مقدمة
1
1
"الصباح" و هو تحديداً ما يعرف بالوقت الذي تشرق فيه الشمس و هو ذلك الوقت الذي تستيقظ فيه جميع المخلوقات من سباتها اليومي القصير

و مع ان الصباح واحد لكن طرق استقباله مختلفة فقد نري من يستقبله بالنشاط و التفاؤل و منهم من يستيقظ علي رنات المنبه فيعيد ظبطه لقيلولة قصيرة بكسل

و هناك الطالب الذي يتذمر من كونه يستيقظ كل صباح للذهاب الي المدرسة المملة ذلك المكان الذي اجمع كل الاشخاص علي كرهه من دون استثناء الا فئة قليلة يسميهم الفاشلون امثالي "دودة الكتب"

و هناك تلك الفئة من الاعمار المختلفة التي تستيقظ للعمل الرتيب ذا الروتين المتكرر

بطل قصتنا هو شخص من تلك الفئات لذلك و بعد تلك المقدمة *التي قد يراها البعض بلا فائدة *لننتقل للتحدث عنه.                
*********                                                        
مشكلة كبيرة نواجهها كل يوم و خاصة في عاصمة مثل سيوول و هي ازدحام السيارت

انطلقت صافرات السيارات محدثة ضجيج يصم الاذان و من جهة اخري تصاعدت رائحة عوادم السيارات مؤثرة بذلك علي حاستي السمع و الشم مما يزيد السخط عند البعض الا يكفي استيقاظهم باكراً؟

تنهد ذا الملامح الباردة بملل بينما ينظر حوله من شباك سيارته الفخمة بدون اهتمام بما حوله و بنظرات فارغة

بينما انتجت اصابعه نغمة متناسقة جراء اصطدامها بعجلة القيادة اعاد عينيه علي الطريق حينما و اخيراً انارت الإشارة بالضوء الاخضر علامة للانطلاق

داعبت الرياح خصلات شعره الاشقر الذي يتناسب بمثالية مع ملامحه ذات الطابع البارد عندما اصبح الطريق اكثر سلاسة

انتهي ذلك الازدحام اخيراً ليكمل طريقه الي وجهته بينما عقله كان في مكان اخر و تحديداً في احداث ذلك يوم من الاسبوع الفائت فقد حدث امر مثيرٌ للاهتمام و قد ساعده ذلك علي النوم بارتياح و ذلك قد كان نادراً في الايام الاخيرة مع انه لم يرد الاعتراف بإنه يواجه اي مشكلة في النوم ليلاً

قطع حبل افكاره رنين الهاتف لينقل نظره للشاشة و يقلب عيناه بضجر و قد اجاب علي المتصل ليصدح صوته المرتفع في كل السيارة

"يووه مان اين انت الان لقد وصلت الي مبني الشركة بالفعل"قال المتصل بصوت صاخب ليدير المعني عيناه بملل مجدداً و قد اتخذ من ذلك عادة في الاونة الاخيرة خاصة مع اصحابه

"لقد قمت بإخبارك مراراً و تكراراً الا تتكلم بهذا الصخب في الهاتف عندما تريد محادثتي انا ما زلت بحاجة لطبلة اذني كما تعلم "قال ببرود بينما و أخيراً قد قام بركن سيارته في المكان المخصص لها امام الشركة

و لم يقم بترك اي فرصة لصاحبه علي الطرف الاخر للإجابة ليقول "لقد وصلت الان اراك عند المصعد"و يغلق الخط فوراً

مشي بخطوات واثقة بينما يقوم بتصفيف شعره الاشقر بإصابعه و لا حاجة لأقول ان جميع العيون قد كانت عليه فقد بدا مثيراً للغاية في بدلته السوداء ذات التصميم المشهور بالطبع و شعره الاشقر المصفف لأعلي و النظارة الشمسية التي تلائمت معه جاعلة منه يشبه احد العارضين

انحني له جميع الموظفين الذي كانو يقفون في صالة الاستقبال ليكمل بخطواته الواثقة حتي وصل الي المصعد حيث كان يقف صديقه ليتقدم بدون التفوه بأي كلمات الي داخل المصعد

لقد كانا الوحيدين في داخل المصعد و لم يتوقف صديقه عن الكلام بصوته الصاخب كالعادة لقد كان قد مر علي لقائهما بضعة اسابيع لكون صديقه ذا الصوت الصاخب قد سافر الي الصين في إجازة لملاقاة عائلته لكون عضو جديد قد شرف عائلتهم و لم ينفك عن التحدث عن ما واجهه هناك و عن كون ذلك العضو صغير الحجم للغاية و كم انه يبدو قابل للأكل و قد كان الاشقر يستمع له بإهمال بينما ينظر الي بقعة في الارضية بدت مثيرة للأهتمام *اكثر من كلام صاحبه الذي اصبح يعيده مرراً و تكرراً*

كان المصعد قد توقف بالفعل في بضعة ادوار لكن لم يجروء احد علي دخوله و اكتفوا فقط بالانحناء لراكبيه

و في الطابق 11 فتح المصعد كاشفاً عن بضعة موظفين الذي ما لبثو ان تعرفو علي راكبي المصعد حتي انحنو بإحترام و لم يدخل احد الا واحدة هي لم تنظر حتي الي من بداخل المصعد و لم تلاحظ الموظفين المنحنين في الخارج بينما نظروا اليها بتعجب و استغراب

كانت عينيها مثبتة علي جهاز التابلت المحمول الذي في يديها غير شاعرة بزوج العيون التي قامت بتفحصها من اعلي رأسها حتي اصابع قدميها


كانت ترتدي ملابس غير مألوفة تحسبها من النظرة الاولي ليست من موظفي الشركة و حتي انك قد تحسب حتي بإنها ليست فتاة!! الا ان علامات الانوثة كانت تظهر عليها مميزة بذلك اياها عن الجنس الاخر

قام ذا الصوت الصاخب بالتصفير بإعجاب لقد كان ذلك خارج عن المألوف و قد بدت في عينيه مثيرة للاهتمام بينما كان صاحب الملامح الباردة و الشعر الاشقر يراقبها بنظرة غير مفسرة

لم تمر لحظات حتي رفعت عينيها عما كانت تحدق فيه بإهتمام و القت نظرة مستغربة علي كامل المصعد كأنها تتسائل عن ما الذي تفعله في هذا المكان بالتحديد و وقعت عينيها علي من يشاركانها المكان

لتتمتم تحت انفاسها بصوت منخفض و لكنه كان مسموع بسبب الصمت الذي كان يغمر المكان

"ما الذي جلبني الي هنا انا حتي لا اتذكر ما الذي اريد ان افعله و ما الذي انا موشكة علي فعله"تنهدت ثم أضافت "مجدداً"قلبت عينيها بملل معبرة عن ان ذلك يحدث معها بإستمرار

نظر اليها الاشقر بإستمتاع لقد كان يفكر بما يجب عليه فعله لتسلية وقته الذي سيقضيه فالشركة و قد وجد ضالته بالفعل مع ان ذلك لم يخطر بباله ان يراها هنا و الان يبدو ان حياته تتجه للأفضل شيئاً فشيئاً

لم يسبق لهما و ان قام احد بدخول المصعد معهما الا القليل من الاشخاص ذوي المراتب المرتفعة في الشركة و اضف الي ذلك لم يسبق ان يقوم احد بعدم الانحناء لهما

نادي عليها الصاخب بإسمها الذي التقطه من بطاقة التعريف حول رقبتها بدا انها لم تسمعه ليربت علي كتفها برفق بينما يتمتم ببعض الكلمات التي لم تسمعها

نظرت اليه بإستغراب -لم يظهر علي ملامحها-فلم تكن قد لاحظتهما من الاساس لقد بدا ذلك و كأنها تشاهد احدي الافلام الصامتة حتي زفرت فجأة بملل بينما تقلب عينيها عندما ادركت امراً

و قامت بدس احدي اصابعها في اذنها لتخرج اداة صغيرة كانت عبارة عن سدادة للأذن تمنع الاصوات لا يستطيع احد رؤيتها الا ان قام بالتركيز

"انا اسفة هل يمكنك اعادة ما قلت فأنا لم اسمعه بالفعل"قالت و قد تفتحت عينيها بتفاجأ لم يلاحظ من خلف نظارتها الكبيرة التي تحجب عينيها عندما تلاقت بالاشقر الذي كان يثبت نظره عليها بالفعل منذ ان حطت قدماها علي ارضية المصعد

"لقد كنت اتسائل ان كنتي لا تمانعين ان تشربي معنا كوباً من القهوة ؟"و علي خلاف جميع ما قاله سابقاً عندما كانت تضع ذلك الشيء في اذنها هو قد اختار الاسهل بالطبع هو لم يكن ليفوت فرصة للتحدث مع شخص كتلك *يبدو ان الاصدقاء يحملان نفس التفكير *

"ليس من عادتي ان ارفض اي شيء يوضع في الفم لكن هناك ما يجب علي فعله"و قامت بثني أصبعيها الوسطي و السبابة "و الذي قد نسيت ما هو بالفعل و الذي يعني انه يجب عليّ الان معرفة ما كان"و مع انتهاء كلماتها كان المصعد قد وصل الي وجهته بالفعل

بدون قول اي كلمة قام الاشقر بمواصلة السير الي المكان الذي يقصده

"اذا ما زال يمكننا ان نقوم بذلك بعد ان ..."و اشار بإصبعيه كما اشارت منذ قليل "تقومي بفعل ما نسيتي ما هو منذ قليل انسة مارينا"و اختتم كلامه بغمزة لعوبة و ارسل لها قبلة طائرة بواسطة اصبعيه بينما اتجه الي حيث اتجه الاشقر قبل قليل

بخطوات واثقة و كاريزما مرتفعة شق ذا الوجه البارد طريقه الي مكتبه و ما لبثت ان لمحته السكرتيرة الخاصة به حتي انحنت و اخبرته بجدوله بينما تتبعه داخل المكتب

ما ان انتهت من سرد ما سيفعله الليلة و الذي يتلخص في امضاء بعد الاوراق و قد كان ممتن لذلك فأمامه امر مثير يجب عليه القيام به

اخبرها ان تجلب له قهوة سوداء كالمعتاد لتنحني بينما اتخذت خطواتها الي الخارج تزامناً مع دخول صديقه "بصخب"كما يجب ان تكونو تعرفون ذلك فان كلمة صخب تكاد تكون اسمه الاوسط

"لقد مضت فترة منذ ان قامت احدي الفتيات بتجاهلنا بتلك الطريقة فما إن نظهر في مكان ما حتي تخرج الفتيات القلوب من عينيها بالطبع ذلك بسبب وسامتي المفرطة"قال الصاخب ذا البشرة المائلة للاسمرار بينما يمسح عن اكتافه الغبار الوهمي بغرور

"هذا ليس صحيحاً لقد مر فقط اسبوع علي ذلك"قال الاشقر بصوت منخفض لم تلتقطه اذني صديقه و لم يترك له اي فرصة للكلام حيث قال مجدداً "لقد مضي علي غيابك اكثر من اسبوع هناك الكثير من الاعمال في انتظارك لهذا كف عن الثرثرة و توجه الي مكتبك في الحال"قال بينما يقوم بدفعه بإتجاه الباب فاتحاً اياه و مشيراً اليه بالخروج

ليزفر صاحبه تحت انفاسه و يقول بملل بينما يقلب عينيه "تشه قاتل للمتعة"و خرج بينما يتمتم بإبتسامة مستمتعة "و مع ذلك لقد وجدت ما هو امتع بكثير "قاصداً تلك الفتاة بكلامه

ليهمس الاشقر بعد خروج صاحبه و اغلاق الباب "في احلامك"و توجه لأكمال ما عليه من اعمال

...........في مكان اخر............

لقد التقيا مجدداً لقد كان اللقاء سيحدث بالفعل في وقت ما قريباً لكنها لم تتوقع ان يكون هنا في مقر عملها

قلبت عينيها بملل بينما تفكر كم ان هذا يشبه تلك الدراما المبتذلة حيث يلتقي البطلان صدفة ثم يكتشفان انهما كانا بالفعل قريبان من بعضهما منذ البداية و يكون ذلك تحت مسمي كونه "قدراً"

السؤال هنا هل تهتم؟ و الإجابة هي لا ذلك يعتبر امراً طبيعياً و متكرراً ان تصادف موقفاً تشعر انك مررت به من قبل او ان تقابل شخصاً لاول مرة و تكتشف انها ليست بالفعل اول مرة

تنهدت بينما فتح المصعد علي الطابق الذي ركبته منه لقد بدأت رحلة البحث عما كان يجب عليها فعله قالت بحماس مزيف في عقلها بينما احتفظ وجهها بنفس الملامح التي لا تظهر حتي مشاعر اللامبالاة

**********
تم البارت الاول بحمد الله اعتذر علي قصره فهذه البداية

من تعتقدون انهما الاشقر و صاحبه؟

رأيكم في السرد؟

توقعاتكم لما حدث في الاسبوع الماضي هل له علاقة بالفتاة؟

ما هي العلاقة التي تجمع بين الاشقر و تلك الفتاة؟

اطلقوا العنان لخيالكم

دمتم سالمين

© Mari Park,
книга «مختلفة».
Коментарі