٢- ورقةٌ حمراء
الساعة السابعةِ مساءً :: فلـوريـدا
كان روبنسون يجلس في المقهي المُحدد ويحتسي قهوته السوداء، ليعتدل في جلسته ويلقي نظره الي ساعة يدهِ
ولم يمُر الكثير حتي وجدها تدلُف مسرعةٍ لبُقعتهِ
" أسفه علي التأخير"
جلست وهي تلهثُ وتحاول ضبطِ أنفَاسِها التي سلبَها الطريقُ
روبنسون طبيبي النفسي، أستعنتُ به لحالتي، كنت علي علم إني بحاجه لطبيب ابوح ما بصدري معه وهذا ما جعل مني ما انا عليه الآن، لست إجتماعية إطلاقاً ولكن روبنسون إستثنائي فهو بالفعل طبيب يتميز بجذب المريض للحديث
كان ستةٌ وعشرون عاماً، طويل القامة، يملكُ شعرٌ أسود مجعد، و نظارته التي تعطيه بعض الوقار لمهنته، يحمل بشرةً بيضاء نقية، سِبرُهُ كالطبيب بحق..
بتر روبنسون شرودي ليتحمحم ويردف
" لا بأس، دعينا ندخُل بصُلب الموضوع"
قال بينما يعتدل من موضع نظارتهِ بإصبع السبابة
" لقد عادت الأحلامُ المزعجة تُراودني ، ولقد عاد رجل الحُلم ولكن هذه المره باتَ أوضح ، أنا حقاً اشعُر بالقلق بكل مرة يعود بها يصبح أوضح وأقرب"
تحدثت بينما يدي ترتجف وعيناي تتنقلُ في توتر
" إهدي لا تقلقي أنا هنا، حسناً أكملي"
أقترب روبنسون قاطعاً حديثها وأمسك كِلتا يديها ليحاول تهدئتها
" أنا حقاً خائفه من المواجهة روبن، لا أعلم ولكن ماذا سأفعل إن رأيت وجههِ؟ "
سألت وهي ترتجف لينظر لها ستيف مفكراً
" هيلدا أحقاً لا يُذكركِ سِبرهُ بأحد ألا تشعرين أنه مألوفٌ ولو قليلاً؟ "
نظرت له هيلدا نافيةً بحدة
" أخبرتُك روبن من قبل لا ،حقاً لا أعلم من هو ولا أتذكر اني قابلته صُدفةً حتى "
ليومئ لها روبنسون مُتفهماً و يُرتب علي يديها ليُهدئها
،،،
- مقهي جوستو بالشارع الشرقي :: فلوريدا -
- من وجهة نظر :: شِيـرا -
" ما المُوسيقى التي تعزفُها عيناك
حتى ينصت إليه قلبي بهذا الشكِل؟ "
هذا ما همست به داخلي وأنا أحدق به بهُيام وهو يحتسي كوبِ الشاي ويعيده مجددا مُحيطٍ به بين يديهِ وهو يحدق بالنافذه وحركة السيارات، ولكن ما أثار تعجُبِ طقطقة إصبعه علي الطاوله وهذه إحدى علامات التوتر وفرط التفكير، لأعتدل بجلستي واقترب منه قائلة..
" بما تُفكر "
جذبت أنظاره لتلتقي ملقتانا متحدثًا
" أفكر بـ هيلدا، يُراودني شعور إنها ليست علي ما يُرام"
نطق مايك و وجهِ يحمل قسماتٍ مائجة
" لا تقلق هي بخير، الم تقُل لي مسبقاً إنها قدمت لعمل ما؟ هل تم قبُولِها؟"
تفوهت مطمئنةً له وغدى سؤالي مُهتماً
" نعم تم قُبولها، أعتقد هذه خطوةٌ كبير بالنسبةِ لها، تعرفين هي إنطوائيه قليلًا ولقد مَرت بالكثير ليس بالسهل أبدا لمن هم بعُمريها..أحاول قدر المستطاع ان أنتشِلُها من هذه الذكريات، أعترف لقد كُنت مقصرٌ جداً في حقِها عليِ تعويضُ هذا"
تحدث مايك وصوته يحمِلُ نبرةَ الندم وهو يعيد تذكُر الماضِي
" لا تقسُ علي نفسك فأنت لا ذنب لك صدقني، كما انك بجوارها الان لن يصيبها مكروه "
أمسكت يديه بينما الأُخرى ترتب علي ظهره أحاول التخفيف عنه.
فهذه هي شروط الصداقة نبترُ ألام بعضنا البعض ونكون معهم في السراء والضراء ولكن أعترف أنا لست بجواره فقط بأسم الصداقه فطالما حمل قلبي له حُباً سحيقاً وكأني كالسكير المترنح، صداقتي بمايكل ليست بهينه برغم أن صداقتنا كانت لخمس أعوام إلا اننا قريبين جدا، هو أكثر من صديق مقرب لي وأعلم انه يراني صديقته المقربة و حافظة أسراره فقط وإن كان هذا ما سيُبقي هذا الاشقر اللطيف بجانبي للأبد فأنا موافقه علي هذا الوضع.
قاطع مايكل شرودي وسحب يديه ليقف مستقيماً ويأخذ معطفه المعلق..
" لقد تأخر الوقت كثيراً، علي تفقد هيلدا قبل ذهابي للمنزل".
قال بينما يرتدي معطفه ويميل ليأخذني في عناقٍ سريع
"حسناً قُد بحذر، الي اللقاء"
لوحت مودعة له بينما اغلق الباب سريعاً ويتركني مبعثرة كالعادة
،،،
- هيـلـدا -
كان الوقت كالعاده مُتأخر جداً، في وقت يسوده الهدوء و القزع يُخفي رَماد القمر المُكتمل؛ كنتُ أجد هذا الوقت المناسب تماماً لبدء يومي، خرجت لغرفة الرسم خاصتي ليصبح مجلسي أمام نافذتي الكبيره التي تسمح لي برؤيه مشهد رائع لسواد الديجُور والنجوم اللامعة البراقة.
سحبتُ لوحةٍ بيضاء و وضعت مُعداتي من الواني الزيتيه و مجموعة فُرشاتي متنوعه الأحجام وغيرها من أدواتِ الرسم
لأبدء بتجسيد هذا المشهد الرائع القابع أمامي، كان سبرُ القمر يبعثُ الراحه للمشاهدة وهو يحيطه بالنجوم الساطعة كأنها تحتضنه من جميع الجهاتِ وكأن لا نجاةٍ من هواه، مزجتُ اغمقُ درجاتِ الأزرق بأغمقِ درجاتُ الأبلق وأعطيت لمساتٍ للأبيض ليأخُذ حقه لسطوع النجومِ اللؤلؤيه.
شعرت بالظمأ لأقف مستقيمه وأتجه للمطبخ وإذ أنا بطريق العوده تسمرت في مكاني أثر الصدمه..
حتي أجد مقلمتي موضوعه علي الارض؛ بالرغم من تأكُدي من وضعها علي الطاوله الصغيره بجواري، حتى وإن وقعت لم تُصدر أي صوتٌ يُلاحظ!
ولكن هذه ليست بقضية فأنا أُعاني من بعض المشاكل مع ذاكرتي ولكن أنا حقاً لا أتذكر أبداً اني أغلقت النافذه فأنا حتي لم أنتهي من اللوحه وأيضاً ورقه حمراء مطويةٍ من نوعِ الورق المقوى، مُعلقه هُناك و كان هذا داعي كافي لإستغرابي فمتى وضعت هنا ومن وضعها ؟!
♡︎♡︎♡︎
كان روبنسون يجلس في المقهي المُحدد ويحتسي قهوته السوداء، ليعتدل في جلسته ويلقي نظره الي ساعة يدهِ
ولم يمُر الكثير حتي وجدها تدلُف مسرعةٍ لبُقعتهِ
" أسفه علي التأخير"
جلست وهي تلهثُ وتحاول ضبطِ أنفَاسِها التي سلبَها الطريقُ
روبنسون طبيبي النفسي، أستعنتُ به لحالتي، كنت علي علم إني بحاجه لطبيب ابوح ما بصدري معه وهذا ما جعل مني ما انا عليه الآن، لست إجتماعية إطلاقاً ولكن روبنسون إستثنائي فهو بالفعل طبيب يتميز بجذب المريض للحديث
كان ستةٌ وعشرون عاماً، طويل القامة، يملكُ شعرٌ أسود مجعد، و نظارته التي تعطيه بعض الوقار لمهنته، يحمل بشرةً بيضاء نقية، سِبرُهُ كالطبيب بحق..
بتر روبنسون شرودي ليتحمحم ويردف
" لا بأس، دعينا ندخُل بصُلب الموضوع"
قال بينما يعتدل من موضع نظارتهِ بإصبع السبابة
" لقد عادت الأحلامُ المزعجة تُراودني ، ولقد عاد رجل الحُلم ولكن هذه المره باتَ أوضح ، أنا حقاً اشعُر بالقلق بكل مرة يعود بها يصبح أوضح وأقرب"
تحدثت بينما يدي ترتجف وعيناي تتنقلُ في توتر
" إهدي لا تقلقي أنا هنا، حسناً أكملي"
أقترب روبنسون قاطعاً حديثها وأمسك كِلتا يديها ليحاول تهدئتها
" أنا حقاً خائفه من المواجهة روبن، لا أعلم ولكن ماذا سأفعل إن رأيت وجههِ؟ "
سألت وهي ترتجف لينظر لها ستيف مفكراً
" هيلدا أحقاً لا يُذكركِ سِبرهُ بأحد ألا تشعرين أنه مألوفٌ ولو قليلاً؟ "
نظرت له هيلدا نافيةً بحدة
" أخبرتُك روبن من قبل لا ،حقاً لا أعلم من هو ولا أتذكر اني قابلته صُدفةً حتى "
ليومئ لها روبنسون مُتفهماً و يُرتب علي يديها ليُهدئها
،،،
- مقهي جوستو بالشارع الشرقي :: فلوريدا -
- من وجهة نظر :: شِيـرا -
" ما المُوسيقى التي تعزفُها عيناك
حتى ينصت إليه قلبي بهذا الشكِل؟ "
هذا ما همست به داخلي وأنا أحدق به بهُيام وهو يحتسي كوبِ الشاي ويعيده مجددا مُحيطٍ به بين يديهِ وهو يحدق بالنافذه وحركة السيارات، ولكن ما أثار تعجُبِ طقطقة إصبعه علي الطاوله وهذه إحدى علامات التوتر وفرط التفكير، لأعتدل بجلستي واقترب منه قائلة..
" بما تُفكر "
جذبت أنظاره لتلتقي ملقتانا متحدثًا
" أفكر بـ هيلدا، يُراودني شعور إنها ليست علي ما يُرام"
نطق مايك و وجهِ يحمل قسماتٍ مائجة
" لا تقلق هي بخير، الم تقُل لي مسبقاً إنها قدمت لعمل ما؟ هل تم قبُولِها؟"
تفوهت مطمئنةً له وغدى سؤالي مُهتماً
" نعم تم قُبولها، أعتقد هذه خطوةٌ كبير بالنسبةِ لها، تعرفين هي إنطوائيه قليلًا ولقد مَرت بالكثير ليس بالسهل أبدا لمن هم بعُمريها..أحاول قدر المستطاع ان أنتشِلُها من هذه الذكريات، أعترف لقد كُنت مقصرٌ جداً في حقِها عليِ تعويضُ هذا"
تحدث مايك وصوته يحمِلُ نبرةَ الندم وهو يعيد تذكُر الماضِي
" لا تقسُ علي نفسك فأنت لا ذنب لك صدقني، كما انك بجوارها الان لن يصيبها مكروه "
أمسكت يديه بينما الأُخرى ترتب علي ظهره أحاول التخفيف عنه.
فهذه هي شروط الصداقة نبترُ ألام بعضنا البعض ونكون معهم في السراء والضراء ولكن أعترف أنا لست بجواره فقط بأسم الصداقه فطالما حمل قلبي له حُباً سحيقاً وكأني كالسكير المترنح، صداقتي بمايكل ليست بهينه برغم أن صداقتنا كانت لخمس أعوام إلا اننا قريبين جدا، هو أكثر من صديق مقرب لي وأعلم انه يراني صديقته المقربة و حافظة أسراره فقط وإن كان هذا ما سيُبقي هذا الاشقر اللطيف بجانبي للأبد فأنا موافقه علي هذا الوضع.
قاطع مايكل شرودي وسحب يديه ليقف مستقيماً ويأخذ معطفه المعلق..
" لقد تأخر الوقت كثيراً، علي تفقد هيلدا قبل ذهابي للمنزل".
قال بينما يرتدي معطفه ويميل ليأخذني في عناقٍ سريع
"حسناً قُد بحذر، الي اللقاء"
لوحت مودعة له بينما اغلق الباب سريعاً ويتركني مبعثرة كالعادة
،،،
- هيـلـدا -
كان الوقت كالعاده مُتأخر جداً، في وقت يسوده الهدوء و القزع يُخفي رَماد القمر المُكتمل؛ كنتُ أجد هذا الوقت المناسب تماماً لبدء يومي، خرجت لغرفة الرسم خاصتي ليصبح مجلسي أمام نافذتي الكبيره التي تسمح لي برؤيه مشهد رائع لسواد الديجُور والنجوم اللامعة البراقة.
سحبتُ لوحةٍ بيضاء و وضعت مُعداتي من الواني الزيتيه و مجموعة فُرشاتي متنوعه الأحجام وغيرها من أدواتِ الرسم
لأبدء بتجسيد هذا المشهد الرائع القابع أمامي، كان سبرُ القمر يبعثُ الراحه للمشاهدة وهو يحيطه بالنجوم الساطعة كأنها تحتضنه من جميع الجهاتِ وكأن لا نجاةٍ من هواه، مزجتُ اغمقُ درجاتِ الأزرق بأغمقِ درجاتُ الأبلق وأعطيت لمساتٍ للأبيض ليأخُذ حقه لسطوع النجومِ اللؤلؤيه.
شعرت بالظمأ لأقف مستقيمه وأتجه للمطبخ وإذ أنا بطريق العوده تسمرت في مكاني أثر الصدمه..
حتي أجد مقلمتي موضوعه علي الارض؛ بالرغم من تأكُدي من وضعها علي الطاوله الصغيره بجواري، حتى وإن وقعت لم تُصدر أي صوتٌ يُلاحظ!
ولكن هذه ليست بقضية فأنا أُعاني من بعض المشاكل مع ذاكرتي ولكن أنا حقاً لا أتذكر أبداً اني أغلقت النافذه فأنا حتي لم أنتهي من اللوحه وأيضاً ورقه حمراء مطويةٍ من نوعِ الورق المقوى، مُعلقه هُناك و كان هذا داعي كافي لإستغرابي فمتى وضعت هنا ومن وضعها ؟!
♡︎♡︎♡︎
Коментарі