اعين قرمزية رأيتها من قبل 02
في مدينة ميلانو تحديدا عند اضخم القصور التي تسودها ، والرجال بالبذلات السوداء التي تحيط بارجاء المنزل خارجيا من أجل الحراسة
وتلك الحدائق التي تزين المنطقة رفقة نافورات المياه التي تتوسطها بالحلة الخضراء والسيارات السوداء المركونة في زاوايا البوابة الكبيرة ،
كان هناك طفل صغير يركض الى بوابة القصر وفي يده جرذ ، اجل كان يحمل جرذا في يديه ، والمشكلة أنه كان يتحرك .
وصل الى البوابة حيث كان هناك صغيران ٱخران في انتظاره ، اردف احدهم وهو يحمل قداحة :
" تأخرت ماركو ، اكان يُصعب عليك ايجاد جرذ ؟!"
اجاب ماركو بين انفاسه المتقطعة وهو يلهث
" المهم ...انني اتيت واحضرته معي ...اليس كذلك ؟!"
" وانتما ..؟ هل احضرتما ما اردناه ؟ "
اومأ الفتيين وقال احدهم تزامنا مع اخراجه
للديناميت :
" اجل اجل احضرناه ، وكان الامر صعبا بعد تدخل أمي في عملية اخفائه "
فأجاب الآخر بنبرة استغراب :
" عذرا ٱلفرد المسكين ، منذ متى تجيد اني تخبئة الاشياء ؟"
واكمل بنبرة سخرية :
أمي لاتجيد اخفاء الاشياء ، لقد عثرنا عليه بربع ساعة تقريبا "
اردف ٱلفرد بملامح سخرية تعلو وجهه :
" اوه تذكرت الان لما تأخرنا سيد ٱلفين ، لانك ظللت تبحث عن البسكويت بالفول السوداني الذي تعاني حساسية منه لانك أردت التغيب عن المدرسة "
تكلم ماركو وملامح انزعاج بادية عليه :
" كفاكما ايها التوأم المزعج الغبي ، لننفذ ماخططنا له أولا ثما اكملا الهراء الذي كنتما تتفوهان به "
ٱلفين وهو يكلم ماركو واضعا يده على كتف توأمه ٱلفرد :
" لم اسمع هراء سوى عندما فتحت فمك للتو ابن عمي العزيز ماركو "
ماركو بنبرة انزعاج وهو يرفع حاجبه الايمن له :
" كل عن لعب دور قاصف الجبهات ٱلفين وهيا لنبدأ "
امسك ماركو الجرذ باحكام بينما يحشو ٱلفرد الديناميت في فم الجرذ ، بعدها اخرج ٱلفين الولاعة واشعل بها نهاية الخيط الملصق بالديناميت ،
اسقط ماركو الجرذ وابتعد الثلاثة عن المكان بسرعة .
واحد ..إثنان ..ثلاثة ..و بووم ، انفجر الجرذ وطارت احشاؤه بالمكان .
ملامح الاستمتاع والانبهار بدأت تأخذ مكانها في وجوه كل من الثلاثة .
اردف ٱلفين والابتسامة تشق محياه :
" انجرب المرة القادمة على قطة ؟"
اومئ له ٱلفرد بينما قال ماركو :
" لما لا نفجر المنزل باكمله ؟"
نظر التوأم لبعضهما ثم اردف ٱلفين بسخرية :
" وسنربطك هناك قبل أن نخرج "
قال ٱلفرد :
" ربما ليس الٱن عندما نكبر قليلا ؟، لنستمتع بالمنزل اكثر "
اومئ ماركو بينما توأمه ٱلفين نستغرب مما قاله الغبي الذي وُلد معه في نفس اليوم .
كان يراقب كل ذلك بصمت ذلك الذي تكاد ان تنتهي فترة اربعينياته من نافذة القصر في الطابق الثاني ، كان يعلو وجهه نظرة الفقدان والألم ، لاحظ الذي يجلس وراءه فترة تحديقه الطويلة بالفتيان اسفلا .
فقال ببحة في صوته ليقاطع الصمت الذي طال بينهما :
" اخي الا تزال حزينا ولم تنسى ذلك ؟"
اجابه الٱخر بنبرة هامسة :
" دانييل ، لا أحد ينسى قطعة فُقدت منه بسبب خطأ غبي اقترفه "
نبس دانييل الذي بدأ تقدم السن يأخذ مكان في وجهه ، ولكن ذلك لم يزده سوى هالة خطيرة تحيط به ، نفس الهالة التي تحيط بأخيه الواقف امامه :
" جوليان ، الا زلت تملك املا في إيجاد تلك القطعة الضائعة ؟"
اجاب جوليان اخوه وهو يستدير جالسا على الاريكة خلفه :
" لا زلت املكه اخي ، ولكنني بدأت افقده ، لو جرى الامر بدون ارتكابي لذلك الخطأ لكانت بنفس عمر داتريش ، أتذكر وُلدا في نفس اليوم "
دانييل :
" وكيف انسى ذلك ؟ ، ولا تلم نفسك اخي كلنا مذنبون بذلك " .
اجاب جوليان وهو يقول :
" اجل ولكن بكلمة مني لكنتُ منعت ذلك "
دانييل :,
" تعرف انني أكره المتشائمين ، لذلك توقف الٱن , صحيح ماهو الانفجار الذي سمعته توا ؟"
جوليان وهو يرتشف من قهوته الصباحية :
" تعرف جيدا ماهو ذلك الانفجار ومن هو المتسبب به "
دانييل والبسمة ترتسم على شفتيه :
"احد عفاريتي معهم ؟"
جوليان :
" بالطبع لن يُفوت ذلك ، اجزم أنه هو من خطط لذلك "
في الجانب من الحديقة :
تنزل تلك الصغيرة ذات الشعر الاسود الطويل وهي تجمعه في نصف ذيل حصان والنصف الآخر يتدلى منها ويرتعد تزامنا مع هبوطها من الدرج ، ورموشها الداكنة المنسدلة فوق اعينها التي تحمل اللون الذي يكسو اوراق الشجر مع قدوم الخريف ، مع ملامحها المنزعجة .
أتصل لذلك الثلاثي مصدر الازعاج ، لتتكلم بنبرة منزعجة :
" السادسة والنصف ؟"
التفت الثلاثي إليها بملامح غير مبالية ، ليردف ماركو :
" عليكما بالتخلص من النسخة الثالثة منكما والا قمتُ انا بهذا "
ٱلفين :
" سنقدر ذلك كثيرا "
ٱلفرد واعينه التي تشبه خاصتها موجهة نحوها :٫
" ايفالين ، ايفالين ، معك حلان لا ثالث لهما ، مشاركتنا في أعمالنا ، او الانصراف في كل مرة ترينا "
نبست ايفالين وهي تقرب وجهها الى توأمها ٱلفرد بنبرة مهددة :
" او التخلص منك دفعة واحدة "
الفرد :
" ذلك لم يكن موجودا بين الاحتمالين "
ايفالين :
" لن انتظره حتى يتواجد "
ماركو :
" لما انتِ هنا ؟"
ايفالين :
" لا تتكلم ايها اللعين "
والتفتت مغادرة الحديقة راجعة للداخل ، فتنهد الثلاثة منها ، صحيح ان الفرد ، الفين، ايفالين توأم ثلاثي ، ولكنهم لا يتشابهون في شيء سوى المظهر الخارجي الشعر الاسود والاعين التي تكسو الاوراق في الخريف متميزة بدرجة مميزة مابين البرتقالي والبني ، اصحاب 8 اعوام ، اما ماركو صاحب 10 اعوام ذو الاعين الرمادية المائلة الى اللون البنفسجي الفاتح ، وذلك الشعر الكستنائي
والنمش في أقصى جانبي وجنتيه واعلى ارنبة انفه ، يعطيه مظهرا استثنائيا رغم سنِه الصغير.
في مكان ٱخر في ايطاليا :
يتقدم ذلك الرجل ببذلته السوداء وجهاز الاتصال في اذنه اليمنى ، حتى توقف ونبس بنبرة هادئة عكس مظهره :
"سيد ديتريش ، لقد وصلت الشحنات بٱمان ، وتم التحقق منها وكلها كاملة "
نظر اليه ديتريش بأعينه الزرقاء وتلك الشامة تحت عينه اليسرى التي زادته جمالا واومئ له ، استدار الى الخلف ، فرن هاتفه ، تنهد بينما يخرجه من جيبه باصابعه الطويلة ، وقال ببرود :
" هل انتَ تراقبني ، بحق الجحيم ؟!"
سُمعت قهقهة من الجانب الآخر ورد عليه صوت رجولي :
" هل اكتمل العمل ؟"
تنهد ديتريش وهو يسحب خصلات شعره السوداء للخلف وهو يقول :
" هل تتظاهر بالجهل ؟"
رد عليه الجانب الآخر ببرود :
" اجب عما سألتك اياه "
تنهد ديتريش وهو يقول :
" اجل ، اجل مثاياس المخيف ، لقد اكتمل العمل ، تحققنا من البضاعة وهي سليمة ، شيء ٱخر ؟"
اجاب مثاياس من الجانب الآخر بسخرية :
" اهكذا تكلم ابن عمتك الكبير ايها الابله ؟"
نبس ديتريش بنبرة انزعاج :
" لا تتصرف وكأنك والدي ، وليس هنالك ابله غيرك انت و.."
لم يكمل ديتريش كلامه حتى انقطع الخط في وجهه ، لعن تحت انفاسه وقال موجها كلامه الى الرجال خلفه:
" انا متفرغ حتى الغد ، واحتاج الى مال إضافي لتلبية حاجيات سيارة بعد ان عبث بها ذلك الثلاثي المزعج ، سنقوم بعملية سرقة ."
اومئ رجاله باحترام بينما تابع كلامه :
" سنسرق من احد البنوك هنا ، اريدكم ان تغطوا المكان وتقوموا بعملية مسح حوله ، ولكن سنخرج بهدوء لا أريد لفت الانظار بعد الحادثة التي قمت بها قبل شهر ، لقد وعدت ابي ، لذا سنخرج كما ندخل بدون شبهات ، ولا اريد اخطاء ، مفهوم ؟"
عند انتهاء كلامه اومئ رجاله باحترام ورددوا كلمة :" حاضر".
استدار داتريش وركب السيارة السوداء من الخلف ولحق به رجاله ، ركبوا سياراتهم واحاطوه ليحموه ، بينما ركب احد رجاله السيارة التي ركب بها في مكان السائق وانطلقوا .
في مكان ٱخر في ألمانيا :
في ذلك السجن المظلم ، أين يقبع المُخلون بالظلام ، سجناء فيه ، كل في زنزانته ، والحراس منتشرون كالنحل في الخلية ، لمنع اي عملية ، هروب ، او شيء خارج عن المألوف ، كل زنزانة لديها جدار زجاجي مضاد للرصاص ، وكاتم للصوت ، تفتح كل خزانة من لوحة التحكم الموجودة في المركز وعلاه ، هذا السجن هو أكثر السجون تطورا نظرا لاحتوائه على الاخطر المسجونين في العالم .
يتكون من 4 طوابق تحت الارض ، كل طابق يحتوي على المجرمين الاخطر حسب ترتيبهم ، في الطابق الأرضي وهو الطابق الرابع يحتوي على المجرمين الذي ارتكبوا خيانة عظمى لا يُمكن غفرانها ، بالإضافة إلى الحرائم التي تضع عشيرته في خطر الابادة ، وهكذا مع الطابق الثالث ،الثاني ، والاول .
يتقدم الحارسان بزيهم الرسمي وخلفهم أربعة حراس رفقة الطاولة المتنقلة التي يوضع بها الطعام ، متجهين الى المصعد للنزول الى الطابق الرابع ، والذي يحتوي على السجينين
غيلبرت ياماكيشي ، و ريكاردو مونغولو .
وصلوا الى الطابق واخذوا يتجهون نحو زنزانة غيلبرت .
استدار احد الحراس ونظر الى احد الكاميرات في الزاوية واومئ لها ..لحظات وتم فتح زنزانته ليدخل الحراس الاربعة رفقة المائدة المتنقلة .
تقدم حارسين واخرجا صندوق الطعام وقدماه لغيلبرت .....غيلبرت المقيد بالزلازل من قدميه ويجلس فوق الخشبة المعلقة بسلاسل حديدية على الحائط ، وشعره الاشقر الداكن المبعثر عليه وطوله يصل الى نهاية رقبته امسك علبة الطعام ، وخرج الحراس من الزنزانة لتُغلق بعد خروجهم ، مُتجهين لزنزانة ريكاردو المقابلة له والذي كان ينظر له بمرجانيتيه .
قلب غيلبرت عينيه ذات اللون البني القاتم بملل من تصرف الغبي الذي يشاركه الطابق .
ملامح غيلبرت تدل على صغر سنه ، وضخامة جسمه المفتول بالعضلات تدل على أنه عشريني او ثلاثيني ، ولكنه لم يدخل عقده الثاني بعد .
غيلبرت من اصول يابانية كندية ، والده الذي هو احد الياكوزا ، وليس احدهم فقط بل زعيمهم الذي شارفت عُهدته على الانتهاء ، وامه الكندية الذي ورث شقار شعره منها .
العمر مجرد رقم ، هذا ما اثبته غيلبرت الذي دخل السجن المظلم ، وفي اي طابق ؟, الطابق الرابع ، طابق كبار المجرمين ، مالذي فعله غيلبرت حتى يدخله ؟.
رفع بنيتاه القاتمتين الى ريكاردو المقابل له ليراه يتمتم بشيء لم يسمعه ، كون الزنزانات عازلة للصوت ، ولكنه متيقن أنه يشتم ، وليس أي شخص بل يقوم بشتمي انا ، فمنذ دخول غيلبرت للسجن ، واقامته في الطابق الرابع لم يعجبه ريكاردو الامر " كيف لقاصر احمق ان يدخل لطابق كبيري الشخصيات " هذا هو الهراء الذي كان يتفوه به ريكاردو عند مجيء غيلبرت ، وينادي الطابق الرابع بطابق كبيري الشخصيات ، فالجرائم عنده فنون ومع كل فن ممتقن ، تزيد مكانة الفنان ليرتفع طابقه ، وذلك الفنان هو المجرم او الخلل في الظلام .
غيلبرت :
فتحتُ علبة الطعام النيئ الذي يقدمونه لنا ، اقسم ان الجرذان ستشمئز منه ، ولكن هذه هي الحالة هنا .
مهلا ماهو هذا ؟! ، أسفل الغطاء كانت هناك رسالة ؟! ، بحق الجحيم كيف استطاعوا تمريرها ؟!، هذا السجن تحت حراسة عائلة فاستاري ، وفوق كل هذا تحت حماية المافيا الالمانية ، مالذي حدث ؟ فوق كل هذا لي ؟
فتحتُ البرقية لاخرج الرسالة والتي كانت تبدو رسمية ، وكأنها من شخص استقراطي ، بدأت اقرؤها وملامح التعجب والاستغراب تتضح اكثر على وجهي مع استمراي للقراءة.
محتوى الرسالة :
" غيلبرت ياماكيشي ،،،،
نحن اكادمية *the Ambernelle *
ونتشرف بكتابتنا لهذه الدعوة الموجهة لك ، للانضمام الى تلامذتنا المتميزين ، والالتحاق بالموسم الدراسي القادم في اكادميتنا ، سيُسعدنا التحاقك بنا ونرجوا عدم تخييب ظننا .
Wolf..
ملاحظة :
سنقوم بارسال شخص لاخراجك من السجن لذا كن صبورا واقبل دعوتنا .
M.bellstorn
ماهذا بحق الجحيم ؟!! ....من هم ؟ وماذا يريدون ؟..وماذا ؟ سيرسلون شخصا لاخراجي ، من ..من هو الابله الذي سيأتي باقدامه الى هنا ؟! هل هذه مزحة السنة ؟
قهقهت في داخلي على المزحة التي تم ارسالها لي ، قد يكونون ، قد نجحوا في ادخال الرسالة ، ولكن ادخال شخص إلى هنا وخروج شخصان منه ؟! لا تمزح معي .
اخبروني ان الاكسجين طار في الفضاء ولا تُخبروني انني سأخرج ، اجل لهذه الدرجة انا فاقد الامل في الخروج ،
أظن أنه علي تناول الطعام لانني اقوم بجلب الشبهات ، بعد ان رأيت ريكاردو يتقدم ناحيتي ولكن السلاسل منعته وملامح الاستغراب بادية على وجهه ، وبعد ان لمحت احد الكاميرات تتحرك ناحيتي .
ولكن مهلا لحظة ، بيلستورن ، أين سمعت هذا الاسم بحق الجحيم ؟!
في ايطاليا :
ميال :
انتهت تلك المهمة المملة ، ووصل المال لحسابي البنكي ، ولكنني مازلت أحتاج بعض المال لا أريد أن ابدو مفلسة ، لذا قررت سرقة احد البنوك هنا قبل مغادرتي لايطاليا ، ورجوعي لفرنسا فأنا أقيم هناك ، وايضا سمعت ان هذا البنك نُقلت له جوهرة نادرة وانا بطبيعة الحال ، ولحبي بالمجوهرات والالماسات ، ساقوم باستعارتها بدون ارجاعها هذه هي الحال .
تصعد ميال الدرج في العمارة للوصول إلى شقتها ، وصلت وفتحت الباب ببطاقتها اوتوماتكيا ، دخلت واقفلت الباب خلفها ليرن هاتفها ، تخرجه وتضعه مابين كتفها ورقبتها بينما تقوم باعداد قهوتها المثلجة
لتنبس بينما في فمها غطاء الكوب ، فيخرج صوتها متقطعا :
" م مرحبا ..؟ من م عي ؟"
ليجيبها الجانب الآخر بصوت انثوي يدل على تقدم صاحبته :
" انها انا ميال ، هل اكملت مهمتك ؟ وهل سمعتِ عن الجوهرة التي دخلت في ذلك البنك الايطالي؟"
قلبت ميال عينيها الزهريتين بملل وتنهدت ، تزامن انتهاءها من صنع قهوتها واغلاقها مع اردافها لتجيبها :
" اجل سمعتُ عنها ، وساقوم بسرقتها الليلة لذا لا تقلقي "
سمعت ميال قهقهة من الجانب الآخر لتقول :
" اقسم انك سعيدة بمشكلتي وتستفيدين منها ايضا "
لتجيبها الاخرى :
" هذا أكيد عزيزتي ميال ، هل هنالك احد في هذا العالم يأتي الالماس و يطرق بابه ويرفضه ؟"
تنهدت ميال بقلة صبر وقالت :
" حسنا فهمت ، كفي عن تصرفك هذا وعلى الأقل قدري مشكلتي ، "
اجابت الاخرى ونبرة ماكرة متغلغلة في كلامها :
" هل تنتظرين تعاطفي ؟"
وضعت ميال كوب القهوة فوق الطاولة وجلست على الاريكة في غرفة الجلوس ، سحبت غرتها الى الخلف ولكن ذلك بلا فائدة فقد تمردت مرة أخرى وسقطت مغطية جبينها وجزء من اعينها وهي تقول :
" من ؟ انتِ؟ مستحيل ، انا ممتنة حتى الان انك لم تسحبي الاكسجين في كل غرفة اتواجد بها معك "
واغلقت الهاتف ، لا تريد سماع مزيد من هراء هذا البخيلة الجشعة ، لولا انها تحتاجها لقتلتها منذ زمن ، ولكن يبدو ان صبر ميال يكاد يصل الى حدوده ، اجل هي تعمل معها ،
وهذا العمل ليس كأي عمل عادي ،
ميال هي قاتلة مستأجرة ، وسارقة بارعة ، وهي اكثر شخص معروف في العالم السفلي بسرقة الجواهر الثمينة تحت هوية سرية بالطبع ، لم يرى وجهها احد سوى ضحاياها الذين اوشكوا على الموت و العجوز الذي تعمل معها ، تقوم ميال بسرقة الجواهر ليس لبيعها واخذ مالها بل لاستخلاص خلاصات سائلة من هذه الجواهر ، وهذا هو عمل العجوز ، وبعد الاستخلاص تتجرعها ميال على الامل التخلص من كوابيسها التي تراودها كل ليلة والتي اصبحت تعاني من الارق بسببها ، حيث ان هنالك جوهرة مخصصة لطرد الكوابيس ولكن شكلها غير معروف ، فتُطر ميال لسرقة كل جوهرة تسمع بها وإلى حد الان لم تجد المقصودة ، وكل الجواهر التي تم الاستخلاص منها تاخذها العجوز التي تعمل برفقتها ، لهذا تعتبر ميال مصدر ثروتها .
تنهدت ميال واخذت ٱخر رشفة من قهوتها ، ثم توجهت للحمام ، لتأخذ حماما سريعا ، وبعدها ارتدت ملابس نومها العريضة واستلقت على سريرها وشعرها الاسود الملون الغير منشف اخذ مكانا على وسادتها وبدأ يأخذ تموجات على طوله ،
اغمضت ميال جفونها على امل اخذ قيلولة صغيرة بدون كوابيسها الغبية التي تطاردها منذ ان ولدت على حد علمها ، بعد ان ضبطت منبه هاتفها على 02:00 ليلا لان لديها عملية سرقة مهمة للترفيه عن نفسها ، ومجددا ...
تبا للجميع .....
الولايات المتحدة الامريكية :,
نيويورك :
في ذلك المقهى الصغير على جانب الشارع ، أين تعمل تلك النادلة ، التي يبدو عليها انها لم تبلغ 20 ربيعا بعد .
ذات الاعين التي تسابق الليل على من الاكثر سوادا. وشعرها الطويل الذي هو عكس اعينها تماما ، حتى هو الآخر ينافس الثلج نصاعا ،
تحرك اعينها الى مصدر صوت كل من يناديها لتتحرك معها رموشها القاتمة ، ترتدي فستانا قصيرا رفقة مئزر العمل الخاص بالمقهى
والقبعة المماثلة ، تقوم بأخذ الطلبات من كل زبون تدخل قدمه المتجر ، رغم قلة زواره ، الا ان العمل الجاد ما تتميز به .
" كاناري ...كاناري ..." .
" نعم ؟"
اجابت كاناري على من يناديها لتتضح انها عاملة المطبخ ومعدة المشروبات التي يتميز بها المقهى ،
" ارجوك كاناري اخرجي سلة المهملات من فضلك "
لتجيب كاناري وسوداويتاها تنظر لذلك الشاب الجالس ويقرأ في كتاب في زاوية المقهى :
" حاضر .."
فتذهب للسلة وتخرج كيس القمامة منها وتتوجه نحو الباب ومع كل خطوة تخطوها تتقدم من ذلك الشاب ليظهر ماكان يرتدي .
قميص أبيض واسع مع سروال اسود عادي وحذاء ابيض ، شعره الاسود المبعثر عليه وطوله يصل الى رقبته وبه بعض الخصلات المموجهة ، يرتدي نظارات طبية ، يقبع وراءها جوهرتين نادرتين ، عيناه كانتا باللون الاحمر الداكن ، او اللون النببذي ، حيث كل ما نظرت إليهما تغرق في ثمالة لا تستطيع التخلص منها
إلى بعد ان تبعد نظرك عنهما ، كانتا اشبه بمغناطيس يجذبانك الى دوامة جمالهما ، ورموشه السوداء تعطي ظلا داكن نحوهما .
هذا ما شعرت به كاناري بملامح لا مبالية ، ولكن عيناها كانتا تقولا العكس هاتين العينين ، لقد رايتهما من قبل ولكن أين ؟ لا تتذكر .
هي تقسم انها رأتهما من قبل ، ولكن لم ترى صاحبهما من قبل .
بقيت تنظر له حتى اصطدمت بالباب ، اوه عذرا ، خرجت مسرعة نحو مكب النفايات في الخلف ، فتحت الغطاء من فوق وعندما كادت ان ترمي الكيس جذب انظارها ذلك الظرف الابيض في المكب ، استغربت منه لأنه يبدو سليما .
مدت يدها ، وامسكت به ، رمت الكيس في المكب ، واستدارت لفتح الظرف ولكن ادارته أولا لتعرف لمن هو ولكن لايوجد شيء مكتوب عليه .
فتحت الظرف لتخرج الرسالة التي كانت داخله وبدأت تقرا في مضمونها وكل كلمة تمر عليها اعينها السوداء يشحب وجهها ، وتزيد علامة الاستفهام الكبيرة في رأسه.
مضمون الرسالة :
"Kanari Vastari ,,,,,,,,,,
نحن اكاديمية * The Ambernelle*
ونتشرف بكتابتنا لهذه الدعوة الموجهة لك ، للانضمام الى تلامذتنا المتميزين ، والالتحاق بالموسم القادم في اكادميتنا ، سيُسعدنا التحاقك بنا ونرجوا عدم تخييب ظننا.
KV ..
M.bellstorn.
وضعت كاناري خصلات من شعرها خلف اذنها ، وقلبها يدق بسرعة ، ورمشت عدة مرات لاستيعاب مالذي قرأته ،
أولا ...
كيف عرفوا اسمي الثاني ؟!
ثانيا ....
بيلستورن لقد سمعت به ، ولكنني نسيت أين ومن هو
ثالثا ....
دعوة رسمية للالتحاق بهم ، وطريقتهم الغربية في ارسالها ، كانهم كانوا متأكدين انها ستخرج كيس المهملات وسترى الظرف .
نظرت كاناري حولها على امل ايجاد الشخص الذي وضع الدعوة هنا .
ولكن لا يوجد احد شكت به ، كل الناس عاديين هنا ولا يوج.....
مهلا ..ذلك الشاب .....كأنني رايته من قبل وبيلستورن .
رجعت كاناري بسرعة الى المتجر تحديدا لذلك الشاب الغريب ، ولكن ...لا أحد ..لقد غادر...
اللعنة....
🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂🍁🍂
💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮
ماهي افضل جزئية في الفصل ؟
توضحت بعض الاشياء ام مازال الفضول يقتلكم ؟
سينكشف كل شيء في الفصول القادمة
شكرا للقراءة حتى الان ❤️❤️
Коментарі