المُقدمة.
التَشويقة.
الفصل الأول.
التَشويقة.
«هل أنا فعلًا في الواقع؟ أتمنى أنَّ هذا حُلمٌ فقط ليسَ إلا.
حلمًا قد أفيقُ منه في أيةِ لحظة.»
فاهت بِـالقول والهلع مُنبلجًا في نبرتها المهزوزة، جثت على الطين الذي تفشى على التراب الجاف في غضون دقائق مِن بدأهم لِلحفر.

«هذه أول مرةٍ أشعر بِها بِـهذا الشعور، وكأن ما نَفعلهُ ليسَ صحيحًا على الإطلاق.»
توَّسمت فيما يقومون به الشر، وهي تُعلل لهُ مِن غير مُباشرةً أنهُ يلزمهما التوقف.

اِمتنع عن الحفر لِـيُغرز المجرفة بِـداخل التربة، اِتكأ على العصا الخشبية بها.
أطالَ النظر بِـحالتها المُزرية، نسجَ ما أدركهُ مِن حديثها بِـعدة كلمات حوَّت صراحةً جعلت نبضات قلبها تتسارع:
«أنتِ خائفةً؛ لِأنكِ السبب فيما دُثر ويحصل الآن ولا نعرف ما قد يُخبئ لنا المستقبل.»

اِمتنعت عن الرد عليه؛ فَـهي على علمٌ أنَّ ما قالهُ حقيقيًا لِلغاية ولا تستطيع نكر المسألة فَـأستبهمتها.

تركَ ما في يدهُ لِـيَخطي صوبها، فورَما شارفَ على قبض كتفيها حتى يُساندها على النهوض، لكن هي مانعتهُ بِـتطويقها لِـنصفه السُفلي بِـكلتا ذراعيها، عانقتهُ بِـقوة.
سمَحت لِـدموعًا مليئةً بِـالتحسر أن تتصبب وتُفرغ ما في داخلها مِن همومٍ وغموم.
أعربت عمَّا كانت تَتستر عنهُ سابقًا؛ لأنها قد تخسرهُ الآن إن لَم تُبرر لهُ:
«في المقابل أنا ندمتُ بعدها، وتمنيتُ أنني لَم أحفر هذا القبر بِـيداي.
أنا كنتُ خائفةً لِلغاية، لا أرى سِوى عتمة، وأشعر بِـالخذلان يستحوذ على قلبي ويَهمس لي: أنني لَن أنجو أبدًا؛ فَـأنا وحيدة.»
© القدّيسةُ الغيداء ,
книга «اِنبعاث ضوء.».
الفصل الأول.
Коментарі