| غموض |
ناظرته إيلينا بـذهول قائلة
" ماذا؟. "
طالعها بـنظرات باردة لـيخبرها
" هل ستتركينى أكمل حديثِ؟. "
أومئت له إيلينا بـحرج من موقفها، ثم نظرت للدفتر الذى بـيدها لـتدون طلبه.
" هل تريد شيئًا أخر؟. "
تحدثت إيلينا بعدما أنتهت من تدوين طلبه.
" لا. "
أجابها بـأختصار، لـتسحب إيلينا نفسها بعيدًا عنه وهى تلعن نفسها على هذا الموقف المحرج. توجهت نحو ديانا لـتخبرها بـطلبه ثم أنتظرتها لـتعده، بما أنه لا يوجد الكثير من الزبائن. بعد دقائق نظرت لـذلك الغامض، لـتجده يطالعها بـنظراته. شعرت إيلينا بـالخوف منه ومن هيئته المريبة بدون سبب.
قاطع تفكيرها ديانا والتى أخبرتها بـأن الطلب رقم ١١ قد جهز بـالفعل. حملت الصحن ثم أتجهت نحوه ووضعته أمامه قائلة
" أتمنى أن ينال أعجابك. "
" شكرًا. "
أخبرها بـنبرة هادئة، كادت إيلينا ألا تسمعها. رحلت لـتكمل عملها وحاولت قدر الإمكان تجاهله.مرت أكثؤ من خمسة عشر دقيقة، لـتستمع لـصوته وهو يناديها
" إل. "
نظرت له إيلينا بـذهول قليلًا ثم تقدمت نحوه قائلة
" أتريد شيئا أخر؟. "
" أريد كوب قهوة من فضلك إل. "
أخبرها بـنبرة لطيفة، عكس ما حدث منذ قليل. أومئت له إيلينا بـصمت وهى تأكدت بـداخلها بـأنه مختل عقليًا أو منفصم.
" بـالمناسبة أدعى إيلينا وليس إل. "
أخبرته بـنبرة حادة قليلًا، لـيقول
" أعلم، لكن إل يليق بكِ أكثر. "
تجاهلت إيلينا ما قاله، لـتخبره
" قهوتك ستجهز خلال دقائق. "
لـترحل نحو مكينة صنع القهوة. أعدته له القهوة ثم عادت له مجددًا، لـتضعها أمامه بـصمت.
تقدم من خلفها جوشوا والذى رحب بذلك الغريب وكأنه يعرفه منذ مدة طويلة. لم تكثر إيلينا لذلك وكانت على وشك الرحيل، لـيوقفها جوشوا قائلًا
" إيلِ. أريد أن أعرفكِ على زبوننا المفضل زين. زين هذه هى إيلينا. "
قام بـمد يده لكى يصافحها قائلًا بـرسمية
" زين. زين مالك. "
صافحته إيلينا وهى تخبره
- " إيلينا وايست. "
- أبعدت إيلينا يده سريعًا حين ظل يطالعها كثيرًا، لـتقسم أنها شعرت وكأنه قد أخترق عقلها وجسدها. قاطع ذلك التواصل حديث جوشوا قائلًا
- " زين من أفضل الزبائن لدينا هنا وأريدكِ أن تعامليه جيدًا إيلِ. "
- أؤمئت له إيلينا، لـترحل سريعًا وتعود لـتكملة عملها. لم تنفك إيلينا عن التفكير بذلك الغامض المدعو بـ زين، ولما ينتابها ذلك الشعور الغريب بسبب نظراته؟. حاولت إيلينا تجاهل ما حدث، لـتشغل نفسها بـالعمل بدلًا من التفكير بـ زين...
عادت إيلينا لـمنزلها فى تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً. كانت تشعر بـالتعب، لذا توجهت نحو غرفتها ثم دلفت لـداخل الحمام لـتستحم سريعًا. خرجت من الحمام وهى مازالت تفكر فى حديث جوشوا عن زين. أخبرها بـأنه دائمًا ما يأتى ليلًا أو فى الصباح باكرًا قبل قدومها. لم تستطع إيلينا إنكار أن شخصيته الغامضة تلك تجذبها نوعًا ما، ربما هو فضول.. هى حقًا لا تعلم. أرتدت ملابسها ثم أستلقت على السرير لـتنعم يـقسطٍ من الراحة...
أستيقظت إيلينا وهى تشعر بـالقلق دون سبب. نظرت للساعة لـتجدها الثالثة ودقيقتين صباحًا. نظرت بـجانبها لـتجد نافذة الغرفة مفتوحة، وهى متأكدة بـأنها قد أغلقت قبل رحيلها صباحًا. نهضت إيلينا من مكانها ثم حاولت إشغال الضوء، لكن الأضواء كانت منقطعة عن المنزل وضوء القمر هو ما ينير الغرفة نوعًا ما. الرياح كانت شديدة بـالخارج، مما أثار دهشة إيلينا. الأجواء كانت جيدة قبل أن تنام، كيف أنقلبت هكذا؟.
تقدمت إيلينا نحو النافذة لـتغلقها وهى تشعر بوجود أحد معها فى الغرفة، لكنها تجمدت فى مكانها حينما ظهرت أعين تلمع بشدة من زواية مظلمة فى الغرفة. شعرت إيلينا بـالرعب مما تراه، ولم تستطع حتى الهرب. ظلت تلك الأعين تنظر لها بـثبات، حتى قرر هو التقدم نحوها بـهدوء. أغمضت إيلينا عينيها بـخوف وهى تدعو بداخلها أن يكون كل هذا مجرد كابوس وسينتهى، لكن أنفاسه الساخنة التى أرتطمت بـرقبتها أقنعتها بـالعكس تمامًا.
أقترب من أذنها ببطء هامسًا بـ
' أنتِ لى.. '
وكانت تلك الجملة هى أخر ما سمعته إيلينا قبل أن تسقط فاقدة للوعى، وأخر ما شعرت به هو ذلك الشخص وهو يمسك بها قبل أن تسقط على الأرض...
Коментарі