12/12/1947
١٢/١٢/١٩٤٧
بعدَ كل مساء ، من إمسيات سنةِ ٤٧ ، أعودُ إلى الكوخ بعد إنتهائي من العمل ، في المطعم الذي يتوسط الجزيرة .
أعودُ مشياً على الأقدام ، أتوشح بصوفٍ ثقيل يقيني من البرد إلى الكوخ ، منزلي الوحيد مُتَأنية ، أتأملُ النجوم ، و التي لسببِ مجهول ، تبثُ في داخلي أملً ، كبيراً ،..
أدخرُ من عملي الذي يَدُرُ لي بنسبة جيدةٍ جداً، من المال ، أنوي به شراء منزلٍ متواضعْ ، كما خططنا له أنا و والتر ، يقابلُ الأشجار الطويلة ، في أقصى الجنوب من الجزيرة .
إعتدتُ على إجاد و جبةٍ للعشاء ، تحضرها السيدة ماري ، موضوعةً على طاولة المطبخ ، و ملفوفةً بالقماش ، و لكن اليوم ، شممتُ رائحةَ غريبة ، رائحة شموعٍ تحترق ، .. بسرعةٍ و لجتُ إلى داخل المطبخ ، إنتابتني رهبةٌ عندما لاحظتُ شمعتان على جانبي الطاولة ، طبقان عميقا القاع ، بهما حساءٌ ، أعتدتُ تناولهُ كثيراً مع والتر ، أنحدرت الدموعُ من عيني وأنا ألمسُ حافة الطاولة ، ..
و رقةٌ مطوية ، و ضعت في وسط الطاولة ، تأملتها ، قبل أن أخطفها ، و أفتحها بلهفةٍ ، و أتمنى أن ما في دواخلي صحيح !،..
كتبَ فيها بخطٍ مألوفٍ :
" يَاْ أَنَاْ اَلْعَاْشِقُ اَلْذِيْ لا يَشْفَىْ
يَاْ أَنَكِ اَلْحَبِيبُ اَلْذِيْ لا يَنْسَىْ ".
و من بابِ المطبخ ، ظهر بطولهِ الفارع ، إبتسامةً دافئة ، أرتسمت على محياه ، مد يداهُ لي ، لأجري أرتمي بينهما ، متوسدةً صدرهُ ، أبكي و أنتحب ، و هو يربتُ على ظهري ،..
و يتمتمُ :" روشان حبيبتي ، أنا هنا !".
حكى لي ، عزيزي والتر ، معاناته ُ في الحرب ، حكى ما كان قد شهدهُ قبل إنتهاء الحرب ،
حكى..و حكى ، و أفرغ ما في باطنهِ ، التجربة ُ التي لاقى فيها الهلع و الجزعْ الأكبر هي الغرق !، ..غرق مركبهم ، و قلةٌ منهم قد نجو ، و سبحوا إلى الشواطئ الخليج ، أما الباقي فقد غرقوا ، إظطروا إلى الأنتظار طويلاً ، ليعثروا على مركبٍ أو سفينةٍ تأخذهم إلى الجزيرة ، حتى عثروا ، و عادوا بحفظ الله إلى الجزيرة سالمين .
ذلكَ المساء ، طبعت ذاكراهُ في ذاكرتي ، عاهدتُ نفسي على عدمِ نسيانهِ ، إنهُ بدايةٌ جميلة ، دافئة ،..
لقد صدقت النجوم بشأنِ أَمَلِهَاْ !.
بعدَ كل مساء ، من إمسيات سنةِ ٤٧ ، أعودُ إلى الكوخ بعد إنتهائي من العمل ، في المطعم الذي يتوسط الجزيرة .
أعودُ مشياً على الأقدام ، أتوشح بصوفٍ ثقيل يقيني من البرد إلى الكوخ ، منزلي الوحيد مُتَأنية ، أتأملُ النجوم ، و التي لسببِ مجهول ، تبثُ في داخلي أملً ، كبيراً ،..
أدخرُ من عملي الذي يَدُرُ لي بنسبة جيدةٍ جداً، من المال ، أنوي به شراء منزلٍ متواضعْ ، كما خططنا له أنا و والتر ، يقابلُ الأشجار الطويلة ، في أقصى الجنوب من الجزيرة .
إعتدتُ على إجاد و جبةٍ للعشاء ، تحضرها السيدة ماري ، موضوعةً على طاولة المطبخ ، و ملفوفةً بالقماش ، و لكن اليوم ، شممتُ رائحةَ غريبة ، رائحة شموعٍ تحترق ، .. بسرعةٍ و لجتُ إلى داخل المطبخ ، إنتابتني رهبةٌ عندما لاحظتُ شمعتان على جانبي الطاولة ، طبقان عميقا القاع ، بهما حساءٌ ، أعتدتُ تناولهُ كثيراً مع والتر ، أنحدرت الدموعُ من عيني وأنا ألمسُ حافة الطاولة ، ..
و رقةٌ مطوية ، و ضعت في وسط الطاولة ، تأملتها ، قبل أن أخطفها ، و أفتحها بلهفةٍ ، و أتمنى أن ما في دواخلي صحيح !،..
كتبَ فيها بخطٍ مألوفٍ :
" يَاْ أَنَاْ اَلْعَاْشِقُ اَلْذِيْ لا يَشْفَىْ
يَاْ أَنَكِ اَلْحَبِيبُ اَلْذِيْ لا يَنْسَىْ ".
و من بابِ المطبخ ، ظهر بطولهِ الفارع ، إبتسامةً دافئة ، أرتسمت على محياه ، مد يداهُ لي ، لأجري أرتمي بينهما ، متوسدةً صدرهُ ، أبكي و أنتحب ، و هو يربتُ على ظهري ،..
و يتمتمُ :" روشان حبيبتي ، أنا هنا !".
حكى لي ، عزيزي والتر ، معاناته ُ في الحرب ، حكى ما كان قد شهدهُ قبل إنتهاء الحرب ،
حكى..و حكى ، و أفرغ ما في باطنهِ ، التجربة ُ التي لاقى فيها الهلع و الجزعْ الأكبر هي الغرق !، ..غرق مركبهم ، و قلةٌ منهم قد نجو ، و سبحوا إلى الشواطئ الخليج ، أما الباقي فقد غرقوا ، إظطروا إلى الأنتظار طويلاً ، ليعثروا على مركبٍ أو سفينةٍ تأخذهم إلى الجزيرة ، حتى عثروا ، و عادوا بحفظ الله إلى الجزيرة سالمين .
ذلكَ المساء ، طبعت ذاكراهُ في ذاكرتي ، عاهدتُ نفسي على عدمِ نسيانهِ ، إنهُ بدايةٌ جميلة ، دافئة ،..
لقد صدقت النجوم بشأنِ أَمَلِهَاْ !.
Коментарі