2
سويعات فيضِ الصّغير ، تفاقمت قهقهاتُ البائس تتخبّط أركان البيتِ الكئيب فتنالُ نظراتٍ لمّعها الإستغراب ، انتفضَ الرّجال مثلهم النّساءُ يلقون أعينهم حولهُم ، بغية قطفِ الخائن الجريء لتلويثِ وجوم الجنازة .
فيأتيهُم وقع خطواتٍ جابت رواق الطّابق الثّانِي ، ثمّ يطلّ ذو الهيئة البهيّة تكسوه العتمة ، أقرب منه للجثّة لا يُرى إنسانًا.
يباشِر نزولَه فتتجلّى تقاسيمَه المُهلَكة ، بياضُ محياه دنّسته هالاتٌ كادت تشقّ معبرًا للمتاهة بخلده لعُمقها ، طمرَ يداهُ جيبَ معطفِه الطويل ، يرمُق الضيوفُ بتعالٍ يستصغرُ حتّى كبيرهم .
" ابنُ مين الأكبر " أذاعت إحداهنّ قُرب أذنِ جارةٍ جحظت حدقتيها حالما أُضيفَ لسمعِها " سمعتُ أنّه مريض " .
انفضّ الحشدُ بالصّالةِ يشيّدون جسرًا تبعهُ الغُرابيّ ، مسرورة ذاتُه لغياب مصدرُ التضايقِ وملطّخ فنه .
" صباح - مساء الخير " عدّل تحيّته لمّا استَدرك الوقت ، فيعشُو قبالةَ أمه المنهارَة ليربّت كتفَها .
" كان طفلاً جيّدا " تمتم قاصدًا الرّاحل ، غير مكثرتٍ للأعينِ المتربّصة به ، شيطانُه سئمَ الإختباء قد جاهرَ يومئذٍ بمعصيّته .
ثمّ انحنَى لجسمان المغلوبِ على أمرِها فيهمسُ أحرفا طلّستها غبطته.
" أشفِق عليكِ ، عبدةٌ خاضعة لا تقوى حتى على كبحِ دموعها "
نطقُه ذاك صفعةٌ ساهمت بفطنتها فتنتفضُ وقبضتُها تكاد تهدم صدرهُ لتلاحقُ ضرباتها . فاجعةٌ وقعت لا دراية لها كيفَ تحلّ وجعها .
" هذا أخوك الذي مات ! هذا أخوك أيها ال- " امتنعت عَن شتمه ، جفّ دمعُها فيما اِنخرطت تُراقب جماد تقاسِيمه .
" مابك بُنيّ ؟ " لانَ فؤادُ الأرملة فأنشأت تداعب وجنته ، تُفتّش عن جوابِ سؤالٍ حتى نفسُه تجهله.
" ما بكُم أنتم ؟ "
خطا خلفًا ، ثمّ رشقَ الواقفينِ نظراتٍ ملغِزة ، حبكَ حاجبيه لحظةَ ثواه الإستعجَاب .
" ما بكُم ؟ " صاحَ قُبيل استهدافِه الباب، يفرُّ مُبتعدا عن جُثتٍ متماثلةٍ كدمى والمُتحكّم واحدٌ فرض أمرهُ على الضّعفاء المساكِين .
ستارٌ ملبّدٌ أعلاه أشد عتمة منه ما وُجدت ، منتصبٌ وسطَ الطّريق حوله من يجيء ويئيبُ يلمحُهم أبدانًا رؤوسُهم مقطوعةُ القمّة فيسهل رؤية الأيادي تشدّ عقُولهم ، ألسنتُهم تتدلّى قد أشاعت بلاهَتهم .
بدُنيا الخلاَء وسّع خطواتَه ، يسترقُ السمع لصدى أنفاسِه بين الأبنيةِ الرّماديّة فينتشلُ بصره رسّامٌ يستعرِضُ لوحاته .
خربَشات تمثّل جنون العقل و وحدته ، إحداهَا شابهت رسمةً وليدة ليلةٍ مديدةٍ أسماها ...
"comme si tu n'existais pas"
أنثَى باغتتهُ ببوحِ اسم رسمتِه تُبرهن تداخلَ أفكارهما ، التفت ليُشبع فضوله بذاتِ المعطفِ الأقمر ، المعاكس للبسه .
فيأتيهُم وقع خطواتٍ جابت رواق الطّابق الثّانِي ، ثمّ يطلّ ذو الهيئة البهيّة تكسوه العتمة ، أقرب منه للجثّة لا يُرى إنسانًا.
يباشِر نزولَه فتتجلّى تقاسيمَه المُهلَكة ، بياضُ محياه دنّسته هالاتٌ كادت تشقّ معبرًا للمتاهة بخلده لعُمقها ، طمرَ يداهُ جيبَ معطفِه الطويل ، يرمُق الضيوفُ بتعالٍ يستصغرُ حتّى كبيرهم .
" ابنُ مين الأكبر " أذاعت إحداهنّ قُرب أذنِ جارةٍ جحظت حدقتيها حالما أُضيفَ لسمعِها " سمعتُ أنّه مريض " .
انفضّ الحشدُ بالصّالةِ يشيّدون جسرًا تبعهُ الغُرابيّ ، مسرورة ذاتُه لغياب مصدرُ التضايقِ وملطّخ فنه .
" صباح - مساء الخير " عدّل تحيّته لمّا استَدرك الوقت ، فيعشُو قبالةَ أمه المنهارَة ليربّت كتفَها .
" كان طفلاً جيّدا " تمتم قاصدًا الرّاحل ، غير مكثرتٍ للأعينِ المتربّصة به ، شيطانُه سئمَ الإختباء قد جاهرَ يومئذٍ بمعصيّته .
ثمّ انحنَى لجسمان المغلوبِ على أمرِها فيهمسُ أحرفا طلّستها غبطته.
" أشفِق عليكِ ، عبدةٌ خاضعة لا تقوى حتى على كبحِ دموعها "
نطقُه ذاك صفعةٌ ساهمت بفطنتها فتنتفضُ وقبضتُها تكاد تهدم صدرهُ لتلاحقُ ضرباتها . فاجعةٌ وقعت لا دراية لها كيفَ تحلّ وجعها .
" هذا أخوك الذي مات ! هذا أخوك أيها ال- " امتنعت عَن شتمه ، جفّ دمعُها فيما اِنخرطت تُراقب جماد تقاسِيمه .
" مابك بُنيّ ؟ " لانَ فؤادُ الأرملة فأنشأت تداعب وجنته ، تُفتّش عن جوابِ سؤالٍ حتى نفسُه تجهله.
" ما بكُم أنتم ؟ "
خطا خلفًا ، ثمّ رشقَ الواقفينِ نظراتٍ ملغِزة ، حبكَ حاجبيه لحظةَ ثواه الإستعجَاب .
" ما بكُم ؟ " صاحَ قُبيل استهدافِه الباب، يفرُّ مُبتعدا عن جُثتٍ متماثلةٍ كدمى والمُتحكّم واحدٌ فرض أمرهُ على الضّعفاء المساكِين .
ستارٌ ملبّدٌ أعلاه أشد عتمة منه ما وُجدت ، منتصبٌ وسطَ الطّريق حوله من يجيء ويئيبُ يلمحُهم أبدانًا رؤوسُهم مقطوعةُ القمّة فيسهل رؤية الأيادي تشدّ عقُولهم ، ألسنتُهم تتدلّى قد أشاعت بلاهَتهم .
بدُنيا الخلاَء وسّع خطواتَه ، يسترقُ السمع لصدى أنفاسِه بين الأبنيةِ الرّماديّة فينتشلُ بصره رسّامٌ يستعرِضُ لوحاته .
خربَشات تمثّل جنون العقل و وحدته ، إحداهَا شابهت رسمةً وليدة ليلةٍ مديدةٍ أسماها ...
"comme si tu n'existais pas"
أنثَى باغتتهُ ببوحِ اسم رسمتِه تُبرهن تداخلَ أفكارهما ، التفت ليُشبع فضوله بذاتِ المعطفِ الأقمر ، المعاكس للبسه .
Коментарі