مقدمة
1
2
2

~~~~~~~~~~~~


* بنفس الليله ولكن في جانب اخر *

بمنطقه راقيه بشوارع كوريا الجنوبيه المزدحمه المليئه بالابراج العاليه كان يسير ذلك الرجل الكهل مرتدياً حلته الرسميه منشغلا بالحديث عن اعماله المزدحمه علي الهاتف مع مديره الذي يصر بالضغط علي عمله ومع ذلك كان يتحمل برحابة صدر ومالم يضع حسابه بذلك اليوم المشؤوم هو صراخ من اعلي البرج الذي يسير اسفله يحذر المارين من الاسفل ولكن لم يفهموه حتي ظهرت تلك المزهريه الضخمه التي تسقط من ذلك الارتفاع العالي قاصده رأس ذلك الكهل لتنهي حياته في الحال ولكنه كان مشلولا عن التحرك خاصه بعض المارين حوله الذي يصرخون مبتعدين ليفكر بشريط حياته الذي يمر امام عينيه قبل ان يترك روحه تمر بسلام من جسده..

ولكن ان يتوقف كل شئ فجأه ؟..

اجل انه الوقت ...لقد توقف من حول الجميع ويظهر جناحيه السوداء يرفرفان في الهواء بحرية وإن كانت تستطيع الكلام لعبرت عن مدي سعادتها بحمل صديقها، كانت تحمل ذلك المخلوق الذي يغطي السواد علي حلته الجلديه وكأن ظهوره كطوق نجاه. لشخص واحد ، تظهر ملامحه البارده الوسيمه التي لاينبغي ألا تكون سوي لملاك مغرور مثله


وفي الهواء كان يطير ليقف قف امام المزهريه التي تتوقف حالياً في الهواء ناظراً لها وللكهل بالاسفل الذي توقف الزمن عند نظره للمزهريه بالاعلي ليضع يديه بجيوب بنطاله متنهداً وهو يوجه كلامه للكهل بالاسفل:

" انت رجل محظوظ للغايه لوجودي بحياتك! "

لينظر للمزهريه ويمد اصبعه بالقرب منها لتتبخر في الهواء وكأنها لم تكن موجودة، ولقدرته الاستشعاريه علي شم رائحة من حوله كان يشعر بوجود حاصد الارواح الذي كان يقف علي بعد امتار متخفيًا بحلته الرسميه السوداء وقبعته السوداء التي تخفي وجهه ولكنه متأكداً ان حاصد الارواح مستشاطاً لما فعله الآخر بإنقاذ روحٍ كان علي استعداد لأخذها ولكن حاصد الاروح قد عدل من قبعته ليحكم اخفاء وجهه ويعطيه ظهره راحلاً ..

" حظاً طيباً في المرة القادمه.."

كانت ابتسامته الساخره تملئ وجهه الملائكي وهو ينظر لحاصد الارواح الذي توقف حينما استمع لجملته الساخره لفشله في مهمته للتو ، ليلتفت حاصد الارواح برأسه فقط والقبعه لاتزال تغطي ملامحه ليرد مردفاً ببرود:

"بالطبع سيكون ، وقتها سأستمتع برؤيتك تصرخ من الالم حينما تتمزق جناحيك وتنضم لي! "

"اوه يالك من شخص واسع الخيال! "

رد الآخر وهو يبتسم له باستفزاز ولكن حاصد الارواح قد ألتفت ليكمل رحيله دون ان يرد عليه..

ليشعر الآخر بالانتصار كونه قد انتصر فعلا علي حمايه الروح التي كلف بحراستها ..

ليهبط بكل سهوله للارض وبلحظة تحوّل لرجل ميداني انيق بحلة كلاسيكية من اللون الجملي الفاتح يتناسب مع تصفيفة شعره الاسود ذو الغرة الدائريه التي تغطي مقدمه جبهته يسير بكل تناسق ليفرقع بأصابعه فيعود كل شئ كما كان بإستثناء اخر دقيقه مرت قبل ان يوقف الوقت حتي لايترك اثراً غامضاً خلفه ويصاب المارين بالفزع والخوف ..

" متألق كعادتك ! "

توقف بعد ان استمع لهذا الصوت الانثوي ليلتفت بجانبه وتصاب ملامحه بالدهشه حينما وقعت عينه عليها:

" ماريا ؟ ماذا تفعلين هنا؟ "

تنهدت الاخري ذو الوجه الملائكي تسير بجانبه وهي ترد:

" انتم مصدر ازعاج لدينا تلك الفترة، نواجه مشكله كبيرة بسبب ذلك الوغد! "

لم يحتاج لتفسير ليعرف من هو الوغد المقصود بكلامها ليبتسم بسخريه متمتماً :

" مجدداً؟ "

" إنه يرفض حماية رهينته! "

مرا الشارع الرئيسي سوياً قاصدين المقهي القريب منهما ليتسائل:

" هل يريد ان يعتزل من منصبه ام ماذا؟ "

تقدما سويا ليجلسا امام بعضهما فتردف ماريا:

"وإن كان يريد فما ذنب هذه المسكيه بالأمر؟ "

ساد الصمت بينهم لدقيقه كان بها شارداً في مشروبه بينما ماريا متردده بما ستطلبه ربما لانها تعلم عواقب طلبها سينتهي بالرفض فلم يكن بمقدورها سوي ان تنادي اسمه:

" تايهيونج! "

التفت لها مهمهماً ولكنها لم تتحدث فحاول هو ان يخمن ما تريد قوله ويبدو ان ما اتي في باله هو ماتقصده ماريا ليردف بنبره مندهشه :

" هل جننتِ ماريا؟ وماشأني بها إنها ليست رهينتي! "

" اعدك لن يعلم احد بالامر! "

"حتي وإن لم يعلم احد انا لن اخاطر بهذا! "

كان تايهيونج يعلم جيدا عواقب مخاطرته بهذه المهمه لذلك لن يخاطر بها علي حساب " هذا الوغد "

برغم ان ماريا كانت تمسك اعصابها حتي لا تصرخ بوجهه ولكن يجب ان تستخدم عنصر التأثير لعله يأتي بنتيجه مع هذا البارد

" تايهيونج ارجوك، هذه الروح لاذنب لها إنها علي وشك الانتحار! "

" تنتحر؟ ألا يعرف هذا الوغد عواقب هذا؟ ! "

لا شك انه قد دهش لما حال بهذه الروح بسبب هذا الوغد صديقه او بمعني أصح كان صديقه.

"لهذا جأت لك ! "

"ولمَ لا تفعلي انتِ بما انكِ اتيتِ مخصوص لأجل إنقاذ سيد جنغكوك ؟! "

نظرت له ماريا بإستخفاف لتكمل:

" انت تعلم جيداً اني لا استطيع التدخل إلا إذا كانت الروح مطاردة من الشياطين، لاشأن لي بالمخاطر الدنيويه! "

زفر هو بضيق فهو يعلم جيداً ما تقوله ولكنه لن يخاطر بمهنته خاصاً انه الافضل في حمايه رهينته والكثير يتربص لوقوعه فلن يخاطر بكل هذا لأجل ذلك العنيد الذي علي وشك ان يُفقد جناحيه اليوم..

"حسناً ياحامية الارواح، وانا لن احميه! "

توقف بعدها ليسير مبتعداً ولكنها وقفت بدورها لتقول:

" لو لم اعرفكما من قبل لكنت لن اصدق انكما كنتما افضل صديقين ! "

قالتها ماريا وهي تنظر له يقف مولياً لها ظهره ليجز بأسنانه ويخفي اي ذكري تجمعه به فهو لم يعد صديقه علي كل حال..

~

بقصر عريق لا يسكنه إلا ذوي الرتب المرتفعه وبمنطقة سكنية راقية كان يقبع ذلك القصر وبداخله كان يبدو وكأنه مدينه اخري من كبره واناقته ودقة تصميمه الخرافية ..كان يجلس يقرأ كتابه بكل هدوء مركزاً اهتمامه فيما يقرأه ولكنه لم يعد قادراً علي التركيز بسبب الضربات المتتاليه التي تأتي من الحديقه بالقرب منه ولم يكن بحاجه ان يلتفت ليري مايحدث فهو يعلم جيداً من يستمر بتلك الضربات مع صوته المتداخل مع تلك الضربات بالكيس الرملي المخصص للملاكمه ..

" إن كنت ستستمر بإزعاجي فمن الافضل لكَ ان تعود لمنزلك.."



ولكن الاخر لم يرد وظل يمارس رياضته بكل قوته مما جعل الآخر يصيح به بغضب:

" بالله عليك !ليس هذا ماتريده ؟ لما تظل مستمراً في غضبك إن كنت لاتريد حمايتها؟ "

تنهد الاخير بتعب وهو يخلع قفاذيه ويرميهما بغضب ليدخل ويجلس امامه علي الاريكه المجاورة وهو ممسكاً بقارورة الماء ليشربها دفعه واحدة ثم يقول وهو مازال ينهج اثر الرياضة المفرطة التي قام بها



" لقد فقدت عقلها تماماً! "

"بسببك! "

قالها الآخر وهو مستمر بالنظر لكتابه فأكمل:

" هذا الافضل لي فأنا لا ارغب بالاستمرار! "

"وماذنب هذه البشريه ان تعيش بهذه التعاسه؟ "

رفع رأسه وهو يواجهه ليتنهد جنغكوك بتعب فهو يعلم ان رهينته لا ذنب لها في ماهو مقدم عليه ولكنها السبيل في ان يتخلص مما يمر به علي مدار سنوات طويله.

"فلتخبرني انت ماذنبي انا بكل هذا؟ "

"لا يوجد احداً مخطئاً في هذا اللعبه سواكَ انت..وانا لاعلاقه لي بالامر فأنا لست حارساً "

قالها بكل هدوء وهو ينظر له ثم انتهي واعاد رأسه للكتاب مرة اخري فهو محق هو ليس حارساً روحانياً مثله فكم تمني جنغكوك ان يكون مكانه ..ليزفر بعدها بضيق ولكن بلحظه شعر ان الارضيه تدور به وجسده يؤلمه بشده ليظل يتأوه بتعب بينما الاخر ينظر له بتعجب فبلحظة تغير حاله ليتألم بتلك الشده حتي سقط علي الارض وهو يمسك رأسه:

" سوكجين! "

بالكاد نطق اسم صديقه وهو مازال يختنق والالم يفتك رأسه لينهض سوكجين بتفاجئ ويتسائل:

" ما الامر؟ ماذا بكَ؟ "

لم يستطع ان يرد فبالكاد يتحمل ألم رأسه الذي يزداد تدريجياً ليحاول ان ينطق وهو يصرخ فجأه :

" ستـ..نتحر !"

" ماذا ؟"

صاح بها صديقه سوكيجن فهذه نهاية صديقه إن كان مايقوله صحيح لذلك كان عليه ان يفكر:

" جنغكوك، فلتركز معي، اخبرني بمكانها سأنقذها! "

"كلا....كلا انا اريدها ان تفعل هذا! "

كان يعافر بكل قوة لديه ليتحدث فهذا حقا ما اراده وماكان ينتظره منها طوال سنوات حياتها ليتخلص من مهمته ويتخلي عن جناحيه..

"توقف عن هذا ياغبي هل تريد ان تذهب للجحيم ام تتحول لحاصد ارواح؟ "

صاح به سوكجين ولكن الاخر ظل يتكوم علي نفسه وهو يصيح بالالم الذي يفتك برأسه وجسده وبلحظة اتسعت عيناه وهو يري اللحظات الاخيرة من حياة رهينته التي من المفترض حمايتها في هذا الوقت ولكن لم تمت وتوقف هو عن التكوم ليهمس بصدمة :

" ماريا؟ "

بعد طاقته التي استهلكت بالكامل والضعف الذي يشعر به في جميع انحاء جسده استسلم لفقدان وعيه بين ذراع صديقه سوكجين.

~~

كانت تسير ماريا تجاه رهينة جنغكوك التي علي وشك فقدان حياتها للتو كانت تسير خلفها وتتبعها منذ ان شاهدتها تبكي بعد رؤية حبيبها السابق وهنا كانت تعلم من خلف كل هذا والسبب وراء وضع كل تلك الضغوطات حولها حتي تنتهي بها فاقدة لحياتها ولكنها لم تعلم ان رهينته بذلك الضعف الذي يدفعها لإنهاء حياتها بهذه السهولة..

" ايها الاحمق فلتذهب للجحيم لاشأن لي بالامر! "

قالتها وهي تري رهينته تقف مترددة من رمي نفسها من فوق التل والتفتت عائدة للخلف لتبتعد عنها قبل ان تستمع لبكائها الذي بدأ يزداد وصوت اقدامها تسرع لترتمي من فوق التل ..

" اه ، اللعنه عليك جنغكوك! "

لتسرع وتقف علي حافة التل وتراها مستسلمة ومغمضة العينين فمدت يدها للاسفل وهي تغمض عينيها تستجمع قوتها وكانت تتمني من داخلها ان تفلح قوتها في إنقاذها خاصة انها لا دخل لها بإنقاذ الارواح التي عرضت نفسها للخطر بإرادتها وبالفعل قد نجحت قوتها في دفع رهينة جنغكوك. للاعلي مرة اخري ورميها علي الحافه ..

وبقوتها الخارقه ابعدت نفسها مسافه معقولة بينها وبين الرهينة لتتنهد متمنية انها قد انقذت الوضع قبل ان يعاقب جنغكوك.

وبرغم توترها الشديد بعد سؤال الرهينة لها إن كانت قد رأت ماحدث إلا ان برود ملامحها قد انقذها لتبتعد بقوتها الخارقة وتضع حاجب الاخفاء عن رؤيتها لتسير بأمان..

" اري انكِ قد تدخلتِ في الامور الدنيوية للتو! "

ألتفتت لتري تايهيونج ينظر لها مبتسماً بسخريته الدائمة علي وجهه..

" اخرس ، لماذا اتيت هنا بعد ان انهيت بنفسي ماكنت اطلبه منكَ ؟ "

" لقد قادني الفضول لأعرف إن كان هذا هو اليوم الاخير لهذا الابله! "

" لقد كاد ان يكون وشيكاً.."

ثم توقفت بعدها وهي تنظر له وتقول بتوبيخ:

" لن اسامحك انت وهو إن تمت معاقبتي في التدخل في كل هذا! "

ثم سارت بسرعه لتتبخر من امامه بلحظة وتختفي ليقول بعدها وكأنها مازالت هنا:

" لم اخبركِ ان تفعلي هذا علي كل حال، ولكن شكراً لكِ ماريا! "

كان يسير خلفها ليبتعد ولكنه التفت لينظر نظرة سريعه علي تلك الرهينة الحمقاء التي يفصله عنها ما يقرب شارع كامل ولكنه بكل بساطة استطاع ان يميز حاصد الارواح يقترب منها وهي تمر الشارع الرئيسي للحافلات وبالتالي استطاع ان يخمن ان الخطوة القادمة خاصة من سرعه الحافلة التي تقترب نحوها.
حاول ان يصرخ بها لتستمع له ولكن لا يوجد حل اخر سوي الاستعانه بجناحيه ليحملاه تجاهها بالوقت المناسب ، وبالفعل قد وصل إليها قبل وصول الحافلة
لينتزعها من الشارع الرئيسي للشارع الجانبي وهو يحملها وهذه المرة استطاع رؤية ملامحها بدقة عن قرب ..

اعترف انها كانت جميلة بالفعل ولكن جمالها كان منطفئ بالحزن والهالات السوداء تطفئ عينيها الواسعة العسلية وصغر معالم وجهها الطبيعي كان يجذب كل من ينظر له علي الغرق به هكذا كان وجهها ..

رغم ان معالم الرعب والخوف كانت تغطيها إلا انها تصنمت امام وجهه ولكنه كان يعلم كيف يتعامل مع الامر خاصة بعد ان جناحيه قد كشفاه وربما قد يفقدها صوابها..

" اغمضي عيناكِ! "

همس به لها وقد تفاجئ انها قد استجابت لأمره بسرعه وكأنها كانت تريد ان تريح عقلها مما رأته من صدمات اليوم.

" فلتنسي كل ما حدث اليوم واخلدي للنوم. !"

وبالفعل في ظرف ثواني كانت تغطي بنوم عميق..

ألتفت بعدها لذلك الرجل ذو الحلة الرسمية السوداء والقبعه التي تأخذ نفس اللون ليبتسم له قائلا:

" مرتين بنفس اليوم ؟ ، اوه هذا كثير! "

رفع الآخر رأسه وازاح القبعه ليظهر له وجهه فأكمل تايهيونج باندهاش:

" اوه انت لست الاحمق الاول الذي رأيته اليوم، عذراً "

قالها وهو يرفع يده له ليقول حاصد الارواح :

" اري انك تتدخل في امور لا تعنيك، فعلي حد علمي هذه ليست رهينتك! "

التفت تايهيونج لتلك النائمة واعاد رأسه له بتوتر ولكنه ثبت علي موقفه وهو يدخل يديه بجيوب بنطاله ليرفع حاصد الارواح الورقه المكتوب اسم الروح المكلف بأخذها له قائلا:

" يبدو انك قد اسأت الفهم، فهذه ليست الروح المكلف بأخذها! "

حدق به تايهيونج بعدم فهم ليتضح الاجابة امامه حينما رأي ازدحاما علي الجانب الاخر من الشارع حول شخصاً مرمياً علي الارض ويحاول المارين إفاقته ليشير له حاصد الارواح بيديه كعلامة لوادعه ويرحل ..

تنهد تايهيونج بأرتياح وخطي بقدمه ليرحل ولكن توقف وهو يلتفت لتلك النائمة فكيف يتعامل معها فمن الخطأ ان يتركها وحدها وهي نائمة بالشارع

" إلي متي سأتحمل اخطائك ايها الوغد؟ "

~~~~

"كيف حالته؟ "

سأل سوكجين الطبيب وهو يضم ذراعيه امام صدره بينما ينظر لجنغكوك الغارق في سبات عميق علي سريره بالمنزل:

" حالة جسده طبيعيه النبض والتنفس يعملان بشكل جيد لذلك فهو احتمال ان يكون هبوطاً بالدورة الدموية علي اثرها فهو نائماً ! "

نظر سوكجين لجنغكوك وهو يتنهد فمن الجيد انه لم يمت او يتبخر بعد..

خرج بعدها الطبيب ليجلس بجانبه ويقول بتوبيخ له وكأنه يستمع:

" انظر لنفسك الآن ، تري هل تتم معاقبتك الآن وتحولت لبشري غارقاً في غيبوبة؟ "

ضحك بسخرية وكاد ان يلتفت ليخرج ولكنه صرخ برعب وفزع حينما رأي جسد تلك الفتاه ذو الفستان الاسود والسترة الجلدية السوداء امامه مباشرة وهي تضم ذراعيها امام صدرها..

"ياإلهي، من تكونين؟ كيف دخلتِ إلي هنا ؟"

" لا اظن انه وحده من سيعاقب اليوم ، فلولاي لكان متبخراً بالفعل ويتعذب في الجحيم! "

تنهد سوكجين قائلا:

" إذن انتِ ماريا؟ علي كل حال كيف دخلتِ إلي هنا ألم تتعلمي معني الاحترام؟ ألا تعلمين ان دخول منزل رجل غريب خاصة غرفة نومه امراً غير اخلاقي؟ "

"كلا! "

قالتها وهي تتفاداه و تتجه نحو جنغكوك النائم لينظر لها سوكجين بدهشه لتجاهل حديثه، اقتربت من جنغكوك ووضعت يدها حول رأسه مغمضة عيناها لتستعلم احواله ولكنها لم تري شئ فأعادت محاولتها مرة اخري ولكن بلا فائدة فابتسم لها سوكجين بسخرية:

" ماذا الآن؟ هل تدخلين بأحلامه؟ هذا تعدي علي خصوصيته ايضاً! "

"انا لا اري احلاماً حتي! "

قالتها وهي تنظر لجنغكوك بتعجب وتهمس بتساؤل:

" تري ماذا حدث لكَ؟ "

" هل قامو بالاستعانه بكِ لتعرفي ماحدث له؟ "

قالها سوكجين وهو يضحك باستخفاف لتنظر له ماريا بملامح جامدة ليكمل هو:

" لاتقلقي فأنا ملاك واعلم انه لم يمت بعد! "

"حقاً؟ إن كنت تعلم إذا لماذا استعنت بطبيب؟ "

اختفت الابتسامة من علي وجه سوكجين وهو يحاول ان يجد رداً ولكنها تحركت لتخرج من الغرفة وهي تقول:

" علي كال حال مدامت رهينته بخير فهو بخير، لننتظر ماذا سيحل بها في الغد ! "

ثم خرجت تاركة سوكجين مع صديقه الذي قد ارهق نفسه لسنوات مستمرا في لوم نفسه، منتظراً تلك اللحظة التي ينهي بها حياته بيده وقد كان هو يحاول بكل طرقه عن منعه عن ذلك الطريق ولكن عناده اوصله لأذية رهينته وقد نفذّ حقا ما بعقله وعلي اخر لحظة قد تم انقاذه لا يعلم انها كانت ساعة الحظ ولانه يملك صديقه جيدة مثل ماريا.. ولكن إن عاد لوعيه في اليوم التالي هل سيكرر هذا مرة اخري مع رهينته لتنهي حياتها وحياته؟ ام انه لن يقوي علي هذا بعد الآن وان عقابه قد بدأ بالفعل؟
_______



ربما يكون فصلا قصيرا وغامضا بعض الشئ ولكن اعتقد انه اوضح بعض من ملامح القصة أليس كذلك؟

لا تتعجلو فكل الامور ستوضح في كل الفصول القادمة


© maya_zzx ,
книга «الحارس الروحاني».
Коментарі