أسمِك

أسمك تعيش في رقعة من وطن يسمى الوطن العربي ، أسمك تستيقظ وترتدي ملابس طويلة ومن ثم تذهب لتساعد والدتها في الطعام لأنها ال"فتاة" في المنزل .

ومن ثم تنزل الشارع بملابسها الطويلة وتسمع بعض العبارات المقرفة ولكنها تفضل الصمت على الكلام لأنها في كل الأحوال مخطئة .

أسمك تعيش بلا احلام او اهداف وفي فترة من حياتها تقرر أن تثور لتعطي الأجيال القادمة وجيلها بعض الحقوق ، وأن تتساوى المرأة مع الرجل.

أسمك تنهى تعليمها الجامعي وتتسابق مع الاخريات لكي تتزوج ،وستبحث عن شخص غنى وجميل المظهر.

وبعد أن تتزوج غالبا سيكون حظها عكر وستنجب أطفال ، وستعطى أبنها قطعتين من الجبن وكوب حليب كامل وستعطي ابنتها قطعة جبن وكوب حليب ناقص ، في الصباح قبل ذهابهم للمدرسة .

وفي وقت الظهيرة سترى فتاة صغيرة لم تكمل أثنتى عشر سنة تسمع بعض العبارات القذرة تلك إياها اللتى سمعتها عندما كانت في سنها ، ولكنها لن تفعل شىء لها ،
رغم أنها ذاقت من تلك الكأس سابقاً .

وستسمع قصة امرأه قررت أن تنفصل عن زوجها الذي يعنفها كما يفعل زوج أسمك ،ولكنها ستقرر أن تصمت مجدداً ، أو الأسوأ وهي أن تتحدث

"هي المخطئة "

وسيأتي المساء وسيشاهدوا التلفاز وعندما تأتي لقطة يعنف بها رجل زوجته لن تخبر أبنها انه رجل سىء بل ستمدح تصرفه المقرف ذلك تحت مسمى "الرجولة" .

وإن تعرضت بنت إسمك لأي موقف ستلقى اللوم على عدم وجود حقوق للفتيات ..




••تلك هي القصة المعروفة لاسمك ولكن تلك أسمك الجاهلة، لكن  ماذا عن أسمك الجديدة؟ "••




أسمك تستيقظ من النوم وترتدي ملابس طويلة وتذهب لتساعد والدتها في المطبخ وتخبر أخاها أن يضع الخبز على المنضدة لأنه رجل وقوي لذا يجب أن يساعدهم .

ومن ثم ستنزل الشارع مجدداً وستسمع تلك العبارات ولكن عندما ترجع للمنزل ستشتكي لأهلها.

أسمك لديها الكثير من الاحلام والطموحات وتقرأ كثيراً ، أسمك تثور وتقرر أن تعطى جيلها والأجيال القادمة حقوقهم.

أسمك تصبح اعلامية مشهورة وتخبر الجميع في التلفاز عن كيفية أعطاء الفتيات حقوقهن وتستضيف في برنامجها بعض الشيوخ ذو علمٍ لتستشهد بهم .

اسمك تقرر أن تكون أسرة فتبحث عن شخص طيب يحترم الرب وذو علم ووضعه المادي بسيط وشكله ليس أروع شىء .

بعد ذلك ستنجب اطفال وستكون منصفة بينهم وستعطيهم طعام بالتساوي وتحل مشاكلهم بأنصاف .

وفي الظهيرة ستجد فتاة تسمع بعض العبارات القذرة ولكنها ستأخذ فيو بهاتفها وتخبر الشرطة عن مكانه .
وستفضحه أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي وستعامل أمثاله بقرف وستنبذهم بشدة .

وستسمع قصة امرأة قررت أن تنفصل عن زوجها لأنه يعنفها ،ولكن هي ستشجع قرارها

"هي على صواب "

وسيأتي المساء وسيشاهدوا التلفاز وستأتي لقطة يعنف رجل ما زوجته فيها ،وهي لن تتحدث أما زوجها سيخبر ابنهم ان ذلك تصرف سىء .

وإما بنت أسمك فلن تتعرض لشىء ما لأن حقوق الفتيات ستبدأ تظهر.

•|لن يأتي فارس كما في سندريلا لكي يحمى الفتيات والنساء ،وإنما ستأتي فارسات ستحمي بعضهن البعض|••