدتِ حلمك بكليه العلوم الاداريه ؟ هل ستعملين بدوام جزئي مع والدتكِ وتعيشين حرة بدون وظيفه؟ هذا يليق بكِ حقاً"

لقد مر وقت طويل دون ان يثير احد اعصابي حقا وبتلك اللحظة كنت علي استعداد كامل لقتلها دون ان ابالي ولكنها لم تصمت بل اكملت:

" تعرفين لقد تعلمت منكِ ان الجمال ليس كل شئ حقاً فانظري لقد دخلت كليه سيؤول للفنون مثلما كنت اريد ....'

لم ادعها تكمل وانا انظر لها واجيب بسخريه:

" اجل بواسطه والدكِ الذي دائما كان يرشي المعلمين لتنجحي وهذه المرة سيفعل مع جامعتك لذا من الحمق ان تتحدثي بفخر مع الاولي علي مدرستكِ الثانويه التي تعرف مستوي غباءك جيدا! "

بتلك المرة استطعت ان اري قسمات وجهها تتبدل وتتنفس بعصبيه ولكن سرعان ما اعتدلت وابتسمت بمجامله وهي تقول:

" حسناً.. ولكن حتما ستعرفين عاجلا ام اجلا من الانجح بيننا الاولي علي مدرسه ثانويتنا ام ذو مستوي غباء عالي ....يبدو ان النتيجه واضحه امامك الآن! "

قالت جملتها الاخيرة وهي تنحني وتهمس باستفزاز وسرعان ما ابتعدت من امامي لتسير بدلال وفخر وكأنها قد انتصرت الآن بخطتها الماهرة ولأكن صادقه ..لقد فازت حقاً!

هذا ليس كل ما حوّل حياتي إلي جحيم ولكنه جزء بسيط مما اهدر طاقتي وزاد يأسي فدائما ما كنت اعتقد اني سأحرز تميزا بين اصدقائي وألتحق بجامعتي التي استطيع منها ان اكون ذو اسم ومكانه عاليه ومخططاتي كلها ضاعت هباءاً بسبب خطأ والدي ولكني لن ألومه فأنا سأظل ألوم نفسي كل يوم فهذه حياتي وانا من ترك كل شئ يضيع من بين يدي..

كنت اسير هائمه وانا اري الظلام يحيط بي برغم ان الانوار تضيئ المدينه بأكملها ولكن ظلام روحي سيقضي علي حتما لذلك يجب ان انهيها فهي ستنتهي بجميع الاحوال عاجلا ام اجلا ولكني اعلم انها مسأله وقت بسيط وتذهب روحي دون ان اجد من يحزن علي فراقي فالجميع مشغول عني الآن،  جميعهم لديهم مايشغلهم اما انا فقد اعلنت رايتي البيضاء..
كان التردد مازال يملئني من فكره مفارقتي للحياه ولكن الشيطان كان يتلاعب بأفكاري كون ان هذا الوقت المناسب ولا احد يعلم بمكان وجودي ولكن لم اتوقع ان يجلب لي جرح آخر يحثني علي مواصلة فكرتي للانتحار اليوم ..
فقد كان ذلك الشخص هو اول حبيب لي في مدرستي الثانويه ولولا تعقيد الامور وقتها لكنت انا مكان تلك الفتاه التي يمسكها الآن ويسير بها علي الطريق المجاور ..
كنت اعلم اني سأجذب انتباهه ولكن نظرته لي جرحتني فكأنه يقول هل هذه الفتاه التي كنت اهيم بجمالها يوما؟ هل هذه من تسببت في مشكلات الثانويه بسبب غيرة الفتيات وتعارك الشباب لأجلها يوماً؟ ثم تبدلت نظرته لنظره يخبرني به انه من فاز الآن بتلك الفتاه الجميله التي ازداد في عناقها وكأنه يخبرني انه انتصر بفوزها بها عني،  كانت نظرته الاخيرة قبل ان يبتعد عن نظري متشفيه وكأنه يسخر من فشلي الآن وكأنه يخبرني اني استحق كل هذا،  انه شخص حقير وانا اعلم هذا ولكن وجوده بذلك الوقت كانت علامة لأواصل فكرتي عن غيابي عن هذا العالم فحتي وإن كان لا يستحق إلا ان نظرته كانت لتجرح أي فتاه غيري وتقل من كبريائها.

بلحظة شعرت وكأني قد امتلئت بطاقه لا اعرف من اين وبلحظة كنت اهرول بأقصي سرعتي لأهرب ولكن إلي اين اهرب فحتي المكان الذي وصلت له لابتعد عن اي مخلوق يعرفني كان الجميع موجود به،  لذلك لا مفر من قدري فحتما سألقاهم ولكني كدت ان اصل للنهايه الآن ..

كان نهايه المدينه علي سفح جبل كبير كان يذهب إليه العشاق للتغزل او البائسين مثلي ليشكو حزنهم للظلام ولكني سأختلف عنهم سأكون اول من يسقط من فوقه ..

كان كل مايجول بخاطري ليس سوي صراخ ابي بوجهي منذ عام ولوم امي بكوني المخطئه وابتعاد اصدقائي عني ووحدتي التي اصبحت تحيط بي ، كلام صديقتي منذ قليل كوني اصبحت متشرده وان الذكاء لن ينفع بتلك الدوله بل الواسطه فحسب..
رؤيه اول شخص احببته بحياتي يسير بجانب حبيبته وينظر لي بانتصار كانت تقوديني لذلك التل الموجود بنهايه المدينه لانهي حياتي بأسرع وقت ..

لقد تمنيت لأول مرة كأمل اخير ان يكون المكان مزدحما بالعاشقين الذين يقفون هناك ليمنعوني ويصرخون بأن مازال هناك امل بحياتي ولكن كل شئ كان مهيئاً بشكل كامل امامي ، لقد كان التل مظلما وفارغا نظرا لوجود بعمل سيارات العماله والاصلاحات الذين يقومون بها بالقرب من التل ..
كان المكان موحشا ولكني توقفت وانا انهج وانظر حولي،  لقد ظلم كل شئ بعيني وبلحظة لم افكر بوالداي ولا اي شخص ربما يحزن علي فراقي فقد تركني الجميع واصبحو كارهين لي ..
نظرت للارتفاع الشاهق الذي حتما سيأخذ روحي فور ملامستي للارض وكم الظلام الموجود بالاسفل فانا لا اري الارض من الاساس،  بلحظه ظللت ألقي اللوم علي كل من اوصلني لتلك اللحظه وهذه النتيجه المؤلمه ومع ذلك هم لن يجدوا ان انتحاري خطئهم ولكن بالنسبه لي سيكون فراقي لهم اهون ..

اقتربت اكثر حتي وصلت للحافه ودموعي تزداد علي وجنتي حتي بلحظه اغمضت عيني ولم اضع اي استعداد ..فقط أطلقت لنفسي العنان و ألقيت نفسي دون اهتمام ..ها انا اول من تسقط من فوق اعلي تل بكوريا!

سُحبت للاسفل ولكن بلحظه تهيأت اني صعدت للاعلي مرة اخري ولكني يبدو اني للحظه اخيرة كنت اتمسك بحياتي البائسه ولكني مازالت اشعر ذلك الشعور وكأن احدا يمسك خصري وبلحظه كانت تلك القوة  تدفعني من صدري لاعود للخلف وارتمي علي الارضيه امام التل مرة اخري ..
انا لا اتهيئ اني سقطت ولكني سقطت بإرادتي بالفعل اذا كيف حدث هذا ؟

فتحت عيني وانا مازلت اتؤه من فرط الالم وكأن قوه خارقه  سحبتني لتعيدني للحياه مرة اخري ولكني مازالت لا اقوي علي الحراك،  بالكاد لممت شتات نفسي ونظرت حولي بخوف..

"ماذا حدث لي؟ "

فقد كان المكان خاليا من البشر ولكني لمحت فتاه تعطيني ظهرها وتسير بعيداً عني ولكني كنت متأكده اني لم اري احداً يسير بجواري قبل ان اسقط فهل هي من فعلت هذا ؟

"عذراً،  انتظري! !"

توقفت الفتاه ذو السترة الجلديه الطويله لتلتفت لي،  ولأكن صريحه لقد كانت تتمتع بجمال جبار،  لقد كان جمالها لا يوصف حتي اني اتخذت ثواني حتي ارد عليها ..

" هل ..انتِ من فعل هذا منذ قليل؟ "

لقد كنت متوترة ان تقول عني مختله وانتظرت ردها لتنطق:

"فعلت ماذا؟ "

لم اعرف ماذا اقول لها لاني شخصيا لا اصدق ما حدث منذ قليل ..

" لقد سقطت من فوق التل منذ قليل ...ولكن ..ولكن لا اعلم كيف عدت مرة اخري!  "

ستقول عني مختله وان اذهب للطبيب مرة اخري انا اعلم اني لست بخير ولكن صدقا هذا ما حدث!

" وهل من المفترض ان اعلم كيف عدتي مرة اخري؟ "

" اجل "

اجبت بسرعه دون ان افكر  خاصه اني تفاجأت ان ردها ليس كما توقعت وان ماحدث شئ متوقع بالنسبه لها ولكن ان صح التعبير إن لم اكن مضطربه فإني استطعت ان اري بعض القلق والتوتر بعيناها ..
ولكنها ابتسمت لي ابتسامه صغيرة ولكنها زادت من جمالها اضعاف لتتنهد قائله:

" فلتعيدي التفكير في امر انتحارك مرة اخري ..."

وبلحظه التفتت لتسير مسرعه بعيدا عني ولا تستجيب لندائي لها ، كنت احاول بكل جهدي ان ألحقها ولكن صدمه جسدي وعقلي لم تحتمل ..

وقفت قليلا افكر بما حدث هل ربما كنت اتهيئ اني اسقط وفجأه عدي لرشدي ورجعت للخلف وسقطت؟ ولكني بالفعل مازالت اشعر بنفسي وانا اطير واسقط علي الارضيه ..

ابتعدت وسرت هائمه لا اري احد وافكر واعيد المشهد ثانيه بعقلي حتي سرت مبتعده قليلا للطريق  المؤدي لمحطه الحافلات ، تعجبت ان تلك الفتاه قد اختفت بلحظة رغم انه لا يوجد حافلات الآن ..

ولكن هذه المرة لاحقني الموت مرة اخري،  تلك اللحظة لن اموت بإرادتي فقد تمنيته منذ دقائق ولكنه اتي لي بإرادته حينما لمحت تلك الدراجه النارية تسير بجنون وكأن فراملها قد تلفت لتسير بدون ارادة سائقها ولكني تخشبت ولم استطع ان افكر بالابتعاد عن الطريق او اجبار قدمي علي السير فاستسلمت واغمضت عيني فقد رأيت طفولتي وكل يوم جميل قد عشته في تلك الدنيا،  يبدو انها كانت ايام قصيرة لا تعد ولكني فزعت للمرة الاخري وسقط قلبي بين ضلوعي حينما رأيت شيئأ متمسكا بي بقوه ويرفع رجلي ويطير بي،  هل هذا اثر اصطدام الدراجة الناريه بي؟ ولكن ذلك الشئ كان يبدو وكأنه يحتضني بقوه فتحت عيني لانظر لهذا الشئ ويالتيني مافتحتها ..

كان صورة لرجل وسيم لم اري بجماله من قبل،  انه يخطف الانظار ويجبر من امامه بمتابعته،  كل شئ فيه مثاليا،  بشرته كبشرة الاطفال تميل للقمحي قليلا، لديه غره ناعمه تغطي جبينه و عينيه حاداً كالصقر لا انكر اني خفت من كثرة تحديقي بهما لقد كانا يشعان هاله غريبه اجبرتني علي الخوف كما ان لديه وشفاه ناعمه للغايه من يكون هذا بحق الجحيم؟  ،

حاولت ان اجبر بصري علي ان اخطف نظره لجسده ولكني تفاجأت بشئ يحجب نظري عن جسده فقد كنت ملتصقه فيه حرفيا وشئ ما يثبت ألتصاقنا وهذا ما فرغت فاهي وكدت ان اصرخ بقوه حينما رأيته،  لقد كانت اجنحه سوداء كبيرة تتناسب مع سترته الجلديه السوداء التي تظهر صدره ، لقد كانت تحيط بنا وكأن لا يكفي يده التي تحيط بخصري،  فمن يكون بحق الجحيم، لقد كان فقط ينظر لي مجمدا نظراته علي وجهي حتي بلحظه ظننت انه تجمد   هذا ليس بشريا هذا شبح انا اتهيئ ، او ربما صعدت للسماء وهذا مخلوقاً غير بشريا..
لقد رأي مدي صدمتي  التي ابعدت الدماء من جسدي واوقفت قلبي ، لقد انزلني للارض. بعيدا عن الخطر منذ وقت ولكني مازالت اتهيئ اني مازالت اطير ، فقط افتح فمي ولا اتحدث او حتي اتنفس ...اجنحه؟  هل هذا جدياً؟

"اغمضي عيناكِ "

ليتني لم اظن انه مجمداً وانه يقوي علي الكلام حتي لا افزع تلك الفزعه حينما سمعت صوته لقد كان صوتاً عميقا للغايه لم اتوقع ان يكون هذه نبرة صوته ولكني لم اخاف منه،  لقد صدمت انه يقوي علي الكلام حينما تحركت شفتاه بهذا الامر لي ولكني لم اتوقع اني سأمتثل لكلامه واغمض عيني ثم شعرت بقشعريرة شديدة تدب بكامل جسدي حينما اقتربت انفاسه من رقبتي واستمع لصوته مرة اخري بجانب اذني ولكني لا اعرف ماذا قال ثم بدأ صوته يبتعد عني حتي اختفي وظللت انا بعالم الظلام لوقت اطول حتي غاب عقلي عن الواقع واعتقد ان هذا كان افضل حل لي ..

~~~~~~~


© maya_zzx ,
книга «الحارس الروحاني».
Коментарі